مقدمة :
إن الأعياد السيدية هي فرص تعبدية تخص السيد المسيح وتعيش فيها الكنيسة أحداث هذه التذكارات الفائقة … إذ نتذكر فيها إحسانات الله محب البشر وإنعاماته علينا … فكل عيد يحمل في طياته الكثير من المعاني الروحية العميقة التي لو عشانها لزدنا إرتباطاً بالرب يسوع وتحولت حياتنا الي إنجيل معاش … مختبرين ذلك المبدأ الروحي الفائق : " ذوقوا وإنظروا ما أطيب الرب " ( مز 34 : 80 )
وأيضاً قول القديس يوحنا الحبيب : الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياه ، فان الحياه أظهرت ونشهد ونخبركم بالحياه الابدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا " … ( 1 يو 1 : 1 ، 2 )
ذلك لأن الاعياد السيدية تعطينا أن نعيش نفس الاحداث التي تحتفل بها … إذ من خلال الطقس الكنسي نعيش أحداث هذه المناسبات السيدية الهامة ونشترك مع الرسل القديسين ومع كل من عاصر هذه الاحداث … ( الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكن أيضاً شركة معنا ) ( 1يو 1: 3 ) … إن هذا الهدف يتحقق من خلال هذه الفرص الروحية الطقسية …
مفهوم العيد :
إن كلمة عيد تعني إحتفال بمناسبة هامة أثرت في تاريخ البشرية ، يتعود الناس تذكرها كل عام بكل ما فيها من خير ومن فوائد عامة وخاصة … فالعيد يعاد كل عام ويتعود الناس علي الاحتفال به … والله نفسه أمر بذلك ورتب هذه المناسبات كتذكارات ثابتة حتي لا ينسى الناس أعمال الله العجيبة التي صنعها لأجلهم …
ولا شك أن روح الله قاد الكنيسة لترتب طقوس هذه الأعياد بترتيب وتنسيق عجيب … نحاول في هذه الورقات أن نتأملها ونتفهم تلك الحكمة الإلهية الفائقة التي يقف أمامها الإنسان عاجزاً عن التعبير عما في قلبه من فرح بعمل الله وحب لله الذي صنع كل هذا لأجله … وهذا سر الفرح الذي نعيشه في الأعياد … الفرح الروحي الذي يملأ الفكر بتأملت روحية في هذه الأعياد السيدية ، والفرح الملموس للجسد أيضاً بالملابس والمأكولات لأن الإنسان يحيا في الجسد ويشرك الجسد في الفرح بالأعياد كتلامس عملي واقعي للفرح الروحي … فالروح تصلي والعقل يتأمل والجسد يشارك في العبادة والتأمل متحلياً بالملابس الجديدة كتجسيد للفرح الروحي بهذه المناسبات … لذلك نهتم بالفقراء من حيث إطعامهم ومنحهم كل جديد في الملابس مع التأملات والعبادات الروحية … ليستوعب الناس ما حولهم من بركات روحية فائقة …
والأعياد السيدية تنقسم إلي نوعين :
النوع الاول :
الاعياد السيدية الكبري وهي تمس خلاصنا بصورة مباشرة كأعياد البشارة والميلاد والغطاس والشعانين والقيامة والصعود والعنصرة …
النوع الثاني :
الأعياد السيدية الصغري وهي تذكارات لأحداث تخص السيد المسيح مثل : الختان وعرس قانا الجليل ودخول الرب الهيكل بعد 40 يوماً من ولادته ومنحه العشاء السري لتلاميذه وأحد توما المعروف بالأحد الجديد بعد القيامة بأسبوع ودخوله أرض مصر لهروبه ن هيرودس وتجليه علي الجبل 0
وقبل أن ندرس هذه الأعياد بالتفصيل … نتأمل أولاً في التذكارات في كنيستنا القبطية :
التذكارات في الكنيسة القبطية : وهي عدة أنوع لعل أولها الذكري التاريخية ( Historical )
النوع الاول :
الذكرى التاريخية : أي التي تخص القديسين المعترف بهم بصورة رسمية في الكنيسة …
إذ تسجل سيرهم المقدسة في السنكسار الكنسى والدفنار أيضاً وهما كتابان رسميان في الكنيسة يذكران حياه القديسين المسجلين فيهما … فنتعرف علي أسلوب حياتهم وجهاداتهم والمستويات الروحية الفائقة التي وصلوا إليها … بل يصل الأمر أن الكنيسة رتبت قراءات القداسات اليومية في كتاب القطمارس الدوار بحسب أعياد قديسي كل يوم … إيماناً من الكنيسة أن حياتهم كانت تنفيذاً لتعاليم الكتاب المقدس … حتي لا يظن أحد أن المسيحية ديانه نظرية كما يدعى البعض ، لما يشتهر عنها من مبادئ سامية يصعب علي البعض تنفيذها …
في هذه التذكارات نلمس من خلال القراءات الكنسية المختارة فكر هؤلاء القديسين ، وكيف إنتصروا في حروبهم الروحية ، وما هي عوامل القوة في حياتهم ، وكيف ثبتوا أمام كل التجارب التي سمح الله أن يمروا بها … إلخ … إنه تاريخ حافل بالسيرة الروحانية المقدسة وطاعة الوصية الإلهية ومحبتهم الكاملة لله وللكنيسة وأعمالهم المملوءة بالخير للجميع …
إنها ذكري تاريخية من حيث أنها دخلت بطون التاريخ ولكنها لازالت تؤثر في كل من يسمعها ويختبرها … إن حياتهم مستمرة ولم تنتهي بإنتهاء وجودهم علي الارض بل مستمرة في كل من يسير علي هديهم منتفعاً بخبراتهم الحية المختزنة لصالح الكنيسة كلها …
النوع الثاني :
التذكارات التعبدية : المعروفة بالليتورجيات … ( Litorgical )
وهي العبادات المرتبطة بأحداث تخص السيد المسيح سجلت في كتب العبادة مثل الأجبية المقدسة والأبصلمودية السنوية والكيهيكية … والتي فيها نعبد الله متذكرين أحداث صنعها لأجلنا …ففي كتاب الأجبية المقدسة نصلي سبع صلوات كل يوم متذكرين في كل ساعة حدثاً معيناً يستحق التسبيح والتمجيد من جانبنا نحو الله …
النوع الثالث :
التذكارات السرائرية : ( Sacramintal & Syntifical )
وهي ما تعرف بالذكري العينية والتي فيها ننال العطية ذاتها كما في سر الأفخارستيا وأحياناً يسميها بعض اللآهوتيين دعوة للوجود بنفس القوة ( Recalling ) … ففي القداس الإلهي ننعم بحلول الروح القدس لتحويل الخبز والخمر إلي جسد الرب ودمه بطريقة فائقة سرائرية ، وهما نفس الجسد ونفس الدم الذين سلمهما الرب لتلاميذه الأطهار في يوم الخميس الكبير الذي فيه أتم الرب عمل العشاء السري مع تلاميذه الأطهار …
النوع الرابع :
التذكارات السيدية : ( For The Lord ) :
أي الأعياد السيدية السيدية التي تخص السيد المسيح له المجد كإله متجسد صنع خلاصنا علي الصليب …
قانونية الأعياد من خلال الكتاب المقدس وأقوال الآباء والبروتستانت :
لقد شهد البروتستانت أيضاً بالغرض الذي ترمى إليه الكنيسة من هذه الأعياد فقد قال صاحب ريحانة النفوس ( إن الأعياد التي كانت عند المسيحين الأولين كانت تحتفظ بإعتبار وإحترام عظيمين وكان المقصود بها إنتشار روح التقوى بواسطة مراجعة الحوادث والتعاليم العظيمة المدلول عليها بهذه الأعياد ، ولا ريب أنه قد حصل من ذلك منفعة في تلك العصور الاولي … وكذلك من عيد الميلاد قبل أن صار حفظه عمومياً فكأن الأعياد تاريخ فعلي منظور محسوس ناطق يساعد التاريخ المكتوب المطوى في سطور الكتب المجهول من العامة وقليل العلم من بني الإنسان … بل هو تاريخ يقرأه البسطاء والعامة بما يرونه ممثلاً أمامهم في تلك الحفلات المقدسة التي تقام في أوقاتهاالمعينة من كل عام … ولا نظن أن واحداً من العقلاء أو البسطاء من المؤمنين ينكر فائدة هذه الأعياد ما دام الرب أمر بها وباركها والرسل مارسوها … وما دام هذه غرضها وما زالت ترمي إلي هذا القصد المقدس من التعليم وإحياء ذكري تلك النعم والبركات التي نزلت من عند أبي الأنوار …
الطقوس العامة للأعياد السيدية :
1- طريقة التسبحة والمردات والألحان بالطريقة الفرايحي 0
2- بالنسبة للبرامون وعشيته … طريقته سنوية عادية تماماً … ويراعي فيه ملاحظة إذا كان هناك أي أبصاليات أو ذكصولوجيات أو ألحان ينبغي أن تقال كل في مكانها 0
3- بالنسبة لتسبحة عشية بالطقس الفرايحي مع ملاحظة عدم وجود إختلاف إلا في الإبصالية الخاصة باليوم السابق أو بيوم العيد نفسه … حسب ترتيب الأعياد كما سيرد ذكره 0
4- في رفع بخور عشية العيد المردات بالفرايحي مع مراعاة الاتي :
بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس … ويراعي أن تقال أرباع العيد … كذلك في الذكصولوجيات وتقال أوشية الراقدين وإذا كان هناك مرد للمزمور والانجيل ينبغي أن يقال كذلك في ختام العشية يلاحظ الجملة الخاصة بالعيد 0
5- في تسبحة العيد نفسه … باللحن الفرايحي … الذي يتأثر بالطريقة الفرايحي والالحان الاتية تين أوية انثوك … المجمع … الذكصولوجيات والابصالية … اللبش الذي يقال بعد الثيئوطوكية …ختام الثيؤطوكيات الواطس … ( كذلك لبش ثيئوطوكيات الايام الواطس فقط ) … بالنسبة للمجمع لا يقال كله وإنما بقال حتي ربع ( كيري أكلاف ذي أوس … ) ثم يختم ( بقديس اليوم والبابا والمطران أو الاسقف )
6- هناك بعض الأعياد لها هوس كبير يقال بعد تين ثينو وقبل الهوس الاول … كذلك … هناك بعض الأعياد لها إبصاليات إضافية تقال قبل الهوس الأول والثاني والمجمع والهوس الرابع والثيئوطوكية … ولهانظام خاص … سيرد في تفصيل طقس هذه المناسبات 0
7- تصلي صلاه باكر فقط دون ذكصولوجيات التي لها نظام خاص سنورده في مكانه 0
8- في رفع بخور باكر بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس ولها ترتيب الاتي : ذكصولوجية باكر القطعة الاولي ( تين أو أوشت … حتي … هيتينو أفشي ) ثم يكمل بباقي الارباع الخاصة بالعيد والموجودة في باب أرباع الناقوس بالابصلمودية ثم الربع الخاص بشفيع الكنيسة ثم ( إيسوس أخرستوس إنساف نيم فوأو … نم أبؤرو ) مع ملاحظة أن الطريقة مختلفة عن الطريقة السنوية التي تتلي بها خلال السنة وفي العشية فالطريقة هنا فرايحي … ثم تقال أوشية المرضى …ويعدها تقال باقي ذكصولوجية باكر كالمعتاد فيما عدا ( القطعة الثانية التي تبدأ بها : ولها نظام يسمى بالسبع طرائق … حيث يقال العشرون ربع منها كل أربعة بطريقة ثم آخر ربعين بطريقة … ويكمل باقي الذكصولوجية بطريقتها العادية ثم ختام الثيئوطوكيات الآدام … ويختم بلحن إبؤرو وهي الطريقة السابقة ) يقال بعد ذلك أوشية القرابين ثم الذكصولوجيات ويراعي فيها أن تكون ذكصولوجية العيد هي أو الذكصولوجيات أي قبل ذكصولوجية العذراء … ثم يقال بعض الذكصولوجيات ويختم كالمعتاد … مع مراعاة الطريقة الفرايحي 0
9- يقدم الحمل بدون مزامير … يقال هللويا فاي بي بي … ني سافيف تيرو … طاي شوري … الهتينيات الخاصة بالعيد في مكانها … مرد الإبركسيس … مرد المزمور والانجيل … المزمور يطرح باللحن السنجاري … الاسبمس ( الآدام والواطس ) وهما علي نغمة إفرحي يامريم … وأيها الرب … ثم التوزيع الذي يراعي فيه الجملة الخاصة بالعيد ( مرد إنجيل قداس العيد ) يقال كل ربع من مزمور التوزيع … كذلك يراعي وجود المديحة الخاصة بالعيد … إلي جانب أي ألحان أخري أضافية خاصة بالعيد 0
10- إذا وقع عيد سيدي كبير أم صغيراً في يوم أحد فتقرأ الفصول الخاصة به بدلاً من فصول الاحد – ويعتبر عيد الصليب كالاعياد السيدية وتكون طريقة طقسية شعانيني 0
11- يجب أن يصلي بالطقس الفرايحي في كل يوم 29 من كل شهر قبطي ما عدا شهري طوبة وأمشير لأنهما يرمزان إلي الناموس والانبياء الذين تنبأوا عن السيد المسيح ويكون مرد التوزيع خاصاً للأعياد الثلاثة ( البشارة والميلاد والقيامة ) 0
12- تصلي الاعياد السيدية الصغري بالطقس الفرايحي ما عدا خميس العهد الذي له طقس خاص إذ يقع في أسبوع البصخة المقدسة ( أعياد الرب يجب أن نفرح فيها فرحاً روحانياً ولا نحزن ) ( ب31 دسقولية )
13- إذا جاء الاعياد السيدية الصغري يوم أربعاء أو جمعة فلا يجب فيه الفطر وإنما يحل الصوم الإنقطاعي بأطعمه صيامي 0
14- لا يكون فيه مطانيات إذ أن المطانيات مرتبطة بالصوم الإنقطاعي 0
15- حيثكما نصلي بالطقس الفرايحي تقال الساعة الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل 0
16- يصلي الكاهن في الاعياد السيدية الصغري … ( قسمة الاعياد ) السيدية ( نسبح ونمجد إله الآلهة ) ما عدا خميس العهد تقال فيه قسمة ذبح إسحق 0
17- الفترة من عيد الميلاد إلي عيد الختان ( من 29 كهيك إلي 6 طوبة ) تؤدي فيه الصلوات بالطقس الفرايحي وتقام القداسات بعد مزامير الساعة الثالثة والسادسة … وصوم الاربعاء والجمعة في هذه الفترة ينتهي بعد القداس مباشرة ويكتفي فيها بالاطعمة الخالية من الدسم دون إنقطاع طويل لأنها أيام فرح 0
18- الفترة بين عيد الختان وعيد الغطاس 0 تؤدي فيها الصلوات بالطقس السنوى ويصام الاربعاء والجمعة كالمعتاد 0
19- الفترة بين عيد الغطاس وعبد عرس قانا الجليل ( 11 طوبة إلي 13 طوبة ) تؤدي فيها الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيها الصوم الإنقطاعي 0
20- يحتفل بعيد الصليب المجيد في 17 توت لمدة ثلاثة أيام ( 17 ، 18 ، 19 توت ) وقراءتها ( 18 ، 19 ) حول عيد الصليب أيضاً … وعيد الصليب يعتبر كالاعياد السيدية الصغري وطريقته فرايحي وطقسه شعانيني … كذلك يحتفل بعيد الصليب يوم 10 برمهات شرط أن يكون قبل جمعة ختام الصوم المقدس … وما يتم عمله في يوم 17 توت يتم عمله يوم 10 برمهات سواء من الدورة والالحان أو التسبحة أو القراءات حيث رتبت الكنيسة أن تتلو فصول يوم 17 توت كلما أحتفل بتذكار الصليب أو تملك الملك البار قسطنطين … لذلك فقراءات يوم 17 تقرأ يوم 10 برمهات ( تذكار ظهور الصليب المجيد ) 12 مسري ( تملك الملك البار قسطنطين الذي ظهر له صليب من الكواكب عليه عبارة ( بهذا تغلب )
21- فترة الخماسين المقدسة بها بعض الطقوس الخاصة وهي :
· الطقس فرايحي دائماً 0
· طقس التجنيز في هذه الفترة يخلو من أي لحن حزين ولكنه طقسه فرايحي لأن هذه الأيام أيام فرح 0
· لا يجوز فيها صيام الاربعاء والجمعة لأنها أيام فرح وإبتهاج 0
· تخلو هذه الفترة من الميطانيات لنفس السبب 0
· لا تتلي في أيام الخماسين السنكسارات ( تواريخ نياحة القديسين ) لأن إشراق القيام تحجب فيه الكواكب والنجوم حيث إشراق قيامة شمس البر 0
إن الأعياد السيدية هي فرص تعبدية تخص السيد المسيح وتعيش فيها الكنيسة أحداث هذه التذكارات الفائقة … إذ نتذكر فيها إحسانات الله محب البشر وإنعاماته علينا … فكل عيد يحمل في طياته الكثير من المعاني الروحية العميقة التي لو عشانها لزدنا إرتباطاً بالرب يسوع وتحولت حياتنا الي إنجيل معاش … مختبرين ذلك المبدأ الروحي الفائق : " ذوقوا وإنظروا ما أطيب الرب " ( مز 34 : 80 )
وأيضاً قول القديس يوحنا الحبيب : الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياه ، فان الحياه أظهرت ونشهد ونخبركم بالحياه الابدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا " … ( 1 يو 1 : 1 ، 2 )
ذلك لأن الاعياد السيدية تعطينا أن نعيش نفس الاحداث التي تحتفل بها … إذ من خلال الطقس الكنسي نعيش أحداث هذه المناسبات السيدية الهامة ونشترك مع الرسل القديسين ومع كل من عاصر هذه الاحداث … ( الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكن أيضاً شركة معنا ) ( 1يو 1: 3 ) … إن هذا الهدف يتحقق من خلال هذه الفرص الروحية الطقسية …
مفهوم العيد :
إن كلمة عيد تعني إحتفال بمناسبة هامة أثرت في تاريخ البشرية ، يتعود الناس تذكرها كل عام بكل ما فيها من خير ومن فوائد عامة وخاصة … فالعيد يعاد كل عام ويتعود الناس علي الاحتفال به … والله نفسه أمر بذلك ورتب هذه المناسبات كتذكارات ثابتة حتي لا ينسى الناس أعمال الله العجيبة التي صنعها لأجلهم …
ولا شك أن روح الله قاد الكنيسة لترتب طقوس هذه الأعياد بترتيب وتنسيق عجيب … نحاول في هذه الورقات أن نتأملها ونتفهم تلك الحكمة الإلهية الفائقة التي يقف أمامها الإنسان عاجزاً عن التعبير عما في قلبه من فرح بعمل الله وحب لله الذي صنع كل هذا لأجله … وهذا سر الفرح الذي نعيشه في الأعياد … الفرح الروحي الذي يملأ الفكر بتأملت روحية في هذه الأعياد السيدية ، والفرح الملموس للجسد أيضاً بالملابس والمأكولات لأن الإنسان يحيا في الجسد ويشرك الجسد في الفرح بالأعياد كتلامس عملي واقعي للفرح الروحي … فالروح تصلي والعقل يتأمل والجسد يشارك في العبادة والتأمل متحلياً بالملابس الجديدة كتجسيد للفرح الروحي بهذه المناسبات … لذلك نهتم بالفقراء من حيث إطعامهم ومنحهم كل جديد في الملابس مع التأملات والعبادات الروحية … ليستوعب الناس ما حولهم من بركات روحية فائقة …
والأعياد السيدية تنقسم إلي نوعين :
النوع الاول :
الاعياد السيدية الكبري وهي تمس خلاصنا بصورة مباشرة كأعياد البشارة والميلاد والغطاس والشعانين والقيامة والصعود والعنصرة …
النوع الثاني :
الأعياد السيدية الصغري وهي تذكارات لأحداث تخص السيد المسيح مثل : الختان وعرس قانا الجليل ودخول الرب الهيكل بعد 40 يوماً من ولادته ومنحه العشاء السري لتلاميذه وأحد توما المعروف بالأحد الجديد بعد القيامة بأسبوع ودخوله أرض مصر لهروبه ن هيرودس وتجليه علي الجبل 0
وقبل أن ندرس هذه الأعياد بالتفصيل … نتأمل أولاً في التذكارات في كنيستنا القبطية :
التذكارات في الكنيسة القبطية : وهي عدة أنوع لعل أولها الذكري التاريخية ( Historical )
النوع الاول :
الذكرى التاريخية : أي التي تخص القديسين المعترف بهم بصورة رسمية في الكنيسة …
إذ تسجل سيرهم المقدسة في السنكسار الكنسى والدفنار أيضاً وهما كتابان رسميان في الكنيسة يذكران حياه القديسين المسجلين فيهما … فنتعرف علي أسلوب حياتهم وجهاداتهم والمستويات الروحية الفائقة التي وصلوا إليها … بل يصل الأمر أن الكنيسة رتبت قراءات القداسات اليومية في كتاب القطمارس الدوار بحسب أعياد قديسي كل يوم … إيماناً من الكنيسة أن حياتهم كانت تنفيذاً لتعاليم الكتاب المقدس … حتي لا يظن أحد أن المسيحية ديانه نظرية كما يدعى البعض ، لما يشتهر عنها من مبادئ سامية يصعب علي البعض تنفيذها …
في هذه التذكارات نلمس من خلال القراءات الكنسية المختارة فكر هؤلاء القديسين ، وكيف إنتصروا في حروبهم الروحية ، وما هي عوامل القوة في حياتهم ، وكيف ثبتوا أمام كل التجارب التي سمح الله أن يمروا بها … إلخ … إنه تاريخ حافل بالسيرة الروحانية المقدسة وطاعة الوصية الإلهية ومحبتهم الكاملة لله وللكنيسة وأعمالهم المملوءة بالخير للجميع …
إنها ذكري تاريخية من حيث أنها دخلت بطون التاريخ ولكنها لازالت تؤثر في كل من يسمعها ويختبرها … إن حياتهم مستمرة ولم تنتهي بإنتهاء وجودهم علي الارض بل مستمرة في كل من يسير علي هديهم منتفعاً بخبراتهم الحية المختزنة لصالح الكنيسة كلها …
النوع الثاني :
التذكارات التعبدية : المعروفة بالليتورجيات … ( Litorgical )
وهي العبادات المرتبطة بأحداث تخص السيد المسيح سجلت في كتب العبادة مثل الأجبية المقدسة والأبصلمودية السنوية والكيهيكية … والتي فيها نعبد الله متذكرين أحداث صنعها لأجلنا …ففي كتاب الأجبية المقدسة نصلي سبع صلوات كل يوم متذكرين في كل ساعة حدثاً معيناً يستحق التسبيح والتمجيد من جانبنا نحو الله …
النوع الثالث :
التذكارات السرائرية : ( Sacramintal & Syntifical )
وهي ما تعرف بالذكري العينية والتي فيها ننال العطية ذاتها كما في سر الأفخارستيا وأحياناً يسميها بعض اللآهوتيين دعوة للوجود بنفس القوة ( Recalling ) … ففي القداس الإلهي ننعم بحلول الروح القدس لتحويل الخبز والخمر إلي جسد الرب ودمه بطريقة فائقة سرائرية ، وهما نفس الجسد ونفس الدم الذين سلمهما الرب لتلاميذه الأطهار في يوم الخميس الكبير الذي فيه أتم الرب عمل العشاء السري مع تلاميذه الأطهار …
النوع الرابع :
التذكارات السيدية : ( For The Lord ) :
أي الأعياد السيدية السيدية التي تخص السيد المسيح له المجد كإله متجسد صنع خلاصنا علي الصليب …
قانونية الأعياد من خلال الكتاب المقدس وأقوال الآباء والبروتستانت :
لقد شهد البروتستانت أيضاً بالغرض الذي ترمى إليه الكنيسة من هذه الأعياد فقد قال صاحب ريحانة النفوس ( إن الأعياد التي كانت عند المسيحين الأولين كانت تحتفظ بإعتبار وإحترام عظيمين وكان المقصود بها إنتشار روح التقوى بواسطة مراجعة الحوادث والتعاليم العظيمة المدلول عليها بهذه الأعياد ، ولا ريب أنه قد حصل من ذلك منفعة في تلك العصور الاولي … وكذلك من عيد الميلاد قبل أن صار حفظه عمومياً فكأن الأعياد تاريخ فعلي منظور محسوس ناطق يساعد التاريخ المكتوب المطوى في سطور الكتب المجهول من العامة وقليل العلم من بني الإنسان … بل هو تاريخ يقرأه البسطاء والعامة بما يرونه ممثلاً أمامهم في تلك الحفلات المقدسة التي تقام في أوقاتهاالمعينة من كل عام … ولا نظن أن واحداً من العقلاء أو البسطاء من المؤمنين ينكر فائدة هذه الأعياد ما دام الرب أمر بها وباركها والرسل مارسوها … وما دام هذه غرضها وما زالت ترمي إلي هذا القصد المقدس من التعليم وإحياء ذكري تلك النعم والبركات التي نزلت من عند أبي الأنوار …
الطقوس العامة للأعياد السيدية :
1- طريقة التسبحة والمردات والألحان بالطريقة الفرايحي 0
2- بالنسبة للبرامون وعشيته … طريقته سنوية عادية تماماً … ويراعي فيه ملاحظة إذا كان هناك أي أبصاليات أو ذكصولوجيات أو ألحان ينبغي أن تقال كل في مكانها 0
3- بالنسبة لتسبحة عشية بالطقس الفرايحي مع ملاحظة عدم وجود إختلاف إلا في الإبصالية الخاصة باليوم السابق أو بيوم العيد نفسه … حسب ترتيب الأعياد كما سيرد ذكره 0
4- في رفع بخور عشية العيد المردات بالفرايحي مع مراعاة الاتي :
بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس … ويراعي أن تقال أرباع العيد … كذلك في الذكصولوجيات وتقال أوشية الراقدين وإذا كان هناك مرد للمزمور والانجيل ينبغي أن يقال كذلك في ختام العشية يلاحظ الجملة الخاصة بالعيد 0
5- في تسبحة العيد نفسه … باللحن الفرايحي … الذي يتأثر بالطريقة الفرايحي والالحان الاتية تين أوية انثوك … المجمع … الذكصولوجيات والابصالية … اللبش الذي يقال بعد الثيئوطوكية …ختام الثيؤطوكيات الواطس … ( كذلك لبش ثيئوطوكيات الايام الواطس فقط ) … بالنسبة للمجمع لا يقال كله وإنما بقال حتي ربع ( كيري أكلاف ذي أوس … ) ثم يختم ( بقديس اليوم والبابا والمطران أو الاسقف )
6- هناك بعض الأعياد لها هوس كبير يقال بعد تين ثينو وقبل الهوس الاول … كذلك … هناك بعض الأعياد لها إبصاليات إضافية تقال قبل الهوس الأول والثاني والمجمع والهوس الرابع والثيئوطوكية … ولهانظام خاص … سيرد في تفصيل طقس هذه المناسبات 0
7- تصلي صلاه باكر فقط دون ذكصولوجيات التي لها نظام خاص سنورده في مكانه 0
8- في رفع بخور باكر بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس ولها ترتيب الاتي : ذكصولوجية باكر القطعة الاولي ( تين أو أوشت … حتي … هيتينو أفشي ) ثم يكمل بباقي الارباع الخاصة بالعيد والموجودة في باب أرباع الناقوس بالابصلمودية ثم الربع الخاص بشفيع الكنيسة ثم ( إيسوس أخرستوس إنساف نيم فوأو … نم أبؤرو ) مع ملاحظة أن الطريقة مختلفة عن الطريقة السنوية التي تتلي بها خلال السنة وفي العشية فالطريقة هنا فرايحي … ثم تقال أوشية المرضى …ويعدها تقال باقي ذكصولوجية باكر كالمعتاد فيما عدا ( القطعة الثانية التي تبدأ بها : ولها نظام يسمى بالسبع طرائق … حيث يقال العشرون ربع منها كل أربعة بطريقة ثم آخر ربعين بطريقة … ويكمل باقي الذكصولوجية بطريقتها العادية ثم ختام الثيئوطوكيات الآدام … ويختم بلحن إبؤرو وهي الطريقة السابقة ) يقال بعد ذلك أوشية القرابين ثم الذكصولوجيات ويراعي فيها أن تكون ذكصولوجية العيد هي أو الذكصولوجيات أي قبل ذكصولوجية العذراء … ثم يقال بعض الذكصولوجيات ويختم كالمعتاد … مع مراعاة الطريقة الفرايحي 0
9- يقدم الحمل بدون مزامير … يقال هللويا فاي بي بي … ني سافيف تيرو … طاي شوري … الهتينيات الخاصة بالعيد في مكانها … مرد الإبركسيس … مرد المزمور والانجيل … المزمور يطرح باللحن السنجاري … الاسبمس ( الآدام والواطس ) وهما علي نغمة إفرحي يامريم … وأيها الرب … ثم التوزيع الذي يراعي فيه الجملة الخاصة بالعيد ( مرد إنجيل قداس العيد ) يقال كل ربع من مزمور التوزيع … كذلك يراعي وجود المديحة الخاصة بالعيد … إلي جانب أي ألحان أخري أضافية خاصة بالعيد 0
10- إذا وقع عيد سيدي كبير أم صغيراً في يوم أحد فتقرأ الفصول الخاصة به بدلاً من فصول الاحد – ويعتبر عيد الصليب كالاعياد السيدية وتكون طريقة طقسية شعانيني 0
11- يجب أن يصلي بالطقس الفرايحي في كل يوم 29 من كل شهر قبطي ما عدا شهري طوبة وأمشير لأنهما يرمزان إلي الناموس والانبياء الذين تنبأوا عن السيد المسيح ويكون مرد التوزيع خاصاً للأعياد الثلاثة ( البشارة والميلاد والقيامة ) 0
12- تصلي الاعياد السيدية الصغري بالطقس الفرايحي ما عدا خميس العهد الذي له طقس خاص إذ يقع في أسبوع البصخة المقدسة ( أعياد الرب يجب أن نفرح فيها فرحاً روحانياً ولا نحزن ) ( ب31 دسقولية )
13- إذا جاء الاعياد السيدية الصغري يوم أربعاء أو جمعة فلا يجب فيه الفطر وإنما يحل الصوم الإنقطاعي بأطعمه صيامي 0
14- لا يكون فيه مطانيات إذ أن المطانيات مرتبطة بالصوم الإنقطاعي 0
15- حيثكما نصلي بالطقس الفرايحي تقال الساعة الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل 0
16- يصلي الكاهن في الاعياد السيدية الصغري … ( قسمة الاعياد ) السيدية ( نسبح ونمجد إله الآلهة ) ما عدا خميس العهد تقال فيه قسمة ذبح إسحق 0
17- الفترة من عيد الميلاد إلي عيد الختان ( من 29 كهيك إلي 6 طوبة ) تؤدي فيه الصلوات بالطقس الفرايحي وتقام القداسات بعد مزامير الساعة الثالثة والسادسة … وصوم الاربعاء والجمعة في هذه الفترة ينتهي بعد القداس مباشرة ويكتفي فيها بالاطعمة الخالية من الدسم دون إنقطاع طويل لأنها أيام فرح 0
18- الفترة بين عيد الختان وعيد الغطاس 0 تؤدي فيها الصلوات بالطقس السنوى ويصام الاربعاء والجمعة كالمعتاد 0
19- الفترة بين عيد الغطاس وعبد عرس قانا الجليل ( 11 طوبة إلي 13 طوبة ) تؤدي فيها الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيها الصوم الإنقطاعي 0
20- يحتفل بعيد الصليب المجيد في 17 توت لمدة ثلاثة أيام ( 17 ، 18 ، 19 توت ) وقراءتها ( 18 ، 19 ) حول عيد الصليب أيضاً … وعيد الصليب يعتبر كالاعياد السيدية الصغري وطريقته فرايحي وطقسه شعانيني … كذلك يحتفل بعيد الصليب يوم 10 برمهات شرط أن يكون قبل جمعة ختام الصوم المقدس … وما يتم عمله في يوم 17 توت يتم عمله يوم 10 برمهات سواء من الدورة والالحان أو التسبحة أو القراءات حيث رتبت الكنيسة أن تتلو فصول يوم 17 توت كلما أحتفل بتذكار الصليب أو تملك الملك البار قسطنطين … لذلك فقراءات يوم 17 تقرأ يوم 10 برمهات ( تذكار ظهور الصليب المجيد ) 12 مسري ( تملك الملك البار قسطنطين الذي ظهر له صليب من الكواكب عليه عبارة ( بهذا تغلب )
21- فترة الخماسين المقدسة بها بعض الطقوس الخاصة وهي :
· الطقس فرايحي دائماً 0
· طقس التجنيز في هذه الفترة يخلو من أي لحن حزين ولكنه طقسه فرايحي لأن هذه الأيام أيام فرح 0
· لا يجوز فيها صيام الاربعاء والجمعة لأنها أيام فرح وإبتهاج 0
· تخلو هذه الفترة من الميطانيات لنفس السبب 0
· لا تتلي في أيام الخماسين السنكسارات ( تواريخ نياحة القديسين ) لأن إشراق القيام تحجب فيه الكواكب والنجوم حيث إشراق قيامة شمس البر 0