نقل الاعضاء
وهل في نقل الأعضاء عبث بالأجساد ، وعدم كرامة لها ؟
وهل أنه ليس من حق الإنسان أن يتبرع بجزء من جسده لأنه لا يملك هذا الجسد ؟
المسيحية لا تمنع نقل عضو من جسد حي او جسد ميت
إن الكتاب المقدس - بعهديه القديم و الجديد - لم يأمر ولم ينه بخصوص نقل الأعضاء . لأن هذا
الموضوع لم يكن وارداً وقتذاك .
ولكن روح الكتاب تدعو إلي العطاء و البذل ، وإلي انقاذاً الآخرين ، و الحرص علي حياتهم بقدر
الإمكان ، ومن تعليم الكتاب المقدس ، يجوز نقل عضو من جسد إنسان حي ، أو من جسد ميت ،
لمنفعة إنسان آخر .
ولا تري المسيحية في ذلك عبثاً بجسد المعطي ، أو إتلافاً له ، أو تمثيلاً به ، أو خدشاً لكرامته .
فإتلاف الجسد يكون بالخطيئة ، وبالعادات الرديئة ، وبإهمال القواعد الصحية ، أو بالانتحار ، أو ما
شابه ذلك .
أما فقد عضو من أجل عمل نبيل ، كالدفاع عن الوطن … او منح عضو لأجل انقاذ إنسان في عملية
جراحية ، فهو نوع من التضحية و البذل ، يرفع من كرامة الإنسان ، وليس هو ضد الدين في شئ …
وهذا ما فعله الشهداء ، سواء في ذلك شهداء الوطن أو شهداء الدين . كانوا يعرضون حياتهم للموت ، ويعرضون أجسادهم للقطع أو التشويه . ونحن نكرم الشهداء الذين تقطعت أعضاؤهم وتشوهت أجسادهم ونكرمهم … ونري أنهم بفقد أعضائهم قد زادوا كرامة عند الله و الناس .
ولا نسمي ذلك تشويهاً لأجسادهم ، بل كرامة لها . يماثل ذلك بدرجة معينة ، بذل الأعضاء من أجل انقاذ حياة الناس ، أو بذلها - بعد الموت ، لمنفعة الطب و العلم بصفة عامة .
إذن التبرع بعضو من الجسد ، ليس ضد كرامة الجسد ليست في شكله ، وإنما في بذله . وهذا البذل يدعو إليه الإنجيل ، إذ يقول السيد المسيح " ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن
احبائه "( يو 15: 13) .
فإن كان الإنجيل يدعو إلي بذل النفس كلها لأجل الغير ، فبالأولي بذل عضو احد من أعضاء الجسد .
واهتماماً بأجسادنا ، لكي تكون أداة لخدمة الروح ، وتزاملها في رحلة الحياة ، ليس معني ذلك أن
تسودنا الأنانية في حفظ هذه الأجساد !! بل علي العكس ، في تبرعنا بجزء من الجسد ، تسمو الروح
بالأكثر . وقد ورد في الكتاب المقدس " المحبة لا تطلب ما لنفسها " ( 1 كو 13: 5) .
كما قال بولس الرسول لأهل غلاطية :
" لأني أشهد انه لو أمكن لقلعتم عيونكم أعطيتموني " ( غل 4: 15 )
غير أن مثل تلك العملية لم تكن ممكنه منذ عشرين قرناً . نرجو أن يساعد العلم علي |إتمامها ،
وتساعد المحبة علي تنفيذها وهكذا يمكننا ان نقول :
أيهما افضل ان يعيش إنسان واحد بكليتين ، او ان يهب إحداهما لغيره ، فيعيش بهما إثنان ؟ وبالتضحية
و بالحب يساعد إنسان علي حياة غيره وعلي إنقاذه من الموت ومن عذاب المرضي …
ونفس الكلام يقال بنسبة ما : في نقل الدم ، وفي نقل أي عضو من إنسان غيره وفي الإنسان ذاته ،
نلاحظ أنه في بعض الأحيان تنقل أعضاء منه وإليه ، في بعض العمليات : كنقل شريان ، و جلد أو
عصب أو نسيج ، دون أن يحتج أحد أو يناقش الفكرة …
أما عن الإنسان الميت ، فنقل عضو منه لا يضره في شئ ، بينما يكون قد أنقذ غيره
والإنسان الذي لايشاء نفع بعضو من أعضائه بعد موته ، أتراه يستطيع أن يمنع الدود عن أكل جسده
الميت ؟! أو تراه يستطيع أن يمنع العفن أو التحلل عن هذا الجسد بعد موته ؟!
وأين في هذا التحلل ما يقال عن كرامة الجسد ، وعدم العبث به ؟! وفي الكتاب المقدس قيل للأنسان
منذ البدء " تعود إلي الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلي التراب تعود "( تك 3: 19) . وقيل
عنه أيضاً " يرجع التراب إلي الأرض كما كان ، وترجع الروح إلي الله معطيها " ( جا 12: 7) .
ومادام الجسد سيعود إلي التراب بعد الموت ، إذن ليس ضد كرامة عضو منه أو يلصق بجسد آخر ،
وتكون له استمرارية حياة !! لاخوف علي الجسد الميت ، مهما آخذت أعضاؤه ، لأننا جميعاً نؤمن
بقيامة الأجساد بعد الموت …
إنني أؤيد فكرة إنشاء بنك لأعضاء الإنسان ، وليس الدين ضد هذه الفكرة في شئ .
الدين يأمر بعمل الخير . وما أجمل أن يعمل الإنسان الخير في حياته ، متبرعاً بعضو لا يفقده الحية .
كما يعمل الخير أيضاً بعد مماته ، بتبرعه ( عن طريق وصية مكتوبة أو شفاهية ) ببعض أعضائه
لانقاذ غيره أو لفائدة العلم . والغير يرد هذا الجميل ، بأن يوصي بأعضاء منه بعد موته لإنقاذ آخرين …
وهكذا تدور عجلة الخير ، بيد الأحياء و الأموات علي السواء .
وينال كل منهم أجراً من الله علي ما قدمه للغير من خير …
أما عن القول بأن أجسادنا ليست ملكاً لنا ، حتى نهبها لغيرنا …! فنرد عليه بأن أنفسنا أيضاً ملكنا ،
ومع ذلك نحن نضحي بأنفسنا لأجل الآخرين ظن بدافع من الحب ، وبأمر من الدين … وتكون تلك لنا
فضيلة .. فمن باب أولي نضحي بعضو من الجسد ، أو بجزء من عضو ..
نقول إن أنفسنا ليست ملكاً لنا ، إن كنا نضيعها بالانتحار مثلاً … ونقول أيضاً إن أجسادنا ليست ملكاً
لنا ، ان كنا نضيعها بالمخدرات مثلاً … أما بذل الجسد والنفس في مجال الخير ونفع الآخرين ، فهو
أمر يباركه الدين ، ويوصي به الله تبارك إسمه .
سنوات مع أسئلة الناس
لقــداسـة الـبـابـا شنوده
---------------------------
هل يجوز نقل عضو من جسد إنسان إلي آخر سواء كان حياً أو ميتاً؟
[size=16]لقــداسـة الـبـابـا شنوده
---------------------------
هل يجوز نقل عضو من جسد إنسان إلي آخر سواء كان حياً أو ميتاً؟
وهل في نقل الأعضاء عبث بالأجساد ، وعدم كرامة لها ؟
وهل أنه ليس من حق الإنسان أن يتبرع بجزء من جسده لأنه لا يملك هذا الجسد ؟
المسيحية لا تمنع نقل عضو من جسد حي او جسد ميت
إن الكتاب المقدس - بعهديه القديم و الجديد - لم يأمر ولم ينه بخصوص نقل الأعضاء . لأن هذا
الموضوع لم يكن وارداً وقتذاك .
ولكن روح الكتاب تدعو إلي العطاء و البذل ، وإلي انقاذاً الآخرين ، و الحرص علي حياتهم بقدر
الإمكان ، ومن تعليم الكتاب المقدس ، يجوز نقل عضو من جسد إنسان حي ، أو من جسد ميت ،
لمنفعة إنسان آخر .
ولا تري المسيحية في ذلك عبثاً بجسد المعطي ، أو إتلافاً له ، أو تمثيلاً به ، أو خدشاً لكرامته .
فإتلاف الجسد يكون بالخطيئة ، وبالعادات الرديئة ، وبإهمال القواعد الصحية ، أو بالانتحار ، أو ما
شابه ذلك .
أما فقد عضو من أجل عمل نبيل ، كالدفاع عن الوطن … او منح عضو لأجل انقاذ إنسان في عملية
جراحية ، فهو نوع من التضحية و البذل ، يرفع من كرامة الإنسان ، وليس هو ضد الدين في شئ …
وهذا ما فعله الشهداء ، سواء في ذلك شهداء الوطن أو شهداء الدين . كانوا يعرضون حياتهم للموت ، ويعرضون أجسادهم للقطع أو التشويه . ونحن نكرم الشهداء الذين تقطعت أعضاؤهم وتشوهت أجسادهم ونكرمهم … ونري أنهم بفقد أعضائهم قد زادوا كرامة عند الله و الناس .
ولا نسمي ذلك تشويهاً لأجسادهم ، بل كرامة لها . يماثل ذلك بدرجة معينة ، بذل الأعضاء من أجل انقاذ حياة الناس ، أو بذلها - بعد الموت ، لمنفعة الطب و العلم بصفة عامة .
إذن التبرع بعضو من الجسد ، ليس ضد كرامة الجسد ليست في شكله ، وإنما في بذله . وهذا البذل يدعو إليه الإنجيل ، إذ يقول السيد المسيح " ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن
احبائه "( يو 15: 13) .
فإن كان الإنجيل يدعو إلي بذل النفس كلها لأجل الغير ، فبالأولي بذل عضو احد من أعضاء الجسد .
واهتماماً بأجسادنا ، لكي تكون أداة لخدمة الروح ، وتزاملها في رحلة الحياة ، ليس معني ذلك أن
تسودنا الأنانية في حفظ هذه الأجساد !! بل علي العكس ، في تبرعنا بجزء من الجسد ، تسمو الروح
بالأكثر . وقد ورد في الكتاب المقدس " المحبة لا تطلب ما لنفسها " ( 1 كو 13: 5) .
كما قال بولس الرسول لأهل غلاطية :
" لأني أشهد انه لو أمكن لقلعتم عيونكم أعطيتموني " ( غل 4: 15 )
غير أن مثل تلك العملية لم تكن ممكنه منذ عشرين قرناً . نرجو أن يساعد العلم علي |إتمامها ،
وتساعد المحبة علي تنفيذها وهكذا يمكننا ان نقول :
أيهما افضل ان يعيش إنسان واحد بكليتين ، او ان يهب إحداهما لغيره ، فيعيش بهما إثنان ؟ وبالتضحية
و بالحب يساعد إنسان علي حياة غيره وعلي إنقاذه من الموت ومن عذاب المرضي …
ونفس الكلام يقال بنسبة ما : في نقل الدم ، وفي نقل أي عضو من إنسان غيره وفي الإنسان ذاته ،
نلاحظ أنه في بعض الأحيان تنقل أعضاء منه وإليه ، في بعض العمليات : كنقل شريان ، و جلد أو
عصب أو نسيج ، دون أن يحتج أحد أو يناقش الفكرة …
أما عن الإنسان الميت ، فنقل عضو منه لا يضره في شئ ، بينما يكون قد أنقذ غيره
والإنسان الذي لايشاء نفع بعضو من أعضائه بعد موته ، أتراه يستطيع أن يمنع الدود عن أكل جسده
الميت ؟! أو تراه يستطيع أن يمنع العفن أو التحلل عن هذا الجسد بعد موته ؟!
وأين في هذا التحلل ما يقال عن كرامة الجسد ، وعدم العبث به ؟! وفي الكتاب المقدس قيل للأنسان
منذ البدء " تعود إلي الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلي التراب تعود "( تك 3: 19) . وقيل
عنه أيضاً " يرجع التراب إلي الأرض كما كان ، وترجع الروح إلي الله معطيها " ( جا 12: 7) .
ومادام الجسد سيعود إلي التراب بعد الموت ، إذن ليس ضد كرامة عضو منه أو يلصق بجسد آخر ،
وتكون له استمرارية حياة !! لاخوف علي الجسد الميت ، مهما آخذت أعضاؤه ، لأننا جميعاً نؤمن
بقيامة الأجساد بعد الموت …
إنني أؤيد فكرة إنشاء بنك لأعضاء الإنسان ، وليس الدين ضد هذه الفكرة في شئ .
الدين يأمر بعمل الخير . وما أجمل أن يعمل الإنسان الخير في حياته ، متبرعاً بعضو لا يفقده الحية .
كما يعمل الخير أيضاً بعد مماته ، بتبرعه ( عن طريق وصية مكتوبة أو شفاهية ) ببعض أعضائه
لانقاذ غيره أو لفائدة العلم . والغير يرد هذا الجميل ، بأن يوصي بأعضاء منه بعد موته لإنقاذ آخرين …
وهكذا تدور عجلة الخير ، بيد الأحياء و الأموات علي السواء .
وينال كل منهم أجراً من الله علي ما قدمه للغير من خير …
أما عن القول بأن أجسادنا ليست ملكاً لنا ، حتى نهبها لغيرنا …! فنرد عليه بأن أنفسنا أيضاً ملكنا ،
ومع ذلك نحن نضحي بأنفسنا لأجل الآخرين ظن بدافع من الحب ، وبأمر من الدين … وتكون تلك لنا
فضيلة .. فمن باب أولي نضحي بعضو من الجسد ، أو بجزء من عضو ..
نقول إن أنفسنا ليست ملكاً لنا ، إن كنا نضيعها بالانتحار مثلاً … ونقول أيضاً إن أجسادنا ليست ملكاً
لنا ، ان كنا نضيعها بالمخدرات مثلاً … أما بذل الجسد والنفس في مجال الخير ونفع الآخرين ، فهو
أمر يباركه الدين ، ويوصي به الله تبارك إسمه .