اصحواوإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8)
( يوم الاثنين من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير )
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي
( 27 : 1 ـ 41 )[/center]
وكان بعد أن شاخ إسحق وكلَّت عيناهُ عن النَّظر دعي عيسُو ابنهُ الأكبر وقال لهُ: يا ابني، فقال هأنذا. فقال له: هوذا أنا قد شختُ ولا أعلم يوم موتي. والآن خُذ عُدَّتك وجُعبتك وقوسك وامض إلى الحقل وصد لي صيداً، وهييء لي أطعمة كما أُحبُّ أنا وأتني بها لآكُل لكي تُبارككَ نفسي قبل أن أمُوت. فسمعت رفقة إسحق يتكلَّم مع عيسو ابنهِ. أمَّا عيسو فمضى إلى الحقل ليصد صيداً لأبيه. فقالت رفقةُ ليعقوب ابنها الأصغر هوذا أنا قد سمعتُ أباك يتكلَّمُ مع عيسو أخيك قائلاً: ائتني بصيدٍ وهييء لي أطعمة لكي آكل وأُبارككَ قدام الرَّبِّ قبل أن أموت. فالآن يا ابني اسمع لي فيما آمُرُك بهِ. امض إلى الغنم وخُذ من هُناك جدييْن رخصين جَيِّدين، وهيئهما أطعمة لأبيكَ كما يُريد، وتُقدِّمُها لأبيك فيأكُل لكي يُبارككَ قبل أن يموت. فقـال يعقـوب لرفقـة أُمِّـهِ إن عيسـو أخـي رجُـلٌ أشـعرُ وأنـا رجُـلٌ أملــسُ.لعل أبي يجُسُّني فأكُونُ كمُتهاون أمامه فأجلُبُ عليَّ لعنةً لا بركةً. فقالت لهُ أُمُّه عليَّ لعنتُكَ يا ابني، فقط اسمع لقولي وامض واحضر لي. فمضى وأخذها وقدَّمها إلى أُمِّهِ، فهيأت أُمُّهُ الأطعمة كما يُحبها أبُوه. وأخذت رفقة أمه حلة عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت في داخل بيتها وألبستها ليعقوب ابنها الأصغر. وربطت جلد الجديين على ذراعيه ومواضع عُنقُهِ العارية. ودفعت الخُبز والأطعمة التي هيأتها إلى يدى يعقوب ابنها. فأدخلها إلى أبيهِ وقال: يا أبتاه، فقال: هأنذا، ماذا حدث يا ابني. فقال يعقوب لأبيهِ أنا عيسو بكرُكَ، قد فعلتُ مثل ما كلَّمتني بهِ، قُم اِجلس وكُل مِن صيدي لكي تُباركني نفسُكَ. فقال إسحق لابنهِ ما هذا الذي وجدته بسرعة يا ابني، أمَّا هو فقال: الذي يسَّرهُ الرَّبَّ الإله أمامي. فقال إسحق ليعقوب أدنو مني يا ابني لكي أَجُسَّكَ، هل أنت ابني عيسو أم لا. فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيهِ، فجسَّهُ وقال الصَّوتُ صوتُ يعقُوب ولكِنَّ اليديْن يدا عيسو. ولم يعرفهُ لأنَّ يديهِ كانتا مُشعرتين كيدي عيسو أخيهِ، فباركهُ. وقال لهُ: هل أنتَ ابني عيسو، فقال: أنا هو. فقال قدِّم لي لآكُل مِن صيدك يا ابني لكي أُباركك. فقدَّم لهُ فأكل، وأتاهُ بخمر فشرب. ثُمَّ قال لهُ إسحق أبوهُ تقدَّم وقبِّلني يا ابني. فتقدَّم منهُ وقبَّلهُ فاشتمَّ رائحة ثيابهِ وباركهُ. وقال: ها هي رائحة ثياب ابني كرائحة حقل كامل قد باركهُ الرَّبُّ. يُعطيكَ اللَّهُ مِن ندى السَّماء، ومِن دسم الأرض، وكثرة حنطةٍ وخمرٍ. ولتستعبد لك أُمم، وليسجد لك رؤساء، وكُن سيِّداً لأخيك، ويسجُد لكَ بنو أبيكَ، لاعنك ملعون، ومُباركُك مُبارك. وكان لما فرغ إسحق من بركته ليعقوب ابنه وخرج يعقوب مِن لدُن إسحق أبيهِ أنَّ عيسو أخاهُ أتى من الصيد. وصنع هو أيضاً أطعمة وقدَّمها لأبيهِ وقال: ليقُـم أبي ويأكُـل مِن صيد ابنهِ لكيما تُباركني نفسه. فقال إسحق أبوهُ: مَن أنتَ؟ فقال: أنا ابنُك بكرُك عيسو. فبهت إسحق بهتاً عظيماً جداً، وقال: فمَن هو الذي اصطاد لي صيداً وقدَّمه لي فأكلتُ مِنَ الكُلِّ قبل أن تجيء وباركتُهُ، نعم ومُباركاً يكُونُ. وكان لما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةً عظيمةً ومُرَّةً جداً، وقال لأبيهِ: باركني أنا أيضاً يا أبتي. فقال لهُ: قد جاء أخُوك بمكر وأخذ بركتكَ. فقال عيسو: بحق دُعي اسمه يعقوب، لأنَّهُ تعقَّبني وهذه هي المرة الثانية قد أخذ بكُوريَّتي وها هوذا الآن قد أخذ بركتي. ثُمَّ قال عيسو: أفما أبقيتَ لي أنا أيضاً بركةً يا أبي. فأجاب إسحق وقال لعيسو هأنذا قد جعلتُهُ سيِّداً لكَ وجميع إخوته جعلتهم عبيداً له وبالحنطة والخمر أمددته، فماذا أصنعُ لك يا ابني. فقال عيسو لأبيهِ: أبركةٌ واحدةٌ لك يا أبتي، باركني أنا أيضاً يا أبتي. فتألم قلب إسحق وصرخ عيسو بصوت عظيم وبكى. فأجاب إسحق وقال: هوذا بلا دسم الأرض يكُونُ مسكنُكَ، وبلا ندى السَّماء مِنْ فوقُ. وبسيفك تعيشُ ولأخيك تُستعبدُ، ويكون إذا ثبت تفك نيرهُ عن عُنُقكَ. فحقد عيسو على يعقوب بسبب البركة التي باركهُ أبُوهُ بها.
هذا ما يقوله رب الجُنُود كما قلت هكذا سيكون وكما فكرت هكذا يثبُتُ إني سأُحطِّم أشُّور من وجه الأرض ومن على جبالي ويكونون مداسين ويرفع عنهم نيرُهُ وبنوهم ينزعون عن الأعناق. هذا هو الائتمار الذي ائتمرت به على كل المسكونة وهذه هي اليد الممدُودةُ على كُلِّ الأُمم. فإنَّ ربَّ الجُنُود قد ائتمر فمَن يُنقض ويدُهُ ممدودة فمن يرُدُّها. في السنة التي مات فيها المَلِك آحاز كان هذا الوحي. لا تفرحي يا جميع فِلسطين ( وتظني ) أنَّ نير ضَّاربك قد انكسر فإنَّهُ مِن أصل الحيَّة يخرُجُ الأُفعُوانٌ ونسله يخرج ثُعباناً طياراً. وسيرعى أبكار البائسين والمساكين من الناس يستريحون بسلام ويقتل بالجوع وتهلك بقيَّتكِ. ولولي يا أبواب المدينة واصرُخي أيَّتُها المدن فلسطين اضطربت كلها، لأنَّ دخاناً آتياً مِن الشَّمال وليس مَن يقف. بماذا تُجابُ مُلوكَ الأُمم، إنَّ الرَّبَّ قد أسَّس صهيون وبها يعتصم بائِسُو شعبهِ.
فأجابَ أيُّوبُ وقالَ كثيراً ما سمعت مثل هذا، مُعزُّونَ بالشرور جميعكُم. هل مِن نهايةٍ لكلامٍ باطلٍ، وما الذي يُهيجُّك حتى تُجاوبَ. أنا أيضاً أستطيعُ أن أتكلَّم مثلكُم لو كانت أنفُسُكُم في موضع نفسي لعزيتكم بالكلام وهززت رأسي عليكم. وكنتُ أقويُكُم بفمي وتحريك شفتيَّ يشفق عليكم. إذا نطقت لم يسكن وجعي، أو صَمتّ لم يبرحني. لقد أتعبني الآن، صيَّرني جاهلاً فضللت، قبض عليَّ، ووجد شاهداً، قامَ عليَّ هُزالي ليُجاوبُ أمام وجهي. افترسني بغضب وطرحني، حَرَقَ عليَّ بأسنانه، جمع عليَّ سهام حربه، وحدّد عينيهِ عليَّ. ضربني على ركبتيَّ بأداة سهامه، وتمالأوا عليَّ جملة. دفعني اللَّـهُ إلى الجائر وبين أيدي المنافقين القاني. كُنتُ في دعة فهشمني أخذ بقفاي فحطَّمني ونصبني هدفاً لهُ. تكتنفني سهامه، يَشقّ بها كُليتاي ولا يشفق، ويريق مَرارتي على الأرضِ. يثخنني جراحة على جراحة، ويهجم عليَّ هجوم الجبار. لقد لفقت على جلدي مسحاً ومرغت في التراب قرني. كوى البُكاءِ خديَّ وغشيت جفني ظلُّ الموتِ. وإنِّه لا ظُلم في يديَّ وصلاتي خالصةٌ. أيتها الأرض لا تستري دمي ولا يكُن لصُراخي قرار. والآن لي شاهداً في السماء ومحاكماً عني في الأعالي. إنَّ الساخرين مني هُم أخلائي، تبلغ إلى اللَّه طلبتي ودمع عيناي تفيض أمامه وتكون مُحاكمة الإنسان أمام اللَّه ولابن بشر أمام خليله. هوذا تأتي سنون غير معدودة فأذهب في طريق لا أعُودُ منه. أتوجع فتضمحل رُوحي، وتنطفئ أيَّامي، وإنَّما القُبُورُ لي. أتضرع متوجعاً فماذا يصنع لي سلب الغرباء أموالي مَن الذي يُصفِّقُ على يدي. فإنَّك قد حجبت قلوبهُم عن التقوى، لذلك لا يرفعُهُم. اللَّه الذي أسلم الإخلاء للسلب كلت عينيّ عن البنين. الذي جعلني مثلاً للأمُم وصرتُ لهُم هزءاً. كلَّت من الغضب عيناي وكثيرون يحاربونني بشدة. يتعجَّبُ الأبرار مِن هذا وينهض الذكي على المُنافق. ويلزم الصِّدِّيق طريقه ويزداد النقي اليدين قُوَّةً. أمَّا أنتُم فأثبتُوا تعالوا بأجمعكُم أفلا أجدُ فيكُم حكيماً. أيَّامي قد انقضت، وتقطعت مآربي التي هي حظ قلبي. جُعل ليلي نهاراً ونُوري يكاد يكون ظلاماً. ما رجائي إذا فنيت فالجحيم بيتي وفي الظَّلام مهَّدت مضجعي دعوت الموت أبي والفساد أُمِّي وأُختي إذاً أين رجائي. وهل أرى الخيرات. أو تهبُط إلى الجحيم معي أو نذهب معاً إلى الأرض.
أنصت يا اللَّهُ لصلاتي، ولا تغفل عن تضرُّعي. ارحمني واستجب لي، فإن لك قال قلبي. هللويا
وقال مثلاً للمدعُوِّينَ، لما رأى كيف كانوا يَختارونَ صدور المُتَّكآت قائلاً : " مَتَى دعاك أحدٍ إلى عُرسٍ فلا تتَّكئ في المُتَّكإِ الأول، فلعلَّ آخر أكرم مِنكَ قد دُعى. فيأتي الذي دعاكَ معه ويقول لكَ: دع المكان لهذا. فحينئذٍ تبتدئُ بخزي تأخُذ الموضع الأخير. ولكن إذا دُعيتَ فأمض واتَّكئ في المكان الأخير، حتَّى إذا جاءَ الذي دعاكَ يقولُ لك: يا صاح، ارتفع إلى فوق. فحينئذٍ يكونُ لكَ مجد أمام كل المُتَّكئين معكَ. لأنَّ كلَّ مَن يَرفعُ نفسهُ يَتَّضعُ ومَن يَضعُ نفسَهُ يَرتَفِعُ ". وكان يقول للذي دَعَاهُ: " إذا صَنعتَ غَذاءً أو عشاءً فلا تَدعُ أصحابك ولا إخوتكَ ولا أقرباءكَ ولا جيرانكَ الأغنياء، لئلاَّ يدعوكَ أنت أيضاً، فتكونَ لكَ مُكافأةٌ. لكن إذا صَنعتَ وليمة فادعُ المساكين والضعفاء والعُرجَ والعُميان، فتصير مغبوطاً إذ ليسَ لهُم ما يُكافئونكَ ( به ) لأنَّكَ ستعطي المُكافئة عنهُم في قيامةِ الأبرارِ ". فلمَّا سمعَ هذا أحد المُتَّكئينَ قال: " طُوبى لمَن يأكُل خُبزاً في ملكوتِ اللَّهِ ".
فإذاً أيُّها الأخوةُ نحنُ مديُونُون ليس للجسدِ لنعيشَ حسبَ الجسدِ. لأنَّهُ إن عشتُم حسبَ الجسدِ فتمُوتُون، ولكن إن كُنتُم بالرُّوح تُميتُونَ أعمالَ الجسدِ فستحيونَ. فإنَّ الذين ينقادُون برُوح اللَّهِ، فأُولئكَ هُم أبناء اللَّه. إذ لم تأخُذُوا رُوح العُبُوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتُم رُوح التَّبنِّي الذي بهِ نصرخُ: " يا أَبَا الآب ". والرُّوحُ نفسُهُ أيضاً يشهدُ لأرواحنا أنَّنا أولاد اللَّه. فإن كنَّا أولاداً فإنَّنا ورثةٌ أيضاً، ورثةُ اللَّـه ووارثُونَ مع المسيحِ. إن كُنَّا نتألَّم معهُ لكي نتمجَّد أيضاً معهُ.فأنِّي أحسبُ أنَّ آلام الزَّمان الحاضر لا تُقاسُ بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأنَّ انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء اللَّهِ. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، ولكن لأجل الذي أخضعها على رَّجاء. لأنَّ الخليقة ستُعتق هى أيضاً من عُبُوديَّة الفساد إلى حُرِّية مجد أبناء اللَّهِ. ونحن نعلمُ أنَّ كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً إلى الآن. وليس هى فقط، بل نحنُ الذين لنا باكورةُ الرُّوح، نحن أيضاً نئنُّ في أنفُسنا، مُنتظرين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأنَّنا بالرَّجاء خَلَصنا. والرَّجاء المُشاهد ليس هو رجاءً، لأنَّ ما يُشاهده أحدٌ كيف يرجُوه ولكن إن كُنَّا نرجُو ما لسنا ننظُرُهُ فإنَّنا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعين ضعفنا، لأنَّنا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكنَّ الرُّوح نفسهُ يشفعُ فينا بأنَّاتٍ لا يُنطَق بها.
اعترفُوا بعضُكُم لبعضٍ بخطاياكم، وصلُّوا بعضُكُم لأجل بعض، لكيما تعافوا. فأنه توجد قوة عظيمة فعالة في طلبة البار. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وقد صلَّى أن لا تُمطِر السَّماء على الأرض، فلمْ تُمطِر على الأرض مدة ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. ثم عاد وصلَّى أيضاً، فأمطرت السَّماء وأخرجت الأرض ثَمَرَها.يا إخوتي، إن ضلَّ أحدكم عن طريق الحقِّ فردَّهُ أحدٌ، فليعلَم أنَّ من يَردُّ خاطئاً عن ضلال طريقه، فإنَّهُ يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر كثرة من الخطايا.
فلمَّا صعد بُطرُس إلى أُورُشليم، خاصمهُ الذين مِن أهل الختانِ، قائلينَ: " إنَّكَ دخلتَ إلى رجالٍ غُلف وأكلت معهُم ". فطفق بُطرُس يحدثهم قائلاً: " كُنت بمدينةِ يافا أُصلِّي، فرأيتُ في غيبةٍ رُؤيا: وعاءً هابطاً كأنه سماط ( ملاءة ) عظيم مُدَّلى مِنَ السَّماء بأطرافه الأربعة، فجاء إليَّ. فتفرَّستُ فيهِ مُتأمِّلاً، فرأيتُ ذوات الأربع دوابَّ الأرضِ والوُحُوش والزَّحَّافات وطُيُور السَّماء. ثم سمعت صوتاً يقول لي: قُم يا بُطرُس، اذبح وَكُل. فقُلتُ: حاشا ياربُّ! فإنَّه لم يدخُل فمي قَطُّ شيء نجس أو دنس. فأجاب الصوت ثانية مِن السَّماء قائلاً: ما طهَّرهُ اللَّهُ لا تُنجِّسهُ أنتَ. وحدث هذا ثلاث مرَّات. ثُمَّ رُفع الجميع إلى السَّماء. وإذا في هذه الساعة بثلاثة رجال قد وقفُوا على باب البيت الذي كُنت فيهِ، وهم مُرسلون إليَّ مِن قيصريَّة. فقال لي الرُّوح أنطلق معهُم غير مُرتابٍ في شيءٍ. وذهبَ معي أيضاً هؤُلاء الأخوةُ السِّتَّةُ. ودخلنا بيتَ الرَّجُل، فأخبرنا كيفَ رَأى الملاكَ في بيتهِ واقفاً يقول لهُ: أرسل إلى يافا، واستحضر سمعان المُلقَّب بُطرُس، وهو يُكلِّمُك بكلام تخلُص بهِ أنت وجميع أهل بيتك. ولمَّا ابتدأت أكلمهُم حلَّ الرُّوح القُدُس عليهم كما حلَّ علينا في البدء. فتذكَّرتُ كلامَ الرَّبِّ حيث قال: إنَّ يُوحنَّا عمَّد بالماء وأمَّا أنتُم فستُعمَّدُون بالرُّوح القُدُس. فإن كان اللَّهُ قد أعطى مساواة الموهبة للذين آمنوا بالرَّبِّ يسُوع المَسيح مثلنا، فَمَن أنا؟ حتى أمنع اللَّه. فلمَّا سمعُوا ذلك سكتُوا، وكانُوا يُمجِّدُون اللَّه قائلين: " إذاً قد أعطى اللَّه الأمم أيضاً التَّوبة للحياة! ".
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 648 ش (27 فبراير 932 ميلادية) تنيح الأب المغبوط الأنبا قزما الثامن والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا الأب باراً، طاهراً، عفيفاً، كثير الرحمة، ملماً بما فى كتب البيعة وإستيعاب معانيها.ولما أختير للبطريركية فى 4 برمهات سنة 636 ش (28 فبراير سنة 920 ) رعى رعيته بخوف الله وحسن التدبير، وكان يوزع ما يفضل عنه على المساكين وعلى تشييد الكنائس، إلا أن الشيطان لم يدعه بلا حزن لنا رأى سيرته هذه. فحدث أنه لما رسم مطراناً لأثيوبيا من الرهبان إسمه بطرس أوفده إلى هناك، فقبله ملكها بفرح عظيم. وبعد زمن مرض الملك، وشعر بدنو أجله، فاستحضر ولديه، ودعا المطران إليه، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلا: "أنا ذاهب إلى المسيح، والذى ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه". لما توفى الملك رأى المطران والوزراء أن الإبن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج وحدث بعد قليل أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا أنطونيوس إسمه بقطر ومعه رفيق له إسمه مينا، وطلبا من المطران مالاً فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليدبرا مكيدة ضده. فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذ له، وزوروا كتاباً من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه: " بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال اسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانا عليكم وهو فى ذلك كاذب. والذى يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعى مينا. وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج إبن الملك الصغير دون الكبير، مخالفا فى ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطراناً شرعياً، وتسمحوا له أن يتوج ملكاً".وقدم الراهبان الكتاب لإبن الملك الأكبر فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم. فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلاً له ونزعوا تاج الملك من الإبن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذى إنتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر وأسلم.ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزناً عظيماً، وأرسل كتاباً إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب. فغضب الملك على مينا وقتله. وطلب المطران بطرس من منفاه فوجده قد تنيح. ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسى بعده.وكانت أيام هذا الأب كلها سلاماً وهدوءاً، لولا هذا الحادث. وقد قضى على الكرسي المرقسى إثنتي عشرة سنة وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضا إستشهد القديس بروفوريوس وكان من كبار أغنياء بانياس، وأكثرهم صدقة وعطفا على الفقراء، وإفتقاد المحبوسين فى سبيل ديونهم وإيفاء ما عليهم، ولما جاء زمان الإضطهاد، ونودي فى كل مكان بالسجود للأصنام، وسمع هذا القديس بمرور الأمير، وقف على باب بيته، وصاح فى وجهه قائلا: "أنا نصرانى" وبعد محاولات فاشلة من الأمير بالعدول عن إيمانه أصدر أمره بقطع رأسه. فنال إكليل الحياة، وأخذ أهل بلده جسده وكفنوه بأكفان غالية. صلاته تكون معنا. آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب الطوباوى المحب للإله أنبا حديد القس، وكان تقيا فاضلاً، فمنحه الله موهبة عمل الآيات والعجائب، وأعطاه روح النبوة ومعرفة السرائر، حتى أنه كان يكشف ما فى القلوب، ويشفي أمراض المترددين عليه. وقيل أنه أقام ميتاً بصلاته. وبعد أن بلغ من العمر مئة سنة تنيح بشيخوخة صالحة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.
أنا صرخت إلى اللَّه. والرب استجاب لي. كلامي أقوله فيسمع صوتي. هللويا
ثم قال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، وهذا قد وشِيَ به لديه أنه يُبدد أمواله. فإستدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعط حساب الوكالة فإنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سينتزع سيِّدي الوكالة منِّي. لا أستطيع الفلاحة وأخجل أن أستعطي. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلونني في بيوتهم. فدعى كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ فقال: مئة بثِّ زيتٍ. فقال له: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب بخمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب بثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم لأنه صنع بحكمةٍ، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحـكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أيضاً أقول لكم: اجعلوا لكم أصدقاء من مال الظُّلم، حتى إذا أدرككم الإضمحلال يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة.
( يوم الاثنين من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير )
12 مارس 2012
[center]3 برمهات 1728
[center]3 برمهات 1728
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي
( 27 : 1 ـ 41 )
وكان بعد أن شاخ إسحق وكلَّت عيناهُ عن النَّظر دعي عيسُو ابنهُ الأكبر وقال لهُ: يا ابني، فقال هأنذا. فقال له: هوذا أنا قد شختُ ولا أعلم يوم موتي. والآن خُذ عُدَّتك وجُعبتك وقوسك وامض إلى الحقل وصد لي صيداً، وهييء لي أطعمة كما أُحبُّ أنا وأتني بها لآكُل لكي تُبارككَ نفسي قبل أن أمُوت. فسمعت رفقة إسحق يتكلَّم مع عيسو ابنهِ. أمَّا عيسو فمضى إلى الحقل ليصد صيداً لأبيه. فقالت رفقةُ ليعقوب ابنها الأصغر هوذا أنا قد سمعتُ أباك يتكلَّمُ مع عيسو أخيك قائلاً: ائتني بصيدٍ وهييء لي أطعمة لكي آكل وأُبارككَ قدام الرَّبِّ قبل أن أموت. فالآن يا ابني اسمع لي فيما آمُرُك بهِ. امض إلى الغنم وخُذ من هُناك جدييْن رخصين جَيِّدين، وهيئهما أطعمة لأبيكَ كما يُريد، وتُقدِّمُها لأبيك فيأكُل لكي يُبارككَ قبل أن يموت. فقـال يعقـوب لرفقـة أُمِّـهِ إن عيسـو أخـي رجُـلٌ أشـعرُ وأنـا رجُـلٌ أملــسُ.لعل أبي يجُسُّني فأكُونُ كمُتهاون أمامه فأجلُبُ عليَّ لعنةً لا بركةً. فقالت لهُ أُمُّه عليَّ لعنتُكَ يا ابني، فقط اسمع لقولي وامض واحضر لي. فمضى وأخذها وقدَّمها إلى أُمِّهِ، فهيأت أُمُّهُ الأطعمة كما يُحبها أبُوه. وأخذت رفقة أمه حلة عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت في داخل بيتها وألبستها ليعقوب ابنها الأصغر. وربطت جلد الجديين على ذراعيه ومواضع عُنقُهِ العارية. ودفعت الخُبز والأطعمة التي هيأتها إلى يدى يعقوب ابنها. فأدخلها إلى أبيهِ وقال: يا أبتاه، فقال: هأنذا، ماذا حدث يا ابني. فقال يعقوب لأبيهِ أنا عيسو بكرُكَ، قد فعلتُ مثل ما كلَّمتني بهِ، قُم اِجلس وكُل مِن صيدي لكي تُباركني نفسُكَ. فقال إسحق لابنهِ ما هذا الذي وجدته بسرعة يا ابني، أمَّا هو فقال: الذي يسَّرهُ الرَّبَّ الإله أمامي. فقال إسحق ليعقوب أدنو مني يا ابني لكي أَجُسَّكَ، هل أنت ابني عيسو أم لا. فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيهِ، فجسَّهُ وقال الصَّوتُ صوتُ يعقُوب ولكِنَّ اليديْن يدا عيسو. ولم يعرفهُ لأنَّ يديهِ كانتا مُشعرتين كيدي عيسو أخيهِ، فباركهُ. وقال لهُ: هل أنتَ ابني عيسو، فقال: أنا هو. فقال قدِّم لي لآكُل مِن صيدك يا ابني لكي أُباركك. فقدَّم لهُ فأكل، وأتاهُ بخمر فشرب. ثُمَّ قال لهُ إسحق أبوهُ تقدَّم وقبِّلني يا ابني. فتقدَّم منهُ وقبَّلهُ فاشتمَّ رائحة ثيابهِ وباركهُ. وقال: ها هي رائحة ثياب ابني كرائحة حقل كامل قد باركهُ الرَّبُّ. يُعطيكَ اللَّهُ مِن ندى السَّماء، ومِن دسم الأرض، وكثرة حنطةٍ وخمرٍ. ولتستعبد لك أُمم، وليسجد لك رؤساء، وكُن سيِّداً لأخيك، ويسجُد لكَ بنو أبيكَ، لاعنك ملعون، ومُباركُك مُبارك. وكان لما فرغ إسحق من بركته ليعقوب ابنه وخرج يعقوب مِن لدُن إسحق أبيهِ أنَّ عيسو أخاهُ أتى من الصيد. وصنع هو أيضاً أطعمة وقدَّمها لأبيهِ وقال: ليقُـم أبي ويأكُـل مِن صيد ابنهِ لكيما تُباركني نفسه. فقال إسحق أبوهُ: مَن أنتَ؟ فقال: أنا ابنُك بكرُك عيسو. فبهت إسحق بهتاً عظيماً جداً، وقال: فمَن هو الذي اصطاد لي صيداً وقدَّمه لي فأكلتُ مِنَ الكُلِّ قبل أن تجيء وباركتُهُ، نعم ومُباركاً يكُونُ. وكان لما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةً عظيمةً ومُرَّةً جداً، وقال لأبيهِ: باركني أنا أيضاً يا أبتي. فقال لهُ: قد جاء أخُوك بمكر وأخذ بركتكَ. فقال عيسو: بحق دُعي اسمه يعقوب، لأنَّهُ تعقَّبني وهذه هي المرة الثانية قد أخذ بكُوريَّتي وها هوذا الآن قد أخذ بركتي. ثُمَّ قال عيسو: أفما أبقيتَ لي أنا أيضاً بركةً يا أبي. فأجاب إسحق وقال لعيسو هأنذا قد جعلتُهُ سيِّداً لكَ وجميع إخوته جعلتهم عبيداً له وبالحنطة والخمر أمددته، فماذا أصنعُ لك يا ابني. فقال عيسو لأبيهِ: أبركةٌ واحدةٌ لك يا أبتي، باركني أنا أيضاً يا أبتي. فتألم قلب إسحق وصرخ عيسو بصوت عظيم وبكى. فأجاب إسحق وقال: هوذا بلا دسم الأرض يكُونُ مسكنُكَ، وبلا ندى السَّماء مِنْ فوقُ. وبسيفك تعيشُ ولأخيك تُستعبدُ، ويكون إذا ثبت تفك نيرهُ عن عُنُقكَ. فحقد عيسو على يعقوب بسبب البركة التي باركهُ أبُوهُ بها.
( مجداً للثالوث القدوس )
من سفر إشعياء النبي ( 14 : 24 ـ 32 )
هذا ما يقوله رب الجُنُود كما قلت هكذا سيكون وكما فكرت هكذا يثبُتُ إني سأُحطِّم أشُّور من وجه الأرض ومن على جبالي ويكونون مداسين ويرفع عنهم نيرُهُ وبنوهم ينزعون عن الأعناق. هذا هو الائتمار الذي ائتمرت به على كل المسكونة وهذه هي اليد الممدُودةُ على كُلِّ الأُمم. فإنَّ ربَّ الجُنُود قد ائتمر فمَن يُنقض ويدُهُ ممدودة فمن يرُدُّها. في السنة التي مات فيها المَلِك آحاز كان هذا الوحي. لا تفرحي يا جميع فِلسطين ( وتظني ) أنَّ نير ضَّاربك قد انكسر فإنَّهُ مِن أصل الحيَّة يخرُجُ الأُفعُوانٌ ونسله يخرج ثُعباناً طياراً. وسيرعى أبكار البائسين والمساكين من الناس يستريحون بسلام ويقتل بالجوع وتهلك بقيَّتكِ. ولولي يا أبواب المدينة واصرُخي أيَّتُها المدن فلسطين اضطربت كلها، لأنَّ دخاناً آتياً مِن الشَّمال وليس مَن يقف. بماذا تُجابُ مُلوكَ الأُمم، إنَّ الرَّبَّ قد أسَّس صهيون وبها يعتصم بائِسُو شعبهِ.
( مجداً للثالوث القدوس )
من سفر أيوب الصديق ( 16 و 17 )
فأجابَ أيُّوبُ وقالَ كثيراً ما سمعت مثل هذا، مُعزُّونَ بالشرور جميعكُم. هل مِن نهايةٍ لكلامٍ باطلٍ، وما الذي يُهيجُّك حتى تُجاوبَ. أنا أيضاً أستطيعُ أن أتكلَّم مثلكُم لو كانت أنفُسُكُم في موضع نفسي لعزيتكم بالكلام وهززت رأسي عليكم. وكنتُ أقويُكُم بفمي وتحريك شفتيَّ يشفق عليكم. إذا نطقت لم يسكن وجعي، أو صَمتّ لم يبرحني. لقد أتعبني الآن، صيَّرني جاهلاً فضللت، قبض عليَّ، ووجد شاهداً، قامَ عليَّ هُزالي ليُجاوبُ أمام وجهي. افترسني بغضب وطرحني، حَرَقَ عليَّ بأسنانه، جمع عليَّ سهام حربه، وحدّد عينيهِ عليَّ. ضربني على ركبتيَّ بأداة سهامه، وتمالأوا عليَّ جملة. دفعني اللَّـهُ إلى الجائر وبين أيدي المنافقين القاني. كُنتُ في دعة فهشمني أخذ بقفاي فحطَّمني ونصبني هدفاً لهُ. تكتنفني سهامه، يَشقّ بها كُليتاي ولا يشفق، ويريق مَرارتي على الأرضِ. يثخنني جراحة على جراحة، ويهجم عليَّ هجوم الجبار. لقد لفقت على جلدي مسحاً ومرغت في التراب قرني. كوى البُكاءِ خديَّ وغشيت جفني ظلُّ الموتِ. وإنِّه لا ظُلم في يديَّ وصلاتي خالصةٌ. أيتها الأرض لا تستري دمي ولا يكُن لصُراخي قرار. والآن لي شاهداً في السماء ومحاكماً عني في الأعالي. إنَّ الساخرين مني هُم أخلائي، تبلغ إلى اللَّه طلبتي ودمع عيناي تفيض أمامه وتكون مُحاكمة الإنسان أمام اللَّه ولابن بشر أمام خليله. هوذا تأتي سنون غير معدودة فأذهب في طريق لا أعُودُ منه. أتوجع فتضمحل رُوحي، وتنطفئ أيَّامي، وإنَّما القُبُورُ لي. أتضرع متوجعاً فماذا يصنع لي سلب الغرباء أموالي مَن الذي يُصفِّقُ على يدي. فإنَّك قد حجبت قلوبهُم عن التقوى، لذلك لا يرفعُهُم. اللَّه الذي أسلم الإخلاء للسلب كلت عينيّ عن البنين. الذي جعلني مثلاً للأمُم وصرتُ لهُم هزءاً. كلَّت من الغضب عيناي وكثيرون يحاربونني بشدة. يتعجَّبُ الأبرار مِن هذا وينهض الذكي على المُنافق. ويلزم الصِّدِّيق طريقه ويزداد النقي اليدين قُوَّةً. أمَّا أنتُم فأثبتُوا تعالوا بأجمعكُم أفلا أجدُ فيكُم حكيماً. أيَّامي قد انقضت، وتقطعت مآربي التي هي حظ قلبي. جُعل ليلي نهاراً ونُوري يكاد يكون ظلاماً. ما رجائي إذا فنيت فالجحيم بيتي وفي الظَّلام مهَّدت مضجعي دعوت الموت أبي والفساد أُمِّي وأُختي إذاً أين رجائي. وهل أرى الخيرات. أو تهبُط إلى الجحيم معي أو نذهب معاً إلى الأرض.
( مجداً للثالوث القدوس )
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 1 ، 26 : 11 )
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 1 ، 26 : 11 )
أنصت يا اللَّهُ لصلاتي، ولا تغفل عن تضرُّعي. ارحمني واستجب لي، فإن لك قال قلبي. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 14 : 7 ـ 15 )
وقال مثلاً للمدعُوِّينَ، لما رأى كيف كانوا يَختارونَ صدور المُتَّكآت قائلاً : " مَتَى دعاك أحدٍ إلى عُرسٍ فلا تتَّكئ في المُتَّكإِ الأول، فلعلَّ آخر أكرم مِنكَ قد دُعى. فيأتي الذي دعاكَ معه ويقول لكَ: دع المكان لهذا. فحينئذٍ تبتدئُ بخزي تأخُذ الموضع الأخير. ولكن إذا دُعيتَ فأمض واتَّكئ في المكان الأخير، حتَّى إذا جاءَ الذي دعاكَ يقولُ لك: يا صاح، ارتفع إلى فوق. فحينئذٍ يكونُ لكَ مجد أمام كل المُتَّكئين معكَ. لأنَّ كلَّ مَن يَرفعُ نفسهُ يَتَّضعُ ومَن يَضعُ نفسَهُ يَرتَفِعُ ". وكان يقول للذي دَعَاهُ: " إذا صَنعتَ غَذاءً أو عشاءً فلا تَدعُ أصحابك ولا إخوتكَ ولا أقرباءكَ ولا جيرانكَ الأغنياء، لئلاَّ يدعوكَ أنت أيضاً، فتكونَ لكَ مُكافأةٌ. لكن إذا صَنعتَ وليمة فادعُ المساكين والضعفاء والعُرجَ والعُميان، فتصير مغبوطاً إذ ليسَ لهُم ما يُكافئونكَ ( به ) لأنَّكَ ستعطي المُكافئة عنهُم في قيامةِ الأبرارِ ". فلمَّا سمعَ هذا أحد المُتَّكئينَ قال: " طُوبى لمَن يأكُل خُبزاً في ملكوتِ اللَّهِ ".
( والمجد للَّـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية
( 8 : 12 ـ 26 )
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية
( 8 : 12 ـ 26 )
فإذاً أيُّها الأخوةُ نحنُ مديُونُون ليس للجسدِ لنعيشَ حسبَ الجسدِ. لأنَّهُ إن عشتُم حسبَ الجسدِ فتمُوتُون، ولكن إن كُنتُم بالرُّوح تُميتُونَ أعمالَ الجسدِ فستحيونَ. فإنَّ الذين ينقادُون برُوح اللَّهِ، فأُولئكَ هُم أبناء اللَّه. إذ لم تأخُذُوا رُوح العُبُوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتُم رُوح التَّبنِّي الذي بهِ نصرخُ: " يا أَبَا الآب ". والرُّوحُ نفسُهُ أيضاً يشهدُ لأرواحنا أنَّنا أولاد اللَّه. فإن كنَّا أولاداً فإنَّنا ورثةٌ أيضاً، ورثةُ اللَّـه ووارثُونَ مع المسيحِ. إن كُنَّا نتألَّم معهُ لكي نتمجَّد أيضاً معهُ.فأنِّي أحسبُ أنَّ آلام الزَّمان الحاضر لا تُقاسُ بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأنَّ انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء اللَّهِ. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، ولكن لأجل الذي أخضعها على رَّجاء. لأنَّ الخليقة ستُعتق هى أيضاً من عُبُوديَّة الفساد إلى حُرِّية مجد أبناء اللَّهِ. ونحن نعلمُ أنَّ كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً إلى الآن. وليس هى فقط، بل نحنُ الذين لنا باكورةُ الرُّوح، نحن أيضاً نئنُّ في أنفُسنا، مُنتظرين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأنَّنا بالرَّجاء خَلَصنا. والرَّجاء المُشاهد ليس هو رجاءً، لأنَّ ما يُشاهده أحدٌ كيف يرجُوه ولكن إن كُنَّا نرجُو ما لسنا ننظُرُهُ فإنَّنا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعين ضعفنا، لأنَّنا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكنَّ الرُّوح نفسهُ يشفعُ فينا بأنَّاتٍ لا يُنطَق بها.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
( 5 : 16 ـ 20 )
( 5 : 16 ـ 20 )
اعترفُوا بعضُكُم لبعضٍ بخطاياكم، وصلُّوا بعضُكُم لأجل بعض، لكيما تعافوا. فأنه توجد قوة عظيمة فعالة في طلبة البار. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وقد صلَّى أن لا تُمطِر السَّماء على الأرض، فلمْ تُمطِر على الأرض مدة ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. ثم عاد وصلَّى أيضاً، فأمطرت السَّماء وأخرجت الأرض ثَمَرَها.يا إخوتي، إن ضلَّ أحدكم عن طريق الحقِّ فردَّهُ أحدٌ، فليعلَم أنَّ من يَردُّ خاطئاً عن ضلال طريقه، فإنَّهُ يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر كثرة من الخطايا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 2 ـ 18 )
( 11 : 2 ـ 18 )
فلمَّا صعد بُطرُس إلى أُورُشليم، خاصمهُ الذين مِن أهل الختانِ، قائلينَ: " إنَّكَ دخلتَ إلى رجالٍ غُلف وأكلت معهُم ". فطفق بُطرُس يحدثهم قائلاً: " كُنت بمدينةِ يافا أُصلِّي، فرأيتُ في غيبةٍ رُؤيا: وعاءً هابطاً كأنه سماط ( ملاءة ) عظيم مُدَّلى مِنَ السَّماء بأطرافه الأربعة، فجاء إليَّ. فتفرَّستُ فيهِ مُتأمِّلاً، فرأيتُ ذوات الأربع دوابَّ الأرضِ والوُحُوش والزَّحَّافات وطُيُور السَّماء. ثم سمعت صوتاً يقول لي: قُم يا بُطرُس، اذبح وَكُل. فقُلتُ: حاشا ياربُّ! فإنَّه لم يدخُل فمي قَطُّ شيء نجس أو دنس. فأجاب الصوت ثانية مِن السَّماء قائلاً: ما طهَّرهُ اللَّهُ لا تُنجِّسهُ أنتَ. وحدث هذا ثلاث مرَّات. ثُمَّ رُفع الجميع إلى السَّماء. وإذا في هذه الساعة بثلاثة رجال قد وقفُوا على باب البيت الذي كُنت فيهِ، وهم مُرسلون إليَّ مِن قيصريَّة. فقال لي الرُّوح أنطلق معهُم غير مُرتابٍ في شيءٍ. وذهبَ معي أيضاً هؤُلاء الأخوةُ السِّتَّةُ. ودخلنا بيتَ الرَّجُل، فأخبرنا كيفَ رَأى الملاكَ في بيتهِ واقفاً يقول لهُ: أرسل إلى يافا، واستحضر سمعان المُلقَّب بُطرُس، وهو يُكلِّمُك بكلام تخلُص بهِ أنت وجميع أهل بيتك. ولمَّا ابتدأت أكلمهُم حلَّ الرُّوح القُدُس عليهم كما حلَّ علينا في البدء. فتذكَّرتُ كلامَ الرَّبِّ حيث قال: إنَّ يُوحنَّا عمَّد بالماء وأمَّا أنتُم فستُعمَّدُون بالرُّوح القُدُس. فإن كان اللَّهُ قد أعطى مساواة الموهبة للذين آمنوا بالرَّبِّ يسُوع المَسيح مثلنا، فَمَن أنا؟ حتى أمنع اللَّه. فلمَّا سمعُوا ذلك سكتُوا، وكانُوا يُمجِّدُون اللَّه قائلين: " إذاً قد أعطى اللَّه الأمم أيضاً التَّوبة للحياة! ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث من شهر برمهات المبارك
1- نياحة الأب القديس الأنبا قزما الثامن والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية
2- شهادة القديس برفوريوس
3- نياحة القديس أنبا حديد القس
اليوم الثالث من شهر برمهات المبارك
1- نياحة الأب القديس الأنبا قزما الثامن والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية
2- شهادة القديس برفوريوس
3- نياحة القديس أنبا حديد القس
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 648 ش (27 فبراير 932 ميلادية) تنيح الأب المغبوط الأنبا قزما الثامن والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا الأب باراً، طاهراً، عفيفاً، كثير الرحمة، ملماً بما فى كتب البيعة وإستيعاب معانيها.ولما أختير للبطريركية فى 4 برمهات سنة 636 ش (28 فبراير سنة 920 ) رعى رعيته بخوف الله وحسن التدبير، وكان يوزع ما يفضل عنه على المساكين وعلى تشييد الكنائس، إلا أن الشيطان لم يدعه بلا حزن لنا رأى سيرته هذه. فحدث أنه لما رسم مطراناً لأثيوبيا من الرهبان إسمه بطرس أوفده إلى هناك، فقبله ملكها بفرح عظيم. وبعد زمن مرض الملك، وشعر بدنو أجله، فاستحضر ولديه، ودعا المطران إليه، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلا: "أنا ذاهب إلى المسيح، والذى ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه". لما توفى الملك رأى المطران والوزراء أن الإبن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج وحدث بعد قليل أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا أنطونيوس إسمه بقطر ومعه رفيق له إسمه مينا، وطلبا من المطران مالاً فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليدبرا مكيدة ضده. فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذ له، وزوروا كتاباً من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه: " بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال اسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانا عليكم وهو فى ذلك كاذب. والذى يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعى مينا. وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج إبن الملك الصغير دون الكبير، مخالفا فى ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطراناً شرعياً، وتسمحوا له أن يتوج ملكاً".وقدم الراهبان الكتاب لإبن الملك الأكبر فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم. فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلاً له ونزعوا تاج الملك من الإبن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذى إنتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر وأسلم.ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزناً عظيماً، وأرسل كتاباً إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب. فغضب الملك على مينا وقتله. وطلب المطران بطرس من منفاه فوجده قد تنيح. ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسى بعده.وكانت أيام هذا الأب كلها سلاماً وهدوءاً، لولا هذا الحادث. وقد قضى على الكرسي المرقسى إثنتي عشرة سنة وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضا إستشهد القديس بروفوريوس وكان من كبار أغنياء بانياس، وأكثرهم صدقة وعطفا على الفقراء، وإفتقاد المحبوسين فى سبيل ديونهم وإيفاء ما عليهم، ولما جاء زمان الإضطهاد، ونودي فى كل مكان بالسجود للأصنام، وسمع هذا القديس بمرور الأمير، وقف على باب بيته، وصاح فى وجهه قائلا: "أنا نصرانى" وبعد محاولات فاشلة من الأمير بالعدول عن إيمانه أصدر أمره بقطع رأسه. فنال إكليل الحياة، وأخذ أهل بلده جسده وكفنوه بأكفان غالية. صلاته تكون معنا. آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب الطوباوى المحب للإله أنبا حديد القس، وكان تقيا فاضلاً، فمنحه الله موهبة عمل الآيات والعجائب، وأعطاه روح النبوة ومعرفة السرائر، حتى أنه كان يكشف ما فى القلوب، ويشفي أمراض المترددين عليه. وقيل أنه أقام ميتاً بصلاته. وبعد أن بلغ من العمر مئة سنة تنيح بشيخوخة صالحة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 14 ، 15)
أنا صرخت إلى اللَّه. والرب استجاب لي. كلامي أقوله فيسمع صوتي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 9 )
ثم قال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، وهذا قد وشِيَ به لديه أنه يُبدد أمواله. فإستدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعط حساب الوكالة فإنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سينتزع سيِّدي الوكالة منِّي. لا أستطيع الفلاحة وأخجل أن أستعطي. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلونني في بيوتهم. فدعى كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ فقال: مئة بثِّ زيتٍ. فقال له: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب بخمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب بثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم لأنه صنع بحكمةٍ، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحـكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أيضاً أقول لكم: اجعلوا لكم أصدقاء من مال الظُّلم، حتى إذا أدرككم الإضمحلال يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة.
( والمجد للَّـه دائماً )