( سلسلة سؤال هام عن الروح القدس ومشكلة
الخطية - الجزء 1)
السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين
ويحيرهم جداً ، والإجابة قد تكون أحياناً منقوصة
وأحياناً مشتته ، لذلك وجب علنا أن نضع السؤال ونضع الإجابة غير متكلين على رأينا الشخصي بل على تعليم الكتب المقدسة ، وشروحات الآباء القديسين الذين لم يخرجوا عن الوحي الإلهي ولا الكتاب المقدس لأنهم لم يعرضوا رأيهم الشخصي ولا مجرد بحث ذاتي ليثبتوا نظريه معينه أو يعلمونا من فكرهم الخاص ، بل سيقوا بالروح القدس الذي خضعوا له بالحب وثقة الإيمان وأعطوا إجابة من الوحي الإلهي بدقة عجيبة واضحة بلا فلسفة أو تعقيد ...
والسؤال هو : (( هل
يفارق الروح القدس الإنسان ساعة الخطية ويعود إليه في التوبة ؟
))
وسوف أضع
الإجابة لا من فكري أو تفسيري الخاص بل للقديس مارفيلوكسينوس عن مقاله ( لا تطفئوا الروح
) الذي كتبه بالسريانية ، وقد قام بالترجمة من السريانية
إلى العربية الأستاذ الدكتور سبستيان بروك Dr. Sebastian Brok ، أستاذ اللغات السامية والسريانية بجامعة أكسفورد . أما النص
الأصلي الذي تمت الترجمة عنه فهو منشور في مجلة Le Museon 1960 ، التي تنشرها جامعة لوفان ببلجيكا . والنص باللغة السريانية وأمامه الترجمة الفرنسية . وقد اشترك في مراجعة الترجمة
العربية للنص السرياني ، على الترجمة الفرنسية الدكتور وليم سليمان قلادة ؛ وقبل الإجابة على هذا السؤال نكتب لمحة سريعة عن حياة القديس
مارفيلوكسينوس من مقدمة الكتاب في الترجمة العربية ...
1 - لمحة
سريعة عن القديس مارفيلوكسينوس :
هو أسقف منبج
، وهو من مشاهير الآباء القديسين السريان الذين عاشوا وكتبوا في النصف الأخير من القرن الخامس وبداية السادس ، وكان معاصراً للقديس يعقوب السروجي ( 451 – 521 ) .
وكان
اسمه قبل أن يصير أسقفاً
: ( إكسنايا ) ، وهو من الكلمة
اليونانية ( كسينوس ) ومعناها ( غريب ) ، ولما صار أسقفاً سُميَّ
(( فيلوكسينوس )) ومعناها
( محب
الغريب
) .
2 - مولده
:
ولد في قرية
تحل في بيت جرمي بالمنطقة الفارسية بين دجلة والزاب الصغير فيما بين النهرين ، ولم يُعرف سنة مولده على وجه الدقة . وفي صباه رحل به أهله إلى طور عبدين ، وهناك دخل الدير ، وفي هذا الدير درس مع أخيه آداب اللغتين السريانية واليونانية ؛ ودرس علم اللاهوت ، ثم انتقل إلى مدرسة الرها . وأتم دراسته للعلوم الفلسفية واللاهوتية . وأكمل دراسة في علم اللغتين : السريانية واليونانية في دير لمدا الكبير في إقليم إنطاكية . وترهبن هناك وسيم قساً .
3 - جهاده
لأجل العقيدة :
خرج على تعليم
النساطرة التي كان يلقنه إياها أسقف الرها النسطوري ، ورفض عقيدة نسطور وكل من
يتبعه ، وخصص حياته للدفاع عن العقيدة المستقيمة ضد النساطرة في ضواحي إنطاكية بسوريا
، والجزء الشمالي من العراق ، بالرغم من الأذى الذي أصابه على أيدي أعداء عقيدته .
وقد ظل يجاهد
بقيه عمره لأجل سلامة الإيمان بتجسد الله الكلمة ربنا يسوع . وبدأ بمهاجمة تعاليم النسطورية التي كانت تقوم مدرسة الرها ببث تعاليمها ، وكان لا يزال قساً فطرده قلنديون بطريرك إنطاكية ،
ولما عُزل قلنديون عن كرسيه سنة 485 ، وصار بطرس
القصار بطريركاً لإنطاكية رسم فيلوكسينوس أسقفاً
على منبج سنة 485 فواصل جهاده بلا كلل بالتعليم والكتابة لتوضيح الإيمان المستقيم ؛ وقد تعرض لاضطهادات كثيرة من
الأباطرة المنحازين لبدعة نسطور
.
ورأس
مجمعاً في سنة 512 وقد انتخب فيه القديس ساويرس بطريركاً لإنطاكية . ولكن
الإمبراطور يوستين نفاه بعد ذلك ...
ظل القديس
فيلوكسينوس عدة سنوات في المنفى ( في فيليوبولس في تراقيا ) ، وهناك كتب رسالتان إلى رهبان دير سنون بالقرب من
الرها سنة 522 م يقول فيها
: e]أن كل ما تحملته من فلافيانوس وماقيدونيس أسقفي إنطاكية والقسطنطينية وما قاسيته
قبلهما على يد قلنديون معرفو يتحدث به الناس في كل
مكان . وأني لألتزم الصمت هما لحقني أيام حرب الفرس
بتأثير فلافيان وعلى ملأ من الأعيان ، وعما أصابني في الرها وفي أفامية وفي إنطاكية عندما كنت في دير القديس مار بسوس ، وفي إنطاكية نفسها ، وكذلك في القسطنطينية التي شددت الرحال إليها في مناسبتين ، هذه
الأشياء وأشباهها أصابتني من النساطرة المهرطقين
]
4 - انتقاله
كشهيد للإيمان :
ثم نُقل من
منفاه بعد ذلك إلى جنجرا في ولاية بافلاجونيا ، حيث حُبس في بيت أوقدت فيه النيران وسُدت عليه المنافذ فاختنق في حجرته من كثرة الدخان وتنيح شهيد الإيمان في 523 م .
وتحتفل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعيد القديس مار
فيلوكسينوس أكثر من مرة في
السنة . وابرز أعياده يوم 18 فبراير وله عيد آخر في أول أبريل وآخر في 16 أغسطس وآخر في 10 سبتمبر الذي يُرجح أن يكون تاريخ نياحته
.
القديس مار فيلوكسينوس كاتب موهوب بالروح القدس ، غزير
المادة في الإنتاج اللاهوتي
والروحي ، ويُعدّ في المرتبة الأولى من الكتاب السريان . وقد عُرف
القديس مار فيلوكسينوس حوالي 80 كتاب قام بتأليفها وهي ذات أهمية كبيرة
الخطية - الجزء 1)
السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين
ويحيرهم جداً ، والإجابة قد تكون أحياناً منقوصة
وأحياناً مشتته ، لذلك وجب علنا أن نضع السؤال ونضع الإجابة غير متكلين على رأينا الشخصي بل على تعليم الكتب المقدسة ، وشروحات الآباء القديسين الذين لم يخرجوا عن الوحي الإلهي ولا الكتاب المقدس لأنهم لم يعرضوا رأيهم الشخصي ولا مجرد بحث ذاتي ليثبتوا نظريه معينه أو يعلمونا من فكرهم الخاص ، بل سيقوا بالروح القدس الذي خضعوا له بالحب وثقة الإيمان وأعطوا إجابة من الوحي الإلهي بدقة عجيبة واضحة بلا فلسفة أو تعقيد ...
والسؤال هو : (( هل
يفارق الروح القدس الإنسان ساعة الخطية ويعود إليه في التوبة ؟
))
وسوف أضع
الإجابة لا من فكري أو تفسيري الخاص بل للقديس مارفيلوكسينوس عن مقاله ( لا تطفئوا الروح
) الذي كتبه بالسريانية ، وقد قام بالترجمة من السريانية
إلى العربية الأستاذ الدكتور سبستيان بروك Dr. Sebastian Brok ، أستاذ اللغات السامية والسريانية بجامعة أكسفورد . أما النص
الأصلي الذي تمت الترجمة عنه فهو منشور في مجلة Le Museon 1960 ، التي تنشرها جامعة لوفان ببلجيكا . والنص باللغة السريانية وأمامه الترجمة الفرنسية . وقد اشترك في مراجعة الترجمة
العربية للنص السرياني ، على الترجمة الفرنسية الدكتور وليم سليمان قلادة ؛ وقبل الإجابة على هذا السؤال نكتب لمحة سريعة عن حياة القديس
مارفيلوكسينوس من مقدمة الكتاب في الترجمة العربية ...
1 - لمحة
سريعة عن القديس مارفيلوكسينوس :
هو أسقف منبج
، وهو من مشاهير الآباء القديسين السريان الذين عاشوا وكتبوا في النصف الأخير من القرن الخامس وبداية السادس ، وكان معاصراً للقديس يعقوب السروجي ( 451 – 521 ) .
وكان
اسمه قبل أن يصير أسقفاً
: ( إكسنايا ) ، وهو من الكلمة
اليونانية ( كسينوس ) ومعناها ( غريب ) ، ولما صار أسقفاً سُميَّ
(( فيلوكسينوس )) ومعناها
( محب
الغريب
) .
2 - مولده
:
ولد في قرية
تحل في بيت جرمي بالمنطقة الفارسية بين دجلة والزاب الصغير فيما بين النهرين ، ولم يُعرف سنة مولده على وجه الدقة . وفي صباه رحل به أهله إلى طور عبدين ، وهناك دخل الدير ، وفي هذا الدير درس مع أخيه آداب اللغتين السريانية واليونانية ؛ ودرس علم اللاهوت ، ثم انتقل إلى مدرسة الرها . وأتم دراسته للعلوم الفلسفية واللاهوتية . وأكمل دراسة في علم اللغتين : السريانية واليونانية في دير لمدا الكبير في إقليم إنطاكية . وترهبن هناك وسيم قساً .
3 - جهاده
لأجل العقيدة :
خرج على تعليم
النساطرة التي كان يلقنه إياها أسقف الرها النسطوري ، ورفض عقيدة نسطور وكل من
يتبعه ، وخصص حياته للدفاع عن العقيدة المستقيمة ضد النساطرة في ضواحي إنطاكية بسوريا
، والجزء الشمالي من العراق ، بالرغم من الأذى الذي أصابه على أيدي أعداء عقيدته .
وقد ظل يجاهد
بقيه عمره لأجل سلامة الإيمان بتجسد الله الكلمة ربنا يسوع . وبدأ بمهاجمة تعاليم النسطورية التي كانت تقوم مدرسة الرها ببث تعاليمها ، وكان لا يزال قساً فطرده قلنديون بطريرك إنطاكية ،
ولما عُزل قلنديون عن كرسيه سنة 485 ، وصار بطرس
القصار بطريركاً لإنطاكية رسم فيلوكسينوس أسقفاً
على منبج سنة 485 فواصل جهاده بلا كلل بالتعليم والكتابة لتوضيح الإيمان المستقيم ؛ وقد تعرض لاضطهادات كثيرة من
الأباطرة المنحازين لبدعة نسطور
.
ورأس
مجمعاً في سنة 512 وقد انتخب فيه القديس ساويرس بطريركاً لإنطاكية . ولكن
الإمبراطور يوستين نفاه بعد ذلك ...
ظل القديس
فيلوكسينوس عدة سنوات في المنفى ( في فيليوبولس في تراقيا ) ، وهناك كتب رسالتان إلى رهبان دير سنون بالقرب من
الرها سنة 522 م يقول فيها
: e]أن كل ما تحملته من فلافيانوس وماقيدونيس أسقفي إنطاكية والقسطنطينية وما قاسيته
قبلهما على يد قلنديون معرفو يتحدث به الناس في كل
مكان . وأني لألتزم الصمت هما لحقني أيام حرب الفرس
بتأثير فلافيان وعلى ملأ من الأعيان ، وعما أصابني في الرها وفي أفامية وفي إنطاكية عندما كنت في دير القديس مار بسوس ، وفي إنطاكية نفسها ، وكذلك في القسطنطينية التي شددت الرحال إليها في مناسبتين ، هذه
الأشياء وأشباهها أصابتني من النساطرة المهرطقين
]
4 - انتقاله
كشهيد للإيمان :
ثم نُقل من
منفاه بعد ذلك إلى جنجرا في ولاية بافلاجونيا ، حيث حُبس في بيت أوقدت فيه النيران وسُدت عليه المنافذ فاختنق في حجرته من كثرة الدخان وتنيح شهيد الإيمان في 523 م .
وتحتفل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعيد القديس مار
فيلوكسينوس أكثر من مرة في
السنة . وابرز أعياده يوم 18 فبراير وله عيد آخر في أول أبريل وآخر في 16 أغسطس وآخر في 10 سبتمبر الذي يُرجح أن يكون تاريخ نياحته
.
القديس مار فيلوكسينوس كاتب موهوب بالروح القدس ، غزير
المادة في الإنتاج اللاهوتي
والروحي ، ويُعدّ في المرتبة الأولى من الكتاب السريان . وقد عُرف
القديس مار فيلوكسينوس حوالي 80 كتاب قام بتأليفها وهي ذات أهمية كبيرة
عدل سابقا من قبل بنت الملك في السبت 23 يناير 2010 - 15:13 عدل 1 مرات