سلام ونعمة://
وهكذا فإن السيد المسيح - كإبن بكر للعذراء - قدموا عنه ذبيحة للرب فى يوم الاربعين "يوم تطهير العذراء بعد ولادتها". وفى هذا يقول الكتاب عن السيدة العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب، كما هو مكتوب فى ناموس الرب "ان كل فاتح رحم يدعى قدسا للرب، ولكى يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام او فرخى حمام" (لوقا 2: 22–24). وهذا يوضح أن السيد المسيح طبقت عليه شريعة الإبن البكر فى يوم الأربعين من مولده، وطبعاً لا علاقة هنا بين البكر وميلاد أخوة اخرين.
والسيد المسيح هو الإبن البكر، وهو الإبن الوحيد، وليس هناك أصدق من أن الله القدوس يدعو السيد المسيح إبنه البكر مع إنه الإبن الوحيد:
+ (عبرانيين 1: 2) كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ.
+ (عبرانين 1: 6) وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».
+ (يوحنا 3: 6) لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
+ (كولوسى الأولى 1: 15) اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.
+ (كولوسى الأولى 1: 18) وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.
+ (رؤيا 1: 5) وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ.
شروط الإبن البكر:
1- هو أول مولود للأب
2- إبن لم يسبقة أبناء آخرون من نفس الأب.
3- إبن قد يولد بعدة أبناء آخرون من نفس الأب.
4- الإبن الوحيد هو إبن بكر.
5- ليس شرط أن كل إبن بكر يكون إبن وحيد.
ولكن فى حالة السيد المسيح تم نسب البكورية إلى مريم العذراء (الأم)، وهذا بخلاف الشرائع وحكم ناموس موسى الذى ينسب بكورية الإبن إلى الأب، لأن موضوع البكورية آنذاك عند اليهود كان هام جداً من حيث الميراث والحكم وأشياء أخرى كثيرة تتعلق بتولى الإبن البكر كل شئون بيت أبية بعد موت الأب. وبالطبع الإبن البكر هو الخارج من صلب أبية.
ونقرأ فى سفر التكوين عن أبناء يعقوب من زوجاتة الأربعة، فكان رأوبين هو إبنة البكر الذى ولدتة ليئة بصفتة أول مولود له خارج من صلبة، بينما لم يقال أن يوسف كان إبن راحيل البكر، أو كان دان هو بكر بلهة جارية راحيل، أو جاد هو بكر زلفة جارية ليئة.
+ (تكوين 35: 22-26) 22وَحَدَثَ اذْ كَانَ اسْرَائِيلُ سَاكِنا فِي تِلْكَ الارْضِ انَّ رَاوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ ابِيهِ. وَسَمِعَ اسْرَائِيلُ. وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ: 23بَنُو لَيْئَةَ: رَاوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشَمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ؛ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَاشِيرُ. هَؤُلاءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ ارَامَ.
ولذلك فالذين يتهون مريم العذراء بأنها تزوجت بعد ولادة السيد المسيح سواء من يوسف النجار أو من غيرة سيقعون فى مأزق لا مخرج منه وهو:
1- على إفتراض أن مريم العذراء تزوجت من يوسف النجار وأنجبت أولاد:
فالسؤال هنا:
- ما هو حال المولود الأول من صلب يوسف؟
- هل سيكون هذا المولود هو البكر فى الميراث والحكم؟
- هل سيكون هناك بكران؟ الأول هو يسوع من مريم العذراء حسب نص الإنجيل، والثانى هو البكر من يوسف، وهذا مالم نسمع عنه أبداً.
بالطبع الإبن الوريث هو الإبن الخارج من صلب أبية، ولو كان ليوسف أبناء أخرى قبل خطوبتة للسيدة العذراء مريم وأكبر من السيد المسيح سناً، لما كان الناس أرادوا أن يجعلوا السيد المسيح ملكاً عليهم لأن الملك يكون هو الإبن البكر، ولا يستطيع أحد أن يخالف شريعة موسى.
+ (يوحنا 6: 14-15) فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
2- بإفتراض أن مريم العذراء تزوجت شخص آخر بعد وفاة يوسف النجار وأنجبت أولاد:
فالسؤال هنا:
- من هو هذا الشخص المجهول؟ (لم نسمع عنه ولا حتى نعرف إسمة)
- وفقاً لهذا الإدعاء يتحتم أن يكون هذا الشخص المجهول غير متزوج من قبل لأن إنجيل متى ذكر بوضوح أن المسيح هو بكر مريم.
- هل سيكون هناك بكران؟ الأول هو يسوع من مريم العذراء حسب نص الإنجيل، والثانى هو البكر من هذا الشخص المجهول، وهذا أيضاً مالم نسمع عنه أبداً.
ولذلك لم يكن المسيح هو بكر بين إخوة كثيرون ولدتهم مريم العذراء ولكنة أخد صفة البكورية بإعتبارة المولود الأول للعذراء First Born.
ونلاحظ أن بكورية المسيح تم نسبها للسيدة العذراء ولم تنسب ليوسف النجار وفى هذا الأمر عدة نقاط:
1- إشارة لميلاد السيد المسيح المعجزى بغير زرع بشر.
2- تم إطلاق لفظة إبنها البكر لمريم وليس ليوسف النجار.
3- معلوم حسب الشرائع اليهودية أن البكر ينسب للأب وليس للأم، وحسب شريعة موسى تم نسب السيد المسيح ليوسف النجار بصفتة الأب الشرعى، وكان مكتوباً فى السجلات الرسمية يسوع إبن يوسف، لأن أى مولود لابد من إثبات نسبة لأبية:
+ (لوقا 3: 23) وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
+ (يوحنا 1: 45) فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».
+ (يوحنا 6: 42) وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»
وفى هذا لابد لنا أن نعترف أن الوحى صادق، وقد كتب عن السيد المسيح أنه الإبن البكر، فهو إبن بكر لمريم العذراء أمة، وأيضاً فى نفس الوقت هو إبن بكر ليوسف النجار بصفتة الأب الشرعى له والمدون على إسمة فى السجلات، وهذا يتمشى مع شريعة وناموس موسى النبى التى هى من عند الله.
ولو كان لم يتم نسب السيد المسيح لأب معين لإعتبر اليهود مريم العذراء زانية ورجموها حسب الناموس.
4- بإعتبار أن السيد المسيح منسوب ليوسف النجار، فكلمة الإبن البكر هنا توضح أيضاً أن يوسف لم يكن له أولاد قبل زواجة من مريم العذراء، وهذا يحتمل أمرين هما:
- كان يوسف النجار بتولاً غير متزوج.
- كان يوسف النجار رجل أرمل ماتت زوجتة ولم ينجب أولاد.
وحسب شريعة موسى للإبن البكر:
+ (خروج 13: 1-2) 1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».
وقد طبق يوسف النجار على السيد المسيح شريعة الإبن البكر بعد ولادتة بأربعين يوماً، وهذا التصرف من يوسف النجار يؤكد أيضاً عدم وجود أبناء له قبل خطوبتة لمريم العذراء، ولو كان له أبناء ما كان له أن يقوم أو حتى يشارك مريم العذراء فى ممارسة طقوس شريعة الإبن البكر ويخالف وصايا الله. ويؤكد ذلك ما جاء فى إنجيل لوقا:
+ (لوقا 2: 22-24) 21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ،23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.
ولذلك يتفق الكثير أن يوسف النجار كان إنساناً بتولاً باراً لم يتزوج من قبل، حيث شاءت إرادة الله فى ملء الزمان أن يكون السيد المسيح:
(أ) إبن (حسب النسل الطبيعى) لعذراء بتول هى مريم العذراء
(ب) إبن (حسب النسل الشرعى) لرجل بتول هو يوسف النجار
وهكذا نجد أن شريعة الإبن البكر لا تشترط كون المولود البكر هو إبن وحيد لأبوية أم أن له إخوة أخرون ولدوا من بعدة. وحسب شريعة موسى يتم تكريس الإبن البكر أى المولود الأول، ولا ينتظر أبواه حتى يتم ولادة إخوة أخرين له فيصبح بكراً لهم، ثم يخصصونة للرب، بل يتم تكريس للرب سواء ولد بعدة إخوة أخرين أو لم يولد، إنما من مولدة يصير قدساً للرب، لا لأنه كبير إخوتة، بل لأنه أول فاتح رحم.
وهكذا فإن السيد المسيح - كإبن بكر للعذراء - قدموا عنه ذبيحة للرب فى يوم الاربعين "يوم تطهير العذراء بعد ولادتها". وفى هذا يقول الكتاب عن السيدة العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب، كما هو مكتوب فى ناموس الرب "ان كل فاتح رحم يدعى قدسا للرب، ولكى يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام او فرخى حمام" (لوقا 2: 22–24). وهذا يوضح أن السيد المسيح طبقت عليه شريعة الإبن البكر فى يوم الأربعين من مولده، وطبعاً لا علاقة هنا بين البكر وميلاد أخوة اخرين.
والسيد المسيح هو الإبن البكر، وهو الإبن الوحيد، وليس هناك أصدق من أن الله القدوس يدعو السيد المسيح إبنه البكر مع إنه الإبن الوحيد:
+ (عبرانيين 1: 2) كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ.
+ (عبرانين 1: 6) وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».
+ (يوحنا 3: 6) لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
+ (كولوسى الأولى 1: 15) اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.
+ (كولوسى الأولى 1: 18) وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.
+ (رؤيا 1: 5) وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ.
شروط الإبن البكر:
1- هو أول مولود للأب
2- إبن لم يسبقة أبناء آخرون من نفس الأب.
3- إبن قد يولد بعدة أبناء آخرون من نفس الأب.
4- الإبن الوحيد هو إبن بكر.
5- ليس شرط أن كل إبن بكر يكون إبن وحيد.
ولكن فى حالة السيد المسيح تم نسب البكورية إلى مريم العذراء (الأم)، وهذا بخلاف الشرائع وحكم ناموس موسى الذى ينسب بكورية الإبن إلى الأب، لأن موضوع البكورية آنذاك عند اليهود كان هام جداً من حيث الميراث والحكم وأشياء أخرى كثيرة تتعلق بتولى الإبن البكر كل شئون بيت أبية بعد موت الأب. وبالطبع الإبن البكر هو الخارج من صلب أبية.
ونقرأ فى سفر التكوين عن أبناء يعقوب من زوجاتة الأربعة، فكان رأوبين هو إبنة البكر الذى ولدتة ليئة بصفتة أول مولود له خارج من صلبة، بينما لم يقال أن يوسف كان إبن راحيل البكر، أو كان دان هو بكر بلهة جارية راحيل، أو جاد هو بكر زلفة جارية ليئة.
+ (تكوين 35: 22-26) 22وَحَدَثَ اذْ كَانَ اسْرَائِيلُ سَاكِنا فِي تِلْكَ الارْضِ انَّ رَاوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ ابِيهِ. وَسَمِعَ اسْرَائِيلُ. وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ: 23بَنُو لَيْئَةَ: رَاوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشَمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ؛ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَاشِيرُ. هَؤُلاءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ ارَامَ.
ولذلك فالذين يتهون مريم العذراء بأنها تزوجت بعد ولادة السيد المسيح سواء من يوسف النجار أو من غيرة سيقعون فى مأزق لا مخرج منه وهو:
1- على إفتراض أن مريم العذراء تزوجت من يوسف النجار وأنجبت أولاد:
فالسؤال هنا:
- ما هو حال المولود الأول من صلب يوسف؟
- هل سيكون هذا المولود هو البكر فى الميراث والحكم؟
- هل سيكون هناك بكران؟ الأول هو يسوع من مريم العذراء حسب نص الإنجيل، والثانى هو البكر من يوسف، وهذا مالم نسمع عنه أبداً.
بالطبع الإبن الوريث هو الإبن الخارج من صلب أبية، ولو كان ليوسف أبناء أخرى قبل خطوبتة للسيدة العذراء مريم وأكبر من السيد المسيح سناً، لما كان الناس أرادوا أن يجعلوا السيد المسيح ملكاً عليهم لأن الملك يكون هو الإبن البكر، ولا يستطيع أحد أن يخالف شريعة موسى.
+ (يوحنا 6: 14-15) فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
2- بإفتراض أن مريم العذراء تزوجت شخص آخر بعد وفاة يوسف النجار وأنجبت أولاد:
فالسؤال هنا:
- من هو هذا الشخص المجهول؟ (لم نسمع عنه ولا حتى نعرف إسمة)
- وفقاً لهذا الإدعاء يتحتم أن يكون هذا الشخص المجهول غير متزوج من قبل لأن إنجيل متى ذكر بوضوح أن المسيح هو بكر مريم.
- هل سيكون هناك بكران؟ الأول هو يسوع من مريم العذراء حسب نص الإنجيل، والثانى هو البكر من هذا الشخص المجهول، وهذا أيضاً مالم نسمع عنه أبداً.
ولذلك لم يكن المسيح هو بكر بين إخوة كثيرون ولدتهم مريم العذراء ولكنة أخد صفة البكورية بإعتبارة المولود الأول للعذراء First Born.
ونلاحظ أن بكورية المسيح تم نسبها للسيدة العذراء ولم تنسب ليوسف النجار وفى هذا الأمر عدة نقاط:
1- إشارة لميلاد السيد المسيح المعجزى بغير زرع بشر.
2- تم إطلاق لفظة إبنها البكر لمريم وليس ليوسف النجار.
3- معلوم حسب الشرائع اليهودية أن البكر ينسب للأب وليس للأم، وحسب شريعة موسى تم نسب السيد المسيح ليوسف النجار بصفتة الأب الشرعى، وكان مكتوباً فى السجلات الرسمية يسوع إبن يوسف، لأن أى مولود لابد من إثبات نسبة لأبية:
+ (لوقا 3: 23) وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
+ (يوحنا 1: 45) فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».
+ (يوحنا 6: 42) وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»
وفى هذا لابد لنا أن نعترف أن الوحى صادق، وقد كتب عن السيد المسيح أنه الإبن البكر، فهو إبن بكر لمريم العذراء أمة، وأيضاً فى نفس الوقت هو إبن بكر ليوسف النجار بصفتة الأب الشرعى له والمدون على إسمة فى السجلات، وهذا يتمشى مع شريعة وناموس موسى النبى التى هى من عند الله.
ولو كان لم يتم نسب السيد المسيح لأب معين لإعتبر اليهود مريم العذراء زانية ورجموها حسب الناموس.
4- بإعتبار أن السيد المسيح منسوب ليوسف النجار، فكلمة الإبن البكر هنا توضح أيضاً أن يوسف لم يكن له أولاد قبل زواجة من مريم العذراء، وهذا يحتمل أمرين هما:
- كان يوسف النجار بتولاً غير متزوج.
- كان يوسف النجار رجل أرمل ماتت زوجتة ولم ينجب أولاد.
وحسب شريعة موسى للإبن البكر:
+ (خروج 13: 1-2) 1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».
وقد طبق يوسف النجار على السيد المسيح شريعة الإبن البكر بعد ولادتة بأربعين يوماً، وهذا التصرف من يوسف النجار يؤكد أيضاً عدم وجود أبناء له قبل خطوبتة لمريم العذراء، ولو كان له أبناء ما كان له أن يقوم أو حتى يشارك مريم العذراء فى ممارسة طقوس شريعة الإبن البكر ويخالف وصايا الله. ويؤكد ذلك ما جاء فى إنجيل لوقا:
+ (لوقا 2: 22-24) 21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ،23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.
ولذلك يتفق الكثير أن يوسف النجار كان إنساناً بتولاً باراً لم يتزوج من قبل، حيث شاءت إرادة الله فى ملء الزمان أن يكون السيد المسيح:
(أ) إبن (حسب النسل الطبيعى) لعذراء بتول هى مريم العذراء
(ب) إبن (حسب النسل الشرعى) لرجل بتول هو يوسف النجار
وهكذا نجد أن شريعة الإبن البكر لا تشترط كون المولود البكر هو إبن وحيد لأبوية أم أن له إخوة أخرون ولدوا من بعدة. وحسب شريعة موسى يتم تكريس الإبن البكر أى المولود الأول، ولا ينتظر أبواه حتى يتم ولادة إخوة أخرين له فيصبح بكراً لهم، ثم يخصصونة للرب، بل يتم تكريس للرب سواء ولد بعدة إخوة أخرين أو لم يولد، إنما من مولدة يصير قدساً للرب، لا لأنه كبير إخوتة، بل لأنه أول فاتح رحم.
Click this bar to view the full image. |