عيد البشارة المجيد
29 برمهات 1727 ولا يصام فيه انقطاعيا
في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار بشارة أمنا والدة الإله العذراء القديسة مريم وذلك أنه لما جاء الوقت المعين منذ الأزل من الله لخلاص البشر .
أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل إلى القديسة مريم البتول التي من سبط يهوذا ومن قبيلة داود الملك ليبشرها بالحبل الإلهي والميلاد المجيد .
كما شهد بذلك الكتاب المقدس بقوله : في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة
لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال : سلام لك آيتها الممتلئة نعمة . الرب معك مباركة أنت في النساء
فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسي أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك " لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت
ستحلبين وتلدين أبنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد
و لا يكون لملكه نهاية’ " فقالت مريم للملاك " كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا ؟ " فأجاب الملاك وقال لها " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي
تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله "
ثم قدم لها دليلا علي صدق بشارته قائلا : " هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا ,
لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله " فقالت مريم " هودا أنا أمة الرب . ليكن لي كقولك " فمضي من عندها الملاك (لو 1 : 26 – 38 )
وعند قبولها هذه البشارة الإلهية نزل الابن الوحيد قوة الله الكلمة أحد الثلاثة الأقانيم الأزلية وحل في أحشائها حلولا لا يدرك البشر كيفيته واتحد للوقت
بإنسانية كاملة اتحادا كاملا لم يكن بعده افتراق .
فهذا اليوم آذن هو بكر الأعياد . لأن فيه كانت البشري بخلاص العالم وفي مثله تم الخلاص بالقيامة المجيدة لآدم وبنيه من أيدي الشيطان
نسأل إلهنا وفادينا أن يتفضل فيغفر لنا آثامنا ويتجاوز عن خطايانا . أمين
عيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد،
لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.
الله أرسل رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد إبنه منها، وبعض الأباء يصلون بتعبير "ليخبرها" إلى مدى أكبر فيقولون "ليستأذنها"،
هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء
هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. فهى
أولاً بشارة،
ثانياً خبر،
ثالثاً إستئذان.
ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت "هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"، هذه نقطة تأمل أن ربنا أحترم حرية صنعة يديه.
وقد نالت العذراء هذه النعمة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين "قريب هو الرب من المنسحقي القلوب، يقاوم الله المستكبرين
أما المتواضعين فيعطيهم نعمة" "نظر إلى إتضاع أمته". لا تقصد فضيلة الإتضاع لكنها تقصد الوضاعه أى أنها حقيرة؛ أى نظر إلى حقارة أمته هذه هى
نظرتها لنفسها بينما نظرت ربنا لها كانت نظرة كلها تقدير ظهرت فى تحية الملاك "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك". وهذه لعلاقتها الخاصة
بالله ومعدنها الثمين وهى مُنعم عليها من جهة تجسد الإبن الكلمة لا شك أن هذا إنعام لكن قبل أن يخبرها بالإنعام أعلن أنها ممتلئة نعمة.
وترجع قصة هذا العيد الى انجيل لوقا (الاصحاح الاول 26-38):
وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة اسمها ناصرة، الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم.
فدخل اليها الملاك وقال: "سلام لك ايتها المنعم عليها! الرب معك. مباركة انت في النساء".
فلما راته اضطربت من كلامه، وفكرت: "ما عسى ان تكون هذه التحية!"
فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم، لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى،
ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية".
فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا؟" فاجاب الملاك وقال لها: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تضللك، فلذلك ايضا القدوس المولود
منك يدعى ابن الله. وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا، لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله".
فقالت مريم: "هوذا انا امة الرب. ليكن لي كقولك". فمضى من عندها الملاك.
هذه هي يا اخواني واخواتي في المسيح، قصة الناصرة، ناصرة الجليل، مدينة البشارة، التي كانت تسكنها ام النور، ام العطف والحنان، ام العفة والطهارة،
امنا جميعا، ام سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح...
انها كانت انقى واطهر امراة في ذلك الزمان، لذلك اختارها الرب لتطوبها جميع الاجيال.
في الناصرة عاش المسيح، ومن قبله عاشت امه، في الناصرة ترعرع الطفل يسوع ولعب مع الاطفال ومشى على ترابها المقدس، الذي قدسه الرب يسوع
عندما عاش على هذه الارض المقدسة، الناصرة موطن المسيح الاصلي، مع انه لم يولد بها بل بمدينة بيت لحم.
لنرتل يا اعزائي المؤمنين هذه الطروبارية بمناسبة عيد البشارة:
"اليوم راس خلاصنا، وظهور السر الذي بين الدهور، لان ابن الله يصير ابن البتول، وجبرائيل بالنعمة يُبشر ونحن نصرخ نحو والدة الاله: افرحي يا ممتلئة النعمة... الرب معك"
لماذا نحتفل بهذا العيد؟
للتعبير عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة، أي أننا نشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل.
ونشاركها لأنها بشارة للخلاص للبشرية كلها.
لأن الرب شاركنا كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك"
لأن هذا العيد باكورة الأعياد التى هى مناسبات خلاصنا فلولا التجسد ما كانت الآلام والموت والقيامة والصعود...
أول عيد ترتبط فيه السماء بالأرض فى مناسبة تخص البشر على الأرض بعد مقاطعة طويلة لم تصل فيها السماء بالأرض.