منتدي الشهيدة دميانة
بسم الاب والابن والروح القدس
الالة الواحد امين
اهلا بكم فى منتدى مجموعة الشهيدة دميانة والاربعين عذراء
يسعدنا انضمامك الينا سجل دخولك الان

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الشهيدة دميانة
بسم الاب والابن والروح القدس
الالة الواحد امين
اهلا بكم فى منتدى مجموعة الشهيدة دميانة والاربعين عذراء
يسعدنا انضمامك الينا سجل دخولك الان
منتدي الشهيدة دميانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بالاعضاء والزوار

اد
ads
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 218 بتاريخ الجمعة 6 مايو 2011 - 16:36
المواضيع الأخيرة
» خلى الويندوز يبدأ بأسم الاب ويغلق بامضوا بسلام بصوت قداسة البابا+مفاجاه جامده جدا جدا 25 فيديو عن عمل صلبان واشكال بالسعف
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 11 أكتوبر 2015 - 23:35 من طرف ashraf zaher

» اسطوانة شامله كل الحان ومدايح وعظات ومقالات الصوم الكبير
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 18 مارس 2015 - 12:12 من طرف زائر

» استايلك المجانى والمميز معانا فى الابداع العربي
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 17 مارس 2015 - 23:14 من طرف ابن النيل

» الأربعاء, 4 مارس 2015 --- 25 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 3 مارس 2015 - 21:01 من طرف ramzy1913

» الثلاثاء, 3 مارس 2015 --- 24 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 2 مارس 2015 - 23:30 من طرف ramzy1913

» الأثنين, 2 مارس 2015 --- 23 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 1 مارس 2015 - 22:58 من طرف ramzy1913

» الأحد, 1 مارس 2015 --- 22 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 28 فبراير 2015 - 23:03 من طرف ramzy1913

» السبت, 28 فبراير 2015 --- 21 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 27 فبراير 2015 - 22:59 من طرف ramzy1913

» الجمعة, 27 فبراير 2015 --- 20 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 26 فبراير 2015 - 23:24 من طرف ramzy1913

» الخميس, 26 فبراير 2015 --- 19 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 26 فبراير 2015 - 6:01 من طرف ramzy1913

» الأربعاء, 25 فبراير 2015 --- 18 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 24 فبراير 2015 - 23:13 من طرف ramzy1913

» الثلاثاء, 24 فبراير 2015 --- 17 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 23 فبراير 2015 - 20:15 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 13 فبراير 2015 --- 6 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 13 فبراير 2015 - 11:30 من طرف ramzy1913

» قراءات الخميس, 12 فبراير 2015 --- 5 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 11 فبراير 2015 - 20:25 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء, 11 فبراير 2015 --- 4 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 10 فبراير 2015 - 22:41 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 10 فبراير 2015 --- 3 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 9 فبراير 2015 - 21:27 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 9 فبراير 2015 --- 2 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 8 فبراير 2015 - 23:06 من طرف ramzy1913

» الأحد, 8 فبراير 2015 --- 1 أمشير 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 7 فبراير 2015 - 23:59 من طرف ramzy1913

» راءات السبت, 7 فبراير 2015 --- 30 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 7 فبراير 2015 - 0:10 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 6 فبراير 2015 --- 29 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 6 فبراير 2015 - 10:52 من طرف ramzy1913

» الأربعاء, 4 فبراير 2015 --- 27 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 5 فبراير 2015 - 7:57 من طرف ramzy1913

» اسطوانة صلوات الاجبية المسموعة اصغر اسطوانة بمساحة 45 ميجا
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 4 فبراير 2015 - 14:06 من طرف pmg

» الأربعاء, 4 فبراير 2015 --- 27 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 4 فبراير 2015 - 6:04 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الثلاثاء, 3 فبراير 2015 --- 26 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 2 فبراير 2015 - 22:40 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأثنين, 2 فبراير 2015 --- 25 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 2 فبراير 2015 - 6:17 من طرف ramzy1913

» الأحد, 1 فبراير 2015 --- 24 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 1 فبراير 2015 - 8:27 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 30 يناير 2015 --- 22 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 30 يناير 2015 - 6:54 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء, 28 يناير 2015 --- 20 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 28 يناير 2015 - 5:50 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 27 يناير 2015 --- 19 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 27 يناير 2015 - 7:03 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 26 يناير 2015 --- 18 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 25 يناير 2015 - 22:40 من طرف ramzy1913

» الأحد, 25 يناير 2015 --- 17 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 24 يناير 2015 - 19:55 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 24 يناير 2015 --- 16 طوبة 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 24 يناير 2015 - 7:10 من طرف ramzy1913

» قراءات الخميس, 1 يناير 2015 --- 23 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 1 يناير 2015 - 1:16 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء, 31 ديسمبر 2014 --- 22 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 31 ديسمبر 2014 - 4:24 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 30 ديسمبر 2014 --- 21 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 29 ديسمبر 2014 - 21:43 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 29 ديسمبر 2014 --- 20 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 28 ديسمبر 2014 - 22:09 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 28 ديسمبر 2014 --- 19 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 27 ديسمبر 2014 - 23:13 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 27 ديسمبر 2014 --- 18 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014 - 23:16 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 26 ديسمبر 2014 --- 17 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014 - 11:16 من طرف ramzy1913

» قراءات الخميس, 25 ديسمبر 2014 --- 16 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 25 ديسمبر 2014 - 12:40 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء, 24 ديسمبر 2014 --- 15 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 24 ديسمبر 2014 - 7:33 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 23 ديسمبر 2014 --- 14 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 23 ديسمبر 2014 - 6:07 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 22 ديسمبر 2014 --- 13 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 22 ديسمبر 2014 - 8:11 من طرف ramzy1913

» b-r-cross القراءات اليومية الأحد, 21 ديسمبر 2014 --- 12 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 20 ديسمبر 2014 - 19:32 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 15 ديسمبر 2014 --- 6 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 14 ديسمبر 2014 - 20:47 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 14 ديسمبر 2014 --- 5 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 13 ديسمبر 2014 - 19:44 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 13 ديسمبر 2014 --- 4 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 13 ديسمبر 2014 - 5:44 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 12 ديسمبر 2014 --- 3 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 12 ديسمبر 2014 - 6:10 من طرف ramzy1913

» قراءات الخميس, 11 ديسمبر 2014 --- 2 كيهك 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 10 ديسمبر 2014 - 23:23 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 9 ديسمبر 2014 --- 30 هاتور 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 9 ديسمبر 2014 - 3:00 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 8 ديسمبر 2014 --- 29 هاتور 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 8 ديسمبر 2014 - 5:07 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 7 ديسمبر 2014 --- 28 هاتور 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 6 ديسمبر 2014 - 21:44 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 6 ديسمبر 2014 --- 27 هاتور 1731
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 6 ديسمبر 2014 - 6:01 من طرف ramzy1913

» برنامج Coptic Calendar
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 5 أكتوبر 2014 - 20:15 من طرف سان جورج

» كلمات ترنيمة انا السامرية
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 16 يناير 2014 - 12:01 من طرف makariosgadallh

» قراءات الثلاثاء, 13 اغسطس 2013 --- 7 مسرى 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 12 أغسطس 2013 - 22:26 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 12 اغسطس 2013 --- 6 مسرى 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 12 أغسطس 2013 - 0:21 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 11 اغسطس 2013 --- 5 مسرى 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 11 أغسطس 2013 - 0:12 من طرف ramzy1913

» العذراء مريم فخر ورائدة البتولية
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 10 أغسطس 2013 - 15:49 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 10 اغسطس 2013 --- 4 مسرى 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 9 أغسطس 2013 - 22:15 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأربعاء, 7 اغسطس 2013 --- 1 مسرى 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 7 أغسطس 2013 - 3:14 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 6 اغسطس 2013 --- 30 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 6:52 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 5 اغسطس 2013 --- 29 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 5 أغسطس 2013 - 8:04 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 4 اغسطس 2013 --- 28 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 4 أغسطس 2013 - 3:45 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت, 3 اغسطس 2013 --- 27 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 4 أغسطس 2013 - 3:21 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 2 اغسطس 2013 --- 26 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 4 أغسطس 2013 - 2:58 من طرف ramzy1913

» نهنئ البابا تواضروس باليوبيل الفضي لرهبنته
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 31 يوليو 2013 - 21:26 من طرف ramzy1913

» نيران الخدمةأولاً: نار الخطايا والشهوات (نار الخطية
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالإثنين 29 يوليو 2013 - 7:16 من طرف ramzy1913

» لماذا يصلى المسيحيون ناحيـة الشـــــــرق ؟
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 28 يوليو 2013 - 11:51 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية قراءات الأحد الثالث من أبيب28 يوليو 2013 --- 21 أبيب 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 28 يوليو 2013 - 9:05 من طرف ramzy1913

» لماذا يضطرب قلبك وينزعج؟
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 27 يوليو 2013 - 8:28 من طرف ramzy1913

» كل سنه وانتوا طيبين بمناسبه عيد الرسل
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 12 يوليو 2013 - 12:10 من طرف ramzy1913

» القانون الروحى
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 12 يوليو 2013 - 8:15 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة, 28 يونية 2013 --- 21 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 28 يونيو 2013 - 5:51 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء, 26 يونية 2013 --- 19 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 26 يونيو 2013 - 6:52 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 25 يونية 2013 --- 18 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 25 يونيو 2013 - 6:12 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 25 يونية 2013 --- 18 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 25 يونيو 2013 - 6:12 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 25 يونية 2013 --- 18 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 25 يونيو 2013 - 6:12 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 25 يونية 2013 --- 18 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 25 يونيو 2013 - 6:12 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء, 25 يونية 2013 --- 18 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 25 يونيو 2013 - 6:12 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 24 يونية 2013 --- 17 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 23 يونيو 2013 - 20:34 من طرف ramzy1913

» قراءات الأثنين, 24 يونية 2013 --- 17 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 23 يونيو 2013 - 20:34 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الأحد, 23 يونية 2013 --- 16 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالسبت 22 يونيو 2013 - 15:39 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 20 يونيو 2013 - 20:23 من طرف ramzy1913

» قراءات الخميس من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 20 يونيو 2013 - 6:31 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 19 يونيو 2013 - 5:19 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 19 يونيو 2013 - 5:19 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 19 يونيو 2013 - 5:19 من طرف ramzy1913

» مَن نسمح له يدخل قلوبنا ليفرحها؟
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2013 - 13:56 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2013 - 5:51 من طرف ramzy1913

» قراءات الثلاثاء من الأسبوع السابع من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2013 - 5:51 من طرف ramzy1913

» قراءات عيد مجيء المسيح إلى أرض مصر
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأحد 16 يونيو 2013 - 7:23 من طرف ramzy1913

» قراءات السبت من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 14 يونيو 2013 - 8:00 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 14 يونيو 2013 - 7:43 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 14 يونيو 2013 - 7:33 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 14 يونيو 2013 - 7:30 من طرف ramzy1913

» قراءات الجمعة من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالجمعة 14 يونيو 2013 - 7:29 من طرف ramzy1913

» القراءات اليومية الخميس 13 يونية 2013 --- 6 بؤونة 1729
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالخميس 13 يونيو 2013 - 6:37 من طرف ramzy1913

» قراءات الأربعاء من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة
تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Emptyالأربعاء 12 يونيو 2013 - 6:33 من طرف ramzy1913

Google
Google
GL7G765ADT2X

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تفسير + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/ العبرانيين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 1

آية 1:- الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع و طرق كثيرة.

كلم = كلمة الله لها قوة فعالة (أش11،10:55). وكانت أقوال الأنبياء تتم فى الحال (1مل1:13-5) + (2مل24،23:2) + (2مل10،9:1) فالنبوة كانت كلمة الله المنطوقة.

بالأنبياء = الأنبياء شهدوا للمسيح وأعلنوا شخصه وعمله بل إن شهادة يسوع هى روح النبوة (رؤ10:19) والنبى هو من يسمع قول الرب بأذنه المفتوحة ويرى رؤيا القدير بعينه المكشوفة ويخبر بما يسمع ورأى ولأنه يسمع ويتكلم يسمى نبى ولأنه يرى ويخبر يسمى رائى. والأنبياء أعدوا الطريق للمسيح فجعلوا الشعب ينتظر مجيئه والنبوات أعلنت كل شىء عن المسيح ولكن ظل شخص المسيح غامضا (2بط19:1) + (لو25:24-27) حتى جاء المسيح ورأينا فيه تحقيق كل النبوات فمثلا من كان يدرى أن رجل الأوجاع هو المسيح أو أن ملاك العهد هو المسيح أو أن الصخرة هى المسيح (1كو4:10).

بأنواع وطرق كثيرة = الله كلم آدم وقايين ونوح وإبراهيم وموسى وكلم أنبياء مرات عديدة. كلمهم بالرؤى والأحلام، بالأوريم والتميم، بالأمثال على يد الأنبياء وبواسطة الملائكة. بل تكلم مع موسى فما لفم. وكان الله يعلن جزء من الحقيقة لكل واحد بقدر ما يحتمل. ولكن فى المسيح ظهر إستعلان الله بالكامل. فخروف الفصح وعمود السحاب وعمود النار والصخرة والمن والحية النحاسية... الخ هذه كلها إعلانات تحققت وظهرت فى المسيح الذى قال أنا هو النور، أنا هو الخبز. الأباء والأنبياء نقلوا من الله لشعوبهم كلمة. أما المسيح الإبن فنقل لنا من الله ذاته. فالمسيح هو الله متكلما فى إبنه. وهذا هو الإستعلان الكلى والكامل لله فى ذاته وصفاته الجوهرية.



آية 2:- كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين.

فى إبنه = الله يتحرك نحونا دائما بحركة الإعلان عن حبه وهو دائم الحديث معنا. الله ليس فى معزل عن الإنسان بل يود أن يتحد معه لينعم بشركة أمجاده الأبدية وكلام المسيح روح وحياة (يو63:6) وليس مجرد ألفاظ بل هو حياة فعالة (عب 13،12:4).

والله كان يتكلم عن طريق الأنبياء كآلات تعلن صوته ولكنه الآن يحدثنا فى إبنه الذى هو كلمته الواحد مع الآب وبفدائه وهبنا حق الدخول فيه نازعا العداوة وصرنا واحدا مع كلمة الله وأعضاء جسده لم يعد كلام الله مجرد وصايا نتقبلها لنطيعه، إنما بالأكثر قبول للكلمة الإلهى وثبوت فيه. فيه نلتقى مع الآب كآب لنا. الإبن واحد مع أبيه يحمل فيه الآب، والإبن يحوينا داخله أيضا بتقديسنا بدمه فنلتقى مع الآب فيه ونتعرف عليه. الفارق الهائل بين إستعلان الله بالكلمة على فم الأنبياء وبين إستعلانه فى المسيح كالفرق بين أن نعرف شيئا عن الله وبين أن نراه ونسمعه ونلمسه وإن كان كلام الله بالأنبياء لا يزول بل كلام الأنبياء يتحقق فى الحال فبالأولى كلمة المسيح التى تخلق. ونرى هنا وحدة العهدين فالله الذى كلمنا فى الأنبياء هو هو نفسه الذى كلمنا فى إبنه ولكن الآن أكمل الإستعلان. فى العهد القديم رأينا ظلال الحقائق أما الآن فنرى الحق عينه بل أعطانا الله الروح القدس الذى به نعرف عقل الله وفكر الله ونرى صورة للمجد (1كو9:2-11).

الأيام الأخيرة = هو لفظ يشير لنهاية النظام اليهودى وبدء المسيحية. وفى المفهوم اليهودى يشير لعمل مقارنة بين الحاضر الزمنى والنظام فى المستقبل (تك1:49) + (أر20:23) + (أش2:2). وبهذا تشير الكلمة لأيام المسيا وهكذا يفهمها سفر العبرانيين. والتعبير أيضا يشير للمجىء الثانى والدينونة وبذلك نفهم أنه بإقامة الكنيسة على الأرض بدأ ملكوت الله الذى سيكمل بعد القيامة. وفى (عد14:24-19) تشير للأيام التى تسبق مجىء المخلص وإعلان الإنجيل يمثل الأيام الأخيرة فإعلان الإنجيل هو آخر ما إنتظرناه من إعلانات الله. فالإعلان الأول كان الإعلان الطبيعى وتلاه الإعلان للآباء البطاركة سواء بالأحلام أو الرؤى أما أخيرا فكان الإنجيل.

وارثا لكل شىء = الإبن أخلى ذاته وصار فى شكل العبد حاملا إيانا فيه حتى إذا ما ورث كل شىء ببره الذاتى نرث نحن معه وفيه. الإبن لن يزداد شيئا فكل ما هو للآب هو للإبن ولكن نحن سنربح فيه الميراث حين يردنا له (رؤ15:11). والله مهد لميراث السماوات بوعوده لليهود بأن يرثوا الأرض الجيدة ولكنهم كانوا سيفقدونها إن أخطأوا فالبر طريق الميراث. وقوله وارثا هى للجسد (ناسوت المسيح) فاللاهوت لن يرث شيئا جديدا فهو لم يخسر شيئا أصلا. وما ناله الجسد من مجد بجلوسه عن يمين الآب كان لصالح البشر.

عمل العالمين = THE WORLDS فالمسيح هو خالق السماء والأرض (يو3:1). خالق الخليقة السمائية والأرضية. المنظور وغير المنظور، الزمنى والأبدى. هو اللوغوس هو قوة الله وحكمته.



آية3:- الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي.

بهاء ومجده = فى آية 3 نرى طبيعة الإبن وعلاقته بالآب وطبيعة عمله الذى أتى ليعمله حين تجسد.وقوله بهاء مجده فلأن المسيح الإبن هو الإشعاع البهى لطبيعة الله المجيدة، الإبن هو نور من نور كان مع الآب منذ الأزل لأن الله على الدوام يشع الضياء ولم يوجد أبدا كشمس منطفئة. إذا هذا التعبير يشير لأزلية الإبن. فالآب نور ولا يوجد نور بدون بهائه وإشراقه. بهاء النور لا ينفصل عن النور، بل هو واحد معه. ومن هنا فهم الأباء إصطلاح نور من نور ووضعوه فى قانون الإيمان وكون طبيعة الله نورانية فهذا يظهر من لمعان وجه موسى حين رأى جزء يسير من مجد الله. ولكن مع موسى فلقد إنعكس على وجهه بهاء خارجى، أما المسيح فهو البهاء بعينه غير منفصل عن الآب هو نور من مجد الله مرتبط بالله ومتحدا به ونابع منه.

المجد : أول مرة نسمع فيها عن المجد فى الكتاب المقدس كانت فى (تك1:31) حينما إعتبر أولاد لابان أن قطيعا من الغنم هو مجد أبيهم ولكن الله عبر الكتاب المقدس إرتفع بالفكر الإنسانى حتى سمعنا هذه الآية فى (زك5:2) ومن هنا فهمنا أن المجد هو شىء خاص بالله فقط ونحن نكون فى مجد إذا كان الله معنا وفى وسطنا وللأسف فإن كثيرين للآن مازالوا يفكرون بعقلية أبناء لابان متصورين أن المجد هو فى النقود والثروات والقصور... الخ.

ونحن لن نفهم طالما نحن على الأرض معنى كلمة مجد. فربما كانت تعنى النور أو تعنى العظمة أو تعنى الروعة أو تعنى القدرات والقوة وقد تعنى هذا كله.

وما يظهر من النور هو اللمعان.

وما يظهر من المجد هو البهاء.

ولا يوجد نور بدون لمعان ولا لمعان بدون نور.

ولا يوجد مجد بدون بهاء ولا بهاء بدون مجد.

ولأننا لا نستطيع أن نرى الآب فلقد ظهر لنا بهاءه فكان المسيح هو إستعلان للآب لذلك قال المسيح من رآنى فقد رآى الآب (يو9:14).

رسم جوهره = هو الرسم الدقيق والصورة الحية لجوهر الآب أى أنه مساو للآب يحمل خصائص جوهر الآب ويحمل سماته بكل دقة وكمال. هو ليس مشابه للآب فى جوهره بل هو صورة الآب الكاملة وبهاؤه. الإبن هو حكمة الآب (1كو24:1) فكيف يوجد زمان يكون فيه الآب بدون حكمته. لذلك فحين تجسد الإبن رأينا فيه الآب على قدر ما نحتمل. الذى رآنى فقد رأى الآب (يو9:14). نحن لا يمكننا أن نرى الآب ولكن رأينا رسم جوهره متجسدا لذلك أدركنا الله فى شخص المسيح وفى أعماله.

حامل كل الأشيا بكلمة قدرته = هنا نرى المسيح ضابط الكل لا يفلت منه شىء ولكننا نراه كراعى يحملنا فيه لنكون فيه تحت حمايته، يحملنا كما يحمل الراعى خروفه وكما تحمل الأم طفلها تغذيه وتتعهده برعايتها. يحمل أحزاننا وأفراحنا، يحملنا ليدخلنا إلى أفراحه.

بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا = لأنه حامل كل الأشياء بكلمة قدرته تجلت إمكانياته الإلهية ليس فقط فى خلقته إيانا من العدم، ولكن بعد أن فسدت طبيعتنا وهربنا من وجه الآب نزل لعمق الإنسان وحمل خطايانا مقدما ثمنها عل الصليب ليردنا إلى بيت الآب، وهو الآن يشفع فينا خلال ذبيحة نفسه. والتطهير شمل التقديس والتبرير والتبنى لله الآب والميراث (1كو9:6-11).

جلس فى يمين العظمة = (مز6:45) + (مز1:110) + (عب2:12). المسيح بعد صعوده جلس عن يمين الآب. وكلمة اليمين لا تفيد معنى المكان (ونلاحظ فى نفس المزمور أن الآب عن يمين الإبن (مز5،1:110) إذا اليمين ليس مكان) فالله فى كل مكان ولكنها معنى المجد والكرامة. وجلوس الإبن عن يمين الآب يشير للمساواة مع الآب فلا يتساوى مع الله غير الله ولنلاحظ أن الملائكة تقف أمام الله تغطى وجوهها (اش2:6).

وقوله العظمة هو تعبير يميز جلال الله ومجده فوق كل شىء وكل مجد دنيوى. ولنلاحظ أن المسيح نزل وبعد أن نزل صعد، نزل إلينا وصعد ليصعدنا معه، إرتفع ليرفعنا معه وفيه وبه نجلس حيث هو جالس، إرتفع الراس ليرفع معه الجسد.



آية 4:- صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم.

إبتداء من هنا دخل الرسول فى موضوع الرسالة مباشرة وبدأ يشرح كيف أن المسيح أعظم من الملائكة، ولأن التقليد اليهودى يقول أن موسى إستلم الناموس بيد ملائكة بدأ الرسول بأفضلية المسيح عنهم ثم يتبع بأفضلية المسيح عن موسى وغيره. أما شريعة العهد الجديد فسلمها المسيح مباشرة بدون ملائكة ولا نار ولا زلازل.

أعظم = كان المسيح بالجسد يبدو فى حالة إتضاعه أنه أقل من الملائكة. ولكن الرسول هنا يظهر عظمته بالنسبة للملائكة كإبن وحيد الجنس. وكلمة أعظم هى فى الكرامة والإستحقاق. ونلاحظ فى الرسالة تكرار كلمتى أفضل وأعظم فى جمال المقارنة بين العهد القديم والعهد الجديد. ونلاحظ أن المسيح بلاهوته هو فوق كل مقارنة ولكن هذه المقارنات هى للمسيح بالجسد أى فى حالة إتضاعه ومع هذا فهو يفوق الجميع فى المقام والقوة والكرامة.

ورث = قارن مع (فى10،9:2) وراجع تفسير (2:1) فالميراث لحسابنا فالملائكة خدام الله أما المسيح فهو إبن الله الوحيد.

أفضل = الملائكة لهم إسما فاضلا ولكن الإبن أفضل.



آية 5:- لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك و ايضا انا اكون له ابا و هو يكون لي ابنا.

أنت إبنى أنا اليوم ولدتك = هذه الاية من المزمور الثانى لداود.

أنت إبنى = هذه تشير لولادة المسيح الأزلية من الآب "نور من نور إله حق من إله حق".

أنا اليوم ولدتك = هذه تشير ليوم ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم. ونلاحظ أن قوله أنت إبنى يسبق قوله أنا اليوم ولدتك لأن ولادته بالأزل تسبق ولادته بالجسد. ولكننا كنيسة المسيح نحن أعضاء جسده من لحمه ومن عظامه (أف30:5) لذلك فقوله أنا اليوم ولدتك تشير لميلاد الكنيسة. هنا الاب يخاطب البشرية التى حملها المسيح فيه ولذلك فكلمة اليوم يتسع معناها لتشمل الآتى بالإضافة ليوم ميلاد المسيح بالجسد.

1. يوم عماد المسيح : فعماد المسيح كان لحسابنا فنحن أيضا سنولد من الماء والروح وفيه حلول الروح على جسد المسيح لذلك قال الآب هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت. وسيحل علينا الروح فى المعمودية. نموت مع المسيح لنقوم معه. ويوم عماد المسيح كان هو البداية لذلك فالمسيح رسم فى هذا اليوم المعمودية لتكون موتا معه وقيامة معه. نزول المسيح للماء كان يشير لقبوله الموت عنا، وكل من سينزل الماء فى المعمودية سيموت معه. وخروج المسيح من الماء كان يشير لقيامته وقيامة كل معمد معه.

يوم العماد، عماد المسيح سمعنا الآب يقول "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت" (مت17:3) + (مر11:1) + (لو 22:3) فهو فرحة الآب برجوع أولاده (أى الكنيسة) إليه.

أما يوم التجلى فالآب قال "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت له إسمعوا" (مت5:17) + (مز7:9) + (لو35:9).

والفرق أن فى التجلى زيد قوله له إسمعوا لأن التجلى كان فيه إستعلان لمجد المسيح وطبيعته، والآب يدعونا أن نسمع له. أما يوم العماد فلم نسمع قول الآب له إسمعوا والسبب أن الآب يوم العماد كان ينظر للكنيسة التى تولد وشعبه الذين سيصيرون له أبناء بواسطة المعمودية. هو يوم فرحة الآب برجوع الإبن الضال إلى أحضانه.

2. يوم قيامة المسيح: راجع (رو4:1). فيوم قيامة المسيح من الأموات تمجد الإبن ومجد الإبن الآب. فى هذا اليوم إستعلنت بنوة الإبن للآب وأنه الحى الذى لا يموت بل هو الذى داس الموت. وبالقيامة صار للبشر أن يقوموا أيضا ويكونوا أبناء فى الميراث السماوى.

3. يوم حلول الروح القدس وميلاد الكنيسة وتأسيسها.



أنا أكون له أبا وهو يكون لى إبنا = راجع (2صم14،13:7) + (1أى13،12:17) هنا بولس الرسول يقتبس وبإقتدار عجيب هذه الآية التى قالها الله لداود النبى عن إبنه ويفهم من المعنى المباشر أنه يتكلم عن سليمان، ولكن بالتدقيق نفهم أنه يتكلم عن المسيح إبن داود بالجسد الذى كان سليمان رمزا له. وسليمان هو الذى بنى الهيكل، كما أن المسيح بنى هيكل جسده أى الكنيسة (يو21:2) وبهذا يتفق النصف الثانى من الآية مع النصف الأول فى أن الحديث عن بنوة الكنيسة للآب بواسطة المسيح.

ولكن المعنى المباشر للآية يأتى فى مجال المقارنة بين المسيح والملائكة، فمن من الملائكة قال له الله مثل هذا، من من الملائكة مجده الله هكذا



آية 6:- و ايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول و لتسجد له كل ملائكة الله.

أدخل = المسيح يقول خرجت من عند الآب (يو28:16). والرسول يسمى تجسد المسيح دخول إلى العالم. فهو خرج خروجا إراديا من أمجاده ليدخل إلى حياتنا لكى يضم إليه طبيعتنا وحياتنا ويخرج بنا من عالمنا ويدخل بنا إلى حضن أبيه. دخوله إلى العالم لم يمس لاهوته ولكنه قدم للإنسان كرامة.

البكر = يسميه البكر لأنه صار بكرا بين إخوة كثيرين (رو29:8) فهذه البكورية هى لحسابنا لقد صار آدم الثانى، رأس الخليقة الجديدة. وهو أيضا البكر فى القيامة.

لتسجد له كل ملائكة الله = فى (مزمور 7:97) نجد داود يقول "اسجدوا له يا جميع الآلهة" والذين ترجموا الآية من العبرية فهموا أن الآلهة هم الملائكة وهكذا ترجموها ومنهم أخذ بولس الرسول ولكننا نجد هذا هو ما حدث ليلة الميلاد ليلة دخول المسيح بالجسد إلى العالم أن الملائكة سبحوا وهللوا أى قدموا عبادة والعبادة يشير لها كلمة سجود. لذلك فهذه الآية تتفق مع ما حدث ليلة الميلاد (لو9:2-14) ونلاحظ أن الآية (5) السابقة كانت تحدثنا عن الميلاد.



آية 7:- و عن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا و خدامه لهيب نار.

رياحا = من حيث السرعة والشفافية وعدم رؤيتنا لها راجع (مز4:104).

خدامه لهيب نار = من حيث قوة الضياء ورهبتها وقوتها وقوة تأثيرها. والرسول يكتب هذا عن الملائكة حتى لا يفهم أحد أنه يقلل من شأنهم. ولكن بالرغم من قوتهم فهم خليقة الله = الصانع ملائكته ومزمور 104 يحدثنا عن الخليقة بينما أن المسيح هو الخالق = الذى به أيضا عمل العالمين. أى هو الذى خلق الملائكة. (عب2:1).



آية 8:- و اما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك.

نلاحظ هنا بوضوح أن الإبن هو الله. راجع (مز 7،6:45).

فنجد أن الملائكة خدام مخلوقين وأما الإبن فهو الله وكرسيه للأبد.

قضيب إستقامة = القضيب هو الصولجان = وهو قضيب إستقامة فالله عادل ونلاحظ أن المزمور الذى إقتبس منه الرسول هو مزمور نشيد زفاف إبن الملك. وإبن الملك هو المسيح الذى ملك على شعبه بالحب وإتخذهم عروسا له.



آية 9:- احببت البر و ابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك.

أحببت البر وأبغضت الإثم = الله يحب البر ويبغض الإثم لدرجة إحتماله للصلب الذى به حمل خطايانا ومات ليعطينا أن نتبرر. وهو وحده بلا خطية.

مسحك إلهك = كلمة مسحك تعنى كرسك وخصصك لهذا العمل المبهج للآب وللبشرية ولأنه عمل مبهج فأسماه بزيت الإبتهاج. هو مسح منذ الأزل أى تحدد أن عمل الخلاص سيكون عمل الإبن ووظيفته منذ الأزل وذلك فى خطة الله لخلاص البشرية وذلك بأنه سيتجسد ويقدم نفسه ذبيحة. فالآب يريد خلاصنا والإبن يحقق هذا الخلاص فالآب يحبنا كما الإبن. ولكن قوله مسحك بزيت تشير أيضا لحلول الروح القدس على المسيح يوم العماد (أش1:61) + (أع27:4) + (أع38:10) وحلول الروح القدس يحمل السرور والإبتهاج إلى من يعطى له = زيت الإبتهاج + (غل22:5) وقوله مسحك إلهك = مسحك أبيك الذى هو من ناحية الناسوت إلهك.

أكثر من شركائك = حلول الروح القدس على المسيح كان لحساب الكنيسة فبعد صعوده وفى يوم الخمسين حل الروح القدس على كل الشعب. ولكن هل حلول الروح القدس على المسيح سيكون بنفس القدر مثل باقى الشعب؟ طبعا لا. فالمسيح حل عليه الروح القدس بالكامل، لم يوهب الروح بقدر معين. أما بالنسبة لنا فالروح القدس يعطى لنا بقدر معين، وبقدر ما نجاهد نمتلىء لذلك يقول الرسول "إمتلئوا بالروح ويقول لتلميذه تيموثاوس "أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التى فيك بوضع يدى (2تى6:1) ولذلك رأينا فى حلول الروح القدس على المسيح أنه حل على هيئة حمامة (هيئة كاملة) أما فى حلوله على التلاميذ فكان على هيئة ألسنة نار منقسمة كل واحد حسب ما يحتمل.



آية10:- و انت يا رب في البدء اسست الارض و السماوات هي عمل يديك.

قارن مع (مز25:102-27) + (يو1:1) + (تك1:1) نجد مفهوم الرسول أن الإبن هو الخالق، المسيح هو الله الخالق الذى يخلق من البدء ولا وجه للمقارنة بين الخالق والمخلوق فالخليقة تتغير والخالق لا يتغير. هو الذى خلق السماء والأرض.



آية11:- هي تبيد و لكن انت تبقى و كلها كثوب تبلى.

قارن مع (مز25:102-27) + (أش6:40-8) + (أش6:51) + (أش4:34)

تبيد = يفهم من الكلمة الإنحلال وعدم الديمومة. تبلى = تقدم وتتهرأ.

فالخالق لا يتغير ولكن الخليقة تتغير لأنها وجدت من العدم. ومن له سلطان على كل شىء يغير ولا يتغير. قادر أن يغيرنا من طبيعتنا الخاطئة لنكون قديسين.



آية 12:- و كرداء تطويها فتتغير و لكن انت انت و سنوك لن تفنى.

كرداء تطويها فتتغير = الخليقة كرداء يلبسه الإنسان يمكن أن يطويه فيتغير شكله (أش4:34) فالسماء والأرض مهما بدا أنهما ثابتتان إلا أنهما غير ذلك. ويقال أن الهند كانت ملتصقة بساحل إفريقيا الشرقى والأمريكتين كانتا ملتصقتان بأوربا وبإفريقيا. ويقال أنه كانت هناك قارة إسمها أطلانتس إبتلعها البحر بعد زلزال عنيف وكم من جزر تظهر وجزر تختفى. بل إن السماء والأرض تزولان (رؤ1:21).

أنت أنت وسنوك لن تفنى = أنت تظل على الدوام ولن تتعرض سنيك للإنتهاء والفناء.



آية 13:- ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.

راجع (مز1:110). هذا المزمور إستخدمه المسيح عن نفسه لإثبات لاهوته (راجع مت44:22) وإستخدمه العهد الجديد كثيرا عن المسيح وأخذه قانون الإيمان "وجلس عن يمين أبيه".

حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك = أعداء المسيح هم الخطية والموت وإبليس بل أن المسيح أعطى للمؤمنين هذا السلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب فكل نصرة لنا هى لمجد إسمه القدوس (لو19:10) وكأن هذا الوعد للإبن أن الآب يضع أعداؤه موطئا لقدميه هو مقدم لجسد إبنه أى الكنيسة والمعنى المباشر للآية هل قيل لأحد من الملائكة مثل هذا الوعد؟!!



آية 14:- اليس جميعهم ارواحا خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص.

الملائكة خدام لا يعملون بمقتضى مشيئتهم الذاتية ولكن يرسلون من قبل الله لخدمة أولئك العتيدين أن يرثوا الحياة الأبدية. ورأينا ملاكا يخدم إيليا (1مل4:19-8). وملاك يبشر العذراء (لو19:1) وملاك ينقذ بطرس من السجن (أع7:12).

ولنلاحظ أن الغلبة التى أعطاها الله للبشر على إبليس تفرح الملائكة لذلك هم يفرحون بأن يكلفهم الله بخدمة البشر ومساعدتهم ليغلبوا. هى خدمة للبشر الذين سيشتركون معهم فى حياتهم السمائية.

http://demiana2010.com

2تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 2 السبت 2 يناير 2010 - 21:40

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 2

آيات 1 – 4 يشير فيها الرسول إلى خطورة إهمال إستعلان الله لإبنه.

آية 1 :- لذلك يجب ان نتنبه اكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته.

حديث بولس الرسول عن سمو المسيح بالنسبة للملائكة ليس حديثاً نظرياً بل له عمق روحى. فمن يهمل خلاصاً هذا مقداره فكم تكون عقوبته. إذاً كان المسيح أسمى بكثير من الملائكة فيجب أن ننتبه لكلامه وكلام تلاميذه فى الكرازة بالإنجيل.

لئلا نفوته = لئلا بسبب عدم اليقظة والإنتباه يجرفنا التيار وننزلق بعيداً عن المسار الصحيح للكنيسة التى تسير فى طريق الملكوت.



آية 2 :- لأنه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة و كل تعد و معصية نال مجازاة عادلة

تكلم بها ملائكة = حسب التقليد اليهودى وهذا أكده بولس وإستفانوس (أع 7 : 53) + (غل 3 : 19). ومخالفة الناموس لها مجازاة وعقوبة (عب 10 : 28). قد صارت ثابتة = تحقق أن كلمات الناموس حقيقية وتحقق ثبوتها على مستوى الإلتزام القانونى وكل مخالفة لها عقوبة. أى صارت قانوناً نفذه الأباء لأجيال طويلة وعاقبوا بمقتضاه المخالفين بالإضافة للنبوات التى تحققت.

معصية = رفض الوصية فى القلب وعدم السماع لها. تعد الإستمرار فى العصيان وتنفيذه.



آية 3 :- فكيف ننجو نحن ان أهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدا الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا.

فى منتهى الخطورة أن نظهر العصيان للإنجيل الذى دعا إليه الرب نفسه وهذا فى مقابل الناموس الذى تكلم به ملائكة. ثم تثبت لنا = أى الخلاص تثبت لنا وتبينت لنا صحته وحقيقته وقيمته بواسطة الرسل الذين إستمعوا من الله مباشرة.



آية 4 :- شاهدا الله معهم بآيات و عجائب و قوات متنوعة و مواهب الروح القدس حسب إرادته.



الله أكد صحة كرازة الرسل بمعجزات سمح الله أن يصنعوها بواسطة الروح القدس.

آيات = مثل إقامة بطرس وبولس لأموات وهذا أثبت أن الموت ليس بالعدو الذى لا يقهر.

عجائب = تشير للسلطان فوق الطبيعة مثل إنتهار الرياح والسير فوق الماء.

قوات متنوعة = مثلما أقام بطرس الأعرج أمام الهيكل.

مواهب الروح = مثل النبوات والألسنة للإعلان عن الخليقة الجديدة السماوية وبهذا يتثبت أن الخلاص هو من الله وأنه فوق الموت وفوق الطبيعة وأنه من السماء لخلقة إنسان جديد بالروح القدس.



آية 5 :- فإنه لملائكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه.

يجب أن ننتبه كثيراً لنعرف من هو هذا الذى كرز لنا بالخلاص لأن الله لم يخضع للملائكة العالم الجديد الذى عين أن يؤسسه بواسطة المسيا الذى نتكلم عنه الأن.



الآيات 6 – 8 :- لكن شهد واحد في موضع قائلا ما هو الإنسان حتى تذكره او ابن الإنسان حتى تفتقده. وضعته قليلا عن الملائكة بمجد و كرامة كللته و اقمته على اعمال يديك. اخضعت كل شيء تحت قدميه لأنه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له على اننا الأن لسنا نرى الكل بعد مخضعا له.

راجع مع (مز 8 : 4 – 6). ولقد قال داود النبى هذا المزمور قاصداً أن الله خلق الإنسان وأعطاه سلطاناً على الخليقة ولما فقد السلطان بسبب الخطية أعاده المسيح له ثانية بصليبه. ولكن بولس الرسول رأى فى هذه الآيات أن المسيح هو المقصود وأنه فى تجسده وضع قليلاً عن الملائكة، بسبب الآمه وإهانته و صلبه و موته كان كأنه أقل من الملائكة. و لكنه فعل هذا ليقدس الإنسان و يعيده للمجد السماوي و ليخضع العالم لله أبيه. و فى آية (6) يتعجب داود من هو الإنسان حتى تصنع له كل هذا و تفتقده. و في 7 يشير داود أن الله وضع الإنسان قليلاً عن الملائكة و لكنه أعاده لمجده. لكن كما قلنا فهذه الآية رآها بولس الرسول أنها تشير لتجسد المسيح و إتضاعه ثم تمجيد الأب له (يو 12 : 28). و رأى بولس فيها أن الأب أعطاه مجداً و كرامة بجسده المتحد بلاهوته و ملكه على كل الخليقة. و في (8) يقول أن الأب أخضع كل شئ له. و لكننا نرى هناك استثناء أى الإنسان، فنحن نرى أن ليس كل البشر قد عرفوا المسيح و خضعوا له، بل هم طاردوه و صلبوه، بل حتى الآن يرفضون الإيمان به و الخضوع له.



الخضوع للأب

1. قوات الشر فى يوم الدينونه ستخضع خضوع الهزيمة الكاملة التى ستتحقق يوم الدينونة العظيم حيث يخضع إبليس وكل جنوده وينهزم الموت تماماً.

2. خضوع الإبن لأبيه:

أ‌. من ناحية اللاهوت فهو كإبن واحد مع أبيه فى اللاهوت يحمل إرادة واحدة مع أبيه.

ب‌. خضوع الإبن لأبيه الذى يشير له الرسول فى (1كو 15 : 24 – 28) والذى يقول أن الإبن سيخضع، فهذا لا يعنى أن الإبن ليس خاضعاً الآن. بل المقصود أن الإبن إذ حمل طبيعتنا البشرية وصار ممثلاً عنا وصرنا نحن جسده أى أعضاؤه، ونحن الآن ما زلنا غير خاضعين تماماً (كو 1 : 24). والبشرية لم تخضع حتى للناموس المسلم للملائكة ثم لموسى. ولكننا الأن نحسب مطيعين فيه، هو يكمل نقائصنا إن ثبتنا فيه. هو يملك علينا بصليبه ويتسلط علينا مجدداً طبيعتنا. طاعته لأبيه تحسب لنا حينما أطاع حتى الموت موت الصليب، هو خضع للآب كنائب عنا. خضع لأبيه لنحسب فيه أبناء طاعة. وحين يكتمل جسد المسيح بنهاية هذا العالم يقدم الخضوع للآب بجسده أى كنيسته نازعاً منها تماماً طبيعة العصيان وتكون كنيسته خاضعة للآب تماماً وهذا ما يعنيه خضوع الإبن للآب.

ت‌. حينما تخضع الخليقة لخالقها تنعم بإكليلها الأبدى.



آية 9 :- و لكن الذي وضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد و الكرامة من اجل الم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد.

المسيح مات لفترة محدودة فصار بذلك أقل من الملائكة لأن الملائكة لا تموت. ولكننا نراه بعد قيامته وقد تكلل بالمجد والكرامة وجلس عن يمين العظمة الإلهية.

يذوق = أولاً لأنه لم يبقى ميتاً سوى وقت قصير ثم قام وثانياً فكلمة يذوق تشير أنه فعل هذا حتى لا نرهب الموت. دخله قبلنا. كطبيب يتذوق الدواء وهو غير محتاج للدواء ليعطى ثقة للمريض (ذهبى الفم). وهو تذوقة بنعمة الله = قبل أن يتذوق الموت لأجلنا من أجل محبته وهذه المحبة العاملة كانت من نعمة الله علينا.

لأجل كل واحد = أى أن المسيح مات لأجل العالم وليس عن المؤمنين فقط. وقوله لأجل كل واحد وليس عن كل واحد فهذا يشير لأن هناك شرط آخر لكى أنتفع بموته هذا وهو الإيمان والموت معه، فمن لا يموت مع المسيح لا يقوم معه (معمودية + توبة).



آية 10 :- لأنه لاق بذاك الذي من اجله الكل و به الكل و هو ات بأبناء كثيرين الى المجد ان يكمل رئيس خلاصهم بالآلام.

لاق = هذه تفيد أن عمل الفداء كان هو منتهى المناسبة، لائق بعظمة الله ومحبته وسعة قلبه ورحمته وأبوته الحانية. فما حصلنا عليه من خلاص ومصالحة وبر يشهد لحكمة الله التى تفوق الحد. وكان من اللائق أن الله لا يترك تدبير خلاصه للجنس البشرى دون أن يتممه ليقود أناس كثيرين للمجد.

من أجله الكل وبه الكل = الله هو الذى صنع كل شئ، هو غاية كل شئ، هو العلة الوحيدة لكل ما هو موجود. وكل موجود موجود به وله. هو يوجه كل الأشياء إلى نهايتها وكمالها لمجد اسمه. فهل كان من اللائق أنه بعد أن يخلق الإنسان يتركة ليموت للأبد.

وهو آت بأبناء كثيرين = لم يتركنا للموت بل جددنا بإبنه بأن سمح بألام إبنه وموته.

بأبناء = هو إبن ونحن أبناء لكن هو يخلص ونحن به نخلص. هو إبن بالطبيعة ونحن أبناء بالتبنى، نحن صرنا أبناء فيه وسنستمر أبناء إن ثبتنا فيه (يو 15 : 4).

يكمل رئيس خلاصهم = أى أن المسيح صار كواحد من البشر تماماً حينما أحتمل الآلام. فالآلام صارت من نصيب البشر بسبب الخطية وحتى يشابهنا فى كل شئ أحتمل الآلام أيضاً، بل هو فى الآمة بلغ أكملها لتعادل ما وصل إليه الإنسان من بشاعة فى خطيته. هو إستكمل الآلام اللائقة بخلاصنا. وكمال الآمة إرتد علينا بكمال تقديسنا وبه صرنا مكملين (عب 10 : 12 – 14). رئيس = علة وأساس خلاصنا بصليبه.



آية 11 :- لأن المقدس و المقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة.

المقدس = هو المسيح. والمقدسين = أى المسيحيين. هم الأبناء فى الآية السابقة فالمسيح يقدس والأبناء يتقدسون. هو يقدسنا بأن نصير أعضاء فى جسده أى أغصان فى الكرمة متحدين به، لنا حق القيامة والخلاص خلال أخوتنا بالمسيح الحامل لجسدنا.خطيتنا لا يمكن أن تقترب إليه لكن قداسته تقدسنا. ولنا حق التمتع بروحه القدوس ساكناً فينا يأخذ سمات المسيح المقدسة ليسكبها فينا لنصير نحن مقدسين فيه.

لا يستحى = هو لن يستحى عن تقديسهم وغسلهم بدمه وجعلهم كنيسة له لا عيب فيها ولا غضن.

من واحد = الأب أبيه بالطبيعة وأبونا بالتبنى (يو 20 : 17) وصار للمسيح جسد كجسدنا من آدم. صار للمسيح ولنا جسد بشرى واحد.



آية 12 :- قائلا اخبر بأسمك إخوتي و في وسط الكنيسة أسبحك.

هذا النص مقتبس من المزمور الماسيانى 22 الذى يتحدث عن الصليب وبدايته إلهى إلهى لماذا تركتنى. فبالصليب تأسست الكنيسة التى رأسها المسيح. والمسيح فى وسط كنيسته دائماً، بل آخر مشهد رأيناه فى (مت26 : 29، 30) المسيح يسبح مع تلاميذه. المسيح يقود قلوبنا للتسبيح، فحين نتقدس يلهج فمنا بتسبيح الأب الذى أدركنا محبته وأسراره الإلهية غير المدركة. أخبر بإسمك = (مز 22 : 22، 25) الإسم هو إسم الأب (يو 17 : 6). وفى وسط الكنيسة = المسيح فى وسط الكنيسة دائماً (مت 18 : 20) أسبحك = المسيح كرأس للكنيسة أعلن للكنيسة إسم الآب أى أعلن ما لم يكن معلناً (يو 1 : 18). أعلن لنا محبة الأب. والروح القدس الآن يشهد لنا عن حب الآب فنسبحه. المسيح كرأس للكنيسة يقول أسبحك. فالمسيح بعد أن أخذ جسدنا أصبح يتكلم بلغة البشر.



آية 13 :- و أيضا انا اكون متوكلا عليه و ايضا ها انا و الأولاد الذين اعطانيهم الله.

أكون متوكلاً عليه = وهو بناسوته كان متوكلاً على آبيه. هكذا المسيح كرأس للكنيسة يتكلم بلغتها، هنا يظهر أنه بعمله الفدائى أعاد الكنيسة للخضوع والإعتماد على الأب. بل أعاد الكنيسة لحضن الأب وهذا القول مأخوذ من (مز 18 : 2)، (أش 12 : 2). ها أنا والأولاد = (أش 8 : 18). هنا المسيح يظهر نفسه أباً كما أظهر نفسه أخاً من قبل. ومن هنا نرى أن الخضوع للمسيح هو طريق الخضوع لله. فى الآيات (11 – 13) نرى المؤمنين كإخوة للمسيح، بل المسيح يتكلم على لسانهم كواحد منهم.



آية 14 :- فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم و الدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي إبليس.

هنا نرى كيف حدثت هذه الأخوه، بأن شاركنا المسيح فى اللحم والدم. والسبب فى أنه أخذ جسدنا حتى يمكن له أن يموت ومن داخل الموت يتعامل مع الموت ويدوسه. أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له (التسبحة) أخذ الجسد منا وحمل خطايانا ليعطينا بره. أخذ موتنا ليعطينا حياته. ونلاحظ أن إبليس إنهزم بنفس سلاحه أى الموت. إن سلطان إبليس يتضح فى الخطية وعاقبة الخطية هى الموت ولكن بموت المسيح قد حررنا من الموت كعقاب على الخطية أى حررنا من سلطان إبليس. المسيح قاتل الشيطان بالسلاح الذى قاتلنا به وغلبه، فهو لم يحاربه بعزة عظمته بل بضعف طبيعتنا وبموته بالجسد



آية 15 :- و يعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية.

يعتق = كنا جميعاً تحت العبودية لا سلطان لأحد منا أن يدوس الموت أو يتحرر من أسر إبليس ولكن المسيح حررنا (لو 1 : 74) + (رو 8 : 15) + (2تى 1 : 7).

خوفاً من الموت كانوا... تحت العبودية = هناك من يعيش فى رعب خوفاً من الغد ومن العوز فيعيش مهموماً. وهناك من يعيش فى عبودية خوفاً من الموت. وهناك أغنياء خائفين على أموالهم يعيشون والسلاح تحت وسادتهم خوفاً من الموت فهم مستعبدين للرعب. وهناك من يرتعب من المرض خوفاً من الموت. وهناك من بسبب الخوف من الفقر والعوز يجرى وراء المال فيستعبده المال. وهناك من يجحد إيمانه خوفاً من الموت فيستعبده إبليس وهناك من يخطئ ويحلف زوراً ويغير ذمته خوفاً من الموت. هى عبودية للشيطان خوفاً من الموت فى صورة المختلفة ومنها العبودية للقلق أو للإضطراب أو للمال أو للشيطان مباشرة.

والمسيح حررنا بأن أنهى سلطان الموت، والآن من لا يخاف الموت يصير خارج دائرة طغيان إبليس. ومن لا يخاف أحداً يصير أكثر حرية من الجميع.

ولاحظ أن بولس الرسول يكلم هنا العبرانيين الذين من خوفهم من اليهود يفكرون فى الإرتداد.



آية 16 :- لأنه حقا ليس يمسك الملائكة بل يمسك نسل ابراهيم.

هو تشارك فى اللحم والدم حتى يمسك نسل إبراهيم (أش 41 : 8، 9). فالله كما أمسك إبراهيم ليبدأ فى تكوين شعب إسرائيل لبدء عملية الخلاص، كذلك هو يمسك بنسل إبراهيم لينفذ عملية تكميل الخلاص. يمسك = بمعنى يساعد ويعين. ولأن طبيعة الإنسان كانت هاربة منه بعيداً لا تريد الإلتقاء به فإقتفى أثرها وأمسك بها بتجسده. وفى محبة ورعاية أمسك بطبيعتنا إذ حمل ناسوتنا فيه ليعطيه إمكانيات جديدة. وهو لم يأخذ طبيعة الملائكة لأنه أخذ جسداً والملائكة ليس لها جسد. فلو قصد أن يعين الملائكة لما أخذ جسد إنسان. ولكن أتى ليعين نسل إبراهيم يمسك = هى شهوة قلب المسيح التى عبر عنها فى نش 7 : 8 قائلاً " قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها " والعذوق هو جريد النخلة الرخص إشارة لأولاد الله. لاحظ أن مشقة صعود النخلة فية إشارة للآلام التى تذوقها المسيح ليأتى بنا إلى حضن أبيه.



آية 17 :- من ثم كان ينبغي ان يشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيما و رئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب.

قارن مع (عب 4 : 15 + 5 : 1، 2). نرى هنا أن شفاعة المسيح عنا تحمل عاطفة ورأفة فهو يشعر بآلامنا إذ كان إنساناً مثلنا. المسيح ليساعد الجنس البشرى شابهه فى كل شئ ما عدا الخطية وحدها ليصير رئيس كهنة يترفق بالضعاف.



آية 18 :- لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين.
صار كطبيب عانى من المرض نفسه فهو يعالج المرض بخبرة وعطف وشفقة.

http://demiana2010.com

3تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 3 السبت 2 يناير 2010 - 21:41

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 3

آية 1 :- من ثم أيها الإخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول إعترافنا و رئيس كهنته المسيح يسوع.

ترجمة توضيحية للآية "لاحظوا يسوع رسول ورئيس كهنة اعترافنا".

أيها الأخوة القديسون = أليسوا هم أخوة للمسيح وأعضاء جسده وهو أشترك فى لحمنا ودمنا ولكن ليس معنى هذا أن الكل صاروا قديسين، فالسيد المسيح قال لتلاميذه "والآن كلكم طاهرين ولكن ليس كلكم" (فيهوذا كان فى وسطهم).

شركاء الدعوة السماوية = هى دعوة سماوية نتمتع بها فيها بالمسيح السماوى ولتكون حياتنا الأبدية مع الله ومع شركة القديسين فى تسبيح يدوم للأبد فى السماء. هى دعوة لنرث الخيرات السماوية. ولكن هى دعوة وهناك من يرفضها.

رسول ورئيس كهنة = رسول هذه تشير للتجسد ورئيس كهنة تشير لذبيحة الصليب هنا المسيح يجمع وظيفتين رسول "مثل موسى" ورئيس كهنة (مثل هارون) (راجع مت 15 : 24) + (يو 17 : 3). هنا نرى المسيح مرسلاً بالجسد.

رئيس كهنة اعترافنا = اعترافنا أى إيماننا. فغاية رسالة المسيح هى إعلان إيماننا. وهو رئيس كهنة هذا الإيمان الجديد. فإن كان العبرانيون قد حرموا من الكهنوت اللاوى ورئيس الكهنة اليهذودى فهم يتمتعون الآن برئيس كهنة سماوى على مستوى إلهى يقدم حياته فدية عن شعبه، وهو ليس ريس كهنة على ناموس موسى بل رئيس كهنة سماوى حسب الإيمان الجديد. ويسمى الإيمان هنا اعتراف لأن الإيمان مرتبط جوهرياً بالاعتراف بالله وبابنه.

لاحظوا = أى انتبهوا ذهنياً لتعرفوا المسيح رئيس الكهنة معرفة حسنة.



آية 2 :- حال كونه أمينا للذي اقامه كما كان موسى أيضا في كل بيته.

بولس الرسول يتكلم عن موسى بكل إحترام ولا يقلل من شأنه. ولقد ذكر فى (عد 12 : 7) أن موسى كان أميناً على بيت الله أى وسط شعبه. وهكذا كان المسيح أميناً فى رسالتة.

للذى أقامه = الروح القدس هيأ جسد المسيح فى بطن العذراء والآب أرسله للعذراء.



آية 3 :- فإن هذا قد حسب أهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة اكثر من البيت.

المسيح كان أميناً وموسى كان أميناً. ولكن عليكم أن تعرفوا أن المسيح إستحق مجداً أعظم من مجد موسى. فموسى جزء من بيت الله الذى خلقه المسيح. فالمسيح هو الخالق لكل البيت الذى من ضمنه موسى. هو خلقنا وجدد خلقتنا. فمجد الخالق بانى البيت أعظم من مجد البيت نفسه. بانى البيت = الخالق وصانع التدبير بأكمله.



آية 4 :- لأن كل بيت يبنيه إنسان ما و لكن باني الكل هو الله.

فالمسيح هو الذى أعطى الناموس لموسى ليدبر به الشعب اليهودى. وصار موسى مدبراً لبيت إسرائيل ولكن مدبر الكل (إسرائيل والشعب المسيحى وموسى نفسه) هو الله. وبهذه الآية يطمئن الرسول العبرانيين أنهم ما زالوا فى بيت الله.



آية 5 :- و موسى كان أمينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به.

موسى كان أميناً على بيت الله لكى يخدمه ويشهد لهذا الذى سوف يتكلم به الله إلى الشعب الإسرائيلي أى موسى كان يشهد للمسيح.



آية 6 :- و أما المسيح فكابن على بيته و بيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء و إفتخاره ثابتة الى النهاية.

الرسول يخرج بنتيجة روحية بعد المناقشة النظرية فى سمو المسيح عن موسى فهو توصل أننا البيت الذى بناه المسيح ولكن حتى نبقى نحن كبيت الله الذى خدمه موسى لفترة ويقيم فيه الآن الإبن كصاحب بيت يقدسنا كمسكن أبدى له، يجب أن نتمسك بثقة بإيماننا به ونضع فيه رجاؤنا الذى نفتخر به. إفتخاره = الإفتخار بالرجاء بالمسيح يشير للمجاهرة بإيماننا هذا بلا خوف. والثقة بالرجاء هى الإيمان (عب 11).



الآيات 7، 8 :- لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته. فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر.

لكى نكون بيت الله يتوقف هذا على أن نتمسك بالرجاء حتى النهاية. ثم إقتبس الرسول من مزمور 95 ونسب هذا القول للروح القدس الذى كان يتكلم على لسان داود (2صم 23 : 2) + (أع 1 : 16). ولنلاحظ أنه بالرغم من أمانة موسى هلك كثيرين من الشعب فى البرية بسبب عصيانهم ولم يدخلوا أرض الراحة. والآن لو تقست قلوبنا وتذمرنا وأنكرنا الإيمان كما فعلوا لن ندخل راحة المسيح وسنحرم من رعاية الله الفائقة. وكانت خطايا الشعب وقسوة قلبه قد ظهرت فى المواقف التالية:

1. عدم الثقة أن الله فى وسطهم فتذمروا بسبب الماء وتذمروا على المن...

2. الإرتداد عن الله الحى وعبادة الهة أخرى (كما حدث فى موضوع العجل).

3. إهانة الرب بعدم تصديق وعوده (فى موضوع تجسس الأرض).

والآن إن كانت قلوبنا قاسية لا تتقبل عمل الكلمة الإلهى فيها سنحرم من الراحة المنتظرة.

اليوم = أى الحياة الحاضرة. ولنعلم أن حياتنا السابقة لا تشفع لنا والمستقبل ليس فى أيدينا.

صوته = من يسمع صوت إبن الله يحيا (يو 5 : 25) فمن لا يسمع سيهلك كما هلك اليهود إذ رفضوه.



آية 9 :- حيث جربني اباؤكم إختبروني و ابصروا أعمالي أربعين سنة.

بالرغم أنهم أبصروا أعمالى العجيبة معهم إلا أن قلوبهم كانت قاسية.



آية 10 :- لذلك مقت ذلك الجيل و قلت انهم دائما يضلون في قلوبهم و لكنهم لم يعرفوا سبلي.

يضلون فى قلوبهم = أى يخدعون بإرادتهم بقلوبهم. فالشر والخير أمام الإنسان وهو بحريته ينحاز لأي منهم وإذا أنحاز القلب لعمل الخير يرتاح الضمير وإن أختار الشر أشتكى الضمير وأحتج وتألم فالضمير هو مرآة صوت الله فى قلب الإنسان ويظل الضمير معذباً إلى أن تسعفه أعمال الإيمان وغسل وتطهير الضمير بروح الله ودم المسيح الذى يطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب 9 : 14) ويعيد إليه فرحته وراحته. وعلامة رضى الله أن الإنسان يطلب التوبة فى قلبه وعلامة غضب الله أن الإنسان يهرب من التوبة ولا يسعى للمغفرة ويكره الاعتراف بالخطية.

لم يعرفوا سبلى = الله عمل معهم أعمال خيره ومعجزات باهرة، وأنذرهم وأدبهم حين أخطأوا. ولكنهم لم يفهموا ولم يروا يد الله لآن قلوبهم كانت منشغلة بشرورهم لذلك يقول لا تقسوا قلوبكم " فالخطية تقسى القلب وتغلق الأذن والعين فلا نتعرف على أعمال الله. والله يعطى الإنسان بحسب اشتياقه فمن يطلب الأذن المفتوحة يعطيه الله أذناً مفتوحة ويسكب من روحه فى قلبه ويكشف له أسرار حكمته ونعمته.



آية 11 :- حتى اقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي.

وصلوا فى قساوة قلوبهم إلى أن الله أقسم أن لا يدخلوا راحته. ولكن أية راحة التى يتكلم عنها المزمور. فالمرنم يطلب من شعبه أن لا يقسوا قلوبهم مثل الشعب فى البرية فيخسروا الراحة. ولاحظ أن المرنم وشعبه الآن فى أرض كنعان أرض الراحة. لذلك فالراحة التى ينتظرها هى المكان الذى يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد ويكون القلب فى فرح وسلام بلا تعب حيث يمسح الله كل دمعة من العيون.



آية 12 :- انظروا ايها الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن الله الحي.

التذمر على موسى حرمهم من أرض الميعاد أما التذمر على المسيح سيحرمنا من السماء.



آية 13 :- بل عظوا انفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى احد منكم بغرور الخطية.

عظوا أنفسكم = الرسول يدعو لنهضة روحية لا يكف فيها الوعظ والتوجيه حتى تنكشف القلوب أمام كلمات المسيح فلا تهرب للضلال. فكلمة الرب تفضح الخطية.

كل يوم = باستمرار. غرور = فالخطية تلبس ثوباً مخادعاً لتبدو جذابة وهى بشعة هكذا بدأ لآدم أن الشجرة جيدة وهى قاتلة.



آية 14 :- لأننا قد صرنا شركاء المسيح ان تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة الى النهاية.

صرنا شركاء المسيح = فى الجسد والدم، فى حياته، فى عطاياه بل سنرث معه نرث الله. ولكن كيف تستمر هذه الشركة ؟ إن تمسكنا ببداءة الثقة = أى نحتفظ بالإيمان الذى بدأنا به ثابت حتى نهاية حياتنا. ونحن صرنا شركاء المسيح أولاً فى المعمودية ثم الإفخارستيا. على أننا نلاحظ من آية 13 أن الخطية تسبب قساوة القلب ومن آية 14 نرى أن شرط الشركة مع المسيح هو الإيمان. فالخطية تلد عدم الإيمان، وعدم الإيمان يجلب حياة شريرة. الخطية تخدع النفس وتجلبها إلى عدم الإيمان وعدم الإيمان يدفع للخطية وهكذا تدور الدائرة ليصل القلب إلى حالة قساوة.



آية 15 :- إذ قيل اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الأسخاط.

نجد هذه الآية تكرار للآية 7. وكأن الرسول فى الآيات 8 – 14 يعلق على آية 7 ثم يذكرها ثانية للتشديد فى آية 15 ثم يعلق عليها ثانية فى الآيات 16 – 19.



آية 16 :- فمن هم الذين إذ سمعوا إسخطوا اليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى.

فى الآيات 16 – 19 نستنتج أن عدم الإيمان وعدم الطاعة هو سر محنة الشعب الخارج من مصر. وبالتالى فنحن المسيحيين الذين أخرجهم المسيح من عبودية إبليس معرضين لنفس المصير إن تركنا الإيمان ولم نطيع الوصايا. والإرتداد عن المسيحية مثلما أراد اليهود المتذمرين أن يرتدوا إلى مصر.



آية 17 :- و من مقت أربعين سنة اليس الذين أخطاوا الذين جثثهم سقطت في القفر.

راجع (عد 14 : 32 – 34) ومنه نفهم أن سبب آلامنا هو إبتعاد الله. والله يبتعد عنا بسبب الخطية. ونلاحظ أن مدة التجسس كانت 40 يوماً والله مقتهم 40 سنة أى أن كل يوم قابله سنة عقاب. ومن هنا نرى حجم العقاب الزمنى.



آية 18 :- و لمن اقسم لن يدخلوا راحته إلا للذين لم يطيعوا.

الله أقسم أن من خالفه ولم يطيعه لن يدخل راحته. وعند العبرانيين فإن الله لو أقسم فالأمر قد وصل للذروة إما فى هبة ستعطى لهم أو حرمان سيقع حتماً لا محالة (راجع عب 6 : 13، 14). لاحظ أن هذه الآيات موجهة للعبرانيين أى المؤمنين الذين يفكرون فى الارتداد بسبب قسوة إضطهاد اليهود لهم.



آية 19:- فنرى أنه لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان

http://demiana2010.com

4تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 4 السبت 2 يناير 2010 - 21:42

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 4

آية 1 :- فلنخف إنه مع بقاء وعد بالدخول الى راحته يرى احد منكم إنه قد خاب منه.

إلى راحته = هناك 3 أنواع من الراحة

1. راحة الله يوم السبت وهذه ترمز للراحة الأبدية.

2. دخول الشعب إلى أرض الراحة تحت قيادة يشوع وهذه راحة أرضية رمزاً للراحة السماوية.

3. دخولنا إلى الراحة الأبدية فى المسيح يسوع سر راحتنا وكرمز لها دخولهم كنعان.



الراحة فى المسيح

هذه تتم على 3 مراحل

1. ونحن على الأرض يعطينا الروح القدس تعزيات تكون كندى ينزل على أوراق الشجر وسط حرارة الشمس الحارقة (التجارب وآلام هذا العالم) فلا تحترق الأوراق.

2. بعد الإنتقال تبدأ راحة حقيقية للروح والنفس والجسد.

أ‌. راحة الجسد = فلا أمراض ولا ألام فى الجسد

ب‌. راحة النفس = فلا قلق ولا حزن ولا هم ولا اكتئاب

ت‌. راحة الروح = وهذا فى قربها من الله لانعدام فرص الخطية فما كان يبعد الإنسان عن الله هو الخطية الناشئة عن ضعف الجسد.

3. الراحة فى المجد حين يلبس الإنسان الجسد الممجد بعد المجيء الثانى.

فالمسيح هو سر الراحة الحقيقية فيه يستريح الآب ونستريح نحن أيضاً. فى راحته نجد راحتنا بأن نستقر فى أحضان الأب السماوى. والآب أرتاح فى الإبن لطاعته. فكانت طاعة المسيح هى بداية دخولنا للراحة لكن يلزمنا الاجتهاد حتى لا تفلت منا هذه الراحة = يرى أحد منكم أنه قد خاب منه كما حدث مع اليهود وحرموا من دخول أرض الميعاد. ولنلاحظ أن كل وعد بالراحة فى العهد القديم كان يرمز للراحة فى المسيح التى ستكمل فى الأبدية. لأن راحة السبت أو راحة كنعان لم تحقق الراحة الكاملة للشعب. لكن هذه الراحة ستكمل فى المسيح الذى يكمل كل أعواز الإنسان من جهة محبة الله ومقاصده الحلوة لنا. فلنخف = هو يكلم العبرانيين حتى يخافوا من ارتدادهم عن الإيمان.

ونلاحظ أن الرسول بعد ما قارن بين المسيح وموسى نجده هنا يقارن بين المسيح ويشوع فيشوع أدخلهم للراحة الزمنية فى كنعان. ولكن هذه الراحة الزمنية ليست هى كل قصد الله لشعبه، بل يعد لهم راحة أبدية.



آية 2 :- لأننا نحن أيضا قد بشرنا كما أولئك لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا.

قد بشرنا = بالأخبار السارة أى الوعد بالراحة. كلمة الخبر = الإنجيل لنا والوعد بكنعان لهم. وكلمة الله قوية جداً (آية 12) ولكن هذه القوة تعمل فيمن له إيمان = ممتزجة بالإيمان. فلنحذر إذن أن نقابل كلمة الموعد بعدم إيمان.



آية 3 :- أننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي. مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم.

ندخل الراحة = من يؤمن بالمسيح يبدأ طريق الراحة، حقاً هى راحة يشوبها الأن آلام هذا العالم ولكنها بداية تكمل بعد نهاية هذا العالم.

حتى أقسمت فى غضبى لن يدخلوا راحتى = (مز 95 : 11) يقصد بولس الرسول أن يقول لولا أن الله قد هيأ لشعبه راحة ما كان يقسم بأنه سوف يحرمهم منها. وهذه الراحة التى يعد بها الله ليست راحة يوم السبت. فالله أكمل خلقة العالم منذ زمان = الأعمال قد أكملت



آية 4 :- لأنه قال في موضع عن السابع هكذا و إستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله.

كما أستراح الله بعد أن أنهى كل أعماله الخاصة بالخلقة، هكذا سيحدث للبشر فبعد أن ننهى الأعمال التى خلقنا الله لنعملها

(أف 2 : 10) سندخل إلى الراحة التى أعدها الله لنا. والله لا يرتاح إذ أنه لا يتعب. ولكنه إرتاح بكمال خلاصنا وفدائنا الذى تم بالصليب وكان هذا فى اليوم السابع والله مازال يعمل حتى الأن (يو 5 : 17 ).



آية 5 :- و في هذا أيضا لن يدخلوا راحتي.

الله هيأ الراحة لشعبه ودعاهم إليها ولكن هناك من يفشل فى الوصول إليها، وذلك بسبب عدم الإيمان. والله أعد لنا راحة فلنحذر حتى لا نفشل وتضيع منا.



الآيات 6، 7 :- فإذ بقي أن قوما يدخلونها و الذين بشروا أولا لم يدخلوا لسبب العصيان. يعين أيضا يوما قائلا في داود اليوم بعد زمان هذا مقداره كما قيل اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم.

سبق الرسول وقال إن الراحة المقصودة فى مز 95 ليست هى السبت

والرسول هنا يريد أن يثبت أن المقصود فى المزمور ليست الراحة الأرضية فى كنعان. وأن الراحة المقصودة هى راحة ما بعد الزمان. ودليله فى هذا أن داود يكلم شعبه أن لا يقسوا قلوبهم فيخسروا الراحة، فأى راحة يتكلم عنها داود وهم فى أرض كنعان فعلاً، أرض الراحة، إن لم تكن راحة ما بعد الزمان. فإذ بقى أن قوم يدخلونها من لا يتقسى قلبه سيدخل، كل من يسمع داود فى (مز8:95-11) ولا يقسى قلبه سوف يدخل سواء من شعب داود أو من المسيحيين فكلام داود هو لنا أيضاً. فإن ضاعت من بنى إسرائيل الراحة بسبب العصيان تكلم الله على لسان داود بوعد براحة أخرى مازال أمامنا فرصة لدخولها.



آية 8 :- لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر.

لو كانت أرض كنعان هى الراحة الحقيقية لما قال داود ما قاله فى مزمور 95.



آية 9 :- إذا بقيت راحة لشعب الله.

هناك راحة أبدية محفوظة لشعب المسيح فى الأبدية.

راحة = إستخدم بولس الرسول هنا ولأول مرة كلمة جديدة للراحة وهى سباتزموس وهى كلمة مركبة من اليهودية العبرية (سبت) ومضاف لها مقطع يونانى. والكلمة تشير للراحة السبتية إشارة للراحة الأبدية. وكان اليهود لو أتى عيد الفصح يوم سبت يطلقون عليه السبت العظيم وهم لا يدرون أنهم فى المستقبل سوف يكون هنا يوم سبت عظيم (يو 19 : 31) فيه سيموت المخلص. فالسبت يعنى راحة، وموت المسيح بداية الراحة الحقيقية. وراحتنا الحقيقية هى فى السبت الأبدى حصلنا عليها بموت المسيح وندخلها بعد إنتهاء أعمالنا الأرضية.



آية 10 :- لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضا من أعماله كما الله من أعماله.

لأن الذى دخل راحته = كلمة راحة هنا سباتزموس أيضاًً ولم تذكر ثانية فى أى مكان. والمقصود أن أول من أكمل عمله كان هو المسيح وكان عمله الفداء والصليب وبعدهما دخل لهذه الراحة كباكورة. ونحن نبدأ فى دخول هذه الراحة لحظة إيماننا بالمسيح وستكمل فى الأبدية. وكما إستراح الله بعد الخلقة إستراح الإبن بعد تجديد الخلقة بالفداء.



آية 11 :- فلنجتهد ان ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها.

فلنجتهد = الرسول هنا يوجه الدعوة لنعمل كل الجهد حتى لا تضيع منا الراحة واضعين أمام أعيننا صورتين:

1. صوت عويل من مات فى البرية وهذا للتخويف.

2. صوت تهليل وتسبيح سحابة القديسين (عب 12 : 1) وهذا للتشجيع.

والإجتهاد المستمر يعنى ثبوتنا فى الراحة الأبدية. الإيمان وحده لا يكفى، بل علينا أن نعمل كل الجهد لكى نسلك فى الفضيلة.



كلمة ختامية عن الراحة

هناك راحة معدة لنا يحذرنا أن لا نفقدها وهذه الراحة الموعودة فى مز 95 ليست هى راحة السبت التى إرتاحها الله وليست هى راحة دخولهم كنعان بل هى راحة ما بعد الزمان والدليل الذى يسوقه بولس الرسول كما رأينا:

1. ليست هى راحة السبت :- لأن داود يتكلم عنها بعد أن أنهى الله أعماله راجع آية 3 مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم.

2. ليست هى راحة كنعان :- فداود يتكلم عنها وهم فى كنعان (مزمور 95).



آية 12 :- لأن كلمة الله حية و فعالة و امضى من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المخاخ و مميزة افكار القلب و نياته.

فى آية (11) قال الرسول فلنجتهد. وقد يتساءل إنسان لماذا نجتهد فيجيب الرسول هنا بأن كلمة الله لها خطورتها فهو وعد بالراحة ووعده لابد سيتم، كلمته لها هيبتها والله يعلم خبايا النفوس. وكلمة الله تدين أى إنحراف فى المشاعر والميول (يو 12 : 48) فكلمة الله لها قدرة على تمييز ما هو داخل النفس لأن كل شئ مكشوف أمامه فى الخليقة. كلمة الله الآن هى للتعليم وللإنذار وللتقويم ولكنها هى نفسها التى سنقف أمامها عرايا فى اليوم الأخير مكشوفى الضمائر والأفكار. ولكنها الأن هى سلاحنا الذى يسندنا فى جهادنا للدخول إلى الراحة سواء الكلمة المكتوبة أم الكلمة المتجسد الذى يدخل إلى حياتنا الخفية، يعمل فى القلب والحواس ويقدس كل أعضائنا مهيئاً إيانا بروحه القدوس لينطلق بنا إلى حضن أبيه. هو الكاشف أسرارنا الداخلية وعارف بأعماقنا وقادر على تجديدها. وبكلمة الله المكتوبة ندخل للقاء المسيح المختفى وراء الحروف. فيالسعادة من ينقاد لكلمة الله ووصاياه ويتعلم من الإنجيل ويالشقاء من يقاوم. فلأن الله يعلم النيات فيستحيل أن يضمر الإنسان عدم طاعة لله والله لا يعلم.

حية = لها قوة الحياة حينما نسمعها. فهى حية ومحيية (يو 5 : 24) تقيم من موت الخطية (يو 5 : 25) بل هى تخرج من القبور (5 : 28، 29).

فعالة = لها ثمر فى حياة من يسمعها، هى تكشف للإنسان طبيعته وأعماقه وتظهر ما هو ردئ فيه لذلك إرتعب فيلكس أمام كلمات بولس الرسول (أع 24 : 24، 25) ومن ثم تقود النفس أسيرة لجلالها فى طريق الفضيلة.

أمضى من كل سيف = الكلمة أمضى من أمضى سيف الذى هو ذو حدين.

لكلمة الله حدين:

الحد الأول :- يقطع به الله محبة الخطية من القلب وهذا يسميه الكتاب ختان القلب بالروح (رو 2 : 29). وبهذا يولد الإنسان ولادة جديدة "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بط 1 : 23). وهذا ما قاله السيد المسيح "وأنتم الأن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به" (يو 15 : 3). فكلمة الله حية وقادرة أن تنقى وتحيى وتلد

أما الحد الثانى :- فهو حد إدانة. فمن لا يتجاوب مع كلمة الله ويولد ثانية ويتنقى تدينه كلمة الله "فتب وإلا فإنى آتيك سريعاً وأحاربهم بسيف فمى" (رؤ 2 : 16)، الكلام الذى تكلمت به هو يدينه فى اليوم الأخير (يو 12 : 48). وأما من يهمل دراسة كلمة الله فهو يدفن وزنته وينطبق علية "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 4 : 6).

خارقة = لكل ما هو خفى. إلى مفرق النفس والروح = من الأشياء المخفية أين تلتقى النفس مع الروح وأين يفترقان. ولكن كلمة الله تصل لهذا المفرق وتفصل بينهما للتطهير لتعد الإنسان للراحة العليا. فالإنسان لا يسهل علية أن يفرق بين ما هو للنفس وما هو للروح أما كلمة الله فتميز أفكار الإنسان بسهولة وتكشفهما له.

المفاصل والمخاخ = أى ما هو ظاهر (المفاصل) وما هو خفى فى الإنسان (المخاخ) فهناك سلوك ظاهر للإنسان ولكن هناك أشياء باطنية خفية فيه تكشفها كلمة الله.



آية 13 :- و ليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان و مكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا.

كلمة الله لها قدرة على تمييز ما هو خفى داخل النفس. والمسيح هو كلمة الله فاحص القلوب والكلى.



آية 14 :- فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد إجتاز السماوات يسوع إبن الله فلنتمسك بالإقرار.

يشوع وحده لم يكن قادراً على عبور الأردن إلى كنعان الراحة إلا لو كان معه رئيس الكهنة والكهنة حاملى التابوت. ونحن لنا رئيس كهنة يحملنا فيه ليعبر إلى كنعان السماوية ونستقر فى حضن الآب. رئيس كهنة عظيم = فهرون وباقى رؤساء الكهنة خلفاءه كانوا يجتازون الحجاب إلى داخل قدس الأقداس الأرضى فقط. أما المسيح رئيس كهنتنا فإجتاز السماء أى دخل إلى اللا منظور ودخل إلى الفائق السمو. هو دخل إلى الراحة الأبدية. فلنتمسك بالإقرار = أى بالإيمان. لا ننكر إيماننا.



آية 15:- لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب فى كل شىء مثلنا بلا خطية.

يرثى = يشترك بمشاعره كما بكى المسيح على قبر ليعازر، بل أن بطرس الرسول يطلب منا أن نفعل هذا (1 بط 8:3).

فكم وكم يفعل المسيح. فلا يخطر على بالنا أن المسيح طالما هو فى السماء فهو لا يهتم بنا. بل لأنه تعرض لما نتعرض له فهو شاعر بآلامنا. هو يشعر بالظلم الواقع علينا وبكل آلم نتألم به، فلم يظلم أحد أو تألم أحد كما ظلم هو وتألم. لذلك هو قادر أن يرفع هذا الظلم أو الألم وإن لم يرفعه فهو يعد لنا مكافأة سماوية إن إحتملنا وعزاءا أرضيا الآن فهو يشترك معنا بمشاعره.

بل مجرب = الإنسان يجرب من الخارج بالظلم والآلام ويجرب من الداخل من شهوته (يع15،14:1). أما المسيح فقد جرب من الخارج فقط وليس من الداخل فالخطية ليست فيه. وإبليس جربه وفشل (مر 13،12:1) ولما فشل فى تجربته بالخطايا من الداخل جربه بالآلام من الخارج والخيانة (يهوذا) وإهانات وشتائم الناس.

بلا خطية = وفى هذا يختلف عن رؤساء الكهنة العاديين.



آية 16:- فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال رحمة ونجد نعمة عونا فى حينه

نتقدم بثقة = كان من يتقدم ويقترب من الأقداس يقطع أما الآن فنحن نتقدم واثقين أنه حسب وعده الأمين والعادل من يعترف يطهره بدمه من كل خطية (1 يو 7:1-9). فلنتقدم إذا بكل ثبات وإيمان إلى عرشه الذى تنبع منه النعمة لنحصل على غفران خطايانا.

ونجد مراحمه عونا لنا حين تدهمنا التجارب = فى حينه.

http://demiana2010.com

5تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 5 السبت 2 يناير 2010 - 21:42

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 5

هنا الرسول يبدأ حديثه فى جوهر موضوع رسالته ألا وهو كهنوت المسيح، الذى ليس على مستوى هرون بل على مستوى ملكى صادق. وبدأ هنا الحديث عن هرون بكونه أول رئيس كهنة مدعو من الله ليقدم لنا من هو أعظم منه بما لا يقاس، ربنا يسوع الذى يدخل بنا إلى الأقداس السماوية يشفع فينا على مستوى جديد وفريد.



آية 1:- لأن كل رئيس كهنة ماخوذ من الناس يقام لأجل الناس في ما لله لكي يقدم قرابين و ذبائح عن الخطايا.

هذه الآية راجعة للآية السابقة 16:4 والمعنى فلنتقدم بثقة فلنا شفيع مجرب مثلنا

هنا نجد شرطين لرئيس الكهنة الأول :- أن يكون مأخوذاً من الناس ليشفع عن بنى جنسه "قرب لى هرون وبنيه معه من بين بنى إسرائيل" (خر 28 : 1) إذ يشعر بضعفاتهم ويعمل بإسمهم وهذا الشرط تحقق فى السيد المسيح إذ أخذ جسدنا الثانى :- أنه يقام لأجل الناس ليقدم ذبائح عنهم، مهمته الأولى أنه يقدم شعبه لله وهذا الشرط الثانى فعله المسيح بذبيحة جسده. قرابين = تقدمة الدقيق.



آية 2 :- قادرا ان يترفق بالجهال و الضالين إذ هو أيضا محاط بالضعف.

هنا يفترق المسيح عن أى رئيس كهنة، إذ المسيح غير محاط بالضعف لكنه يشعر بضعفنا وألامنا أولاً بكونه خالقنا فهو يعرف كل شئ. ثانياً لأنه عاش وسط ضيقاتنا. وفى العهد القديم كان رئيس الكهنة لا يقدم ذبيحة إلا لمن أخطأ عن سهو وليس لمن يخطئ قاصداً الخطأ فمثل هذا كان يقطع. ولذلك إذ رئيس الكهنة هو نفسه محاط بالضعف كان يعتبر المخطئ أنه أخطأ بجهل ودون علم وبهذا يترفق بالخاطئ حتى لا يموت. أما المسيح فقد رفع كل خطايانا التى كانت بسهو أو المقصودة.



آية 3 :- و لهذا الضعف يلتزم أنه كما يقدم عن الخطايا لأجل الشعب هكذا ايضا لأجل نفسه.

كان رئيس الكهنة يقدم ذبائح عن نفسه أولاً حتى يمكنه أن يقوم بدوره الشفاعى إذ هو أيضاً يخطئ. ولكن المسيح يفترق عن رئيس الكهنة اليهودى فى هذا أيضاً فهو بلا خطية ولا يقدم ذبائح عن نفسه ولا يصلى لأجلنا لكى يقبلنا الله بل هو يحملنا فيه كأعضاء جسده خلال ذبيحة نفسه، ونحن فيه نصير مقبولين لدى الله.



آية 4 :- و لا يأخذ احد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون ايضا.

نجد هنا الشرط الثالث :- لرئيس الكهنة وهو أن يكون مدعواً من الله لهذه الوظيفة. وكان اليهود يفتخرون بأن الله هو الذى دعا رئيس كهنتهم هرون. والإنسان عموماً موسوم بالخطية فكيف يقترب للشفاعة عن غيره إن لم يكن مدعواً من الله. وفى هذا أيضاً يتشابه المسيح مع رئيس الكهنة فالآب أرسله لهذا العمل الكهنوتى.

هذه الوظيفة = كلمة الوظيفة فى اليونانية تأتى بمعنى كرامة وهذا يتفق مع آية (5).



آية 5 :- كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك.

الله الأب دعا أبنه ليقوم بعمله الكهنوتى. ودعوة الأب للابن هى تخصيص عمل داخل المشورة الثالوثية للأقانيم الثلاثة. فالآب يختص بالتدبير والابن بالخلاص والله دعا أبنه لهذه الوظيفة التى بها تمجد حين قال فى المزمور أنا اليوم ولدتك أى يوم أعطيتك الطبيعة الإنسانية حتى يمكنك بها أن تقدم جسدك ذبيحة وتموت ثم تقوم لتقيم الكنيسة معك. والابن قد تمجد يوم القيامة ويوم الصعود هذه الآية تشير لأن القول "أنا اليوم ولدتك" يشير للتجسد والصلب والقيامة... راجع تفسير آية (عب 1 : 5).



آية 6 :- كما يقول أيضا في موضع آخر آنت كاهن الى الأبد على رتبة ملكي صادق.

هنا الرسول يشير إلى مزمور آخر يتضح منه دعوة الآب لأبنه ليكون رئيس كهنة وهو (مز110). ونرى هنا أن المسيح صار كاهناً إلى الأبد وليس كرؤساء الكهنة الذين هم على رتبة هرون والذين كانوا يموتون ليقوم غيرهم مكانهم. والمسيح صار كاهنا بعد أن دخل للأقداس بدمه. ورآه يوحنا فى الرؤيا كخروف قائم كأنه مذبوح (رؤ 5 : 6). فهو دخل للسماء بجروح يديه ورجليه وجنبه.

رتبة ملكى صادق = سيأتى عنها الحديث فى (ص7) ولكن بإختصار فرتبة ملكى صادق أعلى من رتبة هرون. فملكى صادق بارك إبراهيم أبو هرون.







آية 7 :- الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد و دموع طلبات و تضرعات للقادر أن يخلصه من الموت و سمع له من اجل تقواه.

فى أيام جسده = أى أن آلامه كانت بالجسد (1بط 4 : 1).

إذ قدم بصراخ شديد = لم نسمع أن المسيح حاول الهرب من الصليب، بل هو جاء لهذا السبب وأنتهر بطرس إذ حاول أن يثنيه عن الصليب (مت 16 : 21 – 23) بل تنبأ كثيراً عن آلامه وموته. ولكن هل يعقل أن يضرب بالسياط وتدق المسامير في جسده ولا يصرخ فهو صرخ لأجلنا وقبل العار لأجلنا. صراخه ظهر فى صلاته فى بستان جثسيمانى وعرقه الذى كان مثل الدم وطلبه أن تجوز عنه هذه الكأس. هو تحمل ألام حقيقية وكان يئن ويصرخ كأى إنسان. ربما كإنسان طلب أن لا يتحمل هذه الكأس ولكنه إذ هو واحد بلاهوته مع أبيه ومشيئتهما واحدة قال لتكن لا كإرادتى بل كإرادتك



أن يخلصه من الموت وسمع له = هذه لا تفهم إطلاقاً أن الآب إستجاب له فلم يمت بل أن الأب إستجاب له بأن تركه يموت ومن داخل الموت تعامل مع الموت، قوة الحياة التى فيه إبتلعت الموت فخلص نفسه من الموت وقام وخلص البشرية معه فقامت البشرية من الموت. بالموت داس الموت. والله إستجاب له بالقيامة التى صارت حياة جديدة له ولكل الكنيسة.

من أجل تقواه = كيف أنتصر على إبليس وعلى الموت. راجع (يوحنا 14 : 30) فرئيس هذا العالم إبليس لم يجد فيه خطية وبالتالى لم يكن للموت سلطان عليه فداس الموت ببره.



آية 8 :- مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به.

مع كونه أبنا = هو إبن الله بالطبيعة ومشيئتهما واحدة. ولكنه بالجسد وضع تحت الطاعة ليتكمل بها بالألام. لكى يصير رئيس كهنة لزم أن يتعلم الطاعة على مستوى البشر وهذه لا يتعلمها البشر سوى بالألام = تعلم الطاعة مما تألم به = ظهرت طاعته فى أكمل صورها حين أحتمل آلاما حقيقية صرخ لأجلها ولكنه أطاع. فإن كان هذا منهج الله مع أبنه فعلينا أن نطيع الله ولا نتذمر على أى ألم يسمح به فنحن نكمل بالألام.

ونلاحظ أن هذا الكلام موجه للعبرانيين المتألمين ليحتملوا الألام فهى بسماح من الله ليكملوا.



آية 9 :- و إذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي.

وإذ كمل = كمل بالألام والصليب ثم كمل بالمجد الأبدى وجلوسه عن يمين الأب فصار رئيس كهنه يشفع فينا وسبب خلاص أبدى. لكن ليس لكل إنسان بل للذين يطيعونه ويحتملون الألام التى سمح بها الله دون تذمر أو إرتداد عن الإيمان.



آية 10 :- مدعوا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق.

هو تكمل بالألام ليصير رئيس كهنه وكاملاً كمخلص. رئيس كهنه على رتبة ملكى صادق هذه الآية هى تقرير نهائى عما سبق فهو لم يغتصب الكهنوت وهو أكمل الطاعة وصار مجرباً فى كل شئ مثلنا، أحتمل الآلام كالبشر وأطاع حتى موت الصليب (فى 2 : 8، 9).



آية 11 :- الذي من جهته الكلام كثير عندنا و عسر التفسير لننطق به إذ قد صرتم متباطئ المسامع.

هنا وقفة مع العبرانيين الذين يريدون الإرتداد للناموس. وهى وقفة عتاب. فبعد أن قدم لهم كل ما عمل المسيح لأجلهم يعقد هنا مقارنة بين نمو الجسد ونمو الإنسان الروحى ويصور هؤلاء العبرانيين بالأطفال غير الناضجين. وبسبب حالتهم الروحية صارت الحقائق الواضحة مثل موضوع ملكى صادق عسرة الفهم. أما لو كانت النفس سليمة يصير لها كل شئ سهلاً مثل من له معدة قوية يستطيع بها أن يهضم أى طعام. فالإنسان يبدأ فى حياته الروحية فترة ينفتح على معاملات الله مع البشر ولو تجاوب مع الله يصل لحالة النضج فى الأيمان حيث يستأمن على أسرار النعمة. ولكن لو إستهان بكلمة الله ترجع كلمة الله فارغة دون ثمار ويرتد الإنسان كطفل روحى. وكما لو حاولت الأم إطعام طفلها بطعام دسم لا يقبله، هكذا الأطفال الروحيين لا يقبلون الكلام العالى. وبالنسبة للرسول كان سهلاً عليه أن يقارن بين المسيح وموسى والمسيح ويشوع ولكنه وصل الأن لموضوع كهنوت المسيح الأبدى وتصور حال هؤلاء الأطفال روحياً وكيف أنهم لن يستسيغوا هذا الكلام بسبب عجزهم الروحى فهم يريدون الإرتداد عن المسيحية. وبولس له كلام كثير يقوله عن كهنوت ملكى صادق ولكن إذ هم متباطئ المسامع أصبحوا لا يدركون.



آية 12 :- لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون أن يعلمكم أحد ما هي أركان بداءة اقوال الله و صرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوي.

لسبب طول الزمان = هم كانوا يهود لهم خبرات طويلة مع الكتاب المقدس. والأن فهم لهم سنوات طويلة فى المسيحية ولهم خبراتهم فيها. وبسبب هذا كان من المفروض أن يكونوا معلمين.



آية 13 :- لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل.

لأن كل من يأخذ التعاليم الروحية البسيطة أو المبادئ الأولية من التعاليم الروحية التى تقابل اللبن الذى يقدمونه للأطفال حتى يسهل هضمه، لا يكون له خبرة ولا يعرف التعاليم التى تقود للتبرير وإلى الحياة الفاضلة السماوية والتى يكون فيها منقاداً بالنعمة يحيا حياة فائقة على الطبيعة. أما الأطفال روحياً فهم يحيون على مستوى الأخلاقيات العالمية.



آية 14 :- و اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير و الشر.

الإنسان الذى تدربت حواسه الروحية على الإنجيل وقيادة النعمة يثبت وجهه نحو الوطن السمائى يقوده الروح القدس. أما الإنسان المنشغل أو المهموم بالعالم عن الله وحياته الروحية يفقد رؤيته وحواسه. المسيحى لة واظب على التعلم من كلمة الله وتطبيقها على سلوكه وأعماله وأقواله وأفكاره فإنها تتحول فيه إلى قوة تمييز فى الفكر فيصير له إدراك وإفراز ما هو خير وما هو سر فيتقوم سلوكه. ونلاحظ أن الطعام الروحى القوى أى التعاليم الروحية العميقة هى من أجل المسيحيين الناضجين الذين بواسطة المران والإعتياد صارت لهم الحواس الروحية مدربة وتستطيع بسهولة أن تميز بين الخير والشر. فكما أنه لنا حواس جسدانية فنحن لنا حواس روحية فنحن لنا أعين روحية بها نرى الله (مت 5 : 8) + (عب 12 : 14) ولنا أذان روحية (رؤ 2 : 7) ويمكننا تذوق الله (مز 34 : 8) وهذه الحواس يتعطل عملها بالخطية وتكتسب قوتها وصحتها بواسطة عمل نعمة الروح القدس.



الحواس المدربة

أفضل شرح لهذا هو قصة الأعمى الذى فتح السيد المسيح عينيه (مر 8 : 22 – 26) فالسيد المسيح تفل فى عينيه (ليعطيه حياة لعينيه فجسد المسيح يعطى حياة) ووضع يده عليه فرأى الأعمى الناس كأشجار يمشون. ثم عاد السيد المسيح فوضع يده عليه فأبصر بصورة طبيعية. هنا السيد المسيح صنع معجزتين فى الحقيقة :-

1. السيد شفى عينى الأعمى لكن ظلت الرؤية كحاسة غير مدربة فهو لأول مرة يبصر، وقطعاً لا يدرى الفرق بين الناس والأشجار فهو لم يسبق له رؤية أيهما فلقد كان أعمى.

2. ملأ السيد المسيح ذاكرة الأعمى بصور كثيرة فصار يميز بينهم فنحن نرى الشكل ونسجل الصورة فى ذاكرتنا، ثم حين نراه ثانية نبحث عن الصورة فى الذاكرة فنعرفه. والطفل حين يولد يكون بلا ذاكرة، ويظل يملأ ذاكرته من الصور والأصوات والروائح....الخ وبعد ذلك يستطيع أن يتعرف على أيهم حين تكون ذاكرته ممتلئة.

ونفس الشئ يحدث مع الذاكرة الروحية. فالروح القدس يدرب حواسنا الروحية فنستطيع أن نتعرف على أعمال الله ونسمع صوته فنعرفه، كخراف تميز صوت راعيها، ونتلذذ بتذوق عشرته. تصير أذاً حواسنا مفتوحة على السماء.

ما يفتح حواسنا الروحية على السماء هو الروح القدس. وما يغلق حواسنا الروحية هى الخطية.

http://demiana2010.com

6تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 6 السبت 2 يناير 2010 - 21:43

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 6

الآيات 1-3 :- التقدم نحو الكمال فى المسيحية ضرورة حتمية.

الآيات 4-8 :- مصير المرتدين عن الإيمان.

الآيات 9-12:- عودة إلى التشجيع وإلقاء الرجاء فى قلوبهم.

الآيات 13-20:- صدق مواعيد الله.



الآيات 1 – 3 :- لذلك و نحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الأعمال الميتة و الإيمان بالله. تعليم المعموديات ووضع الأيادي قيامة الأموات و الدينونة الأبدية. و هذا سنفعله ان اذن الله.

لذلك = قوله لذلك يعنى أنه ربما لم تجدوا من يعلمكم فسأقوم أنا بذلك.

تاركون = تفيد فى أصلها اللغوى الترك للتقدم. والمعنى أنه بالرغم من تدهوركم فى مستواكم الروحى وقد صرتم كأطفال روحيين وعدم فهمكم إلا أنى سأترك الحديث عن الأساسيات وأدخل فى الحديث عن التعاليم الكاملة للكاملين = لنتقدم إلى الكمال. لذلك علينا أن نفهم أن المسيحية أما هى تقدم نحو الكمال أو هى تقهقر وموت. (يو 12 : 35) + (فى 3 : 12 – 14). لنتقدم = تحمل معنى محمولين وهذا ما يؤمن مسيرتنا. فلنجاهد والله سيحملنا للكمال. والرسول هنا يضع ستة بنود كأساسيات للإيمان المسيحى. كل إثنين مرتبطين معاً. وهذه الأساسيات لا تحتاج إلى تفسير فهى الحروف الأبجدية للمؤمن. ونلاحظ فيها منهج التدرج فالتوبة تسبق الإيمان وكلاهما يسبق المعمودية وبعد المعمودية وضع اليد وتأتى القيامة بعد المعمودية. فالمعمودية تعطى حياة مقامة مع المسيح. وفى نهاية حياتنا الدينونة. والإنسان المقام مع المسيح يحيا فى هذه الدنيا وعينه على الدينونة ونجد فى النقاط التالية 1 – 6 هذا الترتيب

1، 2 :- التوبة والإيمان :- بدأ بالتوبة فلا إيمان حقيقى بدون توبة (يع 2 : 14، 18). وكان المؤمن يقدم توبة ويعلن إيمانه قبل أن يعمدوه.

3، 4 :- المعمودية ووضع الأيادى :- من أساسيات الحياة المسيحية أن يتقبل الإنسان الدفن مع المسيح فى المعمودية لينعم بالحياة المقامة معه. أى ينال حياة جديدة فى المسيح (رو 6 : 4) وينعم بحلول الروح القدس خلال وضع الأيادى ليصير الإنسان هيكلاً مقدساً.

5، 6 :- قيامة الأموات والدينونة الأبدية :- القيامة هى رجاء كل مؤمن حيث ينعم الجسد والروح بالحياة الأبدية على مستوى ملائكى ويحيا مترقباً الدينونة الأبدية لينال إكليله.

1، 2 :-يمثلان الأساس الذى تقوم علية حياتنا، الإيمان الحى المعلن خلال التوبة من الأعمال الميتة.

3، 4 :- يمثلان إمكانية عمل الله فينا أى التمتع بالبنوة وسكنى الروح القدس فينا.

5، 6 :- هما رجاء المؤمن بدونهما يفقد طريقه ويتحطم باليأس.

وقوله المعموديات = أى هو لم يدخل فى الأساسيات ليشرح الفروق بين الغسلات والتطهيرات اليهودية وبين معمودية يوحنا وبين معمودية المسيح.

وهذا سنعمله إن أذن الله = هو لم يعود فى رسالة العبرانيين لشرح هذه المسائل وربما كان ناوياً أن يشرح هذا لهم فى زيارتة المرتقبة. (عب 13 : 23).



الآيات 4 – 6 :- لأن الذين استنيروا مرة و ذاقوا الموهبة السماوية و صاروا شركاء الروح القدس. و ذاقوا كلمة الله الصالحة و قوات الدهر الآتي. و سقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه.

لأن الذين استنيروا = قبلوا المعمودية. وذاقوا الموهبة السموية = حل عليهم الروح القدس فتذوقوا حلاوة ثماره من فرح وسلام وشعروا وتذوقوا حلاوة المغفرة وصاروا شركاء للروح القدس وتذوقوا الجسد والدم فى التناول. هؤلاء صارت لهم خبراتهم الشخصية. وذاقوا كلمة الله الصالحة = ذاقوا حلاوة وتعزية كلمة الأنجيل وما تحمله من لذة وفرح وسلام للنفس. وقوات الدهر الآتى = هنا نجد أن وعى الإنسان تفتح إلى أن يطلع على أسرار الحياة الأبدية ولذتها، هذه ننظرها الأن كما فى لغز كما فى مرآة ولكنها ستتضح فى الدهر الآتى (1كو 13 : 12).

وسقطوا = أنكروا المسيح تحت ضغط الإضطهاد.

ملحوظة :- فى كل ما ذكر من عطايا لمن سقطوا لم تذكر المحبة فالمحبة لا تسقط أبداً.

لا يمكن تجديدهم أيضاً للتوبة = لا يمكن لشخص ما أن يعيدهم للتوبة. إرتدادهم يشير لعدم ثباتهم فى المسيح. هو إرتدوا وفى عناد يرفضون الرجوع للإيمان وبإنكارهم وجحدهم للمسيح وربما بإساءتهم للمسيح يكونون كمن يصلبون لأنفسهم إبن الله ثانية ويشهرونه = هم كما لو كانوا يكررون عملية صلب المسيح ثانية.كلمة لا يمكن تجديدهم للتوبة لا تشير أن الله قد أغلق مراحمه دونهم، بل الله يقدم الفرصة للشرير تلو الفرصة. ولكن عدم إمكانية تجديدهم راجع لعنادهم ورفضهم قبول الوسائل التى تجدد الحياة الروحية. الروح القدس يدعو بإستمرار للتوبة ولكن هناك من يقاوم الروح وهناك من يطفئ الروح وهناك من يحزن الروح. والسقوط على درجات تنتهى بالتجديف على الروح القدس وهنا لا يمكن التوبة، وهذا ما أسماه القديس يوحنا اللاهوتى الخطية التى للموت (1يو 5 : 16). ولنلاحظ أن من لا يتحرك دائماً للكمال والنمو فهو معرض للإنهيار، والإنهيار يصل لهذه الدرجة المخيفة وضياع فرصة التوبة.

ولكن هناك من يسقط عن ضعف ولكن الحب فى قلبة والإيمان فى قلبه مثل بطرس وهذا يسنده المسيح ويقيمه. ولكن هناك من يسقط بكل إرادته ونيته وتصميمه وهذا لا يمكن تجديده وهذا مثل يهوذا ولنلاحظ أن يهوذا عمل معجزات وأخرج شياطين. والقديس يوحنا ذهبى الفم إستخدم هذه الآية ليشرح أن المعمودية لا تعاد لمن أنكر المسيح وعاد بالتوبة وفسرها كالأتى:

وسقطوا = أنكروا المسيح تحت ضغط الإضطهاد.. لا يمكن تجديدهم للتوبة = لا يمكن إعادة معموديتهم...

(كان بعض منهم إذ تعودوا على تكرار الإغتسال وهم يهود يريدون تكرار المعمودية وهنا الرسول يمنعهم).

إذ هم يصلبون = فالمعمودية هى صلب مع المسيح وإعادتها تكرار للصلب.



الآيات 7، 8 :- لأن ارضا قد شربت المطر الآتي عليها مرارا كثيرة و انتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله. و لكن إن اخرجت شوكا و حسكا فهي مرفوضة و قريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق.

القلب الذى يتقبل نعم الله المجانية هو كالأرض التى تتقبل المطر = عطايا ومواهب الروح القدس التى ننالها بالمعمودية والميرون وتعلم كلمة الله. ومن كانت له ثمار الروح القدس يباركه الله. أما من حل عليه الروح القدس ولم تكن فى حياته ثمار من فضائل روحية بل أشواك خطية فهو معرض لنار الدينونة.



آية 9 :- و لكننا قد تيقنا من جهتكم أيها الأحباء أمورا افضل و مختصة بالخلاص و ان كنا نتكلم هكذا.

بعد أن جرح بمشرطه كطبيب ها هو يداوى الجرح ويشجع المريض حتى لا ييأس. هو زرع هنا روح الرجاء فيهم مؤكداً أنه لا يرى فيهم أرض لعنة بل أرض بركة.

وإن كنا نتكلم هكذا = أى من الأفضل أن أرعبكم حتى لا تسقطوا فى الإرتداد.



الآيات 10 – 12 :- لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين و تخدمونهم. و لكننا نشتهي ان كل واحد منكم يظهر هذا الأجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية. لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان و الأناة يرثون المواعيد.

نرى فى هذه الآيات ثلاثية بولس الرسول الإيمان والرجاء والمحبة (1كو 13 : 13) ففى آية (10) نرى المحبة وفى آية (11) نرى الرجاء وفى آية (12) نرى الإيمان.

فى آية (10) يذكرهم بأعمال محبتهم التى أظهروها للقديسين الذين كانوا فى إحتياج لخدمتهم وفى آية (11) نصيحة عملية لهم ولنا :- كيف نقتنى الرجاء إلى النهاية ؟ الإجابة بالإجتهاد فى خدمة المحبة للقديسين والإجتهاد فى الصلاة ودراسة كلمة الله، أى فى عشرة حلوة مع الله. وفى آية (12) إذ كان هناك رجاء بالمواعيد فكيف يكون هناك إهمال فى أمور الإيمان والخلاص إذ كان هناك رجاء أى أمل فى مواعيد الله اليقينية فكيف نتباطئ فى مسيرتنا أى جهادنا.



آية 13 :- فإنه لما وعد الله ابراهيم اذ لم يكن له اعظم يقسم به اقسم بنفسه.

بعد أن تكلم عن الجهاد الصادر عن إيمان يضرب مثالاً بإبراهيم كنفس مؤمنة ترجمت إيمانها عملياً خصوصاًفيما يخص القديسين وخدمتهم (ضيافة الملائكة وقارنها بالآية10) فنال الوعود الإلهية وبقسم إلهى. ولماذا أقسم الله ؟ كان الموعد سيتحقق بعد زمن طويل فكان هناك 25 سنة بين الموعد وبين تنفيذه بميلاد إسحق، وعد الله بالبركة سينفذ مرحلياً، أولاً بولادة إسحق وعلى المدى البعيد بمجئ المسيح من نسل إبراهيم. وكأن الله يقسم لإبراهيم ليطلب منه الصبر حتى يتحقق الموعد. وكأن بولس الرسول يطلب الصبر أيضاً من العبرانيين فمواعيد الله ستتحقق بالتأكيد لهم كما تحقق الوعد لإبراهيم فورث الأرض (بركات زمنية) وربح السماء (بركات روحية).



آية 14 :- قائلا اني لإباركنك بركة و اكثرنك تكثيرا.

راجع (تك 22 : 16، 17).



آية 15 :- و هكذا إذ تأنى نال الموعد.

وهكذا إذ تأنى = تشير لصبر إبراهيم. ونلاحظ حكمة الرسول فى أن يأخذ إبراهيم كمثال. وإبرهيم أتى قبل الناموس. والرسول يكلم العبرانيين الذين يهتمون بالناموس فوعد الله بالحياة والبركة سابق للناموس.



آية 16 :- فإن الناس يقسمون بالأعظم و نهاية كل مشاجرة عندهم لأجل التثبيت هي القسم.

هنا بولس يظهر أهمية القسم لهؤلاء العبرانيين. فالقسم هو لتعزيز صدق الأقوال. فما أقسم به وهو الله يكون شاهداً على ما قلته.



آية 17 :- فلذلك إذ اراد الله ان يظهر اكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه توسط بقسم.

كون الله يتكلم ويعد فهذا شئ عظيم فكم وكم لو أقسم وهذا يعزينا أن وعود الله ستتم. هنا نرى أن الرسول بولس يرى أن وعد الله وقسمه لإبراهيم هو وعد لكل أبناء إبراهيم بالإيمان. فالله يريد أن يحول موتهم إلى حياة كما أخرج حياة من الموت لإبراهيم. والله أقسم أيضاً فى موضوع كهنوت المسيح الذى هو على طقس ملكى صادق، أى شفاعة المسيح لنا وإلى الأبد.



آية 18 :- حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن ان الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجانا لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا.

الأمرين هما وعد الله وقسمه وهما لا يتغيران. تكون لنا تعزية = ماذا يعزينا ؟ إن الوعد الذى أعطى لإبراهيم قد تحقق فى المسيح بكرنا الذى نال الميراث لحسابنا فهو رئيس كهنتنا الأبدى. والتعزية تعطى شجاعة إحتمال قوية للإضطهاد والآلام. لذلك علينا أن نتمسك فى ثبات ويقين بالرجاء الذى ننتظره فى الحياة الأخرى ولكن الرجاء بدون إيمان خيال وأوهام.



آية 19 :- الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب.

المسيحى كمن هو فى مركب آيل للغرق فى هذا العالم (بحر العالم) والرجاء هو المرساة التى تحمى مركب المسيحى من الغرق وهى مؤتمنة وثابتة. وما هو هذا الرجاء ؟ هو الوعد الذى وعد الله به إبراهيم وثبته بالقسم أن يبارك فى نسله وهذا قد تحقق فى المسيح وصعوده للسموات وترائيه أمام الآب لأجلنا. ليكون نسل إبراهيم بالإيمان (المسيحيين) بلا عدد وموتهم يتحول لحياة.



آية 20 :- حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الأبد.

هذا هو رجاؤنا أن يسوع دخل السماء كسابق لأجلنا لندخل معه. على رتبة ملكى صادق = أى هو دخل ليمارس عمله الكهنوتى كشفيع لنا.

http://demiana2010.com

7تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 7 السبت 2 يناير 2010 - 21:44

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 7

سبق الرسول وقارن بين المسيح وكل من الملائكة وموسى ويشوع وهرون. ثم أخذ مثلاً بالوعد لإبراهيم أبو الأباء. وحينما أتى لإبراهيم إقتطف جزءاً من قصة إبراهيم وهو لقائه مع ملكى صادق (تك 14 : 18). هذا الجزء يبدو لليهود غامضاً وبلا معنى فكيف يخضع إبراهيم أبو الأباء لملكى صادق هذا ويعطيه العشور من كل شئ بل أن ملكى صادق يبارك إبراهيم. فإن كان إبراهيم قد حمل فى صلبه كل شعب اليهود ومعهم سبط لاوى والكهنة ورؤساء الكهنة. فيكون كل هؤلاء قد تصاغروا جداً أمام ملكى صادق الذى كان بالطبع رمزاً للمسيح. فملكى صادق يبارك إبراهيم الذى له المواعيد.



رموز ملكى صادق للمسيح

1. هو ملك وكاهن. وبالنسبة لليهود فالملك والكهنوت لا يجتمعان أبداً لشخص واحد إذ أن الملك من سبط يهوذا والكهنوت من سبط لاوى. وفى هذا يشير ملكى صادق للمسيح الملك ورئيس الكهنة.

2. من جهة إسمه ملكى صادق التى تعنى ملك البر. فالمسيح يملك فى القلوب ببره. يتربع فى النفس فيخضعها فيه لتظهر فى عينى الأب حاملة بره (رو 3 : 24).

3. من جهة عمله فهو ملك ساليم أى ملك السلام والمسيح معطى السلام للكنيسة (يو 16: 33، 14:27).

4. ماذا قدم ملكى صادق لإبراهيم ؟ خبزاً وخمراً وهذا هو طقس كهنوت ملكى صادق.

5. ملكى صادق ظهر مرة واحدة فى الكتاب المقدس والمسيح قدم ذبيحة مرة واحدة.

6. لا يوجد تسلسل كهنوتى لملكى صادق. فهو لم يستلم كهنوته من أحد والمسيح الذى عينه كاهناً هو الله حين أقسم بهذا (مز 110).

7. كهنوت ملكى صادق متفوق على الكهنوت اللاوى فإبراهيم أعطى له العشور.بل أن العشور يقبلها الله فقط فملكى صادق هذا يرمز لإبن الله (عب 7 : 2).

8. كون أن ملكى صادق يبارك إبراهيم فهذا أيضاً يثبت تفوق كهنوت ملكى صادق على كهنوت هرون والكهنوت اللاوى (عب 7 : 1).

9. ملكى صادق بلا أب بلا أم بلا نهاية ولا بداية حياة بلا نسب (عب 7 : 3). هذا لا يعنى أنه حقاً بلا أب ولا أم ولا نسب وأنه يحيا حتى الأن. ولكن الكتاب لم يذكر له أى نسب ولا أى عائلة، لم يذكر أبوه ولا أمه ولم يذكر متى ولد ولا متى مات على الرغم أن الكتاب دائماً يشير لأصل ومواليد الشخصيات المهمة. ولكن لم يذكر أباه لأنه يرمز للمسيح الذى له أم بالجسد ولكن ليس له أب بالجسد. ولم يذكر أمه أى المسيح فهو من جهة لاهوته بلا أم. لم يذكر له نهاية حياة ليرمز للمسيح الذى سيكون كهنوته إلى الأبد كاهناً إلى الأبد (عب 7 : 3). لم يذكر له بداية أيام لأنه يرمز للمسيح الأزلى،أى الذى بلا بداية. وهو بلا سجل أنساب لأنه يرمز للمسيح الذى سيظل رئيس كهنة لم يستلم كهنوته من كاهن قبله. وبلا أنساب أى لا يعقبه كهنة آخرون رمزاً لأبدية كهنوت المسيح. أما الكهنوت اللاوى فكان بالوراثة.

10. يقول المفسرون أن ملكى صادق هو الذى بنا أورشليم والمسيح أسس أورشليم السماوية أى الكنيسة.



آية 5 :- و اما الذين هم من بني لاوي الذي يأخذون الكهنوت فلهم وصية ان يعشروا الشعب بمقتضى الناموس اي اخوتهم مع انهم قد خرجوا من صلب ابراهيم.

حسب الناموس كانت كل الأسباط تقدم عشورها لسبط لاوى. وكل الأسباط هم أيضاً من نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب. فيكون سبط لاوى يأخذ العشور من إخوته.



آية 6 :- و لكن الذي ليس له نسب منهم قد عشر ابراهيم و بارك الذي له المواعيد.

ولكن ملكى صادق لم يكن له نسب مع إبراهيم. وبالتالى لا صلة نسب مع لاوى ومع هذا أخذ الأعشار من إبراهيم وبارك إبراهيم.



آية 7 :- و بدون كل مشاجرة الأصغر يبارك من الأكبر.

فإن كان ملكى صادق قد بارك إبراهيم يكون ملكى صادق أكبر من إبراهيم.



آية 8 :- و هنا اناس مائتون يأخذون عشرا و اما هناك فالمشهود له بانه حي.

أناس مائتون = هم اللاويون الذين بحكم الطبيعة يموتون. وهم يأخذون الأعشار ولكن فى حالة ملكى صادق والذى لم يتحدث الكتاب عن موته كأنه يشهد له أنه حى يأخذ الأعشار من إبراهيم. والمسيح (ورمزه ملكى صادق) حى وكهنوته أبدى.



آية 9، 10 :- حتى اقول كلمة ان لاوي ايضا الأخذ الأعشار قد عشر بإبراهيم. لأنه كان بعد في صلب ابيه حين استقبله ملكي صادق.

لاوى كان فى صلب إبراهيم حين أعطى إبراهيم العشور لملكى صادق وكأن لاوى دفع العشور هو أيضاً لملكى صادق. فيكون ملكى صادق أعظم من اللاويين والكهنة.



آية 11 :- فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال. إذ الشعب أخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد الى ان يقوم كاهن اخر على رتبة ملكي صادق و لا يقال على رتبة هرون.

إذا كان من الممكن أن نبلغ العلاقة الكاملة ونحقق الصلة القوية بالله بواسطة الكهنوت اللاوى، فما الداعى أن يقيم الله كهنوت جديد على رتبة ملكى صادق ونلاحظ أن الناموس مؤسس على الكهنوت اللاوى.



آية 12 :- لأنه ان تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس ايضا.

تغيير نظام الكهنوت كله إستتبع تغيير الناموس. وإستبدل العهد القديم بالعهد الجديد. لأنه يستحيل إقامة كهنوت جديد بنفس طقس هرون فطقس هرون ثبت عجزه عن التطهير بواسطة الذبائح الحيوانية.



آية 13 :- لأن الذي يقال عنه هذا كان شريكا في سبط اخر لم يلازم احد منه المذبح.

هذه الآية تشير إلى ملكى صادق وأنه لم يكن من سبط لاوى الذى يخرج منه الكهنة الذين يخدمون المذبح. وملكى صادق يرمز للمسيح الذى لم يكن هو أيضاً من سبط لاوى بل من سبط يهوذا. ومن سبط يهوذا لا يخرج كهنة. فإذا فهمنا أن المسيح سيكون كاهناً على طقس ملكى صادق أى ليس من سبط لاوى فيلزم إذن أن يحل كهنوت جديد بدلاً من الكهنوت اللاوى.



آية 14 :- فإنه واضح ان ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت.

طلع = فالمسيح هو شمس البر وهو جاء من سبط يهوذا.



آية 15 :- و ذلك اكثر وضوحا ايضا إن كان على شبه ملكي صادق يقوم كاهن اخر.

فى الآية السابقة قال أنه واضح. وهنا يقول والأكثر وضوحاً قول المزمور أن الكهنوت المشار إليه سيكون على طقس ملكى صادق الذى ليس هو بلاوى.



آية 16 :- قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول.

قد صار ليس بحسب = قد صار كاهناً ليس بحسب... وصية جسدية = أى أن كهنوت المسيح ليس حسب الناموس الذى كان يتعلق بتطهيرات جسدية وأمور خارجية بل قد صار كاهناً بقوة الآب وقوته التى هى قوة حياة لا تنحل بواسطة الموت بل تظل أبدية. بالمسيح أنتهى عصر الخيرات الزمنية كمكافأة وإنفتح باب الرجاء على الخيرات الأبدية السماوية. فرئيس كهنتنا أبدى فى السماء.



آية 17 :- لانه يشهد انك كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق.

هذه الآية تأتى لشرح الآية السابقة فالوحى الإلهى يشهد لداود عن المسيح أنه كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق فلا يوجد كاهن لاوى يدوم كهنوته للأبد فهم بشر يموتون.



آية 18 :- فإنه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها.

الناموس والوصية عجزا عن أن يدخلا بالإنسان للإقتراب إلى الله أو الإتحاد معه. لذلك أبطلت الوصية والناموس، والوصية التى أبطلت هى طقوس الكهنوت والكهنوت نفسه. والكهنوت ووصاياه أبطلا لضعفهم وعجزهم عن تبرير الإنسان



آية 19 :- إذ الناموس لم يكمل شيئا و لكن يصير إدخال رجاء افضل به نقترب إلى الله.

بعد أن أبطل الكهنوت وناموسه يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله. وكيف يهب الناموس للضمير المتألم بسبب الخطية راحة. ولكن فى مقابل الموت الذى يفرضه الناموس على الخاطئ نجد رجاء حى للإقتراب لله فى العهد الجديد.



الآيات 20، 21 :- و على قدر ما أنه ليس بدون قسم. لأن اولئك بدون قسم قد صاروا كهنة و اما هذا فبقسم من القائل له اقسم الرب و لن يندم انت كاهن الى الأبد على رتبة ملكي صادق.

كهنوت المسيح أفضل وتتضح أفضليته فى أن الله أعطاه بقسم. أما الكهنوت اللاوى فبدون قسم



آية 22 :- على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد افضل.

إذا كان يسوع قد صار كاهناً بصورة أسمى وأفضل من الكهنوت اللاوى فمعنى هذا أنه قد أصبح ضامناً بواسطة ومحققاً لعهد أفضل وأسمى.



الآيات 23، 24 :- و اولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء. و اما هذا فمن أجل انه يبقى الى الأبد له كهنوت لا يزول.

كان رؤساء الكهنة يموتون ويرثهم أولادهم علامة على ضعف الكهنوت اللاوى. أما المسيح فلم يهزمه الموت قط ولذلك كهنوته أبدى. ونلاحظ أن الموت كان يعتبر نجاسة فى العهد القديم فرئيس الكهنة يفقد كهنوته بعد موته. أما المسيح فموته هو أساس كهنوته، فالموت لم ينجسه لأنه إنتصر عليه وقام ليشفع فينا للأبد.ولأن المسيح حى سيعطى حياة لمن يشفع فيهم (يو 11 : 25، 26). ولأنه حى فهو لا يسلم كهنوته لأحد ويبقى هو كاهناً إلى الأبد.



آية 25 :- فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم.

إلى التمام = أى كل حين وتعنى أيضاً يخلص كل الإنسان (جسد ونفس وروح) وتعنى أيضاً أنه يخلص كما يريد الله للإنسان الخلاص بحسب محبته. هو يخلص وإلى الأبد الذين يجيئون بواسطته إلى الله



آية 26 :- لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر و لا دنس قد انفصل عن الخطاة و صاراعلى من السماوات.

هنا نرى صفات المسيح رئيس كهنتنا. ونلاحظ أن لفظ قدوس لا يقال سوى على الله، أما البشر فيقال عنهم قديسين (أش 6 : 3). بلا شر = أما الكهنة اللاويين فكانت لهم خطاياهم ويحتاجون لمن يقدسهم. إنفصل عن الخطاة = ليس أنه قاطعهم بل هو جاء لأجلهم بل تعنى أنفصل عن خطاياهم ولم يكن فى فمه غش. صار أعلى من السموات = السموات مأخوذة هنا بمعنى مجازى فالسموات تشير لكل ما يسمو ويعلو. يليق بنا = إن الكهنوت اللاوى قد أبطل لعدم نفعه، إذ أن الله فى محبته للبشر وجد أنه يليق بهم خلاصاً أبديا تاماً.



آية 27 :- الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه.

رئيس الكهنة اللاوى يخطئ يومياً فهو يحتاج لذبيحة عن نفسه دائماً. كل يوم = تعنى دائماً. ولذلك كان يتطهر بالماء يومياً حتى يدخل للأقداس. ويقدم ذبيحة عن نفسه لو أخطأ. ويقدم ذبيحة عن خطاياه سنوياً فى عيد الكفارة. أما المسيح فهو بلا خطية وحين قدم نفسه ذبيحة عنا كان هذا مرة واحدة وفيها كل الكفاية. أما ذبيحة الإفخارستيا فهى ليست ذبيحة مختلفة عن ذبيحة الصليب بل هى نفسها ذبيحة الصليب، هى توزيع ما تقرر لنا فى ذبيحة الصليب من بركات.



آية 28 :- فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التى بعد الناموس فتقيم إبنا مكملا إلى الأبد.

رئيس الكهنة اللاوى مهما كان قديساً فهو يخطئ ويموت. ورئيس الكهنة اللاوى هذا يقام بالناموس. أما الكلمة والوعد الذى أعطى بقسم والذى أعطى بعد الناموس، كلمة القسم هذه قد أقامت رئيس الكهنة إبن الله. الذى كان فى حياته الأرضية كاملاً بلا خطية وتكمل بالآلام. ويظل رئيس كهنة للأبد.

http://demiana2010.com

8تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 8 السبت 2 يناير 2010 - 21:45

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 8

الآيات 1، 2 :- رئيس الكهنة الجديد ينتقل عمله من الأرض للسماء ليباشر خدمته الإلهية الفائقة.

الآيات 3، 4 :- هذا العمل الروحى يستحيل أصلاً تكميله على الأرض طالما كان هناك نظام خدمة أرضى.

الآيات 5، 6 :- ولكن النظام الأرضى كان مثالاً أو ظلاً للأصل الذى سيقوم به المسيح.



آية 1 :- و أما راس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات.

رأس الكلام = نهاية ما نبتغيه. لنا = تعنى أنه أصبح لنا الأن شئ جديد غير الناموس القديم. رئيس كهنة = صار لنا رئيس كهنة جديد ودخل بنا إلى هيكل جديد لحسابنا، جاء المسيح الكاهن الأعظم الجديد السماوى ليقدم خدمة سماوية وليرفع المسيحى بكل حياته وسلوكه إلى السماويات. ولو أنه قدم ذبيحته على الأرض لتكون على مرأى ومسمع من الجميع. لكنه إرتفع للسماء ليقدم كفارة عنا فصار مركز عمل الكفارة والخلاص فى السماء وليس على الأرض. جلس = فى أصلها اليونانى تشير أنه أخذ وضعه كجالس بإرادته أى أخذ كرسيه. فى يمين = لا تعنى المعنى الحرفى فليس لله يمين أو يسار والعبارة تشير لمجد المسيح وعظمته وسمو وضعه.



آية 2 :- خادما للأقداس و المسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان.

خادماً = هو يخدم ملكوته كملك على عرشه يخدم شعبه. وخدمته أن يطهر شعبه بدمه ويشفع فيهم. المسكن الحقيقى = هو مسكن فهو سكنى الله مع الإنسان (رؤ 21 : 3) وهذا هو الهيكل السمائى الذى فيه المسيح بذبيحة كفارة نفسه يقرب الإنسان إلى الله. بل يصير الإنسان جسد المسيح وهيكله الذى يسكن فيه الروح القدس فنحن بيته (عب 3 : 6).



آية 3 :- لأن كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين و ذبائح فمن ثم يلزم ان يكون لهذا أيضا شيء يقدمه.

هو قدم جسده ودمه الأقدسين على طقس ملكى صادق



آية 4 :- فإنه لو كان على الأرض لما كان كاهنا إذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس.

لما كان كاهناً = فهو أى المسيح ليس من سبط لاوى. وبحسب نظام موسى لا يمكن أن يعين كاهن من خارج سبط لاوى. وبالتالى بحسب الناموس يستحيل أن يعين المسيح كاهناً



آية 5 :- الذين يخدمون شبه السماويات و ظلها كما اوحي الى موسى و هو مزمع أن يصنع المسكن لأنه قال انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل.

راجع (خر 25 : 40 + 26 : 30 + 27 : 8 + عد 8 : 4 + أع 7 : 44 + كو 2 : 17 + عب 9 : 23). هؤلاء الكهنة يخدمون ما هو فى موضع الرمز أو الظل لما هو أصلى وحقيقى فى السماويات. على نحو ما أوحى لموسى عندما طلب منه أن يصنع مسكن الشهادة إذ طلب الله من موسى أن يصنع كل شئ وفقاً للمثال الذىأظهر له على الجبل. فما رآه موسى كان رمزاً للحقيقة السماوية، كان كلغز وكان كمن ينظر فى مرآة. ما رآه موسى كانت الكنيسة جسد المسيح وصنع الخيمة مثالاً له ورمزاً.



آية 6 :- و لكنه الآن قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل.

ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل = سبق فى آية 4 أن قال أن المسيح لو كان على الأرض ما كان كاهناً والآن نسمع أنه حصل على خدمة أفضل وكهنوت أفضل من الكهنوت الأرضى. هو رئيس كهنة سماوى وهيكله سماوى. وهذا الهيكل السماوى هو كنيسة العهد الجديد (فى3: 20). وعبادتنا أيضاً هى سماوية. والمسيح وسيط العهد الجديد أفضل من موسى وسيط العهد القديم (وسيط بين الله والناس).



آية 7 :- فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان.

لماذا كان ناموس العهد القديم به عيب ؟ هو منقوش على حجارة، عجز عن تكميل الناس، وعجز الناس عن الإلتزام بالناموس. والله وضع ناموساً آخر يكون موضعه القلب موضع = الموضع هو القلب.







آية 8 :- لأنه يقول لهم لائما هوذا أيام تأتى يقول الرب حين اكمل مع بيت إسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا.

لائماً = الله يلومهم لأنهم قصروا فى حفظ الناموس. مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا = هذه النبوة كتبها أرميا النبى (أر 31 : 31 – 34). وكان وقتها إسرائيل فى خصام مع يهوذا وكان إسرائيل فى السبى ويهوذا قريب من السبى. والمعنى أن العهد الجديد فيه سيصالح الله الجميع كما وسيتصالح الجميع مع بعضهم كما يتصالح إسرائيل مع يهوذا. عهداً جديداً = غاية الكتاب المقدس أن يدخل الله فى عهد مع الإنسان:

1. فحينما سقط آدم أعطاه الله وعداً فقط أن نسل المرأة يسحق رأس الحية.

2. عهد بواسطة علامة طبيعية = وكان هذا لنوح والعلامة كانت قوس قزح.

3. عهد بعلامة فى الجسد = وكان هذا مع إبراهيم والعلامة كانت الختان.

4. عهد الدم = وكان هذا مع موسى من خلال الذبائح. وكان ذلك على جبل سيناء بعد أن أخرجهم الله من أرض العبودية ليدخل يهم إلى أرض العهد. وبعد كل هذا عبدوا العجل وخانوا العهد وعبدوا آلهة وثنية. ثم ظهر الأنبياء وأشتهى الأنبياء بل رأوا من بعد عهداً جديداً تنبأوا عنه (أر 31 : 31 – 34 ).

5. العهد الجديد =وهذا لم يسجل على ألواح بل على قلوبنا. يمس حياتنا الداخلية حيث ملكوت الله فينا. والله نفسه يكون معلمنا. يتقدم المسيح ليس كخارج عنا بل هو دخل إلى حياتنا ليغير طبيعتنا ويجددها بالروح القدس فنحن مخلوقين فيه قائمين فيه لا سلطان للخطية علينا.



آية 9 :- لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من ارض مصر لأنهم لم يثبتوا في عهدي و أنا أهملتهم يقول الرب.

لاحظ أن العهد القديم حقاً أقل من العهد الجديد بكثير ومع هذا فحينما لم يثبت الشعب فيه أهملهم الرب فأذلهم أعدائهم. فكم وكم سيكون عقاب من يهمل العهد الجديد.



آية 10 :- لأن هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل نواميسي في أذهانهم و اكتبها على قلوبهم و أنا أكون لهم آلها و هم يكونون لي شعبا.

بعد تلك الأيام = بعد أن تكمل ألام المسيح وقيامته وصعوده. فى أذهانهم = فالروح القدس يعلم (يو 14 : 26). ولنلاحظ أن ناموس موسى يرسو على مبادئ وقواعد تختص بالسلوك الجسدى الخارجى للإنسان. أما العهد الجديد فيدخل إلى الوعى القلبى والروحى للإنسان ليستقر فى أعماق قلبه ويملأ فكره وتصوره وحياته الداخلية. الروح يكتب العهد الجديد على القلب. وبهذا العهد الجديد يبتدئ إستعلان الله فى ذاته وفى صفاته وفى حبه ورحمته.



كيف تكتب النواميس على القلب ؟

فى العهد الجديد إنسكب الروح القدس على الكنيسة وصار يسكن فى الكنيسة ويسكن فى المؤمنين. وعمل الروح القدس أنه يسكب المحبة فى قلوب المؤمنين (رو 5 : 5) (محبة الله أولاً) والقلب عديم المحبة هو قلب حجرى تناسبه الوصايا المكتوبة على ألواح حجرية.

ولكن القلب المملوء محبة يصير قلباً لحمياً، وهكذا حول الله قلوبنا إلى قلوب لحمية (حز 11 : 19).

وهذه القلوب المملوءة حباً لا تستطيع أن تخالف وصية حبيبها الذى مات لأجلها. وصاياه تصير منقوشة على قلوب محبيه. وهذا ما قاله السيد المسيح "الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى" (يو 14 : 21).



آية 11 :- و لا يعلمون كل واحد قريبه و كل واحد اخاه قائلا اعرف الرب لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم.

الروح القدس هنا هو الذى سيقوم بالتعليم كما ذكرنا من قبل. وهو الذى سينير القلوب والأفهام. فقبل حلول الروح القدس فى قلوبنا كان العالم بأجمعه يجهل هذه الحقائق التى أعلنت لنا فى المسيح، ليس العالم الوثنى فقط بل واليهود الذين كان لهم الظلال فقط ولكنهم لم يأخذوا الحقيقة كاملة. وكون الروح القدس يعلم فهذا لا يلغى دور المعلمين والمرشدين وأباء الكنيسة. فالرجوع إلى أباء الكنيسة هو رجوع أيضاً للروح القدس فالكنيسة تسترشد بالروح القدس. وكل مواهب الروح القدس تؤخذ من داخل الكنيسة. والروح القدس لن يقيم علاقة مع أى شخص خارج الكنيسة. والروح يعطى لكل واحد كيف يتكلم وكيف يكون مؤثراً على الآخرين



آية 12 :- لأني اكون صفوحا عن اثامهم و لا اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد.

لأنى أكون صفوحاً = هو عهد غفران بالدم، هو عهد نعمة ولكن الله يغفر لمن يتوب ويعترف (1 يو 1 : 8، 9). ومعنى الآية أن هؤلاء سيعرفوننى لأننى سأغفر خطاياهم فالعهد الجديد الذى يقوم فيه الروح القدس بدور المعلم يكون بعد الغفران والصفح وهذا من المؤكد سيكون بعد المسيح. فبعد غفران الخطايا بالدم سيكون البشر أهلاً لأن يحل عليهم الروح القدس ويكشف لهم الإعلانات السماوية.



آية 13 :- فإذ قال جديدا عتق الأول و اما ما عتق و شاخ فهو قريب من الإضمحلال.

هو عتق وشاخ (العهد القديم) لأنه أرضى وزمنى وأما الجديد فهو سماوى وإلى الأبد. لذلك قال المسيح على الصليب قد أكمل فهو بموته كمل العهد الجديد. ومعنى الآية أن الله إذ أطلق على عهد المسيح العهد الجديد (أر 31 : 31 – 34) فإن هذا قد جعل العهد القديم عتيقاً وبالتالى قريب من الزوال.

http://demiana2010.com

9تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 9 السبت 2 يناير 2010 - 21:45

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 9

آيات 1-3:- ثم العهد الأول كان له أيضا فرائض خدمة والقدس العالمى. لأنه نصب المسكن الأول الذى يقال له القدس الذى كان فيه المنارة والمائدة وخبز التقدمة. ووراء الحجاب الثانى المسكن الذى يقال له قدس الأقداس.

الخيمة كلها رمز لعمل المسيح لذلك يذكر أجزاءها ويتكلم عنها بكل الإحترام. ونرى فى حديث الرسول أن الخيمة تنقسم لقسمين، القدس، وقدس الأقدس وهما إشارة للعهدين. فالقدس يشير للعهد القديم وقدس الأقداس يشير للعهد الجديد. القدس يخدمه كهنة كثيرون كل يوم والثانى يشير للسماء لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة كرمز للسيد للمسيح الذى قدم نفسه مرة واحدة ليدخل بنا إلى سمواته. والرسول يرى أن كل ما كان فى الخيمة ويرمز للعهد الجديد هى مقدسات شبه السماويات. والقدس يشير أيضاً لحياتنا الحاضرة المقدسة فى الرب وقدس الأقداس يشير للحياة السماوية التى قدمها لنا الرب.

وبدأ الرسول بشرح القدس ليصل إلى قدس الأقداس ليوضح خدمة المسيح الذى دخل السموات بدمه مرة واحدة مثل رئيس الكهنة الذى يدخل الأقداس مرة واحدة فى السنة. بل أن خدمة المسيح غطت على خدمة الكهنة التى هى كل يوم فى القدس وخدمة رئيس الكهنة نفسه.

والقدس العالمى = هو قدس لأن الله يحل فيها وقال عالمى ليفرق بينها وبين الأصل السماوى.



آية 4 :- فيه مبخرة من ذهب و تابوت العهد مغشى من كل جهة بالذهب الذي فيه قسط من ذهب فيه المن و عصا هرون التي أفرخت و لوحا العهد.

مبخرة من ذهب = تستخدم يوم الكفارة فقط وأستخدمها هارون وتركت كتذكار داخل قدس الأقداس. ونلاحظ أن الرسول ذكر كل محتويات الخيمة ما عدا مذبح البخور وذكر مبخرة الذهب بدلاً منه. والسبب أن كل ما فى قدس الأقداس يشير لما هو فى السماء، ومذبح البخور مكانه فى القدس. وهو يريد أن يقول أن المسيح يشفع فينا الآن فى السماء فاستعاض عن مذبح البخور بذكر المبخرة الذهب. والمبخرة الذهب ومذبح البخور كلاهما يقدم بواسطتهما البخور شفاعة للشعب وبذلك يشيران للمسيح الشفيع عن جنس البشر.

تابوت العهد = ممثل الحضرة الإلهية. المن = إشارة للمسيح المن الحقيقى. عصا هرون = تشير لرعاية المسيح الشخصية لكنيستة. لوحا العهد = إشارة لكلمة الله.



آية 5 :- و فوقه كروبا المجد مظللين الغطاء أشياء ليس لنا الآن أن نتكلم عنها بالتفصيل.

كان مجد الرب يظهر من بين الكاروبان. فالله يوصف بأنه الجالس فوق الشاروبيم.



آية 6 :- ثم إذ صارت هذه مهيأة هكذا يدخل الكهنة الى المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة.

الكهنة يدخلون ولكن الشعب محروم من الوجود فى حضرة الله بسبب الخطية. فقبل خطية آدم كان آدم فى حضرة الله دائماً. وبسبب الخطية إنعزل الشعب عن الله وصار الكهنة وسطاء. بل أن حتى الكهنة محرومون من دخول قدس الأقداس، الذى يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة، ويدخله بحياة آخر هى الذبيحة الحيوانية.



آية 7 :- و أما إلى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه و عن جهالات الشعب.

جهالات الشعب = أى ليس خطاياه الإرادية. ولاحظ أن رئيس الكهنة يقدم أيضاً عن نفسه.



آية 8 :- معلنا الروح القدس بهذا أن طريق الاقداس لم يظهر بعد ما دام المسكن الأول له اقامة.

طالما المسكن الأول اليهودى قائم والحجاب بين القدس وقدس الأقداس قائم. إذاً طريق الأقداس مغلق لم يظهر للإنسان. وكان لا بد للحجاب أن ينشق ليظهر الطريق للإنسان.



آية 9 :- الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدم قرابين و ذبائح لا يمكن من جهة الضمير ان تكمل الذي يخدم.

كل الكهنوت اللاوى والهيكل والذبائح هى رمز للوقت الحاضر = أى بعد مجئ المسيح. وبولس إذ قارن بين الخدمتين رأى أن خدمة العهد القديم تركز على تطهير الجسد أما خدمة العهد الجديد فتمس الضمائر وأعماق النفس الداخلية أى خدمة الروح الفعالة التى تقيم ملكوت الله فى داخلنا. أما طقوس العهد القديم فلم تكن لها هذه القدرة.



آية 10 :- و هي قائمة بأطعمة و اشربة و غسلات مختلفة و فرائض جسدية فقط موضوعة الى وقت الأصلاح.

هذه القرابين مع الفرائض المختلفة التى كانت تصحبها كانت تهدف لتطهير الجسد فقط وكان هذا حتى يجئ وقت الإصلاح = أى الوقت الذى يأتى فيه المسيح ليصلح النفوس ويطهرها حين يقدم لنا جسده كسر تقديس لنا. فيه نختفى وبه نتحد، نحمله فى داخلنا ونحن فيه. إذاً الإصلاح لن يكون بشرائع جديدة بل بإمكانيات جديدة أى بإتحادنا به ولذلك تغيرت أو تكملت وصية لا تزن وصارت "أن من ينظر ليشته فقد زنا" فى قلبه ولا تقتل صارت... لا تغضب. ونلاحظ أن الأطعمة والغسلات ليست عيباً بل هى ألف باء يعلمها الأب لأولاده حتى يكملوا فى الوقت المناسب.



آية 11 :- و اما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم و الأكمل غير المصنوع بيد اي الذي ليس من هذه الخليقة.

رئيس كهنة للخيرات العتيدة = جاء رئيس كهنة ليمنحنا الخيرات الأبدية وميراثنا السماوى هذه التى كانت بالنسبة لأزمنة العهد القديم تعتبر عتيدة مستقبلة.

فبالمسكن الأعظم = أى جسد المسيح. وهنا نرى بوضوح أن الرسول يرى أن الخيمة ترمز للمسيح هى وكل طقوسها. غير المصنوع بيد = الخيمة صنعت بيد ولكن جسد المسيح لم يتم بزرع بشرى بل بالروح القدس الذى حل فى مريم العذراء، فهو لم يكن من هذه الخليقة، بل من خليقة روحية جديدة. وبعد القيامة صار جسداً جديداً ليجعلنا كلنا خليقة جديدة. ونلاحظ أن تشبيه المسيح بالمسكن يشير لأن جسده البشرى يحل فيه كل ملء اللاهوت (كو 2 : 9).



آية 12 :- و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد فداء أبديا.

كان رؤساء الكهنة يدخلون لقدس الأقداس بدم تيوس وعجول، أما المسيح فدخل السماء بدم نفسه. بل بواسطته ندخل نحن أيضاً (عب 10 : 19).



آية 13، 14 :- لأنه إن كان دم ثيران و تيوس و رماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس الى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي.

دم ثيران = هذا يقدم عن خطايا رئيس الكهنة (لا 16 : 14، 16). وتيوس = دم التيوس يقدم عن جهالات الشعب. ورماد عجلة = (راجع فريضة البقرة الحمراء عد 19) وهذا الرماد يستخدمونه لتطهير من تلامس مع نجاسة ميت (من يتلامس مع جثة يتنجس جسده وليس نفسه رمزا لنجاسة النفس إذا تلامست مع خطية). كل هذه التطهيرات تؤدى لطهارة الجسد فقط حتى يستطيعوا الإشتراك فى الخدمة. فكم بالحرى دم المسيح الذى بروح أزلى = أى الله فالله روح. هنا نرى لاهوت المسيح أن له دور مشارك مع جسده. ولأنه روح حى أزلى، فبموت الجسد أزال الموت وأسس الحياة الأبدية والخلود للإنسان. والدم يرمز للحياة. وقوة الحياة التى فى المسيح هى قوة حياة أزلية، وهذه القوة تحيى من الموت وتحيى من موت الخطية أى تؤسس الضمير الروحى الجديد الذى بلا خطية. وهنا يضع الرسول عبارة روح أزلى فى مقابل طبيعة الذبائح التى كانت تقدم فى العهد القديم، فهذه كانت لها طبيعة أرضية فانية ميته، أما المسيح فله طبيعة روحية سرمدية. وهذا ما يعطى لتقدمته قيمتها ويجعلها أفضل من التقدمات الحيوانية. قدم نفسه = وهذه تشير لفعله الإرادى الحر. وهو قدم نفسه دون أن يكون فيه نقص أو عيب. يطهر ضمائركم = من أعمال الخطية التى تحمل الموت للنفوس وهكذا نستطيع أن نعبد الله الحى بإستحقاق. فإذن كما كانت طهارة الجسد فى العهد القديم تبيح للإنسان أن يشترك فى العبادة بعد أن يتخلص من النجاسات فهكذا أيضاً إذ المسيح يخلصنا من كل نجاسة الخطية ويطهر نفوسنا يجعلنا مستحقين للإشتراك فى عبادته وخدمته = لتخدموا الله الحى.

دم المسيح يطهر الداخل فلا نريد الخطية ونشتهيها داخلياً، عكس تطهير الجسد الذى إكتفى بتطهير خارجى ولكن الشهوة الخاطئة إستمرت تعذب الضمير.



آية 15 :- و لأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي.

لأجل هذا هو وسيط عهد جديد = لأن دم المسيح له قوة أن يطهر ضمائرنا فنخدم الله صار المسيح وسيطاً بين الإنسان وبين الله لكى يقيم عهداً جديداً غير العهد الأول. فكان الناموس فى العهد الأول يتعامل مع التعديات بالعقوبات والتأديبات ولكنه لم يعالجها لذلك أخفق الإنسان أن يتقدم لخدمة الله بالكمال الروحى المنشود. أما العهد الجديد فهو عهد غفران وصفح (عب 8 : 12) وتطهير الضمير (آية 14) يطهر الإنسان ليؤهله لخدمة جديدة لله روحية وكاملة وبلا عيب. المسيح صار وسيط ليحررنا من خطايا التعديات وبهذا فإن المدعوون (يهوداً وأمم) يحصلون على الميراث الأبدى.



الآيات 16، 17 :- لأنه حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصي. لأن الوصية ثابتة على الموتى إذ لا قوة لها البتة ما دام الموصي حيا.

هذه قاعدة أو قانون رومانى. فطالما الموصى حى فهو قادر أن يسحب وصيته ويغيرها. لذلك فالوصية تتثبت وتصبح سارية إذا مات الموصى. والله قدم وصيته فى العهد القديم (ميراث كنعان). وإذ لم يكن ممكناً أن يموت الله الموصى فى العهد القديم كان دم الذبائح يقوم بهذا الدور. وفى العهد الجديد قدم الله وصيته (الميراث السماوى) وإذ مات المسيح بالصليب تثبتت الوصية وصارت فاعليتها أكيدة لنتمتع بالميراث السماوى. "من يؤمن بى فله حياة أبدية". هذه هى الوصية المختومة بجسده المبذول ودمه المسفوك عنا. لذلك كان الدم هو علامة ثبوت الوصية فى العهدين القديم والجديد. ودم الذبائح هو رمز لدم المسيح.



آية 18 :- فمن ثم الأول أيضا لم يكرس بلا دم.

ولذلك فإن العهد الأول أيضاً (القديم) لم يأخذ قوته بغير دم بل بدم الذبائح.



الآيات 19 – 22 :- لأن موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس اخذ دم العجول و التيوس مع ماء و صوفا قرمزيا و زوفا و رش الكتاب نفسه و جميع الشعب. قائلا هذا هو دم العهد الذي اوصاكم الله به. و المسكن ايضا و جميع انية الخدمة رشها كذلك بالدم. و كل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم و بدون سفك دم لا تحصل مغفرة.

هذه الآيات شرح للآية (18) وكيف أن العهد كان بالدم، دم الذبائح. راجع رش الدم (خر 24 : 4 – 8). والتطهير بالماء والدم (لا 14) هنا نجد الماء يمتزج بالدم. والماء والدم يذكرنا بالماء والدم اللذان خرجا من جنب المسيح + (1يو 5 : 6) + (يو 19 :34) فالماء يشير للمعمودية والدم يشير لذبيحة الصليب. ولم يشر العهد القديم لأن موسى قد رش الكتاب ولكنه طالما رش كل شئ فهو رش الكتاب أيضاً. هو كان يرش كل شئ بالدم ليتطهر بالدم ولكنه رش الكتاب بالدم لأن الكتاب أخذ معنى العهد بالدم. وقد يشير لرش أذهاننا التى كتبت فيها الوصية وهكذا لرش قلوبنا بنفس المعنى. ورش الخيمة هو رشنا نحن فنحن صرنا خيمته (2كو 6 : 16). هنا رش دم المسيح لا يطهر الجسد من الخارج فقط بل يطهر النفس ويغسلها فيؤهل لدخول الهيكل السماوى.



آية 23 :- فكان يلزم ان امثلة الاشياء التي في السماوات تطهر بهذه و اما السماويات عينها فبذبائح افضل من هذه.

أمثلة الأشياء خيمة الأجتماع وما فيها. السمويات = هم المؤمنين أنفسهم فهم بيت الله وهم بدم المسيح صاروا مقدسين أى مخصصين لله.



آية 24 :- لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا.

المسيح لم يدخل إلى قدس أقداس الخيمة، بل دخل إلى الأقداس الحقيقية فى السماء ظهر أمام الآب ليشفع فينا. وهو فى السماء نحن منقوشين عليه على قلبه ويده كما كان فى العهد القديم يلبس رئيس الكهنة أسماء الأسباط منقوشة على صدره وعلى كتفه. وكان رئيس الكهنة اليهودى يظهر أمام الله، أمام التابوت وهو يحمل هذه الأسماء وفى المقابل حملنا المسيح فيه ودخل للسماء لنستطيع نحن أن نوجد فى حضرة الله.



آية 25 :- و لا ليقدم نفسه مرارا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة الى الأقداس كل سنة بدم اخر.

ذبيحة العهد القديم كانت تتكرر كل سنة لتتأكد الحقيقة فى ذهن اليهود. بدم آخر= دم الحيوانات.ولكن المسيح قدم نفسه مرة واحدة. ونلاحظ أننا فى التناول من جسد المسيح ودمه لا نقدم ذبيحة صليب جديدة ولا نكررها، بل هى إمتداد لذات الذبيحة القائمة الأبدية غير الدموية التى لا تتوقف. فالمسيح الذبيح الحى القائم من الأموات هو بعينه يقدم جسده ودمه دون تكرار أو تغيير.



آية 26 :- فإذ ذاك كان يجب ان يتألم مرارا كثيرة منذ تاسيس العالم و لكنه الآن قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه.

لو هم ترجوا رئيس كهنة أو مسيحاً على رتبة هرون كان لا بد أن يصلب كل سنة فرئيس الكهنة اليهودى يقدم ذبيحته كل سنة.



آية 27، 28 :- و كما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة. هكذا المسيح ايضا بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه.

الإنسان يموت وحتماً بعد الموت تأتى الدينونة. ولكن المسيح مات ليرفع الدينونة ويأتى بالخلاص من كل الخطايا. ولكننا لا نرى ولن نرى هذا الخلاص إلا فى المجئ الثانى. ولكن لنعلم أن المجئ الأول كان للغفران، أما المجئ الثانى فهو للدينونة. أما بالنسبة لمن يثبتوا فى المسيح ويغلبوا فقد جاء المسيح فى مجيئه الأول حاملاً الغفران وسيأتى فى مجيئه الثانى حاملاً بركات كثيرة لا نعرفها، فإن كان كل ما حصلنا عليه فى المجىء الأول هو عربون ما سنحصل عليه فى المجىء الثانى، فكم تكون بركات المجىء الثانى.آمين تعال أيها الرب يسوع.

http://demiana2010.com

10تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 10 السبت 2 يناير 2010 - 21:46

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 10

الرسول مستمر فى منهجه للعبرانيين ليثبت لهم أن ماحرموا منه ماهو إلا ظلال لا تقارن بما حصلوا عليه فى المسيحية.



آية 1 :- لأن الناموس اذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء لا يقدر ابدا بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام ان يكمل الذين يتقدمون.

كان الناموس ليمهد فقط. ولكن ليس له نفس الخيرات التى أسماها قبلاً السماويات والناموس لا يستطيع أن يهب الكمال لمن يتقدم به، إذ لا يطهر الضمائر ولا يحول النفس إلى سماء وملكوت لله. يقول ذهبى الفم أن العهد القديم مثل رسام رسم الخطوط الأولى لصورته والعهد الجديد هو وضع الألوان الزاهية لهذه الصورة. لذلك لم تكن ملامح العهد القديم جذابة. فذبائح العهد القديم أشارت للطريق أما ذبيحة العهد الجديد دخلت بنا إلى الطريق عينه لنبلغ الكمال السماوى. بل أن كثرة ذبائح العهد القديم تشير أنها لا تستطيع أن تكمل أحد، فإذا كانت تكمل فلماذا التكرار.



آية 2 :- و إلا افما زالت تقدم من اجل ان الخادمين و هم مطهرون مرة لا يكون لهم ايضا ضمير خطايا.

لنفهم الآية ننظر لها فى ترجمة آخرى " الناموس لا يقدر أن يكمل الذين يتقدمون آية 1 وإلا أفما كان ينبغى أن يتوقف عن التقديم (لو كان قد حدث تكميل غفران) لأن الخادمين (العابدين) إن هم كانوا قد تطهروا مرة لما كان لهم ضمير (إحساس) بالخطايا آية 2. والمعنى أنة لو كانت للذبائح القوة لأن تكمل الناس فقد كان يجب أن يقف تكرار تقديم هذه الذبائح. إذ المفروض أن الشعب والكهنة قد حصلوا بواسطتها على التطهير والغفران أى لا يكون لهم فيما بعد ضمائر ملوثة بالخطيئة لو أن هذه الذبائح الحيوانية كانت قد طهرتهم. هم كانوا يظنون أن التكرار سيأتى بالتطهير ولكن التطهير الحقيقى هو عمل داخلى يتم ليس بالأعمال الجسدية نهائياً بل من الله (أف 5 : 26، 27).

وإلا افما زالت = أى أن هذا أكبر دليل أن الناموس لم يستطع أن يكمل الذين يقدمون الذبائح. فتكرار الذبائح ليس له أثر روحى ثابت. فالخطية الساكنة فى تجرح ضميرى بأستمرار وهى تصنع عداوة مع الله وإنفصالاً عنه. فمهما تطهر الإنسان من خطايا فعلها سيبقى ضميره مجروحاً بسبب الخطية التى تسكن فيه أى ميله الطبيعى للخطية.



آية 3 :- لكن فيها كل سنة ذكر خطايا.

حكمة الله وقصدة فى تكرار هذه الذبائح:

1. أن يشير لعدم كفاية الذبائح.

2. هذا ليس عيباً فى الناموس بل له فائدة روحية أن يظل الإنسان دائماً شاعراً أنه مخطئ حتى يكون هناك أشتياق لذاك الذى يأتى ليرفع الخطية (1ش 64 : 1).

3. التذكير الدائم للخطية هو لتأنيب الضمير وإيقاظه ليسعى نحو الكمال والكف عن الخطية.



آية 4 :- لأنه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا.

لو كانت الذبائح ترفع الخطايا من الضمير لما صرخ داود "لأنك لا تسر بالمحرقات" ولكن الذبيحة تستمد فاعليتها مما تحمله من طاعة لمشيئة الله التى أعلنت هذه الذبائح كرموز. لذلك يرفض الله الذبائح لو قدمت بلا توبة وإنسحاق، فالله لا يسر باللحوم.



آية 5 :- لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة و قربانا لم ترد و لكن هيات لي جسدا.

أخذ الرسول بولس يبحث فى التوراة عن نص يشير للذبيحة التى ترفع الخطايا فوجده فى (مز 40 :6) "بذبيحة وتقدمه لم تسر. أذنى فتحت" وكلمة أذنى فتحت هذه تصنع للعبد الذى فى طاعة كاملة وبمسرة كاملة يسلم نفسه وعائلته لسيده فى عبودية طول العمر إذ لم يجد أحسن من بيت سيده (خر 21 : 5، 6). والمسيح فى طاعته للأب تجسد وأخذ شكل العبد فى (2 : 7) + (أش 52 : 13، 53 : 11). لذلك نجد هذه الآية وقد ترجمتها السبعينية هكذا "ذبيحة وقرباناً لم يرد ولكن هيأت لى جسداً" وبولس الرسول أقتبسها من السبعينية. وهدف إعداد الجسد للمسيح هو لكى يقدمه لله ذبيحة مقبولة عوضاً عن الذبائح الحيوانية. ذبيحة = الذبائح الحيوانية قرباناً = تقدمه الدقيق. عند دخوله =أى تجسده عب 1 : 6



آية 6 :- بمحرقات و ذبائح للخطية لم تسر.

نجد هنا بقية المزمور 40. بمحرقات = ذبائح المحرقة. وذبائح = ذبائح الخطية والله لم يسر بالذبائح الحيوانية. أما بالذبيحة الجديدة وبطاعة المسيح ستكون مسرة الله..



آية 7 :- ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله.

ما زال الرسول يقتبس من المزمور 40. هأنذا = هنا نرى إستجابة المسيح لإرادة الله الآب وهى خلاص البشرية. فى درج الكتاب مكتوب عنى = فالعهد القديم كله تنبأ عن المسيح وعمله الفدائى. لأفعل مشيئتك يا الله = المسيح أتى لهذا.



الآيات 8، 9 :- إذ يقول انفا انك ذبيحة و قربانا و محرقات و ذبائح للخطية لم ترد و لا سررت بها التي تقدم حسب الناموس. ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله ينزع الأول لكي يثبت الثاني.

الله سمح بالذبائح فى العهد القديم لتهذيب الإنسان وتوجيه فكره وعقيدته، فى أن حيواناً بريئاً يموت نيابة عنه ليكون هو طاهراً وليعرف أن الخطية عقوبتها الموت. وأيضاً فهذه الذبائح تشير للمسيح الذى فيه حقيقة مسرة الله، وبه حقيقة خلاص البشر.وطالما جاء المسيح المرموز إليه يبطل الرمز.



آية 10 :- فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة.

قارن مع (أف 1 : 5، 11). واضح أن مشيئة الله منذ البدء هى تقديم إبنه ذبيحة ليقدسنا. والإبن قدم طاعة لمشيئة الآب ولذلك وبهذه المشيئة نتقدس. تقديم = تشير لأنه قدم جسده ذبيحة.



آية 11 :- و كل كاهن يقوم كل يوم يخدم و يقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية.

علامة عجز العهد القديم عن نزع الخطية:

1. تكرار الذبائح.

2. موت الكهنة وقيام غيرهم.

3. الذبيحة الحيوانية عاجزة عن رفع خطية الخاطئ.

لذلك ظلت الخطية بسلطانها حاملة حكم الموت على الإنسان. والمطلوب كاهن لا يموت وذبيحة واحدة تقدم مرة واحدة تواجه كل ألوان الخطايا ولها سلطان أن تسحق الخطية وتبيد الموت.



آية 12 :- و اما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الأبد عن يمين الله.

هنا نجد الكاهن الذى اكمل خدمته مرة واحدة وللأبد بجلوسه عن يمين الآب.



آية 13 :- منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه.

عودة (للمزمور 110 : 1) "حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك". فالمسيح أنتصر على الموت والخطية وإبليس وحرر الإنسان من قيودهما وقدس الإنسان وقدمه للآب.



آية 14 :- لأنه بقربان واحد قد اكمل إلى الأبد المقدسين.

تقديسنا تم مرة واحدة وإلى الأبد. وجهادنا الأن هو الإمساك بالمسيح، أن نثبت فيه. وأن نصدق وعد الآب. وكلمة قربان هنا تشمل حياتة وذبيحته. فالمسيح بحياته وذبيحته أكمل القديسين.



الآيات 15 – 18 :- و يشهد لنا الروح القدس ايضا لانه بعدما قال سابقا.هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل نواميسي في قلوبهم و اكتبها في اذهانهم.و لن اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد. و إنما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية.

راجع (أر 31 : 31 – 34). الروح القدس يذكرنا بأقوال الله ونواميسه ويلهب قلوبنا ويهب إرادتنا القوة لكى نخضع لها وننفذها. وفى دم المسيح لا يعود الله يذكر الخطايا التى نتوب عنها ونعترف بها لأنه فى ذبيحة الصليب قد دفع دين الخطية ولم يعد للخطية أن تطلب دينها مرة أخرى من البشر.. و انما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية = أى إذا كانت قد حدثت مغفرة فلماذا تقدم ذبيحة ثانية وبالتالى إن كان هناك ذبيحة لها هذه القوة فى غفران كل الخطايا فيجب أن يتوقف تقديم ذبائح فى الهيكل. وهذا تفسير آية (14)



نتائج الخطية وعمل المسيح

1. إبليس إستعبد الإنسان. ولأن الإنسان إتفق مع إبليس، بدد كل مذخراته الطبيعية التى وهبها الله إياها من فكر وفهم وصحة وطهارة وتمييز. والمسيح إفتدانا أى دفع دمه فدية وفك أسرنا. هو لم يدفعها للشيطان، بل أنه أسر الشيطان نفسه على الصليب وكبله بسلاسل أبدية وإنتزع منه سباياه (أف 4 : 8) لهذا يقال إن المسيح إشترانا بدمه.

2. الخطية أحدثت للإنسان حالة تغرب عن الله وعداوة، وهذه إستلزمت مصالحة أكملها المسيح بطاعته وقداسته فقرب البعيدين إلى قلب الله بعد غربة وعداوة.

3. الإنسان بتعديه أصبح مديوناً أى محكوم عليه بمعنى أنه وقع تحت دينونه عدل الله وأصبح محتاجاً إلى تبرئة أى مغفرة، وهذه أكملها المسيح بأن تحمل فى جسده الذى هو جسدنا عقوبة الدينونة وهى الموت واللعنة فإستوفى العقاب لأجلنا ووهبنا البراءة أمام عدل الله.

إلى هنا إنتهى بولس الرسول من دفاعه عن المسيحية وأبرز أن المسيح أفضل من الملائكة ومن موسى ومن يشوع وأظهر أفضلية كهنوته عن كهنوت العهد القديم وسيتبع ذلك بتقديم تطبيقات عملية مبنية على ما سبق وقيل حتى الأن.



آية 19 :- فإذ لنا إيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع.

كان إمتياز الدخول للأقداس لفرد واحد هو رئيس الكهنة ولمرة واحدة وكان يدخل لدقائق يخرج بعدها. أما الأن فصار لنا جميعاً هذا الإمتياز لأننا متحدين برئيس الكهنة، نحن فيه ندخل لا لنخرج ثانية. وكان رئيس الكهنة يفتح الحجاب (يشقه) ليدخل.

أيها الإخوة = هم إخوة بسبب ثبوتهم كلهم فى المسيح، ثبوتهم معاً فيه.

إلى الأقداس = إنفتح القدس (عبادتنا الحاضرة) على قدس الأقداس (العبادة الأبدية).كأعضاء فى جسده المقدس صار لنا حق من التمتع بالسماويات. وجسده هو الحجاب الذى إختفى وراءه اللاهوت، حتى نقدر أن نلتقى به ونتعرف على أسراره الإلهية. وبعد أن ذبح المسيح إنشق الحجاب وظهرت لنا الأقداس. لم يعد هناك حجاب.

بدم يسوع = دم المسيح هو حياتة، وبحياة المسيح نعبر محارس الموت والهاوية وعلينا ختم الدم. ودم المسيح المقدس نعبربه بوابات الدينونة وعلينا ختم الدم.



آية 20 :- طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده.

الحجاب كان يمثل غضب الله على الإنسان بسبب خطيته وإستحالة رؤية الإنسان لله لذلك لبس المسيح جسدنا وحمل العقوبة فيه وبموته أنشق الحجاب أمام قدس الأقداس.

طريقاً = قال المسيح عن نفسه أنا هو الطريق. لذلك يصف الرسول هذا الطريق بأنه طريقاً حياً فهو طريق مشخص، هو ذات حية طريقاً حديثاً = أى أن عمله متجدد مع الأيام لا يأتى إلى قدم.



آية 21 :- و كاهن عظيم على بيت الله.

لنا فى السماء محام عنا وشفيع يحمل جنسنا. وبيته نحن (3 : 6) أى البشرية المفتداة على الأرض وفى السماء.



آية 22 :- لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير و مغتسلة اجسادنا بماء نقي.

هذه الآية تعقيب على الآيات (19 – 21) أى إذ كنا لنا ثقة بالدم والأعتماد على المسيح كرئيس كهنة عظيم فلنفعل كذا وكذا.... أى ما يطلبه الرسول فى الآيات التالية ويورد 3 آيات (22، 23، 24) فى 22 نتقدم فى يقين الإيمان. وفى 23 نتمسك بإقرار الرجاء وفى 24 نلاحظ بعضنا بعضاً فى المحبة وتكون لنا أعمالنا حسنة. وها نحن ثانية نتلاقى مع ثلاثية بولس الرسول الإيمان والرجاء والمحبة.

لنتقدم بقلب صادق = القلب هو مركز الشعور والعواطف وهذا ينبغى أن ينحاز كلياً لله أى نقدم العبادة لله بالحق والخضوع والطاعة له وحده.

فى يقين الإيمان = يكون الإيمان فى منتهى قوته. ولنا تسليم كلى وإعتماد كامل على الله، القادر أن يعين. وكل من يلقى برجائه على الله دون إرتياب ويكون قلبه صادقاً فإن الله يستجيب مهما كان الأمر صعباً ومستحيلاً لدى الناس.

مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير = فى العهد القديم كان يرش على المنجسين برشاش الدم (دم الذبائح) فيطهرون (خر 24 : 8). ولكن هذا الدم كان يتعامل مع الإنسان من الخارج أما دم المسيح فيتعامل مع القلوب والضمائر بطريقة غير منظوره ليطهرها ويقدسها.

ضمير شرير = أعمال الإنسان الشريرة تنعكس على ضمير الإنسان وتلوثه. والعكس فالضمير الشرير يصور الشر وينفذة بالنية. ولكن دم المسيح له قوة خارقة تتغلغل أعماق الضمير وتطهره بل تقدسه وتضيئه فلا يعود خادماً للشر.

مغتسلة أجسادنا بماء نقى = المعمودية التى تطهر الجسد والنفس، ظاهرة الإنسان وباطنه



آية 23 :- لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لأن الذي وعد هو امين.

لنتمسك = أى نمسك بشدة. بإقرار الرجاء = الإعتراف الإيمانى الذى يملى على المعمد فينطقه كلمة كلمة وراء الأسقف مثل "نؤمن بقيامة الأموات وحياة الدهر الأتى" بالإضافة لإقراره بأن يظل أميناً على ما أؤتمن عليه. لذلك جاءت هذه الآية تعقيباً مباشراً على المعمودية لترسيخ الرجاء. وإقرار الرجاء يعطى الإيمان بالمسيح إنفتاحاً غير محدود ويكمل فيه المسيح عمله معنا. الرجاء هو الثقة المطلقة بأن المسيح سيحقق كل وعود الله التى وعد بها. الإيمان يهبنا الدخول للطريق والرجاء يفتح القلب لمعاينته بفرح والمحبة هى سمة الطريق ذاته. إيماننا بدم المسيح هو الطريق الذى يهبنا الرجاء. ولكن هذا الرجاء ينبغى أن يكون ملتحماً مع ضميرنا الصالح بعيداً عن الشر مع الإلتزام بالجهاد المستمر فى حياة البر وكأن الإيمان ليكون حيا وفعالا يلزم أن يكون ملتحما بالرجاء والمحبة. والمحبة أهم أعمال حياة البر. وبإختصار معنى الآية "لنتمسك بما نرجوه ونأمل فيه بكل ثقة ويقين لأن الله صادق وأمين أى أنه لابد وسينفذ ما وعد به".



آية 24 :- و لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة و الأعمال الحسنة.

عوضاً عن أن تحرضوا بعضكم على ترك الإيمان فلتحرضوا بعضكم على أعمال المحبة. والمحبة هى تاج ثالوث الفضائل المسيحية (1كو13 : 13). وإذا كان بالإيمان والرجاء نحلق فى السماويات فالمحبة تجعلنا لا نطيق أن نحلق وحدنا بمفردنا. ونلاحظ فى هذه الآية أن هناك مسئولية عامة علينا كلنا تجاه الآخرين.



آية 25 :- غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا و بالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب.

هنا نرى ضرورة الجهاد بروح جماعية. فروح الجماعة تسند كل عضو دون أن تفقده علاقته الشخصية مع الله. غير تاركين = الكلمة المستخدمة تشير لمن يترك ويتحاشى حضور الإجتماع ويهمله عن عمد وهذا يعرض الإجتماع للتبديد (2تى 4 : 10).

إجتماعنا = إشارة للقداسات أيضاً. وحيثما إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى أكون فى وسطهم. إذاً أهمية الإجتماع أن المسيح فى الوسط. وكلمة إجتماعنا حيث ضمير جمع المتكلم (نا) تشير لإجتماعات المسيحين. كما لقوم عادة = الإشارة هنا لإجتماعات اليهود الذين يحضرون إجتماعاتهم لحضور التلاوات لأنهم خائفين من الرؤساء فيخرجون كما دخلوا.

واعظين = عزاء وتشجيع للخائفين على قدر ما ترون اليوم يقرب = بولس الرسول أدرك بروح النبوة أن يوم خراب الهيكل قد إقترب فالعلامات التى قالها المسيح ظهرت وهذا تحذير آخر لمن يريد ترك المسيحية لليهودية. وكلمات الرسول عن إقتراب اليوم تدفعنا كما تدفع العبرانيين للجهاد لأنه إن أتى هذا اليوم فلا فائدة للتوبة لذلك فهو فى آية 26 يبدأ التحذير من السقوط.

وربما تشير عبارة أن اليوم يقرب للمجئ الثانى الذى كانوا يتوقعونه أن يأتى سريعاً. وعموماً فحين سألوا المسيح عن علامات نهاية العالم أجاب عن علامات نهاية العالم وخراب أورشليم بكلمات مشتركة (متى 24) فهناك إرتباط بين نهاية العالم وخراب أورشليم فدينونة أورشليم هى رمز لإدانة الخطاة فى اليوم الأخير.



أية 26 :- فإنه إن اخطانا بإختيارنا بعدما اخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا.

أخطأنا بإختيارنا = هنا يعنى المسئولية الشخصية. هنا نجد تحذير من العصيان. فالذى يخطئ لا يعطى للمسيح إعتبار. لقد صرت جسد المسيح فهل تسلم نفسك للشيطان ليطأ عليك تحت قدميه. مثل هذا الإنسان يستحق عقاباً أعظم. إن كان المسيح قد فتح باب الرجاء فلا يعنى هذا إستهانتنا بالمراحم الإلهية (رو 2 : 4 – 6). والله الآن يفتح طريق التوبة والإعتراف فلننتهز الفرصة. فمن يرفض ذبيحة المسيح ليعلم أنه لا توجد ذبيحة أخرى لغفران الخطايا (فالذبائح اليهودية قد بطلت بالمسيح) = لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا. ولنلاحظ أن هذا الكلام موجه للعبرانيين الذين ينكرون فى الإرتداد.



آية 27 :- بل قبول دينونة مخيف و غيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين.

غيرة نار = والغيرة تنشأ من المحبة. وهى نار لأن إلهنا نار آكلة.



آية 28 :- من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة.

من خالف = إستهان ورفض كلية. وكان بحسب ناموس موسى يعاقب تارك الإيمان وعابد الأوثان بالرجم (تث 17 : 2 – 7 + 13 : 6 – 10).



آية 29 :- فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة.

من داس إبن الله = إستهان بالمسيح والإيمان بالمسيح ووضع المسيح موضع الكراهية والإحتقار. هذا الإنسان إستولى الشيطان على عقله وقلبه وتفكيره.

الذى قدس به = أى إعتمد. دنساً = أى غير مخصص لله أى أن معموديته فقدت تأثيرها، أو هو صار لا يفهم أن المعمودية صيرته مقدساً ومكرساً لله. دم العهد..دنسا = أى ظن أن دم المسيح مثل دم أى إنسان عادى فكل إنسان عدا المسيح هو خاطئ دنس أى دم المسيح الذى تقدسنا به ليس دم إنسان عادى.

بروح النعمة = الروح الذى أذاقه النعمة يوماً ما.



الآيات 30، 31 :- فإننا نعرف الذي قال لي الإنتقام انا أجازي يقول الرب و أيضا الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.

راجع (تث 32 : 35، 36). فإننا نعرف = نعرف أنه الحى الى الأبد الذى لا يخفى عليه شئ وهو حين يقول يفعل. مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى = هذا آمر تسلمناه أباً عن جد وكلنا إختبرناه فالله رحوم ولكنه أيضاً مخيف لمن يستهين به.



آية 32 :- و لكن تذكروا الأيام السالفة التي فيها بعدما انرتم صبرتم على مجاهدة آلام كثيرة.

بعد الإنذارات السابقة المخيفة يعود الرسول بروح العطف ويشجعهم حتى لا ييأسوا ويخوروا. وهو يذكرهم بأنهم إحتملوا بعد معموديتهم مباشرة ألام كثيرة = بعدما أنرتم صبرتم = فالمعمودية يطلق عليها إستنارة. ونلاحظ هياج الشيطان على كل نعمة نحصل عليها. فبعد معموديتهم أهاج اليهود عليهم. وصبرهم كان راجعاً لثقتهم فى أن هناك مكافأة سماوية وكان هذا سر فرحهم خلال الضيق والإضطهاد والظلم.



آية 33 :- من جهة مشهورين بتعييرات و ضيقات و من جهة صائرين شركاء الذين تصرف فيهم هكذا.

مشهورين = أى شهر بكم وصرتم منظراً للسخرية. شركاء = لم يتنصلوا من الذين كانوا مضطهدين. وهذه تحسب لهم شجاعة فهم إحتملوا ألام شخصية من الإضطهاد بل شاركوا باقى المضطهدين.



آية 34 :- لأنكم رثيتم لقيودي أيضا و قبلتم سلب اموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالا افضل في السماوات و باقيا.

كان الروح القدس يعزيهم لذلك فرحوا فى الضيقات، لأن لهم كنزاً فى السماء. رثيتم لقيودى = فى محبة يذكرهم بمحبتهم له.



آية 35 :- فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة.

فلا تطرحوا = المعنى تطرحوا بإهمال. هنا يكونون كمن يلقى سلاحه فى المعركة. (2كو 4 : 17). لتحذروا أن تفقدوا إيمانكم وثقتكم القوية ليكون لكم جزاء عظيم.



آية 36 :- لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد.

إذا صنعتم مشيئة الله = من مشيئة الله أن تتحملوا بعض الألام لبعض الوقت فإحتملوها بصبر ولا ترفضوا مشيئته.



آية 37 :- إنه بعد قليل جدا سيأتي الآتي و لا يبطئ.

عليكم أن تصبروا لأن الرب الذى تنتظرونه سوف يأتى ولا يتأخر. وقد إقتبس هذا القول من (حب 2 : 2 – 4). وقوله قليل إقتبسه من (أش 26 : 20) ولنعلم أن أعظم تعزية نقدمها للمتضايق أن الرب آت سريعاً للنجدة والخلاص.



آية 38 :- اما البار فبالإيمان يحيا و ان إرتد لا تسر به نفسي.

هى دعوة ليثبتوا فى الإيمان. وإن إرتد = هذا يشابه حال العبرانيين والمقصود أن الإيمان يقوى صاحبه على إحتمال الألام والشدائد والإضطهادات ومازال الإقتباس من (حب 2:2-4).



آية 39 :- و اما نحن فلسنا من الإرتداد للهلاك بل من الإيمان لإقتناء النفس.

هذه للتشجيع إذ أنهم ليسوا للإرتداد. وهنا نجد أن الإرتداد فى مقابل إقتناء النفس لذلك من يرتد يخسر نفسه.

http://demiana2010.com

11تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 11 السبت 2 يناير 2010 - 21:47

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 11

العلاقة بين الإصحاحات (10، 11، 12) نراها فى (عب 10 : 35، 36، 38) حيث نرى الرسول يحثهم على الجهاد والصبر فى أن يصنعوا مشيئة الله. ويستكمل هذا الفكر فى (12 : 1) لنطرح كل ثقل والخطية.. ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا. ونجد الرسول يضع إصحاح 11 فى الوسط ليضع صورة لأبطال الإيمان فى العهد القديم ليقتدى بها هؤلاء العبرانيين المضطهدين ليعرفوا أنهم ليسوا وحدهم الذين تعرضوا للإضطهاد والألام. هذا الإصحاح هو تطبيق عملى من واقع أبطال العهد القديم.



الآيات 1، 2 :- و اما الإيمان فهو الثقة بما يرجى و الإيقان بأمور لا ترى. فإنه في هذا شهد للقدماء.

إن كان الإنسان قد سقط من دائرة الوجود مع الله وتغرب عن وطنه السعيد فى أرض شقائه، إلا أنه ظل مرتبطاً بذلك الوجود الأسمى غير المنظور، فى داخله حنين العودة إليه، وكان الله يغذى هذا الشعور بوعوده الصادقة. فتربت فى قرارة نفسه أحاسيس الإيمان، الإيمان بما يترجاه أو يتمناه والإيمان بصدق الله.

الثقة بما يرجى = نسمع المرتل يقول فى (المزمور 116 : 7، 8) + (أى 19 : 25 – 27) فالإنسان يحلم بالعودة إلى مكان راحته ويترجاه.

الإيقان بأمور لا ترى = الإيمان هو الثقة بالمقدسات الإلهية غير المنظورة كحقائق واقعة وحاضرة، فيحيا الإنسان فى يقين من جهة الأمور غير المنظورة ولا ملموسة بالحواس. هو رؤية واضحة للأمور وتأكد كامل من جهة غير المنظورات كأنها من المنظورات. ومن غير المنظورات مثلاً أمجاد السموات.

فى هذا شهد للقدماء = هم وثقوا فيما ترجوه من الله من جهة الحياة القادمة ووثقوا فى وعوده بالرغم من أنهم لم ينظروها. (11 : 13، 16).

والإيمان يبدأ صغيراً ويظل ينمو، الله ينميه إلى أن يثق المؤمن فى وعود الله تماماً. فمثلاً السماويات وأمجاد السماويات هى أشياء غير منظورة ولكن الروح القدس يعلنها للإنسان قليلاً قليلاً (1كو 2 : 9، 10، 12) + (1تس 3 : 10) + (2تس 1 : 3).



آية 3 :- بالإيمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر.

الله صالح، خلق كل شئ من العدم بكلمته الذاتية يسوع المسيح ربنا. وبه أيضاً جدد الخلقة وخلصها.



الآيات 4، 5 :- بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار إذ شهد الله لقرابينه و به و ان مات يتكلم بعد. بالإيمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شهد له بأنه قد ارضى الله.

هابيل :- هابيل دمه يتكلم بعد:

1. يطلب القصاص.

2. بإيمانه ظل حياً أما قايين فمات لخطيته.

3. مازالت الناس تمدحه.

هابيل بتقديمه ذبائح كأنه يشتاق للعودة للحالة الفردوسية فهو يقدم ذبائحه إسترضاء لوجه الله وكنوع من الشكر والعبادة. بل كانت حياته بارة بشهادة المسيح (مت 23 : 35) + (1يو 3 :12). ولذلك كانت ذبيحة هابيل أفضل إذ تسندها أعماله البارة وتقديم قرابينه بالإيمان، الإيمان الحى الذى تسنده الأعمال البارة. ونلاحظ أن الذبائح كانت تشير لعمل المسيح الفدائى لذلك كانت ذبيحة هابيل الحيوانية أفضل من تقدمة قايين النباتية.

أخنوخ :- حياة أخنوخ حملت بالإيمان صورة للكنيسة السماوية الفائقة. أما البار فبالإيمان يحيا. هو بإيمانه إستطاع أن يرضى الله أخنوخ نموذج لمن يستطيع أن يحيا باراً وسط عالم شرير. ومن يغلب ويسلك بإيمانه فى بر مثل أخنوخ ينقله الله ليحيا معه فى شركة أمجاده. والسؤال لماذا جاهد أخنوخ ليرضى الله ؟ لأنه يؤمن أنه موجود.



آية 6 :- و لكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود و أنه يجازي الذين يطلبونه.

الذى يأتى إلى الله = بالصلاة والعبادة والوجود فى حضرته وفى النهاية يحيا معه للأبد (2أى 15 : 1، 2). يؤمن بأنه موجود = مع أنه لا يراه (آية 1) وأنه يجازى الذين يطلبونه =هذا هو رجاؤه هذه الآية تشرح لماذا أرضى أخنوخ الله.



آية 7 :- بالإيمان نوح لما أوحي إليه عن أمور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم و صار وارثا للبر الذي حسب الإيمان.

نوح :- بإيمان نوح نجا هو وكل العالم معه من الفناء الكلى. ونرى بر نوح فى (تك 6 : 9، 7 : 1، 5). ونرى طاعة نوح الفورية فى إقامة الفلك الذى به خلص هو وأسرته بل العالم كله. كان هذا لإيمانه فيما قاله الله عن الطوفان القادم وهو لم يراه بل صدق كلام الله، وعوده له ووعيده للعالم الشرير. به دان العالم = إيمان نوح يمثل دينونة للعالم غير المؤمن والخاطئ الذى حوله. وارثاً للبر الذى حسب الإيمان = نوح شهد الله ببره، نتيجة حياته مع الله ولأنه أطاع وصنع الفلك كما أمره الله أضاف على البر الذى له بالإيمان بر الطاعة. نوح ورث برأبائه أخنوخ وغيره.



الآيات 8 – 10 :- بالإيمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا ان يأخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم الى أين يأتي. بالإيمان تغرب في ارض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها و بارئها الله.

إبراهيم :- عظمة إيمان إبراهيم ظهرت أولاً فى أنه ترك الملموسات والمنظورات فى ثقة فى وعود الله عن أرض لم تكن ملموسة ولا منظورة وإعتبرها كأنها موجودة، فهل هو رأى خيرات كنعان ليترك أهله وعشيرته، بل هو آمن بمن يحيى من الموت وقدم إبنه فهو أحب الله أكثر من وحيده. ونحن أخذنا مواعيد فهل نخرج من أرض الخطية، بل إبراهيم حين خرج لم يكن يعلم أنه سيرث أرض كنعان = فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى.

كأنها غريبة = هذه تفهم أن إبراهيم عاش فى كنعان التى وعده بها الله على أنه غريب حتى أنه إشترى قبر زوجته. ولكن تفهم أيضاً فى عظمة إيمانه إعتبر أرض العالم أياً كانت أرض غربة، هو مستعد للرحيل دائماً، فهو إعتبر أن وعد الله هو راحته وغناه، وهذا الكلام موجه للعبرانيين المتضجرين من الإضطهاد ولنا.

المدينة التى لها الأساسات = لقد إمتد بصر إبراهيم لما فوق الأرض، لما هو غير منظور، حقاً سيرث أولاده هذه الأرض التى يراها وهى أرض كنعان. ولكن نظره إمتد لأورشليم السماوية. لقد وعده الله ببركة (تك 15 : 1) وعرف أنها سماوية. لقد قدم كل أب من الأباء جانباً من جوانب الإيمان :-

هابيل :- قدم الجانب الإلهى وهو تقديم الذبيحة المقدسة التى بها يتبرر.

أخنوخ :- كشف عن طبيعة الكنيسة المؤمنة ألاوهو الجانب السماوى. أى تحيا سماوية.

نوح :- أعلن أنه لا خلاص خارج الكنيسة المقدسة. (ومثالها الفلك).

إبراهيم :- قدم الجانب العملى للإيمان وهو الطاعة لله.



الآيات 11، 12 :- بالإيمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل و بعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقا. لذلك ولد ايضا من واحد و ذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد.

سارة :- كما قدم لنا الرسول رجال إيمان ها هو يقدم أمثلة حية لنساء مؤمنات. بالإيمان سارة نفسها = ربما يشير بولس الرسول هنا لضحك سارة حين سمعت بخبر ولادتها لطفل. وبولس يؤكد أنها مؤمنة وآمنت بالوعد ولذلك نفهم أن الضحك قد يكون من فرحتها الشديدة أو أن الخبر هو فوق المعقول، لقد ضحكت سارة وتساءلت لمدة لحظات ثم تحولت مشاعرها للإيمان وعموماً فالإنفعالات الأولى لا تحسب للإنسان فالعذراء مريم أيضاً تساءلت حين سمعت. ولكن الله رأى الإيمان داخل أحشاء سارة مستقراً فيها.

ولد أيضاً من واحد = كان إبراهيم مماتاً فى الجسد وسارة أيضاً مماتة فى الجسد فكلاهما كانا واحد فى موت جسدهما. وهما واحد أيضاً فى جسدهما الواحد بالزواج وواحد فى محبتهما لبعض وإيمانهما الواحد بالله. وذلك من ممات = هنا نفهم أن الوحدة المقصودة هى موت جسديهما أى إنعدام فرصة إيجاد نسل من كليهما.



الآيات 13 – 16 :- في الإيمان مات هؤلاء أجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و اقروا بأنهم غرباء و نزلاء على الأرض. فإن الذين يقولون مثل هذا يظهرون أنهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع. و لكن الآن يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لأنه اعد لهم مدينة.

فى الإيمان مات هؤلاء = أى حسب الإيمان مات إبراهيم وأسحق ويعقوب. وهم لم ينالوا المواعيد = لا إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب إنتفعوا بكنعان مع أنها أعطيت لهم بوعد بل عاشوا فيها غرباء على رجاء الوعد.

غرباء ونزلاء على الأرض = هنا يشرح بولس الرسول أن عظمة إيمان الأباء البطاركة أنهم عاشوا فى الأرض التى وعدهم الله بها كغرباء، ولكنهم رأوا الوطن السماوى السعيد والمواعيد الأبدية مختفية وراء المواعيد الزمنية. تطلعوا بالإيمان إلى وعود الله فصدقوها بالإيمان وحيوها بالعمل الجاد للتمتع بها، وأحسوا أمام هذه الوعود أنهم بحق هم غرباء ينتظرون العبور لوطنهم السماوى. هنا تأنيب للعبرانيين الذين أعطوا الميراث السماوى بالمسيح ويريدون الإرتداد لميراث التراب.

يقولون مثل هذا = قال إبراهيم لبنى حث "أنا غريب ونزيل عندكم" (تك 23 : 4).

يطلبون وطناً = من يقول أنا غريب فهو بالتأكيد يعلم أن له وطن وهو يطلبه.

فلو ذكروا ذلك الذى خرجوا منه = كانت أور موطناً أصلياً لإبراهيم ولكنه لم يعتبر نفسه متغرباً عن أور، فلو كان يفكر هكذا لكان قد عاد إلى أور. ولكنه حسب أن وطنه الحقيقى الذى هو متغرب عنه هو السماء.

يدعى إلههم = أنا إله أبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. (مت 22 : 32).



الآيات 17 – 19 :- بالإيمان قدم ابراهيم اسحق و هو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده.الذي قيل له أنه باسحق يدعى لك نسل.إذ حسب إن الله قادر على الأقامة من الأموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال.

إبراهيم :- الله جرب إبراهيم لا ليعرف إيمانه، بل بطاعته ظهر إيمانه وهو رأى فى نجاة إسحق صورة للخلاص الذى بالمسيح ففرح (يو 8 : 56). وهو مجرب = أى وهو فى محنة، محنة من يقيد إبنه ليذبحه.

قدم الذى قبل المواعيد = التجربة أصابت الإبن الذى أخذ فيه إبراهيم المواعيد (تك 17 : 19).

إذ حسب أن الله قادر... = كان إيمان إبراهيم عجيباً فهو آمن بأن الله لابد وسيحقق مواعيده فى إسحق فحتى لو ذبحه فالله لابد وسيقيمه ليحقق مواعيده فيه.

أخذه أيضاً فى مثال = لقد عاد إبراهيم بإبنه حياً وكأنه أخذه من بين الأموات وكان هذا مثالاً لقيامة المسيح بعد صلبه. لذلك فإبراهيم رأى خلاص المسيح وفرح.



آية 20 :- بالإيمان اسحق بارك يعقوب و عيسو من جهة امور عتيدة.

إسحق :- كانت نية إسحق أن يبارك عيسو. ولكن يعقوب خادع أباه. ونطق إسحق بكلمات البركة التى أوحى بها الله بإيمان أن الله سيبارك إبنه حسب وعده. ولما عرف الخدعة قال نعم ويكون مباركاً (تك 27 :32، 33). أى أن ما قلته بوحى من الله من كلمات البركة على رأس إبنى أياً كان لابد وسينفذه الله، فالله يريد هذا. هنا نرى إصرار إسحق على ما نطق به بالإيمان حتى لو كان ما نطق به هو ضد إرادته شخصياً.



آية 21 :- بالإيمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف و سجد على راس عصاه.

يعقوب :- نرى هنا أيضاً أن يعقوب يبارك أيضا بحسب الوحى لا بحسب الرؤيا الطبيعية، ولا بحسب إرادة يوسف. هنا يظهر أن الإختيار هو إختيار الله، ويعقوب بإيمان ينفذ غير عالم بالمستقبل وماذا سيكون عليه إفرايم ومنسى فهو لم يرى شيئاً. سجد على رأس عصاه =هى إنحناءة سجود لله الذى يبارك فى المستقبل كأنه رأى هذه البركة بالإيمان. هو أمسك العصا (ربما عصا يوسف أو عصاه) وسجد لمن بصليبه (عصاه) سيبارك كل البشرية.



آية 22 :- بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل و اوصى من جهة عظامه.

يوسف :- عند موته = عند إقتراب نهايته. ونلاحظ أن يوسف آمن بأن شعبه لابد وسيخرجون من أرض مصر. وأن خروجهم هو الخلاص. فغناه وسلطته لم ينسياه الحنين لأرض الموعد وطالب بنصيبه فى هذه الأرض ولو لعظامه. فكان يرى المستقبل حاضراً أمامه.



آية 23 :- بالإيمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لأنهما رايا الصبي جميلا و لم يخشيا امر الملك.

والدا موسى :- هنا نرى الإيمان بالوعد يواجه عواصف شديدة فى مصر. وبولس الرسول إذ إقترب من الحديث عن العظيم موسى لم ينسى إيمان والديه. لأنهما رأيا الصبى جميلاً = كان جمالاً إلهياً غير عادى. وأحسوا أن وراءه أمراً مخفياً وعمل إلهى ينتظره. جماله كانت فيه رهبة. وهذا الجمال هو الذى جذب قلب إبنة فرعون. هذه الرهبة الإلهية جعلت أبواه يخفيانه ويتحملان العاقبة وهى عقوبة الموت. وجرأتهما كانت مسنودة بإيمانهما. ويقول يوسيفوس أن مريم أخت موسى رأت رؤيا خاصة بموسى ولذلك أخفاه أبويه إيماناً بالله.



الآيات 24 – 29 :- بالأيمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون.مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية.حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر الى المجازاة.بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى.بالإيمان صنع الفصح و رش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الأبكار. بالإيمان اجتازوا في البحر الأحمر كما في اليابسة الأمر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا.

موسى :- موسى كان كلما كبر يشتد حنينه لوطنه الموعود الذى رضع حبه من أمه وأخته وآمن بصدق مواعيد الله عنه. وأحب شعبه وحينما إنحاز للعبرانى المظلوم كان هذا بمثابة قرار للإنضمام تحت نير المظلومين. وضربه للمصرى وقتله كان بداية عملية الفداء لخلاص شعبه هذه التى ولد موسى لأجلها. وكان الإغراء أمام موسى كبيرا فهو إبن إبنة فرعون. ويقول فيلو العلامة اليهودى أنها كانت بلا ولد. ولذلك فموسى كان وريث العرش. ولكنه رفض هذا الإغراء الكبير بسبب إيمانه القوى وإختار أن يذل مع شعبه وفضل هذا عن التمتع الوقتى فى قصر فرعون تحت ظلال خطية أوثان مصر. لذلك تزكى أمام الله فأدخله تحت التدريب فى سيناء ليعده كقائد للشعب. الله هذبه بكل علوم مصر ثم علمه التواضع فى سيناء، علمه أنه سيخرج بنى إسرائيل بيد الله لا بيده هو بالإيمان ترك مصر غير خائف = هو هرب خوفاً من إنتقام فرعون ولكن فى داخل قلبه كان مصمماً بلا خوف أن يكمل المواجهة مع فرعون فى الوقت المناسب ليخلص شعبه بطريقة أو بأخرى. فهو لم يخاف الموت ولكنه خاف أن لا يكمل عمله فى خلاص شعبه. وقد تفهم أن موسى قاد الشعب خارجاً من مصر دون أن يخاف فرعون. بالإيمان صنع الفصح ورش الدم = الإيمان هنا هو طاعة موسى فى رش دم خروف الفصح على القائمتين ليخلص الأبكار. الفصح هو عبور، عبور الملاك المهلك على الشعب الذى رش الدم على أبوابه ولا يهلك أبكار الشعب المحتمى بدم الخروف. هو عبور الفداء، فصح الخلاص. بالإيمان إجتازوا فى البحر = إستمد الشعب إيمانه من إيمان موسى. وإيمانهم حفظ البحر مشقوقاً والدليل أن المصرين الذين هم بلا إيمان إنطبق عليهم البحر لما شرعوا فى تقليد الشعب. فعدم إيمان المصريين يعنى عدم رضا الله.



آية 30 :- بالإيمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام.

الأسوار سقطت بالإيمان وليس بقوة بشرية



آية 31 :- بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة إذ قبلت الجاسوسين بسلام.

نجد هنا إيمان يحول زانية إلى قديسة.

الآيات 32 – 35 نجد فيهم أمثلة لأبطال إيمان صنعوا أعمالاً عظيمة.

الآيات 35 – 38 نجد فيهم أمثلة لأبطال إيمان تحملوا مشقات عظيمة.



آية 32 :- و ماذا اقول ايضا لأنه يعوزني الوقت إن اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الأنبياء.

الرسول يجول بهم فى كل تاريخهم ليقدم أمثلة من كل حقبة فقد وجد شهود حق لله فى أحلك العصور.



آية 33 :- الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود.

قهروا ممالك = فجدعون قهر المديانيين وباراق قهر الكنعانيين وداود قهر الفلسطينين والموآبيين والعمونيين. صنعوا براً = كانت نتيجة نجاحهم فى الحروب وإخضاع الأعداء أن حكموا بالعدل والبر فإرتفع مستوى الأخلاق ومخافة الله. وهؤلاء القضاة ومعهم داود كانوا فى حكمهم يحكمون ضد الخطاة فإنتشر البر 2صم 8 : 15. نالوا مواعيد = نجاحهم فى أداء رسالتهم كان سبباً فى إستقرار إسرائيل وتقويتها وإمتدادها فتحققت مواعيد الله لهم بإمتلاك بقية الأرض وأن يتمتعوا بخيرات الأرض. سدوا أفواه أسود = وهذا حدث مع دانيال.



آية 34 :- اطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء.

أطفأوا قوة النار = وهذا حدث مع الثلاثة فتية. نجوا من حد السيف = موسى نجا من سيف فرعون وداود من سيف شاول وإيليا من سيف إيزابل. تقووا من ضعف = مثال ذلك جدعون الضعيف صار بطلاً وقاد جيش صغير من 300 شخص ليهزم جيش المديانيين الكبير. وصاروا أشداء فى الحرب = مثال لذلك داود والمكابيين الذين هزموا جيوش اليونانيين الغرباء.



آية 35 :- اخذت نساء امواتهن بقيامة و اخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل.

أخذت نساء أمواتهن بقيامة = كما فعلت الأرملة مع إيليا النبى والمرأة الإسرائيلية مع إليشع النبى. هؤلاء آمنوا أن الله قادر أن يقيم أمواتهن من الموت فأقامهم. فى النصف الأول من الآية نرى من آمن بقيامة الموتى فطلبها. أما فى النصف الثانى نرى من آمن بالقيامة فإحتقر حياته وإبتدء من النصف الثانى من آية 35 ينتقل بولس الرسول إلى المجموعة الثانية من أبطال الإيمان أى الذين تحملوا مشقات عظيمة = وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة = وهذا حدث فى أيام المكابيين وما قبلهم. وعذبوا هنا مثل الضرب حتى الموت.



آية 36 :- و اخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا و حبس.

تجربوا فى هزء = مثال لذلك أرميا النبى وهو أيضاً وضع فى القيود.



آية 37 :- رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين.

رجموا = رجموا أرمياء النبى فى مصر بعد أن تنبأ عليهم بالفناء بسبب عبادتهم للأصنام ورجموا نابوت + (مت 23 : 37) + (أع 7 : 52). نشروا = منسى الملك نشر أشعياء النبى. طافوا فى جلود غنم = هذه الأحداث حدثت أيام أنطيوخس أبيفانيوس. إذ من شدة الإضطهاد هربوا للجبال وتركوا كل أموالهم.



آية 38 :- و هم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الأرض.

الله أرسل هؤلاء لينذروا العالم ولكن العالم رفضهم وقتلهم وبذلك أثبت العالم أنه غير مستحق لهم بل مستحق للدينونة. شقوق الأرض = المغائر الطبيعية التى لم تحفرها يد. تائهين فى البرارى = الأباء الذين عانوا من أجل كلمة الحق وكلمة الله وكان إيليا النبى قد حدث معه شئ من ذلك. ومن هؤلاء السواح الأن.



آية 39، 40 :- فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد. إذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا.

لم ينالوا الموعد = وعد الله داود أن كرسيه سيجلس عليه من نسله للأبد ولكنه وغيره من أبطال الإيمان لم يروا تنفيذ وعود الله لهم لأن هذه الوعود تحققت فى المسيح. ولكنهم بإيمانهم صدقوا وكان لهم رجاء فى تحقيق هذا الوعد. وهم إحتملوا الألام وإستشهدوا، والله سمح بهذا ليشهد لإيمانهم ويعلنه للعالم كله هذا الإيمان الصادق الذى جعلهم بحق شركاء فى الموعد بالميراث السمائى. وحتى نحن الأن نحيا بهذا الرجاء وكلنا ننتظر تمام تكميل المواعيد حتى يشترك الجميع فى الإيمان الواحد والضيق الواحد وبعد ذلك فى الميراث السماوى. وبولس الرسول يضع أمام العبرانيين هذه الصورة ليعرفوا أنه يجب عليهم أن يحتملوا الألام لفترة ليتزكى إيمانهم.

http://demiana2010.com

12تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 12 السبت 2 يناير 2010 - 21:49

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 12

آية 1 :- لذلك نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا.

سحابة = هم أبطال الإيمان الذين ذكرهم فى ص (11). ومن كثرتهم شبههم بسحابة. وهم سحابة لأنهم مرتفعين فى السماء هم فوقنا. وهم سحابة إذ بشفاعتهم وصلواتهم تنهمر مراحم الله علينا كالمطر على الأرض، فنحن طبيعتنا ترابية. والسحابة تسير فى السماوات لأنه لا ثقل يجذبها للأرضيات. وهكذا كل قديس يحمل يسوع فى داخله، فكل من يطرح ثقل الخطية يصير جزءاً من السحابة. والعذراء شبهت بسحابة فى (أش 19 : 1). من الشهود = كان هناك فى ميادين السباق شهود يراقبون اللاعبين وبحسب شهادتهم ينال الفائز جائزة. الرسول أسماهم شهود فهم:

1. شهدوا للحقيقة والإيمان.

2. هم شهود لنا أن الله أعطاهم قوة فإحتملوا الألم. وفى هذا تشجيع لكل متألم حتى يصبر والله سيعينه.

3. هم شهود يشتكون لله الظلم الذى وقع عليهم ويقع على إخوتهم على الأرض (رؤ 6 : 9 – 11).

4. هم شهود لنا الآن أنهم فى السماء جزاء لهم على إحتمالهم الألام بصبر.

ونلاحظ أن بولس الرسول فى ص (11) عدد أصناف من الضيقات ليختار كل منا ما يناسبه حسب ألامه. كل ثقل = أى كل ما يجذبنا للأرضيات. كل ما يثقلنا فى جهادنا الروحى من محبة العالم والشهوات والكسل وعبادة المال والعشرة الرديئة. والخطية المحيطة بنا بسهولة = بسهولة يسقط الإنسان فى الخطية وبسهولة يتخلص منها لو أراد. ولنحاضر = معناها الأصلى نجرى فى جهادنا. بالصبر فى الجهاد = حقاً المسيح يشفع لنا فى السماء بدمه ولكن هذه الشفاعة لا يستفيد منها المتكاسلين والمتراخين. لذلك يطلب منهم الجهاد. ولنلاحظ أن الخطية تهاجمنا من كل ناحية وهذا يمثل ثقل على النفس لذا علينا أن نجاهد متطلعين لأبطال الإيمان ونتمثل بهم وهم يسندوننا بصلواتهم. الجهاد = يعنى الإنضباط والإحتمال، والتغصب على عمل البر وترك الشر



آية 2 :- ناظرين إلى رئيس الإيمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله.

إن كان إحتمال القديسين للألام يعطينا شجاعة وإحتمال فكم وكم يثير فينا هذا ألام المسيح نفسه. رئيس الإيمان = قائد المؤمنين فى طريق الجهاد ليحملهم من مجد إلى مجد حتى حضن الأب ينعمون بالكمال. ومكمله يسوع = هو يكمل ما نقص من إيماننا حتى يقدمنا لأبيه بلا لوم = "أكملت ناموسك عنى... القداس الغريغورى" وكلمة رئيس الإيمان تشير أن المسيح هو الذى أسس الإيمان أما الرسل فكرزوا به فقط من أجل السرور = هنا ينتقل الرسول من إحتمال الألم إلى السرور بالألم أو الألام لأجل السرور. فهو إحتمل الألام بفرح لأنه يعلم أنه بألامه ستفرح البشرية فكان فرح البشرية مصدر سرور له. وعلينا أن نفهم أنه لا يمكن أن يسمح الله بألم إن لم يكن وراءه سرور (يو 16 : 21). والمسيح بعد أن إحتمل الخزى جلس عن يمين عرش الله.



آية 3 :- فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا في نفوسكم.

تأملوا وضعوا أمام عيونكم المسيح المتألم حتى يكون هذا مصدر إيمان وإحتمال. لذلك وضعت الكنيسة أسبوعاً للآلام نتأمل فيه ألام الرب ليتحول هذا إلى منهج فكرى وعملى فى حياة أبنائها. حين نتأمل فى ألام المسيح وأنه إحتملها لا من أجل نفسه بل من أجلنا فهذا يعطينا أن نحتمل الألام لأجله فهو يسمح بهذه الألام لكى نكمل بها. لذلك نصلى فى الأجبية "أقتل أوجاعنا بألامك الشافية المحيية" وهو يهبنى قوة ومعونة ونصرة (أش 63 : 9).



آية 4 :- لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية.

حتى الدم = حتى النهاية. والرسول يقول هذا بعد أن أعطانا أمثلة لأبطال الإيمان الذين فعلوا هذا فعلاً وقدموا حياتهم. ونلاحظ أن الإستسلام للخطية من الداخل يفقد الإنسان روح الجهاد وإحتمال الألام والإضطهاد، لذلك يطلب منهم أن يجاهدوا ضد الخطية فتكون لهم قوة على إحتمال الإضطهاد.



آية 5 :- و قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تأديب الرب و لا تخر إذا وبخك.

الله يسمح بالضيقات لا للإنتقام ولا للدينونة بل لمساندتنا وتأديبنا أى لأجل النفع الروحى. والله لو إمتنع عن تأديب أحد فهذا يعنى اليأس من شفائه. لا تحتقر = لا تستخف بالتأديب نسيتم الوعظ = نسيتم التحذيرات والوصايا التى يطالبنا بها الله عندما يكلمنا كأولاده. وإذ يخاطبنا الرب كبنين له فهو يقول يا إبنى لاتحتقر تأديب الرب. والرسول هنا يشير إلى (أم 3 : 11).



آية 7،6 :- لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل إبن يقبله. إن كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فأي إبن لا يؤدبه ابوه.

المعروف هو أن التأديب هو للخير ولكن إن طريقة قبولنا نحن للتأديب هى التى تحدد تأثير التأديب علينا. فإحتمالنا التأديب برضى فهذا بحد ذاته يحول الألم إلى درس منفعة. أما رفض التأديب فهو رفض للتعامل مع الله كأبناء وبالتالى رفضه للبنوة ورفضه البنوة يعنى رفضه المسيح. أما لو إحتملنا الألم فالله يحوله إلى فرح (يو 16 : 20) لكن من لا يقبل لا يكون شريكاً فى السرور الذى قبله المسيح.



آية 8 :- و لكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون.

نغول = أولاد زنا. وعدم قبول التأديب هو علامة خاصة بالنغول. إذاً فلنفرح بالتأديب فهو علامة شرعية بنوتنا لله كما يقول ذهبى الفم. لنفهم الآية نقرأها كالتالى " ولكن إن كنتم بلا تأديب الذى قد صار الجميع شركاء فيه كأبناء فأنتم نغول لا بنون



آية 9 :- ثم قد كان لنا اباء أجسادنا مؤدبين و كنا نهابهم افلا نخضع بالأولى جدا لأبي الأرواح فنحيا.

شفاعة المسيح وبذله أعطانا داله قوية عند الله. ولكن لو تحولت الدالة إلى إستهتار فهنا يأتى التأديب بالمهابة والمخافة. وكنا ونحن صغار نخجل و نخاف من تأديب أبائنا الجسديين. أفلا نحتمل التأديب من الله أبينا الروحى الذى فى يده أجسادنا وأرواحنا... فنحيا = لذلك من يخضع يحيا أى تكون له حياة أبدية.



آية 10 :- لأن اولئك أدبونا اياما قليلة حسب إستحسانهم و اما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته.

حسب استحسانهم = كل إشتياق أبائنا الجسدانيين أن يرونا ناجحين فى الزمان الحاضر. أما الله فيؤدب لهدف أعظم، فهو يود أن يرانا شركاؤه فى حياته المجيدة، شركاء فى قداسته بأن نتطهر من خطايانا ونحمل سماته فينا. فإن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه (رو 8 : 17).



آية 11 :- و لكن كل تأديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن و اما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.

فالإبن يئن تحت ألم التأديب. ولكن كلما نضج عرف أن التأديب كان سر نجاحه. ثمر بر للسلام = التأديب الإلهى هدفه أن ننال هبة بر الله لحياة السلام فى رضاه للأبد.



آية 12 :- لذلك قوموا الأيادي المسترخية و الركب المخلعة.

الكنيسة حياة شركة فيها يساند كل عضو أخيه حتى لا يخور، فالعزلة تجعل الإنسان ينهار سريعاً. وهنا تصوير كأن أحد يصعد جبل فهو يحتاج ليديه ورجليه ومن يخور سيفشل فى الصعود ويهبط للهاوية. ونحن نجاهد لنكون فى السماويات، فنحن كمن يصعد جبل وعلى كل منا أن يشد أزر أخوه. والمقصود بالأيادى المسترخية والركب المخلعة هى وصف من يصابون بالخوف نتيجة مجابهتهم للشدائد الناتجة عن التأديب.ولكن إن أدرك الإنسان أن هذا التأديب لنفعه فهذا يملأه إيمان وقوة.



آية 13 :- و اصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الأعرج بل بالحري يشفى.

قارن مع (لو 3 : 4 – 6). مسالك مستقيمة = أى لتنخفض كل كبرياء فيكم أما النفوس الذليلة التى تشعر بصغر النفس فلتتشدد وتتقوى والنيات الخبيثة المعوجة لتستقيم. لكى لا يعتسف الأعرج = الأعرج هنا هو من يعرج بين التعاليم المسيحية وبين اليهودية. وعلى هذا الإنسان أن يتمسك بإيمانه الصحيح الواحد.



آية 14 :- اتبعوا السلام مع الجميع و القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب.

الرسول يركز على سمتين هامتين من سمات الجهاد:

1. إتباع السلام مع الجميع وإحتمال ضعف الآخرين والتعامل بمحبة مع كل واحد.

2. التمتع بالحياة المقدسة. فمن يحب المسيح حقيقة لا يقبل الحياة الشريرة بل ينشغل بالكامل فى أن يرضى الله ويحبه من كل قلبه. القداسة هنا موازية لنقاوة القلب فى عظة المسيح على الجبل والتى بها يعاين أنقياء القلب الله. والسلام هنا موازى فى عظة المسيح على الجبل لصانعى السلام. يرى أحد الرب = يوجد فى حضرة الله ويستمتع بميراث الملكوت السماوى. وهنا على الأرض يرى أحد الرب أى يدرك محبتة فيفرح بأحكامه.



آية 15 :- ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله لئلا يطلع اصل مرارة و يصنع إنزعاجا فيتنجس به كثيرون.

ملاحظين = بإجتهاد ونشاط لاحظوا إخوتكم حتى لا يسقطوا. لئلا يخيب =التشبيه هنا بسهم منطلق لا يبلغ هدفه وهكذا كل من يريد الإرتداد لليهودية، أو سلك بدون سلام وقداسة. لئلا يطلع = كأنها بذرة مخفية ثم طلعت شجرة مرارة ومعنى شجرة مرارة أنها تكون سبباً فى مرارة الآخرين. إنزعاجاً = يبلبل أفكار الجماعة من جهة الإيمان بالمسيح فيثنيهم عن الإيمان الصحيح. هنا الرسول يطلب منهم ملاحظة بعضهم لئلا يكون بينهم إنسان يتأخر ويتعوق عن نوال الخلاص الذى هو نعمة الله، ولئلا يكون بينهم أصل مر لحياة محطمة وتعاليم فاسدة مخادعة تؤثر تأثيراً سيئاً على حياة الآخرين (تث 29 : 18).



آية 16 :- لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو الذي لأجل اكلة واحدة باع بكوريته.

ذكر الكتاب المقدس عن عيسو أنه كان مستبيحاً وهذا يتضح من بيعه للبكورية وهذا يشير لإستهانته بالموعد المقدس (أن من نسل البكر سيأتى المسيح). وعلة السقوط فى الحياة الروحية والعجز عن الجهاد هو الإستباحة والإستهتار مثل عيسو بل أن كل إستباحة تولد إستباحة حتى يصل الإنسان لفساد روحى كامل " إحذروا الثعالب الصغيرة ". والكتاب المقدس لم يذكر صراحة أن عيسو كان زانياً ولكن التقليد اليهودى يذكر أنه كان زانياً وإنساناً شهوانياً. وعموماً فالإستباحه تشمل كل شئ حتى الزنا. والزنا والإستباحه أخطر ما يقف فى طريق القداسة. وهكذا كان حال العبرانيين الذين أرادوا بيع مسيحيتهم مقابل هيكل أورشليم فشابهوا عيسو الذى باع بكوريته بأكله عدس.



آية 17 :- فإنكم تعلمون أنه ايضا بعد ذلك لما اراد ان يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكانا مع انه طلبها بدموع.

هو إحتقر عهد الله فرفض من النسل المقدس، فمن يستهين بنعمة الله فكأنه داسها. فإحتقار العهد المقدس هو إهانة لله ولذلك حرم من أن يكون المسيح من نسله. وكان قرار الله نهائيا وبالتالى فتوبته بلا فائدة فى هذا الموضوع.

ونلاحظ فى توبة عيسو أنه كان مهتما بالأكثر بالبركة المادية فالبكر يرث ضعف أخوته ولكنه لم يكن منشغلا بموضوع أن المسيح يأتى من نسله كما كان أخيه يعقوب.



آية 18-21:- لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة. وهتاف بوق وصوت كلمات أستعفى الذين سمعوه من أن تزداد لهم كلمة. لأنهم لم يحتملوا ما أمر به وإن مست الجبل بهيمة ترجم أو ترمى بسهم. وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد.

يقارن بولس الرسول هنا بين الرعب الذى حدث فى إستعلان الله لنفسه فى العهد القديم والمناظر السماوية التى يحياها المؤمنون الآن فى المسيحية والله حين أراد أن يستعلن نفسه ليفهم الشعب على قدر إمكانياتهم إستخدم أشياء من الطبيعة الملموسة. فماذا إستخدم الله؟

جبل ملموس = فأعظم وأضخم كيان على الأرض، ثابت راسخ لا يهتز هو الجبل لكنه مازال ملموسا أى يمكن لمسه باليد. أما الله فلا يمكن لمسه باليد.

نار= أعظم وأخطر قوة فى الطبيعة قادرة على الإفناء "وإلهنا نار آكلة".

ضباب = يشير لأن الحقائق السماوية مخفاة مستترة كأنها وراء ضباب.

ظلام = هنا نرى الحرمان من الرؤيا تماما. العهد القديم فى ظلال وغموض ورموز.

الزوبعة = حركات الطبيعة التى تعبر عن العنف والشدة التى تجرف أمامها كل شىء وهذا يعبر عن غضب الله وتأديبه وعقابه الرهيب للعصاة.

البوق = يعبر عن شدة وعلو صوت الله، وإنذاراته كما سنسمع فى اليوم الأخير إعدادا لمجىء الملك السماوى.

والمقارنة هنا وضحت فى طريقة إستلام الناموس فىالعهد القديم على يدى موسى على جبل سيناء وبين تقبل الكلمة الإلهى ذاته فى العهد الجديد والذى يتم فى هدوء يؤكد بركات العهد الجديد وسمو العهد الجديد. لذلك عليكم أيها العبرانيين أن تحذروا لئلا تخسروا بركات العهد الجديد. ففى العهد القديم نجد علاقة مرعبة مع الله وغامضة بل نجد الشعب أسفل الجبل فالناموس لا يستطيع أن يرفعهم إلى فوق للحياة السماوية بل هم لم يحتملوا = خافوا بسبب الظواهر الطبيعية المرعبة ولصعوبة الوصايا فهم عرفوا أنهم لا يمكنهم تنفيذها فإستعفوا = أى طلبوا إعفائهم من أن يسمعوا المزيد.

لماذا طلبوا إعفائهم؟

حين أراد الله أن يسمع الشعب أن موسى يكلم الله فيؤمنوا بأقوال موسى للأبد (خر9:19) أمر الله موسى أن يعد الشعب (خر10:19-13). ولما نزل الرب على جبل سيناء دخن الجبل وإرتجف(خر14:19-19). من أجل هذه المظاهر المخيفة كلم الشعب موسى وهم مرتعبون أن يكلم هو الله، ثم يكلم موسى الشعب بما كلمه به الله (خر19:20) وذلك حتى لا يموتوا، بل نسمع هنا أن موسى نفسه إرتعب. والله لم يغضب منهم أنهم إستعفوا بل قال أنهم أحسنوا فى ما تكلموا (تث17:18) أى أن لهم حق فلقد كان المنظر مخيفا فعلا. ولكن نسمع هنا أن الله سيكلمهم بطريقة أخرى هى عن طريق نبى يقيمه الله... (تث 19،18:18) وهذه الآيات نبوة عن السيد المسيح الذى إختفى فى جسده مجد اللاهوت فصار يكلم الشعب ويعلمهم بدون مناظر مخيفة.

وبمقارنة هذا مع آية 25 نفهم أن قوله "لأنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ إستعفوا" أنهم لم ينجوا لأنهم إستهانوا أو رفضوا أو لم ينفذوا كلمة الله ووصاياه ولم يؤمنوا بها.

بل إن مست الجبل بهيمة ترجم أو ترمى بسهم = وهذه حتى لا يقترب إنسان ليمسك البهيمة فيموت هو أيضا. وهذا ليظهر خطورة التعدى على أوامر الله. بل أن موسى نفسه إرتعب. أما العهد الجديد فكان المسيح، الله بنفسه جالسا معهم على الجبل يعلمهم ويفرحوا به. بل يقضون أياما معه فى الجبل دون أن يشعروا بالجوع أو العطش أو الخوف.

تأمل روحى:- النفس التى تتقبل كلمة الله فيها تصير كالجبل الراسخ الملتهب بالنار الإلهية تحيط به الأسرار الإلهية كضباب ويسمع فى داخله أصواب البوق معلنة الحق، بل يصير هو بوق يعلن الحق بحياته الداخلية وسلوكه الظاهر. تهب فيه عواصف الروح وتحطم كل شر يسلك إلى هذه النفس. وكل بهيمة أى كل فكر حيوانى يقترب إليها يرجم بحجارة الحق ويضرب بسهم الصليب فلا يكون له موضع فى داخلها.



الآيات 22-24:- بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة. وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواج أبرار مكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل.

هنا الصورة المقابلة فى المسيحية فى مقابل الصورة المرعبة السابقة بل قد أتيتم = بالمعمودية وقيادة الروح القدس وكلمة الله فى إنجيله. إلى جبل صهيون هو جبل غير ملموس وغير مرئى بل هو مسكن الله العلى إلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية = أى الكنيسة (المجتمع المسيحى) فى العهد القديم لم يستطيع الناموس أن يرفعهم للحياة السماوية (بل ظلوا أسفل الجبل) ولكن فى العهد الجديد دخل المسيح بنا إلى السموات هو فى وسط كنيسته. فى العهد الجديد التحم كلمة الله بنا خلال تجسده فلم يعد هناك رعب. هنا الرسول يقارن بين جبل سيناء (عهد قديم) وجبل صهيون (عهد جديد) وأورشليم الأرضية كعاصمة لدولة إسرائيل (عهد قديم) فى مقابل الملكوت السماوى الذى أسسه المسيح أورشليم السماوية (عهد جديد).

محفل ملائكة = لقد صار الملائكة ضمن زمرة الكنيسة. وهناك ملائكة مبشرون عملهم البشارة ورئيسهم غبريال وملائكة للحرب ضد إبليس ورئيسهم ميخائيل وملائكة مرافقين لنا كحراس وللمعونة. الآن صرنا نقف نحن المسيحيين ومعنا الملائكة كلنا أمام عرش الله. والكنيسة مملوءة ملائكة. المسيح وحد السمائيين والأرضيين كما نقول فى القداس الغريغورى ثبت صفوف غير المتجسدين فى البشر.

كنيسة أبكار = صرنا بإتحادنا بالمسيح البكر أبكارا (يع18:1) مكتوبين = أسماؤنا قد كتبت فى سفر الحياة الأبدية (رؤ5:3، 8:13) + (دا1:12).

الله ديان الجميع = فى جبل صهيون قديما وضع داود تابوت العهد رمزا لأن الله يحكم من هناك والمسيح هو فى أورشليم السماوية يجلس ملكا وسيدين كل إنسان.

أرواح أبرار مكملين = هم مازالوا أرواح لم يلبسوا جسد سماوى بعد ينتظرون كمال غبطتهم بعد أن أتموا جهادهم فى حياتهم. وإلى وسيط العهد الجديد = أى المسيح فلا دخول لنا إلى أورشليم السماوية سوى به. كما لم يكن للشعب فى العهد القديم أن يهربوا من مصر سوى بوسيط هو موسى. وإلى دم رش = هو دم المسيح الذى يطهرنا من كل خطية فنصبح مقبولين أمام الآب ويصير لنا حق الدخول للسماء (1يو7:1) كان دم الذبيحة يرش على الشىء فيطهره فى العهد القديم.

أفضل من هابيل = فدم هابيل كان يطلب ويبحث عن إدانة قايين أما دم المسيح فهو يبحث عن التطهير والغفران وتطهير الضمير وهو يشهد للحق ويقدسنا.

دم المسيح هنا يصل فى تطهيره لأعماق الضمير وهذا ما لم يصل إليه رش دم ذبائح العهد القديم.



آية 25:- أنظروا أن لا تستعفوا من المتكلم لأنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ أستعفوا من المتكلم على الأرض فبالأولى جدا لا ننجو نحن المرتدين عن الذى من السماء.

المتكلم = هو دم المسيح الذى يتكلم أفضل من هابيل (آية 24) أى لا تستهينوا بعظمة هذا العهد الجديد فكلما تزداد العطية تزداد المسئولية أيضا. فإن من إستهان بالناموس (مع أن الموضوع كان عن ميراث أرض) لم ينجى فكم وكم من يستهين بالكلمة السماوى عن الذى من السماء = أى الذى يدعوهم للسمائيات وحياة أبدية معه.

هم إستعفوا أولا أيام موسى حين كلمهم على الأرض فعليهم أن لا يستعفوا الآن من المسيح الذى يتكلم الآن فى السماء بالحب فإن كان عذر أبانهم أنهم خافوا من الظواهر الطبيعية فما عذرهم وصوت المسيح اللطيف يدعوهم الآن بل يتشفع فيهم.



آية 26:- الذى صوته زعزع الأرض حينئذ وأما الآن فقد وعد قائلا إنى مرة أيضا أزلزل لا الأرض فقط بل السماء ايضا.

فى العهد القديم تزلزلت الأرض أمام كلمات ناموس العهد القديم ويقول الكتاب أنه فى المجىء الثانى ستتزلزل الأرض والسماء (حج5:2-7،22) + (خر18:19) + (رؤ1:21) + (2بط10:3) + (مز8،7:68) + (لو26:21) + (مت2:28) + (مر24:13-26).



آية 27:- فقوله مرة ايضا يدل على تغيير الأشياء المتزعزعة كمصنوعة لكى تبقى التى لا تتزعزع.

إن قوله مرة = يشير إلى تغيير الأشياء الفانية التى لها بداية ونهاية. كل شىء متغير يفنى. ولا يبقى شىء إلا الذى لا يتغير ولا يفنى (وهذا ما سيشير إليه فى آية 28)



آية 28:- لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى.

ونحن قابلون = وها نحن نقبل من يد الله ملكوتا لا يتزعزع = هو غير قابل أن يتزعزع بينما السماء والأرض تزولان. ليكن عندنا شكر = الطريقة أو الوسيلة التى بها نمتلك الملكوت هى أن يكون لدينا إحساس بالشكر على نعم الله.



آية 29:- لأن إلهنا نار أكلة.

هو قادر أن يلهب الجسد والنفس معا بالروح النارى مبددا كل خطية من الداخل ولكنه قادر أن يحرق المقاومين والرافضين والمضادين (عب27،26:10) الله إلهنا إله غيور لا يحتمل أن أحدا من أبنائه يرتد عنه. والآية موجهه للمرتدين والآية مأخوذة من (تث3:9).

http://demiana2010.com

13تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين Empty تفسير الاصحاح رقم 13 السبت 2 يناير 2010 - 21:50

admin

admin
Admin
Admin

تفسير الاصحاح رقم 13

آية 1 :- لتثبت المحبة الأخوية.

لتثبت المحبة الاخوية = الرسول كعادته يختم رسالته بحديث عملى. فهو فى ص 12 حدثهم عن الجهاد وهنا يحدثهم عن جوانب عملية مثل المحبة والتسبيح والطاعة. وقوله هنا لتثبت المحبة يشير أن لهم أعمال محبة ويطلب منهم أن تثبت. فهذه كلمة تشجيع (1تس 4 : 9). ولننعم بعمل المسيح الكفارى يلزمنا أن نعلن محبتنا للآخرين. فكلما إتسع قلبنا خلال عمل الله ومحبته أحببنا نحن إخوتنا وكلما أحببنا إخوتنا أعلن الله بالأكثر حبه فينا.



آية 2 :- لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها اضاف اناس ملائكة و هم لا يدرون.

كغرباء فى العالم علينا أن نهتم بالغرباء وكمتضايقين علينا أن نسند المتضايقين بالحب العامل لا بالكلام فقط. ولنلاحظ أن محبة الغرباء وإضافتهم هى محك صدق لطبيعة المحبة التى ذكرها فى آية (1). أناس = أبراهيم ولوط.



آية 3 :- اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم و المذلين كأنكم أنتم ايضا في الجسد.

قارن مع متى (25 : 35، 36).

قال أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون فكان فى المقابل يجب أن يقول والمذلين كأنكم مذلولين. ولكنه قال كأنكم أنتم أيضا فى الجسد. فمن هو فى الجسد يشعر فى وقت الإضطهاد أنه مذلول فهو محروم من راحة جسده وشهوات جسده لكن من هو فى الروح أولا لن يضيره شيئا من حرمانه من الملذات الجسدية والراحة ثانيا هو سيشعر أنه شريك آلام وشريك مجد مع المسيح. وكل ما يسمح به المسيح هو خير وعلامة محبة، فمن هو فى الروح لن يشعر أبدا بالذل. أما من هم فى الجسد فمع كل آلم يشعرون أنهم فى ذل.



آية 4 :- ليكن الزواج مكرما عند كل واحد و المضجع غير نجس و اما العاهرون و الزناة فسيدينهم الله.

الرسول يكرم الزواج لسببين:

1. خوفاً من أن البتوليون لا يكرمونه.

2. إشارة لبعض الهرطقات التى علمت أن الزواج نجس.

هذا فضلاً عن أنه فى أيام نهاية اليهودية إنتشرت العادات البطالة والزنا والطلاق والرسول ينبه أى يحذر أن نكون مثلهم لا نكرم الزواج. الزناة = تشير للخيانة الزوجية. العاهرون = من يمارس عادات أو ممارسات شاذة يحرمها القانون.



آية 5 :- لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا اهملك و لا اتركك.

المال هو السيد الآخر الذى لا يرحم بل يستعبد. فعلينا بالقناعة.



آية 6 :- حتى اننا نقول واثقين الرب معين لي فلا اخاف ماذا يصنع بي انسان.

واثقين = الفعل يعنى حالة الفرح مع الثقة. فلا أخاف ماذا يصنع بى إنسان = على المؤمن أن يثق فى الله فلا سلطان لإنسان أن يؤذيه وطبعاً لا سلطان لفقر أو عوز أو أى ضيقة أن تطوله إن ظل متمسكاً بالرب.



آية 7 :- اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم.

مرشديكم = هم الرعاة الذين يكرزون بكلمة الله. والأباء الذين يجب أن نتمسك بإيمانهم المسلم لنا (أهمية التقليد فى الكنيسة) وهذا التقليد هو سر بقاء وحدة الكنيسة حتى الأن بفكر واحد.



آية 8 :- يسوع المسيح هو هو امسا و اليوم و الى الأبد.

إذ أراد أن يوصيهم فى آية (9) أن لا ينساقوا وراء تعاليم غريبة، يؤكد لهم هنا أن يسوع المسيح لا يتغير، نقبلة كما قبله أباؤنا. ونسلم الإيمان الذى قبلناه من أبائنا إلى أولادنا كما هو (يه 3) ويستمر للأجيال القادمة بلا تحريف. المسيح عمل فى أبائنا ويعمل فينا وسيعمل فى الأجيال القادمة بنفس طريقته فهو لا يتغير كما كان مع الأباء هكذا سيكون معنا.



آية 9 :- لا تساقوا بتعاليم متنوعة و غريبة لأنه حسن ان يثبت القلب بالنعمة لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها.

يلمح الرسول هنا إلى هرطقات بدأت تنتشر فى ايامه وهى تعلم أن الزواج نجس وأن هناك أطعمة نجسة يلزم الإمتناع عنها. وكان الكهنة يأكلون لحوم ذبائح أوثانهم ليتقدسوا بها. أما اليهود فكان كهنتهم يأكلون بعض أنواع لحوم الذبائح ولا يأكلون من بعضها. فذبيحة الكفارة لأنها حاملة لخطايا الشعب لا يأكلون منها. وهنا الرسول يوصى بأن المسيحية ليس لها كل هذه الأفكار فلا يوجد طعام يسمى نجساً والزواج مكرم. ولا يوجد طعام يقدس إلا جسد المسيح ودمه (لذلك فى آية 10 مباشرة يذكر موضوع التناول) (تى 4 : 3 – 5).



آية 10 :- لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن ان يأكلوا منه.

هنا يرفع الرسول فكرهم من التفكير فى هل الطعام نجس أو غير نجس، هل يقدس أو لا يقدس، إلى ما أعطاه لنا المسيح وهو شركة الإفخارستيا. وهذا الكلام موجه للعبرانيين الذين بدأوا يشعرون أنهم محرومون من الهيكل.

لنا مذبح = المسيح قدم نفسه على الصليب، قدم عليه كذبيحة كفارة عظمى حملت كل خطايا العالم. وإستمراراً لهذه الذبيحة هيأ لنا المسيح مائدة مقدسة من جسده ودمه. لا سلطان = كهنة اليهود لا سلطان لهم أن يتناولوا من مائدة الإفخارستيا أولاً لأنهم غير مؤمنين وثانياً لأنه بحسب ناموسهم فهم لاسلطان لهم أن يتناولوا أو يأكلوا من ذبيحة الكفارة والمسيح ذبيحة كفارة عنا وحامل خطايانا.



آية 11 :- فإن الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تحرق اجسامها خارج المحلة.

والدليل على أن كهنة الناموس اليهودى ليس لهم سلطان على أن يأكلوا من هذه الذبيحة الإفخارستية أنهم ما كانوا يأكلون من ذبيحة يوم الكفارة هذه التى يدخل بدمها عن الخطية بيد رئيس الكهنة بل تحرق أجسامها خارج المحلة (لا 16 : 27) وكان رئيس الكهنة يوم الكفارة يأخذ من دم هذه الذبيحة ويدخل به للأقداس أما الذبيحة نفسها فلا يأكل منها بل تحرق أجسامها خارج المحلة بحسب الناموس وذبيحة الكفارة هذه هى التى تشير لذبيحة الصليب وبالتالى للإفخارستيا إمتداد ذبيحة الصليب. فلا سلطان لهم أن ياكلوا منها بحسب ناموسهم.



آية 12 :- لذلك يسوع أيضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب.

هنا يفسر الرسول الرمز فى حرق أجسام ذبيحة الكفارة خارج أورشليم وأن هذا كان رمزاً لصلب المسيح خارج أورشليم. ولكن المسيح لم يحرق بنار ولكن نار اللاهوت التى فيه أحرقت الخطايا والتهمتها. هذا هو روح الإحراق وروح التطهير (أش 4 : 4). وخروجه وصلبه خارج أورشليم أفاد هجرانه للأمه اليهودية وهيكلها لذلك قال لهم المسيح ها بيتكم يترك لكم خراباً (مت 23 : 38). هم طردوا ملكهم فصاروا بلا ملك للأبد.



آية 13 :- فلنخرج إذا اليه خارج المحلة حاملين عاره.

إن كان مسيحنا قد طردوه وصلبوه فلا نخجل إن طردونا. ولنكن مستعدين أن نتقبل التعييرات لأجل إسم المسيح.



آية 14 :- لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة.

بعد أن خرجنا معه حاملين عاره نطلب أورشليم السماوية العتيدة. علينا دائماً أن نترك عالم الخطية فالعالم ليس له صفة الدوام بل نتطلع لأورشليم السماوية.



آية 15 :- فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة بأسمه.

الطرد أو الإهانة لا يجب أن تنشئ تبرماً أو ضيقاً بل نظل على الدوام مسبحين ولنذكر أن التلاميذ إذ ضربوهم وأهانوهم ذهبوا فرحين.. لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه (أع 5 : 41). فالإهانه هنا هى شركة ألم مع المسيح. فلنقدم به = لنرفع به أو بواسطته لله ذبيحة التسبيح = (هذه هى ذبائح المسيحيين) فلا قدوم للأب سوى به فبه نتقدم وبدونه لا نقدر أن نفعل شئ (يو 15 : 5). نحن نقدم له ذبيحتنا وهو كرئيس كهنة يقدمها على مذبح الله (1بط 2 : 5). وراجع (رو 1 : 8) فحتى الشكر لا نقوى عليه سوى بيسوع المسيح (نحن غير مقبولين إلا به أى بيسوع المسيح) + (كو 3 : 17). إذاً النصيحة التى يقدمها الرسول للعبرانيين أن ينفصلوا عن الكهنوت اللاوى مقدمين ذبائح تسبيح.



آية 16 :- و لكن لا تنسوا فعل الخير و التوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله.

التسبيح ليس مجرد كلمات بل أفعال عملية تعبر عن طبيعة المؤمن ومشاعره المملوءة محبة. لذلك يطلب منهم فعل الخير والتوزيع = كانوا يذبحون الذبائح ويوزعون على المحتاجين. أو يقيموا لهم وليمة فى الكنيسة.



آية 17 :- اطيعوا مرشديكم و اخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا انين لأن هذا غير نافع لكم.

أطيعوا مرشديكم = لنلاحظ أن عدم إحترام الرئاسة يسبب مصاعب جمة وشغب وفساد للشعب.يسهرون لأجل نفوسكم = خطورة وظيفة المرشد أنه مشئول عن نفوس شعبه وخلاصهم. وسيقدم هذا المرشد حساباً أمام الله عنهم. لا آنين = هذا توبيخ للشعب لأنهم جعلوا مرشديهم يئنون من عنادهم أو إنحلالهم أو عدم خضوعهم. لأن هذا هو غير نافع لكم = بسبب أنين المرشدين سيعاقبكم الله لكى يفعلوا هذا بفرح = أى يقوموا بخدمتكم وإرشادكم وهم فرحين بثمار خدمتهم.



آية 18 :- صلوا لأجلنا لأننا نثق ان لنا ضميرا صالحا راغبين ان نتصرف حسنا في كل شيء.

الرئاسة فى الكهنوت لا تعنى الإستبداد والارستقراطية. فبولس الرئيس يطلب صلواتهم. هو لا يشعر بأفضلية عن الشعب بل يشعر بإحتياجه لصلواتهم. لنا ضمير صالحاً = فالصلاة للآخرين لن تنفعهم إن لم يكن لهم ضمير صالح.



آية 19 :- و لكن اطلب اكثر ان تفعلوا هذا لكي ارد إليكم بأكثر سرعة.

نلمح فى هذه الآية أسلوب بولس الرسول. (فل22) + (رو 15 : 22 – 24) + (1كو 16 : 5 – 7).



آية 20، 21 :- و اله السلام الذي اقام من الأموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي. ليكملكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته عاملا فيكم ما يرضي امامه بيسوع المسيح الذي له المجد الى ابد الأبدين امين.

إله السلام = الرسول ينسب صفة السلام لله فهو يكلم أناساً فقدوا سلامهم بسبب الضيق. فكأنه يطلب السلام لهم من إله السلام. ولنلاحظ أن كلمات البركة فى نهاية الرسالة متفقة مع موضوع الرسالة. راعى الخراف = الشعب هو خرافه التى مات لأجلها وقام فهل يتركهم. هنا كان بولس يستعطف الله أن لا يهمل شعبه حتى وأن أهملوا وفكروا فى الإرتداد، بل يحميهم من الإرتداد. قارن مع (1تس 5 : 23).



آية 22 :- و اطلب إليكم ايها الأخوة ان تحتملوا كلمة الوعظ لأني بكلمات قليلة كتبت إليكم.

أنا لم أشأ أن أتعبكم فكتبت كلمات قليلة، ياليتكم تحتملوها.



آية 23 :- اعلموا انه قد اطلق الأخ تيموثاوس الذي معه سوف أراكم ان اتى سريعا.

ربما تيموثاوس كان محبوساً من اليهود أو غيرهم ثم أطلقوه وربما كان تيموثاوس محبوساً مع بولس فى روما وكان هذا الحبس سبباً فى تأخير زيارة بولس لهم. وهذه من الآيات التى تشير أن بولس هو كاتب الرسالة. بسبب علاقته مع تيموثاوس وبسبب الأسلوب (1تس 3 : 2).



آية 24:- سلموا على جميع مرشديكم وجميع القديسين. يسلم عليكم الذين من إيطاليا.

آية 25:- النعمة مع جميعكم آمين. إلى العبرانيين كتبت من إيطاليا على يد تيموثاوس.

http://demiana2010.com

heba Nageh



ربنا يعوضك علي هذا المجهود الرائع

admin

admin
Admin
Admin

تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين 91287 تفسير  + رسائل بولس " أربعة عشر رسالة "/  العبرانيين 891320

http://demiana2010.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى