لا يشير إنجيل مرقس إلى
أي دافع لتسليم المسيح. الأناجيل اللاحقة (متى، لوقا ويوحنا) تشير على عاملين:
في متى 26: 14-15 يسأل
يهوذا رؤساء الكهنة: "ماذا تريدون أن تعطوني وأنا
أسلّمه إليكم؟". في يو 12: 4-6، بعد مسح يسوع بالطيب من قبل مريم أخت لعازر، وبعد أن تذمر يهوذا يشير يوحنا إلى عدم إخلاص يهوذا قائلاً: "لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلقى فيه". ارتبطت هاتان الحادثتان في أسطورة Voragine في
العصور الوسطى فصارت الثلاثين من الفضة، ثمن خيانة يهوذا ليسوع، مكافأة يهوذا كعشر الثلاثمائة دينار ثمن الطيب المذكور في مر14: 5 ويوحنا 12: 5. إذاً كانت محبة المال (الجشع والطمع)
الدافع الأول. هذا الدفع (الطمع بالمال) يذكره القديس يوحنا ذهبي الفم على شرح
متى، العظة 80: 3.
لوقا 22: 3 يمهّد لذهاب
يهوذا إلى رؤساء الكهنة بالقول: "فدخل الشيطان في يهوذا".
وقبل العشاء الأخير يقول يوحنا: "فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي أن يسلّمه". ويؤكد يوحنا أنه "بعد اللقمة دخله الشيطان" (يوحنا 13: 27). هكذا يقدّم لوقا ويوحنا يهوذا
كأداة للشيطان وكعامل رئيسي في تسليمه ليسوع. أيضاً توجد
إشارتان للعنصر الشيطاني، الأولى هي في وصف يهوذا أنه "ابن
الهلاك" (يو 17: 12) وهو تعبير تستعمله رسالة 2تسا2: 3 للشخص
المعادي لله؛ والثانية في وصفه كشيطان (يو6: 70). أيضاً إن
فكرة كون يسوع كان يعرف يهوذا "من البدء" قد تكون مرتبطة بأن الشيطان كان "قتّالاً للناس من البدء"
(يو 6: 64 و8: 44).
هل يوجد عامل ثالث؟ حاول
علماء الكتاب المقدس استنتاج المزيد من الدوافع من
استقراء نصوص الأناجيل. مثلاً: عندما سكبت امرأة طيباً على يسوع في
بيت سمعان الأبرص، قال يسوع: "فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني". هنا يذكر متى مباشرة: "حينئذ ذهب
واحد من الاثني عشر الذي يُدعى يهوذا الاسخريوطي"... فهل
توجد علاقة بين قول الرب وخيانة يهوذا؟ هل كانت ليهوذا
مطامع وأحلام قومية سياسية (مثل فئة الغيورين) في يسوع، لكنه
أُصيب بخيبة أمل عندما سمع يسوع قائلاً إنه سيُكَفَّن؟
من الدوافع الأخرى المقترحة لخيانة يهوذا ليسوع: ادعاء يسوع أنه
المسيّ، ادعاء يسوع أنه ابن الله، احتفال يسوع بالفصح على طريقته، كلام يسوع عن الهيكل. افترض البعض أن يهوذا كان يعمل مع السنهدرين لفترة طويلة، خاصة بعدما ظنَّ أن يسوع قد فشل في تدشين ملكوته على الأرض. وافترض البعض أن يهوذا سلّم يسوع كي يجبر يسوع على إظهار قوته، حتى إن البعض افترض أن يهوذا قد سلَّم يسوع بأمرٍ من يسوع نفسه! بعض الغنوصيين شعروا بالامتنان ليهوذا لأنه أجبر قوى هذا العالم أن تعمل ضد يسوع وبالتالي صار الخلاص ممكناً
الدلائل الكتابية لا تؤيد
أياً من الدوافع السابقة التي أنتجها الخيال الخصب
للدارسين على أنواعهم. الدافعان الرئيسيان الكتابيان هما الجشع (محبة المال) وكون يهوذا أداة للشيطان. ومن جهة أخرى يرى آباء الكنيسة كلهم في شخص يهوذا نموذجاً للمسيحي غير
الأمين ليسوع، ونموذجاً للذي يسلّم المسيحيين للمضطهدين الرومان (راعي
هرماس، استشهاد بوليكاريوس 6: 2)، وهذا على اتفاق مع أعمال 1: 25 بأن
يهوذا قد أدين. أيضاً يقول القديس ايريناوس (ضد الهراطقة 5: 33: 3-4) إن يهوذا فد عبَّر عن عدم الإيمان.
عن كتاب سألتني فأجبتك
س 53
أي دافع لتسليم المسيح. الأناجيل اللاحقة (متى، لوقا ويوحنا) تشير على عاملين:
في متى 26: 14-15 يسأل
يهوذا رؤساء الكهنة: "ماذا تريدون أن تعطوني وأنا
أسلّمه إليكم؟". في يو 12: 4-6، بعد مسح يسوع بالطيب من قبل مريم أخت لعازر، وبعد أن تذمر يهوذا يشير يوحنا إلى عدم إخلاص يهوذا قائلاً: "لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلقى فيه". ارتبطت هاتان الحادثتان في أسطورة Voragine في
العصور الوسطى فصارت الثلاثين من الفضة، ثمن خيانة يهوذا ليسوع، مكافأة يهوذا كعشر الثلاثمائة دينار ثمن الطيب المذكور في مر14: 5 ويوحنا 12: 5. إذاً كانت محبة المال (الجشع والطمع)
الدافع الأول. هذا الدفع (الطمع بالمال) يذكره القديس يوحنا ذهبي الفم على شرح
متى، العظة 80: 3.
لوقا 22: 3 يمهّد لذهاب
يهوذا إلى رؤساء الكهنة بالقول: "فدخل الشيطان في يهوذا".
وقبل العشاء الأخير يقول يوحنا: "فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي أن يسلّمه". ويؤكد يوحنا أنه "بعد اللقمة دخله الشيطان" (يوحنا 13: 27). هكذا يقدّم لوقا ويوحنا يهوذا
كأداة للشيطان وكعامل رئيسي في تسليمه ليسوع. أيضاً توجد
إشارتان للعنصر الشيطاني، الأولى هي في وصف يهوذا أنه "ابن
الهلاك" (يو 17: 12) وهو تعبير تستعمله رسالة 2تسا2: 3 للشخص
المعادي لله؛ والثانية في وصفه كشيطان (يو6: 70). أيضاً إن
فكرة كون يسوع كان يعرف يهوذا "من البدء" قد تكون مرتبطة بأن الشيطان كان "قتّالاً للناس من البدء"
(يو 6: 64 و8: 44).
هل يوجد عامل ثالث؟ حاول
علماء الكتاب المقدس استنتاج المزيد من الدوافع من
استقراء نصوص الأناجيل. مثلاً: عندما سكبت امرأة طيباً على يسوع في
بيت سمعان الأبرص، قال يسوع: "فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني". هنا يذكر متى مباشرة: "حينئذ ذهب
واحد من الاثني عشر الذي يُدعى يهوذا الاسخريوطي"... فهل
توجد علاقة بين قول الرب وخيانة يهوذا؟ هل كانت ليهوذا
مطامع وأحلام قومية سياسية (مثل فئة الغيورين) في يسوع، لكنه
أُصيب بخيبة أمل عندما سمع يسوع قائلاً إنه سيُكَفَّن؟
من الدوافع الأخرى المقترحة لخيانة يهوذا ليسوع: ادعاء يسوع أنه
المسيّ، ادعاء يسوع أنه ابن الله، احتفال يسوع بالفصح على طريقته، كلام يسوع عن الهيكل. افترض البعض أن يهوذا كان يعمل مع السنهدرين لفترة طويلة، خاصة بعدما ظنَّ أن يسوع قد فشل في تدشين ملكوته على الأرض. وافترض البعض أن يهوذا سلّم يسوع كي يجبر يسوع على إظهار قوته، حتى إن البعض افترض أن يهوذا قد سلَّم يسوع بأمرٍ من يسوع نفسه! بعض الغنوصيين شعروا بالامتنان ليهوذا لأنه أجبر قوى هذا العالم أن تعمل ضد يسوع وبالتالي صار الخلاص ممكناً
الدلائل الكتابية لا تؤيد
أياً من الدوافع السابقة التي أنتجها الخيال الخصب
للدارسين على أنواعهم. الدافعان الرئيسيان الكتابيان هما الجشع (محبة المال) وكون يهوذا أداة للشيطان. ومن جهة أخرى يرى آباء الكنيسة كلهم في شخص يهوذا نموذجاً للمسيحي غير
الأمين ليسوع، ونموذجاً للذي يسلّم المسيحيين للمضطهدين الرومان (راعي
هرماس، استشهاد بوليكاريوس 6: 2)، وهذا على اتفاق مع أعمال 1: 25 بأن
يهوذا قد أدين. أيضاً يقول القديس ايريناوس (ضد الهراطقة 5: 33: 3-4) إن يهوذا فد عبَّر عن عدم الإيمان.
عن كتاب سألتني فأجبتك
س 53