اهربوا
اضغط علي اي صورة ستجد مفاجاات جامده جدا
" الهروب "
عادة كلمة تشير إلى الخوف.. والضعف.. والجبن، وهي صفات لا يحب الشخص أن تنسب إليه وخاصة الشباب
لآن "فخر الشبان قوتهم" (أم 20: 29) بل إن كلمة الله ملآنة بالتحريض على مواجهة العدو "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 4: 7)
ودخول المعارك الروحية بإيمان "إذ أسلحة محاربتنا... قادرة بالله على هدم حصون" (2 كو 10: 4).
وتوجد في كلمة الله أمثلة كثيرة من رجال الله الذين واجهوا الأعداء، التحديات، الموت بكل شجاعة وقوة وإيمان (عب 11 : 32-39).
لكن، هناك بعض الخطايا لا يتطلب منا مواجهتها أو مقاومتها بل " الهروب والبعد عنها لأنه من الخطر أن نقترب منها أو نتلامس معها فنقع في
شباكها كما تقع الفريسة في شباك الصياد ووقتها المقاومة لا تفيد شيئاً. و" الهروب في مثل هذه المواقف لا يعني الجبن أو الضعف،
فنرى يوسف وقد هرب من إغراءات الخطية ليحفظ نفسه طاهراً ومقدساً للرب (تك 39 : 12).
وتذكر لنا كلمة الله خمسة من هذه الأمور التي يجب أن نهرب منها وبكل جدية كالزنا "اهربوا من الزنا" (1كو 6: 18)،
محبة المال "لأن محبة المال أصل كل الشرور.. وأما أنت يا إنسان الله فأهرب من هذا وأتبع البر والتقوى والإيمان.." (1تي 6: 10، 11)،
الشهوات الشبابية "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2 تي 2 : 22)،
عبادة الأوثان "لذلك يا أحبائي اهربوا من عبادة الأوثان" (1كو 10: 14) وأخيرا الفساد الذي في العالم "هاربين من الفساد الذي في العالم" (2 بط 1: 4).
وسوف نتحدث في هذا المقال عن " الهروب من الزنا،
وقد تشعر لأول وهلة أنه أمر نادر الحدوث أو أننا لا نتعرض له في مجتمعاتنا الشرقية،
ولكن الحقيقة أنه يحدث بصورة أو أخرى ما بين الزنا، النجاسة، الهوى والشهوة الردية.
"ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً" (يع 1: 15).
وسنعرض النقاط التالية من خلال دراسة كلمة الله:
* الأسباب والدوافع التي تقود إلى مثل هذه الخطايا
* كيف يرى الرب هذه الأمور ووصف كلمة الله لها
* صفات الشخص المنساق وراء هذه الخطايا
* العلاج وكيفية " الهروب منها
سنبدأ بالمقارنة بين قصة يوسف مع امرأة فوطيفار والتي آبى فيها يوسف أن يخضع للخطية
وهرب من أمامها (تك 39: 7- 18) مع قصة كل من هؤلاء الذين أنساقوا وراء شهواتهم وغرائزهم:
1- يهوذا وثامار (تك 38: 12)
2- داود وبثشبع (2صم 11)
3- أمنون وثامار (2صم 13)
4- شمشون (قض 14)
* لنقرأ أولاً هذه المواقف المختلفة في كلمة الرب لنستنتج منها بعض أسباب الانسياق وراء الشهوة:
1- المعاشرات الرديئة:
ترى هل فهمت علاقة أمنون بيوناداب الحقيقية؟ إني أتخيل أمنون يقول ما من أحد يفهمني أو يشعر بي سوى يوناداب،
أنه الوحيد الذي يشعر أني ضعيف، مهموم وحزين من صباحٍ إلى صباح (2 صم13: 3، 4).
وعندما أعلمه امنون بالسبب، سريعاً ما أشار عليه يوناداب مشورة حمقاء وهي أن يتمارض في سريره
ويدعو ثامار أخته لتخدمه ثم يضطجع معها... ولم يسمع لصرخاتها وأذلها. وكيف تصف كلمة الله يوناداب "رجلاً حكيماً جداً"
ولكنها ليست الحكمة التي من السماء، بل الحكمة التي تدبر المؤامرات، الخداعات والفخاخ.
ترى أي حديث جرى بين يهوذا وحيرة العدلامي، حتماً أنه وافقه وشجعه وإلا كنا قد قرأنا أنه أنذره أن هذا الأمر قبيح في عيني الرب.
وعلى الجانب الآخر نجد يوسف وحده في بيت فوطيفار يتمتع بحضور الرب الذي يرافقه "كان الرب مع يوسف" (تك 39: 2) .
آي فارق، حضور الله في حياة يوسف جعله يرفض الخطية، عنده مخافة الرب "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله " (تك 39: 9)، يحيا حياة البر والقداسة.
لم يتأثر بإلحاح امرأة سيده وهرب من أمامها، من أمام الشر والخطية، لم يكن ضعف أو جبن ولكنه نجى نفسه من فخ الصياد، إنه هروب الأقوياء.
دعني أسألك أولاً هل تتمتع بحضور الرب يسوع في حياتك، هل سلمت له قلبك ليملك عليه،
تقول كلمة الله "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل. كل واحد عمل ما يحسن في عينيه" (قض21: 25)،
أي انه إذ لم يكن المسيح في قلبك فأنت خاضع لسلطان إبليس ليحركك ويفعل بك كما يشاء هو فلا تسمح له،
كفى انسياق كالعبد وراء إبليس واقبل المسيح في قلبك، سيفُك قيودك، سيحرر إرادتك بقوة الروح القدس وسيمنحك سلطان أولاد الله (يو1: 12) فيصير إبليس عبداً لك.
وإن كنت مؤمن لك علاقة حية مع الرب، هل لك أصدقاء غير مؤمنين تحتفظ بمعيتهم لأنك ترى أنه حكيم جداً في تصرفاته مثل يوناداب،
له مشورات عادة ما تكون صائبة، تحتاج له ليساعدك في الدراسة أو العمل، له علاقات كثيرة.. احذر لأن المعاشرات الرديئة
تفسد الأخلاق الجيدة لأنه في يوم، في موقف واحد فقط مثل يهوذا ويوناداب قد يقتادك إلى طرق عاقبتها الموت (أم 14: 12) .
2- البعد عن الشركة مع الرب والمؤمنين:
إن إبليس يستغل أوقات الضعف الروحي، البعد عن الشركة الفردية مع الرب، البعد عن الاجتماعات الروحية وجماعة المؤمنين
ليدنس أفكار الذهن التي تريد إشباع رغبات الجسد. فالبعد عن كلمة الله التي تثبتك وتحفظك، عن الاجتماعات، عن الأجواء
الروحية المشتعلة وعن عمل الروح القدس الذي يحفظك نقياً يعوضه إبليس بقراءات وأحاديث غير نقية، قضاء ساعات طويلة
أمام الإنترنت، علاقات وصداقات مع غير المؤمنين. ولأنه يوجد جفاف روحي، قد تهاونت يوم بعد الأخر حتى بعدت عن شخص
يسوع، الوحيد الذي يشبع القلب ويسدد كل احتياجاتك، فأنك سوف تظل تبحث عن كل ما يثير الشهوة وتظل تفقد دون أن تدري.
ولنا مثال داود، نراه وقد ترك مكانه، دعوته ومشغوليته بالخدمة، ترك الشعب يذهب للحرب ليبقى هو وحده في البيت..
يعاني من الفراغ فأخذ يتمشى على السطح.. لقد أعطى فرصة لإبليس ليرعى في ذهنه بأفكار وشهوات شريرة.
وما هي النتيجة؟ رأى امرأة تستحم وأخطأ داود.
وأما عن يوسف وما يشغل قلبه فتقول كلمة الله انه صاحب الأحلام، لديه رؤى منذ أن كان ابن سبعة عشر عاما، فكان حلمه الأول "فها نحن حازمون حزماً في الحقل.
وإذا حزمتي قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي" (تك37: 7). وحلمه الثاني "وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي" (تك37: 9).
لقد غرس الرب في قلب يوسف وعوداً وأحلاماً سماوية للملك والارتفاع، وهذا ما كان يشغل قلبه وذهنه.
لم تبرح أحلامه يوماً من أمامه. كان يحيا في البر بإيمان أن وعود الرب ستتحقق رغم كل الظروف القاسية التي أحاطت به.
كما أننا نرى أيضاً أن طاقات يوسف الجسدية كانت موجهة في العمل في بيت فوطيفار "دخل البيت ليعمل عمله.. فأمسكته بثوبه.." (تك 39: 11).
يوسف كان مشغولاً بالعمل الذي يعمله، لم يكن لديه الوقت لتلفت نظره تلك الأمور،
كما كان ذهنه مشغولاً أيضاً بالرب ووعوده لأن رده كان سريعاً، حازماً وقاطعاً "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ". لم يفكر في العرض.. ولا الإغراءات..
ولا نتائج هروبه من أمامها.. ولا غضبها عليه.. لم يفكر إلا في أن يحفظ نفسه طاهراً.
وأما أنت فهل تحيا كملك مثل يوسف "جعلنا ملوكاً وكهنة.." (رؤ1: 26).. وآيات أخرى كثيرة تعلن أن المؤمن صار له أن يحيا كملك
ويمارس السلطان (رو5: 17 ؛ 1صم2: 8). وبالتالي تذكر هذه الكلمات "ليس للملوك يا لموئيل ليس للملوك أن يشربوا خمراً" (أم31: 4)،
لموئيل معنى اسمه شخص لله آي مقدس ومخصص للرب يحيا كملك وأنت تستطيع أن تضع بدلاً من أن يشرب
خمراً كل خطية أو ضعف يعيقك أن تحيا في البر والقداسة وقل "إني ملك".
* كيف يرى الرب هذه الأمور ووصف كلمة الله لها
بلا شك أن حكم الله على الزنا أنه خطية، وسوف نذكر من كلمة الله الكثير مما يؤكد ذلك ولكن ما موقفك أنت تجاهها؟
هل تعطي نفسك المبررات لِما تفعله من مشاهدة أفلام جنسية، صور، سماع أحاديث تثير مشاعرك،
احتياجاتك العاطفية والشهوة بأنك تحت ضغط نفسي أو عاطفي.. إلخ؟
هل ترى هذه الأمور طبيعية لا تثير إزعاجك؟ دعونا نعرف إذاً ما تقوله كلمة الله وبما تصفها:
1- شر عظيم: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله " (تك 39: 9).
2- خطية عظيمة: "ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له ماذا فعلت بنا.. حتى جلبت علىَّ وعلى مملكتي خطية عظيمة" (تك 20: 9).
3- احتقار لشخص الرب: "لأنك أحتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي" (2 صم 12: 10).
4- احتقار لكلام الرب: "لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه" (2 صم 12: 9).
5- أعمال جسد: "أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة" (غلا 5: 19).
6- رذيلة: "لأن هذه رذيلة وهي إثم يعرض للقضاة" (أي31: 11).
عزيزي القارئ، قد تكون من الشخصيات التي تفرح وتشعر بالفخر عندما يصفك أهل العالم عندما تنجرف وراء أهوائك وشهواتك أنك متحرر..
معاصر.. متفتح.. محب ومقبل على الحياة.. مرن.. سهل أن تندمج في وسط الأجواء المتحررة التي رئيسها إبليس..
لذلك فان الكل يحبك (الكل مقصود بها أصدقاء السوء).. شجاع.. جريء وقوى.. ولكن كيف تصفك كلمة الله :
1- جالب عار وسفيه "أما أنا فأين أذهب بعاري وأما أنت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل" (2 صم 13: 13).
2- محكوم عليك بالقضاء والدمار (أي31: 11،12 ؛ 2 صم 12: 14).
- "لأن هذه رذيلة وهي إثم يعرض للقضاة، لأنها تأكل حتى إلى الهلاك وتستأصل كل محصولي".
- " فلأبن المولود لك يموت".
3- جاهل، عديم العقل، عديم الفهم "فرأيت بين الجهال، لاحظت بين البنين غلاماً عديم الفهم" (أم 6: 32 ؛ 7: 7).
4- غبي "كثور يذهب إلى الذبح أو كالغبي إلى قيد القصاص، كطير إلى الفخ ولا يدري أنه لنفسه" (أم7: 22).
5- ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله "كل زان أو نجس أو طماع.. ليس له ميراث في ملكوت المسيح و الله " (أف 5: 5).
6- مفسد لجسده ".. لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده" (1كو 6: 18).
7- خميرة شر ".. خميرة صغيرة تخمر العجين كله" (1كو 5: 1، 6).
8- ملعون (تث 27: 20 – 23).
* العلاج وكيف تهرب من هذه الخطايا
1- حافظوا على أنفسكم (أع 21: 25 ؛ 15: 29 ؛1يو 5: 18)
"وأما من جهة الذين أمنوا من الأمم فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لا يحفظوا شيئاً مثل ذلك سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام .. والزنا".
" نعلم أن كل مَنْ وُلد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه".
لأنك مولود من الله والروح القدس صار يحيا فيك، فقد صرت شريكاً للطبيعة الإلهية، لك طبيعة الله ولا تستطيع أن تخطئ (1يو 3: 9) أو لا تستطيع أن تواصل ممارسة الخطية.
وكلمة الله تدعوك أن تحفظ نفسك نقياً كما فعل يوسف، وثق أن الشرير لن يمسك، لن يأتي إليك بضغوط نفسية،
لن يعبث بذهنك ليثير مشاعرك وشهواتك. أعلن أنك لن تعود لأعمال الجسد والله سيحفظك.
2- في الصليب (مز32: 5 ؛ غلا 5: 24 ؛ 2: 20)
" أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي.. وأنت رفعت آثام خطيتي".
" ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات".
"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيِّ".
هل تأتي عند الصليب وتعترف بخطاياك كما فعل داود؟ لا تدع إبليس يخدعك إذ يقول لك أنك سوف تُرفض من أمام عرش النعمة.
إنها أكاذيب.. لأنه يدرك أنه عندما تأتي إلي الصليب، سوف يحررك دم يسوع المسيح.. وسوف تنكسر كل قوة لمملكة الظلمة عن حياتك..
وسوف يفقد عدو الخير سلطانه عليك. هل تعلن إيمانك وتثق أن دم المسيح الذي سُفك على الصليب، حررك ويحررك من كل الخطايا،
لست تحت نير عبودية، الخطية لن تسود عليك في اسم يسوع. إبليس ليس له سلطان على ذهنك، جسدك، مشاعرك.
قل له كفى تدمير، لن أفقد حياتي، بيتي، عائلتي، الشركة مع الرب، خدمتي ودعوتي. قل لن أحصد نتائج الخطية،
لن أفقد أغلى ما لي كما حدث مع داود "فلأبن المولود لك يموت"، الرب يعفو فينجي (إش 31: 5). صلِ و قل لا أموت،
لا تموت خدمتي وتأثيري. وإن كنت مثل داود "قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون" (2 صم 12: 14)،
قل لا تشمتي بي يا عدوتي إن سقطت أقوم. لن تبقى في الحفرة بل ستصعد منها منتصراً، قوياً وتصبح أنت مصدر
إزعاج وتدمير للأرواح الشريرة التي تعمل في مجال النجاسة، الشهوة، والجنس بالسلطان الممنوح لك كابن لله.
2- أهرب وانفصل "ولا تشاكلوا هذا الدهر…" (رو 12: 2).
إذ أنه لا تهاون أو تساهل مع الخطية بل حسم فذلك سوف يتطلب منك انفصال حازم وبإرادة عن كل ما كان يساعدك على
الانجذاب وراء تلك الخطايا وتخدع نفسك إن قلت سوف أحتفظ بهذا الصديق غير المؤمن ولكني سوف أكون حذر منه في
تلك الأمور أو لن أقبل أي أحاديث لا تليق معه. لا تمسك العصا من المنتصف بل أهرب، وحتى أترك ثوبك كما فعل يوسف.
قطع كل ربط مع كل من أذاك و" الله سيحررك، يشفيك، ويسدد كل احتياجاتك. لا تعود تنظر إلى الوراء.. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً.