<table style="border-width: 0px;" border="0" width="95%"><tr><td style="border: medium none ;"> 20/01/2010[/size] </td></tr><tr><td style="border: medium none ;"> <table style="border-width: 0px; float: left;" border="0" width="26%"><tr><td style="border: medium none ;"> </td></tr></table></td></tr></table> |
لم تكن السيول, والأمطار الرعدية الغزيرة, التي تعرضت لها بعض المحافظات مفأجاة.. فقد توقعتها هيئة الأرصاد الجوية قبل48 ساعة من حدوثها, وتنبأت باستمرارها لمدة72 ساعة وكانت الهيئة قد ارسلت الى المحافظات تقارير وبيانات تهيب فيها بالمسئولين اتخاذ كافة الاحتياطات لتجنب الآثار التي قد تنجم عن هذه الظواهر الجوية... لكن الذي لم يكن متوقعا, هو حال الارتباك, واللامبالاة تجاه تحذيرات هيئة الأرصاد, والتي أسفرت عنها السيول, والأمطار الرعدية في شمال سيناء, وشرم الشيخ, والبحر الأحمر, وأسوان, ومنها مصرع العديد من الاشخاص وانهيار مئات المنازل وسقوط العشرات من ابراج الكهرباء, مما أدي إلي انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المدن, وشل حركة من المرور علي الطرق الرئيسية, وتوقف الحركة الجوية والملاحية في عدد من الموانيء والمطارات, فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي, والاتصالات التليفونية عن العديد من المرافق الحيوية. هذه هي النتيجة الحتمية للسيول ـ والتي يراها الدكتور حسين زهدي رئيس هيئة الأرصاد الجوية الأسبق ـ ظاهرة تحدث بشكل متكرر فوق إفريقيا, وقد كنت أول من اكتشفها علي مستوي العالم, وألقيت في ذلك محاضرة في اجتماع سبق ان دعتني إليه وكالة الفضاء الأوروبية في سويسرا عام1991 م, والسيول تحدث بسبب التفاعل المزدوج وهو عبارة عن هواء بارد موجود في طبقات الجو العليا, ويتحرك ناحية القطب الشمالي باتجاه المناطق المدارية( وسط إفريقيا) ويحدث ذلك في سيناريو خاص.. ويتفاعل هذا الهواء البارد مع الهواء الساخن الموجود في المنطقة المدارية من خط الاستواء ويمتد حتي خط عرض20 شمالا ويصل الي جنوب الخرطوم, ويحدث التفاعل وتتكون سحب شديدة, كما يتكون تيار نفاث يتحرك من الجنوب إلي الشمال, فيقطر معه الهواء من هذه المنطقة إلي الشمال, مكونا سحبا كثيفة تمتد حتي منطقة الشرق الأوسط, وعندما تقابل هذه السحب الكثيقة مناطق جبلية مثل سلاسل جبال البحر الأحمر, وجبال جنوب سيناء تحدث لها حالة من عدم الاستقرار الشديد فيزداد سمكها ونموها الرأسي,ويسقط منها أمطار غزيرة رعدية في معظم الأحيان, مما يؤدي إلي حدوث سيول فوق هذه المناطق الجبلية وتندفع المياه إلي السهول القريبة من هذه المناطق وتسبب كوارث وأضرارا كبيرة... لكن المفاجأة ـ كما يقول الدكتور حسين زهدي ـ تكمن في حدوث هذه السيول في فصل الشتاء, لأن الفرص مهيأة أكثر لحدوثها في فترة الخريف, لاسيما ان الخريف يأتي بعد الصيف, وتكون الأرض ساخنة, وبالتالي فإن دخول هواء بارد علي منطقة جبلية ساخنة يسبب حالة من عدم الاستقرار, تتكون معها السحب الكثيفة, والأمطار الغزيرة فوق المناطق الجبلية, حيث تتجمع مياه الأمطارعلي قمم الجبال, فتكتسح أمامها كل ما يعترض طريقها من أحجار. ومهما أوتي البشر من علم, وإمكانات مادية, فإن غضب الطبيعة أمر لايمكن السيطرة عليه, وإلا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ـ بعلمها وإمكاناتها, تمكنت من منع الأعاصير التي تدمر المباني والمنشآت, وتقتل البشر بين الحين والآخر, أو تمكنت دول أخري من التصدي للزلازل, لكن كل ما في أيدينا كخبراء في الأرصاد الجوية هو التنبؤ, والتحذير, من أجل اتخاذ كافة التدابير, والاحتياطات اللازمة لإبعاد المواطنين عن المناطق الخطيرة والمهددة بالسيول لحمايتهم من مخاطرها. السيول. ظاهرة طبيعية يوافقة في الرأي الدكتور محمد محمود عيسي وكيل الوزارة لبحوث الأرصاد الجوية والمناخ بهيئة الأرصاد الجوية, فهو يري أن ماحدث من سيول وأمطار رعدية يمثل ظاهرة طبيعية, فنوة الغطاس تتسبب في حدوث الأمطار بصورة عادية,, بينما تزيد كميات الأمطار المتساقطة كل13 عاما, مما يؤدي إلي حدوث السيول. ويفسر الدكتور محمد محمود عيسي ماتعرضت له بعض المناطق في محافظات مصر من سيول, وأمطار رعدية, بتحطم أحد السدود في منطقة فلسطين المحتلة, نتيجة عدم قدرته علي تحمل تدفق المياه مما أدي إلي وصول المياه المتدفقة بقوة علي مناطق كثيرة منها العريش, وبعض المناطق في شمال سيناء, وشرم الشيخ, وبعض المناطق في الجنوب, وهذه السيول ليس لها علاقة بظاهرة الاحتباس الحراري, لأنها تحدث علي فترات عديدة. ومن ناحية الأرصاد, فإن السيول قد نجمت في الأساس عن وجود منخفض جوي علي السطح من السودان مما تسبب في تسخين الهواء القريب من سطح الأرض, وتشبعه ببخار الماء, نظرا لمروره علي البحر يقابلة منخفض آخر. بهواء بارد قادم من أوروبا, مما أدي إلي عدم استقرار في تلك المناطق التي يلتقي فيها المنخقضان العلوي والسفلي, وحدوث هذه الظاهرة في هذا التوقيت ليس جديدا. السلوكيات العشوائية للمواطنين وفي كل الأحوال, يتم إجراء دراسات, وتقوم الدولة ببناء السدود, ومخرات السيول, لكن التصرفات العشوائية من جانب المواطنين الذين يقومون ببناء المنازل فوق المخرات, تجعلهم أكثر عرضة للخطر من غيرهم.. فتنهار منازلهم, وفي بعض المناطق تغرق السيارات, وتتساقط أعمدة الكهرباء, وتتوقف حركة الحياة نسبيا لتراكم المياه في الشوارع, ولاشك ان الاحتياطات, والاستعدادات لاتواجه هذه المخاطر, ولا تمنع حدوثها, وإنما يمكن التقليل والتخفيف من حدتها, وآثارها التي قد تكون مدمرة في بعض الأحيان. سألته: هل تعتقد أن هناك استعدادات كافية في مصر للحد من مثل هذه المخاطر؟ ـ يجيب: لاشك أن هناك استعدادات, فلدينا ـ مثلا ـ شبكة سدود علي الوديان في منطقة جبال البحر الأحمر, وفي منطقة سيناء, وهضبة السلوم, وهناك دراسات يتم إجراؤها بين الحين والآخر علي المناطق التي قد تكون عرضة لمثل هذه المخاطر, فالدولة تبذل العديد من الجهود, لكن هناك أشياء قد تحدث بشكل مفاجيء.. والسدود المصرية تقاوم, لكن هناك مخاوف علي العديد من المناطق حول القاهرة, خاصة تلك المحاطة بالجبال مثل حلوان, والمقطم, و6 أكتوبر, من التعرض لمخاطر السيول, صحيح أن حلوان بها مخرات للسيول لكنها تحتاج إلي متابعة دقيقة, وصيانة مستمرة, كما أن منطقة المقطم بها استعدادات لمواجهة السيول منذ ان كان الانجليز موجودين في مصر, ولا أدري ماذا حدث فيها الآن. الصيانة الدورية للمخرات والسدود ومن جانبنا, كهيئة للأرصاد الجوية, نصدر بيانات وإنذارات قبلها بنحو48 ساعة, ونحذر من أمطار غزيرة, ورعدية, واحتمالات حدوث سيول, ونرسل هذه التقارير بالفاكس, وعبر البريد الالكتروني لمختلف المحافظات, وقد أجرينا دراسات مناخية توقعنا فيها حدوث سيول في بعض المناطق من المحافظات, عن طريق دراسة النوات, والتي ترشدنا إلي إنه قد يحدث عدم استقرار خلال هذه الفترة, فالنوة تحدث كل عام, لكن مدي شدتها يختلف من سنة لأخري, وبشكل عام فإن شدة النوات تزيد كل12 عاما, وقد تأتي ضعيفة أو مصحوبة برياح, وبرودة فقط. لكننا يجب ان نكون جاهزين للنوات, ومثل هذه التغيرات المناخية بالسدود, والمخرات, وأن نجري الصيانة الدورية لها لنكون في مأمن من مخاطرها. مخاوف علي حلوان والمقطم و6 أكتوبر ماتعرضت له بعض المناطق في محافظات مصر من سيول وأمطار رعدية, لم يكن مفاجئا.. هكذا قال لي علي قطب مدير عام التنبؤات في الهيئة العامة للأرصاد الجوية, فقد توقعنا ما حدث منذ يوم السبت الماضي, وابلغنا كل الجهات الرسمية, والمحافظات وحذرنا من التعرض لطقس غير مستقر في مناطق عديدة من الجمهورية في سيناء. والبحر الأحمر, وجنوب الصعيد, والسواحل الشمالية, ومدن القناة, وقلنا أن هذه الموجة سوف تبدأ من الأحد, وأن هذه الموجة سوف تنتهي تدريجيا خلال72 ساعة. وبشكل عام, فإن الموجات لاتثبت علي وتيرة واحدة, فهي قد تبدأ قوية, ثم تضعف, ثم تنتهي, وقد تقوي, وتزداد حدتها حسب تغذية الهواء المصاحب لهذه لامنخفضات, وحسب الطاقة الملازمة لها, وبعد أن حذرنا وتنبأنا كان من الطبيعي أن تتخذ المحافظات الاستعدادات, والاحتياطات اللازمة لتجنب الآثار التي قد تنجم عن حدوث مثل هذه الظواهر. وهذه السيول يمكن تجنب مخاطرها قدر الإمكان, عن طريق المخرات, والسدود, ومن الطبيعي أن تكون هناك مخرات في منطقة سيناء, وفي جنوب القاهرة, ففي منطقة حلوان هناك سدود, وترعة شهيرة تسمي ترعة السيل, لكنها مردومة بالقمامة, محذرا في الوقت نفسه من غياب الصيانة للسدود, والمخرات, لأنه في حالة حدوث سيول ـ لا قدر الله ـ فسوف تقع كارثة. الرصد المناخي بالقمر الصناعي ومن ناحية التنبؤ بالتغيرات المناخية, فلا توجد لدينا مشكلة في هيئة الأرصاد الجوية, لاسيما أن لدينا محطة أقمار صناعية ترصد حركة السحب القادمة علي مصر, والتي تحتوي علي أمطار, وسحب رعدية, فضلا عن متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالغلاف الجوي, فضلا عن وجود محطات للرصد الاتوماتيكي, والعادي في مختلف المحافظات, حيث يجري الرصد كل ساعة حركة الهواء علي سطح الأرض, وفي طبقات الجو العليا وتزودنا ببيانات تفيد في إعطاء تنبؤات لمدة5 أيام قادمة بنسبة100%, وتتراجع نسبة الدقة الي90% في حالة التنبؤ لمدة اسبوع. طبيعي جدا ان تتوقع هيئة الأرصاد, وأن تحذر مما حدث, لكن غير الطبيعي هو أننا لم نكن جاهزين لمواجهة هذه الظواهر المناخية, وقد تكون السيول, والأمطار الرعدية الأخيرة بمثابة جرس إنذار, لكي نستعد لمواجهة مخاطرها بالصيانة الدورية للسدود, والمخرات, قبل أن تقع كارثة في المستقبل ـ لا قدر الله!! |
الالة الواحد امين
اهلا بكم فى منتدى مجموعة الشهيدة دميانة والاربعين عذراء
يسعدنا انضمامك الينا سجل دخولك الان
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل