كنت اعمي
عنوان هذه الرسالة مأخوذ من شهادة الإنسان المولود أعمى
الذي منحه المسيح نعمة البصر... فعندما هاجم الفريسيون المسيح
قائلين عنه إنه إنسان خاطئ، أجابهم الرجل الذي نقله المسيح من ظلام العمى إلى نور البصر..
"أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً. أني كنت أعمى والآن أبصر" (يوحنا 25:9).
فرق كبير جداً بين أن تقول: "أنا أعمى" أو أن تقول "كنت أعمى".
الوصف الأول حالة حاضرة.. الوصف الثاني حالة ماضية..
اختبار ذلك الرجل الذي وُلد أعمى هو اختبار كل إنسان نقلته نعمة الله من ظلام العمى إلى نور البصر.
حالة ذلك الإنسان
كان ذلك الإنسان أعمى منذ ولادته..
وهذه حالة كل إنسان يولد في هذا لعالم.. فكل إنسان بالطبيعة التي وُلد بها "أعمى".
قال داود النبي يصف نفسه: "هأنذا بالإثم صُوّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 5:51). وقال:
"زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً" (مزمور 3:58).
وقال إشعياء النبي: "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه" (إشعياء 6:53).
هذا المولود أعمى هو أنا.. وهو أنت..
هذا الأعمى عاش في ظلام دامس لسنين لا نعرف مقدارها.
فهو مولود أعمى.. لم يتسنّ له أن يرى نور الشمس، أو يرى جمال النجوم،
أو يملي عينيه بجمال الزهور والخضرة والأشجار.. عالمه هو عالم الظلام.
أفكاره مبنية على الظلام.. تصرفاته مغلّفة بالظلام...
ويقيناً أن إنساناً مثل هذا ليس في قدرته أن يستعيد بصره.
فصومه في كل مناسبات الصوم..
واعترافه بخطاياه لإنسان مثله.. وممارسته لكل فرائض كنيسته..
وتعميده بالماء في طفولته أو رجولته.. وعطاؤه لكنيسته أو للفقراء والمساكين.
كل هذه لا تمنحه نعمة البصر.
هو إنسان عاجز حساً ومعنى عن أن يستمتع بالنور وهو وليد الظلام.
وأعماله الصالحة كلها ثياب مهلهلة لا تستر عرياً ولا تعيد بصراً.
النعمة التي منحت البصر لذلك الإنسان
هذا الإنسان "رآه" يسوع.. إذ بينما يسوع مجتاز "رأى إنساناً أعمى منذ ولادته" (يوحنا 1:9).
لم ير ذلك الأعمى "يسوع" لكن يسوع رآه.. لا فضل لذلك الأعمى في هذا الموقف.
ويبدو أن يسوع عندما رأى ذلك الأعمى،
وقف "فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى" (يوحنا 2:9).
كان اليهود يعتقدون أن الجنين في بطن أمه يمكن أن يخطئ،
وبنوا اعتقادهم على تزاحم الولدان في بطن رفقة (تكوين 22:25).
وقالوا إن هذا التزاحم خطية.. لكن يسوع أجاب على سؤال تلاميذه بالكلمات:
"لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يوحنا 3:9).
بمعنى أن هذا الإنسان لم يخطئ في بطن أمه..
ولا كانت خطية أبويه سبباً في عماه، بل وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه..
± وأول أعمال الله التي ظهرت فيه هو عمل نعمة الله.. إذ رآه يسوع،
وخلاص الإنسان كله بالنعمة، ولا دخل للأعمال الصالحة في خلاصه "لأنكم
بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من
أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 8:2-9). أكرر القول: ”ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد“.
± وثاني أعمال الله التي ظهرت فيه هو عمل الخليقة الجديدة..
احتاج ذلك الأعمى إلى عينين جديدتين..
وقد قام المسيح الخالق بعمل هاتين العينين إذ أنه
"تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى.
وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام.. فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يوحنا 6:9-7).
ذاك الذي جبل آدم تراباً من الأرض...
”ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار نفساً حية“ (تكوين 7:2).
هو الذي تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً، صار عينين جديدتين..
واغتسال الأعمى يرينا أن إعادة البصر الروحي للإنسان
هو بعمل كلمة الله "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة
الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بطرس 23:1). الخلاص كله هو عمل المسيح وكلمته.
± وثالث أعمال الله التي ظهرت فيه أن يسوع أظهر له حقيقة ذاته،
أظهر أنه الله الابن الذي "الكل به وله قد خُلق" (كولوسي 16:1).
إذ عندما أخرج الفريسيون ذلك الأعمى خارجاً،
"فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بابن الله.
أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به؟
فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو.
فقال أومن يا سيد. وسجد له" (يوحنا
35:9-38).
عرف ذلك الأعمى أن يسوع نبي على أساس المعجزة
التي حدثت له "فقال إنه نبي" (يوحنا 17:9)...
لكنه احتاج إلى إعلان خاص من يسوع ليعرف أنه ابن الله..
والإنسان لا يمكنه أن يعرف حقيقة المسيح إلا بإعلان
خاص من الآب (متى 17:16).. أو بإعلان خاص من المسيح (يوحنا
26:4)،
أو بإعلان خاص من الروح القدس (1كورنثوس 3:12).
وقد قال البعض أن الكلمات "أتؤمن بابن الله" جاءت في بعض الترجمات "أتؤمن بابن الإنسان"..
ونقول أن يسوع هو ابن الإنسان،
وهو ابن الله، فهو ابن الإنسان الذي تجسد من مريم العذراء،
وهو ابن الله الذي نقرأ عنه:
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يوحنا 1:1).
ولأن المسيح هو الله الابن، قَبـِل سجود ذلك الأعمى عندما أعلن ذاته له.
إذ قال الأعمى الذي منحه المسيح بنعمته البصر:
"أومن يا سيد وسجد له"... ولو لم يكن المسيح هو الله الابن ما قَبل سجود ذلك الرجل...
ولفعل ما فعله بطرس حين سجد له كرنيليوس واقعاً عند
قدميه إذ "أقامه بطرس قائلاً قم أنا أيضاً إنسان" (أعمال
25:10-26).
لكن يسوع قَبَل السجود، لأنه الله الابن،
الذي أثبت بحياته المعصومة والمنزهة عن الخطأ حقيقة ذاته،
كما أثبت ذلك بمعجزاته.. وقد آمن به ذلك الأعمى ونال الحياة الأبدية.
"الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن
يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 36:3).
الاضطهاد الذي تعرّض له ذلك الإنسان
بعد أن أبصر الأعمى، ورأى النور.. نور المسيح..
ونور الحياة بكل ما فيها من جمال، تعرّض للاضطهاد من الفريسيين المرائين فشتموه..
وأهانوه.. وأخرجوه خارج مجمعهم. وكل إنسان تمنحه نعمة الله البصر الجديد،
لا بد أن يتعرّض للاضطهاد والإهانة والشتم، من المرائين،
أدعياء الدين، وأدعياء الإيمان، "فقليل الحجة طويل اللسان".
"لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1).
"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى
في المسيح يسوع يُضطهدون" (2تيموثاوس 12:3).
فثق في نعمة الله، أي أحسان الله للإنسان الذي لا يستحق الإحسان،
وهو سيخلصك بنعمته، ويطهرك بدم المسيح الكريم،
وبعد أن تمنحك نعمة الله الخلاص الأبدي، توقّع الاضطهاد،
والألم والإهانة وافرح
بها، واذكر كلمات يسوع المسيح:
الذي منحه المسيح نعمة البصر... فعندما هاجم الفريسيون المسيح
قائلين عنه إنه إنسان خاطئ، أجابهم الرجل الذي نقله المسيح من ظلام العمى إلى نور البصر..
"أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً. أني كنت أعمى والآن أبصر" (يوحنا 25:9).
فرق كبير جداً بين أن تقول: "أنا أعمى" أو أن تقول "كنت أعمى".
الوصف الأول حالة حاضرة.. الوصف الثاني حالة ماضية..
اختبار ذلك الرجل الذي وُلد أعمى هو اختبار كل إنسان نقلته نعمة الله من ظلام العمى إلى نور البصر.
حالة ذلك الإنسان
كان ذلك الإنسان أعمى منذ ولادته..
وهذه حالة كل إنسان يولد في هذا لعالم.. فكل إنسان بالطبيعة التي وُلد بها "أعمى".
قال داود النبي يصف نفسه: "هأنذا بالإثم صُوّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 5:51). وقال:
"زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً" (مزمور 3:58).
وقال إشعياء النبي: "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه" (إشعياء 6:53).
هذا المولود أعمى هو أنا.. وهو أنت..
هذا الأعمى عاش في ظلام دامس لسنين لا نعرف مقدارها.
فهو مولود أعمى.. لم يتسنّ له أن يرى نور الشمس، أو يرى جمال النجوم،
أو يملي عينيه بجمال الزهور والخضرة والأشجار.. عالمه هو عالم الظلام.
أفكاره مبنية على الظلام.. تصرفاته مغلّفة بالظلام...
ويقيناً أن إنساناً مثل هذا ليس في قدرته أن يستعيد بصره.
فصومه في كل مناسبات الصوم..
واعترافه بخطاياه لإنسان مثله.. وممارسته لكل فرائض كنيسته..
وتعميده بالماء في طفولته أو رجولته.. وعطاؤه لكنيسته أو للفقراء والمساكين.
كل هذه لا تمنحه نعمة البصر.
هو إنسان عاجز حساً ومعنى عن أن يستمتع بالنور وهو وليد الظلام.
وأعماله الصالحة كلها ثياب مهلهلة لا تستر عرياً ولا تعيد بصراً.
النعمة التي منحت البصر لذلك الإنسان
هذا الإنسان "رآه" يسوع.. إذ بينما يسوع مجتاز "رأى إنساناً أعمى منذ ولادته" (يوحنا 1:9).
لم ير ذلك الأعمى "يسوع" لكن يسوع رآه.. لا فضل لذلك الأعمى في هذا الموقف.
ويبدو أن يسوع عندما رأى ذلك الأعمى،
وقف "فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى" (يوحنا 2:9).
كان اليهود يعتقدون أن الجنين في بطن أمه يمكن أن يخطئ،
وبنوا اعتقادهم على تزاحم الولدان في بطن رفقة (تكوين 22:25).
وقالوا إن هذا التزاحم خطية.. لكن يسوع أجاب على سؤال تلاميذه بالكلمات:
"لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يوحنا 3:9).
بمعنى أن هذا الإنسان لم يخطئ في بطن أمه..
ولا كانت خطية أبويه سبباً في عماه، بل وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه..
± وأول أعمال الله التي ظهرت فيه هو عمل نعمة الله.. إذ رآه يسوع،
وخلاص الإنسان كله بالنعمة، ولا دخل للأعمال الصالحة في خلاصه "لأنكم
بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من
أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 8:2-9). أكرر القول: ”ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد“.
± وثاني أعمال الله التي ظهرت فيه هو عمل الخليقة الجديدة..
احتاج ذلك الأعمى إلى عينين جديدتين..
وقد قام المسيح الخالق بعمل هاتين العينين إذ أنه
"تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى.
وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام.. فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يوحنا 6:9-7).
ذاك الذي جبل آدم تراباً من الأرض...
”ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار نفساً حية“ (تكوين 7:2).
هو الذي تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً، صار عينين جديدتين..
واغتسال الأعمى يرينا أن إعادة البصر الروحي للإنسان
هو بعمل كلمة الله "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة
الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بطرس 23:1). الخلاص كله هو عمل المسيح وكلمته.
± وثالث أعمال الله التي ظهرت فيه أن يسوع أظهر له حقيقة ذاته،
أظهر أنه الله الابن الذي "الكل به وله قد خُلق" (كولوسي 16:1).
إذ عندما أخرج الفريسيون ذلك الأعمى خارجاً،
"فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بابن الله.
أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به؟
فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو.
فقال أومن يا سيد. وسجد له" (يوحنا
35:9-38).
عرف ذلك الأعمى أن يسوع نبي على أساس المعجزة
التي حدثت له "فقال إنه نبي" (يوحنا 17:9)...
لكنه احتاج إلى إعلان خاص من يسوع ليعرف أنه ابن الله..
والإنسان لا يمكنه أن يعرف حقيقة المسيح إلا بإعلان
خاص من الآب (متى 17:16).. أو بإعلان خاص من المسيح (يوحنا
26:4)،
أو بإعلان خاص من الروح القدس (1كورنثوس 3:12).
وقد قال البعض أن الكلمات "أتؤمن بابن الله" جاءت في بعض الترجمات "أتؤمن بابن الإنسان"..
ونقول أن يسوع هو ابن الإنسان،
وهو ابن الله، فهو ابن الإنسان الذي تجسد من مريم العذراء،
وهو ابن الله الذي نقرأ عنه:
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يوحنا 1:1).
ولأن المسيح هو الله الابن، قَبـِل سجود ذلك الأعمى عندما أعلن ذاته له.
إذ قال الأعمى الذي منحه المسيح بنعمته البصر:
"أومن يا سيد وسجد له"... ولو لم يكن المسيح هو الله الابن ما قَبل سجود ذلك الرجل...
ولفعل ما فعله بطرس حين سجد له كرنيليوس واقعاً عند
قدميه إذ "أقامه بطرس قائلاً قم أنا أيضاً إنسان" (أعمال
25:10-26).
لكن يسوع قَبَل السجود، لأنه الله الابن،
الذي أثبت بحياته المعصومة والمنزهة عن الخطأ حقيقة ذاته،
كما أثبت ذلك بمعجزاته.. وقد آمن به ذلك الأعمى ونال الحياة الأبدية.
"الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن
يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 36:3).
الاضطهاد الذي تعرّض له ذلك الإنسان
بعد أن أبصر الأعمى، ورأى النور.. نور المسيح..
ونور الحياة بكل ما فيها من جمال، تعرّض للاضطهاد من الفريسيين المرائين فشتموه..
وأهانوه.. وأخرجوه خارج مجمعهم. وكل إنسان تمنحه نعمة الله البصر الجديد،
لا بد أن يتعرّض للاضطهاد والإهانة والشتم، من المرائين،
أدعياء الدين، وأدعياء الإيمان، "فقليل الحجة طويل اللسان".
"لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1).
"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى
في المسيح يسوع يُضطهدون" (2تيموثاوس 12:3).
فثق في نعمة الله، أي أحسان الله للإنسان الذي لا يستحق الإحسان،
وهو سيخلصك بنعمته، ويطهرك بدم المسيح الكريم،
وبعد أن تمنحك نعمة الله الخلاص الأبدي، توقّع الاضطهاد،
والألم والإهانة وافرح
بها، واذكر كلمات يسوع المسيح:
"طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل
كلمة شريرة من أجلي كاذبين.
افرحوا
وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (متى 11:5-12).