أحد مريض بركة بيت حسدا
في الأحد الخامس من الصوم المقدس تقدم لنا الكنيسة إنجيل
شفاء مريض بركة بيت حسدا "المخلع" الذي أتى إليه السيد المسيح وابرأه من
مرضه الذي عانى منه ثمان وثلاثين سنه.. "وبعد أن شفاه السيد المسيح وجده في
الهيكل فقال له ها أنت قد برأت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر" هذا الفصل من
الإصحاح الخامس من إنجيل معلمنا يوحنا البشير يظهر لنا أن الخطية قد يمتد تأثيرها
ليصيب الجسد بالمرض والضعف ويقعده عن الحركة مثل هذا المريض الذي طال به المرض كل
هذه السنين الكثيرة راقدا بجوار البركة التي كان مضطجعا بجوارها مرضى كثيرين
متوقعين تحريك الماء لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء فمن نزل
أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه.إلا أن هذا المريض
لضعفه الشديد ولطول مدة المرض كان في حاجة إلى معونة من
إنسان آخر فلم يجد من يلقيه في البركة متى تحرك الماء لذلك بقى مريضا مطروحا وحيدا
زمانا طويلا حتى افتقده السيد المسيح بنعمته.. وسأله أتريد أن تبرأ لكي يبعث في
نفسه الرجاء في الشفاء.. ومقدرا لحرية الإرادة التي أعطاها للإنسان منذ خلقته..
فقد أعطى الله الإنسان الحرية أن يفعل الخير أو الشر.. يسير في طريق التوبة أو
يبقى في الخطية.. يطلب الشفاء من المرض أو يستسلم له فكان لابد أن يبدى الإنسان
موافقته ورضاه على عمل نعمة الله معه أولاً فالله لا يرغم إنسانا على شيء دون رضاه
فالعمل والنعمة يكمل كل منهما الآخر وهذا الإنسان المريض كل ما كان يستطيع عمله
فقط أن يبدى موافقته لتعمل معه نعمة الله.
إجابة هذا المريض على سؤال السيد المسيح له أتريد أن تبرأ؟
نعكس بوضوح ما تفعله الخطية بالإنسان من ضعف واحتياج إلى الآخرين وتظهر أيضاً ترك
الجميع له حتى أصدقاؤه وأقرباؤه "ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء"
عندما يعترف الإنسان بضعفه وعجزه وعدم اتكاله على زراع بشر
حينئذ يتدخل الله الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا ويعمل في الإنسان بنعمته
الغنية ويرفع عنه المرض حتى لو كان له فيه ثمان وثلاثين سنه.
"قال له يسوع قم احمل سريرك وامش.." فحالا برئ
الإنسان وحمل سريره ومشى هكذا بالأمر صنع السيد المسيح هذه المعجزة وتحول الإنسان
العاجز عن أن يلقى نفسه في البركة إلى إنسان سليم معافى يستطيع أن يحمل سريره
ويمشى وهذا هو عمل النعمة مع الإنسان الذي يتجاوب معها تحوله من الضعف إلى القوة
ومن المرض والسقم إلى الصحة والعافية.
بقدر ما يكشف المريض للطبيب آلامه وأعراض المرض الذي يعانى
منه بوضوح وبدون أن يخفى منها شيئا بقدر ما يساعد الطبيب على تشخيص المرض بدقه
وبالتالي يصف له العلاج المناسب الذي يؤدى إلى الشفاء الكامل.
وهكذا في الأمراض الروحية بقدر ما نعترف بخطايانا بدقه ووضوح
ونقدم توبة حقيقية بقدر ما ننال غفرانا كاملا عنها ولا نحتاج بعد ذلك إلا إلى
ممارسة وسائط النعمة المختلفة وإطاعة الإرشادات والتدريب الروحية التي يعطينا
إياها أب الاعتراف لننال بركه وقوه روحيه نواجه بها إغراءات عدو الخير ليسقطنا في
الخطية مره أخرى.
هذه المعجزة التي صنعها السيد المسيح بقوة لاهوته تبعث
الرجاء في نفس كل إنسان أن طول المدة لا يعنى تخلى الله عنا.. فلا نستسلم لليأس بل
نقول مع ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة
فالرب نور لي" (مي7: 8).. ومهما تغلغلت الخطية داخلنا وتحولت إلى عادة لا
يمكن التخلص منها بسهولة كشجرة كبيرة رسخت جذورها في أعماق الأرض لا يمكن قلعها
بسهولة مثل النبتة الصغيرة إلا أن الله قادر أن يغفرها لنا وينساها ويخلصنا منها
معطيا إيانا توبة حقيقية فلا نعود إليها مرة أخرى فهو الذي يقول "هلم نتحاجج
يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وان كانت حمراء كالدودي تصير
كالصوف.. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض" (اش1: 18-19).
ليتنا ونحن في الأحد الخامس من الصوم المقدس نسارع بفحص
ذواتنا واغتنام فرصه هذه الأيام المباركة لنقدم توبة متذكرين قول القديس باسيليوس
الذي قال "جيد أن لا تخطئ وان أخطأت فجيد أن لا تؤخر التوبة وان تبت فجيد أن
لا تعاود الخطية وان لم تعاودها فجيد أن تعرف أن ذلك كان بمعونة الله وإذا عرفت
ذلك فجيد أن تشكره على نعمته"
لإلهنا كل مجد وإكرام الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين
في الأحد الخامس من الصوم المقدس تقدم لنا الكنيسة إنجيل
شفاء مريض بركة بيت حسدا "المخلع" الذي أتى إليه السيد المسيح وابرأه من
مرضه الذي عانى منه ثمان وثلاثين سنه.. "وبعد أن شفاه السيد المسيح وجده في
الهيكل فقال له ها أنت قد برأت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر" هذا الفصل من
الإصحاح الخامس من إنجيل معلمنا يوحنا البشير يظهر لنا أن الخطية قد يمتد تأثيرها
ليصيب الجسد بالمرض والضعف ويقعده عن الحركة مثل هذا المريض الذي طال به المرض كل
هذه السنين الكثيرة راقدا بجوار البركة التي كان مضطجعا بجوارها مرضى كثيرين
متوقعين تحريك الماء لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء فمن نزل
أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه.إلا أن هذا المريض
لضعفه الشديد ولطول مدة المرض كان في حاجة إلى معونة من
إنسان آخر فلم يجد من يلقيه في البركة متى تحرك الماء لذلك بقى مريضا مطروحا وحيدا
زمانا طويلا حتى افتقده السيد المسيح بنعمته.. وسأله أتريد أن تبرأ لكي يبعث في
نفسه الرجاء في الشفاء.. ومقدرا لحرية الإرادة التي أعطاها للإنسان منذ خلقته..
فقد أعطى الله الإنسان الحرية أن يفعل الخير أو الشر.. يسير في طريق التوبة أو
يبقى في الخطية.. يطلب الشفاء من المرض أو يستسلم له فكان لابد أن يبدى الإنسان
موافقته ورضاه على عمل نعمة الله معه أولاً فالله لا يرغم إنسانا على شيء دون رضاه
فالعمل والنعمة يكمل كل منهما الآخر وهذا الإنسان المريض كل ما كان يستطيع عمله
فقط أن يبدى موافقته لتعمل معه نعمة الله.
إجابة هذا المريض على سؤال السيد المسيح له أتريد أن تبرأ؟
نعكس بوضوح ما تفعله الخطية بالإنسان من ضعف واحتياج إلى الآخرين وتظهر أيضاً ترك
الجميع له حتى أصدقاؤه وأقرباؤه "ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء"
عندما يعترف الإنسان بضعفه وعجزه وعدم اتكاله على زراع بشر
حينئذ يتدخل الله الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا ويعمل في الإنسان بنعمته
الغنية ويرفع عنه المرض حتى لو كان له فيه ثمان وثلاثين سنه.
"قال له يسوع قم احمل سريرك وامش.." فحالا برئ
الإنسان وحمل سريره ومشى هكذا بالأمر صنع السيد المسيح هذه المعجزة وتحول الإنسان
العاجز عن أن يلقى نفسه في البركة إلى إنسان سليم معافى يستطيع أن يحمل سريره
ويمشى وهذا هو عمل النعمة مع الإنسان الذي يتجاوب معها تحوله من الضعف إلى القوة
ومن المرض والسقم إلى الصحة والعافية.
بقدر ما يكشف المريض للطبيب آلامه وأعراض المرض الذي يعانى
منه بوضوح وبدون أن يخفى منها شيئا بقدر ما يساعد الطبيب على تشخيص المرض بدقه
وبالتالي يصف له العلاج المناسب الذي يؤدى إلى الشفاء الكامل.
وهكذا في الأمراض الروحية بقدر ما نعترف بخطايانا بدقه ووضوح
ونقدم توبة حقيقية بقدر ما ننال غفرانا كاملا عنها ولا نحتاج بعد ذلك إلا إلى
ممارسة وسائط النعمة المختلفة وإطاعة الإرشادات والتدريب الروحية التي يعطينا
إياها أب الاعتراف لننال بركه وقوه روحيه نواجه بها إغراءات عدو الخير ليسقطنا في
الخطية مره أخرى.
هذه المعجزة التي صنعها السيد المسيح بقوة لاهوته تبعث
الرجاء في نفس كل إنسان أن طول المدة لا يعنى تخلى الله عنا.. فلا نستسلم لليأس بل
نقول مع ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة
فالرب نور لي" (مي7: 8).. ومهما تغلغلت الخطية داخلنا وتحولت إلى عادة لا
يمكن التخلص منها بسهولة كشجرة كبيرة رسخت جذورها في أعماق الأرض لا يمكن قلعها
بسهولة مثل النبتة الصغيرة إلا أن الله قادر أن يغفرها لنا وينساها ويخلصنا منها
معطيا إيانا توبة حقيقية فلا نعود إليها مرة أخرى فهو الذي يقول "هلم نتحاجج
يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وان كانت حمراء كالدودي تصير
كالصوف.. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض" (اش1: 18-19).
ليتنا ونحن في الأحد الخامس من الصوم المقدس نسارع بفحص
ذواتنا واغتنام فرصه هذه الأيام المباركة لنقدم توبة متذكرين قول القديس باسيليوس
الذي قال "جيد أن لا تخطئ وان أخطأت فجيد أن لا تؤخر التوبة وان تبت فجيد أن
لا تعاود الخطية وان لم تعاودها فجيد أن تعرف أن ذلك كان بمعونة الله وإذا عرفت
ذلك فجيد أن تشكره على نعمته"
لإلهنا كل مجد وإكرام الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين