الكتاب المقدس هو مجموعة أسفار العهدين القديم والجديد، التى تؤمن الكنيسة
المسيحية بأنها موحى بها من الله، إعلاناًعن نفسه وعن مقاصده من نحو البشر.
ويقول دانيال:فهمت من الكتب(دانيال2:9) فى إشارة إلى الأسفار النبوية فى العهد
القديم التى كانت متاحة له. وكثيراًما يشار فى العهد الجديد إلى أسفار العهد القديم
بنفس هذا الاسماء لكتب(مت42:21 ،29:22،لو32:24 ،يو39:5). والمكتوب(مرقس10:12)،
والكتاب(أع32:8 ،غل22:3 ،2تى16:3) والكتب المقدسة(رو2:1 ،2تى15:3).
كما تذكر مجموعة أسفار العهد القديم، فى العهد الجديد تحت أسماء أخرى مثلا الناموس(مت18:5
،لو17:16 ،يو 12 : 34)، وموسى والأنبياء(لو29:16 ،انظر أيضاًلو27:24)، والناموس
والأنبياء(مت4:22 ،لو26:16). وبتفصيل أكثر: ناموس موسى والأنبياء والمزامير(لو44:24 ).
أولا - لغاته :
(أ) كُتب العهد القديم باللغة العبرية، فيما عدا بعض
أجزاء قليلة كتبت بالأرامية و اليونانية(عز8:4 -18:6
،12:7-26،إرميا11:10،دانيال4:2-28:7). وكانت اللغة العبرية القديمة تنقصها حروف
اللين والحركات التى أدخلت إليها بمعرفة علماء اليهود (الماسوريين) فى القرن السادس
بعد الميلاد، على أساس النطق القديم المتواتر.
وقد تمت ترجمة النص العبرى إلى
اليونانية بالاسكندرية، فيما بين 280-150ق.م. وهى الترجمة المشهورة باسم الترجمة
السبعينية(أنظر الترجمة السبعينية). وفى الكثير من الحالات، تذكر الاقتباسات من
العهد القديم فى العهد الجديد نقلاًعن النص اليونانى رأساً.
(ب) العهد الجديد: كتب العهد الجديد باللغة اليونانية. و كان اكتشاف الكثير من أوراق البردي
المكتوبة باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى-koine ،
وهى اللغة التي كانت شائعة في
أزمنة العهد الجديد) قد أوضح الفروق بين يونانية العهد الجديد واليونانية
الكلاسيكية.فالعهد الجديد كتب أصلا باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى)في القرن
الأول الميلادي، مثلما استخدم مارتن لوثر اللغة الألمانية الدارجة في زمانه في
ترجمته للكتاب المقدس إلى الألمانية.
ثانيا-محتواه وأبعاده:
يحتوي الكتاب المقدس على ثلاثة و سبعون سفراًمنها ستة و اربعون سفراًفي العهد القديم ، و سبعة
وعشرون سفرا في العهد الجديد.
(أ) العهد القديم: وأسفار العهد القديم الستة و
الأربعون منها تسعة وثلاثون هي الأسفار التى جمعها عزرا الكاتب والسبع الأسفار
الباقية جمعت بعده ، و لقد جمع الستة و الأربعون سفرا في كتاب واحد و ترجم الي
اللغة اليونانية سنة 280 ق.م و هى التى تعرف بالترجمة السبعينية و هذه الترجمة لها
شأن كبير فى العهد الجديد ، فمنها اقتبس الرب يسوع و كتبة العهد الجديد النصوص التى
احتاجوا اليها عند الاستشهاد بآيات من العهد القديم ، و لم يشر السيد المسيح أو
تلاميذه الى خطأ فى هذه الترجمة ، أو الى نقص أو زيادة فى عدد أسفارها .
أما عند اليهود، فهم يعتبرون أسفار العهد القديم تسعة و ثلاثون سفرا مقسمة على أربعة
وعشرين سفرا هكذا : اسفار موسى الخمسة، ويشوع و القضاه و راعوث ،و سفري صموئيل
الأول والثاني، وسفري الملوك الأول والثاني، وسفري الأخبار الأول والثاني، وسفري
عزرا ونحميا، كلا منهما سفراًواحداً.كما يعتبرون أسفار الأنبياء الصغار الأثني عشر
سفراًواحداًوالاسفار الشعرية سفرا واحدا باسم المزامير، والانبياء الكبار كل منهم
سفرا واحدا . ويذكر يوسيفوس أنه لا يوجد في العهد القديم (الكتاب المقدس عند
اليهود)سوى اثنين وعشرين سفرا على عدد حروف الأبجدية العبرية ، و ذلك لأنه ضم راعوث
إلى سفر القضاة ، و مراثي أرميا إلى سفر أرميا ، و بذلك يصبح عددها اثنين وعشرين.
و تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية وبعض الكنائس التقليدية الأخرى، أن أسفار العهد
القديم هى التوراه السبعينية متضمنة الأسفار التى حذفها البروتستانت( واطلقوا عليها
الأبوكريفة)، وهي: طوبيا ، يهوديت ، الحكمة ، حكمة يشوع بن سيراخ ، باروخ و رسالة
أرميا ، والمكابين الأول والثاني،وبعض إضافات لسفرى أستير ودانيال (أنظرأبوكريفا -
الاسفار القانونية الثانية). أما كنيسة انجلترا فمثلها مثل الكنيسة اللوثرية، تتبع
جيروم(فى الفولجاتا اللاتينية) فى اعتبار هذه الأسفار الأبوكريفية أسفاراًيمكن أن
تقرأ باعتبارها نماذج للسلوك فى الحياة، ولكن يجب ألا تكون أساساًلأى تعليم مسيحى.
ويضم الكتاب المقدس الأثيوبى أيضاًالسفرين الأبوكريفيين: أخنوخ الأول وسفر
اليوبيلات (انظر ابوكريفا - العهد القديم ).
وقد قسم اليهود العهد القديم إلى ثلاثة أقسام:
(1) الناموس، ويشمل الأسفار الخمسة التى كتبها موسى.
(2) الأنبياء،ويقسمونهم إلى: الأنبياء الأولين، وهى أسفار: يشوع والقضاة ، وصموئيل
والملوك . والأنبياء المتأخرين، وهى أسفار: أشعياء ، أرميا ، حزقيال ، وسفر الاثنى عشر نبياً.
(3) الكتابات، وتشمل باقي أسفار العهد القديم: المزامير والأمثال ،
وأيوب ، ونشيد الأنشاد ، و راعوث ، و المراثى ، والجامعة ، وأستير، ثم دانيال ،
ونحميا وعزرا ، وأخبار الأيام الأول والثانى .
وقد استخدم اليهود هذا الترتيب
فى التوراة العبرية، أما الترجمة السبعينية فقد أعادت ترتيب الأسفار فى تسلسل أقرب
للتتابع الزمنى، حيث قسمت العهد القديم إلى خمسة أقسام :
(1) الشريعة: أى أسفار موسى الخمسة ؛
(2) الأسفار التاريخية وهى: يشوع و القضاة. وراعوث وصموئيل الأول
والثانى، وملوك الأول والثانى، وأخبار الأيام الأول والثانى، وعزرا ونحميا، ثم أستير.
(3) أسفار الحكمة والشعر وهى: أيوب، والمزامير، والأمثال، والجامعة، ونشيد الأنشاد.
(4) الأسفار النبوية وهى: إشعياء، إرميا، المراثى، حزقيال،
دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ،
زكريا ، وملاخى. ويسمى أشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال،الأنبياء الكبار، أما الاثنا
عشر سفراًالأخرى فتسمىالأنبياء الصغار. وهو نفس الترتيب الذى اتبعته الكنيسة المسيحية.
(5)الاسفار القانونية الثانية وهى : طوبيا ، يهوديت ، تتمة استير ،
الحكمة ، يشوع بن سيراخ ، باروخ و رسالة ارميا ، تتمة دانيال ، المكابين الاول و الثانى .
(ب) العهد الجديد: يتكون العهد الجديد من سبعة وعشرين سفراً، تنقسم
بدورها إلى أربعة أقسام:
(1) الأناجيل وهى: متى، مرقس، ولوقا، ويوحنا .
(2) تاريخ نشأة الكنيسة وهو سفر أعمال الرسل .
(3) الرسائل، وتقسم أحياناًإلى ثلاثة أقسام فرعية هى:
*رسائل كنائسية وهى: رومية، وكورنثوس الأولى والثانية، وغلاطية،
وأفسس، وفيلبى، وكولوسى، وتسالونيكى الأولى والثانية.
**رسائل رعوية، وهى:
تيموثاوس الأولى والثانية ، وتيطس، ورسالة شخصية هى: فليمون.
***رسائل جامعة(أو عامة) وهى: العبرانييون، ويعقوب، وبطرس الأولى والثانية، ويوحنا الأولى والثانية والثالثة، ويهوذا.
****نبوة هى سفر الرؤيا.
ثالثاً النص الكتابى :
كتبت أسفار الكتاب المقدس على مدى أكثر من 1.500 سنة. فقد كتب موسى الأسفار الخمسة
الأولى فى نحو1400 ق.م. وكتب سفر الرؤيا فى نحو90 بعد الميلاد. وعلى الرغم من حقيقة
أن المخطوطات الأصلية، غير موجودة الآن، ولا توجد سوى نسخ منقولة عن الأصل، ظلت
تنسخ بخط اليد إلى زمن اختراع الطباعة، فإن النصوص الكتابية مازالت محفوظة بصورة
مذهلة. فقد روجع العهد القديم العبرى على الترجمة السبعينية، وعلى المخطوطات
العبرية التى اكتشفت حديثاًفى المعبد اليهودى بالقاهرة، وفى كهوف وادى قمران
(المعروفة بمخطوطات البحر الميت- أنظرالبحر الميت) والتى يرجع تاريخها إلى زمن
الترجمة السبعينية. كما أن وجود أكثر من خمسة آلاف مخطوطة للعهد الجديد باليونانية،
ترجع إلى الفترة من125 م. إلى زمن اختراع الطباعة، يعتبر ثروة من المراجع التى تشهد
بسلامة نصوص الكتاب المقدس، ويضاف إلى ذلك الترجمات القديمة مثل اللاتينية القديمة
والسريانية التى ترجع إلى150 م. والقبطية وغيرها، والفولجاتا اللاتينية التى قام
بها القديس جيروم(342-420 م).
رابعا-التقسيم إلى إصحاحات وآيات:
لم تكن أسفار الكتاب المقدس أصلاًمقسمة إلى أصحاحات ولا إلى آيات. وقد قسم اليهود-قبل عصر
التلمود-العهد القديم إلى أقسام معتدلة الطول، للقراءة فى المجامع. ثم بعد ذلك
قسموه إلى ما يشبه الآيات. أما التقسيم الحالى، فقد قام به الربى ناثان فى القرن
الخامس عشر، وانتقل هذا التقسيم إلى الكنائس المسيحية على يد الراهب
باجنيوس(Paginius) ، الذى استخدمه فى الكتاب المقدس فى اللغة اللاتينية فى
عام1528م. والأرجح هو أن ستيفن لانجتون(Stephen Langton) ، رئيس أساقفة
كنتربرى(حوالى 1228م.) هو الذى قسمه إلى الأصحاحات المستخدمة حالياً. وقد ظهر تقسيم
العهد الجديد إلى آيات فى النسخة اليونانية التى نشرها روبرت ستيفن(Robert Stephen)
أحد أصحاب المطابع فى باريس فى سنة 1551 م . وفى سنة 1555م. قام بنشر نسخة من
الفولجاتا اللاتينية بها التقسيم المستخدم حالياًإ لى أصحاحات وآيات . وكانت أول
طبعة إنجليزية تنشر بهذا التقسيم هى طبعة جنيف فى1560م.
خامساً رسالة الكتاب المقدس:
مع أن الكتاب المقدس كتب على مدى طويل من الزمن، أكثر من 1.500 سنة،
كما سبق القول، وكتبه رجال من مختلف طبقات المجتمع، يبلغ عددهم نحو أربعين كاتباً،
منهم الملوك والقادة والكهنة والساسة والأنبياء والرعاة وجباة الضرائب والصيادون
وغيرهم. إلا أنه يتميز بوحدة عجيبة فى الفكر والهدف. فجميع الأسفار تتفق فيما تعلنه عن:
(1) مصدرها الإلهى، فقد كتبها : "رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس "(2بط21:1).
(2) حالة الإنسان الساقط وحاجته للخلاص، وعدم قدرته على خلاص نفسه، وتدبير الله لخلاص الإنسان بذبيحة الرب يسوع المسيح الكفارية .
(3) عهد الله مع إبراهيم ونسله، وتأكيده لإسحق ويعقوب، وموسى وداود وكيف امتد، فى العهد الجديد، إلى كل من يؤمن به(مت28:26،عب6:8-13).
(4) رموز لها ما يقابلها ، فكل رموز العهد القديم من ذبائح وطقوس وأعياد ، قد تحققت فى الرب يسوع المسيح وما عمله على الصليب
.
(5) نبوات محددة عن مجي المسيا - الرب يسوع المسيح - وموته الكفّارى ، وكذلك عن مجيئه ثانية ليقيم ملكوته
المسيحية بأنها موحى بها من الله، إعلاناًعن نفسه وعن مقاصده من نحو البشر.
ويقول دانيال:فهمت من الكتب(دانيال2:9) فى إشارة إلى الأسفار النبوية فى العهد
القديم التى كانت متاحة له. وكثيراًما يشار فى العهد الجديد إلى أسفار العهد القديم
بنفس هذا الاسماء لكتب(مت42:21 ،29:22،لو32:24 ،يو39:5). والمكتوب(مرقس10:12)،
والكتاب(أع32:8 ،غل22:3 ،2تى16:3) والكتب المقدسة(رو2:1 ،2تى15:3).
كما تذكر مجموعة أسفار العهد القديم، فى العهد الجديد تحت أسماء أخرى مثلا الناموس(مت18:5
،لو17:16 ،يو 12 : 34)، وموسى والأنبياء(لو29:16 ،انظر أيضاًلو27:24)، والناموس
والأنبياء(مت4:22 ،لو26:16). وبتفصيل أكثر: ناموس موسى والأنبياء والمزامير(لو44:24 ).
أولا - لغاته :
(أ) كُتب العهد القديم باللغة العبرية، فيما عدا بعض
أجزاء قليلة كتبت بالأرامية و اليونانية(عز8:4 -18:6
،12:7-26،إرميا11:10،دانيال4:2-28:7). وكانت اللغة العبرية القديمة تنقصها حروف
اللين والحركات التى أدخلت إليها بمعرفة علماء اليهود (الماسوريين) فى القرن السادس
بعد الميلاد، على أساس النطق القديم المتواتر.
وقد تمت ترجمة النص العبرى إلى
اليونانية بالاسكندرية، فيما بين 280-150ق.م. وهى الترجمة المشهورة باسم الترجمة
السبعينية(أنظر الترجمة السبعينية). وفى الكثير من الحالات، تذكر الاقتباسات من
العهد القديم فى العهد الجديد نقلاًعن النص اليونانى رأساً.
(ب) العهد الجديد: كتب العهد الجديد باللغة اليونانية. و كان اكتشاف الكثير من أوراق البردي
المكتوبة باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى-koine ،
وهى اللغة التي كانت شائعة في
أزمنة العهد الجديد) قد أوضح الفروق بين يونانية العهد الجديد واليونانية
الكلاسيكية.فالعهد الجديد كتب أصلا باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى)في القرن
الأول الميلادي، مثلما استخدم مارتن لوثر اللغة الألمانية الدارجة في زمانه في
ترجمته للكتاب المقدس إلى الألمانية.
ثانيا-محتواه وأبعاده:
يحتوي الكتاب المقدس على ثلاثة و سبعون سفراًمنها ستة و اربعون سفراًفي العهد القديم ، و سبعة
وعشرون سفرا في العهد الجديد.
(أ) العهد القديم: وأسفار العهد القديم الستة و
الأربعون منها تسعة وثلاثون هي الأسفار التى جمعها عزرا الكاتب والسبع الأسفار
الباقية جمعت بعده ، و لقد جمع الستة و الأربعون سفرا في كتاب واحد و ترجم الي
اللغة اليونانية سنة 280 ق.م و هى التى تعرف بالترجمة السبعينية و هذه الترجمة لها
شأن كبير فى العهد الجديد ، فمنها اقتبس الرب يسوع و كتبة العهد الجديد النصوص التى
احتاجوا اليها عند الاستشهاد بآيات من العهد القديم ، و لم يشر السيد المسيح أو
تلاميذه الى خطأ فى هذه الترجمة ، أو الى نقص أو زيادة فى عدد أسفارها .
أما عند اليهود، فهم يعتبرون أسفار العهد القديم تسعة و ثلاثون سفرا مقسمة على أربعة
وعشرين سفرا هكذا : اسفار موسى الخمسة، ويشوع و القضاه و راعوث ،و سفري صموئيل
الأول والثاني، وسفري الملوك الأول والثاني، وسفري الأخبار الأول والثاني، وسفري
عزرا ونحميا، كلا منهما سفراًواحداً.كما يعتبرون أسفار الأنبياء الصغار الأثني عشر
سفراًواحداًوالاسفار الشعرية سفرا واحدا باسم المزامير، والانبياء الكبار كل منهم
سفرا واحدا . ويذكر يوسيفوس أنه لا يوجد في العهد القديم (الكتاب المقدس عند
اليهود)سوى اثنين وعشرين سفرا على عدد حروف الأبجدية العبرية ، و ذلك لأنه ضم راعوث
إلى سفر القضاة ، و مراثي أرميا إلى سفر أرميا ، و بذلك يصبح عددها اثنين وعشرين.
و تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية وبعض الكنائس التقليدية الأخرى، أن أسفار العهد
القديم هى التوراه السبعينية متضمنة الأسفار التى حذفها البروتستانت( واطلقوا عليها
الأبوكريفة)، وهي: طوبيا ، يهوديت ، الحكمة ، حكمة يشوع بن سيراخ ، باروخ و رسالة
أرميا ، والمكابين الأول والثاني،وبعض إضافات لسفرى أستير ودانيال (أنظرأبوكريفا -
الاسفار القانونية الثانية). أما كنيسة انجلترا فمثلها مثل الكنيسة اللوثرية، تتبع
جيروم(فى الفولجاتا اللاتينية) فى اعتبار هذه الأسفار الأبوكريفية أسفاراًيمكن أن
تقرأ باعتبارها نماذج للسلوك فى الحياة، ولكن يجب ألا تكون أساساًلأى تعليم مسيحى.
ويضم الكتاب المقدس الأثيوبى أيضاًالسفرين الأبوكريفيين: أخنوخ الأول وسفر
اليوبيلات (انظر ابوكريفا - العهد القديم ).
وقد قسم اليهود العهد القديم إلى ثلاثة أقسام:
(1) الناموس، ويشمل الأسفار الخمسة التى كتبها موسى.
(2) الأنبياء،ويقسمونهم إلى: الأنبياء الأولين، وهى أسفار: يشوع والقضاة ، وصموئيل
والملوك . والأنبياء المتأخرين، وهى أسفار: أشعياء ، أرميا ، حزقيال ، وسفر الاثنى عشر نبياً.
(3) الكتابات، وتشمل باقي أسفار العهد القديم: المزامير والأمثال ،
وأيوب ، ونشيد الأنشاد ، و راعوث ، و المراثى ، والجامعة ، وأستير، ثم دانيال ،
ونحميا وعزرا ، وأخبار الأيام الأول والثانى .
وقد استخدم اليهود هذا الترتيب
فى التوراة العبرية، أما الترجمة السبعينية فقد أعادت ترتيب الأسفار فى تسلسل أقرب
للتتابع الزمنى، حيث قسمت العهد القديم إلى خمسة أقسام :
(1) الشريعة: أى أسفار موسى الخمسة ؛
(2) الأسفار التاريخية وهى: يشوع و القضاة. وراعوث وصموئيل الأول
والثانى، وملوك الأول والثانى، وأخبار الأيام الأول والثانى، وعزرا ونحميا، ثم أستير.
(3) أسفار الحكمة والشعر وهى: أيوب، والمزامير، والأمثال، والجامعة، ونشيد الأنشاد.
(4) الأسفار النبوية وهى: إشعياء، إرميا، المراثى، حزقيال،
دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ،
زكريا ، وملاخى. ويسمى أشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال،الأنبياء الكبار، أما الاثنا
عشر سفراًالأخرى فتسمىالأنبياء الصغار. وهو نفس الترتيب الذى اتبعته الكنيسة المسيحية.
(5)الاسفار القانونية الثانية وهى : طوبيا ، يهوديت ، تتمة استير ،
الحكمة ، يشوع بن سيراخ ، باروخ و رسالة ارميا ، تتمة دانيال ، المكابين الاول و الثانى .
(ب) العهد الجديد: يتكون العهد الجديد من سبعة وعشرين سفراً، تنقسم
بدورها إلى أربعة أقسام:
(1) الأناجيل وهى: متى، مرقس، ولوقا، ويوحنا .
(2) تاريخ نشأة الكنيسة وهو سفر أعمال الرسل .
(3) الرسائل، وتقسم أحياناًإلى ثلاثة أقسام فرعية هى:
*رسائل كنائسية وهى: رومية، وكورنثوس الأولى والثانية، وغلاطية،
وأفسس، وفيلبى، وكولوسى، وتسالونيكى الأولى والثانية.
**رسائل رعوية، وهى:
تيموثاوس الأولى والثانية ، وتيطس، ورسالة شخصية هى: فليمون.
***رسائل جامعة(أو عامة) وهى: العبرانييون، ويعقوب، وبطرس الأولى والثانية، ويوحنا الأولى والثانية والثالثة، ويهوذا.
****نبوة هى سفر الرؤيا.
ثالثاً النص الكتابى :
كتبت أسفار الكتاب المقدس على مدى أكثر من 1.500 سنة. فقد كتب موسى الأسفار الخمسة
الأولى فى نحو1400 ق.م. وكتب سفر الرؤيا فى نحو90 بعد الميلاد. وعلى الرغم من حقيقة
أن المخطوطات الأصلية، غير موجودة الآن، ولا توجد سوى نسخ منقولة عن الأصل، ظلت
تنسخ بخط اليد إلى زمن اختراع الطباعة، فإن النصوص الكتابية مازالت محفوظة بصورة
مذهلة. فقد روجع العهد القديم العبرى على الترجمة السبعينية، وعلى المخطوطات
العبرية التى اكتشفت حديثاًفى المعبد اليهودى بالقاهرة، وفى كهوف وادى قمران
(المعروفة بمخطوطات البحر الميت- أنظرالبحر الميت) والتى يرجع تاريخها إلى زمن
الترجمة السبعينية. كما أن وجود أكثر من خمسة آلاف مخطوطة للعهد الجديد باليونانية،
ترجع إلى الفترة من125 م. إلى زمن اختراع الطباعة، يعتبر ثروة من المراجع التى تشهد
بسلامة نصوص الكتاب المقدس، ويضاف إلى ذلك الترجمات القديمة مثل اللاتينية القديمة
والسريانية التى ترجع إلى150 م. والقبطية وغيرها، والفولجاتا اللاتينية التى قام
بها القديس جيروم(342-420 م).
رابعا-التقسيم إلى إصحاحات وآيات:
لم تكن أسفار الكتاب المقدس أصلاًمقسمة إلى أصحاحات ولا إلى آيات. وقد قسم اليهود-قبل عصر
التلمود-العهد القديم إلى أقسام معتدلة الطول، للقراءة فى المجامع. ثم بعد ذلك
قسموه إلى ما يشبه الآيات. أما التقسيم الحالى، فقد قام به الربى ناثان فى القرن
الخامس عشر، وانتقل هذا التقسيم إلى الكنائس المسيحية على يد الراهب
باجنيوس(Paginius) ، الذى استخدمه فى الكتاب المقدس فى اللغة اللاتينية فى
عام1528م. والأرجح هو أن ستيفن لانجتون(Stephen Langton) ، رئيس أساقفة
كنتربرى(حوالى 1228م.) هو الذى قسمه إلى الأصحاحات المستخدمة حالياً. وقد ظهر تقسيم
العهد الجديد إلى آيات فى النسخة اليونانية التى نشرها روبرت ستيفن(Robert Stephen)
أحد أصحاب المطابع فى باريس فى سنة 1551 م . وفى سنة 1555م. قام بنشر نسخة من
الفولجاتا اللاتينية بها التقسيم المستخدم حالياًإ لى أصحاحات وآيات . وكانت أول
طبعة إنجليزية تنشر بهذا التقسيم هى طبعة جنيف فى1560م.
خامساً رسالة الكتاب المقدس:
مع أن الكتاب المقدس كتب على مدى طويل من الزمن، أكثر من 1.500 سنة،
كما سبق القول، وكتبه رجال من مختلف طبقات المجتمع، يبلغ عددهم نحو أربعين كاتباً،
منهم الملوك والقادة والكهنة والساسة والأنبياء والرعاة وجباة الضرائب والصيادون
وغيرهم. إلا أنه يتميز بوحدة عجيبة فى الفكر والهدف. فجميع الأسفار تتفق فيما تعلنه عن:
(1) مصدرها الإلهى، فقد كتبها : "رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس "(2بط21:1).
(2) حالة الإنسان الساقط وحاجته للخلاص، وعدم قدرته على خلاص نفسه، وتدبير الله لخلاص الإنسان بذبيحة الرب يسوع المسيح الكفارية .
(3) عهد الله مع إبراهيم ونسله، وتأكيده لإسحق ويعقوب، وموسى وداود وكيف امتد، فى العهد الجديد، إلى كل من يؤمن به(مت28:26،عب6:8-13).
(4) رموز لها ما يقابلها ، فكل رموز العهد القديم من ذبائح وطقوس وأعياد ، قد تحققت فى الرب يسوع المسيح وما عمله على الصليب
.
(5) نبوات محددة عن مجي المسيا - الرب يسوع المسيح - وموته الكفّارى ، وكذلك عن مجيئه ثانية ليقيم ملكوته