كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية، وأهم مبادئنا في الأحوال الشخصية
البابا شنودة الثالث
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم والغائة في المسيحية :
تطور الامور وزوال اسباب تعدد الزوجات
إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد اللة منذ البدء،
بل انه وضع للبشرية شريعة الزوجة الواحدة ورأي أنه حسن.
ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم اليه،
وتسامح في هذا المر محاولاً آن يوجه أفكارهم في أتجاه روحي.
فسار هذا الأمر فتره من الزمن،
ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم اوغسطينوس " كان
الآباء يستطيعون أن يضبطوا انفسهم لكنهم – لأجل الأنجاب وليس لمرض الشهوة –
إتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون..
لم يستعملوا نساءهم أطلاقاً للحبل".
وقال عنهم ايضاً " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية اكثر من حاجة أنجاب البنين".
امام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي،
وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالاً رديئاً.
وكما قال العلامة ترتليانوس
في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات اسئ استعمالها".
ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهه أخري وسجدوا للاصنام.
لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل.
واورشليم ذاتها أنهدم سورها واحرقت أبوابها والذين نجوا
من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبين وبناء السور أورشليم،
ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتي قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير.
حين يصومون لا أسمع صراخهم،
وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم"
(ارمياء
14: 11، 12).
وبالفعل اسلمهم الله فعلاً لليونان فحكمهم الاسكندر الاكبر وخلفائه البطالمه،
ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين"
فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائديه من نبوات ورموز وتقاليد
وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار،
واصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله،
ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هى الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتى من سبط يهوذا،
وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر.
ثم عرفوا أيضاً أنه سيأتى من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات،
وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء.
وهكذا زال هذا السبب أيضاً كما زال سابقه .
و هكذا يقول القديس اوغسطينوس فى كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية،
التى تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر،
عابدة بأصوام و صلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء،
و لذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيراً، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدت فى تاريخ شعب الله،
وهى البتولية . فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين،
مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم،
وأخيرا يوحنا المعمدان الذى عمد السيد المسيح.
و لم يعد عدم الانجاب عارا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء فى الترمل.
والشعب اليهودى نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات،
إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر فى الفترة التى سبقت ولادة المسيح.
" وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف".
وهكذا فى مجئ المسيحية،
كان الجو معدا من كل ناحية،
ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات،
الذى كان كسرا
للنظام الذى وضعه الله منذ البدء.
البابا شنودة الثالث
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم والغائة في المسيحية :
تطور الامور وزوال اسباب تعدد الزوجات
إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد اللة منذ البدء،
بل انه وضع للبشرية شريعة الزوجة الواحدة ورأي أنه حسن.
ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم اليه،
وتسامح في هذا المر محاولاً آن يوجه أفكارهم في أتجاه روحي.
فسار هذا الأمر فتره من الزمن،
ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم اوغسطينوس " كان
الآباء يستطيعون أن يضبطوا انفسهم لكنهم – لأجل الأنجاب وليس لمرض الشهوة –
إتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون..
لم يستعملوا نساءهم أطلاقاً للحبل".
وقال عنهم ايضاً " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية اكثر من حاجة أنجاب البنين".
امام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي،
وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالاً رديئاً.
وكما قال العلامة ترتليانوس
في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات اسئ استعمالها".
ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهه أخري وسجدوا للاصنام.
لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل.
واورشليم ذاتها أنهدم سورها واحرقت أبوابها والذين نجوا
من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبين وبناء السور أورشليم،
ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتي قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير.
حين يصومون لا أسمع صراخهم،
وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم"
(ارمياء
14: 11، 12).
وبالفعل اسلمهم الله فعلاً لليونان فحكمهم الاسكندر الاكبر وخلفائه البطالمه،
ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين"
فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائديه من نبوات ورموز وتقاليد
وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار،
واصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله،
ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هى الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتى من سبط يهوذا،
وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر.
ثم عرفوا أيضاً أنه سيأتى من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات،
وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء.
وهكذا زال هذا السبب أيضاً كما زال سابقه .
و هكذا يقول القديس اوغسطينوس فى كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية،
التى تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر،
عابدة بأصوام و صلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء،
و لذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيراً، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدت فى تاريخ شعب الله،
وهى البتولية . فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين،
مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم،
وأخيرا يوحنا المعمدان الذى عمد السيد المسيح.
و لم يعد عدم الانجاب عارا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء فى الترمل.
والشعب اليهودى نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات،
إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر فى الفترة التى سبقت ولادة المسيح.
" وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف".
وهكذا فى مجئ المسيحية،
كان الجو معدا من كل ناحية،
ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات،
الذى كان كسرا
للنظام الذى وضعه الله منذ البدء.