أراد المسيح أن يهدم في تلاميذه التعصُّب العنصري العرْقي، وان يلاشي
منهم التزُّمت المذهبي، وأن يقنعهم أن ملكوت الله ليس محصوراً في نسل إبراهيم ولا قاصراً عليهم.
كان المسيح مسافراً من اليهودية إلي الجليل، وكانت الطريق الأسهل والأقرب الموصلة بين اليهودية في الجنوب
وعاصمتها أورشليم، وبين الجليل وطن المسيح في الشمال، هي الطريق الغريبّة التي
تمرُّ في السامرة الفاصلة بين اليهودية والجليل، فاختارها المسيح لأنه: " كان ابدَّ له أن يجتاز السامرة".
وكان البُغض المتبادل بين اليهود والسامريين قد ازداد بسبب العلاقات الطبيعية التي تربطهما، لأن عداوة الأنسباء
أمرُّ العداوات. فكان اليهود يتنجسون من السامريين، باعتبار أنهم وثنيون، فلا يجالسونهم، ولا يكالمونهم، ولا يمّرون في بلادهم إلا مضطرين. وكانت المنازعات التخريبية بين
الشعبين كثيرة الوقوع حتى صار اسم "سامري" عند اليهود شتيمة يُعيرون به. و إذ ْ أراد المسيح أن ينزع هذا الروح من قلوب تلاميذه، ويلقي في طريقه بذاراً
روحياً بين الغرباء عن شعب إسرائيل، قرر أن يجتاز في السامرة، وسافر علي الطريق الرئيسية التي تمرُّ في مدينة شكيم(نابلس) في الوادي، بين جبليْ عيبال وجرزيم.
وكان علي الطريق العام في هذا الوادي وجنوبي هذه المدينة بئر يعقوب التي
اشتهرت بسبب ما حدث هناك عند مرور المسيح عليها، فانه وصل في رحلته إليها نحو الظهر وكان شهر ديسمبر (كانون الأول) علي مايُرجَّح. وإذ ْ كان متعَباً جلس علي
حافة البئر، بينما أرسل تلاميذه إلي سوخار ليبتاعوا طعاماً له ولهم. ونستنتج من هذا أن المسيح مع فقره وفقر رفقائه لم يعتمد علي الضيافات ولا علي الاستعطاء لأجل
المعيشة، بل اعتمد علي الشراء بالمال الذي كان يقدمه له مريدوه حباً وإكراماً. وكان يسلّم المالية لأحد تلاميذه.
وبينما كان ينتظر عودة تلاميذه، جاءت امرأة سامرية من المدينة المجاورة لتملأ جرتها من هذه البئر، إمَّا لأنها اعتبرت ماءها
مقدساً ففضّلته علي الماء الأقرب، أو لأنها مكروهة عند أهل بلدها بسبب صفاتها السيئة، ففضّلت الابتعاد عن الناس. ولا ريب أنها اشمأزّت لما رأت عند البئر
يهودياً، لا سيما وأن هيئته ولباسه يدلاّن علي أنه معلّم دين. وأمثاله هم المتطرفون في كره السامريين واحتقارهم.
كانت هناك فواصل مهمة بين المسيح وبين هذه المرأة تستدعي النظر:
1- هي امرأة سامرية، وهو معلم ديني يهودي. شعبها مزيج من اليهود والوثنين، وأشدُّ نزاعٍ في العالم
بين الشعوب هو النزاع الديني.
كان اليهود قد رفضوا اشتراك السامريين معهم عند ترميم الهيكل بعد رجوعهم من سبي بابل، وعاملوهم
بالخشونة. فانتقاماً منهم دنّس السامريون الهيكل بعظام الموتى، فاتسّع الخلاف بين الشعبين كثيراً، ورفض اليهود دخول السامريين هيكل أورشليم. فاختار السامريون
موقعاً لعبادتهم على قمة جبل جرزيم، قالوا أنه أقدس من هيكل أورشليم لأنه أقدم في التاريخ المقدس، واستندوا في قولهم علي آيات من التوراة، وزادوا على ذاك أن
إبراهيم أتى بإسحق إلى هذا الجبل ليقدمه ذبيحة للرب.
2- الفاصل الثاني أنها
امرأة، وهي تعلم كم يحتقر رجال اليهود، لا سيما معلّمو الدين بينهم، جنس النساء. إذ ْ كانوا يأنفون أن يكلّموا امرأة أمام أعين الناس، ولو كانت زوجة أو أختاً.
وكان من جملة صلاتهم شكر العزة الإلهية لأنهم وُلدوا ذكوراً لا إناثاً، فكم يكون احتقارهم لنساء السامريين خصومهم!
3-
الفاصل الثالث أنها امرأة ساقطة، فأي شيء يقدر أن يوفـّق
بين المعلم اليهودي الجليل المهوب الصالح، وهذه التعيسة التي قضت حياتها في الآثام ، ولا تزال مقيَّدة بها؟
بسبب هذه الفواصل الثلاثة يصحُّ القول إن السامرية اشمأزت لما رأت المسيح جالساً علي البئر التي قصدتها من مكانها
البعيد. ولم تتصور مطلقاً أن يكلّمها، كما وأنها لا تريد أن تكلمه. لكن المسيح ينظر إلي نفس السامري بذات المحبة التي ينظر بها إلى نفس اليهودي، لأنه هو خالق
ومخلّص وديّان الجميع. والسامري المتجدد لا تنقص فائدته في العالم عن فائدة اليهودي المتجدد، فلا فرق عند المسيح بين محب ومبغض، لأنه يرغب أن يُخلص نفوس
الجميع، ولذلك فهو لا يشارك اليهود في احتقار النساء، لأن احترام النساء من الفضائل المهمة ولأنه يولّد الفضيلة، فالرذيلة هي بنت احتقار النساء، إذ يؤدي هذا
الاحتقار إلي الفساد، إذاً فالمطلوب هو الدين في القلوب، والشريعة في العقول، والتهذيب في العادات.
لم يبال المسيح بهذه الفواصل، بل فتح الحديث مع السامرية بطلبه منها أن تسقيه.
والذي ساقه إلي هذا الطلب ليس عطشه إلي الماء، بل عطشه إلي تخليص هذه النفس الهالكة. وهذا الطلب من معلم يهودي فيه التنازل والإكرام
لها، كأنه يفتقر إلي ما تستطيع هي أن تعطيه، فأعطي بذلك نموذجاً في كيفية صيد النفوس. أما هي فأجابت بشيء من الخشونة، كما يُنتظر من امرأة نظيرها وقالت: "
كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟". عند ذلك غيرَّ لهجته ليُشعِرها بمقامه الحقيقي، وأنه ليس مفتقراً إليها، بل هي مفتقرة إليه، لأنه
يعطيها "عطية الله" إن طلبت منه. هذه العطية أشبه بالماء الحي (أي ماء النبع الجاري). ولما أظهرت مع التعجب عدم إدراك معناه، زاد علي قوله إن هذا الماء
يختلف عن الماء الذي تطلبه من بئر يعقوب، لأن الماء الحي يروي إرواءً أبدياً، وينبع إلي حياة أبدية. فكانت نتيجة هذا التشويق أنها طلبت من الذي قال لها أولاً
"اسقيني" أن يسقيها هو من هذا الماء العجيب.
من الشروط الأولي لخلاص النفس إيقاظ الضمير، ليشعر الخاطئ باحتياجه إلي مخلص ويقدم
توبة صادقة. لذلك نرى هذا الطبيب يجرحها تمهيداً للشفاء، وقد ظهرت مهارة الطبيب من كيفية الجرح الذي أجراه، لينقـّي الجسد الذي أفسده الداء، فطلب المسيح منها أن
تدعو زوجها، ولما اعترفت أن ليس لها زوج، كشف لها المسيح أنه يعرف سيرتها المعيبة الماضية، وحالتها الأليمة الحاضرة، فلم يكن لطفـُه ناتجاً عن جهله بحالتها
الفاسدة. وهذا مَثـَلٌ قدَّمه المسيح في كيفية صيد النفوس، وإن ْ كانت النفوس ُ لا ُتصاد غالباً بالهجوم المُرّ علي عيوبها. لكن إبليس عدوّ الأنفس سهران دائماً،
فلما رآها ابتدأت تستسلم لهذا المخلص لجأ إلي إحدى حيله الشهيرة، وقصد أن يليها بالجدال المذهبي القائم بين اليهود والسامريين في أمر مكان العبادة، فقادها إلي
الحُجَّة التي خدعت وتخدع الملايين، وهي تسلسل اليقين الديني من السلف إلي الخلف. وبموجب هذه الحجَة يكتفي الإنسان بما كان عليه أسلافه من أمر الدين. لكن الإيمان
تولّد في قلب السامرية بعد إيقاظ ضميرها. فرأت في هذا الغريب اليهودي نبياً، قالت له: " أري أنك نبي" وبهذا فتحت باباً جديداً للمسيح ليكشف لها حقائق الدين.
من على هذا المنبر- أي حافة بئرٍ في البرية- وأمام شخص واحد فقط، هو امرأة ذات تاريخ
قبيح، وهي نصف وثنية، ألقى المسيح عظة من أشهر عظاته، يعادل سمَُوها اختصارهَا، إذ ْ أعلن فيها أن القداسة ليست في المعابد وما فيها من الآنية المكرسة، بل في
القلوب. وإن بمجيئه قد زال الزمان الذي فيه تنحصر عبادة الله في أماكن خاصة يتوجَّب علي الناس أن يحجُّوا إليها من بعيد، ليقدموا فيها ذبائحهم وتقدماتهم، فان
الآلهة الوثنية الكاذبة مقـَّيدة في أماكن محددة لكن الإله الوحيد الحقيقي روح، يقبل الذين يسجدون له بالروح والحق، في أي مكان كان، ولا يقبل غير هؤلاء ولو سجدوا
في أقدس الأماكن، فقد جاء الزمان الذي تنبأ عنه ملاخي لما قال: "في كل مكان يُقرَّب لاسْمي بخور وتقدمة بخور وتقدمة طاهرة، لأن اسمي عظيم بين الأمم" (ملاخي 1: 11).
ومع أن هذا لا ينفي تخصيص أماكن العبادة، وتوقيرها اللائق، لأن هذا واجب ديني، لكنه ينفي
التطرف في نسبة القداسة إلي هذه الأماكن، وينفي العقائد الخرافية التي تجعل الناس يستمدُّون البركة من مصادر مادية نظير آثار القديسين، والمواد في أسرار الكنيسة،
وملامسة الأشخاص والأبنية الممتازة في الدين.
فلما جرد المسيح هذه القداسة الخصوصية الممتازة عن أورشليم، نفاها طبعاً عن كل مكان سواها، لأن دين الإله الذي هو روح لا يكون إلا
روحياً، فلا يتألف بالدرجة الأولي من فرائض خارجية بل عواطف داخلية.
أوضح المسيح للسامرية بهذا التصريح أن باب القبول عند الله مفتوح لكل من يسجد له بالروح والحق، وهذا القبول يتناول المرفوضين من
هيكل أورشليم، لأنهم ليسوا يهوداً. والذين كانت سيرتهم الماضية معيبة. فالتغيير الذي حصل في قلبها جعلها تشتهي مجيء المسيح ليخبر بكل ما يقتضي أن يعرفه الناس من
أمر الدين. فلما فتحت قلبها لنور الحق، زادها الله نوراً في الحال، وشرّفها بإعلان لم يمنحه للرؤساء، ولا لنيقوديموس الموالي له ولا لرفقائه التلاميذ. وبناءً علي
طلبها قال لها: " أنا الذي أكلمك هو". ولم يقل يسوعُ قبْلَ الآن لأحد إنه المسيح. أما لهذه السامرية فيحقق أنه المسيح، لأنها اعترفت أنه نبي، والنبي
الحقيقي لا يكون إلا صادقاً.
27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟ 28فَتَرَكَتِ
الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.
31وَفِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ سَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ: «يَا مُعَلِّمُ، كُلْ». 32فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَقَالَ
التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟». 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. 35أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ
أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. 36 وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ،
لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً. 37لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ لْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. 38أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ».
39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
40فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. 41فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كلاَمِهِ.
42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: «إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ».
(يوحنا: 27-42)
لم يكن أحد من تلاميذ المسيح حاضراً أثناء المحاورة بينه وبين السامرية، فلابد أن يكون البشير يوحنا قد سمع
بالخبر إما من المسيح أو من المرأة. ولكنه يخبر عن تعجبه وتعجب رفقائه لما عادوا من سوخار بالطعام الذي مضوا ليبتاعوه. تعجبوا لأنهم رأوا معلمهم يحادث امرأة غريبة
سامرية حديثاً جدياً. ورأوا انفعالها الشديد لما تركت جرتها وأسرعت إلي المدينة كأنه لغرض مهم جداً. فلا نستغرب تعجَّب التلاميذ بل نمدحهم لأنهم حافظوا علي
اللياقة والاحترام، ولم يقل أحدهم: " ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها؟". ولما بسطوا الطعام الذي أتوا به، ولم يُقدِْم المسيح عليه كما انتظروا، قالوا له:
" يا معلم كُلْ " . وكما تعجبوا من حَديثه مع المرأة، تعجبوا أيضاً لأنه لم يأكل، وزاد عجبهم عند جوابه: "لي طعام لآكل لستم تعرفونه انتم".
كلم المسيح نيقوديموس عن الحياة الجديدة بالولادة من فوق فلم يفهم. وكلم السامرية عن الماء الحي المحيى فلم
تفهم. والآن كلم تلاميذه عن الطعام الخفي المشبع فلم يفهموا، بل سألوا بعضهم بعضاً: "ألعل أحداً أتاه بطعام في غيابهم؟ هل هذه السامرية؟". فأسرع المسيح
يزيل حيرتهم، وأفهمهم أنه لا يشبع من الخبز البائد بل من عمل مشيئة الآب الذي أرسله
***
ومن شدة ابتهاج السامرية بأنها قد رأت المسيح وسمعت كلامه وآمنت به، تركت جرتها عند البئر، وأسرعت إلي
سوخار لتبشـّر مواطنيها. ولكن من يبالي بكلام امرأة ساقطة مثلها؟ هل يمكن أن يظهر المسيحُ ذاته لمثلها أولاً؟ ومع ذلك نري فعلاً أن لكلامها تأثيراً، نستنتج منه أن
التغيير في قلبها ظهر في تغيير هيئتها ولهجتها وحركاتها، فاحترموا شهادتها لما قالت لأهل المدينة: " هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو
المسيح؟" فهي تطلب منهم أن يحكموا في الأمر بعد أن يروه ويسمعوه. لقد أدّت شهادتها وتركت النتيجة لأفكار السامعين وضمائرهم. وبذلك قدمت نموذجاً مفيداً في
الإرشاد الديني.
أثـّر كلام المرأة في أهالي سوخار فخرجوا من المدينة وأتوا إليه. وبينما هم قادمون رآهم المسيح عن بُعْد،
فخاطب تلاميذه بكلام آخر مجازي. قال إنه يرى الحقول قد ابيضّت للحصاد، مع أنه كان باقياً للحصاد المألوف أربعة أشهر. وقصد بقوله هذا السامريين القادمين المستِّعدين
لقبول بشارة الخلاص، فهم تلك الحقول المبيضة. فرح بهم لأنهم باكورة الحصاد الأكبر الذي بين الأمم، ولأنهم أتوا لا بجاذبية معجزات الشفاء، ولا لمنافع أخرى سطحية أو
زمنية، بل لكي يروا المسيح ويسمعوا تعاليمه، ولأنهم ثمر تعبه في هداية المرأة الخاطئة التي أتى بها إلي الخلاص بالتوبة والإيمان.
" فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة". وآمن به عدد أكثر جداً بسبب كلامه بعد حضورهم إليه، فسألوه أن يمكث
عندهم. فصحَّ بذلك قول النبي: " أصغيُت إلي الذين لم يسألوا. وُجدْتُ من الذين لم يطلبوني. قلت هأنذا لاُمَّةٍ لم تسمِّ باسمي" (اشعياء 65: 1) فخالف
المسيح تقاليد أمته واضطر تلاميذه أن يفعلوا مثل ما فعل، ومكث عند أهل السامرة يومين. وكان هذا الحصاد مقدمة لحصاد آخر عظيم في تلك البلاد في زمان الرسل.
ص 40-47].
امتحان
اختار الإجابة الصحيحة:
1- رغم أن الطريق الصعب
والأبعد هو الذي يمر بالسامرة، عند السفر من إقليم اليهودية إلي إقليم الجليل، إلا أن المسيح اختار أن يمر خلاله.
أ- صح. ب- خطأ.
2- لم يعتمد المسيح- مع فقره
وفقر تلاميذه- علي الضيافات أو الاستعطاء لأجل المعيشة، بل اعتمد علي الشراء بالمال الذي كان يقدمه له أحبائه.
أ- صح. ب- خطأ.
3- كان اليهود ولا سيما رؤساء الدين يحتقرون جنس النساء.
أ- صح. ب- خطأ.
4- يعتبر طلب المسيح من المرأة السامرية أن تعطيه ليشرب، تنازلاً منه وإكراماً لها، لكونه معلماً يهودياً.
أ- صح. ب- خطأ.
5- عندما سأل المسيح المرأة السامرية عن زوجها، كان يقصد إيقاظ ضميرها، حتى تشعر بحاجاتها إلي مخلص وتقدم توبة صادقة.
أ- صح. ب- خطأ.
6- في حديث المسيح مع السامرية، لم ينفي المسيح ضرورة تخصيص أماكن للعبادة، بل نفي التطرف في نسبة القداسة لهذه الأماكن.
أ- صح. ب- خطأ.
7- أول مرة يصرح فيها الرب يسوع بأنه المسيح، هو في مقابلته مع المرأة السامرية.
أ- صح. ب- خطأ.
8- من أسباب الخلاف بين اليهود والسامريين:
أ- رفض اليهود دخول السامريين هيكل أورشليم.
ب- كون السامريون خليط من الوثنيين واليهود.
ج- اختيار قمة جبل جرزيم كموقع للعبادة من قِبل السامريين.
د- جميع ما سبق.
9- كان مصدر تعجب التلاميذ عندما رجعوا بالطعام:
أ- المسيح يتكلم مع امرأة سامرية.
ب- لم يأكل من الطعام الذي احضروه.
ج- انفعال المرأة وإسراعها إلي المدينة.
10- عندما تكلم المسيح عن الحصاد، كان يقصد:
أ- السامريين.
ب- اليهود.
ج- الأمم.
د- العالم كله.
مفتاح الحل:
1- ب
2- أ
3- أ
4- أ
5- أ
6- أ
7- أ
8- د
9- د
10- أ
]