المسيح سمي الأمين .
- إن تسمية الأمين اطلقت على الله وحده في العهد القديم وهي لا تحق لغيره
لأنه وحده الأمين. ففي سفر المزامير يقول الكتاب المقدس في :
-
مزمور 89 : 37 ( مثل القمر يثبت الى الدهر
والشاهد في السماء أمين ) أما في العهد الجديد فنراها أيضا أطلقت على الرب يسوع
وبواسطة أشخاص يهود يعرفون تماما العهد القديم ففي سفر الرؤيا يقول يوحنا :
-
رؤيا 1 : 5 ( ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين
البكر من الأموات ) .أي أول من قام من الأموات . وفي الإصحاح 19 أيضا يقول الرسول
يوحنا ما أراه الرب يسوع في السماء :
-
رؤيا 19 : 11 ( ثم رأيت السماء مفتوحة واذا
فرس ابيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب ... ومو متسربل بثوب
مغموس بدم ويدعى كلمة الله ) .مغموس بدم دلالة على عملية الفداء على الصليب
. إن هذه الأسماء السابق ذكرها التي اطلقت على المسيح قالها رجال يهود
يعلمون الكتاب المقدس ( العهد القديم ) جيدا ويؤمنون بوحدانية الله , وآمنوا أن
يسوع هذا هو المسيح المخلص الآتي الى العالم أي الله المتجسد , التي تكلمت عنه
النبوآت في الكتاب المقدس .
3- الصفات المنسوبة للمسيح والتي تنسب فقط الى الله .
المسيح له وجود ذاتي مستقل :
فيقول عنه
الإنجيل في يوحنا 1 : 3 ( كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت
الحياة والحياة كانت نور الناس ) .وفي الإصحاح 5 من نفس السفر :
-
يوحنا 5 : 26 ( لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته
كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته ). وفي
-
يوحنا 6 : 33 قال المسيح عن نفسه ( لأن خبز
الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ) فالذي يهب الحياة للعالم هو مالك
هذه الحياة وله سلطان عليها وهو موجود قبلها وخالقها لكي يعطيها للعالم. وفي :
-
يوحنا 6 : 54 قال عن نفسه ( من يأكل
جسدي ويشرب دمي " بشكل رمزي طبعا" فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم
الأخير ) ومن يستطيع أن يعطي حياة في اليوم الأخير إلا الذي له حياة في ذاته . وفي
الرسالة الأولى التي كتبها نفس الرسول يوحنا اليهودي الأصل :
-
1 يوحنا 5 : 11 ( وهذه هي الشهادة أن الله
أعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه , من له الابن فله حياة ومن ليس له ابن
الله فليست له حياة ) . وفي أعمال الرسل 3 عندما رأى المسيح بعد قيامته من الأموات
وعلّم أنه ليس نبي أو رسول عادي وأنه نفذ كلامه حين قال لليهود في يوحنا 2 (
انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه ) وأيضا في يوحنا 10 :17 حين قال لليهود (
لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي
سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا ) حين رأى بطرس أنه فعلا نفذ ما قاله وقام
قال لليهود المتجمهرين في العيد في أورشليم في :
-
أعمال 3 : 15 ( ورئيس الحياة قتلتموه الذي
أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك ) فهذا اليهودي الأصل الذي يعرف تماما أن
صفة رئيس الحياة هي لله لأنه واهب الحياة للعالم قال أن يسوع هو رئيس الحياة لأنه
فهم أن ليسوع نفس سلطان الله الآب في الحياة . فهذه الآيات تتكلم أن للمسيح حياة
في ذاته ووجود ذاتي مستقل .
المسيح أزلي أبدي .
-
ففي أول آية من انجيل يوحنا يقول الكتاب ( في
البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) وهنا يتكلم عن شخص وليس
عن كلمة لأنه يقول كان الكلمة وليس كانت الكلمة والمسيح معروف أته كلمة الله
الأزلية , وكلمة الله موجودة منذ وجود الله الأزلي. وفي حديثه مع اليهود قال لهم
في نفس الإنجيل :
-
يوحنا 8 : 56 ( أبوكم ابراهيم تهلل بأن
يرى يومي فرأى وفرح , فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت ابراهيم قال لهم
يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن ) من يستطيع أن يصرح هكذا
تصريح إذا لم يكن حقيقة . والخليقة كلها تشهد أن المسيح كان بارا ولم يخطىء
ولم يكذب . وفي رسالته الأولى كتب يوحنا ما شاهده وما عاينه بنفسه :
-
1 يوحنا 1 : 1 ( الذي كان من البدء الذي
سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة ) لأن
يوحنا عرف وفهم أن يسوع المسيح كان موجودا قبل أن يكون الخلق . وفي الرسالة الى
العبرانيين يفول كاتب السفر العبراني الذي يعرف العهد القديم جيدا :
-
عبرانيين 13 : 8 ( يسوع المسيح هو هو
أمسا واليوم والى الأبد ) أي أنه كان في الماضي في البدء وأنه موجودا معنا اليوم
وسيبقى الى الأبد وهو سيرجع ليأخذ كنيسته وهو شفيعها الآن وهو سيكون الديان العادل
في المستقبل أي أنه سيبقى الى الأبد . أما ما قيل عنه في العهد القديم والذي يتكلم
عن كونه أبديا :
-
أشعياء 9 : 6 ( لأنه يولد لنا ولد
ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا
رئيس السلام ) . وأيضا النبي ميخا في الإصحاح الخامس من سفره كتب يقول عن نفس
الموضوع :
-
ميخا 5 : 2 ( أما أنت يابيت لحم افراتة وأنت
صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه
منذ القدم منذ أيام الأزل ) . وإذا رجعنا الى العهد الجديد في انجيل متى في زمن
ولادة المسيح حين أتى مجوس من المشرق الى أورشليم يسألون أين هو المولود ملك
اليهود :
-
متى 2 : 3 ( فلما سمع الملك هيرودوس اضطرب
وجميع اورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح
فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يابيت لحم أرض يهوذا
لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل ) فنرى كيف أن
حتى أعداءه وكثير من الذين لم يؤمنوا به في البداية شهدوا على صحة هذا الكلام .
المسيح لايتغير : فهو
1-
كلي الوجود : فعندما كان يعلّم تلاميذه عن الصلاة قال لهم في :
-
متى 18 : 20 ( لأنه حيثما اجتمع اثنان
او ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) . فلو كان نبيا مخلوقا عاديا كغيره من
الأنبياء لما تجرأ وقال هذا الكلام أنه سيكون في اي مكان في العالم يجتمع في
مؤمنان باسمه وإنه سيستجيب طلباتهم . وفي آخر انجيل متى بعد قيامته ظهر المسيح
لتلاميذه وكلمهم بهذا :
-
متى 28 : 18 ( فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع
الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام
والى انقضاء الدهر ) . فلولم يكن المسيح فعلا كلي الوجود لما استطاع أن يقول أنه
سيكون مع المؤمنين على مر العصور منذ ساعة صعوده الى السماء الى ساعة مجيئه .
2-
المسيح كلي المعرفة : فبشهادة المسيح شخصيا عن نفسه في :
- متى 11 : 27 ( كل شيء دفع الي
من أبي وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن
ومن
أراد الابن أن يعلن له ) وعندما قدموا له مفلوجا مطروحا على فراش قال للمفلوج ثق
يابني مغفورة لك خطاياك ولكن كان هناك من اعترض على كلامه :
-
متى 9 : 3 ( واذا قوم من الفريسيين قالوا في
أنفسهم هذا يجدف فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ) وبسبب شر
قلوبهم كانوا يعترضون على كل عمل صالح حتى أنهم نسبوا هذه الأعمال التي يعملها الى
الشياطين ففي :
-
متى 12 : 22 يقول الإنجيل ( حينئذ
أحضروا اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى أن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر فبهت كل
الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن داود , اما الفريسيين فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج
الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع افكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة
على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت ) لكي يفهموا ان الشيطان
لا يمكن ان يخرج شيطانا من أحد . وأراد الفريسيون والهيروديسيون أن يصطادوه بكلمة
فأرسلوا يسألونه عن الجزية هل تعطى لقيصر أم لا :
-
مرقس 12 : 14 ( فلما جاؤا قالوا له يامعلم
نعلم أنك صادق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر لوجوه الناس بل بالحق تعلم طريق الله,
أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا نعطي أم لا نعطي فعلم رياءهم وقال لهم لماذا
تجربونني ... أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله فتعجبوا منه ) . فالرياء هو أن
الإنسان يقول غير ما في قلبه, ومعرفة القلوب من صفاة الله وحده وهو وحده الذي
لاينظر الى الوجوه . وفي انجيل يوحنا يقول عنه الكتاب :
-
يوحنا 2 : 23 ( ولما كان في أورشليم في عيد
الفصح آمن كثيرون باسمه اذ رأوا الآيات التي صنع لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه
لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجا ان يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان
في الأنسان ) لأنه من هؤلاء الناس من قال للوالي الروماني أصلبه أصلبه . وفي يوحنا
6 عندما طلب منه اليهود أن يصنع لهم آية لكي يؤمنوا به لأن موسى أنزل لآبائهم المن
من السماء فقال لهم يسوع أنه هو الخبز الحقيقي النازل من السماء والذي ياكله لا
يموت . من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير :
-
يوحنا 6 : 60 ( فقال كثيرون من تلاميذه إذ
سمعوا أن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه
يتذمرون على هذا فقال لهم أهذا يعثركم فإن رأيتم ابن الأنسان صاعدا الى حيث كان
أولا الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا ينفع شيئا الكلام الذي أكلمكم به هو روح
وحياة ولكن منكم قوم لا يؤمنون. لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون به
ومن هو الذي يسلمه ) أي ان هذا الكلام روحي فعملية أكل جسد المسيح وشرب دمه هي
روحية بحتة ورمزية دلالة لكسر جسده وهرق دمه على الصليب لفداء البشر الذين يقبلونه
مخلصا لهم . وفي سفر الرؤيا عندما طلب المسيح من يوحنا أن يكتب الى الكنائس السبعة
في آسيا الصغرى والتي ترمز الى الكنيسة على مر العصور الى أن يجيء ثانية :
-
رؤيا 2 : 1 ( اكتب الى ملاك كنيسة أفسس هذا
يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المناير الذهبية أنا
عارف أعمالك وتعبك وصبرك ... ) وكررها له عن الكنائس الأخرى في رؤيا 2
: 9 و13 و 19 و 3 : 1 و8 و 15 وفي رؤيا 2 : 22 قال له أن يكتب .. فستعرف
جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله )
وهذه من صفاة وأعمال الله .
3- المسيح كلي القدرة : ففي يوحنا 5 عندما اعترض
اليهود عليه وأرادوا أن يقتلوه لأنه جعل نفسه معادلا لله قال لهم يسوع :
- يوحنا 5 :
19 ( الحق الحق أقول لكم لا يقدر الإبن أن يعمل شيئا من نفسه إلا ما ينظر الآب
يعمل لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك لأن الآب يحب الإبن ويريه جميع ما هو
يعمله وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم لأنه كما أن الآب يقيم الأموات
ويحي كذلك الإبن أيضا يحي من يشاء ) والإنجيل يذكر الكثير من العجائب الي عملها
المسيح بقدرته الذاتية نذكر منها سلطانه على الطبيعة عندما كان مع التلاميذ في
السفينة وكان نائما وهاج البحر :
- متى 8 : 25
( فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلبن ياسيد نجنا فإننا نهلك فقال لهم ما بالكم خائفين
با قليلي الإيمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم فتعجب الناس قائلين
أي انسان هذا فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه ) وأيضا سلطانه على الأرواح
الشريرة مع مجنون كورة الجدريين :
- لوقا 8 :
26 ( وساروا الى كورة الجدريين التي مقابل الجليل ولما خرج الى الأرض استقبله
رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت
بل في القبور فلما رأى يسوع صرخ وخر له وقال بصوت عظيم مالي ولك يا يسوع ابن الله
العلي اطلب منك أن لاتعذبني لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الانسان لأنه منذ
زمان كثير كان يخطفه ... وطلب أن لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية وكان هناك قطيع
خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا اليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم ) وفي
لوقا 4 عندما دخل مدينة كفرناحوم وكان يعلّم في السبت في المجمع
- لوقا 4 :
33 ( وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه مالنا ولك
يايسوع الناصري أتيت لتهلكنا انا أعرفك من انت قدوس الله فانتهرهه يسوع قائلا اخرس
واخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا فوقعة دهشة على الجميع
وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين ماهذه الكلمة لأنه بسلطان وقوة يامر الأرواح
النجسة فتخرج ) وعندما شفى حماة بطرس في بيته قدموا إليه كثيرين من المرضى
فشفاهم :
- لوقا 4 : 41 (
وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول انت المسيح ابن الله فانتهرهم
ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح ) . وأيضا في الرسائل يتكلم عن قدرة
الرب يسوع ففي
- فيلبي 3 :
20 يقول الرسول بولس بوحي الروح القدس ( فان سيرتنا نحن هي في السماويات
التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على
صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء ) وأيضا في رسالته الى أهل
كولوسي يقول الرسول بولس :
- كولوسي 2 : 9 (
فإنه فيه يحل كل ملىء اللاهوت جسديا وأنتم مملوؤون فيه الذي هو رأس كل رياسة
وسلطان ) . وفي سفر الرؤيا يتكلم المسيح عن نفسه وقدرته وسلطانه :
- رؤيا 22 :
12 ( وها أنا آتي سريعا واجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله ) من من الأنبياء
استطاع أو تجرأ أن يقول سأجازي احد كما يكون عمله ؟.
4-
المسيح كلي الكمال : نحن كبشر نتطلع لأن نصير كاملين كما قال المسيح كونوا كاملين كما
أن اباكم السماوي كامل لكن صفة الكمال المعرفة بأل التعريف تنطبق فقط على المسيح لأنه
وبشهادة أعداءه لم يفعل خطية ولا وجد فيه غش وجميع البشر بدون استثناء أخطأوا حتى
الشياطين تشهد على ذلك وهو نفسه قال ( رئيس هذا العالم ( ويقصد الشيطان ) يأتي
وليس له في شيء ) . وكاتب سفر العبرانيين
فيقول في الإصحاح 5
- عبرانيين 5
: 8 ( مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به وإذ كمّل صار لجميع الذين يطيعونه سبب
خلاص أبدي ) من من الأنبياء يقدر أن يقول انه سبب خلاص ابدي للبشر؟ أو من من
أنبياء الله قال عن احد غير المسيح انه سبب خلاص للبشر ؟ والرسول بولس الذي
يعرف معنى هذه الكلمة في العهد القديم كتب يقول في رسالته الى اهل كورونثوس :
- 1 كورونثوس 13 : 9 ( لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ
بعض التنبؤ ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو
بعض ) والموعود بمجيئه هو الرب يسوع المسيح .
المسيح هو الحق :
ففي بداية انجيل يوحنا يقول الرسول :
-
يوحنا 1 : 17 ( لأن الناموس بموسى اعطي اما
النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ) وعندما كان يعلم يقول الانجيل في
-
يوحنا 8 : 30 ( وبينما هويتكلم بهذا آمن به
كثيرون فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به انكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون
تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم ) وبالعدد 36 قال لهم فان حرركم الإبن
فبالحقيقة تكونون احرارا ). وأثناء العشاء الأخير قبيل ان يسلم للصلب قال للتلاميذ
انه ذاهب الى الآب ليعد لهم ولكل مؤمن مكان في السماء , فقال له توما انه لا يعرف
الى اين بذهب ولا يعرف الطريق فقال له يسوع ما لم ولن يستطع احد لا نبي ورسول ولا
مرسل ان يقولها عن نفسه :
-
يوحنا 14 : 6 ( أنا هو الطريق والحق والحياة
ليس احد يأتي الى الآب إلا بي ) . ويوحنا نفسه كاتب الانجيل كتب في رسالته الأولى :
-
1 يوحنا 5 : 20 ( ونعلم ان ابن الله قد
جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق
والحياة الابدية ) . وفي سفر الرؤيا عندما طلب يسوع من يوحنا ان يكتب الى الكنائس
السيعة قال له عن نفسه في :
-
رؤيا 3 : 7 ( واكتب الى ملاك الكنيسة التي في
فيلادلفيا هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح بيت داود الذي يفتح ولا احد يغلق
ويغلق ولا احد يفتح ) وهذه من اعمال الله كما قال ايوب في
-
ايوب 12 : 14 ( هوذا يهدم ولا احد يبني يغلق
على انسان فلا يفتح ) . والنبي اشعياء تنبأ عن المسيح في
-
اشعياء 22 : 22 ( وأجعل مفتاح بيت داود
على كتفه فيفتح وليس من يغلق ويغلق وليس من يفتح ).
المسيح هو المحبة :
فبالمسيح وحده تجسدت هذه الكلمة فلا يستطيع احد في العالم ان يقول
انه احب اكثر من المسيح او انه مارس المحبة في حياته اكثر من المسيح فهو علّم عنها
ومارسها كما كل تعاليمه حين قال للتلاميذ في يوحنا 13 34 ( وصية جديدة انا اعطيكم
ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون بعضكم بعضا بهذا يعرف الجميع انكم
تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض ) وهو قال احبوا اعداءكم وهو نفسه احبهم وغفر
لهم . فلوقا الذي كتب انجيل لوقا كتب ايضا سفر اعمال الرسل, ففي بداية السفر قال:
أعمال 1 : 1 ( الكلام الاول انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم
به ) فيسوع لم يعلم نظريات لا تطبق فيقول عنه الانجيل في :
-
يوحنا 13 : 1 ( أما يسوع قبل عيد الفصح
وهوعالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الآب اذ كان قد أحب خاصته
الذين في العالم أحبهم الى المنتهى ) وفي نفس الانجيل في :
-
يوحنا 15 : 13 قال عن المحبة اعظم تعبير يمكن
ان يوصف ( ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احباءه ) يمكن ان
نتأثر ونقول فعلا هذا صحيح يمكن للأهل ان يضعوا نفوسهم لأجل أولادهم لكن ان
يضع احد نفسه من اجل اعداءه ؟ وهذا ماعمله يسوع فهذه قمة المحبة المضحية . والرسول
بولس شرح طبيعة هذه المحبة الإلهية في رسالته الى اهل رومية حين قال أن محبة الله
قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا
-
رومية 5 : 6 ( لان المسيح اذ كنا بعد
ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار فانه بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل
الصالح يجسر احد ايضا ان يموت ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات
المسيح لاجلنا ) ما اعظمها محبة اذ قبل المسيح البار ان يكون البديل عن الخطاة مع
انه لم يفعل خطية . ويوحنا في رسالته الاولى كتب للمؤمنين كيف يجب ان تكون المحبة
العملية :
-
1 يوحنا 3 : 16 ( بهذا قد عرفنا المحبة ان
ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي أن نضع نفوسنا لاجل الاخوة ) والمحبة هي المقياس
الحقيقي للتعليم الالهي أي اذا كان التعليم الذي نسمعه هو من الله ام لا, فبنفس
الرسالة كتب يوحنا يقول :
-
1 يوحنا 4 : 6 ( نحن من الله فمن يعرف الله
يسمع لنا ومن ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال ايها
الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف
الله ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة بهذا أظهرت محبة الله فينا ان الله
ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به, في هذا هي المحبة ليس اننا نحن احببنا
الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا ) وبولس في رسالته الى اهل
افسس كتب يقول:
-
افسس 3 : 18 ( وأنتم متأصلون ومتأسسون في
المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو
وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله )
- إن تسمية الأمين اطلقت على الله وحده في العهد القديم وهي لا تحق لغيره
لأنه وحده الأمين. ففي سفر المزامير يقول الكتاب المقدس في :
-
مزمور 89 : 37 ( مثل القمر يثبت الى الدهر
والشاهد في السماء أمين ) أما في العهد الجديد فنراها أيضا أطلقت على الرب يسوع
وبواسطة أشخاص يهود يعرفون تماما العهد القديم ففي سفر الرؤيا يقول يوحنا :
-
رؤيا 1 : 5 ( ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين
البكر من الأموات ) .أي أول من قام من الأموات . وفي الإصحاح 19 أيضا يقول الرسول
يوحنا ما أراه الرب يسوع في السماء :
-
رؤيا 19 : 11 ( ثم رأيت السماء مفتوحة واذا
فرس ابيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب ... ومو متسربل بثوب
مغموس بدم ويدعى كلمة الله ) .مغموس بدم دلالة على عملية الفداء على الصليب
. إن هذه الأسماء السابق ذكرها التي اطلقت على المسيح قالها رجال يهود
يعلمون الكتاب المقدس ( العهد القديم ) جيدا ويؤمنون بوحدانية الله , وآمنوا أن
يسوع هذا هو المسيح المخلص الآتي الى العالم أي الله المتجسد , التي تكلمت عنه
النبوآت في الكتاب المقدس .
3- الصفات المنسوبة للمسيح والتي تنسب فقط الى الله .
المسيح له وجود ذاتي مستقل :
فيقول عنه
الإنجيل في يوحنا 1 : 3 ( كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت
الحياة والحياة كانت نور الناس ) .وفي الإصحاح 5 من نفس السفر :
-
يوحنا 5 : 26 ( لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته
كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته ). وفي
-
يوحنا 6 : 33 قال المسيح عن نفسه ( لأن خبز
الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ) فالذي يهب الحياة للعالم هو مالك
هذه الحياة وله سلطان عليها وهو موجود قبلها وخالقها لكي يعطيها للعالم. وفي :
-
يوحنا 6 : 54 قال عن نفسه ( من يأكل
جسدي ويشرب دمي " بشكل رمزي طبعا" فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم
الأخير ) ومن يستطيع أن يعطي حياة في اليوم الأخير إلا الذي له حياة في ذاته . وفي
الرسالة الأولى التي كتبها نفس الرسول يوحنا اليهودي الأصل :
-
1 يوحنا 5 : 11 ( وهذه هي الشهادة أن الله
أعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه , من له الابن فله حياة ومن ليس له ابن
الله فليست له حياة ) . وفي أعمال الرسل 3 عندما رأى المسيح بعد قيامته من الأموات
وعلّم أنه ليس نبي أو رسول عادي وأنه نفذ كلامه حين قال لليهود في يوحنا 2 (
انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه ) وأيضا في يوحنا 10 :17 حين قال لليهود (
لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي
سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا ) حين رأى بطرس أنه فعلا نفذ ما قاله وقام
قال لليهود المتجمهرين في العيد في أورشليم في :
-
أعمال 3 : 15 ( ورئيس الحياة قتلتموه الذي
أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك ) فهذا اليهودي الأصل الذي يعرف تماما أن
صفة رئيس الحياة هي لله لأنه واهب الحياة للعالم قال أن يسوع هو رئيس الحياة لأنه
فهم أن ليسوع نفس سلطان الله الآب في الحياة . فهذه الآيات تتكلم أن للمسيح حياة
في ذاته ووجود ذاتي مستقل .
المسيح أزلي أبدي .
-
ففي أول آية من انجيل يوحنا يقول الكتاب ( في
البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) وهنا يتكلم عن شخص وليس
عن كلمة لأنه يقول كان الكلمة وليس كانت الكلمة والمسيح معروف أته كلمة الله
الأزلية , وكلمة الله موجودة منذ وجود الله الأزلي. وفي حديثه مع اليهود قال لهم
في نفس الإنجيل :
-
يوحنا 8 : 56 ( أبوكم ابراهيم تهلل بأن
يرى يومي فرأى وفرح , فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت ابراهيم قال لهم
يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن ) من يستطيع أن يصرح هكذا
تصريح إذا لم يكن حقيقة . والخليقة كلها تشهد أن المسيح كان بارا ولم يخطىء
ولم يكذب . وفي رسالته الأولى كتب يوحنا ما شاهده وما عاينه بنفسه :
-
1 يوحنا 1 : 1 ( الذي كان من البدء الذي
سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة ) لأن
يوحنا عرف وفهم أن يسوع المسيح كان موجودا قبل أن يكون الخلق . وفي الرسالة الى
العبرانيين يفول كاتب السفر العبراني الذي يعرف العهد القديم جيدا :
-
عبرانيين 13 : 8 ( يسوع المسيح هو هو
أمسا واليوم والى الأبد ) أي أنه كان في الماضي في البدء وأنه موجودا معنا اليوم
وسيبقى الى الأبد وهو سيرجع ليأخذ كنيسته وهو شفيعها الآن وهو سيكون الديان العادل
في المستقبل أي أنه سيبقى الى الأبد . أما ما قيل عنه في العهد القديم والذي يتكلم
عن كونه أبديا :
-
أشعياء 9 : 6 ( لأنه يولد لنا ولد
ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا
رئيس السلام ) . وأيضا النبي ميخا في الإصحاح الخامس من سفره كتب يقول عن نفس
الموضوع :
-
ميخا 5 : 2 ( أما أنت يابيت لحم افراتة وأنت
صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه
منذ القدم منذ أيام الأزل ) . وإذا رجعنا الى العهد الجديد في انجيل متى في زمن
ولادة المسيح حين أتى مجوس من المشرق الى أورشليم يسألون أين هو المولود ملك
اليهود :
-
متى 2 : 3 ( فلما سمع الملك هيرودوس اضطرب
وجميع اورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح
فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يابيت لحم أرض يهوذا
لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل ) فنرى كيف أن
حتى أعداءه وكثير من الذين لم يؤمنوا به في البداية شهدوا على صحة هذا الكلام .
المسيح لايتغير : فهو
1-
كلي الوجود : فعندما كان يعلّم تلاميذه عن الصلاة قال لهم في :
-
متى 18 : 20 ( لأنه حيثما اجتمع اثنان
او ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) . فلو كان نبيا مخلوقا عاديا كغيره من
الأنبياء لما تجرأ وقال هذا الكلام أنه سيكون في اي مكان في العالم يجتمع في
مؤمنان باسمه وإنه سيستجيب طلباتهم . وفي آخر انجيل متى بعد قيامته ظهر المسيح
لتلاميذه وكلمهم بهذا :
-
متى 28 : 18 ( فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع
الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام
والى انقضاء الدهر ) . فلولم يكن المسيح فعلا كلي الوجود لما استطاع أن يقول أنه
سيكون مع المؤمنين على مر العصور منذ ساعة صعوده الى السماء الى ساعة مجيئه .
2-
المسيح كلي المعرفة : فبشهادة المسيح شخصيا عن نفسه في :
- متى 11 : 27 ( كل شيء دفع الي
من أبي وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن
ومن
أراد الابن أن يعلن له ) وعندما قدموا له مفلوجا مطروحا على فراش قال للمفلوج ثق
يابني مغفورة لك خطاياك ولكن كان هناك من اعترض على كلامه :
-
متى 9 : 3 ( واذا قوم من الفريسيين قالوا في
أنفسهم هذا يجدف فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ) وبسبب شر
قلوبهم كانوا يعترضون على كل عمل صالح حتى أنهم نسبوا هذه الأعمال التي يعملها الى
الشياطين ففي :
-
متى 12 : 22 يقول الإنجيل ( حينئذ
أحضروا اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى أن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر فبهت كل
الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن داود , اما الفريسيين فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج
الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع افكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة
على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت ) لكي يفهموا ان الشيطان
لا يمكن ان يخرج شيطانا من أحد . وأراد الفريسيون والهيروديسيون أن يصطادوه بكلمة
فأرسلوا يسألونه عن الجزية هل تعطى لقيصر أم لا :
-
مرقس 12 : 14 ( فلما جاؤا قالوا له يامعلم
نعلم أنك صادق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر لوجوه الناس بل بالحق تعلم طريق الله,
أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا نعطي أم لا نعطي فعلم رياءهم وقال لهم لماذا
تجربونني ... أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله فتعجبوا منه ) . فالرياء هو أن
الإنسان يقول غير ما في قلبه, ومعرفة القلوب من صفاة الله وحده وهو وحده الذي
لاينظر الى الوجوه . وفي انجيل يوحنا يقول عنه الكتاب :
-
يوحنا 2 : 23 ( ولما كان في أورشليم في عيد
الفصح آمن كثيرون باسمه اذ رأوا الآيات التي صنع لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه
لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجا ان يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان
في الأنسان ) لأنه من هؤلاء الناس من قال للوالي الروماني أصلبه أصلبه . وفي يوحنا
6 عندما طلب منه اليهود أن يصنع لهم آية لكي يؤمنوا به لأن موسى أنزل لآبائهم المن
من السماء فقال لهم يسوع أنه هو الخبز الحقيقي النازل من السماء والذي ياكله لا
يموت . من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير :
-
يوحنا 6 : 60 ( فقال كثيرون من تلاميذه إذ
سمعوا أن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه
يتذمرون على هذا فقال لهم أهذا يعثركم فإن رأيتم ابن الأنسان صاعدا الى حيث كان
أولا الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا ينفع شيئا الكلام الذي أكلمكم به هو روح
وحياة ولكن منكم قوم لا يؤمنون. لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون به
ومن هو الذي يسلمه ) أي ان هذا الكلام روحي فعملية أكل جسد المسيح وشرب دمه هي
روحية بحتة ورمزية دلالة لكسر جسده وهرق دمه على الصليب لفداء البشر الذين يقبلونه
مخلصا لهم . وفي سفر الرؤيا عندما طلب المسيح من يوحنا أن يكتب الى الكنائس السبعة
في آسيا الصغرى والتي ترمز الى الكنيسة على مر العصور الى أن يجيء ثانية :
-
رؤيا 2 : 1 ( اكتب الى ملاك كنيسة أفسس هذا
يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المناير الذهبية أنا
عارف أعمالك وتعبك وصبرك ... ) وكررها له عن الكنائس الأخرى في رؤيا 2
: 9 و13 و 19 و 3 : 1 و8 و 15 وفي رؤيا 2 : 22 قال له أن يكتب .. فستعرف
جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله )
وهذه من صفاة وأعمال الله .
3- المسيح كلي القدرة : ففي يوحنا 5 عندما اعترض
اليهود عليه وأرادوا أن يقتلوه لأنه جعل نفسه معادلا لله قال لهم يسوع :
- يوحنا 5 :
19 ( الحق الحق أقول لكم لا يقدر الإبن أن يعمل شيئا من نفسه إلا ما ينظر الآب
يعمل لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك لأن الآب يحب الإبن ويريه جميع ما هو
يعمله وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم لأنه كما أن الآب يقيم الأموات
ويحي كذلك الإبن أيضا يحي من يشاء ) والإنجيل يذكر الكثير من العجائب الي عملها
المسيح بقدرته الذاتية نذكر منها سلطانه على الطبيعة عندما كان مع التلاميذ في
السفينة وكان نائما وهاج البحر :
- متى 8 : 25
( فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلبن ياسيد نجنا فإننا نهلك فقال لهم ما بالكم خائفين
با قليلي الإيمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم فتعجب الناس قائلين
أي انسان هذا فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه ) وأيضا سلطانه على الأرواح
الشريرة مع مجنون كورة الجدريين :
- لوقا 8 :
26 ( وساروا الى كورة الجدريين التي مقابل الجليل ولما خرج الى الأرض استقبله
رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت
بل في القبور فلما رأى يسوع صرخ وخر له وقال بصوت عظيم مالي ولك يا يسوع ابن الله
العلي اطلب منك أن لاتعذبني لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الانسان لأنه منذ
زمان كثير كان يخطفه ... وطلب أن لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية وكان هناك قطيع
خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا اليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم ) وفي
لوقا 4 عندما دخل مدينة كفرناحوم وكان يعلّم في السبت في المجمع
- لوقا 4 :
33 ( وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه مالنا ولك
يايسوع الناصري أتيت لتهلكنا انا أعرفك من انت قدوس الله فانتهرهه يسوع قائلا اخرس
واخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا فوقعة دهشة على الجميع
وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين ماهذه الكلمة لأنه بسلطان وقوة يامر الأرواح
النجسة فتخرج ) وعندما شفى حماة بطرس في بيته قدموا إليه كثيرين من المرضى
فشفاهم :
- لوقا 4 : 41 (
وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول انت المسيح ابن الله فانتهرهم
ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح ) . وأيضا في الرسائل يتكلم عن قدرة
الرب يسوع ففي
- فيلبي 3 :
20 يقول الرسول بولس بوحي الروح القدس ( فان سيرتنا نحن هي في السماويات
التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على
صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء ) وأيضا في رسالته الى أهل
كولوسي يقول الرسول بولس :
- كولوسي 2 : 9 (
فإنه فيه يحل كل ملىء اللاهوت جسديا وأنتم مملوؤون فيه الذي هو رأس كل رياسة
وسلطان ) . وفي سفر الرؤيا يتكلم المسيح عن نفسه وقدرته وسلطانه :
- رؤيا 22 :
12 ( وها أنا آتي سريعا واجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله ) من من الأنبياء
استطاع أو تجرأ أن يقول سأجازي احد كما يكون عمله ؟.
4-
المسيح كلي الكمال : نحن كبشر نتطلع لأن نصير كاملين كما قال المسيح كونوا كاملين كما
أن اباكم السماوي كامل لكن صفة الكمال المعرفة بأل التعريف تنطبق فقط على المسيح لأنه
وبشهادة أعداءه لم يفعل خطية ولا وجد فيه غش وجميع البشر بدون استثناء أخطأوا حتى
الشياطين تشهد على ذلك وهو نفسه قال ( رئيس هذا العالم ( ويقصد الشيطان ) يأتي
وليس له في شيء ) . وكاتب سفر العبرانيين
فيقول في الإصحاح 5
- عبرانيين 5
: 8 ( مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به وإذ كمّل صار لجميع الذين يطيعونه سبب
خلاص أبدي ) من من الأنبياء يقدر أن يقول انه سبب خلاص ابدي للبشر؟ أو من من
أنبياء الله قال عن احد غير المسيح انه سبب خلاص للبشر ؟ والرسول بولس الذي
يعرف معنى هذه الكلمة في العهد القديم كتب يقول في رسالته الى اهل كورونثوس :
- 1 كورونثوس 13 : 9 ( لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ
بعض التنبؤ ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو
بعض ) والموعود بمجيئه هو الرب يسوع المسيح .
المسيح هو الحق :
ففي بداية انجيل يوحنا يقول الرسول :
-
يوحنا 1 : 17 ( لأن الناموس بموسى اعطي اما
النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ) وعندما كان يعلم يقول الانجيل في
-
يوحنا 8 : 30 ( وبينما هويتكلم بهذا آمن به
كثيرون فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به انكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون
تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم ) وبالعدد 36 قال لهم فان حرركم الإبن
فبالحقيقة تكونون احرارا ). وأثناء العشاء الأخير قبيل ان يسلم للصلب قال للتلاميذ
انه ذاهب الى الآب ليعد لهم ولكل مؤمن مكان في السماء , فقال له توما انه لا يعرف
الى اين بذهب ولا يعرف الطريق فقال له يسوع ما لم ولن يستطع احد لا نبي ورسول ولا
مرسل ان يقولها عن نفسه :
-
يوحنا 14 : 6 ( أنا هو الطريق والحق والحياة
ليس احد يأتي الى الآب إلا بي ) . ويوحنا نفسه كاتب الانجيل كتب في رسالته الأولى :
-
1 يوحنا 5 : 20 ( ونعلم ان ابن الله قد
جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق
والحياة الابدية ) . وفي سفر الرؤيا عندما طلب يسوع من يوحنا ان يكتب الى الكنائس
السيعة قال له عن نفسه في :
-
رؤيا 3 : 7 ( واكتب الى ملاك الكنيسة التي في
فيلادلفيا هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح بيت داود الذي يفتح ولا احد يغلق
ويغلق ولا احد يفتح ) وهذه من اعمال الله كما قال ايوب في
-
ايوب 12 : 14 ( هوذا يهدم ولا احد يبني يغلق
على انسان فلا يفتح ) . والنبي اشعياء تنبأ عن المسيح في
-
اشعياء 22 : 22 ( وأجعل مفتاح بيت داود
على كتفه فيفتح وليس من يغلق ويغلق وليس من يفتح ).
المسيح هو المحبة :
فبالمسيح وحده تجسدت هذه الكلمة فلا يستطيع احد في العالم ان يقول
انه احب اكثر من المسيح او انه مارس المحبة في حياته اكثر من المسيح فهو علّم عنها
ومارسها كما كل تعاليمه حين قال للتلاميذ في يوحنا 13 34 ( وصية جديدة انا اعطيكم
ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون بعضكم بعضا بهذا يعرف الجميع انكم
تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض ) وهو قال احبوا اعداءكم وهو نفسه احبهم وغفر
لهم . فلوقا الذي كتب انجيل لوقا كتب ايضا سفر اعمال الرسل, ففي بداية السفر قال:
أعمال 1 : 1 ( الكلام الاول انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم
به ) فيسوع لم يعلم نظريات لا تطبق فيقول عنه الانجيل في :
-
يوحنا 13 : 1 ( أما يسوع قبل عيد الفصح
وهوعالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الآب اذ كان قد أحب خاصته
الذين في العالم أحبهم الى المنتهى ) وفي نفس الانجيل في :
-
يوحنا 15 : 13 قال عن المحبة اعظم تعبير يمكن
ان يوصف ( ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احباءه ) يمكن ان
نتأثر ونقول فعلا هذا صحيح يمكن للأهل ان يضعوا نفوسهم لأجل أولادهم لكن ان
يضع احد نفسه من اجل اعداءه ؟ وهذا ماعمله يسوع فهذه قمة المحبة المضحية . والرسول
بولس شرح طبيعة هذه المحبة الإلهية في رسالته الى اهل رومية حين قال أن محبة الله
قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا
-
رومية 5 : 6 ( لان المسيح اذ كنا بعد
ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار فانه بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل
الصالح يجسر احد ايضا ان يموت ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات
المسيح لاجلنا ) ما اعظمها محبة اذ قبل المسيح البار ان يكون البديل عن الخطاة مع
انه لم يفعل خطية . ويوحنا في رسالته الاولى كتب للمؤمنين كيف يجب ان تكون المحبة
العملية :
-
1 يوحنا 3 : 16 ( بهذا قد عرفنا المحبة ان
ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي أن نضع نفوسنا لاجل الاخوة ) والمحبة هي المقياس
الحقيقي للتعليم الالهي أي اذا كان التعليم الذي نسمعه هو من الله ام لا, فبنفس
الرسالة كتب يوحنا يقول :
-
1 يوحنا 4 : 6 ( نحن من الله فمن يعرف الله
يسمع لنا ومن ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال ايها
الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف
الله ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة بهذا أظهرت محبة الله فينا ان الله
ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به, في هذا هي المحبة ليس اننا نحن احببنا
الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا ) وبولس في رسالته الى اهل
افسس كتب يقول:
-
افسس 3 : 18 ( وأنتم متأصلون ومتأسسون في
المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو
وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله )