السيد المسيح
هل كان نبياً؟
لابونا عبد المسيح البسيط
السيد المسيح هو
"صورة الله"، "صورة الله غير المنظور.. وصورة الله هو الله
"الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله"، "الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره"، أي بهاء مجد الله وصورة جوهره.
كلمة الله
الذى هو الله "ويدعى اسمه كلمة الله"،
"فى البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله"،
وقوة الله وحكمة الله "بالمسيح قوة الله وحكمة الله"،
"المسيح يسوع صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة"، "المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"،
وهو ابن الله الوحيد
الذى من ذات الله الآب وفى ذاته "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الأب هو خبر"، لذا قال "أنا والآب واحد"،
وأنه موجود سابقاً
قبل العالم والخليقة "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم … لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم"،
وهو الذى خلق العالم
"كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان. فيه كانت الحياة … كان العالم وكون به العالم"، "فإنه فيه خلق الكل ما فى السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق"، هو خالق الكل و"رب الكل"،
والذى يسجد له الكل
"لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض"، "وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله".
وهو الديان
الذى يدين الخليقة بالعدل ويجازى كل واحد بحسب أعماله "فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله"، "الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته".
وهو الجالس على العرش الإلهى فى السماء
"ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله"، "المسيح جالس عن يمين الله"، "جلس فى يمين العظمة فى الأعالى"، "جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات"، "جلس إلى الأبد عن يمين الله".
وباعتبار أن المسيح هو ابن الله وكلمة الله وصورة الله الذى هو الله خالق الكون ومدبره وديانه فهو
رب الكل وإله الكل وفوق الكل ولكنه فى ملء الزمان ظهر فى الجسد
"ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة"، و" الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً"، "الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وغذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعُ الله أيضا وأعطاهُ اسماً فوق كل أسم لكى تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب". جاء فى الجسد "يسوع المسيح … جاء فى الجسد"، ظهر فى الجسد "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"، وكان مجرباً "مثلنا فى كل شئ بلا خطية".
وبتجسد السيد المسيح ومجيئه إلى العالم وظهوره فى الجسد
أعلن عن ذات الله الآب وإرادته بصورة أكثر إيضاحاً من جميع الأنبياء لأنه تكلم فيما له وأعلن أن بتجسده ونزوله من السماء إلى العالم قد قدم بذاته الإعلان الأخير كقول الكتاب
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى أبنه الذى جعلهُ وارثاً لكل شئ الذى به أيضا عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى".
ولأن السيد المسيح جاء إلى العالم ظاهراً فى الجسد فقد أتخذ طبيعة الإنسان وصفاته
فدعى بـ "ابن الإنسان
الآتى من السماء والذى نزل من السماء الجالس عن يمين العظمة فى الأعالى والديان المسجود له من جميع الخلائق "ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض"، "أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء"، "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء"، "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً".
ومن ثم أتخذ ألقابا كثيرة
كان من ضمنها لقب النبى.
فلماذا لقب المسيح بالنبى؟
والإجابة ببساطة
لأنه جاء فى الجسد وأتخذ صورة العبد وظهر فى الهيئة كإنسان وعمل أعمالاً إلهية قديرة لا تحصى ولكنه أخفى لاهوته ولم يشر إلى لاهوته صراحة إلا فى مرات قليلة،
وإن كانت معظم أعماله وأقواله تؤكد حقيقة جوهره وكونه الإله المتجسد. لذلك أعتقد الناس أنه كان نبياً
"فقالت الجموع هذا يسوع النبى الذى من الناصرة"،
"فلما رأى الناس الآية التى صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبى الآتى إلى العالم"، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبى ..
آخرون قالوا هذا هو المسيح"،
فقد تحيرت الجموع فى أمره وتصور هيرودس أن يوحنا المعمدان قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. قال آخرون أنه إيليا. وقال آخرون أنه نبى (أو) كأحد الأنبياء"،
وحتى عندما سأل هو تلاميذه
"من يقول الناس أنى أنا. فأجابوا. يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون واحد من الأنبياء"،
ويقول الكتاب انه "كان عندهم مثل نبىّ"،
وقالت له المرأة السامرية
"يا سيد أرى أنك نبى"،
وكذلك قال عنه المولود أعمى بعد أن شفاه "أنه نبى"، وتصور تلميذا عمواس نفس الشيء "يسوع الناصرى الذى كان إنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول"،
أما المسيح نفسه
فلم يطلق على ذاته لقب "نبى" على الإطلاق إلا فى مجرد إشارتين عابرتين تعطيان معنى عام لا يخص المسيح وحده وذلك فى قوله "ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه وفى بيته"، وينبغى أن أسير اليوم وغداً وما يليه لأنهُ لا يمكن أن يهلك نبى خارجاً عن أورشليم".
ولكنه تكلم عن نفسه
باعتباره ابن الله الوحيد الذى من ذات الآب وفى ذاته "أنا والآب واحد"، "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير"، "أنا فى الآب والآب فى"،
وأكد على هذه الحقيقة جيداً عندما أجابه القديس بطرس على سؤاله
"من يقول الناس أنى أنا؟"
فأجاب بطرس
"أنت هو المسيح ابن الله الحى"
فمدحهُ قائلاً
"طوبى لك يا سمعان بن يونا. أن لحماً ودماً لم يُعلن لك لكن أبي الذى فى السموات"،
وقد تكرر فى العهد الجديد
لقب "ابن الله" و"الابن الأكبر" و"ابن الله الوحيد" و"الابن"
حوالى 87 مرة
منها 4 مرات مرتبطة بصفة "الوحيد".
وتكرر لقب "ابن الإنسان
" 83 مرة
ارتبطت معظمها بصفات المسيح الإلهية كالديان والجالس على العرش عن يمين العظمة فى السماوات والنازل من السماء والموجود فى السماء والعائد إلى السماء إلى حيث كان أولاً والآتى على سحاب المجد مع ملائكته ورب السبت والذى له السلطان على غفران الخطايا … الخ.
ومع ذلك
فقد مارس السيد المسيح عمل النبى ووظيفة النبوّة والتنبؤ،
وقام بكثير من الأعمال التى قام بها الأنبياء ولكن بسلطان إلهى نابع من كونه الإله المتجسد وكلمة الله الآتى من السماء، فلم يقل مثل الأنبياء "هكذا يقول / أو قال الرب"
وإنما أستخدم أقواله الإلهية،
فقد كرر عبارة "الحق أقول لكم" 62 مرة،
وعبارة "الحق الحق أقول لكم" 25 مرة،
وعبارة "وأنا أقول لكم" 6مرات،
وعبارة "وأمّا أنا فأقول لكم" 6مرات أيضا
وذلك فى المقارنة مع ما "قيل" فى شريعة موسى فى القديم. كان كلامه نابع من ذاته "أنا" وقوله هو الحق لأنه هو ذاته الحق.
وكان يرى رُؤى كقوله
"رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق"،
وكشف بالتفصيل عن ملكوت الله الوشيك الحدوث،
وشرح بالتفصيل دمار أورشليم والهيكل القادم،
بل وبكى على أورشليم لما كانت ستلاقيه وستعانيه وقت حصارها ودمارها،
وتكلم عن مجيئه الثانى والدينونة بالتفصيل،
بل وشرح الأحداث التى ستسبق المجيء الثانى بصورة تفصيلية دقيقة لا كمجرد نبوّات أو تنبؤات، كما يتصور البعض، وإنما باعتباره كلى العلم والمعرفة،
العالم بكل شئ الذى وصف كل ما سيحدث بقة مذهلة،
وذلك بناءً على معرفته السابقة وعلمه السابق وتدبيره للأحداث ..
وحتى عندما سأله تلاميذه عن ذلك سألوه بصيغة العالم بكل شئ والذى يعرف ما سيحدث بالتفصيل كمعرفة نابعة من ذاته
"قل لنا متى يكون هذا وما هى العلامة عندما يتم جميع هذا".
كان سؤال لصاحب الأمر، وكانت الإجابة من صاحب الأمر
كما نادى بالتوبة
وقام بأعمال رمزية
مثل دخوله الأنتصارى لأورشليم وتطهير الهيكل ولعن شجرة التين، هاجم العباد الشكلية مثل أنبياء العهد القديم ويوحنا المعمدان.
ولكن كان كلامه بسلطان إلهى
وكانت أعماله بسلطان إلهى نابع من ذاته كقوله "دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض"، "فبهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان"،
وكان يغفر الخطايا بسلطان إلهى نابع من ذاته،
"فتحيروا كلهم من كلامه حتى سألوا بعضهم بعضاً قائلين ما هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه"،
وأعطى تلاميذه ورسله "سلطاناً"
ليدوسوا "الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ"، بل وكان له "سلطاناً على كل جسد ليعطى حياة أبدية"، وهو جالس الآن "فى السماويات. فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة … وأخضع كل شئ تحت قديمه".
ولأن السيد المسيح ظهر فى الجسد
وصار من نسل إبراهيم وداود بحسب الجسد كقول القديس بولس بالروح "ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكلى إلهاً مباركاً إلى الأبد"،
هكذا تنبأ موسى النبى عن المسيح أنه سيكون نبياً مثله
"يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى … أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"، وقوله من وسطك يقصد من بنى إسرائيل، ومن أخوتك أى من سبط أخر غير سبط لاوى الذى منه موسى النبى
كان المسيح نبياً مثل
موسى بحسب الجسد ومن سبط يهوذا بحسب الجسد كقول الوحى الإلهى
"فأنه واضح أن ربنا طلع من سبط يهوذا الذى لم يتكلم عنه موسى شيئ من جهة الكهنوت"،
ووصف المسيح بـ "الأسد
الذى من سبط يهوذا أصل داود". كان المسيح أهل ومصدر إبراهيم وداود كقول الوحى
"أصل يسى"،
وقول المسيح
" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" و"أنا وأهل وذرية داود"،
ومع ذلك جاء من نسلهم بحسب الجسد. هكذا كان المسيح إله ورب موسى والفرق بينه وبين موسى كما يقول الكتاب هو الفرق بين صاحب البيت، المسيح، والخادم فى البيت،موسى. ومع ذلك فقد جاء المسيح نبياً مثل موسى ولكن حسب الجسد،
قال القديس بطرس فى عظتهُ فى الهيكل
"فأن موسى قال للآباء أن نبياً مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم … أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذى عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولاً إذ أقام الله فتاه (يسوع) يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره"،
وأشار إلى هذه النبؤة أيضا القديس استيفانوس.
حقاً لقد جاء المسيح من نسل إبراهيم وداود بالجسد كان نبياً مثل موسى بالجسد ولكنه هو نفسه الإله المبارك
"ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد".
ابونا عبد المسيح البسيط
هل كان نبياً؟
لابونا عبد المسيح البسيط
السيد المسيح هو
"صورة الله"، "صورة الله غير المنظور.. وصورة الله هو الله
"الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله"، "الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره"، أي بهاء مجد الله وصورة جوهره.
كلمة الله
الذى هو الله "ويدعى اسمه كلمة الله"،
"فى البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله"،
وقوة الله وحكمة الله "بالمسيح قوة الله وحكمة الله"،
"المسيح يسوع صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة"، "المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"،
وهو ابن الله الوحيد
الذى من ذات الله الآب وفى ذاته "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الأب هو خبر"، لذا قال "أنا والآب واحد"،
وأنه موجود سابقاً
قبل العالم والخليقة "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم … لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم"،
وهو الذى خلق العالم
"كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان. فيه كانت الحياة … كان العالم وكون به العالم"، "فإنه فيه خلق الكل ما فى السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق"، هو خالق الكل و"رب الكل"،
والذى يسجد له الكل
"لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض"، "وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله".
وهو الديان
الذى يدين الخليقة بالعدل ويجازى كل واحد بحسب أعماله "فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله"، "الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته".
وهو الجالس على العرش الإلهى فى السماء
"ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله"، "المسيح جالس عن يمين الله"، "جلس فى يمين العظمة فى الأعالى"، "جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات"، "جلس إلى الأبد عن يمين الله".
وباعتبار أن المسيح هو ابن الله وكلمة الله وصورة الله الذى هو الله خالق الكون ومدبره وديانه فهو
رب الكل وإله الكل وفوق الكل ولكنه فى ملء الزمان ظهر فى الجسد
"ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة"، و" الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً"، "الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وغذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعُ الله أيضا وأعطاهُ اسماً فوق كل أسم لكى تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب". جاء فى الجسد "يسوع المسيح … جاء فى الجسد"، ظهر فى الجسد "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"، وكان مجرباً "مثلنا فى كل شئ بلا خطية".
وبتجسد السيد المسيح ومجيئه إلى العالم وظهوره فى الجسد
أعلن عن ذات الله الآب وإرادته بصورة أكثر إيضاحاً من جميع الأنبياء لأنه تكلم فيما له وأعلن أن بتجسده ونزوله من السماء إلى العالم قد قدم بذاته الإعلان الأخير كقول الكتاب
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى أبنه الذى جعلهُ وارثاً لكل شئ الذى به أيضا عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى".
ولأن السيد المسيح جاء إلى العالم ظاهراً فى الجسد فقد أتخذ طبيعة الإنسان وصفاته
فدعى بـ "ابن الإنسان
الآتى من السماء والذى نزل من السماء الجالس عن يمين العظمة فى الأعالى والديان المسجود له من جميع الخلائق "ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض"، "أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء"، "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء"، "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً".
ومن ثم أتخذ ألقابا كثيرة
كان من ضمنها لقب النبى.
فلماذا لقب المسيح بالنبى؟
والإجابة ببساطة
لأنه جاء فى الجسد وأتخذ صورة العبد وظهر فى الهيئة كإنسان وعمل أعمالاً إلهية قديرة لا تحصى ولكنه أخفى لاهوته ولم يشر إلى لاهوته صراحة إلا فى مرات قليلة،
وإن كانت معظم أعماله وأقواله تؤكد حقيقة جوهره وكونه الإله المتجسد. لذلك أعتقد الناس أنه كان نبياً
"فقالت الجموع هذا يسوع النبى الذى من الناصرة"،
"فلما رأى الناس الآية التى صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبى الآتى إلى العالم"، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبى ..
آخرون قالوا هذا هو المسيح"،
فقد تحيرت الجموع فى أمره وتصور هيرودس أن يوحنا المعمدان قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. قال آخرون أنه إيليا. وقال آخرون أنه نبى (أو) كأحد الأنبياء"،
وحتى عندما سأل هو تلاميذه
"من يقول الناس أنى أنا. فأجابوا. يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون واحد من الأنبياء"،
ويقول الكتاب انه "كان عندهم مثل نبىّ"،
وقالت له المرأة السامرية
"يا سيد أرى أنك نبى"،
وكذلك قال عنه المولود أعمى بعد أن شفاه "أنه نبى"، وتصور تلميذا عمواس نفس الشيء "يسوع الناصرى الذى كان إنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول"،
أما المسيح نفسه
فلم يطلق على ذاته لقب "نبى" على الإطلاق إلا فى مجرد إشارتين عابرتين تعطيان معنى عام لا يخص المسيح وحده وذلك فى قوله "ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه وفى بيته"، وينبغى أن أسير اليوم وغداً وما يليه لأنهُ لا يمكن أن يهلك نبى خارجاً عن أورشليم".
ولكنه تكلم عن نفسه
باعتباره ابن الله الوحيد الذى من ذات الآب وفى ذاته "أنا والآب واحد"، "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير"، "أنا فى الآب والآب فى"،
وأكد على هذه الحقيقة جيداً عندما أجابه القديس بطرس على سؤاله
"من يقول الناس أنى أنا؟"
فأجاب بطرس
"أنت هو المسيح ابن الله الحى"
فمدحهُ قائلاً
"طوبى لك يا سمعان بن يونا. أن لحماً ودماً لم يُعلن لك لكن أبي الذى فى السموات"،
وقد تكرر فى العهد الجديد
لقب "ابن الله" و"الابن الأكبر" و"ابن الله الوحيد" و"الابن"
حوالى 87 مرة
منها 4 مرات مرتبطة بصفة "الوحيد".
وتكرر لقب "ابن الإنسان
" 83 مرة
ارتبطت معظمها بصفات المسيح الإلهية كالديان والجالس على العرش عن يمين العظمة فى السماوات والنازل من السماء والموجود فى السماء والعائد إلى السماء إلى حيث كان أولاً والآتى على سحاب المجد مع ملائكته ورب السبت والذى له السلطان على غفران الخطايا … الخ.
ومع ذلك
فقد مارس السيد المسيح عمل النبى ووظيفة النبوّة والتنبؤ،
وقام بكثير من الأعمال التى قام بها الأنبياء ولكن بسلطان إلهى نابع من كونه الإله المتجسد وكلمة الله الآتى من السماء، فلم يقل مثل الأنبياء "هكذا يقول / أو قال الرب"
وإنما أستخدم أقواله الإلهية،
فقد كرر عبارة "الحق أقول لكم" 62 مرة،
وعبارة "الحق الحق أقول لكم" 25 مرة،
وعبارة "وأنا أقول لكم" 6مرات،
وعبارة "وأمّا أنا فأقول لكم" 6مرات أيضا
وذلك فى المقارنة مع ما "قيل" فى شريعة موسى فى القديم. كان كلامه نابع من ذاته "أنا" وقوله هو الحق لأنه هو ذاته الحق.
وكان يرى رُؤى كقوله
"رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق"،
وكشف بالتفصيل عن ملكوت الله الوشيك الحدوث،
وشرح بالتفصيل دمار أورشليم والهيكل القادم،
بل وبكى على أورشليم لما كانت ستلاقيه وستعانيه وقت حصارها ودمارها،
وتكلم عن مجيئه الثانى والدينونة بالتفصيل،
بل وشرح الأحداث التى ستسبق المجيء الثانى بصورة تفصيلية دقيقة لا كمجرد نبوّات أو تنبؤات، كما يتصور البعض، وإنما باعتباره كلى العلم والمعرفة،
العالم بكل شئ الذى وصف كل ما سيحدث بقة مذهلة،
وذلك بناءً على معرفته السابقة وعلمه السابق وتدبيره للأحداث ..
وحتى عندما سأله تلاميذه عن ذلك سألوه بصيغة العالم بكل شئ والذى يعرف ما سيحدث بالتفصيل كمعرفة نابعة من ذاته
"قل لنا متى يكون هذا وما هى العلامة عندما يتم جميع هذا".
كان سؤال لصاحب الأمر، وكانت الإجابة من صاحب الأمر
كما نادى بالتوبة
وقام بأعمال رمزية
مثل دخوله الأنتصارى لأورشليم وتطهير الهيكل ولعن شجرة التين، هاجم العباد الشكلية مثل أنبياء العهد القديم ويوحنا المعمدان.
ولكن كان كلامه بسلطان إلهى
وكانت أعماله بسلطان إلهى نابع من ذاته كقوله "دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض"، "فبهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان"،
وكان يغفر الخطايا بسلطان إلهى نابع من ذاته،
"فتحيروا كلهم من كلامه حتى سألوا بعضهم بعضاً قائلين ما هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه"،
وأعطى تلاميذه ورسله "سلطاناً"
ليدوسوا "الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ"، بل وكان له "سلطاناً على كل جسد ليعطى حياة أبدية"، وهو جالس الآن "فى السماويات. فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة … وأخضع كل شئ تحت قديمه".
ولأن السيد المسيح ظهر فى الجسد
وصار من نسل إبراهيم وداود بحسب الجسد كقول القديس بولس بالروح "ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكلى إلهاً مباركاً إلى الأبد"،
هكذا تنبأ موسى النبى عن المسيح أنه سيكون نبياً مثله
"يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى … أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"، وقوله من وسطك يقصد من بنى إسرائيل، ومن أخوتك أى من سبط أخر غير سبط لاوى الذى منه موسى النبى
كان المسيح نبياً مثل
موسى بحسب الجسد ومن سبط يهوذا بحسب الجسد كقول الوحى الإلهى
"فأنه واضح أن ربنا طلع من سبط يهوذا الذى لم يتكلم عنه موسى شيئ من جهة الكهنوت"،
ووصف المسيح بـ "الأسد
الذى من سبط يهوذا أصل داود". كان المسيح أهل ومصدر إبراهيم وداود كقول الوحى
"أصل يسى"،
وقول المسيح
" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" و"أنا وأهل وذرية داود"،
ومع ذلك جاء من نسلهم بحسب الجسد. هكذا كان المسيح إله ورب موسى والفرق بينه وبين موسى كما يقول الكتاب هو الفرق بين صاحب البيت، المسيح، والخادم فى البيت،موسى. ومع ذلك فقد جاء المسيح نبياً مثل موسى ولكن حسب الجسد،
قال القديس بطرس فى عظتهُ فى الهيكل
"فأن موسى قال للآباء أن نبياً مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم … أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذى عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولاً إذ أقام الله فتاه (يسوع) يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره"،
وأشار إلى هذه النبؤة أيضا القديس استيفانوس.
حقاً لقد جاء المسيح من نسل إبراهيم وداود بالجسد كان نبياً مثل موسى بالجسد ولكنه هو نفسه الإله المبارك
"ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد".
ابونا عبد المسيح البسيط