سنجيب على هذا السؤال من
ثلاثة جوانب: 1- موقع العشاء الأخير الزمني بالنسبة
لفصح اليهود. 2- خصائص العشاء الأخير الفصحية. 3- كيف فهم مسيحيو العهد الجديد هذا العشاء كعشاء فصحي
أولاً: موقع العشاء
الأخير الزمني بالنسبة لفصح اليهود: عند الشفق الذي يُنهي غروب 14 نيسان ويبدأ معه 15 نيسان يُذبح الحمل الفصحي اليهودي ويُرش دمه على عتبات المنازل. وعندما
صارت الحملان تُذبح في الهيكل (بدأ هذا قبل أيام
المسيح)، كان الذبح يبدأ بعدة ساعات قبل غروب 14 نيسان. بعد غروب 14 نيسان يبدأ يوم 15 نيسان في التقويم اليهودي، فٌيحمّص الحمل المذبوح ويؤكل مع خبز فطير وأعشاب
مرّة. مع بداية 15 نيسان يبدأ أسبوع من عيد الفطير. وقبل
أيام يسوع ب 600 سنة تم دمج هذين العيدين معاً
بصورة صارت الإشارات الإنجيلية إلى عيد الفصح أو عيد الفطير غير واضحة تماماً لتحديد تأريخ أي منهما. تتفق الأناجيل الأربعة في أن العشاء الأخير حدث يوم الخميس، وأن الصلب حدث يوم الجمعة. إنما يوجد عدم تطابق في تأريخ عيد الفصح اليهودي في أسبوع الآلام بين الأناجيل الإزائية وبين إنجيل يوحنا. اختصاراً لهذه النقطة سنستعرض هذين التأريخين في الجدول التالي:
كتابياً لا يوجد تناقض
حقيقي بين هذين التأريخين. يمكن مراجعة مناقشة هذه النقطة
كتابياً في المرجع السابق المذكور. تأريخ يوحنا هو الأصح. وليتورجياً الكنيسة الأرثوذكسية تتبنّى تأريخ يوحنا.
ثانياً: خصائص العشاء
الأخير الفصحية: توجد خصائص فصحية واضحة في العشاء الأخير . من هذه الخصائص باختصار:
حدث العشاء الأخير في
أورشليم (مر14: 13 وموازياته؛ يو18: 1). كان يسوع يمضي ليلته
في الأسبوع الأخير في بيت عنيا (مر11: 11 وموازياته)، بينما تناول
العشاء الأخير في في أورشليم (المزدحمة بموسم الحج أثناء الفصح. قُدِّر عدد الناس أكثر من 100000 نسمة)، كي يحافظ على قاعدة
الفصح القائلة يجب تناول الفصح في أورشليم.
ثالثاً: كيف فهم مسيحيو
العهد الجديد هذا العشاء كعشاء فصحي: ذكر بولس تقليداً مسلَّماً إليه (يعود ربما إلى الثلاثينات) لعشاء أخير حدث قبل موت يسوع (1كور 11: 23-25). وطلب من قرّائه
أن ينقّوا الخميرة العتيقة بمقدار ما هم فطير، "لأن
فصحنا أيض، المسيح، قد ذبح لأجلنا" (1كور 5: 7). فالمسيح قام من الأموات وصار "باكورة الراقدين" (15:
20. إذ، موت يسوع وقيامته في ذهن بولس
مرتبطان برمزية الأيام الافتتاحية لموسم الفصح/الفطير.
لهذا فالعشاء الأخير ليسوع قد فهمه المسيحيون لاهوتياً كعشاء
فصحي، وربطوا موت يسوع بتضحية الحمل الفصحي، فصار يسوع هو الحمل الفصحي (1بطر1: 19). ورؤيا يوحنا (5: 6-14) تُصَوِّر المسيح، في إطار ليتورجي من الصلوات والبخور، كحمل مذبوح، دمه اشترى الناس من كل قبيلة لله. مرقس14: 12-16 يقدّم العشاء الأخير كعشاء فصحي. ولوقا 22: 15 يفسر مرقس عندما بدأ يسوع العشاء بالقول إنه اشتهى أن يأكل هذا الفصح مع تلاميذه قبل آلامه. ومن الواضح أنه في هذا العشاء الفصحي إن الكلمات الملفوظة بالإشارة إلى الخبز والخمر تعطي جسد يسوع ودمه المكان المركزي الرئيسي المخصص عادة للحمل المُضحّى به في الهيكل. هذا الحمل لم يُذكر قط لدى العشاء الأخير في الأناجيل، لأن يسوع هو الحمل الفصحي هنا. أما يوحنا فقد قدم رؤية ليسوع على أنه الحمل الفصحي. فيسوع هو "حمل اللةالذي يرفع خطية العالم"
(يو1: 29 و36)، و"دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية"
(1يو 1: 7)، و"هو كفارة خطايانا" (1يو 2: 2). والجنود لا يكسرون عظماً ليسوع (يو 19: 33)، مكمِّلين وصفاً كتابياً للحمل الفصحي (خر12: 10، 46؛ العدد 9: 12). وتُستعمل الزوفى لرفع إسفنجة مملوءة خلاً على شفتي
يسوع (يو19: 29) كما اُستعملت الزوفى لرش دم
الحمل الفصحي على عتبات بيوت الإسرائيليين
(خر12: 22).
هكذا كان العشاء الأخير
عشاء فصحي، كان يسوع فيه هو الحمل الفصحي، إذ قدّم جسده
ودمه للمؤمنين به لينالوا الخلاص. والأناجيل الإزائية فهمت هذا العشاء كعشاء فصحي إنما لم تراعِ التأريخ الزمني بالنسبة لفصح اليهود، مشيرة إلى أن يسوع قد أقام فصحه الخاص به، فصحاً جديد، لكي يلغي الفصح اليهودي. بينما كان العشاء الأخير عشاء فصحياً لدى يوحن، حيث كان فيه يسوع هو الحمل الفصحي الذي ذُبح على الصليب عندما كانت حملان اليهود الفصحية تُذبح في الهيكل. هكذا تتفق الأناجيل الأربعة في اللاهوت الفصحي الواحد نفسه
عن كتاب سألتني فأجبتك
ثلاثة جوانب: 1- موقع العشاء الأخير الزمني بالنسبة
لفصح اليهود. 2- خصائص العشاء الأخير الفصحية. 3- كيف فهم مسيحيو العهد الجديد هذا العشاء كعشاء فصحي
أولاً: موقع العشاء
الأخير الزمني بالنسبة لفصح اليهود: عند الشفق الذي يُنهي غروب 14 نيسان ويبدأ معه 15 نيسان يُذبح الحمل الفصحي اليهودي ويُرش دمه على عتبات المنازل. وعندما
صارت الحملان تُذبح في الهيكل (بدأ هذا قبل أيام
المسيح)، كان الذبح يبدأ بعدة ساعات قبل غروب 14 نيسان. بعد غروب 14 نيسان يبدأ يوم 15 نيسان في التقويم اليهودي، فٌيحمّص الحمل المذبوح ويؤكل مع خبز فطير وأعشاب
مرّة. مع بداية 15 نيسان يبدأ أسبوع من عيد الفطير. وقبل
أيام يسوع ب 600 سنة تم دمج هذين العيدين معاً
بصورة صارت الإشارات الإنجيلية إلى عيد الفصح أو عيد الفطير غير واضحة تماماً لتحديد تأريخ أي منهما. تتفق الأناجيل الأربعة في أن العشاء الأخير حدث يوم الخميس، وأن الصلب حدث يوم الجمعة. إنما يوجد عدم تطابق في تأريخ عيد الفصح اليهودي في أسبوع الآلام بين الأناجيل الإزائية وبين إنجيل يوحنا. اختصاراً لهذه النقطة سنستعرض هذين التأريخين في الجدول التالي:
اليوم | الخميس (العشاء الأخير) | الجمعة (الصليب) | السبت |
الإزائية | 14 نيسان (الفصح اليهودي) | 15 نيسان (الفطير) | 16 نيسان |
إنجيل يوحنا | 13 نيسان | 14 نيسان (الفصح) | 15 نيسان (الفطير) |
كتابياً لا يوجد تناقض
حقيقي بين هذين التأريخين. يمكن مراجعة مناقشة هذه النقطة
كتابياً في المرجع السابق المذكور. تأريخ يوحنا هو الأصح. وليتورجياً الكنيسة الأرثوذكسية تتبنّى تأريخ يوحنا.
ثانياً: خصائص العشاء
الأخير الفصحية: توجد خصائص فصحية واضحة في العشاء الأخير . من هذه الخصائص باختصار:
حدث العشاء الأخير في
أورشليم (مر14: 13 وموازياته؛ يو18: 1). كان يسوع يمضي ليلته
في الأسبوع الأخير في بيت عنيا (مر11: 11 وموازياته)، بينما تناول
العشاء الأخير في في أورشليم (المزدحمة بموسم الحج أثناء الفصح. قُدِّر عدد الناس أكثر من 100000 نسمة)، كي يحافظ على قاعدة
الفصح القائلة يجب تناول الفصح في أورشليم.
- حدث ليلاً (1كور
11: 23؛ يو 13: 30؛ مر 14: 17؛ مت 26: 20). الفصح وحده يؤكل ليلاً. - حدث مع
الاثني عشر (مر14: 17؛ مت 26: 20) حتى يتفق مع قاعدة الفصح في أنه على الأقل
عشرة أشخاص يجب أن يشاركوا فيه. - اتكأوا إلى
المائدة (مر 14: 18 وموازياته؛ يو 13: 21 و23). يتكأ الآكلون في مناسبات معينة (حفلة، عيد، زفاف). وفي العشاء الفصحي يتكئ
المشاركون دلالة على التحرر من العبودية (احتفالاً). - كسر الخبز (مر
14: 22؛ مت 26: 26). مر 14: 22 يذكر وجبة فيها كُسر الخبز بعد
تقديم صحنٍ. عادة الفصح هو الوجبة الوحيدة في السنة التي
يُقدَّم فيها صحنٌ يسبق كسر الخبز. - شرب الخمر (مر14:
23 وموازياته). شرب الخمر يحدث فقط في المناسبات (ختان، خطبة،
زفاف، أحزان)، وفي الأعياد (الفصح، العنصرة، عيد المظال). - توكيل يهوذا
بالتبرع للفقراء (يو13: 29). افترض التلاميذ أن يسوع قد فوّض يهوذا (يو 13: 26) بإعطاء شيء للفقراء، "وكان ليلاً"
(يو 13: 30). من الصعب الافتراض أن يسوع
قد اعتاد على التصدّق للفقراء ليلاً إلا إذا كان العشاء
الأخير عشاء فصحياً حيث كان من المعتاد القيام بهذا. - اختتام
العشاء الأخير بالتسبيح (مر 14: 26؛ مت 26: 30). التسبيح يخص العشاء الفصحي
وهو مختلف عن الشكر في نهاية كل وجبة. - عدم العودة
إلى بيت عنيا بعد العشاء. عاد يسوع إلى جبل الزيتون (مر14: 26 وموازياته)، إلى بستان شرقي وادي قدرون (يو18: 1)، لأنه
يجب تمضية ليلة الفصح
في أورشليم التي كانت تضم أيام يسوع بيت فاجي وبيت عنيا ووادي قدرون
وبستان جثماني. - تفسير الخبز
والخمر: فسر يسوع معنى الخبز والخمر
في العشاء الأخير. وتفسير عناصر الوجبة جزء
راسخ من الطقس الفصحي. إذ يفسر رب العائلة عناصر الوجبة
الفصحية (الحمل، الفطير، الأعشاب المرة).
هنا أعطى يسوع تفسيراً جديد، تفسيره هو، لعناصر العشاء
الأخير بطريقة جديدة تشير إلى ذبيحته وإلى كونه الحمل الفصحي.
ثالثاً: كيف فهم مسيحيو
العهد الجديد هذا العشاء كعشاء فصحي: ذكر بولس تقليداً مسلَّماً إليه (يعود ربما إلى الثلاثينات) لعشاء أخير حدث قبل موت يسوع (1كور 11: 23-25). وطلب من قرّائه
أن ينقّوا الخميرة العتيقة بمقدار ما هم فطير، "لأن
فصحنا أيض، المسيح، قد ذبح لأجلنا" (1كور 5: 7). فالمسيح قام من الأموات وصار "باكورة الراقدين" (15:
20. إذ، موت يسوع وقيامته في ذهن بولس
مرتبطان برمزية الأيام الافتتاحية لموسم الفصح/الفطير.
لهذا فالعشاء الأخير ليسوع قد فهمه المسيحيون لاهوتياً كعشاء
فصحي، وربطوا موت يسوع بتضحية الحمل الفصحي، فصار يسوع هو الحمل الفصحي (1بطر1: 19). ورؤيا يوحنا (5: 6-14) تُصَوِّر المسيح، في إطار ليتورجي من الصلوات والبخور، كحمل مذبوح، دمه اشترى الناس من كل قبيلة لله. مرقس14: 12-16 يقدّم العشاء الأخير كعشاء فصحي. ولوقا 22: 15 يفسر مرقس عندما بدأ يسوع العشاء بالقول إنه اشتهى أن يأكل هذا الفصح مع تلاميذه قبل آلامه. ومن الواضح أنه في هذا العشاء الفصحي إن الكلمات الملفوظة بالإشارة إلى الخبز والخمر تعطي جسد يسوع ودمه المكان المركزي الرئيسي المخصص عادة للحمل المُضحّى به في الهيكل. هذا الحمل لم يُذكر قط لدى العشاء الأخير في الأناجيل، لأن يسوع هو الحمل الفصحي هنا. أما يوحنا فقد قدم رؤية ليسوع على أنه الحمل الفصحي. فيسوع هو "حمل اللةالذي يرفع خطية العالم"
(يو1: 29 و36)، و"دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية"
(1يو 1: 7)، و"هو كفارة خطايانا" (1يو 2: 2). والجنود لا يكسرون عظماً ليسوع (يو 19: 33)، مكمِّلين وصفاً كتابياً للحمل الفصحي (خر12: 10، 46؛ العدد 9: 12). وتُستعمل الزوفى لرفع إسفنجة مملوءة خلاً على شفتي
يسوع (يو19: 29) كما اُستعملت الزوفى لرش دم
الحمل الفصحي على عتبات بيوت الإسرائيليين
(خر12: 22).
هكذا كان العشاء الأخير
عشاء فصحي، كان يسوع فيه هو الحمل الفصحي، إذ قدّم جسده
ودمه للمؤمنين به لينالوا الخلاص. والأناجيل الإزائية فهمت هذا العشاء كعشاء فصحي إنما لم تراعِ التأريخ الزمني بالنسبة لفصح اليهود، مشيرة إلى أن يسوع قد أقام فصحه الخاص به، فصحاً جديد، لكي يلغي الفصح اليهودي. بينما كان العشاء الأخير عشاء فصحياً لدى يوحن، حيث كان فيه يسوع هو الحمل الفصحي الذي ذُبح على الصليب عندما كانت حملان اليهود الفصحية تُذبح في الهيكل. هكذا تتفق الأناجيل الأربعة في اللاهوت الفصحي الواحد نفسه
عن كتاب سألتني فأجبتك