كاهن في القبور وموتى يتكلمون
كانت البداية في مساء يوم الاثنين في اجتماع القسم العالى بكنيسة (....)بشبرا حيث تم الاعلان عن قيام الاجتماع بمؤتمر روحى وذلك بدير مارجرجس بسدمنت الجبل ببنى سويف
وانطلقت السيارات تحمل امال هؤلاء الخدام والمخدومين فى رحلة روحية و فى الحادية عشر وتحت لهيب الشمس وصلت السيارات الى الهضبة ببنى سويف غرب نهر النيل وكان كل من بالسيارة قد نام بسبب سخونة الجو وجودة السيارات التى استأجرها الاجتماع
وبعد الوصول تم تسكين وفى ركن اخر حيث حجرة ابينا الكاهن (س) كان العمل مستمرا فى اعداد المحاضرة الاولى من موضوعات المؤتمر وفى تمام الساعة الثالثة ظهرا خرج ابونا (س) والخدام لإيقاظ أفراد المؤتمر لتناول طعام الغذاء الذى لم يستغرق سوى نصف ساعة وبعد ذلك توجه الجميع الى قاعة المحاضرات وبدأت المحاضرة الأولى في المؤتمر واستمرت حتى الخامسة والنصف وفى نهاية المحاضرة قام الجميع بالصلاة.بعد انتهاء الصلاة خرج الجميع فى خلوة فى أماكن متفرقة داخل وخارج الدير استمرت هذه الخلوة لمدة ساعتين وعاد الجميع بعدها الى الدير مسرورين فرحين
أين ذهب أبونا؟!
سؤال تردد على لسان كل من بالدير أين ذهب أبونا ؟؟ انه المشرف على المؤتمر وقد خرج للخلوة مثلهم ولكن جميع اعضاء المؤتمر عادوا الا هو فقد عاد الجميع من الساعة السابعة والنصف وهاهى الساعة 9 ولم يعد ابونا خرج الجميع للبحث عن ابونا وقد تملكهم القلق ولكن لم يجدوه ومرت ساعة واصبحت 10 مساءا ودون جدوى من البحث فابلغوا الشرطة التى خرجت بدورها للبحث ولا نتيجة واستمر الوضع هذا حتى منتصف الليل ولا امل فى رجوع ابونا ومضت ساعات الليل ثقيلة والجميع فى قلق اين ذهب ابونا
حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى حتى اثلج صدور الجميع صوت يقول لقد عاد ابونا (س) وهرع الجميع اليه لمعرفة ماذا حدث ولماذا تأخر كل هذا الوقت فبدى من بعيد ابونا يعرج وثيابه المتربة المتسخة تنم عن معانة المت به وحاولوا ان يسألوه عن سبب اختفائه ولكن لم يحصلوا منه على اى اجابة اذ طلب ابونا ان يستريح فتركوه للراحة وعادوا الى غرفهم هم ايضا للراحة بعد رحلة بحث شاقة طوال الليل ولكن ظل السؤال المحير اين ذهب ابونا؟. وفى ساعة مبكرة من صباح اليوم التالى قام ابونا (س) بصلاة قداس اجتمع فيه كل الأعضاء لربما يقول ابونا فى الوعظة عن سبب اختفائه طوال الليل ولكن هذا لم يحدث فقد صلى ابونا القداس وهو يبكى بحرارة شعر معه الجميع انهم فى السماء وانتهى القداس بعد 4 ساعات صلاة وتناول الجميع ثم بعد الافطار ذهبوا الى المحاضرة الثانية التى توقعوا ان يقول فيها ابونا عن سر اختفائه ولكن هذا ايضا لم يحدث والجميع فى حيرة شديدة وانتهى المؤتمر على هذا الحال
كف انسان داخل الجلابية!
فى السيارة وفى طريق العودة وصل الفضول باحد الشباب انه اخذ حقيبة ابونا خلسة ليبحث فيها عن شىء يرشده الى هذا السر فلعل ابونا كتب مذاكرات عن هذه الليلة المثيرة وبينما هو يبحث عثر على جلابية ابونا التى كان يرتديها فى هذه الليلة ولاحظ عليها التراب وبقعتين من الدم فى طرفها السفلى وعندما وضع يده فى جيب الجلابية امسك بشىء صلب فاخرجه فاذا به كف انسان متيبس وكأنه جزء من جثة محنطة ففزع الأخ وأعاد كل شىء الى مكانه وظل يفكر ما عساها هذه اليد البشرية وما هذه الدماء
ولكن لم يتوصل لحل ولم يستطع ان يخبر احد من الاعضاء عما رأه ولا حتى استطاع ان يسأل ابونا ووصلوا الى القاهرة حيث عاد الجميع الى منازلهم دون ان يعرفوا اين كان ابونا ؟.
اتصال تليفونى هام.
عاد ابونا الى الكنيسة وانفرد بنفسه داخل مكتبه ورفع سماعة التليفون وادار القرص برقم تليفون اعتاد ان يتصل به من حين لاخر فرد عليه الجانب الاخر وكان ابيه ومرشده الروحى ابونا (ع) فقال له ابونا (س) :انا عايز اقابل قدسك حالا عندى كلام كتير لازم اقوله لقدسك ولا استطيع ان اؤجله فرد عليه ابيه الروحى بانه فى انتظاره وماهى الا 12 دقيقة فقط حتى كان ابونا (س) فى منزل ابونا(ع) فارتمى ابونا (س) فى حضن ابيه يقبله بلهفة وانفردا كلاهما فى حجرة المكتب
ما رأيته ياابى لم ارى مثله من قبل .بدأ ابونا (س) يحكى لاب اعترافه عن امور كثيرة فى منتهى العجب فقال : ليلة الاحد الماضى كنت فى الكنيسة مع الشباب والخدام نعد لمؤتمر روحى بسدمنت الجبل وبعد ان انهينا اعمالنا كانت الساعة قد قاربت 12 مساءا وانصرفنا كل الى بيته لينال قسطا من الراحة واويت الى فراشى ومن فرط التعب اخذت فى نوم عميق جدا ورأيت فى نومى البابا كيرلس السادس يحدثنى قائلا لى " ياابانا بكره انا جايلك فى المؤتمر وهاعرفك على شخصية مهمة تعتبر بركة لك وللكنيسة وهتقوم بمهمة كبيرة لكن خلى بالك من كل حاجة هاتشوفها ولا تخبر بها احد سوى مرشدك الروحى بعد عودتك من المؤتمر " وانهى ابونا القديس حديثه ولم اكن له الا مستمعا مطيعا فقد كنت استمع فقط الى ما يقوله لى القديس ولم اجبه بشىء ولكن صمتى كان فرحة بالبابا كيرلس كما كان دهشة من منظر قداسته المهيب الذى بدى لى واقفا فى خرائب ووسط قبور ان ما رأيته فى نومى لم ارى مثله من قبل ياابى اخذ يحكى ابونا (س) ما حدث فى اليوم الاول للمؤتمر لابيه الروحى وانه بعد انتهاء المحاضرة الاولى خرج الجميع للخلوة وخرج هو مثلهم للخلوة واخذ معه كتابه المقدس وخرج خارج الدير وساقته قدماه الى خلف الدير حيث توغل داخل المقابر المنتشرة هناك ويقول ابونا : اخترت لنفسى مكانا منعزلا فوق احدى هذه المقابر وجلست فوقها اقرأ فى الكتاب المقدس ثم قمت فى طريقى اسير بين المقابر واردد ترنيمات معزية للنفس ولاسيما قصيدة يا صديقى لقداسة البابا شنودة وبينما انا اردد هذه الترنيمات وجدتنى واقفا امام كومة ليست قليلة من العظام والجماجم وبقايا الانسان بعضها يبدو قديم جدا والبعض الاخر يبدو اقل قدما كان الذباب الازرق يحط على هذه العظام واصواته المزعجة تثير النفور فى نفسى فاخذت اهش الذباب عن نفسى وبينما انا فى ذلك اصطدمت يدى بقالب طوب موضوع فوق مقبرة مجاورة ووقع ذلك القالب فوق جمجمة كبيرة متطرفة بعض الشىء عن رفاقها من العظام والجماجم وحدث مالم يكن فى الحسبان
الجمجمة تتكلم عن صاحبها!
قبل ان يصطدم الحجر بهذه الجمجمة وكأن ساكنها نظر الحجر يسقط فوقه فصرخ بصوت عال خرج الصوت مرتفعا مزعجا من الجمجمة يتوعد ويهدد الحق ياابى اننى فزعت ورشمت نفسى بعلامة الصليب وكذلك رشمت الجمجمة وامرتها ان تهدأ باسم ربنا يسوع المسيح ولا تثير ضجة فخاطبنى صوت من الجمجمة قائلا : لو كنت تدرى من انا ايها القسيس لمنعت اقدامك منعا بتا من ان تقترب من هذا المكان من الذى اتى بك الى هنا الا تدرى اننى يمكن ان افتك بك وامزقك اربا اغرب عن وجهى ايها ال…..
واخذ يشتمنى ويسبنى ويهيننى بالفاظ نابية كثيرة فرشمت عليه ثانية بعلامة الصليب وامرته باسم ربنا يسوع المسيح ان يقص على قصته .. من هو ؟ وماهى ظروف حياته ؟ وكيف كانت لحظات موته ؟ فاجابنى الصوت بعد ان خفض من صوته قليلا :انا العميد ناجى لقد تربيت محروما مقهورا اذ ماتت امى وانا طفل صغير وتزوج ابى باخرى فذاقتنى المر ولم ترحم طفولتى بل كانت تضربنى ومن الطعام تحرمنى بينما تغدق على اولادها بصورة جعلتنى اشكو لابى فلم ينصفنى ولكى تتخلص منى اشارت على ابى ان يلحقنى بمدرسة داخلية قضيت فيها حياتى محروما مقهورا وخرجت منها لالتحق بالكلية الحربية التى تخرجت منها ضابطا ولكن ساقنى حظى العاثر لاكون مرؤسا لجماعة من الضباط الذين اذلونى وعاملونى بما لايتناسب مع الانسانية كل هذه الامور اختزنت داخلى طاقة غضب وحقد وسخط على المجتمع من حولى وعندما ترقيت الدرجة تلو الاخرى كنت لاادخر جهدا فى اذلال من هم اقل منى وكذا زوجتى كنت اهينها واولادى كنت اعاقبهم بالضرب المبرح بمناسبة وبغير مناسبة الخلاصة اننى تحولت الى وحش كاسر لايردعه احد وكنت اجول بين الناس اصنع شرا واضر كل من استطيع دون خشية من ضمير او دين اما الكنيسة فقد منعت عنها زوجتى واولادى ولم اكن اتيح الفرصة امام احد مرؤسى لكى يذهب للصلاة فقد كنت اكره التدين ولولا انى مسيحى حسب المدون فى اوراقى الرسمية لما دفنت فى مقابر المسيحيين فانا لم ادخل حياتى مكان للعبادة ولاحتى للمجاملة كنت اشعر بكراهية شديدة للتدين لانه يوصى بالرحمة التى لم اشعر بها طيلة حياتى كنت اكره رجال الدين وذات مرة كنت قد ظلمت انسانا يجاورنى فى السكن وكان مسيحيا متدينا ولكنه قال لى مهما عملت انت جارى واخى فى المسيح فاصريت على ان اتسبب له فى ضرر اكبر وفعلا قد كان اما هو ذهب واحضر لى قسيسا واخذ يعاتبنى حتى شعرت بالغيظ واحتديت على هذا القسيس ولطمته على وجهه وطردتهما وما ان عاتبتنى زوجتى على ما فعلت حتى انفجرت غضبا فى وجهها وضربتها ضربا ادى الى ان انخلعت عينها اليمنى فاخذتها الى المستشفى وهناك حاول الاطباء ان يوجهوا لى الاتهام بفعل هذه الجريمة فثرت علي جميعهم وفى ثورتى شعرت بالم شديد فى صدرى وسقطت فاقدا الوعى .. لقد اصابتنى نوبة قلبية رقدت على اثرها فى المستشفى قرابة الشهرين وخرجت لاجدنى مكتئبا وزوجتى بعين واحدة وانا المتسبب فى ذلك وفى جلسة صداقة جلست مع بعض زملائى لنأكل فتبارينا ايا منا يلتهم اكبر قدر من الطعام ولم اكن من محبى الهزيمة حتى ولو كانت على سبيل الدعابة. اخذت اتناول ما امامى من اطعمة بشراهة ونهم فكنت الفائز فى السباق وكان ذلك كافيا لارضاء غرورى ولكن لم البث الا دقائق بعدها سقطت على الارض فقد عاودتنى النوبة القلبية ودخلت المستشفى مرة اخرى بعد يومين افقت على الم بذراعى وكانت احدى الممرضات تحقننى بالعلاج فثرت فى وجهها واهانتها اهانة بالغة ولما ارتفع صوتى حضر الطبيب فاهانته هو ايضا فتركونى ومضوا وبينما انا هكذا دخل جارى ومعه نفس الكاهن الذى سبق ان ضربته واهانته لقد حضرا للاطمئنان على ولكنى اعتبرتهما يريدان الشماتة بى فطردتهما مرة اخرى وبينما انا هكذا شعرت برغبة فى النوم فاخذنى نوم عميق وبينما انا نائم حدث شىء غريب جدا. وبينما انا نائم شعرت بنفسى يختنق بل شعرت بشخصين دخلا ووقفا احداهما عند راسى والاخر عند رجلى واخذا يضربانى بشدة وبلا رحمة وانا لم استطع ان افعل معهما شيئا بل كنت اصرخ وحسب ثم وضع الذى عند راسى شيئا مثل السنارة فى فمى واخذ يجذب روحى من داخلى وانا لا اعلم حقيقة ما يحدث معى ولكننى كنت اشعر بشىء كانه المنشار كان يشقنى نصفين فارتعبت وصرت فى هلع وبعد ان خرجت روحى قال لى الملاك الذى عند راسى هانحن قد اخرجنا روحك البائسة من جسدك فلم تعد تؤذى احد بعد اليوم ولن تتمكن من اهانة رجال الله مرة اخرى كما فعلت وها نحن قد امرنا الله ان نترك روحك تتعذب اولا بمرافقة جسدك لتنظر شقائه ثم فى يوم الدينونة تتعذب روحك الى الابد فى جهنم حيث الظلام والعذاب الابدى وانصرفا كلاهما وتركانى واخذت انظر نفسى راقدا فوق السرير وايضا واقفا الى جواره وكنت متحيرا جدا حين دخل الطبيب الذى اهانته منذ دقائق ومعه زميلان اخران وما ان نظرا الى جسدى حتى اسرعا بعمل بعض الاجراءات الطبية لجسدى ولكن لافائدة فقد كانت روحى واقفة بجوار السرير تتابع كل مايحدث اردت ان ادخل مرة اخرى الى جسدى ولكننى فشلت فقد كانت محاولاتى اشبه بمن يحاول ان يدخل فى كتلة صلبة من الحديد حاولت ان امسك يدى لاحركها ولكن اليد التى لروحى اجتازت كانها سراب دون ان تمسك باليد التى لجسدى فزعت عندما تيقنت من هذه الحقيقة (لقد مات العميد ناجى) هكذا سمعت الطبيب يخاطب زميله كنت ارى كل شىء واسمع كل شىء واتكلم فاسمع صوتى ولكن لايسمعنى الاخرون ولا يروننى ولا يلمسوننى ولا المسهم هكذا كنت معزولا هكذا صار الجسد الروحانى سجننا لى ولم اعد استطيع ان افعل اى شىء سوى الحزن على ماحدث لى وبينما انا افكر فى امرى دخل اثنان واخذا جسدى من فوق السرير وسارا به الى غرفة كئيبة هى المغسلة وصرت وراء جسدى لارى ماذا سيفعلون معه واخذا يخلعان عنى ثيابى وشعرت بالخزى وحولت ان امنعهما وامسك بثيابى ولكن كانت يدى تمسك بالثياب وايدى الرجلان تخلعان الثياب دون ان تعوقهما يدى الهلامية كنت اصرخ فى وجهيهما ولكن كانى في قفر كنت اصرخ فلا يسمع صوتى سواى اما هما فقد اكملا خلع ملابسى وبدا فى غسل جسدى ثم كفنانى بصورة فيها من الاستهتار اكثر مما فيها من الجدية واحضر اثنان اخران صندوقا وضعونى داخله وكانت روحى تصرخ رافضة ان يدخل الجسد فى الصندوق او ان يغلق الصندوق على الجسد ولكن دون جدوى تركونى ومضوا ومكثت انا مع الجسد داخل الصندوق واخذت افكر فيما اقترفت من شرور فوجدتها كالجبل المرتفع والى جوارها جبل اخر من انذارات الله لى وكذا نصائح من حولى هذه جميعها كنت ادوسها بقدمى واتجاوزها مستمرا فى فعل الشر وخرجت من افكارى على اصوات قادمة فاخرجت رأس روحى من الصندوق لارى من القادم واذا بها زوجتى تصرخ وتولول وتبكى لاجل موتى وكانت الدموع تنهمر من عينها الوحيدة التى ظلت سليمة بعد ان فقأت انا العين الاخرى وزادنى صراخها حزنا وشعرت بالخزى من كل ما فعلته معها من قبل وكم كنت اظلمها واردت ان اصم اذنى عن سماع صوتها فلم افلح وهكذا بدأت جنازتى وحملنى جماعة من اقربائى ومن العاملين بالمستشفى على اكتافهم وادخلونى فى السيارة وذهبوا بى الى الكنيسة ولم اكن ادخلها من قبل ابدا ولكننى الان ادخلها مرغما فجسدى داخل الصندوق محمول واجبارا يدخل الكنيسة ظلت روحى خارج الكنيسة فقد رفضت الدخول الى الكنيسة وكأن الكنيسة اصبحت امامى اتون من نار وتأخر جسدى داخل الكنيسة وانا فى انتظاره فى الخارج استمع الى تعليقات الواقفين امام الكنيسة وكنت اعرف غالبيتهم وكانو يتندرون فيما بينهم بما كنت افعل فى حياتى
لقد تنفس بعضهم الصعداء بموتى وكنت رئيسهم القاسى فى حياتى والبعض الاخر كان يقول باننى الان فى الجحيم الاقى جزاء ما فعلت وبالفعل روحى كانت تختنق كمدا وحسرة واخذت اصرخ واصرخ بلا هدف وبلا فائدة فلا احد يسمعنى ولا جسد لى فاحركه ويراه الناس خرج الصندوق الذى احتوى على جسدى فاسرعت بالدخول اليه ونظرت وجهى داخله فاذا به مغمض العينين مقفهر
توجه الموكب الى المقابر وانزلونى الى المقبرة وغادر جميعهم المكان بعد ان اغلقوا القبر احترت الى اين اذهب جائنى ذلك الملاك الذى اخرج روحى وسألنى هل تريد ان تبقى مع جسدك ام ان تبقى مع الناس ام تمضى معنا حيث تنتظر يوم القيامة وقبل ان اجيبه بشىء امرنى بان ابقى مع جسدى ليوم القيامة وامرنى بان احدثك انت بالذات فاقص عليك امرى وسألته فهل سيسمعنى انسان مرة اخرى فقال لى هذه المرة فقط التى تتكلم لان الله مع ابينا (س) لان الله له ارادة فى ذلك وقلت له هل سيحل هذا الكاهن مشكلتى ويمنحنى غفرانا وتحليلا عن خطاياى فقال لى ان ذلك الغفران كان ممكنا لناجى الذى يحيا بالجسد والروح معا ولكن الان لم تعد فرصة للتوبة انه وقت الحساب فقط فحسب اعمالك ستنال اجرتك يوم القيامة وانت تدرى تماما انك لم تفعل ما يؤهلك للحياة الابدية السعيدة لانك استهنت بذلك اليوم الذى ستغادر فيه الحياة والان ابقى مع جسدك هذا وشاهد بعينى روحك ما سيحدث له وتركنى وانصرف ولم استطع ان اكسر اوامره فبقيت مع جسدى وبعد يومين وجدت جسدى ينتفخ وصارت ملامحه قبيحة ففزعت وصرخت وازداد هلعى بالاكثر عندما حاولت ان ابعد دودة رايتها تقترب منه وفشلت محاولاتى المستميتة امام تقدم هذه الدودة من جسدى وبالفعل اصبحت الدودة مئات الديدان ياكل فى جميع اجزاء جسمى وانا لا استطيع ان امنعها حاولت ان اغادر المقبرة لكن دون جدوى وبقيت اعانى من اهوال تحدث مع جسدى تفتت جسدى وتشتت وبقيت ساكنا داخل جمجمتى اجتر الحسرة كل دقيقة على العمر الذى اضعته ولكن لايصلح الندم بعد العدم وها انت سمعت قصتى وبعد ان تتركنى سوف تعود لصوت روحى خصائصه التى لا يسمعها البشر اننى لااشعر باى عزاء فى قبرى هنا بل شقاءوعذاب وحزن وظلمة
وانتهى ناجى من حديثه معى فجلست ياابى افكر فيما سمعت وانا متحير مما سمعت وساد الصمت فى المكان لولا ان ما حدث لم يكن فى الحسبان استغرقت ياابى فى تفكير عميق وفيما انا متفكر فى هذه الامور صرخت جمجمة العميد ناجى بصوت مفزع وخرج منها فار صغير كان مختبأ فيها ففزعت وتراجعت الى الخلف وانا اردد باسم الصليب باسم الصليب وبينما انا هكذا اذ بصوت جميل كانه لطفل فى السابعة من عمره ينادينى باسمى وبكل احترام ظهر هذا الطفل خارجا من بين المقابر مرتديا تونية بيضاء ناصعة ووجهه جميل جدا هذا الطفل اقترب منى وقبل الصليب فى يدى وقال لى : لا تفزع ياابى فان هذه الامور كثيرا ما تحدث فى المقابر اذ هى منطقة خربة تتجمع فيها الحشرات والديدان والقوارض وال**** انها مناطق مهجورة ياابى كما تعلم فسالته من انت يابنى وما الذى اتى بك الى هذه المقابر فى الليل الموحش ؟ ولماذا ترتدى تونية ؟
فابتسم الطفل ابتسامة جميلة تفيض بالسلام الذى لم ليبث ان ملأ قلبى انا ايضا وقال لى : انا ياابى لم اعد طفلا بشريا عاديا لقد انتقلت من هذا العالم قبل ان تولد قدسك فيه فاندهشت مما قاله لى وعرفت انه روح لطفل قديس انتقل من العالم منذ زمن بعيد وتطلعت الى معرفة قصته ولكن فى البداية سالته عن كيفية ظهوره لى بالجسد كامل الهيئة بل ويلمسنى فاشعر به دما ولحما كانه بشر
فاجابنى وهو يبتسم : انها ارادة الله ياابى وله ينبغى الطاعة دائما فلقد امرنى احد الملائكة بان اظهر لك فى هذه الصورة باذن الله وارادته وهذه ليست المرة الاولى التى يسمح لى الله ان اظهر لانسان بجسدى بهذه الهيئة وسالته عن قصة حياته فقال لى : انا ياقدس ابونا ابراهيم ابن سعدالله الشماس فى كنيسة مارجرجس كان ابى شماس صوته جميل كل الناس كانت تحترمه لانه خدوم وطيب وبيحب الكنيسة كان يحضر كل اسبوع القداس وبعد القداس يقعد يحفظ الشمامسة الصغار الالحان واللغة القبطية وكان يجمعهم فى خورس الشمامسة ويوزع عليهم الملبس والفطور ويفطر معاهم وبعدين يحفظهم الالحان وكان دائما ياخذنى معاه وحفظت الحان ومردات كثيرة ولما حضر سيدنا المطران للكنيسة رشمنى شماس برتبة ابصالتس وكان عمرى 5 سنوات وفرحت جدا بالرتبة الشماسية وكنت اواظب على القداس وحصص الالحان وكنت كل يوم اسمع من امى حكاية من حكايات الكتاب المقدس او سيرة قديس من قديسى الكنيسة وهكذا كانت حياتى سعيدة ودخلت المدرسة الابتدائية ونجحت فى سنة اولى ابتدائى ودخلت سنة تانية ابتدائى وكان والدى فرحان جدا بانى شماس حافظ الحان كويس وباسمع الكلام علشان بابا يسوع يفرح بى وكمان كنت شاطر فى المدرسة ولكن .فى مرة كنت ذاهب للمدرسة وانا باعدى الطريق جت عربية كبيرة دهستنى وقطعت راسى عن جسدى وخرجت روحى عن جسمى والحقيقة ياابونا لما شفت العربية داخلة على صرخت وقلت يارب استر باسم الصليب وبعد كده لم اشعر الا بانى مغشى على واخذنى ملاكان من ايدى وكانو منورين خالص واحد منهم قالى يا ابراهيم كفاية كده ربنا عايز يخليك تدخل الملكوت وتفرح مع القديسين تعال معانا نوصلك الفردوس وفرحت بالملايكة ورغم ان الناس اتجمعت وصرخت وكانوا مفزوعين من شكل جسدى الغرقان بالدم الا انى كنت حاسس بفرح عظيم الملايكة شكلهم حلو والفردوس اجمل واجمل وانا دلوقت فرحان جدا بحياتى وباستعد للحياة الابدية مع المسيح بعد يوم القيامة لكن دلوقتى انا بقعد مع القديسين نسبح ربنا وهما كمان علمونى حاجات كتيرة اوى وبينما كان ابراهيم يقص على حكاية انتقاله وحياته الابدية الجميلة بدأ يصعد ويرتفع نحو السماء وهو لايزال يقص على ما يحدث معه وكانت كلماته عن الفردوس عجيبة جدا حتى اننى لا استطيع ان افصح عن تفاصيلها ياابى المهم انه قبل ان يختفى قال لى سلام لك ياابونا ربنا معاك ولا تخف وبعد ان قال هذا سكت عن الكلام واختفى تماما فظللت اراقبه واتمنى لو ظهر لى مرة اخرى فافرح بحديثه الحلو عن الحياة السمائية فى محفل القديسين والملائكة وبينما انا اتطلع الى السماء واتتبع هذه الروح المباركة ازعجنى شئ.
كلاهما قد دين
لم اسمع طيلة حياتى اصواتا متداخلة وصاخبة مثل هذه الاصوات كانت كانها صوت رجل وامرأة يتشاجران بصراخ مرتفع وكل منهما يصف الاخر بصفات غاية فى القبح والانحطاط وبينما انا اتلفت لابحث عن مصدر هذه الاصوات سمعت صوت هادى رزين يقول لى (كلاهما قد دين) فتلفت لابحث عن كل هذه الاصوات واذا بكاهن يظهر لى من وسط المقابر ويكرر نفس العبارة حتى وصل الى وقال لى انظر الى الغرب فوجدت شاب وشابة فى وضع مخجل للغاية يمارسان الخطيئة فى وسط المقابر فقلت : استر يارب ليه الخطية ليه فاجابنى الكاهن قائلا ياابانا ان هذان قد فعلا هذا الامر منذ زمن بعيد وكان الفتى ابن زوج هذه المرأة. قتلا الرجل وعندما انكشفا امرهما هربا الى هذه المنطقة (منطقة المقابر ) وكانا يصنعان الخطية مع بعضهما حتى وجدهما خفير المقابر فى صباح احد الايام وقد فارقا الحياة وهما مضبوطان فى الخطية وهما الان يتعذبان بهذه الذكريات ويظهران من وقت للاخر يصنعان الخطية بينما اصواتهم يتردد فيها ادانة كل منهما للاخر معتبرا انه السبب فى كل ما حدث ولكن لا فائدة من ذلك فقد صارا من اهل العذاب الابدى وبينما الكاهن يحدثنى تنبهت الى اننى لم اعرفه من هو فسالته : ومن انت يا ابى ومن اين عرفت قصة هذان الفاجران ؟وبينما انا اساله وجدت وجهه منيرا ولحيته البيضاء كانها خطوط من الفضة يتخللها ضوء صافى كانه الشمس فوقعت على وجهى من بهاء منظر هذا الكاهن واصطدمت رجلى بالعظام فجرحتنى وسالت الدماء من جرحى ولكن لم يشغلنى هذا الامر عن التفكير فى من عسى ان يكون ذلك الاب المهيب وكنت اسمع صوته يحدثنى وانا خافض الراس فكان يقول لى : ياابانا انا راهب قسيس سكنت هذا الدير منذ زمن بعيد وكانت الحياة قاسية جدا فى هذا المكان وكانت الخدمة شاقة ولكن كانت الحياة مع المسيح هدفا لى فلم اعبأ بكل مشكلات هذه الدنيا وتحملتها بصبر وهبنى الله اياه وكنت احب الشعب واحب ان ادبر له احتياجاته وما كنت اتاخر عن احد فى اموال او زيارات او تدخل من اجل حل مشكلاتهم وعندما اراد الله ان يريحنى من اتعاب هذا العالم الزائل دبرت عنايته ان اصاب بعدوى الكوليرا التى لم يكن لها علاج فى ايامنا وكنت امر بين المرضى لاتفقدهم واصلى لهم واتقبل اعترافاتهم حيث انتابنى اعراض المرض الخطير وكنت على الآم المرض صابرا عالما ان الله انما يريد راحتى فى كل الاحوال وبعد ايام من اتعاب هذا المرض وكنت طريح الفراش والى جوارى اخ شماس كان يرعانى فى مرضى وفى يوم كنت نائما فشعرت كما لو كلن لكزنى احد لاستيقظ فظننت انه الشماس يريد ان يقدم لى شىء ففتحت عينى بتثاقل وانا اتمتم واقول له لست اريد شيئا من هذا العالم لى اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح وعندما تنبهت لما يدور حولى وجدت اننى منفردا حيث كان الشماس نائما فى مكان اخر فتساءلت من الذى ايقظنى اذا وبينما انا متحير سمعت اصواتا هادئة ولما اصغت السمع وجدت انها اصوات تسابيح جميلة للغاية ولكننى لم اعرف مصدرها حتى ظهر لى ما اسعدنى كثيرا لقد جائنى ملاك الله يبشرنى بالرحيل الى عالم الخلود ثم اختفى فايقظت الشماس وقصصت عليه ما حدث كامر الملاك ثم نمت ثانية فجائنى من ايقظنى ايضا ولكن كان جمهور كبير فى هذه المرة واقترب منى ثلاثة ملائكة من نور ووقف احداهما بجوار راسى والاخر عند قدمى ودهنى بزيت ثم جاء الملاك الثالث وبسط على ثوبا روحيا واسعا فاحسست اننى اتثائب واخرج بروحى من جسدى لادخل فى ذلك الثوب الروحى الجميل ثم حملنى الملاكان فى ذلك الثوب بينما اخذ الملاك الثالث يرتل امامى فكنا جميعا نرتفع نحو السماء من ناحية المشرق ورايت المسكونة باجمعها وجميع الخليقة فاعطيت المجد لله الخالق القادر ثم اتى بى الملائكة الى مكان جميل جدا مملوء بارواح الابرار وقال لى الملاك الذى يرتل : ابق هنا حتى ياتى رب المجد يسوع ليصحبك الى الفرح الابدى وما ان تاكدت من وصولى الى الفردوس حتى وجدتنى اسبح وارنم لله كل حين فى فرحة غامرة لا يستطيع القلب البشرى ان يحتملها او ان يستوعبها واما عن مجيىء اليوم الى هنا فهو مهمة تعزية ارسلنى فيها الله لكى اعزيك هنا فى وسط هذه المقابر التى تضم الاشرار والابرار ولايعرف ان يميزهم احد من سكان هذا العالم الفانى وهذه اليد المتيبسة ياابى ( اعطاها لى فى يدى )هى ما تبقى من جسدى فى هذا المكان فارجو ان تضعها فى جيبك حتى تصل الى كنيستنا فتناولت العظمة المباركة من يده وما ان فعلت ذلك حتى وجدته قد اختفى من امامى فصحت انادى عليه واساله عن اسمه لاننى لم اكن قد عرفت بعد ماذا يكون اسم ذلك القديس وبينما انا انادى عليه حدث امر مفزع
ساكنة المقابر
سمعت صوتا مفزعا كانه امرأة تصرخ باصوات صاخبة والتفت فاذا بامرأة ترتدى ملابس رثة وشعرها اشعث ووجهها لا يريح وكانت تصرخ فى وجهى ووثبت نحوى واخذت تضربنى بعظام اموات كانت تمسكها بيدها واطاحت بعمامتى واهالت التراب فوقى ثم امسكت بها وانا امرها باسم السيد المسيح ان تهدأ فسكنت وطلبت منها ان تخبرنى ان كانت روحا او جسدا فقالت لى بصوت بغيض : انا جميلة زوجة خفير المقابر وانت ماذا اتى بك الى هنا ؟ فاجبتها باننى كاهن اقضى بعض الوقت بدير مارجرجس وماذا يهمك من وجودى ؟ ولماذا فعلت ذلك ؟قالت لى كنت يوما ابنة رجل غنى يمتلك اراضى كثيرة فى هذه البلدة واحتال عليه بعض الناس الاشرار وخسر كل ماكان يمتلك واصابه المرض ومات وترك اسرته بلا عائل اخذتنى امى وزوجتنى وانا مازلت صغيرة لخفير هذه المقابر وعشت معه فى فقر شديد وحياة بائسة وفى يوم كنت اسير بين هذه المقابر ليلا وتعثرت قدمى بحجر فوقعت على الارض وشعرت بروح شرير يسكننى ويسيطر على فكان داخل جسدى روحان احدهما روحى الضعيفة بسبب بعدى عن الكنيسة والاسرار المقدسة والروح الشرير التى سكنت جسدى وهذه الروح حركتنى الى شرور كثيرة وظللت هكذا عدة اعوام ولكن منذ خمسة اعوام استطاع احد الاباء ان يخرج هذه الروح من جسدى بعد ان تعذبت كثيرا بسببها وكذلك زوجى الذى احتمل الكثير بسبب هذا الامر
واقتربت من الكنيسة وكانت حياتى مستقرة بعض الشىء فى هذه الفترة الى ان مات ابنى الوحيد فنحت عليه كثيرا وجدفت على اسم الله باقوال كثيرة فبغتنى روح شرير سكن فى وهو مازال يترددعلى حتى الان ولم يفارقنى الا الان لأن جيبك به ما افزعه ولعله يعود مرة اخرى ولا تحسبنى فعلت هذا الشر بارادتى فالروح الشرير هو الذى دفعنى لذلك ...فهل لى يا أبى ان اتخلص من هذا الروح الذى يعاودنى نهائيا.تأثرت بكلام هذه المرأة وتأسفت لما مرت به من صعاب وظروف قاسية وتذكرت اليد المباركة فى جيبى فاخرجتها ووضعتها على راسها واخذت اصلى الى الله ان يتحنن عليها ويحصنها ضد هذه الارواح الشريرة ببركة صلوات القديس صاحب هذه اليد المقدسة.هدأت المرأة ومتلاء وجهها بالبشر بعد ان تيقنت من ان الارواح الشريرة لن تعد تسكنها ثانية وطلبت منى ان اذهب معها الى بيتها بالقرب من الدير فذهبت معها ودخلت منزلها وهو عبارة عن سقيفة صغيرة لايوجدبها الا القليل من اسباب الراحة وكان الرجل يصلى عندما وصلنا الى البيت وكان يقرا فى الاجبية اذ كان شماسا بالدير وهذه المرأة كانت تسكن المقابر بسبب مااعتراها من شر وعندما فتح لنا الباب فرح جدا اذ رأى زوجته على هذه الحالة الطيبة وجلسنا وقتا نتحدث فيه عن عجائب الله فى قديسيه وحاولت ان اعرف الوقت ولكننى كنت قد فقدت ساعتى فى المقابر عندما تشاجرت معى زوجة الخفير وكذا عمامتى ونظرت لنفسى فاذا بى رث الثياب مجهد وعرض على الخفير ان اغتسل قبل ان اعود للدير لكننى رفضت وسارعت بالذهاب الى الدير ولا سيما ان الخفير اخبرنى بانهم منشغلين للغاية بسبب تأخرى فسبقنى هو الى الدير وزف الخبر اليهم بعودتى وهكذا يا أبى عدت الى الدير ولم اخبر احدا حتى الان بما رايت ...والان ماذا ترى ياأبى هل نضع هذه اليد المباركة فى كنيستى ام فى بيتى ام فى اى مكان واخرجت من حقيبتى الجلباب الذى قضيت به هذه الليلة ومددت يدى نحو الجيب لاخرج الكف المقدس ولكن
والى هنا انتهت القصة
قادر الرب يسوع ان يعطينا ابدية سعيدة وان يختم على حياتنا بالبركة له كل
المجد
امين
الله يجعلنا مستعدين لهذا الوقت و يرحمنا امين
[
مدونة ام النور اضغط ع الصورة
[
مدونة الشهيدة دميانه اضغط علي الصورة
[
اضغط علي الصورة لتتعرف اهم واخر الاخبار
قناتي ع اليوتيوب
https://www.youtube.com/user/demiana2
كانت البداية في مساء يوم الاثنين في اجتماع القسم العالى بكنيسة (....)بشبرا حيث تم الاعلان عن قيام الاجتماع بمؤتمر روحى وذلك بدير مارجرجس بسدمنت الجبل ببنى سويف
وانطلقت السيارات تحمل امال هؤلاء الخدام والمخدومين فى رحلة روحية و فى الحادية عشر وتحت لهيب الشمس وصلت السيارات الى الهضبة ببنى سويف غرب نهر النيل وكان كل من بالسيارة قد نام بسبب سخونة الجو وجودة السيارات التى استأجرها الاجتماع
وبعد الوصول تم تسكين وفى ركن اخر حيث حجرة ابينا الكاهن (س) كان العمل مستمرا فى اعداد المحاضرة الاولى من موضوعات المؤتمر وفى تمام الساعة الثالثة ظهرا خرج ابونا (س) والخدام لإيقاظ أفراد المؤتمر لتناول طعام الغذاء الذى لم يستغرق سوى نصف ساعة وبعد ذلك توجه الجميع الى قاعة المحاضرات وبدأت المحاضرة الأولى في المؤتمر واستمرت حتى الخامسة والنصف وفى نهاية المحاضرة قام الجميع بالصلاة.بعد انتهاء الصلاة خرج الجميع فى خلوة فى أماكن متفرقة داخل وخارج الدير استمرت هذه الخلوة لمدة ساعتين وعاد الجميع بعدها الى الدير مسرورين فرحين
أين ذهب أبونا؟!
سؤال تردد على لسان كل من بالدير أين ذهب أبونا ؟؟ انه المشرف على المؤتمر وقد خرج للخلوة مثلهم ولكن جميع اعضاء المؤتمر عادوا الا هو فقد عاد الجميع من الساعة السابعة والنصف وهاهى الساعة 9 ولم يعد ابونا خرج الجميع للبحث عن ابونا وقد تملكهم القلق ولكن لم يجدوه ومرت ساعة واصبحت 10 مساءا ودون جدوى من البحث فابلغوا الشرطة التى خرجت بدورها للبحث ولا نتيجة واستمر الوضع هذا حتى منتصف الليل ولا امل فى رجوع ابونا ومضت ساعات الليل ثقيلة والجميع فى قلق اين ذهب ابونا
حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى حتى اثلج صدور الجميع صوت يقول لقد عاد ابونا (س) وهرع الجميع اليه لمعرفة ماذا حدث ولماذا تأخر كل هذا الوقت فبدى من بعيد ابونا يعرج وثيابه المتربة المتسخة تنم عن معانة المت به وحاولوا ان يسألوه عن سبب اختفائه ولكن لم يحصلوا منه على اى اجابة اذ طلب ابونا ان يستريح فتركوه للراحة وعادوا الى غرفهم هم ايضا للراحة بعد رحلة بحث شاقة طوال الليل ولكن ظل السؤال المحير اين ذهب ابونا؟. وفى ساعة مبكرة من صباح اليوم التالى قام ابونا (س) بصلاة قداس اجتمع فيه كل الأعضاء لربما يقول ابونا فى الوعظة عن سبب اختفائه طوال الليل ولكن هذا لم يحدث فقد صلى ابونا القداس وهو يبكى بحرارة شعر معه الجميع انهم فى السماء وانتهى القداس بعد 4 ساعات صلاة وتناول الجميع ثم بعد الافطار ذهبوا الى المحاضرة الثانية التى توقعوا ان يقول فيها ابونا عن سر اختفائه ولكن هذا ايضا لم يحدث والجميع فى حيرة شديدة وانتهى المؤتمر على هذا الحال
كف انسان داخل الجلابية!
فى السيارة وفى طريق العودة وصل الفضول باحد الشباب انه اخذ حقيبة ابونا خلسة ليبحث فيها عن شىء يرشده الى هذا السر فلعل ابونا كتب مذاكرات عن هذه الليلة المثيرة وبينما هو يبحث عثر على جلابية ابونا التى كان يرتديها فى هذه الليلة ولاحظ عليها التراب وبقعتين من الدم فى طرفها السفلى وعندما وضع يده فى جيب الجلابية امسك بشىء صلب فاخرجه فاذا به كف انسان متيبس وكأنه جزء من جثة محنطة ففزع الأخ وأعاد كل شىء الى مكانه وظل يفكر ما عساها هذه اليد البشرية وما هذه الدماء
ولكن لم يتوصل لحل ولم يستطع ان يخبر احد من الاعضاء عما رأه ولا حتى استطاع ان يسأل ابونا ووصلوا الى القاهرة حيث عاد الجميع الى منازلهم دون ان يعرفوا اين كان ابونا ؟.
اتصال تليفونى هام.
عاد ابونا الى الكنيسة وانفرد بنفسه داخل مكتبه ورفع سماعة التليفون وادار القرص برقم تليفون اعتاد ان يتصل به من حين لاخر فرد عليه الجانب الاخر وكان ابيه ومرشده الروحى ابونا (ع) فقال له ابونا (س) :انا عايز اقابل قدسك حالا عندى كلام كتير لازم اقوله لقدسك ولا استطيع ان اؤجله فرد عليه ابيه الروحى بانه فى انتظاره وماهى الا 12 دقيقة فقط حتى كان ابونا (س) فى منزل ابونا(ع) فارتمى ابونا (س) فى حضن ابيه يقبله بلهفة وانفردا كلاهما فى حجرة المكتب
ما رأيته ياابى لم ارى مثله من قبل .بدأ ابونا (س) يحكى لاب اعترافه عن امور كثيرة فى منتهى العجب فقال : ليلة الاحد الماضى كنت فى الكنيسة مع الشباب والخدام نعد لمؤتمر روحى بسدمنت الجبل وبعد ان انهينا اعمالنا كانت الساعة قد قاربت 12 مساءا وانصرفنا كل الى بيته لينال قسطا من الراحة واويت الى فراشى ومن فرط التعب اخذت فى نوم عميق جدا ورأيت فى نومى البابا كيرلس السادس يحدثنى قائلا لى " ياابانا بكره انا جايلك فى المؤتمر وهاعرفك على شخصية مهمة تعتبر بركة لك وللكنيسة وهتقوم بمهمة كبيرة لكن خلى بالك من كل حاجة هاتشوفها ولا تخبر بها احد سوى مرشدك الروحى بعد عودتك من المؤتمر " وانهى ابونا القديس حديثه ولم اكن له الا مستمعا مطيعا فقد كنت استمع فقط الى ما يقوله لى القديس ولم اجبه بشىء ولكن صمتى كان فرحة بالبابا كيرلس كما كان دهشة من منظر قداسته المهيب الذى بدى لى واقفا فى خرائب ووسط قبور ان ما رأيته فى نومى لم ارى مثله من قبل ياابى اخذ يحكى ابونا (س) ما حدث فى اليوم الاول للمؤتمر لابيه الروحى وانه بعد انتهاء المحاضرة الاولى خرج الجميع للخلوة وخرج هو مثلهم للخلوة واخذ معه كتابه المقدس وخرج خارج الدير وساقته قدماه الى خلف الدير حيث توغل داخل المقابر المنتشرة هناك ويقول ابونا : اخترت لنفسى مكانا منعزلا فوق احدى هذه المقابر وجلست فوقها اقرأ فى الكتاب المقدس ثم قمت فى طريقى اسير بين المقابر واردد ترنيمات معزية للنفس ولاسيما قصيدة يا صديقى لقداسة البابا شنودة وبينما انا اردد هذه الترنيمات وجدتنى واقفا امام كومة ليست قليلة من العظام والجماجم وبقايا الانسان بعضها يبدو قديم جدا والبعض الاخر يبدو اقل قدما كان الذباب الازرق يحط على هذه العظام واصواته المزعجة تثير النفور فى نفسى فاخذت اهش الذباب عن نفسى وبينما انا فى ذلك اصطدمت يدى بقالب طوب موضوع فوق مقبرة مجاورة ووقع ذلك القالب فوق جمجمة كبيرة متطرفة بعض الشىء عن رفاقها من العظام والجماجم وحدث مالم يكن فى الحسبان
الجمجمة تتكلم عن صاحبها!
قبل ان يصطدم الحجر بهذه الجمجمة وكأن ساكنها نظر الحجر يسقط فوقه فصرخ بصوت عال خرج الصوت مرتفعا مزعجا من الجمجمة يتوعد ويهدد الحق ياابى اننى فزعت ورشمت نفسى بعلامة الصليب وكذلك رشمت الجمجمة وامرتها ان تهدأ باسم ربنا يسوع المسيح ولا تثير ضجة فخاطبنى صوت من الجمجمة قائلا : لو كنت تدرى من انا ايها القسيس لمنعت اقدامك منعا بتا من ان تقترب من هذا المكان من الذى اتى بك الى هنا الا تدرى اننى يمكن ان افتك بك وامزقك اربا اغرب عن وجهى ايها ال…..
واخذ يشتمنى ويسبنى ويهيننى بالفاظ نابية كثيرة فرشمت عليه ثانية بعلامة الصليب وامرته باسم ربنا يسوع المسيح ان يقص على قصته .. من هو ؟ وماهى ظروف حياته ؟ وكيف كانت لحظات موته ؟ فاجابنى الصوت بعد ان خفض من صوته قليلا :انا العميد ناجى لقد تربيت محروما مقهورا اذ ماتت امى وانا طفل صغير وتزوج ابى باخرى فذاقتنى المر ولم ترحم طفولتى بل كانت تضربنى ومن الطعام تحرمنى بينما تغدق على اولادها بصورة جعلتنى اشكو لابى فلم ينصفنى ولكى تتخلص منى اشارت على ابى ان يلحقنى بمدرسة داخلية قضيت فيها حياتى محروما مقهورا وخرجت منها لالتحق بالكلية الحربية التى تخرجت منها ضابطا ولكن ساقنى حظى العاثر لاكون مرؤسا لجماعة من الضباط الذين اذلونى وعاملونى بما لايتناسب مع الانسانية كل هذه الامور اختزنت داخلى طاقة غضب وحقد وسخط على المجتمع من حولى وعندما ترقيت الدرجة تلو الاخرى كنت لاادخر جهدا فى اذلال من هم اقل منى وكذا زوجتى كنت اهينها واولادى كنت اعاقبهم بالضرب المبرح بمناسبة وبغير مناسبة الخلاصة اننى تحولت الى وحش كاسر لايردعه احد وكنت اجول بين الناس اصنع شرا واضر كل من استطيع دون خشية من ضمير او دين اما الكنيسة فقد منعت عنها زوجتى واولادى ولم اكن اتيح الفرصة امام احد مرؤسى لكى يذهب للصلاة فقد كنت اكره التدين ولولا انى مسيحى حسب المدون فى اوراقى الرسمية لما دفنت فى مقابر المسيحيين فانا لم ادخل حياتى مكان للعبادة ولاحتى للمجاملة كنت اشعر بكراهية شديدة للتدين لانه يوصى بالرحمة التى لم اشعر بها طيلة حياتى كنت اكره رجال الدين وذات مرة كنت قد ظلمت انسانا يجاورنى فى السكن وكان مسيحيا متدينا ولكنه قال لى مهما عملت انت جارى واخى فى المسيح فاصريت على ان اتسبب له فى ضرر اكبر وفعلا قد كان اما هو ذهب واحضر لى قسيسا واخذ يعاتبنى حتى شعرت بالغيظ واحتديت على هذا القسيس ولطمته على وجهه وطردتهما وما ان عاتبتنى زوجتى على ما فعلت حتى انفجرت غضبا فى وجهها وضربتها ضربا ادى الى ان انخلعت عينها اليمنى فاخذتها الى المستشفى وهناك حاول الاطباء ان يوجهوا لى الاتهام بفعل هذه الجريمة فثرت علي جميعهم وفى ثورتى شعرت بالم شديد فى صدرى وسقطت فاقدا الوعى .. لقد اصابتنى نوبة قلبية رقدت على اثرها فى المستشفى قرابة الشهرين وخرجت لاجدنى مكتئبا وزوجتى بعين واحدة وانا المتسبب فى ذلك وفى جلسة صداقة جلست مع بعض زملائى لنأكل فتبارينا ايا منا يلتهم اكبر قدر من الطعام ولم اكن من محبى الهزيمة حتى ولو كانت على سبيل الدعابة. اخذت اتناول ما امامى من اطعمة بشراهة ونهم فكنت الفائز فى السباق وكان ذلك كافيا لارضاء غرورى ولكن لم البث الا دقائق بعدها سقطت على الارض فقد عاودتنى النوبة القلبية ودخلت المستشفى مرة اخرى بعد يومين افقت على الم بذراعى وكانت احدى الممرضات تحقننى بالعلاج فثرت فى وجهها واهانتها اهانة بالغة ولما ارتفع صوتى حضر الطبيب فاهانته هو ايضا فتركونى ومضوا وبينما انا هكذا دخل جارى ومعه نفس الكاهن الذى سبق ان ضربته واهانته لقد حضرا للاطمئنان على ولكنى اعتبرتهما يريدان الشماتة بى فطردتهما مرة اخرى وبينما انا هكذا شعرت برغبة فى النوم فاخذنى نوم عميق وبينما انا نائم حدث شىء غريب جدا. وبينما انا نائم شعرت بنفسى يختنق بل شعرت بشخصين دخلا ووقفا احداهما عند راسى والاخر عند رجلى واخذا يضربانى بشدة وبلا رحمة وانا لم استطع ان افعل معهما شيئا بل كنت اصرخ وحسب ثم وضع الذى عند راسى شيئا مثل السنارة فى فمى واخذ يجذب روحى من داخلى وانا لا اعلم حقيقة ما يحدث معى ولكننى كنت اشعر بشىء كانه المنشار كان يشقنى نصفين فارتعبت وصرت فى هلع وبعد ان خرجت روحى قال لى الملاك الذى عند راسى هانحن قد اخرجنا روحك البائسة من جسدك فلم تعد تؤذى احد بعد اليوم ولن تتمكن من اهانة رجال الله مرة اخرى كما فعلت وها نحن قد امرنا الله ان نترك روحك تتعذب اولا بمرافقة جسدك لتنظر شقائه ثم فى يوم الدينونة تتعذب روحك الى الابد فى جهنم حيث الظلام والعذاب الابدى وانصرفا كلاهما وتركانى واخذت انظر نفسى راقدا فوق السرير وايضا واقفا الى جواره وكنت متحيرا جدا حين دخل الطبيب الذى اهانته منذ دقائق ومعه زميلان اخران وما ان نظرا الى جسدى حتى اسرعا بعمل بعض الاجراءات الطبية لجسدى ولكن لافائدة فقد كانت روحى واقفة بجوار السرير تتابع كل مايحدث اردت ان ادخل مرة اخرى الى جسدى ولكننى فشلت فقد كانت محاولاتى اشبه بمن يحاول ان يدخل فى كتلة صلبة من الحديد حاولت ان امسك يدى لاحركها ولكن اليد التى لروحى اجتازت كانها سراب دون ان تمسك باليد التى لجسدى فزعت عندما تيقنت من هذه الحقيقة (لقد مات العميد ناجى) هكذا سمعت الطبيب يخاطب زميله كنت ارى كل شىء واسمع كل شىء واتكلم فاسمع صوتى ولكن لايسمعنى الاخرون ولا يروننى ولا يلمسوننى ولا المسهم هكذا كنت معزولا هكذا صار الجسد الروحانى سجننا لى ولم اعد استطيع ان افعل اى شىء سوى الحزن على ماحدث لى وبينما انا افكر فى امرى دخل اثنان واخذا جسدى من فوق السرير وسارا به الى غرفة كئيبة هى المغسلة وصرت وراء جسدى لارى ماذا سيفعلون معه واخذا يخلعان عنى ثيابى وشعرت بالخزى وحولت ان امنعهما وامسك بثيابى ولكن كانت يدى تمسك بالثياب وايدى الرجلان تخلعان الثياب دون ان تعوقهما يدى الهلامية كنت اصرخ فى وجهيهما ولكن كانى في قفر كنت اصرخ فلا يسمع صوتى سواى اما هما فقد اكملا خلع ملابسى وبدا فى غسل جسدى ثم كفنانى بصورة فيها من الاستهتار اكثر مما فيها من الجدية واحضر اثنان اخران صندوقا وضعونى داخله وكانت روحى تصرخ رافضة ان يدخل الجسد فى الصندوق او ان يغلق الصندوق على الجسد ولكن دون جدوى تركونى ومضوا ومكثت انا مع الجسد داخل الصندوق واخذت افكر فيما اقترفت من شرور فوجدتها كالجبل المرتفع والى جوارها جبل اخر من انذارات الله لى وكذا نصائح من حولى هذه جميعها كنت ادوسها بقدمى واتجاوزها مستمرا فى فعل الشر وخرجت من افكارى على اصوات قادمة فاخرجت رأس روحى من الصندوق لارى من القادم واذا بها زوجتى تصرخ وتولول وتبكى لاجل موتى وكانت الدموع تنهمر من عينها الوحيدة التى ظلت سليمة بعد ان فقأت انا العين الاخرى وزادنى صراخها حزنا وشعرت بالخزى من كل ما فعلته معها من قبل وكم كنت اظلمها واردت ان اصم اذنى عن سماع صوتها فلم افلح وهكذا بدأت جنازتى وحملنى جماعة من اقربائى ومن العاملين بالمستشفى على اكتافهم وادخلونى فى السيارة وذهبوا بى الى الكنيسة ولم اكن ادخلها من قبل ابدا ولكننى الان ادخلها مرغما فجسدى داخل الصندوق محمول واجبارا يدخل الكنيسة ظلت روحى خارج الكنيسة فقد رفضت الدخول الى الكنيسة وكأن الكنيسة اصبحت امامى اتون من نار وتأخر جسدى داخل الكنيسة وانا فى انتظاره فى الخارج استمع الى تعليقات الواقفين امام الكنيسة وكنت اعرف غالبيتهم وكانو يتندرون فيما بينهم بما كنت افعل فى حياتى
لقد تنفس بعضهم الصعداء بموتى وكنت رئيسهم القاسى فى حياتى والبعض الاخر كان يقول باننى الان فى الجحيم الاقى جزاء ما فعلت وبالفعل روحى كانت تختنق كمدا وحسرة واخذت اصرخ واصرخ بلا هدف وبلا فائدة فلا احد يسمعنى ولا جسد لى فاحركه ويراه الناس خرج الصندوق الذى احتوى على جسدى فاسرعت بالدخول اليه ونظرت وجهى داخله فاذا به مغمض العينين مقفهر
توجه الموكب الى المقابر وانزلونى الى المقبرة وغادر جميعهم المكان بعد ان اغلقوا القبر احترت الى اين اذهب جائنى ذلك الملاك الذى اخرج روحى وسألنى هل تريد ان تبقى مع جسدك ام ان تبقى مع الناس ام تمضى معنا حيث تنتظر يوم القيامة وقبل ان اجيبه بشىء امرنى بان ابقى مع جسدى ليوم القيامة وامرنى بان احدثك انت بالذات فاقص عليك امرى وسألته فهل سيسمعنى انسان مرة اخرى فقال لى هذه المرة فقط التى تتكلم لان الله مع ابينا (س) لان الله له ارادة فى ذلك وقلت له هل سيحل هذا الكاهن مشكلتى ويمنحنى غفرانا وتحليلا عن خطاياى فقال لى ان ذلك الغفران كان ممكنا لناجى الذى يحيا بالجسد والروح معا ولكن الان لم تعد فرصة للتوبة انه وقت الحساب فقط فحسب اعمالك ستنال اجرتك يوم القيامة وانت تدرى تماما انك لم تفعل ما يؤهلك للحياة الابدية السعيدة لانك استهنت بذلك اليوم الذى ستغادر فيه الحياة والان ابقى مع جسدك هذا وشاهد بعينى روحك ما سيحدث له وتركنى وانصرف ولم استطع ان اكسر اوامره فبقيت مع جسدى وبعد يومين وجدت جسدى ينتفخ وصارت ملامحه قبيحة ففزعت وصرخت وازداد هلعى بالاكثر عندما حاولت ان ابعد دودة رايتها تقترب منه وفشلت محاولاتى المستميتة امام تقدم هذه الدودة من جسدى وبالفعل اصبحت الدودة مئات الديدان ياكل فى جميع اجزاء جسمى وانا لا استطيع ان امنعها حاولت ان اغادر المقبرة لكن دون جدوى وبقيت اعانى من اهوال تحدث مع جسدى تفتت جسدى وتشتت وبقيت ساكنا داخل جمجمتى اجتر الحسرة كل دقيقة على العمر الذى اضعته ولكن لايصلح الندم بعد العدم وها انت سمعت قصتى وبعد ان تتركنى سوف تعود لصوت روحى خصائصه التى لا يسمعها البشر اننى لااشعر باى عزاء فى قبرى هنا بل شقاءوعذاب وحزن وظلمة
وانتهى ناجى من حديثه معى فجلست ياابى افكر فيما سمعت وانا متحير مما سمعت وساد الصمت فى المكان لولا ان ما حدث لم يكن فى الحسبان استغرقت ياابى فى تفكير عميق وفيما انا متفكر فى هذه الامور صرخت جمجمة العميد ناجى بصوت مفزع وخرج منها فار صغير كان مختبأ فيها ففزعت وتراجعت الى الخلف وانا اردد باسم الصليب باسم الصليب وبينما انا هكذا اذ بصوت جميل كانه لطفل فى السابعة من عمره ينادينى باسمى وبكل احترام ظهر هذا الطفل خارجا من بين المقابر مرتديا تونية بيضاء ناصعة ووجهه جميل جدا هذا الطفل اقترب منى وقبل الصليب فى يدى وقال لى : لا تفزع ياابى فان هذه الامور كثيرا ما تحدث فى المقابر اذ هى منطقة خربة تتجمع فيها الحشرات والديدان والقوارض وال**** انها مناطق مهجورة ياابى كما تعلم فسالته من انت يابنى وما الذى اتى بك الى هذه المقابر فى الليل الموحش ؟ ولماذا ترتدى تونية ؟
فابتسم الطفل ابتسامة جميلة تفيض بالسلام الذى لم ليبث ان ملأ قلبى انا ايضا وقال لى : انا ياابى لم اعد طفلا بشريا عاديا لقد انتقلت من هذا العالم قبل ان تولد قدسك فيه فاندهشت مما قاله لى وعرفت انه روح لطفل قديس انتقل من العالم منذ زمن بعيد وتطلعت الى معرفة قصته ولكن فى البداية سالته عن كيفية ظهوره لى بالجسد كامل الهيئة بل ويلمسنى فاشعر به دما ولحما كانه بشر
فاجابنى وهو يبتسم : انها ارادة الله ياابى وله ينبغى الطاعة دائما فلقد امرنى احد الملائكة بان اظهر لك فى هذه الصورة باذن الله وارادته وهذه ليست المرة الاولى التى يسمح لى الله ان اظهر لانسان بجسدى بهذه الهيئة وسالته عن قصة حياته فقال لى : انا ياقدس ابونا ابراهيم ابن سعدالله الشماس فى كنيسة مارجرجس كان ابى شماس صوته جميل كل الناس كانت تحترمه لانه خدوم وطيب وبيحب الكنيسة كان يحضر كل اسبوع القداس وبعد القداس يقعد يحفظ الشمامسة الصغار الالحان واللغة القبطية وكان يجمعهم فى خورس الشمامسة ويوزع عليهم الملبس والفطور ويفطر معاهم وبعدين يحفظهم الالحان وكان دائما ياخذنى معاه وحفظت الحان ومردات كثيرة ولما حضر سيدنا المطران للكنيسة رشمنى شماس برتبة ابصالتس وكان عمرى 5 سنوات وفرحت جدا بالرتبة الشماسية وكنت اواظب على القداس وحصص الالحان وكنت كل يوم اسمع من امى حكاية من حكايات الكتاب المقدس او سيرة قديس من قديسى الكنيسة وهكذا كانت حياتى سعيدة ودخلت المدرسة الابتدائية ونجحت فى سنة اولى ابتدائى ودخلت سنة تانية ابتدائى وكان والدى فرحان جدا بانى شماس حافظ الحان كويس وباسمع الكلام علشان بابا يسوع يفرح بى وكمان كنت شاطر فى المدرسة ولكن .فى مرة كنت ذاهب للمدرسة وانا باعدى الطريق جت عربية كبيرة دهستنى وقطعت راسى عن جسدى وخرجت روحى عن جسمى والحقيقة ياابونا لما شفت العربية داخلة على صرخت وقلت يارب استر باسم الصليب وبعد كده لم اشعر الا بانى مغشى على واخذنى ملاكان من ايدى وكانو منورين خالص واحد منهم قالى يا ابراهيم كفاية كده ربنا عايز يخليك تدخل الملكوت وتفرح مع القديسين تعال معانا نوصلك الفردوس وفرحت بالملايكة ورغم ان الناس اتجمعت وصرخت وكانوا مفزوعين من شكل جسدى الغرقان بالدم الا انى كنت حاسس بفرح عظيم الملايكة شكلهم حلو والفردوس اجمل واجمل وانا دلوقت فرحان جدا بحياتى وباستعد للحياة الابدية مع المسيح بعد يوم القيامة لكن دلوقتى انا بقعد مع القديسين نسبح ربنا وهما كمان علمونى حاجات كتيرة اوى وبينما كان ابراهيم يقص على حكاية انتقاله وحياته الابدية الجميلة بدأ يصعد ويرتفع نحو السماء وهو لايزال يقص على ما يحدث معه وكانت كلماته عن الفردوس عجيبة جدا حتى اننى لا استطيع ان افصح عن تفاصيلها ياابى المهم انه قبل ان يختفى قال لى سلام لك ياابونا ربنا معاك ولا تخف وبعد ان قال هذا سكت عن الكلام واختفى تماما فظللت اراقبه واتمنى لو ظهر لى مرة اخرى فافرح بحديثه الحلو عن الحياة السمائية فى محفل القديسين والملائكة وبينما انا اتطلع الى السماء واتتبع هذه الروح المباركة ازعجنى شئ.
كلاهما قد دين
لم اسمع طيلة حياتى اصواتا متداخلة وصاخبة مثل هذه الاصوات كانت كانها صوت رجل وامرأة يتشاجران بصراخ مرتفع وكل منهما يصف الاخر بصفات غاية فى القبح والانحطاط وبينما انا اتلفت لابحث عن مصدر هذه الاصوات سمعت صوت هادى رزين يقول لى (كلاهما قد دين) فتلفت لابحث عن كل هذه الاصوات واذا بكاهن يظهر لى من وسط المقابر ويكرر نفس العبارة حتى وصل الى وقال لى انظر الى الغرب فوجدت شاب وشابة فى وضع مخجل للغاية يمارسان الخطيئة فى وسط المقابر فقلت : استر يارب ليه الخطية ليه فاجابنى الكاهن قائلا ياابانا ان هذان قد فعلا هذا الامر منذ زمن بعيد وكان الفتى ابن زوج هذه المرأة. قتلا الرجل وعندما انكشفا امرهما هربا الى هذه المنطقة (منطقة المقابر ) وكانا يصنعان الخطية مع بعضهما حتى وجدهما خفير المقابر فى صباح احد الايام وقد فارقا الحياة وهما مضبوطان فى الخطية وهما الان يتعذبان بهذه الذكريات ويظهران من وقت للاخر يصنعان الخطية بينما اصواتهم يتردد فيها ادانة كل منهما للاخر معتبرا انه السبب فى كل ما حدث ولكن لا فائدة من ذلك فقد صارا من اهل العذاب الابدى وبينما الكاهن يحدثنى تنبهت الى اننى لم اعرفه من هو فسالته : ومن انت يا ابى ومن اين عرفت قصة هذان الفاجران ؟وبينما انا اساله وجدت وجهه منيرا ولحيته البيضاء كانها خطوط من الفضة يتخللها ضوء صافى كانه الشمس فوقعت على وجهى من بهاء منظر هذا الكاهن واصطدمت رجلى بالعظام فجرحتنى وسالت الدماء من جرحى ولكن لم يشغلنى هذا الامر عن التفكير فى من عسى ان يكون ذلك الاب المهيب وكنت اسمع صوته يحدثنى وانا خافض الراس فكان يقول لى : ياابانا انا راهب قسيس سكنت هذا الدير منذ زمن بعيد وكانت الحياة قاسية جدا فى هذا المكان وكانت الخدمة شاقة ولكن كانت الحياة مع المسيح هدفا لى فلم اعبأ بكل مشكلات هذه الدنيا وتحملتها بصبر وهبنى الله اياه وكنت احب الشعب واحب ان ادبر له احتياجاته وما كنت اتاخر عن احد فى اموال او زيارات او تدخل من اجل حل مشكلاتهم وعندما اراد الله ان يريحنى من اتعاب هذا العالم الزائل دبرت عنايته ان اصاب بعدوى الكوليرا التى لم يكن لها علاج فى ايامنا وكنت امر بين المرضى لاتفقدهم واصلى لهم واتقبل اعترافاتهم حيث انتابنى اعراض المرض الخطير وكنت على الآم المرض صابرا عالما ان الله انما يريد راحتى فى كل الاحوال وبعد ايام من اتعاب هذا المرض وكنت طريح الفراش والى جوارى اخ شماس كان يرعانى فى مرضى وفى يوم كنت نائما فشعرت كما لو كلن لكزنى احد لاستيقظ فظننت انه الشماس يريد ان يقدم لى شىء ففتحت عينى بتثاقل وانا اتمتم واقول له لست اريد شيئا من هذا العالم لى اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح وعندما تنبهت لما يدور حولى وجدت اننى منفردا حيث كان الشماس نائما فى مكان اخر فتساءلت من الذى ايقظنى اذا وبينما انا متحير سمعت اصواتا هادئة ولما اصغت السمع وجدت انها اصوات تسابيح جميلة للغاية ولكننى لم اعرف مصدرها حتى ظهر لى ما اسعدنى كثيرا لقد جائنى ملاك الله يبشرنى بالرحيل الى عالم الخلود ثم اختفى فايقظت الشماس وقصصت عليه ما حدث كامر الملاك ثم نمت ثانية فجائنى من ايقظنى ايضا ولكن كان جمهور كبير فى هذه المرة واقترب منى ثلاثة ملائكة من نور ووقف احداهما بجوار راسى والاخر عند قدمى ودهنى بزيت ثم جاء الملاك الثالث وبسط على ثوبا روحيا واسعا فاحسست اننى اتثائب واخرج بروحى من جسدى لادخل فى ذلك الثوب الروحى الجميل ثم حملنى الملاكان فى ذلك الثوب بينما اخذ الملاك الثالث يرتل امامى فكنا جميعا نرتفع نحو السماء من ناحية المشرق ورايت المسكونة باجمعها وجميع الخليقة فاعطيت المجد لله الخالق القادر ثم اتى بى الملائكة الى مكان جميل جدا مملوء بارواح الابرار وقال لى الملاك الذى يرتل : ابق هنا حتى ياتى رب المجد يسوع ليصحبك الى الفرح الابدى وما ان تاكدت من وصولى الى الفردوس حتى وجدتنى اسبح وارنم لله كل حين فى فرحة غامرة لا يستطيع القلب البشرى ان يحتملها او ان يستوعبها واما عن مجيىء اليوم الى هنا فهو مهمة تعزية ارسلنى فيها الله لكى اعزيك هنا فى وسط هذه المقابر التى تضم الاشرار والابرار ولايعرف ان يميزهم احد من سكان هذا العالم الفانى وهذه اليد المتيبسة ياابى ( اعطاها لى فى يدى )هى ما تبقى من جسدى فى هذا المكان فارجو ان تضعها فى جيبك حتى تصل الى كنيستنا فتناولت العظمة المباركة من يده وما ان فعلت ذلك حتى وجدته قد اختفى من امامى فصحت انادى عليه واساله عن اسمه لاننى لم اكن قد عرفت بعد ماذا يكون اسم ذلك القديس وبينما انا انادى عليه حدث امر مفزع
ساكنة المقابر
سمعت صوتا مفزعا كانه امرأة تصرخ باصوات صاخبة والتفت فاذا بامرأة ترتدى ملابس رثة وشعرها اشعث ووجهها لا يريح وكانت تصرخ فى وجهى ووثبت نحوى واخذت تضربنى بعظام اموات كانت تمسكها بيدها واطاحت بعمامتى واهالت التراب فوقى ثم امسكت بها وانا امرها باسم السيد المسيح ان تهدأ فسكنت وطلبت منها ان تخبرنى ان كانت روحا او جسدا فقالت لى بصوت بغيض : انا جميلة زوجة خفير المقابر وانت ماذا اتى بك الى هنا ؟ فاجبتها باننى كاهن اقضى بعض الوقت بدير مارجرجس وماذا يهمك من وجودى ؟ ولماذا فعلت ذلك ؟قالت لى كنت يوما ابنة رجل غنى يمتلك اراضى كثيرة فى هذه البلدة واحتال عليه بعض الناس الاشرار وخسر كل ماكان يمتلك واصابه المرض ومات وترك اسرته بلا عائل اخذتنى امى وزوجتنى وانا مازلت صغيرة لخفير هذه المقابر وعشت معه فى فقر شديد وحياة بائسة وفى يوم كنت اسير بين هذه المقابر ليلا وتعثرت قدمى بحجر فوقعت على الارض وشعرت بروح شرير يسكننى ويسيطر على فكان داخل جسدى روحان احدهما روحى الضعيفة بسبب بعدى عن الكنيسة والاسرار المقدسة والروح الشرير التى سكنت جسدى وهذه الروح حركتنى الى شرور كثيرة وظللت هكذا عدة اعوام ولكن منذ خمسة اعوام استطاع احد الاباء ان يخرج هذه الروح من جسدى بعد ان تعذبت كثيرا بسببها وكذلك زوجى الذى احتمل الكثير بسبب هذا الامر
واقتربت من الكنيسة وكانت حياتى مستقرة بعض الشىء فى هذه الفترة الى ان مات ابنى الوحيد فنحت عليه كثيرا وجدفت على اسم الله باقوال كثيرة فبغتنى روح شرير سكن فى وهو مازال يترددعلى حتى الان ولم يفارقنى الا الان لأن جيبك به ما افزعه ولعله يعود مرة اخرى ولا تحسبنى فعلت هذا الشر بارادتى فالروح الشرير هو الذى دفعنى لذلك ...فهل لى يا أبى ان اتخلص من هذا الروح الذى يعاودنى نهائيا.تأثرت بكلام هذه المرأة وتأسفت لما مرت به من صعاب وظروف قاسية وتذكرت اليد المباركة فى جيبى فاخرجتها ووضعتها على راسها واخذت اصلى الى الله ان يتحنن عليها ويحصنها ضد هذه الارواح الشريرة ببركة صلوات القديس صاحب هذه اليد المقدسة.هدأت المرأة ومتلاء وجهها بالبشر بعد ان تيقنت من ان الارواح الشريرة لن تعد تسكنها ثانية وطلبت منى ان اذهب معها الى بيتها بالقرب من الدير فذهبت معها ودخلت منزلها وهو عبارة عن سقيفة صغيرة لايوجدبها الا القليل من اسباب الراحة وكان الرجل يصلى عندما وصلنا الى البيت وكان يقرا فى الاجبية اذ كان شماسا بالدير وهذه المرأة كانت تسكن المقابر بسبب مااعتراها من شر وعندما فتح لنا الباب فرح جدا اذ رأى زوجته على هذه الحالة الطيبة وجلسنا وقتا نتحدث فيه عن عجائب الله فى قديسيه وحاولت ان اعرف الوقت ولكننى كنت قد فقدت ساعتى فى المقابر عندما تشاجرت معى زوجة الخفير وكذا عمامتى ونظرت لنفسى فاذا بى رث الثياب مجهد وعرض على الخفير ان اغتسل قبل ان اعود للدير لكننى رفضت وسارعت بالذهاب الى الدير ولا سيما ان الخفير اخبرنى بانهم منشغلين للغاية بسبب تأخرى فسبقنى هو الى الدير وزف الخبر اليهم بعودتى وهكذا يا أبى عدت الى الدير ولم اخبر احدا حتى الان بما رايت ...والان ماذا ترى ياأبى هل نضع هذه اليد المباركة فى كنيستى ام فى بيتى ام فى اى مكان واخرجت من حقيبتى الجلباب الذى قضيت به هذه الليلة ومددت يدى نحو الجيب لاخرج الكف المقدس ولكن
والى هنا انتهت القصة
قادر الرب يسوع ان يعطينا ابدية سعيدة وان يختم على حياتنا بالبركة له كل
المجد
امين
الله يجعلنا مستعدين لهذا الوقت و يرحمنا امين
[
مدونة ام النور اضغط ع الصورة
[
مدونة الشهيدة دميانه اضغط علي الصورة
[
اضغط علي الصورة لتتعرف اهم واخر الاخبار
قناتي ع اليوتيوب
https://www.youtube.com/user/demiana2