انتبهوا أيها السادة.. فلم يعد هناك
ما هو أخطر علي وحدتنا الوطنية, من فضائيات تنفخ في النار, وتشيع روح
التعصب, والحقد, والكراهية, وتشعل الفتنة, وتغذي الطائفية الدينية
ليل نهار!.
فمن الظلم بل من الجهل أيضا أن يتعامل
البعض ممن امتلأت صدورهم بالغل والتعصب مع حوادث فردية كاغتصاب أو اعتداء
علي انها ظاهرة عامة تنذر بالخطر, في حين ان مثل هذه الجرائم تقع في أي
مجتمع, وبين طوائف الدين الواحد, أو الأديان المختلفة.
ومن الإنصاف, أن نعترف أيضا بأن ما حدث في نجع حمادي لايعدو كونه حادثا
فرديا يتحمله مرتكبوه, ولا يعكس حالة من العداء كما يروج المتعصبون.
ولكن الذي حدث أن بعض الفضائيات مازالت تنفخ في النار وتشعل الفتنة,و
وتوقظ أمورا لا تخطر علي بال أحد, فساهمت بقدر كبير في ترسيخ العداء بين
الأديان, وبث روح الفرقة بين أبناء الوطن الواحد, فهي تروج مرة لدعاوي
زائفة مثل الاضطهاد الديني, وتركز في مرة أخري علي قضايا شائكة بزعم أن
الإعلام حر فيما يطرح من قضايا. ومع أن المشهد الإعلامي يضم قنوات
متوازنة تهتم بنشر الوعي الديني الإسلامي أو المسيحي إلا أن قنوات أخري
صارت مهمتها إثارة الفتنة, وإشعال نيران الخلافات في مجتمع لا يفرق بين
مسلم ومسيحي, ويمنح الكل نفس الحقوق, ويفرض عليه نفس الواجبات.
علي القمر الصناعي الأوروبي, يأتينا سيل من البرامج المسيحية التي صار
بعضها مهتما بالتشكيك, والتحريض المباشر علي الكراهية.. والمشهد
الفضائي يحتوي علي قنوات دينية متشددة.
الحرية المسئولة
ما يحدث الآن علي الفضائيات من إساءة للأديان, ومن نشر لدعوات
التشكيك, ومن بث للعداء والكراهية, أمور يعتبرها الدكتور عدلي رضا
أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة بمثابة
كارثة تعكس سوء فهم أصحاب المحطات الفضائية, والقائمين عليها لمهمة
الفضائيات التي يجب أن تكون منبرا للتوعية والتثقيف الديني, والضمير
المهني يجب ان يكون حاضرا, وإن كنت ضد تقييد الحريات, لكني أؤيد
الحرية المسئولة, والمسئولية المجتمعية يجب ان تكون في ضمير
الإعلاميين, ومقدمي البرامج, ومعديها, وضيوف البرامج.
وتأتي خطورة فضائيات الفتنة الطائفية من أن من يتعرضون لها, ويتابعون
برامجها ليس لديهم الوعي الكافي, لا سيما أن نسبة كبيرة منهم لاتستطيع
ان تفرز الغث من السمين, كما أن كثيرا من المشاهدين أميون.
مزيد من التسامح
ومهمة القنوات يجب الا تكون إثارة الفتن, وبث الفكر المتطرف, فقد
تربينا جميعا علي مبدأ أن الدين لله والوطن للجميع وعلاقات المسلمين
والمسيحيين طيبة علي مر التاريخ, يغلفها الحب والمودة, والاحترام
المتبادل, بعكس ما تروج له الفضائيات المأجورة علي الفتنة, وعلي بث
الخلافات, مع انها يجب ان تقدم مزيدا من الوعي والتسامح, وشرح
الأديان, وتعميق قيم احترام الاخر.
نحن ـ كما يقول الدكتور عدلي رضا ـ أمام خطر جديد يجب ان نستعد له بدءا من
التنشئة الأسرية, ومؤسسات التعليم, لكي نخلق جيلا من المشاهدين قادرا
علي تصنيف وتقييم البرامج, فيكون باستطاعته انتقاء الجيد من البرامج,
والابتعاد عن السيئ منها, ويجب التركيز علي بناء العقل, وتحقيق
التوازن في مضمون الرسالة الإعلامية ونوعها.
المتاجرة بالدين
الفضائيات في رأي أمين بسيوني الخبير الإعلامي ورئيس اللجنة الدائمة
للإعلام في جامعة الدول العربية خلقت حالة من الاحتقان, والمتاجرة
بالدين هدفها سياسي في النهاية, وأهلا بالفضائيات إذا كانت تهدف الي
تعميق التدين, ونرفضها إذا كانت تهدف إلي إثارة الفتن,
وأضاف بسيوني.. مبادئ الوثيقة كانت مثار خلاف بين الوفود الرسمية التي
ناقشتها في الجامعة العربية, وعندما اتفقوا قرروا الموافقة عليها من حيث
المبدأ, وتم تكليف اللجنة الدائمة باستكمال مهمتها في اختيار الآليات
المناسبة لتفعيل هذه المبادئ, لكن هذه المبادئ تظل في النهاية بمثابة
ميثاق شرف كميثاق الشرف الإعلامي العربي المعتمد في عام1994, وجميعها
تضع مبادئ لتكون المهنة محترمة, وهناك الإدارة العامة للاستماع
والمشاهدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون, ومهمتها رصد مخالفات البرامج
لرفعها الي الجهات المعنية.
وتبقي المشكلة في الأقمار الصناعية التي صارت خارج الرقابة, فإذا تم رفض
الترخيص لبث قناة فضائية عبر النايل سات مثلا تلجأ القناة للبث من قمر آخر
يغطي المنطقة العربية, فهناك أكثر من5 أو6 أقمار تغطي منطقتنا,
والفضاء يسمح للجميع الهادف والمثير للفتن علي حد سواء, لكن أمين بسيوني
يؤكد انه لاتوجد دولة عربية تتاجر بقنواتها لإذكاء الفتنة بين الأديان,
لكن المشكلة تكمن في ان المواثيق لدي الآخرين تقول إنهم لا يتدخلون في
الحريات الدينية, ولذلك علينا أن نبدأ بالحوار مع الدول صاحبة الأقمار
الأخري, وان تقر البرلمانات العربية تشريعات وقواعد قانونية تتفق عليها
لتكون أساسا نبني عليه في تعميق الممارسة الإعلامية الفضائية واحترام
الآخر, ومنع ما يسيء إلي الأديان المختلفة.
أين الضمير المهني؟
تتفق معه الدكتورة مني الحديدي استاذ الإعلام بجامعة القاهرة, حيث تري
ان التحريض علي الآخر مرفوض, لأنه لا يتفق مع حقوق الإنسان, ولا مع
تغيرات العصر, وتزداد المشكلة تعقيدا حينما يكون التعصب فكريا أو متخفيا
تحت ستار الدين, وهذه القنوات تستعين بأشخاص بعضهم ليس لديه من العلم ما
يكفي, وهم جهلاء بصحيح الأديان, وتعاليمها فيروجوا لأفكار من يدفع
لهم, في المقابل لابد ان تتصدي القنوات المسئولة لمثل هذه الممارسات
فتقدم إعلاما وقائيا, لا دفاعيا, وعليها أن تنشر الوعي الديني بين
الناس, كما أنه لابد من زيادة جرعة القيم في ساعات البث, وتنشئة الناس
علي احترام القيم الإنسانية والعقائدية لكافة الأديان, حتي لا يصبح
المشاهد فريسة لفضائيات الفتنة.
ومن المفترض ان تتفق رسالة الفضائيات والكلام هنا للدكتور عاطف العبد وكيل
كلية الإعلام للدراسات العليا والبحوث مع جوهر الأديان التي تدعو جميعا
إلي المحبة والسلام والتآخي ومن الملاحظ ان بعض الفضائيات تسعي الي تأجيج
الصراع بين الأديان, وبث الفتنة والتعصب الديني, وشحذ النفوس مما
يجعلها مستعدة للانفجار مع أبسط عارض يحدث, وهذه الأمور تتنافي مع رسالة
الإعلام التي يجب ان تقوم علي الصدق, والموضوعية وحرية الآخر في العقيدة
وتوحيد الصفوف وتمجيد الخير والدعوة إليه.
ما هو أخطر علي وحدتنا الوطنية, من فضائيات تنفخ في النار, وتشيع روح
التعصب, والحقد, والكراهية, وتشعل الفتنة, وتغذي الطائفية الدينية
ليل نهار!.
فمن الظلم بل من الجهل أيضا أن يتعامل
البعض ممن امتلأت صدورهم بالغل والتعصب مع حوادث فردية كاغتصاب أو اعتداء
علي انها ظاهرة عامة تنذر بالخطر, في حين ان مثل هذه الجرائم تقع في أي
مجتمع, وبين طوائف الدين الواحد, أو الأديان المختلفة.
ومن الإنصاف, أن نعترف أيضا بأن ما حدث في نجع حمادي لايعدو كونه حادثا
فرديا يتحمله مرتكبوه, ولا يعكس حالة من العداء كما يروج المتعصبون.
ولكن الذي حدث أن بعض الفضائيات مازالت تنفخ في النار وتشعل الفتنة,و
وتوقظ أمورا لا تخطر علي بال أحد, فساهمت بقدر كبير في ترسيخ العداء بين
الأديان, وبث روح الفرقة بين أبناء الوطن الواحد, فهي تروج مرة لدعاوي
زائفة مثل الاضطهاد الديني, وتركز في مرة أخري علي قضايا شائكة بزعم أن
الإعلام حر فيما يطرح من قضايا. ومع أن المشهد الإعلامي يضم قنوات
متوازنة تهتم بنشر الوعي الديني الإسلامي أو المسيحي إلا أن قنوات أخري
صارت مهمتها إثارة الفتنة, وإشعال نيران الخلافات في مجتمع لا يفرق بين
مسلم ومسيحي, ويمنح الكل نفس الحقوق, ويفرض عليه نفس الواجبات.
علي القمر الصناعي الأوروبي, يأتينا سيل من البرامج المسيحية التي صار
بعضها مهتما بالتشكيك, والتحريض المباشر علي الكراهية.. والمشهد
الفضائي يحتوي علي قنوات دينية متشددة.
الحرية المسئولة
ما يحدث الآن علي الفضائيات من إساءة للأديان, ومن نشر لدعوات
التشكيك, ومن بث للعداء والكراهية, أمور يعتبرها الدكتور عدلي رضا
أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة بمثابة
كارثة تعكس سوء فهم أصحاب المحطات الفضائية, والقائمين عليها لمهمة
الفضائيات التي يجب أن تكون منبرا للتوعية والتثقيف الديني, والضمير
المهني يجب ان يكون حاضرا, وإن كنت ضد تقييد الحريات, لكني أؤيد
الحرية المسئولة, والمسئولية المجتمعية يجب ان تكون في ضمير
الإعلاميين, ومقدمي البرامج, ومعديها, وضيوف البرامج.
وتأتي خطورة فضائيات الفتنة الطائفية من أن من يتعرضون لها, ويتابعون
برامجها ليس لديهم الوعي الكافي, لا سيما أن نسبة كبيرة منهم لاتستطيع
ان تفرز الغث من السمين, كما أن كثيرا من المشاهدين أميون.
مزيد من التسامح
ومهمة القنوات يجب الا تكون إثارة الفتن, وبث الفكر المتطرف, فقد
تربينا جميعا علي مبدأ أن الدين لله والوطن للجميع وعلاقات المسلمين
والمسيحيين طيبة علي مر التاريخ, يغلفها الحب والمودة, والاحترام
المتبادل, بعكس ما تروج له الفضائيات المأجورة علي الفتنة, وعلي بث
الخلافات, مع انها يجب ان تقدم مزيدا من الوعي والتسامح, وشرح
الأديان, وتعميق قيم احترام الاخر.
نحن ـ كما يقول الدكتور عدلي رضا ـ أمام خطر جديد يجب ان نستعد له بدءا من
التنشئة الأسرية, ومؤسسات التعليم, لكي نخلق جيلا من المشاهدين قادرا
علي تصنيف وتقييم البرامج, فيكون باستطاعته انتقاء الجيد من البرامج,
والابتعاد عن السيئ منها, ويجب التركيز علي بناء العقل, وتحقيق
التوازن في مضمون الرسالة الإعلامية ونوعها.
المتاجرة بالدين
الفضائيات في رأي أمين بسيوني الخبير الإعلامي ورئيس اللجنة الدائمة
للإعلام في جامعة الدول العربية خلقت حالة من الاحتقان, والمتاجرة
بالدين هدفها سياسي في النهاية, وأهلا بالفضائيات إذا كانت تهدف الي
تعميق التدين, ونرفضها إذا كانت تهدف إلي إثارة الفتن,
وأضاف بسيوني.. مبادئ الوثيقة كانت مثار خلاف بين الوفود الرسمية التي
ناقشتها في الجامعة العربية, وعندما اتفقوا قرروا الموافقة عليها من حيث
المبدأ, وتم تكليف اللجنة الدائمة باستكمال مهمتها في اختيار الآليات
المناسبة لتفعيل هذه المبادئ, لكن هذه المبادئ تظل في النهاية بمثابة
ميثاق شرف كميثاق الشرف الإعلامي العربي المعتمد في عام1994, وجميعها
تضع مبادئ لتكون المهنة محترمة, وهناك الإدارة العامة للاستماع
والمشاهدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون, ومهمتها رصد مخالفات البرامج
لرفعها الي الجهات المعنية.
وتبقي المشكلة في الأقمار الصناعية التي صارت خارج الرقابة, فإذا تم رفض
الترخيص لبث قناة فضائية عبر النايل سات مثلا تلجأ القناة للبث من قمر آخر
يغطي المنطقة العربية, فهناك أكثر من5 أو6 أقمار تغطي منطقتنا,
والفضاء يسمح للجميع الهادف والمثير للفتن علي حد سواء, لكن أمين بسيوني
يؤكد انه لاتوجد دولة عربية تتاجر بقنواتها لإذكاء الفتنة بين الأديان,
لكن المشكلة تكمن في ان المواثيق لدي الآخرين تقول إنهم لا يتدخلون في
الحريات الدينية, ولذلك علينا أن نبدأ بالحوار مع الدول صاحبة الأقمار
الأخري, وان تقر البرلمانات العربية تشريعات وقواعد قانونية تتفق عليها
لتكون أساسا نبني عليه في تعميق الممارسة الإعلامية الفضائية واحترام
الآخر, ومنع ما يسيء إلي الأديان المختلفة.
أين الضمير المهني؟
تتفق معه الدكتورة مني الحديدي استاذ الإعلام بجامعة القاهرة, حيث تري
ان التحريض علي الآخر مرفوض, لأنه لا يتفق مع حقوق الإنسان, ولا مع
تغيرات العصر, وتزداد المشكلة تعقيدا حينما يكون التعصب فكريا أو متخفيا
تحت ستار الدين, وهذه القنوات تستعين بأشخاص بعضهم ليس لديه من العلم ما
يكفي, وهم جهلاء بصحيح الأديان, وتعاليمها فيروجوا لأفكار من يدفع
لهم, في المقابل لابد ان تتصدي القنوات المسئولة لمثل هذه الممارسات
فتقدم إعلاما وقائيا, لا دفاعيا, وعليها أن تنشر الوعي الديني بين
الناس, كما أنه لابد من زيادة جرعة القيم في ساعات البث, وتنشئة الناس
علي احترام القيم الإنسانية والعقائدية لكافة الأديان, حتي لا يصبح
المشاهد فريسة لفضائيات الفتنة.
ومن المفترض ان تتفق رسالة الفضائيات والكلام هنا للدكتور عاطف العبد وكيل
كلية الإعلام للدراسات العليا والبحوث مع جوهر الأديان التي تدعو جميعا
إلي المحبة والسلام والتآخي ومن الملاحظ ان بعض الفضائيات تسعي الي تأجيج
الصراع بين الأديان, وبث الفتنة والتعصب الديني, وشحذ النفوس مما
يجعلها مستعدة للانفجار مع أبسط عارض يحدث, وهذه الأمور تتنافي مع رسالة
الإعلام التي يجب ان تقوم علي الصدق, والموضوعية وحرية الآخر في العقيدة
وتوحيد الصفوف وتمجيد الخير والدعوة إليه.