_ التوبة ( الجزء الثاني)
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
من أهم ما في
التوبة. التخلص من الخطية المحبوبة:
أعني الخطية المتكررة في حياتك. التي
تميل اليها وتضعف مقاومتك أمامها. وقد تكون خطيئة واحدة. ولكنها كافية
للضياع..وأعرف أن الشيطان قد لا يحاربك بكل الخطايا. إنما هو يختبرك أولا: يمر في
أرضك. ويجسها. ويعرف ما هي نواحي الضعف التي فيك. وبكل ذكاء يدرك في أية الخطايا
يمكنه أن يحاربك. وفي أيها تكون أسهل سقوطا. وتكون أكثر استجابة له..
فكن صريحا مع نفسك. واعرف من أين
تسقط؟ وما هي المواقع غير المحصنة في بنيانك الروحي؟ بل ما هي الخطايا التي يمكن
أن تقع فيها. حتي بدون محاربة من الشيطان!! وكن حريصاً..
****
لا تقل إنها
نقطة ضعف واحدة. وأنا متمسك بالفضيلة في باقي النواحي!
بل ثق جيدا ان
خطية واحدة يمكن أن تفقدك الحياة الأبدية:
إن ثقباً واحداً في قاع السفينة كافي
لأن يغرقها. ولا يشترط لغرقها وجود ثقوب كثيرة في قاعها..! ومرض واحد يمكن أن يكون
السبب في موت إنسان. ولا يشترط لوفاته اصابته بجميع الأمراض! وبقعة واحدة في ثوب
كافية لاعتباره متسخاً. مهما كان جميلاً ونظيفاً في باقي أجزائه! وميكروب واحد
يمكن أن يسبب المرض. وليس كل الميكروبات!
لذلك علينا أن نركز علي نقطة الضعف
الوحيدة في الحياة. لنصل إلي حياة التوبة. مهما كانت لنا من فضائل في نواحي
حياتنا.
****
لا تنظر إلي
فضائلك وتفتخر بها. وتنسي ما في حياتك من سيئات!
إن المتهم بالغش أو التزوير أو شهادة
الزور. لا يبرره القاضي بحجة انه في حياته كان يحسن علي الفقراء! والمحكوم عليه
بالإعدام بسبب القتل. لا تعفيه من الإعدام فضائل معينة في حياته!
إن الخطية لا تمحي بأعمال أخري من
البر. بل تمحي بالتوبة.
لذلك لا تضل الطريق. بل حيثما توجد
خطيئتك حاربها وقاومها. ولا تحاول أن تغطي علي خطيئة ما بإحدي الفضائل التي لا
علاقة لها بهذه الخطية! إن الدمل أو الخراج الذي في جزء من الجسد. لا يشفيه ولا
ينظفه ربطه بقماش معقم. أو تناول قرص من الفيتامين! بل يجب معرفة أسبابة ومعالجته
وتنظيفه..
*****
كذلك. لكي
تتخلص من خطاياك وتصل إلي حياة التوبة. عليك أن تبحث عن اسباب الخطية وتقاومها:
وعلي رأي المثل العامي "الباب
الذي تأتيك منه الريح. سده لكي تستريح". فابحث ما هي اسباب الخطية؟ هل هي
نتيجة لصداقة منحرفة ذات تأثير عليك. ينبغي أن تتخلص منها.. أم هو انقياد لبيئة
معينة. ينبغي تغييرها؟ أم هي عادة مسيطرة يجب التخلص منها؟
أم عدم التوبة سبب التأجيل؟ فالشيطان
قد لا يحاربك بعدم التوبة. إنما هو يحاربك بتأجيلها بعض الوقت! وخلال ذلك تبرد
عزيمتك.
أم عدم التوبة سببه الضعف واليأس من
قدرتك علي التوبة؟!
أم هناك أسباب أخري شخصية؟ علي أية
الحالات. أعرف سبب السقوط في الخطيئة. وحاول أن تتفاداه بكل قوتك.
*****
وكما تعالج
اسباب السقوط في الخطيئة. عالج أيضاً نتائجها لا يكفي مطلقاً أن تترك الخطية.
بينما تترك نتائجها قائمة.
إن كان أحد قد ظلم شخصاً ما. فهل
تكفي مجرد توبته عن ظلمه؟!
كلا. بل يجب أن يعيد إلي المظلوم
حقه. وإلا يظل ماضيه في الظلم شاهدا عليه أمام الله وأمام ضميره. ويظل المظلوم منه
يشكوه إلي الله.
مثال ذلك: مدير ظلم موظفاً في
ترقيته. أو خصم له من مرتبه أياماً ظلماً. هل يقول "أنا تبت" وينتهي
الموضوع عند هذا الحد؟! كلا. بل يجب أن يصلح نتائج خطيئته. ويعالج حالة المظلوم في
ترقيته ومرتبه.
كذلك السارق إذا تاب: هل يجوز له بعد
توبته أن يستبقي عنده مالاً حراماً حصل عليه من السرقة؟ كلا. بل يعيد ما سرقه إلي
أصحابه. لكي تكمل بهذه توبته. ويمكنه أن يفعل هذا. ولو بطريقة غير مكشوفة.
*****
أيضاً إن كان
أحد قد شهّر بإنسان. وأساء إلي سمعته. ينبغي في التوبة أن يرد له اعتباره.. وإن
كان قد كذب. عليه أن يعلن الحقيقة.
وباختصار. تكمل التوبة بإعطاء كل ذي
حق حقه..وأحيانا تكون في الأمر صعوبة عملياً. ولكن علي الأقل يجب أن توجد النية في
إصلاح نتيجة الخطية. وأن يبذل التائب كل جهده في هذا السبيل. ويترك الباقي لنعمة
الله ترشده وتساعده علي عمل ما قد عجز فيه.
إن تصرف التائب هكذا. فإن ذلك يساعده
علي عدم الخطأ في المستقبل. كما انه يريح ضميره علي قدر ما يستطيع.
****
كمال التوبة
قلنا إن أول درجة في التوبة هي ترك الخطية ..
علي أن ترك الخطية. لا يكون من جهة
العمل فقط. وإنما أيضا تركها من جهة الفكر فلا ينشغل الذهن بها. وكذلك من جهة
مشاعر القلب. فلا يترك الإنسان الخطية بالعمل. ويظل يحبها ويشتاق إليها! ولهذا قال
أحد الآباء:
كمال التوبة هو كراهية الخطية.
فإذا كره الإنسان الخطية لا يعود
اليها. كما لا يجد أبداً أية صعوبة في مقاومتها. لأنه لم يعد يشتهيها..مثال ذلك
يوسف الصديق. الذي عرضت عليه الخطية بكل إغراء وإلحاح. فرفضها. لأنه كان يكرهها.
وكان قلبه نقياً.
ايضاً أي إنسان مهذب. لا يستطيع أن
يلفظ كلمة نابية. مهما كانت الظروف. بسبب كراهيته الشديدة للكلام النابي الذي لا
يتفق مع مبادئه وقيمه الروحية.
*****
والتوبة بكمالها وكل مستوياتها هيالخطوة الأولي في الطريق الروحي والسير مع الله. في طاعة له..
هي بداية السير في مخافة
الله. لأن الذي يخاف الله لا يجرؤ أن يعصي وصاياه. ويستحي أن يخطئ أمام الله الذي
يراه ويسمعه. وكما قيل في المزمور "بدء الحكمة مخافة الله"..
بالتوبة نستوفي الجانب
السلبي في الحياة الروحية. أي البعد عن الخطيئة والإثم.. ويبدأ بعد ذلك الجانب
الإيجابي. وهو عمل البر. ثم النمو في هذا البر إلي أعلي المستويات التي تستطيعها
الطبيعة البشرية بمؤازرة النعمة الإلهية لها.
******
من ثمار التوبة
* أول ثمرة للتوبة. هي
مغفرة الخطايا. إذا ما كانت توبة حقيقية مقبولة من الله. وكانت أيضاً توبة ثابتة..
* من ثمار التوبة أيضا:
الاتضاع وانسحاق القلب..
والبعد عن الافتخار
والكبرياء. إذ يتذكر التائب سقطاته وضعفه.
* ولهذا فمن ثمار التوبة
الشفقة علي المخطئين. إذ قد جرب التائب أنه هو ايضا قد مرت عليه فترات ضعف قد سقط
فيها. لذلك لا يقسو في أحكامه علي من أخطأ. لأنه يعرف ضعف الطبيعة البشرية. وقسوة
حروب الشيطان.
* أيضا من ثمار التوبة الحماس
الروحي للسير في هذه الحياة الجديدة الفاضلة التي نالها بتوبته.
* وفي الحماس يحرص التائب
علي التدقيق الشديد في سلوكه. حتي لا يعود ليسقط مرة أخري.
التوبة هي كرمة كثيرة الاغصان
ثمارها كثيرة جداااااا
ومنها الفرح الذي يملا القلب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من ثمار التوبة كل الفضائل التي يقتنيها الانسان
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
من أهم ما في
التوبة. التخلص من الخطية المحبوبة:
أعني الخطية المتكررة في حياتك. التي
تميل اليها وتضعف مقاومتك أمامها. وقد تكون خطيئة واحدة. ولكنها كافية
للضياع..وأعرف أن الشيطان قد لا يحاربك بكل الخطايا. إنما هو يختبرك أولا: يمر في
أرضك. ويجسها. ويعرف ما هي نواحي الضعف التي فيك. وبكل ذكاء يدرك في أية الخطايا
يمكنه أن يحاربك. وفي أيها تكون أسهل سقوطا. وتكون أكثر استجابة له..
فكن صريحا مع نفسك. واعرف من أين
تسقط؟ وما هي المواقع غير المحصنة في بنيانك الروحي؟ بل ما هي الخطايا التي يمكن
أن تقع فيها. حتي بدون محاربة من الشيطان!! وكن حريصاً..
****
لا تقل إنها
نقطة ضعف واحدة. وأنا متمسك بالفضيلة في باقي النواحي!
بل ثق جيدا ان
خطية واحدة يمكن أن تفقدك الحياة الأبدية:
إن ثقباً واحداً في قاع السفينة كافي
لأن يغرقها. ولا يشترط لغرقها وجود ثقوب كثيرة في قاعها..! ومرض واحد يمكن أن يكون
السبب في موت إنسان. ولا يشترط لوفاته اصابته بجميع الأمراض! وبقعة واحدة في ثوب
كافية لاعتباره متسخاً. مهما كان جميلاً ونظيفاً في باقي أجزائه! وميكروب واحد
يمكن أن يسبب المرض. وليس كل الميكروبات!
لذلك علينا أن نركز علي نقطة الضعف
الوحيدة في الحياة. لنصل إلي حياة التوبة. مهما كانت لنا من فضائل في نواحي
حياتنا.
****
لا تنظر إلي
فضائلك وتفتخر بها. وتنسي ما في حياتك من سيئات!
إن المتهم بالغش أو التزوير أو شهادة
الزور. لا يبرره القاضي بحجة انه في حياته كان يحسن علي الفقراء! والمحكوم عليه
بالإعدام بسبب القتل. لا تعفيه من الإعدام فضائل معينة في حياته!
إن الخطية لا تمحي بأعمال أخري من
البر. بل تمحي بالتوبة.
لذلك لا تضل الطريق. بل حيثما توجد
خطيئتك حاربها وقاومها. ولا تحاول أن تغطي علي خطيئة ما بإحدي الفضائل التي لا
علاقة لها بهذه الخطية! إن الدمل أو الخراج الذي في جزء من الجسد. لا يشفيه ولا
ينظفه ربطه بقماش معقم. أو تناول قرص من الفيتامين! بل يجب معرفة أسبابة ومعالجته
وتنظيفه..
*****
كذلك. لكي
تتخلص من خطاياك وتصل إلي حياة التوبة. عليك أن تبحث عن اسباب الخطية وتقاومها:
وعلي رأي المثل العامي "الباب
الذي تأتيك منه الريح. سده لكي تستريح". فابحث ما هي اسباب الخطية؟ هل هي
نتيجة لصداقة منحرفة ذات تأثير عليك. ينبغي أن تتخلص منها.. أم هو انقياد لبيئة
معينة. ينبغي تغييرها؟ أم هي عادة مسيطرة يجب التخلص منها؟
أم عدم التوبة سبب التأجيل؟ فالشيطان
قد لا يحاربك بعدم التوبة. إنما هو يحاربك بتأجيلها بعض الوقت! وخلال ذلك تبرد
عزيمتك.
أم عدم التوبة سببه الضعف واليأس من
قدرتك علي التوبة؟!
أم هناك أسباب أخري شخصية؟ علي أية
الحالات. أعرف سبب السقوط في الخطيئة. وحاول أن تتفاداه بكل قوتك.
*****
وكما تعالج
اسباب السقوط في الخطيئة. عالج أيضاً نتائجها لا يكفي مطلقاً أن تترك الخطية.
بينما تترك نتائجها قائمة.
إن كان أحد قد ظلم شخصاً ما. فهل
تكفي مجرد توبته عن ظلمه؟!
كلا. بل يجب أن يعيد إلي المظلوم
حقه. وإلا يظل ماضيه في الظلم شاهدا عليه أمام الله وأمام ضميره. ويظل المظلوم منه
يشكوه إلي الله.
مثال ذلك: مدير ظلم موظفاً في
ترقيته. أو خصم له من مرتبه أياماً ظلماً. هل يقول "أنا تبت" وينتهي
الموضوع عند هذا الحد؟! كلا. بل يجب أن يصلح نتائج خطيئته. ويعالج حالة المظلوم في
ترقيته ومرتبه.
كذلك السارق إذا تاب: هل يجوز له بعد
توبته أن يستبقي عنده مالاً حراماً حصل عليه من السرقة؟ كلا. بل يعيد ما سرقه إلي
أصحابه. لكي تكمل بهذه توبته. ويمكنه أن يفعل هذا. ولو بطريقة غير مكشوفة.
*****
أيضاً إن كان
أحد قد شهّر بإنسان. وأساء إلي سمعته. ينبغي في التوبة أن يرد له اعتباره.. وإن
كان قد كذب. عليه أن يعلن الحقيقة.
وباختصار. تكمل التوبة بإعطاء كل ذي
حق حقه..وأحيانا تكون في الأمر صعوبة عملياً. ولكن علي الأقل يجب أن توجد النية في
إصلاح نتيجة الخطية. وأن يبذل التائب كل جهده في هذا السبيل. ويترك الباقي لنعمة
الله ترشده وتساعده علي عمل ما قد عجز فيه.
إن تصرف التائب هكذا. فإن ذلك يساعده
علي عدم الخطأ في المستقبل. كما انه يريح ضميره علي قدر ما يستطيع.
****
كمال التوبة
قلنا إن أول درجة في التوبة هي ترك الخطية ..
علي أن ترك الخطية. لا يكون من جهة
العمل فقط. وإنما أيضا تركها من جهة الفكر فلا ينشغل الذهن بها. وكذلك من جهة
مشاعر القلب. فلا يترك الإنسان الخطية بالعمل. ويظل يحبها ويشتاق إليها! ولهذا قال
أحد الآباء:
كمال التوبة هو كراهية الخطية.
فإذا كره الإنسان الخطية لا يعود
اليها. كما لا يجد أبداً أية صعوبة في مقاومتها. لأنه لم يعد يشتهيها..مثال ذلك
يوسف الصديق. الذي عرضت عليه الخطية بكل إغراء وإلحاح. فرفضها. لأنه كان يكرهها.
وكان قلبه نقياً.
ايضاً أي إنسان مهذب. لا يستطيع أن
يلفظ كلمة نابية. مهما كانت الظروف. بسبب كراهيته الشديدة للكلام النابي الذي لا
يتفق مع مبادئه وقيمه الروحية.
*****
والتوبة بكمالها وكل مستوياتها هيالخطوة الأولي في الطريق الروحي والسير مع الله. في طاعة له..
هي بداية السير في مخافة
الله. لأن الذي يخاف الله لا يجرؤ أن يعصي وصاياه. ويستحي أن يخطئ أمام الله الذي
يراه ويسمعه. وكما قيل في المزمور "بدء الحكمة مخافة الله"..
بالتوبة نستوفي الجانب
السلبي في الحياة الروحية. أي البعد عن الخطيئة والإثم.. ويبدأ بعد ذلك الجانب
الإيجابي. وهو عمل البر. ثم النمو في هذا البر إلي أعلي المستويات التي تستطيعها
الطبيعة البشرية بمؤازرة النعمة الإلهية لها.
******
من ثمار التوبة
* أول ثمرة للتوبة. هي
مغفرة الخطايا. إذا ما كانت توبة حقيقية مقبولة من الله. وكانت أيضاً توبة ثابتة..
* من ثمار التوبة أيضا:
الاتضاع وانسحاق القلب..
والبعد عن الافتخار
والكبرياء. إذ يتذكر التائب سقطاته وضعفه.
* ولهذا فمن ثمار التوبة
الشفقة علي المخطئين. إذ قد جرب التائب أنه هو ايضا قد مرت عليه فترات ضعف قد سقط
فيها. لذلك لا يقسو في أحكامه علي من أخطأ. لأنه يعرف ضعف الطبيعة البشرية. وقسوة
حروب الشيطان.
* أيضا من ثمار التوبة الحماس
الروحي للسير في هذه الحياة الجديدة الفاضلة التي نالها بتوبته.
* وفي الحماس يحرص التائب
علي التدقيق الشديد في سلوكه. حتي لا يعود ليسقط مرة أخري.
التوبة هي كرمة كثيرة الاغصان
ثمارها كثيرة جداااااا
ومنها الفرح الذي يملا القلب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من ثمار التوبة كل الفضائل التي يقتنيها الانسان
عدل سابقا من قبل بنت الملك في الإثنين 15 فبراير 2010 - 23:25 عدل 3 مرات