( 3 ) جبل الوصايا العشر : سيناء
جبل سيناء هو الجبل الّذي أعطى الله عليه الوصايا لنبيّه الأمين موسى، الّذي أنقذ شعبه من مصر.
وصل
الوحي في العهد القديم ذروته على جبل سيناء وهو أعلى قمة في سلسلة الجبال
الرائعة. وتُدعى هذه القمة: جبل حوريب أو جبل موسى. ويصل علوّه الشاهق إلى
2700
م فوق سطح البحر. من هذه القمة تستطيع أن تشاهد المنطقة الصحراوية
الصخرية الواسعة.
في هذه الصحراء، ومقابل جبل سيناء، نصب موسى وشعبه خيامهم ليمكثوا هناك بعد أن تنقلوا ثلاثة أشهر في الصحارى النائية.
اختار
الله موسى ليكون رئيساً على شعب العهد القديم، وكان الله يأمره ويريه كيف
يرشد الشعب إلى طريقه المستقيم. وكان موسى يعيش باتصال دائم مع الله. كما
هو مكتوب:
«تكلم الرب مع موسى وجهاً لوجه».
وقال الرب لموسى في جبل سيناء: «سآتي إليك في سحاب، وسيسمعني الشعب عندما أكلمك وسيؤمنون بك».
وكلم
الرب موسى أيضاً قائلاً: «قدّس الشعب لي. ليطهّروا أنفسهم ويغسلوا ثيابهم.
لأني سأنزل على جبل سيناء بعد ثلاثة أيام وسيراني جميع الشعب. اصنع سوراً
حول الجبل حتى لا يستطيع أحد أن يصعد إليه أو يلمسه. وكل من يلمس الجبل
يُرجم بالحجارة حتى يموت. ولكن عندما تسمعون صوت البوق اصعدوا إلى الجبل
المقدّس».
فعمل موسى كما أمره الرب وطهّر الشعب وغسلوا ثيابهم واستعدوا لليوم الثالث.
وفي
صباح اليوم الثالث، استيقظ الشعب من نومهم مذعورين على نور البرق المفزع
وصوت الرعد والبوق. فخرج الجميع من خيامهم مرتعدين، حيث رأوا السحاب يغطي
جبل سيناء، وسمعوا صوت البوق العظيم. وكان موسى واقفاً وسط الشعب، فأخرجهم
من المكان وقادهم نحو جبل سيناء لمواجهة الله.
ونزل
الرب بالنار على جبل سيناء المغطى بالدخان، الذي كان يصعد كدخان الأتون.
واهتزّ الجبل اهتزازاً. ثم طلب الله من موسى أن يصعد إليه على قمة الجبل،
وهناك أعطاه الوصايا العشر لشعبه، التي لا تزال مهمة حتى يومنا هذا.
فاسمع ما قاله الرب لموسى وما يقوله لنا اليوم أيضاً:
«أنا هو الرب إلهك. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي».
إنّ الله هو إلهك. ثق به ثقة كاملة، لأنه خلقك ومنحك الحياة ويعتني بك كأب، ويضمن لك القوت والكسوة والصحة والسلام.
الله يريد أن يكون وحده الأول والآخر في حياتك. فكيف حالك مع الله؟ هل تحب أحداً أخر أكثر منه؟
إن
أحببت شيئاً أو شخصاً أكثر من الله، فأنت تعبد ألهة أخرى غيره. الأمر الذي
لا يريده الله منك. إنه إله غيور ويريدك لنفسه وينتظر منك أن تتكلم معه
وحده بالصلاة، وأن تسجد له وحده وليس للتماثيل أو الصور. فكل من يسجد
لآلهة غيره ويحبها، يتركه الله ولا يباركه.
الوصية الثانية هي: «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً».
وهذا يعني أن تتكلّم باسم الله أو الرب باحترام، ولا تنطق به بلا مبالاة.
أتعلم كيف تنطق باسم الله القدوس باطلاً؟ دعنا نعطيك مثلاً على ذلك:
لنفرض
أنك كذبت وأتى والدك ليحاسبك على كذبك فتجاوبه: «أقسم بالله، أو والله،
أنا لم أقل هذا أو ما فعلت ذلك». عندئذ تكون قد استخدمت اسم الله باطلاً.
فدائماً
عندما نبرّر أنفسنا من الكذب أو من عمل الشر باسم الله، أو إن صدقنا
السحر، أو إن حلفنا باسم الله، نكون قد أخطأنا وأسأنا لاسم الرب.
اطلب من الله القدوس أن يساعدك حتى تنطق باسمه بكل احترام وتسبّحه وتشهد لمحبته لك، لأنّ في اسمه تجد قوة عظيمة.
هل تعرف معنى الوصية الثالثة؟
«أذكر يوم الرب لتقدسه»
في
نهاية إعلان التوراة عن الخلق، نقرأ أن الله بارك يوماً خاصاً، بعدما أكمل
كل خليقته وقدّس هذا اليوم لأنه استراح فيه من كل أعماله.
ولهذا نقول لك: يجب أن تستريح في يوم الرب وتقدّسه.
ما أعظم لطف الله. لقد أعطانا يوماً للراحة بدون عمل أو مدرسة. لكن لنا الامتياز أن نقدّس هذا اليوم. فكيف نفعل ذلك؟
يجب
أن يكون الله راضياً عن أعمالنا وأقوالنا طوال هذا اليوم. وليس في هذا
اليوم فحسب، بل يجب أن نعيش مقدّسين كل يوم. فالله يطلب منا أن نخصص له
يوماً، حتى نقرأ كلمته ونشترك في عبادته وندعوه بصلواتنا الفردية
والجماعية.
عندما نحفظ كلمة الله في قلوبنا تتقدّس أفكارنا وكلماتنا وأعمالنا، فعندئذ تتقدّس كل أيامنا.
الوصية الرابعة مهمة جداً للجميع وخاصة في هذه الأيام:
«أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك».
إنّ الكلمتين: الأب والأم، هما من أجمل الكلمات التي ننطق بها. ماذا تشعر أنت عندما تلفظهما؟
ينبغي على كل إنسان أن يحب والديه أكثر من كل شيء، ويعتبرهما كنزاً ثميناً. عندئذ يحترمهما ويطيعهما ويعاملهما معاملة حسنة.
هل
تخدم والديك فعلاً؟ إنّ الله منحنا بواسطتهما الحياة وأعطانا من خلالهما
كل بركة في صغرنا. ومن يفهم هذه الحقيقة يفرح أن يقدّم نفس الشيء لوالديه
عندما يتقدمان في العمر.
من
يحفظ هذه الوصية الرابعة ويعمل بها، يباركه الله في هذه الحياة وفي الحياة
الأبدية. ولكن من لا يطيع كلمة والديه أبداً فالله يغضب عليه.
الوصايا
الأربع الأولى تشرح موقفنا تجاه الله ووالدينا. أما الوصايا الأخرى فتشرح
لنا موقفنا من الأقرباء والجيران والأصدقاء والناس جميعاً. فتعلمنا كيف
نعيش بعضنا مع بعض.
وهكذا يأمر الله في الوصية الخامسة: «لا تقتل».[
كثيرون
من الناس، في هذه الأيام، يهملون ويحتقرون هذه الوصية. يقتلون غيرهم
وينتقمون منهم بسب الحقد والكراهية. ويظنون أنهم على حق إذا قتلوا أو
انتقموا. ولكنّ الله يأمرنا أن لا نقتل. وفي حال أنك لم تقتل عدوك، فهل
تظن أنّ هذه الوصية غير مهمة لك شخصياً؟
فكر
بما تفعله يومياً وكن صادقاً مع نفسك. ألم تجرح مشاعر الناس بكلماتك
السيئة أو تصرفاتك المؤثرة؟ وأيضاً إن لم تقدّم مساعدة لفقير أو مريض أو
جائع وهو بحاجة ماسة لها، أفلا تكون أنت المسؤول عن موته إذا مات؟
دعنا نعمل حسب كلمات يسوع المسيح في إنجيل متى 5: 44 القائلة: «أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم».
إن فعلت ذلك تغلب الشر الذي فيك والذي في العالم أيضاً.
الوصية السادسة هي: «لا تزن».
شدّد
الله على هذه الوصية ولكن يا للأسف، فالكثير من الناس ممن لا يعطي أهمية
لهذا الأمر الإلهي. كل من لا يعيش في الطهارة يسيء إلى نفسه ويسبب ظلماً
وحزناً للقلوب. الله يريد أنّ يحب الرجل زوجته ويعيش معها طوال حياته
ويسعدان ويحتملان مشاكل بعضهما البعض. ونقرأ في الكتاب المقدس هذه
الكلمات: «لا زناة يرثون ملكوت الله» ( 1كورنثوس 6: 9).
ويل
للبشر بسبب البرامج التلفزيونية المفسدة للأخلاق، ولأجل المجلات والنكات
الغير المؤدبة. امتنع وارفض رفضاً تاماً كل إغراء دنس، ومرّن نفسك منذ
الطفولة على الحياة مع الله.
والآن نأتي إلى الوصية السابعة وهي: «لا تسرق».[
هل تعني السرقة فقط أن أسرق شيئاً من شخص أو أختلس منه غرضاً لأمتلكه لنفسي؟
إنّ
الله يقصد بهذه الوصية معان أخرى مختلفة. إنّ السرقة هي أيضاً أن يستفيد
أحد من شيء على حساب الآخر. إذا باع التاجر شيئاً بأكثر من ثمنه بنسبة غير
مشروعة، فهو يكون قد سرق المال من الشاري. أو إذا لم يشتغل العامل في غياب
سيّده، فهو يسرق الوقت الثمين.
ربما
تقول: أنا بريء. فننصحك إن كان عندك شيء ليس لك، أن ترجعه بسرعة حتى لا
يكون لديك مسروقات. فالله يمنعك من كل سرقة أو شبه سرقة. ويعلمك العمل
والاجتهاد والأمانة.
لا أحد منا يحب أن يسمع قولاً غير صحيح عن نفسه. فلهذا السبب أعطانا الله الوصية الثامنة:«لا تشهد على قريبك شهادة زور».
ماذا
تفتكر؟ هل يكون الخطر عظيماً عندما نتكلّم عن احد ما أقوالاً غير صحيحة أو
نشوّه سمعته؟ غالباً ما يحدث هذا عندما نكره شخصاً ونتّهمه بأشياء غير
صحيحة فقط لننال حقنا ونحفظ كرامتنا.
وأحياناً
يسيء شخص إلى آخر لأنه يحسده. ربما يكون هذا الشخص أذكى أو أغنى أو ألطف
منه، فيشوّه سمعته بكلمات غير صحيحة حتى لا يحترمه الناس أكثر منه.
إنّ النطق بشهادة زور هو فعل شرير منا. فلنطلب من الله أن يساعدنا حتى لا نتكلم فقط بالأقوال الحسنة عن الآخرين بل بالحقيقة دائماً.
وأخيراً نتأمل في الوصيتين التاسعة والعاشرة معاً:
«لا تشته بيت قريبك» «لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك».
ماذا
تعني هاتان الوصيتان؟ إنّ الاشتهاء هو الإرادة بامتلاك شيء والتلذذ به. أن
تشتهي هو أن تريد ما ليس لك فيه حق. فالرب يأمرنا أن لا نفكر أو نفتش عن
الطرق التي بها نحتال على قريبنا لنحصل على ما عنده. وقد أمرنا أيضاً أن
لا نحسد الآخرين. فهو يريدنا أن نكتفي بما عندنا ونشكره عليه. وإذا أحببنا
قريبنا فسنتمنى له كل شيء حسن.
لقد
جمع المسيح هذه الوصايا العشر ووضعها في قالب واحد نقرأه في إنجيل متى 22:
37-39: «تُحِبُّ اٰلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ
نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هٰذِهِ هِيَ اٰلْوَصِيَّةُ اٰلأُولَى
وَاٰلْعُظْمَى. وَاٰلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ».
لقد فهمت
أن الوصايا العشر التي أعطاها لله لنا مهمة جداً لحياتنا. ولكن لا يستطيع
الإنسان أن يتمّم هذه الوصايا العشر تماماً بقدرته الخاصة. لهذا السبب أتى
المسيح إلى عالمنا ليخلّصنا من خطايانا وليساعدنا لكي نتمّم إرادة الله.
فالمسيح قد غفر ذنوبنا ومنح لنا القوة لنغلب التجارب ونحفظ وصايا الله.
جبل سيناء هو الجبل الّذي أعطى الله عليه الوصايا لنبيّه الأمين موسى، الّذي أنقذ شعبه من مصر.
وصل
الوحي في العهد القديم ذروته على جبل سيناء وهو أعلى قمة في سلسلة الجبال
الرائعة. وتُدعى هذه القمة: جبل حوريب أو جبل موسى. ويصل علوّه الشاهق إلى
2700
م فوق سطح البحر. من هذه القمة تستطيع أن تشاهد المنطقة الصحراوية
الصخرية الواسعة.
في هذه الصحراء، ومقابل جبل سيناء، نصب موسى وشعبه خيامهم ليمكثوا هناك بعد أن تنقلوا ثلاثة أشهر في الصحارى النائية.
اختار
الله موسى ليكون رئيساً على شعب العهد القديم، وكان الله يأمره ويريه كيف
يرشد الشعب إلى طريقه المستقيم. وكان موسى يعيش باتصال دائم مع الله. كما
هو مكتوب:
«تكلم الرب مع موسى وجهاً لوجه».
وقال الرب لموسى في جبل سيناء: «سآتي إليك في سحاب، وسيسمعني الشعب عندما أكلمك وسيؤمنون بك».
وكلم
الرب موسى أيضاً قائلاً: «قدّس الشعب لي. ليطهّروا أنفسهم ويغسلوا ثيابهم.
لأني سأنزل على جبل سيناء بعد ثلاثة أيام وسيراني جميع الشعب. اصنع سوراً
حول الجبل حتى لا يستطيع أحد أن يصعد إليه أو يلمسه. وكل من يلمس الجبل
يُرجم بالحجارة حتى يموت. ولكن عندما تسمعون صوت البوق اصعدوا إلى الجبل
المقدّس».
فعمل موسى كما أمره الرب وطهّر الشعب وغسلوا ثيابهم واستعدوا لليوم الثالث.
وفي
صباح اليوم الثالث، استيقظ الشعب من نومهم مذعورين على نور البرق المفزع
وصوت الرعد والبوق. فخرج الجميع من خيامهم مرتعدين، حيث رأوا السحاب يغطي
جبل سيناء، وسمعوا صوت البوق العظيم. وكان موسى واقفاً وسط الشعب، فأخرجهم
من المكان وقادهم نحو جبل سيناء لمواجهة الله.
ونزل
الرب بالنار على جبل سيناء المغطى بالدخان، الذي كان يصعد كدخان الأتون.
واهتزّ الجبل اهتزازاً. ثم طلب الله من موسى أن يصعد إليه على قمة الجبل،
وهناك أعطاه الوصايا العشر لشعبه، التي لا تزال مهمة حتى يومنا هذا.
فاسمع ما قاله الرب لموسى وما يقوله لنا اليوم أيضاً:
«أنا هو الرب إلهك. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي».
إنّ الله هو إلهك. ثق به ثقة كاملة، لأنه خلقك ومنحك الحياة ويعتني بك كأب، ويضمن لك القوت والكسوة والصحة والسلام.
الله يريد أن يكون وحده الأول والآخر في حياتك. فكيف حالك مع الله؟ هل تحب أحداً أخر أكثر منه؟
إن
أحببت شيئاً أو شخصاً أكثر من الله، فأنت تعبد ألهة أخرى غيره. الأمر الذي
لا يريده الله منك. إنه إله غيور ويريدك لنفسه وينتظر منك أن تتكلم معه
وحده بالصلاة، وأن تسجد له وحده وليس للتماثيل أو الصور. فكل من يسجد
لآلهة غيره ويحبها، يتركه الله ولا يباركه.
الوصية الثانية هي: «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً».
وهذا يعني أن تتكلّم باسم الله أو الرب باحترام، ولا تنطق به بلا مبالاة.
أتعلم كيف تنطق باسم الله القدوس باطلاً؟ دعنا نعطيك مثلاً على ذلك:
لنفرض
أنك كذبت وأتى والدك ليحاسبك على كذبك فتجاوبه: «أقسم بالله، أو والله،
أنا لم أقل هذا أو ما فعلت ذلك». عندئذ تكون قد استخدمت اسم الله باطلاً.
فدائماً
عندما نبرّر أنفسنا من الكذب أو من عمل الشر باسم الله، أو إن صدقنا
السحر، أو إن حلفنا باسم الله، نكون قد أخطأنا وأسأنا لاسم الرب.
اطلب من الله القدوس أن يساعدك حتى تنطق باسمه بكل احترام وتسبّحه وتشهد لمحبته لك، لأنّ في اسمه تجد قوة عظيمة.
هل تعرف معنى الوصية الثالثة؟
«أذكر يوم الرب لتقدسه»
في
نهاية إعلان التوراة عن الخلق، نقرأ أن الله بارك يوماً خاصاً، بعدما أكمل
كل خليقته وقدّس هذا اليوم لأنه استراح فيه من كل أعماله.
ولهذا نقول لك: يجب أن تستريح في يوم الرب وتقدّسه.
ما أعظم لطف الله. لقد أعطانا يوماً للراحة بدون عمل أو مدرسة. لكن لنا الامتياز أن نقدّس هذا اليوم. فكيف نفعل ذلك؟
يجب
أن يكون الله راضياً عن أعمالنا وأقوالنا طوال هذا اليوم. وليس في هذا
اليوم فحسب، بل يجب أن نعيش مقدّسين كل يوم. فالله يطلب منا أن نخصص له
يوماً، حتى نقرأ كلمته ونشترك في عبادته وندعوه بصلواتنا الفردية
والجماعية.
عندما نحفظ كلمة الله في قلوبنا تتقدّس أفكارنا وكلماتنا وأعمالنا، فعندئذ تتقدّس كل أيامنا.
الوصية الرابعة مهمة جداً للجميع وخاصة في هذه الأيام:
«أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك».
إنّ الكلمتين: الأب والأم، هما من أجمل الكلمات التي ننطق بها. ماذا تشعر أنت عندما تلفظهما؟
ينبغي على كل إنسان أن يحب والديه أكثر من كل شيء، ويعتبرهما كنزاً ثميناً. عندئذ يحترمهما ويطيعهما ويعاملهما معاملة حسنة.
هل
تخدم والديك فعلاً؟ إنّ الله منحنا بواسطتهما الحياة وأعطانا من خلالهما
كل بركة في صغرنا. ومن يفهم هذه الحقيقة يفرح أن يقدّم نفس الشيء لوالديه
عندما يتقدمان في العمر.
من
يحفظ هذه الوصية الرابعة ويعمل بها، يباركه الله في هذه الحياة وفي الحياة
الأبدية. ولكن من لا يطيع كلمة والديه أبداً فالله يغضب عليه.
الوصايا
الأربع الأولى تشرح موقفنا تجاه الله ووالدينا. أما الوصايا الأخرى فتشرح
لنا موقفنا من الأقرباء والجيران والأصدقاء والناس جميعاً. فتعلمنا كيف
نعيش بعضنا مع بعض.
وهكذا يأمر الله في الوصية الخامسة: «لا تقتل».[
كثيرون
من الناس، في هذه الأيام، يهملون ويحتقرون هذه الوصية. يقتلون غيرهم
وينتقمون منهم بسب الحقد والكراهية. ويظنون أنهم على حق إذا قتلوا أو
انتقموا. ولكنّ الله يأمرنا أن لا نقتل. وفي حال أنك لم تقتل عدوك، فهل
تظن أنّ هذه الوصية غير مهمة لك شخصياً؟
فكر
بما تفعله يومياً وكن صادقاً مع نفسك. ألم تجرح مشاعر الناس بكلماتك
السيئة أو تصرفاتك المؤثرة؟ وأيضاً إن لم تقدّم مساعدة لفقير أو مريض أو
جائع وهو بحاجة ماسة لها، أفلا تكون أنت المسؤول عن موته إذا مات؟
دعنا نعمل حسب كلمات يسوع المسيح في إنجيل متى 5: 44 القائلة: «أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم».
إن فعلت ذلك تغلب الشر الذي فيك والذي في العالم أيضاً.
الوصية السادسة هي: «لا تزن».
شدّد
الله على هذه الوصية ولكن يا للأسف، فالكثير من الناس ممن لا يعطي أهمية
لهذا الأمر الإلهي. كل من لا يعيش في الطهارة يسيء إلى نفسه ويسبب ظلماً
وحزناً للقلوب. الله يريد أنّ يحب الرجل زوجته ويعيش معها طوال حياته
ويسعدان ويحتملان مشاكل بعضهما البعض. ونقرأ في الكتاب المقدس هذه
الكلمات: «لا زناة يرثون ملكوت الله» ( 1كورنثوس 6: 9).
ويل
للبشر بسبب البرامج التلفزيونية المفسدة للأخلاق، ولأجل المجلات والنكات
الغير المؤدبة. امتنع وارفض رفضاً تاماً كل إغراء دنس، ومرّن نفسك منذ
الطفولة على الحياة مع الله.
والآن نأتي إلى الوصية السابعة وهي: «لا تسرق».[
هل تعني السرقة فقط أن أسرق شيئاً من شخص أو أختلس منه غرضاً لأمتلكه لنفسي؟
إنّ
الله يقصد بهذه الوصية معان أخرى مختلفة. إنّ السرقة هي أيضاً أن يستفيد
أحد من شيء على حساب الآخر. إذا باع التاجر شيئاً بأكثر من ثمنه بنسبة غير
مشروعة، فهو يكون قد سرق المال من الشاري. أو إذا لم يشتغل العامل في غياب
سيّده، فهو يسرق الوقت الثمين.
ربما
تقول: أنا بريء. فننصحك إن كان عندك شيء ليس لك، أن ترجعه بسرعة حتى لا
يكون لديك مسروقات. فالله يمنعك من كل سرقة أو شبه سرقة. ويعلمك العمل
والاجتهاد والأمانة.
لا أحد منا يحب أن يسمع قولاً غير صحيح عن نفسه. فلهذا السبب أعطانا الله الوصية الثامنة:«لا تشهد على قريبك شهادة زور».
ماذا
تفتكر؟ هل يكون الخطر عظيماً عندما نتكلّم عن احد ما أقوالاً غير صحيحة أو
نشوّه سمعته؟ غالباً ما يحدث هذا عندما نكره شخصاً ونتّهمه بأشياء غير
صحيحة فقط لننال حقنا ونحفظ كرامتنا.
وأحياناً
يسيء شخص إلى آخر لأنه يحسده. ربما يكون هذا الشخص أذكى أو أغنى أو ألطف
منه، فيشوّه سمعته بكلمات غير صحيحة حتى لا يحترمه الناس أكثر منه.
إنّ النطق بشهادة زور هو فعل شرير منا. فلنطلب من الله أن يساعدنا حتى لا نتكلم فقط بالأقوال الحسنة عن الآخرين بل بالحقيقة دائماً.
وأخيراً نتأمل في الوصيتين التاسعة والعاشرة معاً:
«لا تشته بيت قريبك» «لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك».
ماذا
تعني هاتان الوصيتان؟ إنّ الاشتهاء هو الإرادة بامتلاك شيء والتلذذ به. أن
تشتهي هو أن تريد ما ليس لك فيه حق. فالرب يأمرنا أن لا نفكر أو نفتش عن
الطرق التي بها نحتال على قريبنا لنحصل على ما عنده. وقد أمرنا أيضاً أن
لا نحسد الآخرين. فهو يريدنا أن نكتفي بما عندنا ونشكره عليه. وإذا أحببنا
قريبنا فسنتمنى له كل شيء حسن.
لقد
جمع المسيح هذه الوصايا العشر ووضعها في قالب واحد نقرأه في إنجيل متى 22:
37-39: «تُحِبُّ اٰلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ
نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هٰذِهِ هِيَ اٰلْوَصِيَّةُ اٰلأُولَى
وَاٰلْعُظْمَى. وَاٰلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ».
لقد فهمت
أن الوصايا العشر التي أعطاها لله لنا مهمة جداً لحياتنا. ولكن لا يستطيع
الإنسان أن يتمّم هذه الوصايا العشر تماماً بقدرته الخاصة. لهذا السبب أتى
المسيح إلى عالمنا ليخلّصنا من خطايانا وليساعدنا لكي نتمّم إرادة الله.
فالمسيح قد غفر ذنوبنا ومنح لنا القوة لنغلب التجارب ونحفظ وصايا الله.