سلام ونعمة://
عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ
+ (لوقا 1: 26-27) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
يستشهد منكرى بتولية مريم العذراء أنها كانت مخطوبة، وطبقاً لشريعة الخطبة فى اليهودية تكون المخطوبة زوجة رسمياً لزوجها، وهذا يعنى أن مريم صارت بعد ولادة يسوع زوجة ليوسف النجار.
الرد:
فى الواقع هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها عن حول خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار وهى:
1- لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟
2- لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
3- لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟
4 - لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟
5- لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟
6- لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟
7- ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح.
8- متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟
9- هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟
10- هل عرف الشيطان شك يوسف فى بتولية العذراء؟
11- هل عرف الشيطان مضمون رسائل الملاك ليوسف النجار؟
12- هل عرف الأنبياء والشيطان المعنى الحقيقى لكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى؟
13- كيف يقبل يوسف النجار الشيخ الكبير الزواج من مريم البنت الصغيرة؟
14- كم كان عمر العذراء عند ولادة يسوع؟
(1) لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟
لقد بشر الملاك جبرائيل مريم أنها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا كان سيحدث عندما يجدها الناس حامل وهى غير متزوجة؟
الإجابة:
1- توجية تهمة الزنا لها، وترجم حتى الموت حسب الشريعة.
2- تقوم مريم الشعب بإعلان سر الحبل الإلهى للشعب ولن يصدقها أحد وتموت بالرجم.
2- يقوم الجنين فى بطنها بإعلان حقيقة سر الحبل الإلهى بإجراء معجزة لكى يصدق الشعب، وقد لا يصدق ويقول الناس عنها أنها ساحرة، فكم من معجزات أجراها السيد المسيح ولم يؤمن به اليهود. ولكن الهم من ذلك أن الشيطان فى هذة الحالة سيعرف ان هذا المولود هو المسيح القادم لفداء وخلاص البشرية، وكان سيسعى جاهدا لتعطيل ذلك الخلاص.
4- لو كانت الناس تعرف يقيناً هذا السر العجيب وأن المسيح سوف يتجسد من عذراء بدون زرع بشر، لربما إستغل عدو الخير ذلك فى عمل الشر وإثارة الشكوك!!، فمثلا كيف سيكون الحال لو أن أى فتاة عذراء وغير مخطوبة زنت مع شخص وقالت لأهلها لقد وجدت نفسى فجأة حامل!! موضحة أنه ربما تكون نبؤة أشعياء النبى تخصها هى، بحجة الهروب من عقوبة الرجم، وهكذا غيرها من الفتيات غير المتزوجات، وبالتالى يستغل الشيطان كلمة الله فى عمل الشر، وتتحول تلك النبؤة العظيمة إلى دليل براءة كل زانية (حاشاً)، ولكن أخفى الله هذا السر العظيم عن الشيطان وعن كل البشرية:
+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
(2) لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
- لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟
الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب:
1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم:
+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكون العذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم
3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.
وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟
للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملت المخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية:
+ (تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة.
ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث، وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين
1- المعنى الأول صريح: أن الحمل تم قبل ذهاب مريم لتسكن فى بيت يوسف.
2- المعنى الثانى ضمنى: عدم وجود علاقة زوجية بينهما.
وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار:
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته".
ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
(3) لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟
قال القدّيس أغسطينوس فى عظة بهذا العنوان:
لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة. بمجيئه رجلاً دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى... وكأنه يخاطب البشريّة، قائلاً: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة. انظروا، لقد وُلدت رجلاً، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها... لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال.
(4) لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟
1- لاتمام نبؤات العهد القديم
2- لاتمام العملية التى خطط الله لها منذ سقوط آدم وهى الفداء
إن تجسد ابن الله الأزلي حسب الكتاب المقدس ليس حادثة ضرورية أو إضطرارية في ذاتها وإنما هو إتضاع إختيارى وحب إلهى للإنسان. فإن الله لأجل فداء البشر بذل إبنه الوحيد الذي أتي إلي العالم ليخلصنا من خطايانا واشترك في اللحم والدم لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15). وهذا التجسد وإن لم يكن ضرورياً في ذاته كان ضرورياً لفداء البشر لأنه ليس من طريقة أخرى معلنة لنا يمكن خلاص الناس بها. وذلك يوافق تعليم الكتاب المقدس الواضح أن اسم المسيح هو الاسم الوحيد الذي يقدر البشر أن يخلصوا به (أعمال الرسل 4: 12) وأنه لو أمكن نوال البر علي طريقة أخري لكان المسيح قد مات حسب قول الرسول بلا سبب (غلاطية 2: 21) وأيضاً أنه لو كان الناموس قادراً أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس (غلاطية 3: 21).
بما أن القصد بتجسد المسيح وتتميمه عمل الفداء هو مصالحتنا مع الله سمي المسيح وسيطنا لأنه دخل بيننا وبين الله يكفر عن خطايانا ويشفع فينا. وبما أن المسيح قد كفر عن الخطية ولا يقدر غيره علي ذلك يكون هو الوسيط الوحيد بين الله والناس وصانع السلام (أفسس 3: 16)، (تسالونيكى الأولى 2: 5).
(5) لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟
يرد القدّيس جيروم ويقول:
كانت الخطبة ليوسف البار أمرًا ضروريًا، لأسباب كثيرة منها:
1- كان يوسف رجلاً بارا قديساً رأى الله فية الشخص المناسب المؤتمن على سر الحبل الإلهى.
2- لكي يُنسب يسوع للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
3- لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا لشريعة موسى كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص.
4- وجود يوسف بجانب العذراء كان ضرورياً لها فى أمور حياتها مع إبنها يسوع: فى الهروب إلى مصر والرجوع منها، وفى إعالتها والإنفاق على معيشتها
5- يوسف النجار هو حفيد للملك داود، ولو إستمر الملك لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، وعندما تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف، ثم تمت ولادة المسيح بعد ذلك، وقيدة يوسف النجار فى السجلات الرسمية عند الإكتتاب بأنه هو أبية (الأب الشرعى) وسمى يسوع إبن يوسف، تم تحقيق النبؤات بأن المسيح هو الملك ويملك على بيت يعقوب:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
ولذلك خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار كان لابد منها، وفيها تم تحقيق النبؤات، بأن المسيح هو الوريث كملك لكرسى داود أبيه، لأن الملك عند اليهود يورث عن طريق الأب وليس عن طريق الأم، كما أن الملك يكون هو الإبن البكر لأبية، وقد كان يوسف من بيت الملك داود، ولو إستمر حكم بنى إسرائيل لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، ولكنة كان نجاراً فقيراً، بل وأفقر أحفاد داود الملك، وعندما ظهر له الملاك فى حلم ذكرة بجدة الملك داود قائلاً يا يوسف إبن داود:
+ (متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
ومعلوم أن يوسف كان هو الأب الشرعى ليسوع، وهذا يجعل وراثه الملك شرعيه وصحيحة، وبذلك تحقق قول الملاك جبرائيل للعذراء:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
وهنا لا يصح أبداً القول بوجود أولاد ليوسف النجار من زواج سابق وأن زوجتة توفت وأصبح أرمل ثم بعد ذلك خطب السيدة مريم العذراء، لأنه لو كان له أولاد من صلبة لأصبح البكر منهم هو الوريث الرسمى والشرعى لكرسى الملك داود حسب الشرع الإلهى، بصفتة الإبن البكر والإبن العصبى ليوسف النجار (الخارج من صلبة)، وجهل البعض بهذا الأمر يجعلهم يتهمون الله بدون علم منهم بأنه غير عادل وان كلام الوحى غير صادق (حاشاً)، ولكن نقول مع إبراهيم: "ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟» (تكوين 18: 25).
(6) لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟
لقد كانت مريم العذراء تعرف أنها نذيرة الهيكل للرب منذ أن حبلت بها أمها حنة، ولذلك كانت تسمى بعذراء الهيكل، ووفقاً للشريعة اليهودية متى بلغت الفناة سن 12 سنة، لابد أن تخرج من الهيكل، ولما كانت مريم العذراء فى ذلك الوقت يتيمة الأب والأم لا تجد من يرعاها، رأى كهنة الهيكل أن يستودعوها عند رجل صالح، ووقع الإختيار الإلهى على الشيخ يوسف النجار الذى خطبها تمهيداً لعقد زواج بتولى معها، بحيث تعيش معه فى مسكنة وبيتة ويتولى رعايتها والإنفاق عليها ويكون لها بمثابة الأب وتحت غطاء شرعى أمام الناس أنه رجلها فى نفس الوقت، ولذلك عندما تمت خطبتها ليوسف النجار، وهما الإثنان يعلمان ومتفقان على أنها ستعيش معه كبتول عذراء. فهى طفلة فى سن الثانية عشرة وهو رجل شيخ تجاوز الثمانين عاماً، فهى تريد تنفيذ وصية أمها حنة برضى وقبول تام، ويوسف النجار بالطبع لا يريد كسر ذلك النذر الذى هو عالم به من قبل ولادة العذراء. ولذلك إندهشت من قول الملاك لها أنها ستحبل وتلد إبنا، وردت عليه قائلة: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلا؟.
(7) ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح؟
يقول التقليد والأباء أن الخطبة كانت تتم حسب عادة اليهود رسمياً أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تماماً ماعدا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها أو طلقت منه، ولايمكن أن يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب طلاق، مثلها مثل الزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وتموت بالرجم، وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل كما جاء فى سفر التثنية:
+ (تثنية 22: 23) 23«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. 25وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا. 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ويروى التقليد أن العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً أنه إحتفظ بها فى بيته فى الناصره. فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك".
(8) متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟
هذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف" والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وربما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله.
(9) هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟
لم يعرف الشيطان رسالة الملاك جبرائيل لمريم العذراء للأسباب التالية:
1- البشارة حدثت فى دائره ضيقة جداً وللعذراء فقط.
2- لم تبوح العذراء بهذا السر لأى إنسان ولا حتى ليوسف النجار، ولا حتى تكلمت مع يوسف النجار عندما رأت الشك فى عينية نحوها بل ظلت صامتة حتى أظهر الله ليوسف فى حلم ذلك السر الإلهى، ومعروف عن العذراء مريم أنها كانت دائماً صامتة تحفظ كل شئ فى قلبها، وربما كان هذا طلب من الملاك جبرائيل لها أن لا تتكلم عن هذا السر مهما كان:
+ (لوقا 2: 19) وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.
+ (لوقا 2: 51) وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.
3- أغلب الظن أن الملاك ظهر للعذراء فى مخدعها وقت صلاتها وبالتأكيد لم يعرف إبليس بهذا، وربما لم يكن قادراً على إختراق الحائط النورانى والروحى لمكان والسياج الإلهى الذى يحمى السيدة العذراء، ومعلوم أن الله يحمى قديسية ويسيج حولهم أسوار وسياجاً من عدو الخير:
+ (أيوب 1: 10) أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟
4- لم يسمح الله للشيطان بالإطلاع على هذا السر.
وعموماً مخطئ تماماً من يتصور أن إبليس وكأنه كلى المعرفه ولا محدود! فهذا غير صحيح، ومخطئ أيضاً من يتصور أن إبليس ذو ذكاء شديد وإن كان كذلك فإنما هو ذكى فى الشر، أما فى معرفه التدابير الالهيه فهو أغبى ما يكون عن أى تصور لانه فقد النور الإلهى تماما مثل البشر الذين يبتعدون عن النور الحقيقى فلا يعرفون ما هو لخلاصهم!
ولذلك كانت بشارة الملاك جبرائيل لمريم أحد الأسرار الإلهية التى أخفاها الله عن الشيطان لإتمام عمل الخلاص، لأنه لو علم الشيطان يقيناً أن الملود هو فعلا المسيح إبن الله القادم لخلاص العالم لبذل كل جهدة وسخر كل قواتة لتعطيل ذلك الخلاص وتاخيرة قدر المستطاع، فهو يعلم تماماً أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية، ولكن لا يعلم كيف ومتى سيتم ذلك الخلاص، بل لم يكن الشيطان متأكداً من أن المصلوب على الصليب هو بالفعل إبن الله، ولو كان يعلم أنه هو لكان الشيطان أول المعارضين لصلب المسيح. نستطيع القول أن الشيطان كان متشككاً فى أمر السيد المسيح فتارة يراه يصنع المعجزات ويقيم الموتى ويشفى المرض ويشبع الجياع ويسكت رياح البحر، ويخرج الشياطين وهى تخرج صارخة أنت هو المسيح إبن الله الحى لتصطاد منه كلمة تتأكد منة انه هو فعلا ولكنه يأمرهم بالسكوت والصمت ويتركهم حيارى، وتارة أخرى يراه الشيطان يجوع ويعطش ويأكل فهل هذا هو الله ام إنسان!!!.
بل ونستطيع القول أيضاً أن اللحظة الأولى التى تأكد فيها الشيطان أن المسيح هو إبن الله الحى، هى لحظة موت المسيح ونزولة للجحيم لإصعاد أرواح الأنبياء والأبرار والقديسين الذين رقدوا على رجاء القيامة، فى تلك اللحظة فتحت الهاوية فاهها وإستعدت أبواب الجحيم لإستقبال فريستها الذى مات، وقوات الشر وعلى رأسهم رئيس الشياطين فى أهبة الإستعداد لملاقاة ذلك الذى كان يعذبهم ويخرجهم ويهدد مملكتهم، وفجأة إذ بهم يرون ملك الملوك ورب الأرباب المسيح إبن الله فى عظمتة قادماً لهم وبأقدامة سحقهم جميعاً بل وإزدادوا سقوطا تحت سقوطهم، وخلص المأسورين من سجن الهاوية.
(10) هل عرف الشيطان شك يوسف فى بتولية العذراء؟
هذا الشك لم يخرج عن عقل يوسف ولم يبوح به لأحد بدليل أنه كان يفكر فى هذه الأمور فى قرارة نفسة، وكان قد أراد تخليتها سراً.
+ (متى 1: 19-20) 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
وهكذا ظلت طبيعه هذا المولود مخفية مدة كبيرة عن الجميع بإستثناء أشخاص قليلة كالعذراء ويوسف النجار وزكريا الكاهن وأليصابات وسمعان الشيخ الذى أعلم بوحى من الروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب.
(11) هل عرف الشيطان مضمون رسائل الملاك ليوسف النجار؟
لم يعرف الشيطان رسائل الملاك ليوسف النجار لنفس الأسباب المذكورة للقديسة مريم العذراء ويضاف عليها، أن جميع رسائل الملاك ليوسف كانت فى الحلم وبالطبع الشيطان لا يستطيع معرفة الحلام وأيضاً من المؤكد أن الملاك كان يخبر يوسف بإلتزام الصمت وعدم التحدث مع الآخرين فى هذا الشأن:
+ (متى 1: 20) 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.
+ (متى 2: 13) وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».
+ (متى 2: 19) فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ
+ (متى 2: 22) وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ.
(12) هل عرف الأنبياء والشيطان المعنى الحقيقى لكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى؟
+ (أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
+ (أشعياء 9: 6) لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.
إذا كان الله قد خفى عن الشيطان موضوع بشاره العذراء وأيضا شكوك يوسف النجار، فهل نسى الشيطان نبؤه أشعياء النبى الصريحه عن المسيح وميلاده من عذراء:
1- فى إعتقادى أن العالم كلة بما فيه الأنبياء الذين كانوا يكتبون النبؤات لم يعرفوا المعنى الفعلى والحقيقى لنبؤة أشعياء النبى: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً" فلم يكن أحد ليتخيل أن عذراء تلد بدون زرع بشر، فالبتولية قبل مريم العذراء لم يكن لها شأن يُذكر. بل كانت عذارى إسرائيل يتهافتن على الزواج السريع، على زعم أنهن يلدن المسيح المسيا المنتظر. ولذلك كان حزن المرأة العاقر المتزوجة قديماً من بنى إسرائيل راجع بالدرجة الأولى أن عمانوئيل لن يولد من بطنها. غير انه بعد قيامة المسيح من الموات بدأ يشرح لتلاميذة جميع المور والنبؤات التى كانت فى الكتب، مثلما حدث مع تلميذى عمواس:
(لوقا 24 : 27) ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.
حتى ان احدهما قال للاخر: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟»
وبولس الرسول أيضاً الذى كان من طائفة الفريسيين وهم علماء لاهوت فى ذلك الوقت بعد ان ظهر له السيد المسيح وكان إسمة شاول وأفرزة للكرازة، وقبل صعوده إلى أورشليم انطلق إلى العربية وهى غالبًا مدينه جنوب دمشق في مملكة Nabataeans وليس إلى منطقة سيناء، ثم رجع أيضًا إلى دمشق. حيث إعتكف هناك فى قراءة الكتب والنبؤات ومراجعة ومقارنة كل الأحداث:
+ (غلاطية 1 : 15-18) 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ. 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً. 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.
2- فى إعتقادى أيضاً (مع التحفظ أن هذا من أسرار الله غير المعلنة) لو كان الشيطان والعالم يعلم يقيناً أن المسيح سيولد من عذراء بدون زرع بشر، لما كان هناك مبرر من خوف العذراء عن الإفصاح عن أنها هى التى تحمل عمانوئيل، ولكن هل كان سيصدقها أحد من قومها؟ وما هو الحال لو أن أى فتاة أخرى قد زنت مع شخص وقالت لأهلها أنها إكتشفت أن نبؤة أشعياء تنطبق عليها، فهى عذراء لم تتزوج وفجأة وجدت نفسها حامل!!! فلا شك أن الشيطان عدو الخير كان سيستغل تلك النبؤة لو كانت معلنة تماماً ومعروفة فى أغراض أخرى، ولإنتشرت الفوضى والبلبلة بين الناس ولإمتلكت كل زانية دليل برائتها.
3- الأنبياء أنفسهم الذين تنبؤا عن المسيح لم يفهموا بالضبط المضمون الفعلى لهذه النبؤات، مثلما نحن الآن نتعامل مع رموز سفر الرؤيا وغير قادرين على حل وفك شفرات تلك الرموز والنبؤات!
4- كان راسخاً فى فكر شعب اليهود أن المسيح سيولد من فتاة عذراء، وربما كانوا يتصورون أنها عذراء ستتزوج وتلد إبناً هو المسيح الذى سيأتى لخلاصهم وتحريرهم من عبودية الرومان، ويسترجع لهم أمجادهم القديمة، لذلك كان اليهود يجهلون طبيعة التدبير الإلهى.
5- لم يكن يتصور إبليس بسبب كبريائه أن يأتى مخلص البشرية من فتاة فقيرة يتيمة، ويولد فى مذود للبقر، حتى ان المجوس عندما سمعوا عن ولادة المسيح ذهبوا إلى قصر هيرودس حتى يروا ملك اليهود، طناً منهم أنه من العائلة المالكة آنذاك.
6- لو سلمنا جدلاً أن الشيطان كان فطنا لهذه النبؤات ومنتظراً لهذه العذراء، إلا أنه أخطأ فى التطبيق ولم يفطن أن السيد المسيح هو المقصود بالنبؤات لكونه يراه إبنا لأم هى العذراء والجميع يدعونه إبن يوسف.
(13) كيف يقبل يوسف النجار الشيخ الكبير الزواج من مريم البنت الصغيرة؟
1- يوسف النجار لم يتزوج مريم بل إستقر رأى الكهنة بعد أن وجدوها يتيمة الأب والأم وعند بلوغها سن الخروج من الهيكل أن يقوموا بخطبتها لرجل يرعاها، فكان يوسف خطيب لها إستعدادا للرباط الشرعي لا للتناسل بل لتكون في رعايته وحمايته لأنها نذيرة الرب منذ بطن أمها والكتاب المقدس يؤكد هذه الحقيقة أن مريم قبل أن تذهب للسكن فى بيت يوسف وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18).
2- يوسف النجار لم يتقدم لخطبة العذراء مريم بل تم إختياره بمعجزة إلهية وتدبير إلهى عظيم ليحفظها فقط لانها نذيرة الرب إذ تحكى لنا الكتب قصة خطبته لمريم كالأتى:
جاء في كتاب السنكسار يوم (3 كيهك).
تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم سن 3سنوات.
حينئذ تشاور الكهنة إن يودعوها عند من يحفظها، لأنها نذر للرب، إذ لا يجوز لهم إن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا إن تخطب رسميا لواحد يحل له إن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلا أتقياء ليودعوها عند أحدهم، واخذوا عصيهم وادخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت علي عصا يوسف النجار، فعلموا إن هذا الأمر من الرب، لان يوسف كان صديقا بارا، فتسلمها وظلت عنده إلى إن آتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها لخلاص آدم وذريته.
(14) كم كان عمر العذراء عند ولادة يسوع؟
يحاول البعض التشكيك فى أن العذراء كانت صغيره لم تبلغ، وفى غير سن الإنجاب
نرد على هؤلاء ونقول:
1- هذا التشكيك يقاس ويؤخذ فى الإعتبار إذا كانت العذراء سوف تتزوج وتلد بزرع بشر، ولكنها حبلت بإعجاز إلهى والروح القدس حل عليها، وهذا الأمر خارج نطاق المقاييس العلمية والطبيعية
2- أما عمر العذراء عن ولادة يسوع فقد كان عمرها 16 سنة و 7 شهور، وأعتقد أن هذا السن أيضاً بالمنظور العلمى يسمح بالإنجاب.
وبالنسبة لمعرفة كيف تم إحتساب هذا العمر
يمكن للقارئ الرجوع إلى كتاب السنكسار القبطى وقراءة المناسبات التالية:
- بشارة يواقيم بميلاد العذراء (7 مسري)
- ميلاد القديسة العذراء والدة الإله (1 بشنس)
- تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم سن 3 سنوات (3كيهك)
- عيد الميلاد المجيد (29 كيهك)
- مجىء العائلة المقدسة الى مصر (24 بشنس)
- نياحة والدة الاله القديسة مريم العذراء (21طوبة)
- صعود جسد القديسة مريم العذراء (16 مسرى)
ولقد تم إختيار السنة (النجمية) لأنها لا تتغير بعكس السنة الميلاديه (الشمسيه) و العربيه (القمريه) المتغيرين، والأشهر القبطيه هي:
توت - بابه - هاتور - كيهك – طوبه -أمشير – برمهات
برموده - بشنس - بؤونه أبيب - مسرى + شهر النسئ الصغير
ومن تلك المناسبات نخلص أن:
- البشارة بميلاد العذراء عام 17 سنة و 4 شهور قبل الميلاد
- ميلاد العذراء عام 16 سنة و 7 شهور قبل الميلاد
- عاشت العذراء مع والديها 3 سنوات و 8 شهور قبل دخولها الهيكل
- دخول العذراء الهيكل نذيرة للرب عام 12 سنة و 11 شهر قبل الميلاد
- خروج العذراء من الهيكل بعد أن قضت فيه 12 سنة و 11 شهر قبل الميلاد ثم الإعداد للخطوبة والحمل المقدس.
- تمت خطوبة العذراء وعمرها 15 سنة و 8 شهور
(ثلاثة سنوات وثمان اشهر + اثني عشر سنه)
- ولدت العذراء يسوع وعمرها 16 سنة و 7 شهور
- هروب العائلة المقدسة لمصر عام 3 و 4 شهور بعد الميلاد
عمر العذراء عند الهروب لمصر 18 سنة و 11 شهر
- إستمرت العذراء في بيت يوسف النجار حتي عام 30 بعد الميلاد
مكثت العذراء فى بيت يوسف حتى كان عمرها 46 سنة و 6 شهور
- مكثت العذراء فى خدمة المسيح وفي بيت يوحنا الحبيب 3 سنوات و 6 شهور: فيكون عمرها 50 سنة
- إستمرت العذراء في بيت يوحنا لمدة 10 سنين و شهر واحد
- تنيحت العذراء وعمرها 60 سنة و 4 شهور
عام 43 و 6 شهور بعد الميلاد
إثبات أن التقويم القبطي من أدق التقاويم
التقويم النجمى الذى كانت تسير عليه السنة القبطية القديمة
يزيد يوم كل أربع سنوات ويزيد يوم كل 300 سنة لدقة الحساب الفلكى النجمى كالتالى:
1 يناير خلال الفترة (1-300) ميلادية كان يوافق 29 كيهك
2 يناير خلال الفترة (301: 600) ميلادية
3 يناير خلال الفترة (601: 900) ميلادية
4 يناير خلال الفترة (901-1200) ميلادية
5 يناير خلال الفترة (1201-1500) ميلادية
6 يناير خلال الفترة (1501-1800) ميلادية
7 يناير خلال الفترة (1801-2100) ميلادية
ويوم 7 يناير هو الفترة التى نعيش فيها الآن
عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ
+ (لوقا 1: 26-27) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
يستشهد منكرى بتولية مريم العذراء أنها كانت مخطوبة، وطبقاً لشريعة الخطبة فى اليهودية تكون المخطوبة زوجة رسمياً لزوجها، وهذا يعنى أن مريم صارت بعد ولادة يسوع زوجة ليوسف النجار.
الرد:
فى الواقع هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها عن حول خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار وهى:
1- لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟
2- لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
3- لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟
4 - لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟
5- لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟
6- لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟
7- ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح.
8- متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟
9- هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟
10- هل عرف الشيطان شك يوسف فى بتولية العذراء؟
11- هل عرف الشيطان مضمون رسائل الملاك ليوسف النجار؟
12- هل عرف الأنبياء والشيطان المعنى الحقيقى لكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى؟
13- كيف يقبل يوسف النجار الشيخ الكبير الزواج من مريم البنت الصغيرة؟
14- كم كان عمر العذراء عند ولادة يسوع؟
(1) لماذا لم يأتى الرب يسوع من عذراء بدون خطوبة؟
لقد بشر الملاك جبرائيل مريم أنها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا كان سيحدث عندما يجدها الناس حامل وهى غير متزوجة؟
الإجابة:
1- توجية تهمة الزنا لها، وترجم حتى الموت حسب الشريعة.
2- تقوم مريم الشعب بإعلان سر الحبل الإلهى للشعب ولن يصدقها أحد وتموت بالرجم.
2- يقوم الجنين فى بطنها بإعلان حقيقة سر الحبل الإلهى بإجراء معجزة لكى يصدق الشعب، وقد لا يصدق ويقول الناس عنها أنها ساحرة، فكم من معجزات أجراها السيد المسيح ولم يؤمن به اليهود. ولكن الهم من ذلك أن الشيطان فى هذة الحالة سيعرف ان هذا المولود هو المسيح القادم لفداء وخلاص البشرية، وكان سيسعى جاهدا لتعطيل ذلك الخلاص.
4- لو كانت الناس تعرف يقيناً هذا السر العجيب وأن المسيح سوف يتجسد من عذراء بدون زرع بشر، لربما إستغل عدو الخير ذلك فى عمل الشر وإثارة الشكوك!!، فمثلا كيف سيكون الحال لو أن أى فتاة عذراء وغير مخطوبة زنت مع شخص وقالت لأهلها لقد وجدت نفسى فجأة حامل!! موضحة أنه ربما تكون نبؤة أشعياء النبى تخصها هى، بحجة الهروب من عقوبة الرجم، وهكذا غيرها من الفتيات غير المتزوجات، وبالتالى يستغل الشيطان كلمة الله فى عمل الشر، وتتحول تلك النبؤة العظيمة إلى دليل براءة كل زانية (حاشاً)، ولكن أخفى الله هذا السر العظيم عن الشيطان وعن كل البشرية:
+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
(2) لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
- لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟
الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب:
1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم:
+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكون العذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم
3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.
وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟
للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملت المخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية:
+ (تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة.
ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث، وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين
1- المعنى الأول صريح: أن الحمل تم قبل ذهاب مريم لتسكن فى بيت يوسف.
2- المعنى الثانى ضمنى: عدم وجود علاقة زوجية بينهما.
وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار:
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته".
ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
(3) لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟
قال القدّيس أغسطينوس فى عظة بهذا العنوان:
لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة. بمجيئه رجلاً دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى... وكأنه يخاطب البشريّة، قائلاً: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة. انظروا، لقد وُلدت رجلاً، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها... لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال.
(4) لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟
1- لاتمام نبؤات العهد القديم
2- لاتمام العملية التى خطط الله لها منذ سقوط آدم وهى الفداء
إن تجسد ابن الله الأزلي حسب الكتاب المقدس ليس حادثة ضرورية أو إضطرارية في ذاتها وإنما هو إتضاع إختيارى وحب إلهى للإنسان. فإن الله لأجل فداء البشر بذل إبنه الوحيد الذي أتي إلي العالم ليخلصنا من خطايانا واشترك في اللحم والدم لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15). وهذا التجسد وإن لم يكن ضرورياً في ذاته كان ضرورياً لفداء البشر لأنه ليس من طريقة أخرى معلنة لنا يمكن خلاص الناس بها. وذلك يوافق تعليم الكتاب المقدس الواضح أن اسم المسيح هو الاسم الوحيد الذي يقدر البشر أن يخلصوا به (أعمال الرسل 4: 12) وأنه لو أمكن نوال البر علي طريقة أخري لكان المسيح قد مات حسب قول الرسول بلا سبب (غلاطية 2: 21) وأيضاً أنه لو كان الناموس قادراً أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس (غلاطية 3: 21).
بما أن القصد بتجسد المسيح وتتميمه عمل الفداء هو مصالحتنا مع الله سمي المسيح وسيطنا لأنه دخل بيننا وبين الله يكفر عن خطايانا ويشفع فينا. وبما أن المسيح قد كفر عن الخطية ولا يقدر غيره علي ذلك يكون هو الوسيط الوحيد بين الله والناس وصانع السلام (أفسس 3: 16)، (تسالونيكى الأولى 2: 5).
(5) لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟
يرد القدّيس جيروم ويقول:
كانت الخطبة ليوسف البار أمرًا ضروريًا، لأسباب كثيرة منها:
1- كان يوسف رجلاً بارا قديساً رأى الله فية الشخص المناسب المؤتمن على سر الحبل الإلهى.
2- لكي يُنسب يسوع للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
3- لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا لشريعة موسى كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص.
4- وجود يوسف بجانب العذراء كان ضرورياً لها فى أمور حياتها مع إبنها يسوع: فى الهروب إلى مصر والرجوع منها، وفى إعالتها والإنفاق على معيشتها
5- يوسف النجار هو حفيد للملك داود، ولو إستمر الملك لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، وعندما تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف، ثم تمت ولادة المسيح بعد ذلك، وقيدة يوسف النجار فى السجلات الرسمية عند الإكتتاب بأنه هو أبية (الأب الشرعى) وسمى يسوع إبن يوسف، تم تحقيق النبؤات بأن المسيح هو الملك ويملك على بيت يعقوب:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
ولذلك خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار كان لابد منها، وفيها تم تحقيق النبؤات، بأن المسيح هو الوريث كملك لكرسى داود أبيه، لأن الملك عند اليهود يورث عن طريق الأب وليس عن طريق الأم، كما أن الملك يكون هو الإبن البكر لأبية، وقد كان يوسف من بيت الملك داود، ولو إستمر حكم بنى إسرائيل لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، ولكنة كان نجاراً فقيراً، بل وأفقر أحفاد داود الملك، وعندما ظهر له الملاك فى حلم ذكرة بجدة الملك داود قائلاً يا يوسف إبن داود:
+ (متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
ومعلوم أن يوسف كان هو الأب الشرعى ليسوع، وهذا يجعل وراثه الملك شرعيه وصحيحة، وبذلك تحقق قول الملاك جبرائيل للعذراء:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
وهنا لا يصح أبداً القول بوجود أولاد ليوسف النجار من زواج سابق وأن زوجتة توفت وأصبح أرمل ثم بعد ذلك خطب السيدة مريم العذراء، لأنه لو كان له أولاد من صلبة لأصبح البكر منهم هو الوريث الرسمى والشرعى لكرسى الملك داود حسب الشرع الإلهى، بصفتة الإبن البكر والإبن العصبى ليوسف النجار (الخارج من صلبة)، وجهل البعض بهذا الأمر يجعلهم يتهمون الله بدون علم منهم بأنه غير عادل وان كلام الوحى غير صادق (حاشاً)، ولكن نقول مع إبراهيم: "ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟» (تكوين 18: 25).
(6) لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟
لقد كانت مريم العذراء تعرف أنها نذيرة الهيكل للرب منذ أن حبلت بها أمها حنة، ولذلك كانت تسمى بعذراء الهيكل، ووفقاً للشريعة اليهودية متى بلغت الفناة سن 12 سنة، لابد أن تخرج من الهيكل، ولما كانت مريم العذراء فى ذلك الوقت يتيمة الأب والأم لا تجد من يرعاها، رأى كهنة الهيكل أن يستودعوها عند رجل صالح، ووقع الإختيار الإلهى على الشيخ يوسف النجار الذى خطبها تمهيداً لعقد زواج بتولى معها، بحيث تعيش معه فى مسكنة وبيتة ويتولى رعايتها والإنفاق عليها ويكون لها بمثابة الأب وتحت غطاء شرعى أمام الناس أنه رجلها فى نفس الوقت، ولذلك عندما تمت خطبتها ليوسف النجار، وهما الإثنان يعلمان ومتفقان على أنها ستعيش معه كبتول عذراء. فهى طفلة فى سن الثانية عشرة وهو رجل شيخ تجاوز الثمانين عاماً، فهى تريد تنفيذ وصية أمها حنة برضى وقبول تام، ويوسف النجار بالطبع لا يريد كسر ذلك النذر الذى هو عالم به من قبل ولادة العذراء. ولذلك إندهشت من قول الملاك لها أنها ستحبل وتلد إبنا، وردت عليه قائلة: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلا؟.
(7) ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح؟
يقول التقليد والأباء أن الخطبة كانت تتم حسب عادة اليهود رسمياً أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تماماً ماعدا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها أو طلقت منه، ولايمكن أن يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب طلاق، مثلها مثل الزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وتموت بالرجم، وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل كما جاء فى سفر التثنية:
+ (تثنية 22: 23) 23«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. 25وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا. 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ويروى التقليد أن العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً أنه إحتفظ بها فى بيته فى الناصره. فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك".
(8) متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟
هذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف" والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وربما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله.
(9) هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟
لم يعرف الشيطان رسالة الملاك جبرائيل لمريم العذراء للأسباب التالية:
1- البشارة حدثت فى دائره ضيقة جداً وللعذراء فقط.
2- لم تبوح العذراء بهذا السر لأى إنسان ولا حتى ليوسف النجار، ولا حتى تكلمت مع يوسف النجار عندما رأت الشك فى عينية نحوها بل ظلت صامتة حتى أظهر الله ليوسف فى حلم ذلك السر الإلهى، ومعروف عن العذراء مريم أنها كانت دائماً صامتة تحفظ كل شئ فى قلبها، وربما كان هذا طلب من الملاك جبرائيل لها أن لا تتكلم عن هذا السر مهما كان:
+ (لوقا 2: 19) وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.
+ (لوقا 2: 51) وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.
3- أغلب الظن أن الملاك ظهر للعذراء فى مخدعها وقت صلاتها وبالتأكيد لم يعرف إبليس بهذا، وربما لم يكن قادراً على إختراق الحائط النورانى والروحى لمكان والسياج الإلهى الذى يحمى السيدة العذراء، ومعلوم أن الله يحمى قديسية ويسيج حولهم أسوار وسياجاً من عدو الخير:
+ (أيوب 1: 10) أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟
4- لم يسمح الله للشيطان بالإطلاع على هذا السر.
وعموماً مخطئ تماماً من يتصور أن إبليس وكأنه كلى المعرفه ولا محدود! فهذا غير صحيح، ومخطئ أيضاً من يتصور أن إبليس ذو ذكاء شديد وإن كان كذلك فإنما هو ذكى فى الشر، أما فى معرفه التدابير الالهيه فهو أغبى ما يكون عن أى تصور لانه فقد النور الإلهى تماما مثل البشر الذين يبتعدون عن النور الحقيقى فلا يعرفون ما هو لخلاصهم!
ولذلك كانت بشارة الملاك جبرائيل لمريم أحد الأسرار الإلهية التى أخفاها الله عن الشيطان لإتمام عمل الخلاص، لأنه لو علم الشيطان يقيناً أن الملود هو فعلا المسيح إبن الله القادم لخلاص العالم لبذل كل جهدة وسخر كل قواتة لتعطيل ذلك الخلاص وتاخيرة قدر المستطاع، فهو يعلم تماماً أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية، ولكن لا يعلم كيف ومتى سيتم ذلك الخلاص، بل لم يكن الشيطان متأكداً من أن المصلوب على الصليب هو بالفعل إبن الله، ولو كان يعلم أنه هو لكان الشيطان أول المعارضين لصلب المسيح. نستطيع القول أن الشيطان كان متشككاً فى أمر السيد المسيح فتارة يراه يصنع المعجزات ويقيم الموتى ويشفى المرض ويشبع الجياع ويسكت رياح البحر، ويخرج الشياطين وهى تخرج صارخة أنت هو المسيح إبن الله الحى لتصطاد منه كلمة تتأكد منة انه هو فعلا ولكنه يأمرهم بالسكوت والصمت ويتركهم حيارى، وتارة أخرى يراه الشيطان يجوع ويعطش ويأكل فهل هذا هو الله ام إنسان!!!.
بل ونستطيع القول أيضاً أن اللحظة الأولى التى تأكد فيها الشيطان أن المسيح هو إبن الله الحى، هى لحظة موت المسيح ونزولة للجحيم لإصعاد أرواح الأنبياء والأبرار والقديسين الذين رقدوا على رجاء القيامة، فى تلك اللحظة فتحت الهاوية فاهها وإستعدت أبواب الجحيم لإستقبال فريستها الذى مات، وقوات الشر وعلى رأسهم رئيس الشياطين فى أهبة الإستعداد لملاقاة ذلك الذى كان يعذبهم ويخرجهم ويهدد مملكتهم، وفجأة إذ بهم يرون ملك الملوك ورب الأرباب المسيح إبن الله فى عظمتة قادماً لهم وبأقدامة سحقهم جميعاً بل وإزدادوا سقوطا تحت سقوطهم، وخلص المأسورين من سجن الهاوية.
(10) هل عرف الشيطان شك يوسف فى بتولية العذراء؟
هذا الشك لم يخرج عن عقل يوسف ولم يبوح به لأحد بدليل أنه كان يفكر فى هذه الأمور فى قرارة نفسة، وكان قد أراد تخليتها سراً.
+ (متى 1: 19-20) 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
وهكذا ظلت طبيعه هذا المولود مخفية مدة كبيرة عن الجميع بإستثناء أشخاص قليلة كالعذراء ويوسف النجار وزكريا الكاهن وأليصابات وسمعان الشيخ الذى أعلم بوحى من الروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب.
(11) هل عرف الشيطان مضمون رسائل الملاك ليوسف النجار؟
لم يعرف الشيطان رسائل الملاك ليوسف النجار لنفس الأسباب المذكورة للقديسة مريم العذراء ويضاف عليها، أن جميع رسائل الملاك ليوسف كانت فى الحلم وبالطبع الشيطان لا يستطيع معرفة الحلام وأيضاً من المؤكد أن الملاك كان يخبر يوسف بإلتزام الصمت وعدم التحدث مع الآخرين فى هذا الشأن:
+ (متى 1: 20) 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.
+ (متى 2: 13) وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».
+ (متى 2: 19) فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ
+ (متى 2: 22) وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ.
(12) هل عرف الأنبياء والشيطان المعنى الحقيقى لكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى؟
+ (أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
+ (أشعياء 9: 6) لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.
إذا كان الله قد خفى عن الشيطان موضوع بشاره العذراء وأيضا شكوك يوسف النجار، فهل نسى الشيطان نبؤه أشعياء النبى الصريحه عن المسيح وميلاده من عذراء:
1- فى إعتقادى أن العالم كلة بما فيه الأنبياء الذين كانوا يكتبون النبؤات لم يعرفوا المعنى الفعلى والحقيقى لنبؤة أشعياء النبى: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً" فلم يكن أحد ليتخيل أن عذراء تلد بدون زرع بشر، فالبتولية قبل مريم العذراء لم يكن لها شأن يُذكر. بل كانت عذارى إسرائيل يتهافتن على الزواج السريع، على زعم أنهن يلدن المسيح المسيا المنتظر. ولذلك كان حزن المرأة العاقر المتزوجة قديماً من بنى إسرائيل راجع بالدرجة الأولى أن عمانوئيل لن يولد من بطنها. غير انه بعد قيامة المسيح من الموات بدأ يشرح لتلاميذة جميع المور والنبؤات التى كانت فى الكتب، مثلما حدث مع تلميذى عمواس:
(لوقا 24 : 27) ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.
حتى ان احدهما قال للاخر: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟»
وبولس الرسول أيضاً الذى كان من طائفة الفريسيين وهم علماء لاهوت فى ذلك الوقت بعد ان ظهر له السيد المسيح وكان إسمة شاول وأفرزة للكرازة، وقبل صعوده إلى أورشليم انطلق إلى العربية وهى غالبًا مدينه جنوب دمشق في مملكة Nabataeans وليس إلى منطقة سيناء، ثم رجع أيضًا إلى دمشق. حيث إعتكف هناك فى قراءة الكتب والنبؤات ومراجعة ومقارنة كل الأحداث:
+ (غلاطية 1 : 15-18) 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ. 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً. 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.
2- فى إعتقادى أيضاً (مع التحفظ أن هذا من أسرار الله غير المعلنة) لو كان الشيطان والعالم يعلم يقيناً أن المسيح سيولد من عذراء بدون زرع بشر، لما كان هناك مبرر من خوف العذراء عن الإفصاح عن أنها هى التى تحمل عمانوئيل، ولكن هل كان سيصدقها أحد من قومها؟ وما هو الحال لو أن أى فتاة أخرى قد زنت مع شخص وقالت لأهلها أنها إكتشفت أن نبؤة أشعياء تنطبق عليها، فهى عذراء لم تتزوج وفجأة وجدت نفسها حامل!!! فلا شك أن الشيطان عدو الخير كان سيستغل تلك النبؤة لو كانت معلنة تماماً ومعروفة فى أغراض أخرى، ولإنتشرت الفوضى والبلبلة بين الناس ولإمتلكت كل زانية دليل برائتها.
3- الأنبياء أنفسهم الذين تنبؤا عن المسيح لم يفهموا بالضبط المضمون الفعلى لهذه النبؤات، مثلما نحن الآن نتعامل مع رموز سفر الرؤيا وغير قادرين على حل وفك شفرات تلك الرموز والنبؤات!
4- كان راسخاً فى فكر شعب اليهود أن المسيح سيولد من فتاة عذراء، وربما كانوا يتصورون أنها عذراء ستتزوج وتلد إبناً هو المسيح الذى سيأتى لخلاصهم وتحريرهم من عبودية الرومان، ويسترجع لهم أمجادهم القديمة، لذلك كان اليهود يجهلون طبيعة التدبير الإلهى.
5- لم يكن يتصور إبليس بسبب كبريائه أن يأتى مخلص البشرية من فتاة فقيرة يتيمة، ويولد فى مذود للبقر، حتى ان المجوس عندما سمعوا عن ولادة المسيح ذهبوا إلى قصر هيرودس حتى يروا ملك اليهود، طناً منهم أنه من العائلة المالكة آنذاك.
6- لو سلمنا جدلاً أن الشيطان كان فطنا لهذه النبؤات ومنتظراً لهذه العذراء، إلا أنه أخطأ فى التطبيق ولم يفطن أن السيد المسيح هو المقصود بالنبؤات لكونه يراه إبنا لأم هى العذراء والجميع يدعونه إبن يوسف.
(13) كيف يقبل يوسف النجار الشيخ الكبير الزواج من مريم البنت الصغيرة؟
1- يوسف النجار لم يتزوج مريم بل إستقر رأى الكهنة بعد أن وجدوها يتيمة الأب والأم وعند بلوغها سن الخروج من الهيكل أن يقوموا بخطبتها لرجل يرعاها، فكان يوسف خطيب لها إستعدادا للرباط الشرعي لا للتناسل بل لتكون في رعايته وحمايته لأنها نذيرة الرب منذ بطن أمها والكتاب المقدس يؤكد هذه الحقيقة أن مريم قبل أن تذهب للسكن فى بيت يوسف وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18).
2- يوسف النجار لم يتقدم لخطبة العذراء مريم بل تم إختياره بمعجزة إلهية وتدبير إلهى عظيم ليحفظها فقط لانها نذيرة الرب إذ تحكى لنا الكتب قصة خطبته لمريم كالأتى:
جاء في كتاب السنكسار يوم (3 كيهك).
تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم سن 3سنوات.
حينئذ تشاور الكهنة إن يودعوها عند من يحفظها، لأنها نذر للرب، إذ لا يجوز لهم إن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا إن تخطب رسميا لواحد يحل له إن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلا أتقياء ليودعوها عند أحدهم، واخذوا عصيهم وادخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت علي عصا يوسف النجار، فعلموا إن هذا الأمر من الرب، لان يوسف كان صديقا بارا، فتسلمها وظلت عنده إلى إن آتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها لخلاص آدم وذريته.
(14) كم كان عمر العذراء عند ولادة يسوع؟
يحاول البعض التشكيك فى أن العذراء كانت صغيره لم تبلغ، وفى غير سن الإنجاب
نرد على هؤلاء ونقول:
1- هذا التشكيك يقاس ويؤخذ فى الإعتبار إذا كانت العذراء سوف تتزوج وتلد بزرع بشر، ولكنها حبلت بإعجاز إلهى والروح القدس حل عليها، وهذا الأمر خارج نطاق المقاييس العلمية والطبيعية
2- أما عمر العذراء عن ولادة يسوع فقد كان عمرها 16 سنة و 7 شهور، وأعتقد أن هذا السن أيضاً بالمنظور العلمى يسمح بالإنجاب.
وبالنسبة لمعرفة كيف تم إحتساب هذا العمر
يمكن للقارئ الرجوع إلى كتاب السنكسار القبطى وقراءة المناسبات التالية:
- بشارة يواقيم بميلاد العذراء (7 مسري)
- ميلاد القديسة العذراء والدة الإله (1 بشنس)
- تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم سن 3 سنوات (3كيهك)
- عيد الميلاد المجيد (29 كيهك)
- مجىء العائلة المقدسة الى مصر (24 بشنس)
- نياحة والدة الاله القديسة مريم العذراء (21طوبة)
- صعود جسد القديسة مريم العذراء (16 مسرى)
ولقد تم إختيار السنة (النجمية) لأنها لا تتغير بعكس السنة الميلاديه (الشمسيه) و العربيه (القمريه) المتغيرين، والأشهر القبطيه هي:
توت - بابه - هاتور - كيهك – طوبه -أمشير – برمهات
برموده - بشنس - بؤونه أبيب - مسرى + شهر النسئ الصغير
ومن تلك المناسبات نخلص أن:
- البشارة بميلاد العذراء عام 17 سنة و 4 شهور قبل الميلاد
- ميلاد العذراء عام 16 سنة و 7 شهور قبل الميلاد
- عاشت العذراء مع والديها 3 سنوات و 8 شهور قبل دخولها الهيكل
- دخول العذراء الهيكل نذيرة للرب عام 12 سنة و 11 شهر قبل الميلاد
- خروج العذراء من الهيكل بعد أن قضت فيه 12 سنة و 11 شهر قبل الميلاد ثم الإعداد للخطوبة والحمل المقدس.
- تمت خطوبة العذراء وعمرها 15 سنة و 8 شهور
(ثلاثة سنوات وثمان اشهر + اثني عشر سنه)
- ولدت العذراء يسوع وعمرها 16 سنة و 7 شهور
- هروب العائلة المقدسة لمصر عام 3 و 4 شهور بعد الميلاد
عمر العذراء عند الهروب لمصر 18 سنة و 11 شهر
- إستمرت العذراء في بيت يوسف النجار حتي عام 30 بعد الميلاد
مكثت العذراء فى بيت يوسف حتى كان عمرها 46 سنة و 6 شهور
- مكثت العذراء فى خدمة المسيح وفي بيت يوحنا الحبيب 3 سنوات و 6 شهور: فيكون عمرها 50 سنة
- إستمرت العذراء في بيت يوحنا لمدة 10 سنين و شهر واحد
- تنيحت العذراء وعمرها 60 سنة و 4 شهور
عام 43 و 6 شهور بعد الميلاد
إثبات أن التقويم القبطي من أدق التقاويم
التقويم النجمى الذى كانت تسير عليه السنة القبطية القديمة
يزيد يوم كل أربع سنوات ويزيد يوم كل 300 سنة لدقة الحساب الفلكى النجمى كالتالى:
1 يناير خلال الفترة (1-300) ميلادية كان يوافق 29 كيهك
2 يناير خلال الفترة (301: 600) ميلادية
3 يناير خلال الفترة (601: 900) ميلادية
4 يناير خلال الفترة (901-1200) ميلادية
5 يناير خلال الفترة (1201-1500) ميلادية
6 يناير خلال الفترة (1501-1800) ميلادية
7 يناير خلال الفترة (1801-2100) ميلادية
ويوم 7 يناير هو الفترة التى نعيش فيها الآن