مت3:26-5،14-16 + مر1:14،2،10،11+ لو1:22-6
بالنسبة للسيد المسيح فقد إعتزل في هذا اليوم. غالباً في بيت عنيا. وفي هذا اليوم إجتمعت السلطات
الدينية معاً ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة بهذا الأمر
وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون
تذكاراً لهذا التشاور الرديء.
وفي يوم أربعاء
البصخة تقرأ القراءات عاليه مع قصة المرأة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح وهي
مريم أخت لعازر، ليظهر الفرق بين ما عملته مريم وما عمله يهوذا.
(مت3:26-5): "حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار
رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم
قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب."
رؤساء الكهنة أي
من يمثلون الكهنة. حنان وقيافا+ رؤساء الفرق (فرق الكهنة الأربعة والعشرين). وشيوخ
الشعب هم رؤساء العائلات ومنهم نجد مجمع السنهدريم أي المجمع الأعظم الذي له
السلطة العظمى في كلا الأمور الروحية والمدنية. قيافا= هو رئيس الكهنة الفعلي.
وكان حنان الذي عزله بيلاطس هو حما قيافا. ولكن غالباً كان حنان له تأثير ونفوذ
كبير. ولذلك في محاكمة المسيح فحصه حنان أولاً أي سأله عن تلاميذه وخدمته، ثم
أرسله إلى قيافا. وقيافا هذا كان صدوقياً. قالوا ليس في العيد= ولكن الله دبَّر أن
يكون صلبه أمام يهود العالم كله لينتقل الخبر للعالم كله. ولماذا لم يكتشف رؤساء
الكهنة شخص المسيح ويفرحوا به كرئيس الكهنة الأعظم؟!
كان هذا بسبب إهتمامهم
بالكرامات الزمنية وخوفهم على مصالحهم الشخصية وشكلية عبادتهم. وهذا قد فهمه
بيلاطس أنهم "أسلموه حسداً" (مر10:15). فالحسد أعمى عيونهم.
(مت14:26-16): "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا
الاسخريوطي إلى رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم فجعلوا
له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه."
ثلاثين من الفضة=
ثمن شراء العبد حسب الناموس (خر32:21) المسيح بيع كعبد لكي يحررنا من العبودية.
وتحققت بهذا نبوة زكريا (13:11). وكان الهدف من خيانة يهوذا أن يسلمه منفرداً بعيداً
عن الجموع (لو6:22)، إذ هو يعرف الأماكن التي ينفرد فيها مع تلاميذه سراً. لقد
أعمى الطمع أعين التلميذ، أمّا مريم فقد فتح الحب قلبها. وغالباً فقد كان رؤساء
الكهنة قد دبروا أنهم يلقون القبض على المسيح بعد الفصح ولكن عرض يهوذا سهل عليهم
الأمر وعدلوا خطتهم لتصير قبل الفصح. وربما هم إهتموا بأن يتعجلوا القضاء عليه،
حتى لا تثور الجماهير ويملكوه فيثير هذا الرومان ويسلبوا الرؤساء اليهود ما تبقى
لهم من سلطة.
(مر1:14،2) : "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة
والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون
شغب في الشعب."
الفصح وأيام
الفطير= إرتبط العيدان في أذهان اليهود وكأنهما صارا عيداً واحداً. وكان يستخدم
تعبير عيد الفطير ليشمل الفصح أيضاً، كما يطلق إسم الفصح على عيد الفطير.
(مر10:14،11): "ثم أن يهوذا الاسخريوطي واحداً من الاثني عشر مضى إلى
رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف
يسلمه في فرصة موافقة."
كان يهوذا محباً
للمال وطامعاً في مركز كبير حين يصير المسيح ملكاً. ولكن حديث المسيح عن صليبه
خَيَّبَ أماله، وربما فهم أن ملكوت المسيح سيكون روحياً وهذا لن يفيد أطماعه بشئ،
بل هو سمع أن تلاميذه عليهم أن يحتملوا الإهانات وهذا لا يتفق مع أماله في العظمة
والغنى. فباع المسيح.
(لو1:22-6): "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة
والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى
الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف
يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم
خلوا من جمع."
دخل الشيطان في
يهوذا ليس إكراهاً بل لأنه وجد الباب مفتوحاً لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال
باباً للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان (يو27:13). كان يهوذا قد سلّم نفسه
للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له
يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع
الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو
في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب
يدخل منه، حتى لا يسود علينا. لذلك قال السيد المسيح "رئيس هذا العالم آتٍ
وليس لهُ فيَّ شئ" إذ لم يقبل منه شئ خاطئ (راجع التجربة على الجبل) والعكس
فمن يتجاوب مع الروح القدس يملأه (رؤ10:1+ 2:4). فروح الله يشتاق أن يحل في قلوب
أولاده بلا توقف ليملأهم من عمله الإلهي. وأيضاً إبليس يحاول أن يملأ ويسود على من
يتجاوب معهُ ويُصَيِّرَهُ أداة خاضعة له. وكل إنسان حر أن يختار ممن يمتلئ. يهوذا
بدأ سارقاً وإنتهى خائناً للمسيح.
بالنسبة للسيد المسيح فقد إعتزل في هذا اليوم. غالباً في بيت عنيا. وفي هذا اليوم إجتمعت السلطات
الدينية معاً ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة بهذا الأمر
وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون
تذكاراً لهذا التشاور الرديء.
وفي يوم أربعاء
البصخة تقرأ القراءات عاليه مع قصة المرأة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح وهي
مريم أخت لعازر، ليظهر الفرق بين ما عملته مريم وما عمله يهوذا.
(مت3:26-5): "حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار
رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم
قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب."
رؤساء الكهنة أي
من يمثلون الكهنة. حنان وقيافا+ رؤساء الفرق (فرق الكهنة الأربعة والعشرين). وشيوخ
الشعب هم رؤساء العائلات ومنهم نجد مجمع السنهدريم أي المجمع الأعظم الذي له
السلطة العظمى في كلا الأمور الروحية والمدنية. قيافا= هو رئيس الكهنة الفعلي.
وكان حنان الذي عزله بيلاطس هو حما قيافا. ولكن غالباً كان حنان له تأثير ونفوذ
كبير. ولذلك في محاكمة المسيح فحصه حنان أولاً أي سأله عن تلاميذه وخدمته، ثم
أرسله إلى قيافا. وقيافا هذا كان صدوقياً. قالوا ليس في العيد= ولكن الله دبَّر أن
يكون صلبه أمام يهود العالم كله لينتقل الخبر للعالم كله. ولماذا لم يكتشف رؤساء
الكهنة شخص المسيح ويفرحوا به كرئيس الكهنة الأعظم؟!
كان هذا بسبب إهتمامهم
بالكرامات الزمنية وخوفهم على مصالحهم الشخصية وشكلية عبادتهم. وهذا قد فهمه
بيلاطس أنهم "أسلموه حسداً" (مر10:15). فالحسد أعمى عيونهم.
(مت14:26-16): "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا
الاسخريوطي إلى رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم فجعلوا
له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه."
ثلاثين من الفضة=
ثمن شراء العبد حسب الناموس (خر32:21) المسيح بيع كعبد لكي يحررنا من العبودية.
وتحققت بهذا نبوة زكريا (13:11). وكان الهدف من خيانة يهوذا أن يسلمه منفرداً بعيداً
عن الجموع (لو6:22)، إذ هو يعرف الأماكن التي ينفرد فيها مع تلاميذه سراً. لقد
أعمى الطمع أعين التلميذ، أمّا مريم فقد فتح الحب قلبها. وغالباً فقد كان رؤساء
الكهنة قد دبروا أنهم يلقون القبض على المسيح بعد الفصح ولكن عرض يهوذا سهل عليهم
الأمر وعدلوا خطتهم لتصير قبل الفصح. وربما هم إهتموا بأن يتعجلوا القضاء عليه،
حتى لا تثور الجماهير ويملكوه فيثير هذا الرومان ويسلبوا الرؤساء اليهود ما تبقى
لهم من سلطة.
(مر1:14،2) : "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة
والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون
شغب في الشعب."
الفصح وأيام
الفطير= إرتبط العيدان في أذهان اليهود وكأنهما صارا عيداً واحداً. وكان يستخدم
تعبير عيد الفطير ليشمل الفصح أيضاً، كما يطلق إسم الفصح على عيد الفطير.
(مر10:14،11): "ثم أن يهوذا الاسخريوطي واحداً من الاثني عشر مضى إلى
رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف
يسلمه في فرصة موافقة."
كان يهوذا محباً
للمال وطامعاً في مركز كبير حين يصير المسيح ملكاً. ولكن حديث المسيح عن صليبه
خَيَّبَ أماله، وربما فهم أن ملكوت المسيح سيكون روحياً وهذا لن يفيد أطماعه بشئ،
بل هو سمع أن تلاميذه عليهم أن يحتملوا الإهانات وهذا لا يتفق مع أماله في العظمة
والغنى. فباع المسيح.
(لو1:22-6): "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة
والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى
الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف
يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم
خلوا من جمع."
دخل الشيطان في
يهوذا ليس إكراهاً بل لأنه وجد الباب مفتوحاً لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال
باباً للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان (يو27:13). كان يهوذا قد سلّم نفسه
للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له
يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع
الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو
في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب
يدخل منه، حتى لا يسود علينا. لذلك قال السيد المسيح "رئيس هذا العالم آتٍ
وليس لهُ فيَّ شئ" إذ لم يقبل منه شئ خاطئ (راجع التجربة على الجبل) والعكس
فمن يتجاوب مع الروح القدس يملأه (رؤ10:1+ 2:4). فروح الله يشتاق أن يحل في قلوب
أولاده بلا توقف ليملأهم من عمله الإلهي. وأيضاً إبليس يحاول أن يملأ ويسود على من
يتجاوب معهُ ويُصَيِّرَهُ أداة خاضعة له. وكل إنسان حر أن يختار ممن يمتلئ. يهوذا
بدأ سارقاً وإنتهى خائناً للمسيح.