لا نوم

بنت الملك

بنت الملك

Admin

عدد المساهمات : 1031
تاريخ التسجيل : 19/01/2010
العمر : 44

لا نوم

"طوبى للشعب العارفين الهتاف .

يارب بنور وجهك يسلكون " (مز 89 : 15)

في أحدى الأيام طلب
القديس الأنبا برسوم العريان من عشرة رهبان

بدير شهران الذي كان يقيم فيه
( المعصرة الآن )

أن يحضر كل منهم عصا ويسهروا معه طوال الليل يصلون
قائلين :

لا نوم .. الحافظ هو الله .

واستمر الرهبان بنشاط
يرددون هذه الصلاة طوال الليل

وفجأة سقط جزء من سور الدير وظهر وحش يشبه
الفيل احمر العينين

وله أنياب خارجه من فمه ،

فخاف الرهبان وصمتوا أما
القديس فصلى إلي الله ليهزم الشيطان

الذي ظهر بهذه الصورة ،

فسقط الشيطان
في بئر بقوة حتى أن الماء ارتفع خارج البئر ،

فطمأن القديس الرهبان قائلاً
إن الشيطان أراد محاربة الدير

ومن فيه ولكن الله أبعده عن الدير بالصلاة
والسهر ..

فيلزمنا أن نثابر على الصلاة ليحفظنا الله دائماً من شروره .

إن
قوة الشيطان جبارة وأقوى من الإنسان بكثير ولكن بلا قيمة أمام قوة الله ،

فإن استطعت أن تتحصن بالله سيخاف منك الشيطان

لأنك أقوى منه ويهرب منك
وتنكسر كل أسلحته
.

اتصالك
بالله يكون عن طريق الصلاة ،

فجيد أن تصلي في الصباح والليل وفي مواعيد
محددة أثناء اليوم ،

ولكن إن حاربك إبليس بأي فكر رديء أو شهوة مزعجة
فقاومه

بالصلوات الكثيرة ولا تخرج من أمام الله إلا بعد أن تأخذ راحة وقوة
،

وعلى قدر ضعفك وإعلان تمسكك بالله ستنال نعمته .

فاطلبه بإلحاح أمام كل
مشكلة وخطية وثابر أيضاً لتنال الفضائل الروحية .

قالوا عن الصوم .......

+ قال القديس لنجينوس:

"الصوم يجعل الجسم يتضع"

+ قال احد الآباء:

"من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع"

+ قال شيخ روحانى:

"جيد أن يكون فمك منتنا من شدة الصوم ،

فذلك أفضل من أن يوجد فيه رائحة خمر"

+ قال انبا دانيال:

"مادام الجسد ينبت فبقدر ذلك تذيل النفس وتضعف ،

وكلما ذبل الجسد نبتت النفس"

+ شيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة:

"كل اليوم ، وتنسك غداً"

فقال

"لن أفعل ذلك ، لكني أصوم اليوم وتتم إرادة الله غداًً"

+ قال مار اسحق:

"الذي يصوم عن الغذاء ، ولا يصوم قلبه عن الحنق والحقد ،

ولسانه ينطق
بالأباطيل فصومه باطل ،

لأن صوم اللسان أخير من صوم الفم ، وصوب القلب
اخير من الإثنين"

+ قيل عن أنبا قسيان:

أنه ذهب إلي شيخ له 40 سنة في البرية ، وسأله بدالة :

"ماذا قومت أيها الآب في هذه الخلوة التي لا تكاد تلتقي فيها بإنسان؟"

فأجابه قائلاً:

" إني منذ أن ترهبنت ، لم تبصرني الشمس آكلاً"

فقال سائله: "ولا أبصرتني الشمس غاضباً قط؟"

+ قال راهب لشيخ :

"لي ثلاثون سنة لم آكل فيها لحماً"

فأجابه الشيخ :

"وهل لك ثلاثون سنة لم تخرج من فمك لعنة ، تلك التي نهاك الله عنها؟"

فلما سمع الآخ ذلك قال:

"بالحقيقة هذه هي العبادة المرضية لله"

+ قال القديس باسيليوس :

"أن الصوم الحقيقي هو سجن الزذائل ،

أعني ضبط اللسان ، وأمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة"

+ قال شيخ:

"كما أن الذئب لا يجتمع مع النعجة لإنتاج ولد كذلك شبع البطن لا يجتمع مع توجع القلب لإنتاج فضيلة"

+ وقال آخر:

" لا تملأ بطنك من الخبز والماء ، ولا تشبع من نوم الليل ، فإن الجوع
والسهر ينقيان أوساخ القلب من الأفكار ،

والجسد من قتال النجاسة ، فيسكنه
الروح القدس ، لا تقل "اليوم عيد آكل وأشرب" فإن الرهبان ليس لهم عيد علي
الأرض ،

إنما فصحهم هو خروجهم من الشر ،

وعنصرتهم تكميل وصايا المسيح ،

ومظالهم حصولهم في ملكوت السماء فأما الشبع من الخبز فأنما هو والد الخطية"

+ قال أنبا أولوجيوس لتلميذه:

"يا ابني عود نفسك أضعاف بطنك بالصوم شيئاً فشيئاً ،

لأن بطن الإنسان إنما
يشبه زقاً فارغاً فبقدر ما تمرنه وتملأه تزداد سعته ،

كذلك الأحشاؤ التي
تحشي بالأطعمة الكثيرة ،

إن أنت جعلت فيها قليلاً ضاقت وصارت لا تطلب منك
الإ القليل.............