هل الصوم عبادة بالروح أم الجسد وماذا تعنى شفاعة الروح القدس؟
هناك عبادة بالجسد أى ما كان يمارسه اليهود.
يصوم ويصلى ويطالب الله بالأجر
(ومازال هناك من المسيحين من يفكر كاليهود فيقول أنا صمت وصليت فلماذا يسمح الله لى بهذه التجربة)
وهناك من يدخل فى منافسات من يصوم مدة أطول ليطالب بثمن أكبر. هذا ما يسمى البر الذاتى.
وهناك عبادة نفسانية أى من يصلى إذا وُجد جو مشجع كاجتماع صلاة.
أى طالما وُجِدَت قوة دفع يصلى، وإذا لم توجد لا يصلى.
مثل هؤلاء يصلون القداس ثم لا يصلون فى مخادعهم لأنهم صلوا في القداس.
أما العبادة بالروح هى أن يقودنى الروح
ولكن هناك سؤال
هل الصوم عبادة بالروح أم الجسد مع أن الصوم يقوم به الجسد وهكذا المطانيات هل هى بالجسد أم بالروح.
هناك صوم ومطانيات بالروح وصوم ومطانيات بالجسد.
الصوم بالروح هو أن الروح القدس يخاطب الروح الإنسانية ويقنعها بما يمليه عليها الروح القدس.
والجسد ينقاد لما أملاه الروح القدس على الروح الإنسانية (وهكذا فى المطانيات)
وهنا نجد أن الروح القدس أقنع الإنسان بهذه العبادة بأن يبكته على خطاياه ويقنعه بالانسحاق
(يصوم ويصلى ويسجد).
أو الروح القدس يذكر الإنسان بأن المسيح صلب من أجله ويقنعه قائلاً ألا تترك أكل تحبه لأجل المسيح.
هنا يصوم الإنسان ويصلى وينسحق عن اقتناع دون طلب ثمن من الله.
هنا لو أتت تجربة على الإنسان ينسحق بالأكثر ويقول هذه بسبب خطاياى، أنا أستحق.
هذه العبادة بالروح تجعلنى أقترب بسهولة من الله لذلك حصلت المرأة الخاطئة على الخلاص ولم يحصل عليه الفريسى المتكبر.
أما العبادة بالجسد فهى نوع من إحساس الإنسان بأنه يداين الله بعبادته. ولكن من يداين الله سريعاً ما يدين الله مثل الفريسى الذى قال عن المسيح " لو كان هذا نبياً..".
هذه العبادة بالجسد هى ما أسماه بولس البر الذى بالناموس أى العبادة الجسدية ولكن هناك البر الذى بالمسيح. وهنا المسيح هو الذى فعل كل شئ. أما البر الذى بالناموس ففيه أننى أنا الذى أفعل كل شئ.
ولكن
هل معنى أن المسيح هو الذى فعل كل شىء أننى لا عمل لى ولا جهاد لى؟
حل هذه المعادلة كان فى قول المسيح:
" إذا فعلتم كل البر فقولوا أننا عبيد بطالون"، ومن يضع فى نفسه أنه عبد بطال كيف يدين الله إن أتت عليه تجربة ويقول لماذا سمحت يارب بكذا أو كذا.... هو سيقول لأجل خطيتى.
المسيح تمم الخلاص ولكن حتى أستفيد بهذا الخلاص.
1. أتمم خلاصى بخوف ورعدة فى جهاد مستمر.
2. أقول دائماً إننى عبد باطل.
لذلك ينقسم المؤمنين إلى فئتين:
1. المجموعة الأولى تشعر بخيرات الله عليها وأن خيراته هى بلا حدود وتنسب الآلام لخطاياها. هذه الفئة هى من تعبد الله بالروح.
2. المجموعة الثانية تنسب الخير لذكائها وتنسب الآلام والشرور لله وهذه الفئة هى من تعبد الجسد.
الفئة الأولى تنسحق أمام الله، فيتعامل معها الروح وتعبد الله بالروح والفئة الثانية كبريائها أعماها فما عادت تعرف كيف تسمع صوت الله وما عادت تستطيع أن ترى يد الله.
المنسحق يفتح الروح القدس عينيه على محبة الله الذى نقشنى على كفيه الذى يحملنى على يده ويدللنى على ركبتيه فيقبل منه كل الأمور فى محبة واثقاً فى محبته. (إش 12:66).
العبادة بالروح:
ماذا يأخذ من يعبد بالروح؟
1. الروح يشفع فيه أى يجعله مقبولاً أمام الرب (رو26:8). فالمسيح يشفع فينا شفاعة كفارية أمام الآب أى يغطينا بدمه فنصير مقبولين أمام الآب. فبدون دم المسيح نفتضح وتظهر خطايانا فلا نكون مقبولين أمام الآب.
2. فماذا تعنى شفاعة الروح القدس
قد يطلب الإنسان طلباً لا يرضى عنه الله، مثلاً شفاءً جسدياً، كما طلب بولس، ويصر هذا الإنسان على طلبه فيكون معانداً لإرادة الله. وهنا يتدخل الروح القدس مع من يعبد بالروح ويقنعه أن هذا ضد إرادة الله، ويستجيب ويصرخ "لتكن مشيئتك" ويصير بهذا مقبولاً لدى الآب. وهذا ما حدث مع بولس إذ سمع أن شفاءه سيكون سبباً فى هلاكه إذ سيرتفع من فرط الإعلانات
(2كو11).
3. الروح القدس يُصوَّر لنا من هو المسيح وكيف أحبنا حباً متناهياً. وقد لا نجد كلمات نعّبر بها عن حبنا للمسيح وشكرنا له فنصرخ بأنات للتعبير عن حالتنا هذه
4. (رو26:8). إذ لا نجد كلمات تعّبر عما فى القلب.
5. يذكرنا الروح القدس بكم صنع بنا الله وحفظنا وستر علينا وأعاننا ويُصوَّر لنا هذه المواقف وكم كنا معرضين لأخطار عظيمة لولا معونة الله. وهنا تخرج عبارة "أشكرك" من القلب وليس من الفم.
6. يُصوَّر لنا الروح القدس عظم خطيتنا وكم أهننا الله بها فنصرخ من القلب "إرحمنا" وليس من الفم.
7. الروح القدس يُصوَّر لنا أمجاد السماء (1كو9:2-12 + 1كو12:13). وكيف أن هذا سيكون مكاننا فنسبح الله من القلب على عظيم محبته ونشكره ونشتهى السماء.
8. الروح القدس يضع كلاماً على أفواه من يعبد بالروح (هو2:14، 3) ولكن هذا يستلزم أن نسكب بعض الوقت أثناء الصلاة وأن ننسحق أمام الله وأن نتغصب فنطيل صلواتنا نتكلم قليلاً ونسكت كثيراً لنسمع.
9. لذلك نصلى دائماً أن نمتلىء من الروح ونقول "روحك القدوس جدده فى أحشائنا" أى إملأنا من الروح وإجعله يعمل فينا ولا ينطفىء. فتكون لنا هذه العبادة الروحية.
والروح نفسه لا ينطفىء فإلهنا نار آكلة (عب29:12) ولكن الإنسان الجسدانى لا يعود يسمع صوته مثال من يطفىء صوت الراديو لا يعود يسمع صوته مع أن الموجات الصوتية موجودة فى كل مكان ومتاحة.
فالعبادة بالروح تقود للفرح. لذلك فى العهد الجديد لم نسمع عن شخص قوى جسدياً ولا عن امرأة جميلة كما كنا نسمع كثيراً فى العهد القديم لأن القوة والجمال صارا في العهد الجديد فى شخص المسيح فقط. لقد صار المسيح هو فرحنا ومجدنا وابتهاجنا وفخرنا وقوتنا وجمالنا.
والمقصود تجنبوا أفكار المعلمين الكذبة،
فنحن نعبد الله بأرواحنا الخاضعة لعمل الروح القدس، ونفتخر بالمسيح يسوع الذى يمنحنا البر والقداسة، ولسنا مثلهم نعتمد فى تبريرنا على عمل يعملونه فى الجسد كبر ذاتى لهم. ومن يعبد الله بالروح فى فرح سيفهم أن الله هو الذى يعمل كل شئ.
وهو لذلك لا يعتمد على نفسه فى شىء بل على الله. فمن يعتمد على ذاته يحاول أن يرضى ذاته فى عبادته فيتكبر. أما من يثق فى أن الله هو الذى يعمل كل شئ يشعر بضآلته فينسحق، وهذا هو المدخل الصحيح للتعامل مع الله، وهذا ما شعر به بولس الرسول نفسه فقال جاهدت الجهاد الحسن لأنه مخلوق ليعمل (أف 10:2). ولكن فى داخله يشعر إنه أول الخطاة ويقول " أنا أصغر جميع القديسين" (أف 8:3).
حقاً الله عمل كل شئ للخلاص لكن على الإنسان أن يجاهد وإذا فعل كل البر يقول عن نفسه أنه عبد بطال ويقول عن نفسه أنه "أول الخطاة" مع بولس. لذلك المسيحى لا يفتخر بنفسه فهو يشعر أنه لا شئ بل يفتخر بالمسيح ويقول عن نفسه أنه عبد بطال هذه حقيقة أولاً. وثانياً فيها حماية من الكبرياء. وثالثاً أننا لا نعتمد على عملنا بل على قوة عمل المسيح.
القمص انطونيوس فكرى
هناك عبادة بالجسد أى ما كان يمارسه اليهود.
يصوم ويصلى ويطالب الله بالأجر
(ومازال هناك من المسيحين من يفكر كاليهود فيقول أنا صمت وصليت فلماذا يسمح الله لى بهذه التجربة)
وهناك من يدخل فى منافسات من يصوم مدة أطول ليطالب بثمن أكبر. هذا ما يسمى البر الذاتى.
وهناك عبادة نفسانية أى من يصلى إذا وُجد جو مشجع كاجتماع صلاة.
أى طالما وُجِدَت قوة دفع يصلى، وإذا لم توجد لا يصلى.
مثل هؤلاء يصلون القداس ثم لا يصلون فى مخادعهم لأنهم صلوا في القداس.
أما العبادة بالروح هى أن يقودنى الروح
ولكن هناك سؤال
هل الصوم عبادة بالروح أم الجسد مع أن الصوم يقوم به الجسد وهكذا المطانيات هل هى بالجسد أم بالروح.
هناك صوم ومطانيات بالروح وصوم ومطانيات بالجسد.
الصوم بالروح هو أن الروح القدس يخاطب الروح الإنسانية ويقنعها بما يمليه عليها الروح القدس.
والجسد ينقاد لما أملاه الروح القدس على الروح الإنسانية (وهكذا فى المطانيات)
وهنا نجد أن الروح القدس أقنع الإنسان بهذه العبادة بأن يبكته على خطاياه ويقنعه بالانسحاق
(يصوم ويصلى ويسجد).
أو الروح القدس يذكر الإنسان بأن المسيح صلب من أجله ويقنعه قائلاً ألا تترك أكل تحبه لأجل المسيح.
هنا يصوم الإنسان ويصلى وينسحق عن اقتناع دون طلب ثمن من الله.
هنا لو أتت تجربة على الإنسان ينسحق بالأكثر ويقول هذه بسبب خطاياى، أنا أستحق.
هذه العبادة بالروح تجعلنى أقترب بسهولة من الله لذلك حصلت المرأة الخاطئة على الخلاص ولم يحصل عليه الفريسى المتكبر.
أما العبادة بالجسد فهى نوع من إحساس الإنسان بأنه يداين الله بعبادته. ولكن من يداين الله سريعاً ما يدين الله مثل الفريسى الذى قال عن المسيح " لو كان هذا نبياً..".
هذه العبادة بالجسد هى ما أسماه بولس البر الذى بالناموس أى العبادة الجسدية ولكن هناك البر الذى بالمسيح. وهنا المسيح هو الذى فعل كل شئ. أما البر الذى بالناموس ففيه أننى أنا الذى أفعل كل شئ.
ولكن
هل معنى أن المسيح هو الذى فعل كل شىء أننى لا عمل لى ولا جهاد لى؟
حل هذه المعادلة كان فى قول المسيح:
" إذا فعلتم كل البر فقولوا أننا عبيد بطالون"، ومن يضع فى نفسه أنه عبد بطال كيف يدين الله إن أتت عليه تجربة ويقول لماذا سمحت يارب بكذا أو كذا.... هو سيقول لأجل خطيتى.
المسيح تمم الخلاص ولكن حتى أستفيد بهذا الخلاص.
1. أتمم خلاصى بخوف ورعدة فى جهاد مستمر.
2. أقول دائماً إننى عبد باطل.
لذلك ينقسم المؤمنين إلى فئتين:
1. المجموعة الأولى تشعر بخيرات الله عليها وأن خيراته هى بلا حدود وتنسب الآلام لخطاياها. هذه الفئة هى من تعبد الله بالروح.
2. المجموعة الثانية تنسب الخير لذكائها وتنسب الآلام والشرور لله وهذه الفئة هى من تعبد الجسد.
الفئة الأولى تنسحق أمام الله، فيتعامل معها الروح وتعبد الله بالروح والفئة الثانية كبريائها أعماها فما عادت تعرف كيف تسمع صوت الله وما عادت تستطيع أن ترى يد الله.
المنسحق يفتح الروح القدس عينيه على محبة الله الذى نقشنى على كفيه الذى يحملنى على يده ويدللنى على ركبتيه فيقبل منه كل الأمور فى محبة واثقاً فى محبته. (إش 12:66).
العبادة بالروح:
ماذا يأخذ من يعبد بالروح؟
1. الروح يشفع فيه أى يجعله مقبولاً أمام الرب (رو26:8). فالمسيح يشفع فينا شفاعة كفارية أمام الآب أى يغطينا بدمه فنصير مقبولين أمام الآب. فبدون دم المسيح نفتضح وتظهر خطايانا فلا نكون مقبولين أمام الآب.
2. فماذا تعنى شفاعة الروح القدس
قد يطلب الإنسان طلباً لا يرضى عنه الله، مثلاً شفاءً جسدياً، كما طلب بولس، ويصر هذا الإنسان على طلبه فيكون معانداً لإرادة الله. وهنا يتدخل الروح القدس مع من يعبد بالروح ويقنعه أن هذا ضد إرادة الله، ويستجيب ويصرخ "لتكن مشيئتك" ويصير بهذا مقبولاً لدى الآب. وهذا ما حدث مع بولس إذ سمع أن شفاءه سيكون سبباً فى هلاكه إذ سيرتفع من فرط الإعلانات
(2كو11).
3. الروح القدس يُصوَّر لنا من هو المسيح وكيف أحبنا حباً متناهياً. وقد لا نجد كلمات نعّبر بها عن حبنا للمسيح وشكرنا له فنصرخ بأنات للتعبير عن حالتنا هذه
4. (رو26:8). إذ لا نجد كلمات تعّبر عما فى القلب.
5. يذكرنا الروح القدس بكم صنع بنا الله وحفظنا وستر علينا وأعاننا ويُصوَّر لنا هذه المواقف وكم كنا معرضين لأخطار عظيمة لولا معونة الله. وهنا تخرج عبارة "أشكرك" من القلب وليس من الفم.
6. يُصوَّر لنا الروح القدس عظم خطيتنا وكم أهننا الله بها فنصرخ من القلب "إرحمنا" وليس من الفم.
7. الروح القدس يُصوَّر لنا أمجاد السماء (1كو9:2-12 + 1كو12:13). وكيف أن هذا سيكون مكاننا فنسبح الله من القلب على عظيم محبته ونشكره ونشتهى السماء.
8. الروح القدس يضع كلاماً على أفواه من يعبد بالروح (هو2:14، 3) ولكن هذا يستلزم أن نسكب بعض الوقت أثناء الصلاة وأن ننسحق أمام الله وأن نتغصب فنطيل صلواتنا نتكلم قليلاً ونسكت كثيراً لنسمع.
9. لذلك نصلى دائماً أن نمتلىء من الروح ونقول "روحك القدوس جدده فى أحشائنا" أى إملأنا من الروح وإجعله يعمل فينا ولا ينطفىء. فتكون لنا هذه العبادة الروحية.
والروح نفسه لا ينطفىء فإلهنا نار آكلة (عب29:12) ولكن الإنسان الجسدانى لا يعود يسمع صوته مثال من يطفىء صوت الراديو لا يعود يسمع صوته مع أن الموجات الصوتية موجودة فى كل مكان ومتاحة.
فالعبادة بالروح تقود للفرح. لذلك فى العهد الجديد لم نسمع عن شخص قوى جسدياً ولا عن امرأة جميلة كما كنا نسمع كثيراً فى العهد القديم لأن القوة والجمال صارا في العهد الجديد فى شخص المسيح فقط. لقد صار المسيح هو فرحنا ومجدنا وابتهاجنا وفخرنا وقوتنا وجمالنا.
والمقصود تجنبوا أفكار المعلمين الكذبة،
فنحن نعبد الله بأرواحنا الخاضعة لعمل الروح القدس، ونفتخر بالمسيح يسوع الذى يمنحنا البر والقداسة، ولسنا مثلهم نعتمد فى تبريرنا على عمل يعملونه فى الجسد كبر ذاتى لهم. ومن يعبد الله بالروح فى فرح سيفهم أن الله هو الذى يعمل كل شئ.
وهو لذلك لا يعتمد على نفسه فى شىء بل على الله. فمن يعتمد على ذاته يحاول أن يرضى ذاته فى عبادته فيتكبر. أما من يثق فى أن الله هو الذى يعمل كل شئ يشعر بضآلته فينسحق، وهذا هو المدخل الصحيح للتعامل مع الله، وهذا ما شعر به بولس الرسول نفسه فقال جاهدت الجهاد الحسن لأنه مخلوق ليعمل (أف 10:2). ولكن فى داخله يشعر إنه أول الخطاة ويقول " أنا أصغر جميع القديسين" (أف 8:3).
حقاً الله عمل كل شئ للخلاص لكن على الإنسان أن يجاهد وإذا فعل كل البر يقول عن نفسه أنه عبد بطال ويقول عن نفسه أنه "أول الخطاة" مع بولس. لذلك المسيحى لا يفتخر بنفسه فهو يشعر أنه لا شئ بل يفتخر بالمسيح ويقول عن نفسه أنه عبد بطال هذه حقيقة أولاً. وثانياً فيها حماية من الكبرياء. وثالثاً أننا لا نعتمد على عملنا بل على قوة عمل المسيح.
القمص انطونيوس فكرى