تامل فى احد الشعانين
1-أولوية الحقيقة في حياتنا: السعي إليها والشهادة لها
المسيح يدخل إلى أورشليم، يتمم النبوءات، يعلم أن هذا سوف يقوده إلى الموت، أنما لم يساوم على الحقيقة، لأنه
هو الحقيقة، لأنه هو الحق، هو الله، واله لا ينكر ذاته. هذا يدفعنا إلى التأمل في
واقعنا، في حياتنا المسيحية ، وفي التزامنا الكنسيّ. ما مدى اولوية الحقيقة في
حياتنا؟ اولوية الشهادة للحقيقة حتى الإستشهاد: الحقيقة لمبادئنا المسيحية ؟ ما مدى
الشهادة للحقيقة في تبشيرنا؟ بماذا ابشّر، وكم أنا صادق في بشارتي للمسيح؟
المسيح في صِدقه جلب الكون كله اليه (11، 19)
2-أين هي مظالنا نحن اليوم؟
هل هي مقتضية على الخيمة
التي سنضعها في خميس الجسد لتظلل الرب الحاضر في القربان؟ أين هو حضور الرب في
حياتنا؟ أين هي مظلته بيننا، في جماعاتنا، في بيوتنا، في مدارسنا، في جامعتنا، في
علاقتنا مع الآخرين؟ ما مدى شهادتنا لحضور الرب بيننا؟
3-علاقتنا الشخصية بالرب؟
الجموع كانت تصرخ "هوشعنا"،
أي أنها كانت تصرخ إسم الرب مع الضمير المتّصل "نا": الترجمة قد تكون "يسوعنا"،
"مخلّصنا". نتساءل عن العلاقة الخاصة التي تربطنا بالرب لنصرخ له "يسوعنا"،
فأحياناً تقتصر معرفتنا للرّب على معرفة نظرية، ننتظره كما إنتظره اليهود، مخلص زمنيّ
أو سياسيّ أو حزبيّ، تضحي الهوشعنا شبيهة بصراخ متظاهرين في الساحات. الشعب
اليهودي إنتظر المسيح واستقبله لأنه المخلص، ولما رأى أن طريقة يسوع لا تعجبه صرخ
في اليوم التالي "إصلبه". ونحن هل ننتظر الرب يسوع كما هو، ونؤمن به
ونتبعه كما يريد هو، وعلى طريقته، أو اتبعه لأنه سيخلصني من أخطاء معينة، من حرب
معينة، من إضطهاد، من موت... وإذا رأيت طريقة الرب مختلفة عن تفكيري أتركه وأصرخ "أصلبه"؟
كم من المرّات نطلب من يسوع حلولاً سريعة وسحرية، لا نرضى بيسوع المسالم الذي
يسالمني مع ذاتي، أنا أرفض ذاتي وواقعي وضعفي وممدوديتي وطاقاتي وشكلي وخطيئتي،،
وأريد المسيح الذي يقتلعها وليس يسوع الذي يسالمني معها لينميني وينضجني لأجد أنا
لها حلاًّ لأنه يريدني أن اكون سيداً على ذاتي. أرفض الحلّ الّذي يستلزم الجهد
والتضحية والتسليم المطلق للرب، الحل الذي ينميّ شخصيتي، وأطلب حلاً سريعاً وسحرياً،
أطلب برأبا الذي يقود ثورة ضد الرومان، ثورة كانت ستقود لخراب الهيكل، أطلب ثورة
على واقعي، ثورة خارج المسيح قد تهدم هيكل الروح القدس، قد تهدم الإنسان الناضج
الذي عليه أن يحمل المسيح إلى الأمم.
4- المسيح هو الملك الأوحد على حياتنا ووجودنا:
لقد أُعجب اليهود بقدرة يسوع
بعد أن رأوا لعازر فصرخوا له: "هوشعنا" "مبارك ابن داود" و"مبارك
الملك الآتي باسم الرّب"، وبعد خمسة أيام صرخوا "فليصلب" وصرخ
قادتهم "دمه علينا وعلى أبنائنا". لقد خذل يسوعُ الشعبَ، خاب أملهم،
ظنّوه مخلّصاً جاء يريحهم من أثقال النير الرومانيّ ومن الضرائب القاسية. أرادوه
أمير حرب فجاء أمير سلام، أرادوه رجل سيف فأعلن أنّه يلقي نار الحبّ في الأرض وكم
كانت رغبته أن تشتعل الأرض حبّاً. لم يكن هو المخلّص المطلوب، وكان من الأفضل له
أن يرحل. ونحن اليوم كم نجد كلام يسوع مزعجاً، يدعونا الى التضحية، الى المغفرة،
الى المحبّة، يدعونا الى حمل صلبان حياتنا، الى السير في الطريق الضيّق تمزّق
أشواكه أقدامنا. نفتّش عن الحلول السهلة، نسمح للحقد أن يملك في قلوبنا، نعتنق
منطق الإنتقام ونريد أن نحلّ مشاكلنا بسيف قوّتنا الذاتيّة. كما الشعب القديم نزيل
يسوع من حياتنا لنقدر أن نحلّ مشاكلنا بطرقنا الخاصّة. نصرخ "فليُرفَع"،
نزيله من حياتنا، نحيا انقساماً بين ما نؤمن به وما نطبّقه.
هل نعلن المسيح ملكاً أوحد
على حياتنا؟ من هو أو ما هو الملك الحقيقيّ على قلبي؟ هل هو يسوع أم هي أموالي،
وسلطتي ومقتنياتي؟ لا مساومة في اتّباع يسوع ولا حلول وسط، إمّا أن نختار يسوع أو
نختار رغباتنا، لا يمكن ليسوع أن يتساكن ومنطق الحقد والقوّة والعنف. هوشعنا الأطفال
هي دعوة لنا لنختار، ويسوع يريدنا أحراراً، نختاره بحرّيتنا أو نتركه بإرادتنا،
وكأحرار نتحمّل مسؤوليّة خياراتنا.
هو عيد "الشعنينة" عيد الأطفال: منذ القرون الأولى للكنيسة، لا سيّما في كنيسة أورشليم وإنطاكيا،
إرتبط هذا العيد بالأطفال وبهتاف الأطفال. في هذا العيد تزدان كنائسنا بأطفال
يزدهون بأجمل الملابس وأبهى الشموع. نفرح بهم، نفتخر بهم، نبتسم ونضحك، ويسوع يفرح
ويفتخر ويُسرّ. فهم الأبرياء، وهم مثالنا في الحياة المسيحيّة: "من لا يعود
كالأطفال لا يدخل ملكوت السماوات" يقول السيّد، فالطفل بريء، لا يحقد، يسامح،
يحبّ، ينظر بعين البراءة لا بالنيّة الشريّرة، هو الكائن المتّكل دوماً على
والديه، يلقي ذاته بين يديهما بثقة. هم مثالنا في السعي الى البراءة من جديد، الى
امتلاك النظرة الصافيّة وسرعة المسامحة والقدرة على المحبّة، إنّهم مثال لنا في
الإتّكال على الله والإرتماء بين يديه دون تردّد وبثقة لا حدّ لها. هم مثال لنا
بثيابهم اليوم في ضرورة أن نعيد النقاوة الى ثوب معموديّتنا من جديد، ثوباً لبسناه
ناصعاً ولطّخناه بخطايا كثيرة، فلنُعِد اليه نقاوته بتوبتنا الصادقة، فنصرخ مع
الأطفال، بفرح الأطفال وحبّهم، "هوشعنا ابن داود"، نعلن يسوع المسيح مخلّصنا
وفادينا والملك الأوحد على حياتنا.
1-أولوية الحقيقة في حياتنا: السعي إليها والشهادة لها
المسيح يدخل إلى أورشليم، يتمم النبوءات، يعلم أن هذا سوف يقوده إلى الموت، أنما لم يساوم على الحقيقة، لأنه
هو الحقيقة، لأنه هو الحق، هو الله، واله لا ينكر ذاته. هذا يدفعنا إلى التأمل في
واقعنا، في حياتنا المسيحية ، وفي التزامنا الكنسيّ. ما مدى اولوية الحقيقة في
حياتنا؟ اولوية الشهادة للحقيقة حتى الإستشهاد: الحقيقة لمبادئنا المسيحية ؟ ما مدى
الشهادة للحقيقة في تبشيرنا؟ بماذا ابشّر، وكم أنا صادق في بشارتي للمسيح؟
المسيح في صِدقه جلب الكون كله اليه (11، 19)
2-أين هي مظالنا نحن اليوم؟
هل هي مقتضية على الخيمة
التي سنضعها في خميس الجسد لتظلل الرب الحاضر في القربان؟ أين هو حضور الرب في
حياتنا؟ أين هي مظلته بيننا، في جماعاتنا، في بيوتنا، في مدارسنا، في جامعتنا، في
علاقتنا مع الآخرين؟ ما مدى شهادتنا لحضور الرب بيننا؟
3-علاقتنا الشخصية بالرب؟
الجموع كانت تصرخ "هوشعنا"،
أي أنها كانت تصرخ إسم الرب مع الضمير المتّصل "نا": الترجمة قد تكون "يسوعنا"،
"مخلّصنا". نتساءل عن العلاقة الخاصة التي تربطنا بالرب لنصرخ له "يسوعنا"،
فأحياناً تقتصر معرفتنا للرّب على معرفة نظرية، ننتظره كما إنتظره اليهود، مخلص زمنيّ
أو سياسيّ أو حزبيّ، تضحي الهوشعنا شبيهة بصراخ متظاهرين في الساحات. الشعب
اليهودي إنتظر المسيح واستقبله لأنه المخلص، ولما رأى أن طريقة يسوع لا تعجبه صرخ
في اليوم التالي "إصلبه". ونحن هل ننتظر الرب يسوع كما هو، ونؤمن به
ونتبعه كما يريد هو، وعلى طريقته، أو اتبعه لأنه سيخلصني من أخطاء معينة، من حرب
معينة، من إضطهاد، من موت... وإذا رأيت طريقة الرب مختلفة عن تفكيري أتركه وأصرخ "أصلبه"؟
كم من المرّات نطلب من يسوع حلولاً سريعة وسحرية، لا نرضى بيسوع المسالم الذي
يسالمني مع ذاتي، أنا أرفض ذاتي وواقعي وضعفي وممدوديتي وطاقاتي وشكلي وخطيئتي،،
وأريد المسيح الذي يقتلعها وليس يسوع الذي يسالمني معها لينميني وينضجني لأجد أنا
لها حلاًّ لأنه يريدني أن اكون سيداً على ذاتي. أرفض الحلّ الّذي يستلزم الجهد
والتضحية والتسليم المطلق للرب، الحل الذي ينميّ شخصيتي، وأطلب حلاً سريعاً وسحرياً،
أطلب برأبا الذي يقود ثورة ضد الرومان، ثورة كانت ستقود لخراب الهيكل، أطلب ثورة
على واقعي، ثورة خارج المسيح قد تهدم هيكل الروح القدس، قد تهدم الإنسان الناضج
الذي عليه أن يحمل المسيح إلى الأمم.
4- المسيح هو الملك الأوحد على حياتنا ووجودنا:
لقد أُعجب اليهود بقدرة يسوع
بعد أن رأوا لعازر فصرخوا له: "هوشعنا" "مبارك ابن داود" و"مبارك
الملك الآتي باسم الرّب"، وبعد خمسة أيام صرخوا "فليصلب" وصرخ
قادتهم "دمه علينا وعلى أبنائنا". لقد خذل يسوعُ الشعبَ، خاب أملهم،
ظنّوه مخلّصاً جاء يريحهم من أثقال النير الرومانيّ ومن الضرائب القاسية. أرادوه
أمير حرب فجاء أمير سلام، أرادوه رجل سيف فأعلن أنّه يلقي نار الحبّ في الأرض وكم
كانت رغبته أن تشتعل الأرض حبّاً. لم يكن هو المخلّص المطلوب، وكان من الأفضل له
أن يرحل. ونحن اليوم كم نجد كلام يسوع مزعجاً، يدعونا الى التضحية، الى المغفرة،
الى المحبّة، يدعونا الى حمل صلبان حياتنا، الى السير في الطريق الضيّق تمزّق
أشواكه أقدامنا. نفتّش عن الحلول السهلة، نسمح للحقد أن يملك في قلوبنا، نعتنق
منطق الإنتقام ونريد أن نحلّ مشاكلنا بسيف قوّتنا الذاتيّة. كما الشعب القديم نزيل
يسوع من حياتنا لنقدر أن نحلّ مشاكلنا بطرقنا الخاصّة. نصرخ "فليُرفَع"،
نزيله من حياتنا، نحيا انقساماً بين ما نؤمن به وما نطبّقه.
هل نعلن المسيح ملكاً أوحد
على حياتنا؟ من هو أو ما هو الملك الحقيقيّ على قلبي؟ هل هو يسوع أم هي أموالي،
وسلطتي ومقتنياتي؟ لا مساومة في اتّباع يسوع ولا حلول وسط، إمّا أن نختار يسوع أو
نختار رغباتنا، لا يمكن ليسوع أن يتساكن ومنطق الحقد والقوّة والعنف. هوشعنا الأطفال
هي دعوة لنا لنختار، ويسوع يريدنا أحراراً، نختاره بحرّيتنا أو نتركه بإرادتنا،
وكأحرار نتحمّل مسؤوليّة خياراتنا.
هو عيد "الشعنينة" عيد الأطفال: منذ القرون الأولى للكنيسة، لا سيّما في كنيسة أورشليم وإنطاكيا،
إرتبط هذا العيد بالأطفال وبهتاف الأطفال. في هذا العيد تزدان كنائسنا بأطفال
يزدهون بأجمل الملابس وأبهى الشموع. نفرح بهم، نفتخر بهم، نبتسم ونضحك، ويسوع يفرح
ويفتخر ويُسرّ. فهم الأبرياء، وهم مثالنا في الحياة المسيحيّة: "من لا يعود
كالأطفال لا يدخل ملكوت السماوات" يقول السيّد، فالطفل بريء، لا يحقد، يسامح،
يحبّ، ينظر بعين البراءة لا بالنيّة الشريّرة، هو الكائن المتّكل دوماً على
والديه، يلقي ذاته بين يديهما بثقة. هم مثالنا في السعي الى البراءة من جديد، الى
امتلاك النظرة الصافيّة وسرعة المسامحة والقدرة على المحبّة، إنّهم مثال لنا في
الإتّكال على الله والإرتماء بين يديه دون تردّد وبثقة لا حدّ لها. هم مثال لنا
بثيابهم اليوم في ضرورة أن نعيد النقاوة الى ثوب معموديّتنا من جديد، ثوباً لبسناه
ناصعاً ولطّخناه بخطايا كثيرة، فلنُعِد اليه نقاوته بتوبتنا الصادقة، فنصرخ مع
الأطفال، بفرح الأطفال وحبّهم، "هوشعنا ابن داود"، نعلن يسوع المسيح مخلّصنا
وفادينا والملك الأوحد على حياتنا.
.
.
وكل سنه والجميع بخير وسلام