هل جاء السيد المسيح لليهود فقط ، لخراف بيت إسرائيل الضالة ظ و بذلك
تكون ديانته قاصرة على اليهود و ليست للعالم أجمع ؟ و هل الديانة اليهودية
ايضاً قاصرة كذلك على اليهود ؟
: الديانة هى طريق الناس إلى الله 0 تعلمهم معرفة الله ووصاياه ، و طريقة
عبادتهم له ، و تشرح لهم علاقتهم به 0
لذلك كان لابد للديانة ، أية ديانة ، أن تكون للعالم أجمع 0 لأن الله للكل 0 و طريقه واحد للجميع
و هكذا كانت المسيحية 0 و هكذا ايضاً كانت
اليهودية قبلها 0 ففى اليهودية لم يكن الله لليهود فقط ، بل للعالم أجمع 0
و لكن الأمم – من غير اليهود – هم الذين لم يؤمنوا به ، بسبب إندماجهم فى
عبادتهم الوثنية و تعلقهم بآلهة أخرى 0
ولذلك فإن كل الذين اقبلوا إلى الله من الأمم ، فى العصر اليهودى ، لم يرفضهم الله بل قبلهم
و ليس أدل على هذا من قصة نينوى ، و هى مدينة أممية و ليست يهودية 0 و قد أرسل الله لها يونان النبى 0
و لما تابت نينوى وآمنت بمناداة يونان ،
قبل الله توبتها وإيمانها ، وقال ليونان ” أفلا أشفق أنا على نينوى
المدينة العظيمة ؟ ” ( يون 4 : 11 )
راحاب الأممية التى من أهل أريحا ، وراعوث الأممية التى من الموآبيين ، كلاهما قبلهما
الله ، وصارتا من جدات المسيح ( متى 1 ) 0
كذلك دخلت فى إيمان ملكة سبأ التى تزوجها
سليمان الحكيم ، و أنجب منها منيليك كما يقول التقليد الأثيوبى ، و المرأة
الكوشية التى تزوجها موسى النبى ( عدد 12 : 1 ) 0 كما دخل فى إيمان بحارة
السفينة التى ركبها يونان ( يون 1 : 16 ) 0 والأمثلة عديدة فى العهد
القديم عن قبول الأمم 0
أما فى العهد الجديد ، فواضح أن المسيحية كانت للعالم أجمع 0
فرسالة المسيح هى الخلاص 0 و الخلاص لكل
العالم 0 و لذلك قيل فى الإنجيل ” هكذا أحب الله العالم 00 لكى لا يهلك كل
من يؤمن به 0 بل تكون له الحياة الأبدية ” ( يو3 : 16 ) 0 ويوحنا المعمدان
لما رأى السيد المسيح قال ” هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ” (يو 1
: 29 ) 0 و هذا ما كرره القديس يوحنا الإنجيلى (1يو 2 : 2 ) 0
و يكفى فى فهم رسالة السيد المسيح ، قوله
لتلاميذه القديسين : إذهبوا إلى العالم أجمع 0 واكرزوا بالإنجيل للخليقة
كلها ( مر 16 : 16 ) ، و بقوله لهم ايضاً ” إذهبوا و تلمذوا جميع الأمم ،
وعمدوهم بأسم الآب و الإبن و الروح القدس ” ( متى28 : 19 ) ، قوله لهم
كذلك ” و تكونون لى شهوداً فى أورشليم و فى كل اليهودية و السامرة ، و إلى
أقصى الأرض ” ( أع 1 : 8 )
وقد أختار بولس الرسول ، ليحمل إسمه بين
الأمم ( غير اليهود ) ، و قال له ” ها أنا أرسلك بعيداً إلى الأمم ” ( أع
22 : 11 ) 0 و قال له ايضاً ” كما شهدت لى فى أورشليم ،
ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً ” ( أع 23 : 11 )0
و قال عن البشارة بالإنجيل ” و يكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ” ( متى 24 : 14 ) 0
و قد أمتدح الرب إيمان قائد المائة الأممى
، و قال ” لم أجد فى إسرائيل كله إيماناً مثل إيمان هذا الرجل ” ( متى 8 :
10 ) 0 و أمتدح إيمان المرأة الكنعانية بقوله لها ” عظيم هو إيمانك ” (
متى 15 : 28 ) 0 و ضرب السيد المسيح مثلاً فى العمل الطيب بالسامرى
الصالح وأظهر أنه كان أفضل من الكاهن واللاوى ( لو 10 : 30 – 37 )
و قال ” إن أرامل كثيرات كن فى إسرائيل فى
أيام إيليا 00 و لم يرسل إيليا إلى واحدة منهن إلا إلى أرملة صرفة صيدا” (
لو 4 : 25 ، 26 ) 0 و بنفس الوضع شفاء نعمان السريانى على يد أليشع ( لو 4
: 27 ) 0
و سمح الرب بإدخال كرنيليوس الأممى إلى الإيمان 0
بل افاض عليه هو و كل الذين معه موهبة
الروح القدس فتكلموا بألسنة ( أع 10 : 46 )0 و سمح الرب لفيلبس أن يعمد
الخصى الحبشى ( أع 8 : 28 – 38 )0 وإجتمع مجمع الآباء الرسل فى أورشليم ،
و تحدثوا عن قبول الأمميين فى الإيمان و طريقة معاملتهم ( أع 15 ) 0 و ما
كان ممكناً أن يقرروا شيئاً ضد مشيئة الرب 0
وسفر أعمال الرسل يسجل الكرازة الواسعة بين الأمم 0
و يكف نشر الرسل الإيمان فى آسيا الصغرى و
قبرص و اليونان وإيطاليا ، ووصلوا إلى أسبانيا ، و غير ذلك من البلاد غير
اليهودية 0 و هكذا انتشرت المسيحية فى بلاد العالم أجمع ، ووصلت إلينا نحن
و غيرنا 0
أما الكرازة لليهود ، فكانت مجرد مقدمة ، مجرد نقطة بدء ، على اعتبار أن عندهم الشريعة و الرموز و أقوال الأنبياء 0
ولكن لم تقل المسيحية مطلقاً ، أن الإيمان يقتصر على نقطة البدء هذه و لا يتعداها 00
و قد كرز المسيح أولاً وسط خراف بيت
إسرائيل الضالة ، وسط أولئك الذين كان لهم الآباء و الأنبياء و عندهم
الناموس فرفضوه ، وقال الكتاب :
أما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله 0
( يو1 : 12 ) 0 و عبارة ” كل الذين قبلوه
” لا تعنى اليهود فقط 0 و فى الإرسالية التدريبية الأولى ، أرسل السيد
المسيح تلاميذه لليهود فقط ، لا للأمم و لا للسامريين ، لأنهم ما كانوا
يحتملون ذلك فى بدء خدمتهم
كان الأمم يرفضونهم و يحتقرونهم ، و السامريون لا يتعاملون معهم 0
بل قد أغلقوا أبوابهم مرة فى وجه المسيح
نفسه ( لو 9 : 53 ) 0 و مثل هذا الرفض و هذه المعاملة العدائية من جانب
السامريين الأمم ، ما كانت تناسب الرسل المبتدئين فى الخدمة ، لئلا
يستصعبوا العمل و يفشلوا فيه
على أن السيد المسيح أعد لهم الطريق إلى خدمة السامرة0
فبشر المرأة السامرية ، أهل السامرة ، وقبلوه 0 و قال لتلاميذه ” أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه ” 0 ( يو 4 : 38 ) 0
و قال لهم ” لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا
قوة من الأعالى ” ” و لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم 0 و
حينئذ تكونون لى شهوداً فى أورشليم و كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى
الأرض ” ( أع 1 : 8 )
و نلاحظ هنا التدرج ، الذى أوصل كرازتهم إلى أقصى الأرض0 و الواضح أن قبول الأمم
( غير اليهود ) ان منذ ميلاد المسيح 0
رمز إليه إيمان المجوس به ، و تقديمهم هدايا ، قبول الرب لهم
تكون ديانته قاصرة على اليهود و ليست للعالم أجمع ؟ و هل الديانة اليهودية
ايضاً قاصرة كذلك على اليهود ؟
: الديانة هى طريق الناس إلى الله 0 تعلمهم معرفة الله ووصاياه ، و طريقة
عبادتهم له ، و تشرح لهم علاقتهم به 0
لذلك كان لابد للديانة ، أية ديانة ، أن تكون للعالم أجمع 0 لأن الله للكل 0 و طريقه واحد للجميع
و هكذا كانت المسيحية 0 و هكذا ايضاً كانت
اليهودية قبلها 0 ففى اليهودية لم يكن الله لليهود فقط ، بل للعالم أجمع 0
و لكن الأمم – من غير اليهود – هم الذين لم يؤمنوا به ، بسبب إندماجهم فى
عبادتهم الوثنية و تعلقهم بآلهة أخرى 0
ولذلك فإن كل الذين اقبلوا إلى الله من الأمم ، فى العصر اليهودى ، لم يرفضهم الله بل قبلهم
و ليس أدل على هذا من قصة نينوى ، و هى مدينة أممية و ليست يهودية 0 و قد أرسل الله لها يونان النبى 0
و لما تابت نينوى وآمنت بمناداة يونان ،
قبل الله توبتها وإيمانها ، وقال ليونان ” أفلا أشفق أنا على نينوى
المدينة العظيمة ؟ ” ( يون 4 : 11 )
راحاب الأممية التى من أهل أريحا ، وراعوث الأممية التى من الموآبيين ، كلاهما قبلهما
الله ، وصارتا من جدات المسيح ( متى 1 ) 0
كذلك دخلت فى إيمان ملكة سبأ التى تزوجها
سليمان الحكيم ، و أنجب منها منيليك كما يقول التقليد الأثيوبى ، و المرأة
الكوشية التى تزوجها موسى النبى ( عدد 12 : 1 ) 0 كما دخل فى إيمان بحارة
السفينة التى ركبها يونان ( يون 1 : 16 ) 0 والأمثلة عديدة فى العهد
القديم عن قبول الأمم 0
أما فى العهد الجديد ، فواضح أن المسيحية كانت للعالم أجمع 0
فرسالة المسيح هى الخلاص 0 و الخلاص لكل
العالم 0 و لذلك قيل فى الإنجيل ” هكذا أحب الله العالم 00 لكى لا يهلك كل
من يؤمن به 0 بل تكون له الحياة الأبدية ” ( يو3 : 16 ) 0 ويوحنا المعمدان
لما رأى السيد المسيح قال ” هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ” (يو 1
: 29 ) 0 و هذا ما كرره القديس يوحنا الإنجيلى (1يو 2 : 2 ) 0
و يكفى فى فهم رسالة السيد المسيح ، قوله
لتلاميذه القديسين : إذهبوا إلى العالم أجمع 0 واكرزوا بالإنجيل للخليقة
كلها ( مر 16 : 16 ) ، و بقوله لهم ايضاً ” إذهبوا و تلمذوا جميع الأمم ،
وعمدوهم بأسم الآب و الإبن و الروح القدس ” ( متى28 : 19 ) ، قوله لهم
كذلك ” و تكونون لى شهوداً فى أورشليم و فى كل اليهودية و السامرة ، و إلى
أقصى الأرض ” ( أع 1 : 8 )
وقد أختار بولس الرسول ، ليحمل إسمه بين
الأمم ( غير اليهود ) ، و قال له ” ها أنا أرسلك بعيداً إلى الأمم ” ( أع
22 : 11 ) 0 و قال له ايضاً ” كما شهدت لى فى أورشليم ،
ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً ” ( أع 23 : 11 )0
و قال عن البشارة بالإنجيل ” و يكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ” ( متى 24 : 14 ) 0
و قد أمتدح الرب إيمان قائد المائة الأممى
، و قال ” لم أجد فى إسرائيل كله إيماناً مثل إيمان هذا الرجل ” ( متى 8 :
10 ) 0 و أمتدح إيمان المرأة الكنعانية بقوله لها ” عظيم هو إيمانك ” (
متى 15 : 28 ) 0 و ضرب السيد المسيح مثلاً فى العمل الطيب بالسامرى
الصالح وأظهر أنه كان أفضل من الكاهن واللاوى ( لو 10 : 30 – 37 )
و قال ” إن أرامل كثيرات كن فى إسرائيل فى
أيام إيليا 00 و لم يرسل إيليا إلى واحدة منهن إلا إلى أرملة صرفة صيدا” (
لو 4 : 25 ، 26 ) 0 و بنفس الوضع شفاء نعمان السريانى على يد أليشع ( لو 4
: 27 ) 0
و سمح الرب بإدخال كرنيليوس الأممى إلى الإيمان 0
بل افاض عليه هو و كل الذين معه موهبة
الروح القدس فتكلموا بألسنة ( أع 10 : 46 )0 و سمح الرب لفيلبس أن يعمد
الخصى الحبشى ( أع 8 : 28 – 38 )0 وإجتمع مجمع الآباء الرسل فى أورشليم ،
و تحدثوا عن قبول الأمميين فى الإيمان و طريقة معاملتهم ( أع 15 ) 0 و ما
كان ممكناً أن يقرروا شيئاً ضد مشيئة الرب 0
وسفر أعمال الرسل يسجل الكرازة الواسعة بين الأمم 0
و يكف نشر الرسل الإيمان فى آسيا الصغرى و
قبرص و اليونان وإيطاليا ، ووصلوا إلى أسبانيا ، و غير ذلك من البلاد غير
اليهودية 0 و هكذا انتشرت المسيحية فى بلاد العالم أجمع ، ووصلت إلينا نحن
و غيرنا 0
أما الكرازة لليهود ، فكانت مجرد مقدمة ، مجرد نقطة بدء ، على اعتبار أن عندهم الشريعة و الرموز و أقوال الأنبياء 0
ولكن لم تقل المسيحية مطلقاً ، أن الإيمان يقتصر على نقطة البدء هذه و لا يتعداها 00
و قد كرز المسيح أولاً وسط خراف بيت
إسرائيل الضالة ، وسط أولئك الذين كان لهم الآباء و الأنبياء و عندهم
الناموس فرفضوه ، وقال الكتاب :
أما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله 0
( يو1 : 12 ) 0 و عبارة ” كل الذين قبلوه
” لا تعنى اليهود فقط 0 و فى الإرسالية التدريبية الأولى ، أرسل السيد
المسيح تلاميذه لليهود فقط ، لا للأمم و لا للسامريين ، لأنهم ما كانوا
يحتملون ذلك فى بدء خدمتهم
كان الأمم يرفضونهم و يحتقرونهم ، و السامريون لا يتعاملون معهم 0
بل قد أغلقوا أبوابهم مرة فى وجه المسيح
نفسه ( لو 9 : 53 ) 0 و مثل هذا الرفض و هذه المعاملة العدائية من جانب
السامريين الأمم ، ما كانت تناسب الرسل المبتدئين فى الخدمة ، لئلا
يستصعبوا العمل و يفشلوا فيه
على أن السيد المسيح أعد لهم الطريق إلى خدمة السامرة0
فبشر المرأة السامرية ، أهل السامرة ، وقبلوه 0 و قال لتلاميذه ” أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه ” 0 ( يو 4 : 38 ) 0
و قال لهم ” لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا
قوة من الأعالى ” ” و لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم 0 و
حينئذ تكونون لى شهوداً فى أورشليم و كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى
الأرض ” ( أع 1 : 8 )
و نلاحظ هنا التدرج ، الذى أوصل كرازتهم إلى أقصى الأرض0 و الواضح أن قبول الأمم
( غير اليهود ) ان منذ ميلاد المسيح 0
رمز إليه إيمان المجوس به ، و تقديمهم هدايا ، قبول الرب لهم