استعادة صوره الله
_______________
واما الرب فهو الروح وحيث
روح الرب هناك حرية.ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآه نتغير الى
تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح... اذا ان كان أحد فى المسيح
فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا.
2كونثوس3:
17-18، 5: 17
علاقتنا بالله أقوى من أية علاقة بشرية. كل العلاقات الاخرى هى
مجرد رموز لها. اصلا واساسا اننا على صوره الله، وعلينا ايجاد التوقير مرارا وتكرارا لهذه الحقيقه.
ان اعظم امل يلقاه كل من يبحث او لكل علاقة او زيجة هو ان
نعلم بأن صورة الله حتى ان كنا قد شوهناها وابتعدنا عن الله ، الا أن انعكاسا ياهتا
لصورته يبقى فينا. فبالرغم من فسادنا فأن الله لايريد لنا أن نفقد نصيبنا كمخلوقات
مصنوعه على صورته. لذلك ارسل ابنه الوحيد يسوع- آدم الثانى- ليقتحم قلوبنا (رومية5:
17-19، 1كورنثوس15: 45). فبيسوع يستعيد كل رجل وامرأه صورة الله، وأيضا كل علافه.
المسيح يفتح الطريق الى الله وبعضنا الى بعض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان يسوع هو المصالح الالهى: لقد جاء ليصالحنا مع الله ومع الآخرين، ويقضى على التنافر
والنزاع الداخلى فى حياتنا (أفسس2: 11-19). فعندما نكتئب أو يهبط معنوياتنا ، يجب
علينا أكثرمن أى وقت مضى أن نسعى اليه. كل من يبحث سيجد الله. ان هذا وعد. يقول
الله فى أرميا : " وتطلبوننى فتجدوننى اذ تطلبوننى بكل قلبكم" (أرميا29: 13). واليك
كلمات الانجيل الرائعة: "لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (لوقا11: 10)
ان هذه الكلمات لاتزال صادقة اليوم، واذا أخذناها بجدية، سيصبح الله حى فى قلوبنا.
ان الطريق الى الله مفتوح لكل شخص. ولا يستثنى أى بشر من هذه
العطية، لأ يسوع جاء كبشر. وقد أرسله الله ليستعيد صورته فينا. وبه حصلنا على الآب.
لكن هذا لا يحدث الا عندما يصير اختبار يوم الخمسين ( يوم نزول الروح القدوس على
التلاميذ الاولين) حقيقة متوجهة فى حياتنا ، بمعنى عندما نختبر التوبة الشخصية والهداية والايمان.
ان أعجوبة يوم الخمسين ، حين أنزل الروح القدس الى الارض
بكامل القوة وبكامل المحبة، يمكن لها أن تحدث فى اى مكان فى العالم وفى أى زمان.
يمكن لها ان تحدث أينما وجد أناس لسماع جواب بطرس القديم: " توبوا وليعتمد كل واحد
منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا... اخلصوا من هذا الجيل الملتوى" ( أعمال2: 37-40 )
التحرر يأتى عن طريق الخضوع وليس بفضل الاجتهاد البشرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الصليب فقط يمكننا أن نجد الغفران والخلاص .عند الصليب نختبر الموت. وهذا الموت
يحررنا من اى شئ يعوق شركتنا مع الله ومع الاخرين ويجدد علاقتنا معهم. ففى تركنا
للخطيه والشر الذى قد استبعدنا، سنجد التحرر فى يسوع. لايمكننا مطلقا تحرير انفسنا
أو اصلاح انفسنا باجتهادنا البشرى. كل ما يمكن أن نفعله هو ان نسلم أنفسنا كليا
يسوع ولمحبته، بحبث لا تعود حياتنا تنتمى الينا بعد وانما اليه هو .
يكتب والدى" هاينريتش ارنولد " فيقول:
"لو أردنا الشفاء من حيل الشيطان وسهامه... يجب أن
يكون لنا الثقة المطلقة نفسها التى كانت للمسيح فى الله .فنحن بالاساس لا نملك شيئا
غير الخطيه والمعاصى. وما علينا الا أن نطرح خطايانا أمامه فى ثقه. عندئذ يمنحنا
الغفران والنقاء وسلام القلب، وهذه تقودنا الى المحبة لا توصف"
فماذا يعنى قول "طرح خطايانا أمامه فى ثقة"؟... ان التحرر وامكانية المصالحة تبدأ عندما نعترف
بالاتهامات الموجهة لنا من قبل ضميرنا. ان الخطية تعيش فى الظلام وتود البقاء هناك.
ولكن عندما نحضر خطايانا التى تثقل كاهلنا الى النور ونعترف بها بغير تحفظ، فستنطهر
وسنتحرر. والقصة التى تحكيها لنا " دارلين " التى أعرفها معرفة شخصية ، توضح ذلك ،
تقول دارلين:
" تعرفت فى الصف التاسع من مرحلة الدراسة المتوسطة على " زوج المستقبل "!
وأنفقت ساعات طويلة سرا فى الكتابة فى دفتر يومياتى، صرت أحلم به
وأراقب بيته أملا فى أن أراه من النافذه. وبعد مرور عدة سنوات تزوج فتاة أخرى،
وانهار عالمى الخيالى الذى عشت فيه. وأثناء دراستى فى المدرسة الثانوية، حاولت
أن أكون جزءا من التيار الملتزم، حريصة على ما اقول وافعل زالبس. لكن بمرور الوقت ،
ولغاية تخرجى، تغيرت تدريجيا، ولجأت الى العبث مع فتيان كثيرين، ورغم احساسى بالذنب
تجاه هذا بسبب نشأتى وتربيتى، الا اننى اخترت مجرد أن أتجاهل هذا الاحساس. أخمدت
ضميرى المحتج واقنعت نفسى بأنى قادرة على معالجة أى موقف.
وبعد المرحلة الثانوية، سافرت الى اسرائيل، بقصد أن أقضى عاما فى "كيبوتز" أى مزرعة جماعيه. فى
اول الامر صدمت من مناسبات الاستماع المستمرة والانهماك الكامل فى الجنس بين
المراهقين هناك. ولكن سرعان ما وجدت نفسى أندمج فى جو المزرعة وأرتاب غرف الشباب
وأذهب الى جماعات الشرب والديسكو، مثل أى شخص آخر. قلت فى نفسى: " يمكننى أن أنسحب
من هذا الجو فى اى وقت". لكن ماهى الا أسابيع حتى تركت نفسى أخدع مع فتى قال لى انه
يحبنى حبا حقيقيا ، وكنت أريد أن أصدقه حتى اننى سقطت معه، رغم علمى يأنه كان "دون
جوان" المزرعه. بدأت أشعر بالذنب أكثر وأكثر، ورايت أنى أفعل بالضبط ماكنت أزعم أن
لدى القوه على مقاومته . أصبحت بالذعر عندما رأيته بعد عدة ليالى مع فتاة اخرى.
رجعت الى بلدى، وفى العامين التاليين، ظننت أني تجاوزت مشكلتي وتغلبت
عليها، لكن الأمر لم يكن كذلك فقد سقطت ثانيه. وعدي رجل بمستقبل رائع ، وظل يردد
على مسامعي كم كان يحبني، وكم كنت جميله أردت في يأس أن أصدقه ، وسرعان ما تشابكت
الأيادي، ثم كان العناق والقبلات واللمسات- شيء يستدرج الأخر وحيث كان يريد مني ما
هو أكثر، أغلقت بإحكام تام على جمع مشاعر الذنب والفظاعه الشنيعه. واستسلمت عندما
طلب مني الجنس اخترت أن أغوص في الخطيه ، بدلأ من مواجهه الفوضى المطلقه التي كنت
فيها بل أنني أردت الهروب من بيتى لاعيش معه ، ووعدته بحبي وإخلاصي، حتى عندما هدد
بقتلي لو أخبرت أى إنسان عن علاقتنا وفي اليوم التالي اختفى، ولم أره ثانيه
لقد كنت معذبه بالإحباط، ففكرت بالإنتحار. ألمني رأسي بلا توقف، وشعرت أني في طريقي الى
الجنون لقد استبد بي الجنس، ولم أرى كيف يمكنني أن أواصل وجودى بدون رجل "يحبني"
وانتقلت من فتى لأخر؟ حتى كان إثنان منهم مرتبطين بفتيات أخريات. انتابني إحساس
باليأس ، وبكيت ساعات طويله سرا خلال كل ذلك ورغم شعورى بأني عاهره حقيره إلا أنني
حاولت أن أظهر لعائلتى وأصدقائي في صوره السعيده والواثقة...
لكن حياتي المزدوجه ما كان لها أن تدوم الى الأبد، وأخيرا إنفضح كذبي. أحسست بأن الله كان
يعطيني فرصة أخرى. وقد لا أجد مره ثانية فرصة مثل هذه ، للاقلاع عن خطيئتي. فاتجهت
الى والدى بتسليم وخضوع، واعترفت لهما بكل شيء لم يكن الثسيطان يريدني الإفلات من
قبضته بسرعة فكان يعذبني في النوم، لكن أعماق محبه الله أصبحت حقيقيه جدا بالنسبة
لي في الأسابيع والشهور التاليه. كانت هناك محبه وصلوات متواصلة من جانب أسرتي
وكنيستى الذين لم يفقدوا الأمل من أجلي. أنا أومن أن الصلاه طردت بعيدأ الكثير من
الأرواح الشريره التى كان يبدو لي أنها تحوم حولي خصوصا في تلك الأسابيع الأولى
.
بعد شهور من النضال القاسي، انقطعت أخيرا عبوديتى للشر. ثم جاءت اللحظه الثي
لا تنسى عندما أعلن راعي الكنيسه باسم الرب أن جميع خطاياى قد غفرت إذ إن قوه وبهجه
تلك اللحظه ليس لهما حدود .
عندما نكون مثقلين بحمل الخطيه، فسيكون إيجاد
شخص نحادثه عن هذا الحمل، عطية جسيمه .فحينما يفتح المرء قلبه لشخص آخر فإن هذا
الأمر يمكن تشبيهه بفتح بوابة قناة في سد، إذ يجرى الماء متدفقا الى الخارج ، ويزول
الضغط وإن كان الإعتراف أمينا ومن القلب، فإنه يمكن أن يحدث إحساسا عميقا بالراحة،
لأنه الخطوة الأولى نحو الغفران في نهاية المطاف ، علينا المثول أمام الله ولا
يسعنا الهروب أو الإختباء كما فعل آدم وحواء عندما عصياه ٠ إذا كنا على إستعداد
للمثول أمامه في نور إبنه يسوع، فسيحرق كل ذنوبنا ويجعلها دخانأ منثورا.
ومثلما أعطى الله للرجل الأول وللمرأه الأولى سلاما وفرحا في جنة عدن ، فإنه يعطي كل مؤمن
مهمة السير نحو النظام الجديد في ملكوته، ملكوت السلام ولكي ننفذ هذه المهمه علينا
قبول سياده الله في حياننا، وعلى إستعداد للمضي في كامل طريق يسوع المسيح ، أي بدءا
في المذود في بيت لحم وإنثهاءآ على خشبة الصيلب في جلجثه. إنها مسيرة ه وضيعه جدا،
وبإنكسار. لكنها الطريق الوحيد الذى يؤدي الى النور الكامل والى الأمل
إن يسوع وحده القادر على غفران الخطايا وإزالة آثامنا، لأنه وحده الخالي من كل عيب هو
القادر أن يحرك ضمائرنا ويحررها من الدنس والمرارة والتنافر(عبرانيين9 : 14 ) لو
أننا قبلنا تنشيط ضميرنا وما يحركه فينا ضد الشر، ورحبنا بحكم الله ورحمته، فلا يهم
عندها كم كنا خاطئين أو فاسدين فالضمير الذي درج على أن يكون عدوا لنا، يصبح في المسيح صديقا.
الغفران له المقدرة على تغير حياتنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن غفران الخطايا التى يقدمها يسوع لها طاقه مؤثره الى درجه أنها تغير حياه الشخص
كليا. فلو سلمنا أنفسنا للمسيح، فسيزول كل شئ يجلعنا خائفين أو منعزلين، وسيختفي
ويتلاشى كل شيء يجعلنا نجسين ومخادعين سيحدث إنقلاب أو قل ستتعدل الأمور، كل ما هو
فوق سصبح تحت، وماهو تحت سيصبح فوق سيبدأ هذا التغير في أعماق القلب والكيان، ثم
بعد ذلك تتحول وتتبدل حياتنا الداخليه والخارجيه معأ، بما في ذلك جميع علاقاتنا
ويتبين بوضوح إذا كان الشخص قد تغير بهذه الطريقة أم لا، عندما يواجه المرء (هو
أو هي) الموت. إن أولئك الذين يحيطون بسرير الإنسان المشرف على الموت، يدرون كم هي
مهمة وحاسمة بمغزاها علاقة الشخص الداخلية بالله. ويدرون بأن في نهاية الأمر ،
وعندما تسحب الأنفاس الأخيرة ٠ فأن هذا الرباط هو الشيء الوحيد الذي يعول عليه.
إن مهمه الانسان على مدى الحياه هي الاستعداد للمثول أمام الله. يعلمنا يسوع
كيف نفعل ذلك بقوله "بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هولاء الاصاغر فبى فعلتم"، ويقول
كذلك ٠ ´´هنيئا للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات´´ وأنا شخصيأ قد اختبرت هذا
عند فراش الموت في الساعات الأخيره لبعض الأشخاص وجدت أن الشخص الذى عاش لأجل
الآخرين، مثلما فعل يسوع، يكون الله قريبا جدآ منه في ساعته الأخيره. ورأيت أيضا
عذاب وآلام أولئك الذين عاشوا حياه أنانية وشريره ، عند غصه الموت كل منا سواء
المتزوج أو الأعزب، يحتاج الى أن يدرك بعمق، الكلمات الابديه الشافية ليسوع ٠
"وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر´´ (متى28: 20) بيسوع نجد الحياه والمحبة
والنور وبه يمكن لحاتنا وعلاقاتنا أن تتنقى من كل ما يتقل كاهلنا، وتتخلص مما
يتعارض مع المحبه، وتسترد صوره الله فينا .
_______________
واما الرب فهو الروح وحيث
روح الرب هناك حرية.ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآه نتغير الى
تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح... اذا ان كان أحد فى المسيح
فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا.
2كونثوس3:
17-18، 5: 17
علاقتنا بالله أقوى من أية علاقة بشرية. كل العلاقات الاخرى هى
مجرد رموز لها. اصلا واساسا اننا على صوره الله، وعلينا ايجاد التوقير مرارا وتكرارا لهذه الحقيقه.
ان اعظم امل يلقاه كل من يبحث او لكل علاقة او زيجة هو ان
نعلم بأن صورة الله حتى ان كنا قد شوهناها وابتعدنا عن الله ، الا أن انعكاسا ياهتا
لصورته يبقى فينا. فبالرغم من فسادنا فأن الله لايريد لنا أن نفقد نصيبنا كمخلوقات
مصنوعه على صورته. لذلك ارسل ابنه الوحيد يسوع- آدم الثانى- ليقتحم قلوبنا (رومية5:
17-19، 1كورنثوس15: 45). فبيسوع يستعيد كل رجل وامرأه صورة الله، وأيضا كل علافه.
المسيح يفتح الطريق الى الله وبعضنا الى بعض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان يسوع هو المصالح الالهى: لقد جاء ليصالحنا مع الله ومع الآخرين، ويقضى على التنافر
والنزاع الداخلى فى حياتنا (أفسس2: 11-19). فعندما نكتئب أو يهبط معنوياتنا ، يجب
علينا أكثرمن أى وقت مضى أن نسعى اليه. كل من يبحث سيجد الله. ان هذا وعد. يقول
الله فى أرميا : " وتطلبوننى فتجدوننى اذ تطلبوننى بكل قلبكم" (أرميا29: 13). واليك
كلمات الانجيل الرائعة: "لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (لوقا11: 10)
ان هذه الكلمات لاتزال صادقة اليوم، واذا أخذناها بجدية، سيصبح الله حى فى قلوبنا.
ان الطريق الى الله مفتوح لكل شخص. ولا يستثنى أى بشر من هذه
العطية، لأ يسوع جاء كبشر. وقد أرسله الله ليستعيد صورته فينا. وبه حصلنا على الآب.
لكن هذا لا يحدث الا عندما يصير اختبار يوم الخمسين ( يوم نزول الروح القدوس على
التلاميذ الاولين) حقيقة متوجهة فى حياتنا ، بمعنى عندما نختبر التوبة الشخصية والهداية والايمان.
ان أعجوبة يوم الخمسين ، حين أنزل الروح القدس الى الارض
بكامل القوة وبكامل المحبة، يمكن لها أن تحدث فى اى مكان فى العالم وفى أى زمان.
يمكن لها ان تحدث أينما وجد أناس لسماع جواب بطرس القديم: " توبوا وليعتمد كل واحد
منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا... اخلصوا من هذا الجيل الملتوى" ( أعمال2: 37-40 )
التحرر يأتى عن طريق الخضوع وليس بفضل الاجتهاد البشرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الصليب فقط يمكننا أن نجد الغفران والخلاص .عند الصليب نختبر الموت. وهذا الموت
يحررنا من اى شئ يعوق شركتنا مع الله ومع الاخرين ويجدد علاقتنا معهم. ففى تركنا
للخطيه والشر الذى قد استبعدنا، سنجد التحرر فى يسوع. لايمكننا مطلقا تحرير انفسنا
أو اصلاح انفسنا باجتهادنا البشرى. كل ما يمكن أن نفعله هو ان نسلم أنفسنا كليا
يسوع ولمحبته، بحبث لا تعود حياتنا تنتمى الينا بعد وانما اليه هو .
يكتب والدى" هاينريتش ارنولد " فيقول:
"لو أردنا الشفاء من حيل الشيطان وسهامه... يجب أن
يكون لنا الثقة المطلقة نفسها التى كانت للمسيح فى الله .فنحن بالاساس لا نملك شيئا
غير الخطيه والمعاصى. وما علينا الا أن نطرح خطايانا أمامه فى ثقه. عندئذ يمنحنا
الغفران والنقاء وسلام القلب، وهذه تقودنا الى المحبة لا توصف"
فماذا يعنى قول "طرح خطايانا أمامه فى ثقة"؟... ان التحرر وامكانية المصالحة تبدأ عندما نعترف
بالاتهامات الموجهة لنا من قبل ضميرنا. ان الخطية تعيش فى الظلام وتود البقاء هناك.
ولكن عندما نحضر خطايانا التى تثقل كاهلنا الى النور ونعترف بها بغير تحفظ، فستنطهر
وسنتحرر. والقصة التى تحكيها لنا " دارلين " التى أعرفها معرفة شخصية ، توضح ذلك ،
تقول دارلين:
" تعرفت فى الصف التاسع من مرحلة الدراسة المتوسطة على " زوج المستقبل "!
وأنفقت ساعات طويلة سرا فى الكتابة فى دفتر يومياتى، صرت أحلم به
وأراقب بيته أملا فى أن أراه من النافذه. وبعد مرور عدة سنوات تزوج فتاة أخرى،
وانهار عالمى الخيالى الذى عشت فيه. وأثناء دراستى فى المدرسة الثانوية، حاولت
أن أكون جزءا من التيار الملتزم، حريصة على ما اقول وافعل زالبس. لكن بمرور الوقت ،
ولغاية تخرجى، تغيرت تدريجيا، ولجأت الى العبث مع فتيان كثيرين، ورغم احساسى بالذنب
تجاه هذا بسبب نشأتى وتربيتى، الا اننى اخترت مجرد أن أتجاهل هذا الاحساس. أخمدت
ضميرى المحتج واقنعت نفسى بأنى قادرة على معالجة أى موقف.
وبعد المرحلة الثانوية، سافرت الى اسرائيل، بقصد أن أقضى عاما فى "كيبوتز" أى مزرعة جماعيه. فى
اول الامر صدمت من مناسبات الاستماع المستمرة والانهماك الكامل فى الجنس بين
المراهقين هناك. ولكن سرعان ما وجدت نفسى أندمج فى جو المزرعة وأرتاب غرف الشباب
وأذهب الى جماعات الشرب والديسكو، مثل أى شخص آخر. قلت فى نفسى: " يمكننى أن أنسحب
من هذا الجو فى اى وقت". لكن ماهى الا أسابيع حتى تركت نفسى أخدع مع فتى قال لى انه
يحبنى حبا حقيقيا ، وكنت أريد أن أصدقه حتى اننى سقطت معه، رغم علمى يأنه كان "دون
جوان" المزرعه. بدأت أشعر بالذنب أكثر وأكثر، ورايت أنى أفعل بالضبط ماكنت أزعم أن
لدى القوه على مقاومته . أصبحت بالذعر عندما رأيته بعد عدة ليالى مع فتاة اخرى.
رجعت الى بلدى، وفى العامين التاليين، ظننت أني تجاوزت مشكلتي وتغلبت
عليها، لكن الأمر لم يكن كذلك فقد سقطت ثانيه. وعدي رجل بمستقبل رائع ، وظل يردد
على مسامعي كم كان يحبني، وكم كنت جميله أردت في يأس أن أصدقه ، وسرعان ما تشابكت
الأيادي، ثم كان العناق والقبلات واللمسات- شيء يستدرج الأخر وحيث كان يريد مني ما
هو أكثر، أغلقت بإحكام تام على جمع مشاعر الذنب والفظاعه الشنيعه. واستسلمت عندما
طلب مني الجنس اخترت أن أغوص في الخطيه ، بدلأ من مواجهه الفوضى المطلقه التي كنت
فيها بل أنني أردت الهروب من بيتى لاعيش معه ، ووعدته بحبي وإخلاصي، حتى عندما هدد
بقتلي لو أخبرت أى إنسان عن علاقتنا وفي اليوم التالي اختفى، ولم أره ثانيه
لقد كنت معذبه بالإحباط، ففكرت بالإنتحار. ألمني رأسي بلا توقف، وشعرت أني في طريقي الى
الجنون لقد استبد بي الجنس، ولم أرى كيف يمكنني أن أواصل وجودى بدون رجل "يحبني"
وانتقلت من فتى لأخر؟ حتى كان إثنان منهم مرتبطين بفتيات أخريات. انتابني إحساس
باليأس ، وبكيت ساعات طويله سرا خلال كل ذلك ورغم شعورى بأني عاهره حقيره إلا أنني
حاولت أن أظهر لعائلتى وأصدقائي في صوره السعيده والواثقة...
لكن حياتي المزدوجه ما كان لها أن تدوم الى الأبد، وأخيرا إنفضح كذبي. أحسست بأن الله كان
يعطيني فرصة أخرى. وقد لا أجد مره ثانية فرصة مثل هذه ، للاقلاع عن خطيئتي. فاتجهت
الى والدى بتسليم وخضوع، واعترفت لهما بكل شيء لم يكن الثسيطان يريدني الإفلات من
قبضته بسرعة فكان يعذبني في النوم، لكن أعماق محبه الله أصبحت حقيقيه جدا بالنسبة
لي في الأسابيع والشهور التاليه. كانت هناك محبه وصلوات متواصلة من جانب أسرتي
وكنيستى الذين لم يفقدوا الأمل من أجلي. أنا أومن أن الصلاه طردت بعيدأ الكثير من
الأرواح الشريره التى كان يبدو لي أنها تحوم حولي خصوصا في تلك الأسابيع الأولى
.
بعد شهور من النضال القاسي، انقطعت أخيرا عبوديتى للشر. ثم جاءت اللحظه الثي
لا تنسى عندما أعلن راعي الكنيسه باسم الرب أن جميع خطاياى قد غفرت إذ إن قوه وبهجه
تلك اللحظه ليس لهما حدود .
عندما نكون مثقلين بحمل الخطيه، فسيكون إيجاد
شخص نحادثه عن هذا الحمل، عطية جسيمه .فحينما يفتح المرء قلبه لشخص آخر فإن هذا
الأمر يمكن تشبيهه بفتح بوابة قناة في سد، إذ يجرى الماء متدفقا الى الخارج ، ويزول
الضغط وإن كان الإعتراف أمينا ومن القلب، فإنه يمكن أن يحدث إحساسا عميقا بالراحة،
لأنه الخطوة الأولى نحو الغفران في نهاية المطاف ، علينا المثول أمام الله ولا
يسعنا الهروب أو الإختباء كما فعل آدم وحواء عندما عصياه ٠ إذا كنا على إستعداد
للمثول أمامه في نور إبنه يسوع، فسيحرق كل ذنوبنا ويجعلها دخانأ منثورا.
ومثلما أعطى الله للرجل الأول وللمرأه الأولى سلاما وفرحا في جنة عدن ، فإنه يعطي كل مؤمن
مهمة السير نحو النظام الجديد في ملكوته، ملكوت السلام ولكي ننفذ هذه المهمه علينا
قبول سياده الله في حياننا، وعلى إستعداد للمضي في كامل طريق يسوع المسيح ، أي بدءا
في المذود في بيت لحم وإنثهاءآ على خشبة الصيلب في جلجثه. إنها مسيرة ه وضيعه جدا،
وبإنكسار. لكنها الطريق الوحيد الذى يؤدي الى النور الكامل والى الأمل
إن يسوع وحده القادر على غفران الخطايا وإزالة آثامنا، لأنه وحده الخالي من كل عيب هو
القادر أن يحرك ضمائرنا ويحررها من الدنس والمرارة والتنافر(عبرانيين9 : 14 ) لو
أننا قبلنا تنشيط ضميرنا وما يحركه فينا ضد الشر، ورحبنا بحكم الله ورحمته، فلا يهم
عندها كم كنا خاطئين أو فاسدين فالضمير الذي درج على أن يكون عدوا لنا، يصبح في المسيح صديقا.
الغفران له المقدرة على تغير حياتنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن غفران الخطايا التى يقدمها يسوع لها طاقه مؤثره الى درجه أنها تغير حياه الشخص
كليا. فلو سلمنا أنفسنا للمسيح، فسيزول كل شئ يجلعنا خائفين أو منعزلين، وسيختفي
ويتلاشى كل شيء يجعلنا نجسين ومخادعين سيحدث إنقلاب أو قل ستتعدل الأمور، كل ما هو
فوق سصبح تحت، وماهو تحت سيصبح فوق سيبدأ هذا التغير في أعماق القلب والكيان، ثم
بعد ذلك تتحول وتتبدل حياتنا الداخليه والخارجيه معأ، بما في ذلك جميع علاقاتنا
ويتبين بوضوح إذا كان الشخص قد تغير بهذه الطريقة أم لا، عندما يواجه المرء (هو
أو هي) الموت. إن أولئك الذين يحيطون بسرير الإنسان المشرف على الموت، يدرون كم هي
مهمة وحاسمة بمغزاها علاقة الشخص الداخلية بالله. ويدرون بأن في نهاية الأمر ،
وعندما تسحب الأنفاس الأخيرة ٠ فأن هذا الرباط هو الشيء الوحيد الذي يعول عليه.
إن مهمه الانسان على مدى الحياه هي الاستعداد للمثول أمام الله. يعلمنا يسوع
كيف نفعل ذلك بقوله "بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هولاء الاصاغر فبى فعلتم"، ويقول
كذلك ٠ ´´هنيئا للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات´´ وأنا شخصيأ قد اختبرت هذا
عند فراش الموت في الساعات الأخيره لبعض الأشخاص وجدت أن الشخص الذى عاش لأجل
الآخرين، مثلما فعل يسوع، يكون الله قريبا جدآ منه في ساعته الأخيره. ورأيت أيضا
عذاب وآلام أولئك الذين عاشوا حياه أنانية وشريره ، عند غصه الموت كل منا سواء
المتزوج أو الأعزب، يحتاج الى أن يدرك بعمق، الكلمات الابديه الشافية ليسوع ٠
"وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر´´ (متى28: 20) بيسوع نجد الحياه والمحبة
والنور وبه يمكن لحاتنا وعلاقاتنا أن تتنقى من كل ما يتقل كاهلنا، وتتخلص مما
يتعارض مع المحبه، وتسترد صوره الله فينا .