الزواج والجنس فى المسيحية ج4
الخطيئة الاولى
______________
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات
البرية التى عملها الرب الاله فقالت للمرأة "أحقا قال الله لا تاكلا من كل شجر
الجنة ؟"... "فقالت الحية للمرأة: (لن تموتا! بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه
تنفتح أعينكم وتكونان كالله عارفين الخير والشر)
تكوين3: 1،
4-5
عندما خلق الله العالم، رأى كل شئ صنعه أنه حسن كانت الأرض مملكة الله
بحق، وكانت الحباه يسيطر عليها روح السلام وكل شيء، بما في ذلك الرجل والمرأه، كان
يسكن في وئام وتناغم وبهجة أحدهما في الآخر وفي كل ما صنعه الله وكان يقف آدم وحواء
بوقار مرتعش وتعجب أمام شجره الحياة فى وسط جنه عدن ولكن بعدها ضللت الحية آدم
وحواء وسرعان ما دخل الشر الى خليقه الله، وحاول تدميرها تمامأ
لقد جربت
حواء بسؤال واحد بسيط: "أحقأ قال الله ذلك؟" وبوعد واحد بسيط" لن تموتا!" من المهم
أن نعرف ماذا معني هذا. إن الشيطان المضل، جرب حواء بكلام الله، تماما كما جرب يسوع
فيما بعد بكلام الله
الكبرياء تفصلنا عن الله وبعضنا عن البعض
____________________
ماذا كان غير الكبرياء الذي حرك
حواء عندما نظرت الى الشجرة واشتهت ثمرها، راغبه أن تجعل نفسها مثل الله؟ ألم تكن
تمتحن الله لترى ما إذا سيحفظ كلمته بحق؟ لقد وضعت الحية الشك في قلب حواء، التي
أنصتت إليه بفضول شديد. وكان ذلك في حد ذاته خيانة لله، وهذا
يعطينا تبصرأ في الكيفية التي لايزال الشيطان يعمل بها الى اليوم لايزال الشيطان يريد أن يفصلنا
عن الله وعن إخوتنا وأخواتنا وعن قريبنا (أى الإنسان الآخر) وإذا لم نكن على حذر
وإننباه فإنه يمكنه أن يفعل ذلك ببساطة، فهو يوجه سؤالأ بريئا في مظهره، لكي يزرع
بذور عدم الثقة والإنفصال في قلوبنا علما أن الشيطان يمكنه التنكر في هيئة ملاك نور
(2كورنثوس11 :14 )، لكنه في الحقيقة المفترى الذي يلوى عنان الحق ويشوهه، أبو
الأكاذيب، القتال منذ البدء، وهو محاول أن يطوح بنا الى الشك والإضطراب والفوضى، -
وغالبا ما ينجح في ذلك نفرأ في إنجبل متى أنه بعد أن تعمد المسيح، وذهب الى
البرية، حاول الشيطان أن يجربه وحيث كان يعرف أن المسيح متعب ومنهك جسديا بعد صومه
أربعين بوماء اقترب منه الشيطان متظاهرأ بالشفقة، ومظهرا وقادرا زائفا له بتذكيره
ان جميع ممالك العالم سوف تصير له ومع ذلك فقد كشف يسوع الشيطان منذ التجربة
الأولى على أنه المجرب ، المشوه للحق ووثق في الله بلا شروط ولم يبال بالإصغاء الى
المجرب ولا الى لحظه، بل واصل طريق الثقة والطاعة والإتكال على الله. فلم يستطيع
الشيطان أن يقترب من قلبه لم تكن الثمرة المحرمه وحدها هي التى أغرت آدم وحواء،
وجذبتهما الى العصيان ، بل كانت الكبرياء والرغبة الذاتيه الأنانيه في أن يصبحا مثل
الله ولأنهما كانا يفتقران الى الثقة والطاعه والإتكال فقد قطعا نفسيهما عن الله
ولأنهما في النهايه لم يعودا يمجدانه، فقد جعل كلاهما من الآخر إلها. إن اللعنة
العظمى التي أصابت المصير البشري هي محاوله البشر أن يصبحوا مثل الله يقول "بونهوفر
" "´بالانسياق وراء إغراءات الشيطان للبشر لكي يكونوا مثل الله بل ومستقلين عنه،
أصبح الإنسان إلهأ ضد الله" والنتيجة الحتميه هي المرض الغائر في الروحانية
البشرية. إن صوره الله هي الآن صوره مسروقة شوهتها الوثنيه والتمرد ضد الله، وأصبحت
تحمل في طياتها الظلمة الحالكة وأشكال الهوان والمعاناه .
الحب الزائف يعوق فرح العطاء الكلى
____________________________
لقد أخطأ كل من آدم
وحواء ضد الحب فقد خدعا بواسطه حب زائف وكم من الأمور تحدث اليوم بإسم الحب ولاشيء
فيها سوى التخريب وقتل ما بداخل النفس! " يريد الحب الحقيقي أن يشرق شخص الله
في المحبوب: أي بمعنى أن يظل الله هو القيمة والمعيار الذي يقاس به الحب، والهدف
النهائي لنضال الحب غير أن الإنسان في حب زائف للمحبوب ، يتحول بعيدأ عن الخير
الأسمى، وبذلك يجعل من المستحيل أن يشرق الله في المحبوب´´ (من أحد الكتب)
كل هذا يجب أن يكون تحذيرأ خطيرأ لنا، سوا، كنا متزوجببن أو ننوي الزواج. فالله وحده
يجب أن يكون الأول في حاتنا، وليس شريكنا أو أولادنا . تعلمت في زواجنا أنا
وزوحتي أنه عندما لا يكون للرب المكان الأول والرئسي في علاقتنا، وعندما لا نرجع
إليه لنوال الارشاد حتى في الامور الصغيره، فإننا سرعان ما نفقد اقترابنا بعضنا من
بعض وتفاهمنا كذلك، الأمر الذى يؤثر على أطفالنا أيضا (حتى لو لم يكونوا على وعي
بذلك)، إذ يجعلهم غير طائعين ودائمي الشجار ورأيت نفس الشي، يحدث في عائلات كثيره ٠
فعندما ينحرف الزوجان بعيدأ يتعرض أولادهما لعدم الاستقرار، ويسلكون في نفس الطريق
المحفوف بالخطر وفي حالتنا نحن- كما هي الحال عند كثير من الأزواج- بمجرد أن رجعنا
أنا وزوجتي الى الله وسعينا لإعاده بناء علاقتنا وشركتنا، تجأوب أطفالنا وعاد
الاستقرار عندما نتخذ من شريكنا أو أولادنا صنمأ نتعبد له، تصبح محبتنا زائفه.
ولا يمكننا أن نتحدث بصراحة عن عيوبنا ونقائصنا أو نقائص أسرتنا. ولا نعود- مثل
آدم- نحب الله محبه صادقه أو نرى نور محياه ، ولا نعود نرى شيئا آخر غير الزوج أو
الأولاد وبدلأ من الدخول رأسا الى الموضوعات وتسميه الأشياء بمسمايتها، نلجأ الى
التمويه والالتواء، ونعطي الاشياء مظهرا خادعا وبهذه الطريقة نفقد في آخر الامر
الإتصال بالله وبعضنا مع بعض. والأسوأ من ذلك سنفتح الباب للعديد من الشرور، وخاصة
في الامور الجنسة، والتي تؤدى الى إنعزال وموت داخلي لك فقد آدم وحواء براءتهما
لأنهم فقدوا شركتهم مع الله ونتيجة للفراغ الفظيع الذى تلاه ، فقد أنحى الرجل
باللائمة على المرأه وشرع في الهيمنة، والمرأه بدورها وبعد إستيائها من الرجل ،
ألقت باللوم على الشيطان فتدمر كل الوئام بينهما، وصار كل من الرجل والمراة منافسا
للاخر ولم يعودا واحدا (تكوين 3: 7-19) عندما تنفصل زيجاتنا عن الله ، سرعان ما
ثنشب المنافسه مخالبها، وتسود الانانيه إن في تنافسها مع شويكنا للسيطرة على البيت
، نناضل لنخلق لانفسنا فردوسا صغيرا بشروطنا الخاصه، لكن سرعان ما نغوص في فراغ
وسخط عميقين، فقد تحطم رباطنا الروحي، وإن كنا نظل مرتبطين بعضنا ببعض بواسطة عقل
قد فسد وإختل أننا دائمأ نلوم أحدنا الآخر ونبحث عن مصلحتنا الخاصة، والتحلل من
الالتزامات أما فرح العطاء الكامل فقد تبخر، وما بقى سوى لعنة القلب المنقسم
إن العدو الذي يقاوم "الحياة في الله" يتمثل في رغبتنا الى الاستقلال والطمع. وكما
يكتب جدي إبرهارد ارنولد : هذه الرغبه هي الروح التجارية لحب المال، والروح
القانونيه لعلاقات قائمة على الممتلكات ، وفي فصل الجنس عن النفس وعن وحده وشركه
الروح... فهذا كله هو الموت بعينه! فلم يعد الأمر يمت الى الحياة بصلة " إن كل
شيء يقاوم الحياه والحب (ويتعارض معهما) هو في حد ذاته شر، ولا يجب علينا نحن
كمسحيين أن نستخف بقوة الشر أبدأ فالخطيئة تقود دائما الى الإنفصال، وأجره الخيطه
دائمأ موت (رومية6: 23 ) إن الإنتفاخ الأثيم يثمر ثماره المرة في القطيعه والإنفصال
عن الله وعن إنساننا الداخلي وعن الآخرين وعن الآرض إن الشيطان والخطيه محطمان أكنر
العلاقاث الأساسية والجوهرية في حياتنا. من قديم الزمان الى الآن، صور
المسيحيون الشيطان كمخلوق له حوافر وقرون إن مثل هده الفكره ليس لها سند كتابي! إذ
أن الشيطان وأجناده يحيطون بالأرض كقوة للشر، مثل الغلاف الجوى (أفسس2: 1-2و6: 12)
وإهثمامه الوحيد هو أن يعمي أذهان البشر بالاهتمام بالذات وبالأنانيه "وتكونان
كالله " وبدلا من أن نسير في طريق الطاعه ببساطة قلب، ندع أنفسنا تجرب
.
مثل آدم وحواء، نحن جميعا منقسمون، وغرباء ومبعدون بسبب خطيتنا
_____________________________
إن خطيئة آدم وحواء الأولية ترمز الى سقوط كل منا لايمكننا تجاهل حقيقه أن الصورة الأصلية لله
فينا قد تشوهت تشوها فظيعا فبدلأ من أن نرضى بأن نعكس صورة الله ، أخذنا نسعى من
أجل المساواة مع الله. لقد وجهنا أسمى ما في داخلنا من صفات ضد إرادة الله في
"حريتنا" الدنيوية ، لم نعد نعير إهتماما بالله ولا بصورته الاصلية لقد صرنا غرباء
عنه ولا تحركنا سوى أمور العالم إننا في نزاع مع أنفسنا، وواقعين في فخ بواسطة إثم
انقسامنا الداخلي وحيث قطعنا عن الله بهذه الطريقة، فإننا نضع أنفسنا في بؤرة
الكون ، ونحاول إيجاد السلام في الماديات وفي المتع. غير إن هذه الأصنام مالها إلا
أن تخلفنا مع القلق والعذاب عندئذ تتورث الأسئلة التي تتسم بالشك، فنتسائل أولا:
"لماذا هذا؟" ثم نسأل "هل الله موجود حقا؟" نحن نبدأ بالشك في إرشاد الروح القدس
ونسأل: "لماذا تواجهني هذه المصاعب؟"، "ولماذا أنا بالذات؟
مثل هذه الأسئلة
تأكل وتنهش في ثقتنا، وعندما نطرحها فلا نكون بعدين عن إقتراف الخطيه إن الثقة
الكاملة تعني مسك يد الله التي يمدها إلينا والمضي في الطريق التي يقودها هو. حتى
وإن كانت عبر الظلام والمعاناة أو عبر أماكن قاسية، أو فوق صخور وقفار، ذلك أن
ثقتنا بالرب سوف تساعدنا على أن نتبعه. فإذا مسكنا بيد الله فلا ضرر علينا. ولكن
حالما نترك الله ونستجوبة ، فسوف ننحدر الى اليأس. إذأ فالتحدي الذى أمامنا دائمأ
هو. الثمسك بالله. كان على يسوع أن يتحمل كل معاناة وآلام بشرية، ولم يعفى من
شيء : لا الجوع ولا العطش ولا الوحدة ولا التعذيب. لكنه لم يحاول الهرب من آلامه
وهو قريب منا، ومستعد دائمأ لمساعدتنا، وأن يعطينا القوه لكي ننتصر (عبرانيين2:
14-18). وبواسطة كلام يسوع هذا "للرب إلهك تسجد وإياه وحده ه تعبد" (متى4: 10)
نستطيع الإنتصار حتى على أعظم التجارب الشيطانية ، وعلى أفظع ساعات الظلمات .فهذا
هو السر ويفقد الشيطان هنا كل هيمنة علينا، والخطية الأولى لا تعود تقيدنا.
الخطيئة الاولى
______________
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات
البرية التى عملها الرب الاله فقالت للمرأة "أحقا قال الله لا تاكلا من كل شجر
الجنة ؟"... "فقالت الحية للمرأة: (لن تموتا! بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه
تنفتح أعينكم وتكونان كالله عارفين الخير والشر)
تكوين3: 1،
4-5
عندما خلق الله العالم، رأى كل شئ صنعه أنه حسن كانت الأرض مملكة الله
بحق، وكانت الحباه يسيطر عليها روح السلام وكل شيء، بما في ذلك الرجل والمرأه، كان
يسكن في وئام وتناغم وبهجة أحدهما في الآخر وفي كل ما صنعه الله وكان يقف آدم وحواء
بوقار مرتعش وتعجب أمام شجره الحياة فى وسط جنه عدن ولكن بعدها ضللت الحية آدم
وحواء وسرعان ما دخل الشر الى خليقه الله، وحاول تدميرها تمامأ
لقد جربت
حواء بسؤال واحد بسيط: "أحقأ قال الله ذلك؟" وبوعد واحد بسيط" لن تموتا!" من المهم
أن نعرف ماذا معني هذا. إن الشيطان المضل، جرب حواء بكلام الله، تماما كما جرب يسوع
فيما بعد بكلام الله
الكبرياء تفصلنا عن الله وبعضنا عن البعض
____________________
ماذا كان غير الكبرياء الذي حرك
حواء عندما نظرت الى الشجرة واشتهت ثمرها، راغبه أن تجعل نفسها مثل الله؟ ألم تكن
تمتحن الله لترى ما إذا سيحفظ كلمته بحق؟ لقد وضعت الحية الشك في قلب حواء، التي
أنصتت إليه بفضول شديد. وكان ذلك في حد ذاته خيانة لله، وهذا
يعطينا تبصرأ في الكيفية التي لايزال الشيطان يعمل بها الى اليوم لايزال الشيطان يريد أن يفصلنا
عن الله وعن إخوتنا وأخواتنا وعن قريبنا (أى الإنسان الآخر) وإذا لم نكن على حذر
وإننباه فإنه يمكنه أن يفعل ذلك ببساطة، فهو يوجه سؤالأ بريئا في مظهره، لكي يزرع
بذور عدم الثقة والإنفصال في قلوبنا علما أن الشيطان يمكنه التنكر في هيئة ملاك نور
(2كورنثوس11 :14 )، لكنه في الحقيقة المفترى الذي يلوى عنان الحق ويشوهه، أبو
الأكاذيب، القتال منذ البدء، وهو محاول أن يطوح بنا الى الشك والإضطراب والفوضى، -
وغالبا ما ينجح في ذلك نفرأ في إنجبل متى أنه بعد أن تعمد المسيح، وذهب الى
البرية، حاول الشيطان أن يجربه وحيث كان يعرف أن المسيح متعب ومنهك جسديا بعد صومه
أربعين بوماء اقترب منه الشيطان متظاهرأ بالشفقة، ومظهرا وقادرا زائفا له بتذكيره
ان جميع ممالك العالم سوف تصير له ومع ذلك فقد كشف يسوع الشيطان منذ التجربة
الأولى على أنه المجرب ، المشوه للحق ووثق في الله بلا شروط ولم يبال بالإصغاء الى
المجرب ولا الى لحظه، بل واصل طريق الثقة والطاعة والإتكال على الله. فلم يستطيع
الشيطان أن يقترب من قلبه لم تكن الثمرة المحرمه وحدها هي التى أغرت آدم وحواء،
وجذبتهما الى العصيان ، بل كانت الكبرياء والرغبة الذاتيه الأنانيه في أن يصبحا مثل
الله ولأنهما كانا يفتقران الى الثقة والطاعه والإتكال فقد قطعا نفسيهما عن الله
ولأنهما في النهايه لم يعودا يمجدانه، فقد جعل كلاهما من الآخر إلها. إن اللعنة
العظمى التي أصابت المصير البشري هي محاوله البشر أن يصبحوا مثل الله يقول "بونهوفر
" "´بالانسياق وراء إغراءات الشيطان للبشر لكي يكونوا مثل الله بل ومستقلين عنه،
أصبح الإنسان إلهأ ضد الله" والنتيجة الحتميه هي المرض الغائر في الروحانية
البشرية. إن صوره الله هي الآن صوره مسروقة شوهتها الوثنيه والتمرد ضد الله، وأصبحت
تحمل في طياتها الظلمة الحالكة وأشكال الهوان والمعاناه .
الحب الزائف يعوق فرح العطاء الكلى
____________________________
لقد أخطأ كل من آدم
وحواء ضد الحب فقد خدعا بواسطه حب زائف وكم من الأمور تحدث اليوم بإسم الحب ولاشيء
فيها سوى التخريب وقتل ما بداخل النفس! " يريد الحب الحقيقي أن يشرق شخص الله
في المحبوب: أي بمعنى أن يظل الله هو القيمة والمعيار الذي يقاس به الحب، والهدف
النهائي لنضال الحب غير أن الإنسان في حب زائف للمحبوب ، يتحول بعيدأ عن الخير
الأسمى، وبذلك يجعل من المستحيل أن يشرق الله في المحبوب´´ (من أحد الكتب)
كل هذا يجب أن يكون تحذيرأ خطيرأ لنا، سوا، كنا متزوجببن أو ننوي الزواج. فالله وحده
يجب أن يكون الأول في حاتنا، وليس شريكنا أو أولادنا . تعلمت في زواجنا أنا
وزوحتي أنه عندما لا يكون للرب المكان الأول والرئسي في علاقتنا، وعندما لا نرجع
إليه لنوال الارشاد حتى في الامور الصغيره، فإننا سرعان ما نفقد اقترابنا بعضنا من
بعض وتفاهمنا كذلك، الأمر الذى يؤثر على أطفالنا أيضا (حتى لو لم يكونوا على وعي
بذلك)، إذ يجعلهم غير طائعين ودائمي الشجار ورأيت نفس الشي، يحدث في عائلات كثيره ٠
فعندما ينحرف الزوجان بعيدأ يتعرض أولادهما لعدم الاستقرار، ويسلكون في نفس الطريق
المحفوف بالخطر وفي حالتنا نحن- كما هي الحال عند كثير من الأزواج- بمجرد أن رجعنا
أنا وزوجتي الى الله وسعينا لإعاده بناء علاقتنا وشركتنا، تجأوب أطفالنا وعاد
الاستقرار عندما نتخذ من شريكنا أو أولادنا صنمأ نتعبد له، تصبح محبتنا زائفه.
ولا يمكننا أن نتحدث بصراحة عن عيوبنا ونقائصنا أو نقائص أسرتنا. ولا نعود- مثل
آدم- نحب الله محبه صادقه أو نرى نور محياه ، ولا نعود نرى شيئا آخر غير الزوج أو
الأولاد وبدلأ من الدخول رأسا الى الموضوعات وتسميه الأشياء بمسمايتها، نلجأ الى
التمويه والالتواء، ونعطي الاشياء مظهرا خادعا وبهذه الطريقة نفقد في آخر الامر
الإتصال بالله وبعضنا مع بعض. والأسوأ من ذلك سنفتح الباب للعديد من الشرور، وخاصة
في الامور الجنسة، والتي تؤدى الى إنعزال وموت داخلي لك فقد آدم وحواء براءتهما
لأنهم فقدوا شركتهم مع الله ونتيجة للفراغ الفظيع الذى تلاه ، فقد أنحى الرجل
باللائمة على المرأه وشرع في الهيمنة، والمرأه بدورها وبعد إستيائها من الرجل ،
ألقت باللوم على الشيطان فتدمر كل الوئام بينهما، وصار كل من الرجل والمراة منافسا
للاخر ولم يعودا واحدا (تكوين 3: 7-19) عندما تنفصل زيجاتنا عن الله ، سرعان ما
ثنشب المنافسه مخالبها، وتسود الانانيه إن في تنافسها مع شويكنا للسيطرة على البيت
، نناضل لنخلق لانفسنا فردوسا صغيرا بشروطنا الخاصه، لكن سرعان ما نغوص في فراغ
وسخط عميقين، فقد تحطم رباطنا الروحي، وإن كنا نظل مرتبطين بعضنا ببعض بواسطة عقل
قد فسد وإختل أننا دائمأ نلوم أحدنا الآخر ونبحث عن مصلحتنا الخاصة، والتحلل من
الالتزامات أما فرح العطاء الكامل فقد تبخر، وما بقى سوى لعنة القلب المنقسم
إن العدو الذي يقاوم "الحياة في الله" يتمثل في رغبتنا الى الاستقلال والطمع. وكما
يكتب جدي إبرهارد ارنولد : هذه الرغبه هي الروح التجارية لحب المال، والروح
القانونيه لعلاقات قائمة على الممتلكات ، وفي فصل الجنس عن النفس وعن وحده وشركه
الروح... فهذا كله هو الموت بعينه! فلم يعد الأمر يمت الى الحياة بصلة " إن كل
شيء يقاوم الحياه والحب (ويتعارض معهما) هو في حد ذاته شر، ولا يجب علينا نحن
كمسحيين أن نستخف بقوة الشر أبدأ فالخطيئة تقود دائما الى الإنفصال، وأجره الخيطه
دائمأ موت (رومية6: 23 ) إن الإنتفاخ الأثيم يثمر ثماره المرة في القطيعه والإنفصال
عن الله وعن إنساننا الداخلي وعن الآخرين وعن الآرض إن الشيطان والخطيه محطمان أكنر
العلاقاث الأساسية والجوهرية في حياتنا. من قديم الزمان الى الآن، صور
المسيحيون الشيطان كمخلوق له حوافر وقرون إن مثل هده الفكره ليس لها سند كتابي! إذ
أن الشيطان وأجناده يحيطون بالأرض كقوة للشر، مثل الغلاف الجوى (أفسس2: 1-2و6: 12)
وإهثمامه الوحيد هو أن يعمي أذهان البشر بالاهتمام بالذات وبالأنانيه "وتكونان
كالله " وبدلا من أن نسير في طريق الطاعه ببساطة قلب، ندع أنفسنا تجرب
.
مثل آدم وحواء، نحن جميعا منقسمون، وغرباء ومبعدون بسبب خطيتنا
_____________________________
إن خطيئة آدم وحواء الأولية ترمز الى سقوط كل منا لايمكننا تجاهل حقيقه أن الصورة الأصلية لله
فينا قد تشوهت تشوها فظيعا فبدلأ من أن نرضى بأن نعكس صورة الله ، أخذنا نسعى من
أجل المساواة مع الله. لقد وجهنا أسمى ما في داخلنا من صفات ضد إرادة الله في
"حريتنا" الدنيوية ، لم نعد نعير إهتماما بالله ولا بصورته الاصلية لقد صرنا غرباء
عنه ولا تحركنا سوى أمور العالم إننا في نزاع مع أنفسنا، وواقعين في فخ بواسطة إثم
انقسامنا الداخلي وحيث قطعنا عن الله بهذه الطريقة، فإننا نضع أنفسنا في بؤرة
الكون ، ونحاول إيجاد السلام في الماديات وفي المتع. غير إن هذه الأصنام مالها إلا
أن تخلفنا مع القلق والعذاب عندئذ تتورث الأسئلة التي تتسم بالشك، فنتسائل أولا:
"لماذا هذا؟" ثم نسأل "هل الله موجود حقا؟" نحن نبدأ بالشك في إرشاد الروح القدس
ونسأل: "لماذا تواجهني هذه المصاعب؟"، "ولماذا أنا بالذات؟
مثل هذه الأسئلة
تأكل وتنهش في ثقتنا، وعندما نطرحها فلا نكون بعدين عن إقتراف الخطيه إن الثقة
الكاملة تعني مسك يد الله التي يمدها إلينا والمضي في الطريق التي يقودها هو. حتى
وإن كانت عبر الظلام والمعاناة أو عبر أماكن قاسية، أو فوق صخور وقفار، ذلك أن
ثقتنا بالرب سوف تساعدنا على أن نتبعه. فإذا مسكنا بيد الله فلا ضرر علينا. ولكن
حالما نترك الله ونستجوبة ، فسوف ننحدر الى اليأس. إذأ فالتحدي الذى أمامنا دائمأ
هو. الثمسك بالله. كان على يسوع أن يتحمل كل معاناة وآلام بشرية، ولم يعفى من
شيء : لا الجوع ولا العطش ولا الوحدة ولا التعذيب. لكنه لم يحاول الهرب من آلامه
وهو قريب منا، ومستعد دائمأ لمساعدتنا، وأن يعطينا القوه لكي ننتصر (عبرانيين2:
14-18). وبواسطة كلام يسوع هذا "للرب إلهك تسجد وإياه وحده ه تعبد" (متى4: 10)
نستطيع الإنتصار حتى على أعظم التجارب الشيطانية ، وعلى أفظع ساعات الظلمات .فهذا
هو السر ويفقد الشيطان هنا كل هيمنة علينا، والخطية الأولى لا تعود تقيدنا.