لماذا لم يمنع الله الإنسان من التعدي على وصاياه !!!!
هذا السؤال يأتي لذهن الكثيرين،
على أساس تدعيم أن الله ظلم الإنسان، لأن بكونه يعلم أن هذا الإنسان الذي خلقه سيُخطأ ولم يضع له ما يمنعه عن التعدي والدخول في قضية الموت الذي ملك عليه وحفظة للدينونة فهو بذلك يعتبر ظلم الإنسان، وأيضاً لم يتراجع عن أن يخلقه أو يخلقه في جوٍ آخر غير الذي خُلق فيه... وأن معرفته السابقة كإله تعطي له الحق في أن يسبق الإنسان في وضع إرادته منحصرة في فعل الخير وحده وكل ما هو حسن، أو كان بدَّل إرادته بإرادة لا تطيع سوى صوت الحق وحده ....
هذه الأسئلة التي تدور في الذهن هي دائماً تأتي بسبب انغلاق الذهن عن فكر الله المُعلن في المحبة، التي نتذوقها بالشركة مع الله في النور، فالله لم يخلقنا لنتمتع بنعمة الوجود كما يُقال في الفلسفة، لكي يعطينا إرادة تفعل الصلاح وحده بدون اختيار، لأنه لم يخلق روبوت [ إنسان آلي ] يصنع إرادة الله بآلية منتظمة، لأن الله خلق حبيبه الإنسان لينشئ معه حياة شركة في الحرية، وتستحيل الشركة بدون المحبة، ولا توجد محبة حقيقية صادقة بدون حرية الاختيار، لأن كيف أعيش حراً ولي إرادتي الخاصة، وأنا مربوطاً بشخص لا أستطيع أن أختار دونه ولا أطيع سوى إرادته فقط، وليس لي الحرية أن أقبلها أو أرفضها، فأنا هنا مجبراً على الاختيار القسري، ولا أملك حريتي، لأنها في يد آخر، والله في ذاته لا يستحوذ على أحد، لأنه في ذاته حراً وغير مقيداً بشيء على الإطلاق، وبقدرة ذاته خلق الإنسان على صورته، على صورة حريته ومجده، ومن هنا أتت حرية الإرادة في جميع الكائنات التي خلقها، مع أن الخليقة كلها خلقها وربطها بالإنسان وأخضعها له، لأن وضع صورته في الإنسان ولأجل الإنسان خلق كل شيء، لكي يرعاه كإله الكون (إن جاز التعبير)، لأن الإنسان هُنا خُلق على صورة الله وسلطانه، وسلطان الإنسان ناله من الله على الطبيعة ذاتها، وهذا واضح من سفر التكوين نفسه: [ وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملئوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض ] (تكوين 1: 28)
فيا إخوتي، أن حرية الاختيار هي أساس وقاعدة المحبة، لأن القهر والإجبار لا يولِّدان محبة ولا يُنمياها قط، بل يولِّدان العصيان والتمرد، لأن طالما يوجد إرادة لابد من أن توجد الرغبة، لأن فعل الإرادة يتوالد من الرغبة ، والرغبة يتوقف عليها الاختيار، (لأن الرغبة – اي ماذا أُريد أنا، ماذا أرغب - تحدد الاختيار)، والاختيار الصحيح في المحبة يستدعي الحرية، أما القسر يستدعي العبودية، والله لم يرد أن يخلق عبيداً تحت وصاية ليعملوا عنده، لأنه لا يحتاج خداماً ولا خدمة، لأنه متى احتاج هذا أصبح ناقصاً ويحتاج لآخر، وحينما يبدأ في احتياج لآخر لن يُصبح هو الله، بل ناقصاً وفي احتياج خاص ليكمُّل، ولكنه لم يحتاج لشيءٍ ما قط، لأنه لم يكن يحتاج إلى عبوديتي، لأني أن عبدته لن أزيده وأن ابتعدت عنه لن أنتقص منه شيئاً، بل في الحقيقة أنا الذي أحتاج إليه بشدة لأنه حياتي وخارجاً عنه زُلي وهواني واستعبادي لآخر !!!
فالسرّ في حُرية اختيار الإنسان هو محبة الله الشديدة، وبكون الله هو مصدر الخليقة وينبوع حريتها وحياتها الحقيقية، لذلك أنشأ فيها الحرية وغرسها في طبيعة الإنسان، فالحرية مغروسة طبيعياً (حسب نعمة الخلق) في كل إنسان بل وأي إنسان، لذلك في يده الاختيار، بالرغم أنه بسبب السقوط أصبح اختياره مربوطاً بالمجتمع وبعض القيود التي نشأت بعيداً عن الله لأنها ظهرت كنتيجة الموت الذي تسلط على الإنسان الذي أفسد الأرض، هذه الأرض التي باركها الله قد لُعنت بسبب الإنسان نفسه لأنه سقط، وبكون الخليقة بأسرها مرتبطة به ارتباطاً كسيداً ومتسلطاً عليها سقطت بالتالي معه، بل وتمردت عليه وصارت على خلاف طبعها الأصلي، لأن السقوط طال كل ما فيها فأفسده، واستمر هذا الفساد جيلاً بعد جيل !!!
فالإنسان بحرية اختياره، سقط من نعمة الله، وتحوَّل من إنسان بحسب الله، أي حسب الصورة التي خُلق عليها والتي تستمد حياتها وحريتها من الله، إلى إنسان عائداً إلى التراب الذي أُخذ منه، الذي لا يوجد فيه حياة، فلما جفت الحياة التي في الإنسان بانقطاعها عن مصدرها وأصلها وينبوعها، مات الإنسان روحياً، ولكن نعمة الله وحدها حفظته من العودة إلى العدم، لأن الله لم يكسر عطية البركة التي أعطاها للإنسان حينما قال له [ اثمروا واكثروا ] (تكوين 1: 28)، فأمانة الله لن تسمح للإنسان بالعودة للعدم، لأنه من طبيعة المحبة الإلهية أنها لا تتوقف عن العطاء أبداً، لأن المحبة في الله دفق عطاء دائم، ينسكب كالشلال ويجري كالنهر الجارف، لذلك بتدبير المحبة الحانية ذات العناية الفائقة، رتب الخلاص حسب كلمات التقوى في القداس الإلهي: [ أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك ]، وكراعٍ صالح يرعى قطيعه لا يتوانى على ان يبذل نفسه من أجل كل واحد فيه:
فيا إخوتي، أن حرية الاختيار هي أساس وقاعدة المحبة، لأن القهر والإجبار لا يولِّدان محبة ولا يُنمياها قط، بل يولِّدان العصيان والتمرد، لأن طالما يوجد إرادة لابد من أن توجد الرغبة، لأن فعل الإرادة يتوالد من الرغبة ، والرغبة يتوقف عليها الاختيار، (لأن الرغبة – اي ماذا أُريد أنا، ماذا أرغب - تحدد الاختيار)، والاختيار الصحيح في المحبة يستدعي الحرية، أما القسر يستدعي العبودية، والله لم يرد أن يخلق عبيداً تحت وصاية ليعملوا عنده، لأنه لا يحتاج خداماً ولا خدمة، لأنه متى احتاج هذا أصبح ناقصاً ويحتاج لآخر، وحينما يبدأ في احتياج لآخر لن يُصبح هو الله، بل ناقصاً وفي احتياج خاص ليكمُّل، ولكنه لم يحتاج لشيءٍ ما قط، لأنه لم يكن يحتاج إلى عبوديتي، لأني أن عبدته لن أزيده وأن ابتعدت عنه لن أنتقص منه شيئاً، بل في الحقيقة أنا الذي أحتاج إليه بشدة لأنه حياتي وخارجاً عنه زُلي وهواني واستعبادي لآخر !!!
فالسرّ في حُرية اختيار الإنسان هو محبة الله الشديدة، وبكون الله هو مصدر الخليقة وينبوع حريتها وحياتها الحقيقية، لذلك أنشأ فيها الحرية وغرسها في طبيعة الإنسان، فالحرية مغروسة طبيعياً (حسب نعمة الخلق) في كل إنسان بل وأي إنسان، لذلك في يده الاختيار، بالرغم أنه بسبب السقوط أصبح اختياره مربوطاً بالمجتمع وبعض القيود التي نشأت بعيداً عن الله لأنها ظهرت كنتيجة الموت الذي تسلط على الإنسان الذي أفسد الأرض، هذه الأرض التي باركها الله قد لُعنت بسبب الإنسان نفسه لأنه سقط، وبكون الخليقة بأسرها مرتبطة به ارتباطاً كسيداً ومتسلطاً عليها سقطت بالتالي معه، بل وتمردت عليه وصارت على خلاف طبعها الأصلي، لأن السقوط طال كل ما فيها فأفسده، واستمر هذا الفساد جيلاً بعد جيل !!!
فالإنسان بحرية اختياره، سقط من نعمة الله، وتحوَّل من إنسان بحسب الله، أي حسب الصورة التي خُلق عليها والتي تستمد حياتها وحريتها من الله، إلى إنسان عائداً إلى التراب الذي أُخذ منه، الذي لا يوجد فيه حياة، فلما جفت الحياة التي في الإنسان بانقطاعها عن مصدرها وأصلها وينبوعها، مات الإنسان روحياً، ولكن نعمة الله وحدها حفظته من العودة إلى العدم، لأن الله لم يكسر عطية البركة التي أعطاها للإنسان حينما قال له [ اثمروا واكثروا ] (تكوين 1: 28)، فأمانة الله لن تسمح للإنسان بالعودة للعدم، لأنه من طبيعة المحبة الإلهية أنها لا تتوقف عن العطاء أبداً، لأن المحبة في الله دفق عطاء دائم، ينسكب كالشلال ويجري كالنهر الجارف، لذلك بتدبير المحبة الحانية ذات العناية الفائقة، رتب الخلاص حسب كلمات التقوى في القداس الإلهي: [ أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك ]، وكراعٍ صالح يرعى قطيعه لا يتوانى على ان يبذل نفسه من أجل كل واحد فيه:
- [ لا تنس نعم الكافل فانه بذل نفسه لأجلك ] (سيراخ 29: 20)
- [ فبذل نفسه ليخلص شعبه ويُقيم لنفسه اسماً مخلداً ] (1مكابين 6: 44)
- [ كما ان ابن الانسان لم يأتِ ليُخدَّم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ] (متى 20: 28)
- [ أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ] (يوحنا 10: 11)
- [ الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا ] (غلاطية 1: 4)
- [ الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع الشهادة في أوقاتها الخاصة ] (1تيموثاوس 2: 6)
- [ الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويُطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة ] (تيموثاوس 2: 14).
وهدف خلاصنا أن نعود لما يفوق الأصل في حياة مضمونة للأبد في المسيح يسوع الذي فكنا وحررنا من سلطان الموت ليُدخلنا في مجد حرية أولاد الله، لكي لا نُستعبد لشيء، بل نحيا في الحرية التي بها حررنا الابن الوحيد:
- [ فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] (يوحنا 8: 36)
- [ لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ] (رومية 8: 2)
- [ عالمين هذا إن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية ] (رومية 6: 6)
- [ فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية ] (غلاطية 5: 1)
- [ فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البرّ ] (أفسس 6: 14)
- [ فاثبتوا إذاً أيها الإخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا ] (2تسالونيكي 2: 15)
- [ فاخضعوا لله، قاوموا إبليس فيهرب منكم، قاوموه راسخين في الايمان ] (يعقوب 4: 7؛ 1بطرس 5: 9)
<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>- آه يا سيدي يسوع المسيح الرب المصلوب
- الرب القائم بمجد عظيم
- جالساً بجسم بشريتنا عن يمين أبيك
- لتجلسنا معك في المجد العظيم الذي لك قبل كون العالم
- ها أن أقف على باب الحياة الذي هو شخصك، لأنك أنت الحياة
- أقرع باب تعطفك العظيم، لتفتح لي وتدخلني فيه
- كي أسير معك على نفس ذات درب صليبك المُحيي
- لكي أُعلَّق وأموت معك فأدخل في قوة الغفران لأغتسل بالتمام
- فأرى مجدك وأصبح إنسان جديد خارجاً معك من قبرك بمجد قيامتك
- لكي أجلس معك في عرشك عندما استودع روحي لك وللآب
- اسكب محبتك في قلبي الآن، اسكبها كفيض تيار نهر جارف
- فتجتاح نفسي كلها وتكتسح كل ما هو في داخلي ليس من المحبة
- أشعلني ينارك المطهرة، فاشتعل بقوة الصليب
- فتتم شهوتي، بأن أُضيع حياتي من أجلك لأربحها في شخصك
- وأنال معك مجد قيامتك مستمتعاً بشركة الحياة في محضرك
- مع جميع القديسين في نورك المشرق
- في ذلك النهار الأبدي الذي لا يزول
- المجد لك يا إلهي الحي آمين