على صوره الله
ـــــــــــــــــــــ
وقال الله : ( نعمل الانسان
على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل
الارض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الارض ). فخلق الله الانسان على صورته . على
صوره الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: (اثمرواواكثروا واملأوا
الارض وأخضعوها). تكوين1 : 26-28
فى الفصل الافتتاحى لقصة الخليقة، نقرأ
أن الله خلق البشر- كلا من الذكر والأنثى- على صورته، وباركهم وأمرهم بأن يثمروا
ويعتنوا بالارض. ومنذ البداية- فى التو واللحظة- اظهرالله نفسه على انه الخالق الذى
" رأى... كل ما عمله فاذا هو حسن جدا " (تكوين1 : 31 ).
هنا نرى الله، من بدايه
الكتاب المقدس مباشرة يكشف لنا قلبه. هنا نكشف خطة الله لحياتنا.
كثيرون من المسيحيين فى هذا القرن، ان لم يكن معظمهم، يصرفون النظر عن قصة الخلق باعتبارها
أسطوره. فى حين يصر اخرون على ان التفسير الدقيق، الحرفى البحت، لسفرالتكوين، هو
فقط التفسير الصحيح.من جانبى، اكن التوقير للكتاب المقدس كما هو. فمن جهة لا أنوى
استبعاد الجدل فى اى شئ فيه، ومن جهة أخرى، أعتقد أن العلماء على حق فى تحذيرهم بأن
الكتاب المقدس يجب أن لايؤخذ حرفيا. وكما يقول الرسول بطرس: "أن يوما واحدا عند
الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد" (2بطرس3 :8 ).
صورة الله تميزنا
ــــــــــــــــــــــــ
ان الكيفية التفصيلية التي تمت فيها
خلق الكائنات البشرية تبقى أمرأ خفيأ يكشف عنه الخالق وحده. غير أنني على يقين من
شئ واحد هو أنه لا يمكن لأي شخص أن يجد أي معنى أو هدف بدون الله فبدلأ من أن نرفض
قصة الخلق مجرد لأننا لانفهمها، علينا إيجاد معناها الحقيقي الداخلي، ونعيد إكتشاف
مغزاها لنا اليوم في عصرنا الفاسد ضاع الإحترام والوقار بصورة شبه كلية لخطة
الله المبينة في سفر التكوين. فنحن لا نكنز بكفاية معنى الخليقة؟ المغزى من أن
الرجل والمرأة خلقا على صورة الله كشبهه وهذه المشابهة تميزنا بصفة خاصة عن سانر
المخلوقات وتجعل حياة الإنسان مقدسه (تكوين9: 6) أما النظر الى الحياة بطريقة تختنف
عن ذلك، كتقييم الناس حسب فاندتهم فقط ولس حسب مايراهم الله، فهذا معناه إحتقار
لقيمتهم وإهمال لكرامتهم
ماالمقصود بان الخليقة على صورة الله؟. إن المقصود بها
أن نكون صورة حية تعبر عن من هو الله. ومعناه ان نكون معاونين له ممن يواصل عمله في
الخلق وتنمية الحياه. معناه أن ننتمي الى الله، ويجب على كياننا ووجودنا أن يبقيا
دانمأ متعلقتان به ومرتبطتان بسلطانه وفي اللحظة التي نفصل فيها أنفسنا عن الله ٠
نفقد الرؤية للهدف الذي من أجله وجدنا على الارض
في سفر التكوين نقرأ بأن لنا
روح الله الحي ٠ ´´وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة.فصار
ادم نفيا حية" (تكوين2 : 7) وبإعطائنا روحه جعلنا الله كائنات مسؤولة تملك الحرية
للثفكير والعمل، وتأديها بمحبه
لكن حتى ونحن نملك روحأ حية ٠ فإننا نظل مجرد
صورة للخالق وعندما ننظر الى الخليقة على أن الله مركزها ومحورها وليس البشر ٠ سوف
ندرك مكاننا الحقيقي في ترتيبه الإلهي للامور. إن من ينكر أن الله هو أصله ٠ ومن
ينكر أن الله واقع حي في حياته ٠ سرعان ما يضيع في فراغ رهيب وفي النهاية يجد نفسه
واقعأ في فخ تأليه الذات ٠ الأمر الذي يجلب معه إحتقارآ لذاته وإحتقارأ لقيمة الآخرين
كلنا يشتاق الى ما لا يفنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا كان مصيرنا لو إن الله لم ينفخ فينا نسمة حياة؟ إن نظرية التطور برمتها التي نادى بها دارون، هي
في حد ذاتها خطيرة وعقيمه لأنها لاتتمركز حول الله ان في داخلنا شئ يصرخ ضد فكرة
أننا جئنا انى الوجود بواسطة كون لا هدف له. ففي أعماق نفس الانسان عطش لما هو دائم
ولا يفنى وبما أننا صنعنا على صوره الله والله أبدى فلا ممكن أن نثلاشى، في
نهاية الحياة، كالدخان فحياتنا متأصلة بالأبديه يقول ´´كريستوف بلومهاردت ( وهو
قس ألماني وكاتب وإشتراكي دينيا ) ):ان حياتنا تحمل علامة الأبدية ، علامة الله
الأبدي الذي خلقنا على صورته، ولايريدنا أن نبتلع الى زوال، بل يدعونا اليه،
الى ما هو أبدي لقد وضع الله الابديه في قلوبنا (جامعة3 : 11 )، وفي اعماق كل
منا إشتياق جارف الى الأبديه عندما نتنكر لهذه الحقيقه ونعيش لأجل الحاضر فقط، فإن
كل ما يحدث لنا في الحاة يظل غامضا ومغلفأ بألغاز محيره، ونظل في حالة إسثياء شديد
وعدم رضا. فلا يوجد شخص أو ثنظيم بشري يقدر أن يملا أشواق نفوسنا
يتحدث صوت الأبدية الى ضمائرنا بطريقة مباشرة جدأ، لذلك يمكن اعتبار الضمير العنصر الأعمق في
داخلنا؟ فهو يحذرنا ويوقظنا وينهضنا ويقودنا الى العمل الذي يوصينا به الله (رومية2
:14- 1٦ ). وفي كل مرة تجرح فيها النفس ينبهنا ضميرنا بهذا الجرح بتوجع بالغ. إن
كنا نصغي الى ضميرنا فإنه يرشدنا ويقودنا على إننا عندما ننفصل عن الله ، يضطرب
ضميرنا ويترنح ويضل ويصح هذا ليس فقط على الشخص المفرد فحسب بل على الزواج كذلك
فإبتدا من الإصحاح الناني من سفر التكوين تتبين لنا أهميه الزواج. فعندما خلق
الله آدم، قال الله بأن كل ما صنعه "هو حسن" ثم خلق المرأه لتكون معينأ ورفيقأ
للرجل ، لأنه رأى أن"ليس جيدا أن يكون ادم وحده" (ثكوين2: 18) هذا سر عميق: الرجل
والمرأه، الذكر والأنثى ينتميان معأ كصورة لشخصيه الله، وكلاهما يمكن أن يوجد في
الله. ومعأ يصيران كيانأ لا يمكن أن ينفصل أو يتجزأ .ان كل شئ خلقه الله يعطينا
رؤية داخلية في طبيعة الله - مثل الجبال الضخمة والمحيطات الهائلة والأنهار،
والبقاع والامتدادات الفسيحة من المياه، والعواصف والرعد والبرق والكتل الجليدية
والصحاري والمروج والأزهار والأشجار فهناك قوة وخشونة ورجولة ولكن هناك أيضا رقة
وأمومة وحساسيه وتمامأ مثلما لا توجد مختلف أشكال الحياة في الطبيعة بعضها بمعزل عن
بعض، كذلك أولاد الله - ذكور واناث- لا يوجدون فرادى فرغم إختلافهم لكن كلهم مصنعون
على صورة الله، ويحتاج بعضهم الى بعض ليحققوا مقاصد الله الحقيقيه
عندما تتشوه صوره الله تفقد علاقات الحياة هدفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه وضع مأساوي في الكثير من مجتمعات عصرنا اليوم، حيث نرى أن الفروق بين الرجل والمرأة معوجة
ومعكوسة ومشوهه إن الصورة النقية الطبيعية لله تتعرض للتدمير هناك كلام لا ينتهي عن
تحقيق المساواة للنساء، لكن عمليأ يتعرض النساء للظلم وسوء المعامله والأستغلال
أكثر من ذي قبل. وفي الأفلام والتلفزمون والمجلات والاعلانات ترسم المرأة المثالية
(وكذلك الرجل) كمجرد موضوع جنسي
عمومأ فإن الزيجات في مجتمعنا لم يعد ينظر
إليها نظرة مقدسه. لقد تزايد عدد الذين ينظرون الى الزواج على إنه مجرد تجربة أو
إنه عقد بين إثنين من الناس يقاس كل شئ فيه بمدد محددة أو بشروط على حسب إهتماماتهم
الخاصه. وعندما تفشل الزيجات فهناك دائمأ حرية اختيار الطلاق دون أن ينطوي ذلك على
ذنب أو عيب، يلي نلك محاولة جديدة للزواج من شريك آخر كثيرون من الناس لم يعد
يقلقهم أو يهمهم أخذ أو إعطاء وعود بالامان والاخلاص ، فهم يعيشرن معأ لا غير.
والنساء اللواتي يحملن ويلدن ويربين الاطفال أو يستمرن في الزواج من نفس الزوج
أصبحن في أحيان كثيرة موضع احتقار وحتى عندما يكون زواجهن زواجا صحيأ وناجحا، كثيرأ
ما ينظر إليهن كضحايا للظلم يحتجن الى "الانقاذ"´ من هيمنة الجس الخشن
وأما الأطفال فلم يعد هناك تثمين لهم ككنوز في كثاب سفر التكوين يأمر الله ٠ ´´اثمروا
واكثروا´´، أما ائيوم فنرى من يتجنب ´´عبء´´ النسل الغير مرغوب فيه، وذلك باللجوء
الى الإجهاض المشروح (في دول متزايده) واصبح ينظر للاطفال على أنهم مصدر إزعاج وأن
مجيئهم الى العالم يكلف الكثير، وكذلك تربيتهم وتعليمهم تعليمأ عاليأ أنهم يشكلون
نزيفأ اقتصاديأ في حياتنا الماديه. بل حتى محبتهم تستنزف وقتأ طويلا
فهل من الغريب من أن الكثيرين في أيامنا هذه قد فقدوا الأمل؟ ومن أن العديد قد يئسوا من
إمكانية الحب الوفي المديد؟ فالحياة فقدت قيمتها؟ وأصبحت رخيصة؟ ومعظم الناس لم
يعودوا يروها كهبة من الله. إن التقدم في الهندسة الطبية البيولوجية وفي تقنيات
تصوير الجنين على الشاشات ، مكنت أعدادأ متزايدة من الأزواج أن يختاروا الإجهاض
لأسباب أنانيه. وهكذا فالحياة بدون الله ممات ، وليس هناك غير الظلمة وجروحات
الإنفصال عنه العميقه
بالرغم من جهود الكثير من الافراد المتفانين، إلا أن
الكنيسة فشلت فشلا ذريعأ في صراعها ضد هذا الموقف. مهما كان الأمر فيجب على كل منا
أن يعود الى البداية لنسأل أنفسنا مرة أخرى ٠ ´´لماذا خلق الله الرجل والمرأة
أساسا؟`´. لقد خلق الله كل شخص على صورته ٠ وحدد عملا خاصأ متميزأ لكل رجل وإمرأة
وطفل على وجه الأرض ٠ وهو عملا يتوقع منا إنجازه لا يقدر أحد تجاهل قصد الله من كل
الخليقة ومن خلق الله له من دون أن يدفع ثمن المعاناة الداخلية البالغه (مزامير 7:
14-16)
إن المادية التي تسود عصرنا، قد أفرغت الحياة من كل هدف أخلاقي وروحي.
إنها تعوقنا عن رؤية ما في العالم من أمور عجيبة ومدهشة ثم إنها تعوقنا عن رؤية
مهمتنا الحقيقيه إن مرض النفس والروح الناجم عن الإستنزاف قد أحدث تآكلا جسيمأ في
داخل ضمائرنا، حتى أن الضمير نفسه لم يعد قادرا على التمييز بين الخير والشر. ومع
نلك لاتزال في داخل كل منا حاجة عميقة الجذور تجعلنا نشتاق الى البر. لن نجد الشفاء
إلا عندما نؤمن إيمانأ راسخأ أن الله هو خالقنا وأنه هو واهب الحياة والمحبة
والرحمه وهذا مانقرأه في إنجيل يوحنا ٠ ´´لانه هكدا أحب الله العالم حتى بذل ابنه
الوحيد لكي لأ يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياه الأبديه" لانه لم يرسل الله
ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم."´ (يوحنا 3: 16-17)
في أبن الله - في يسوع - تظهر صورة الخالق بأقصى درجات الوضوح وبشكل نهاني (كورنثوس1: 15 ).
وبإعتباره صورة الله الكاملة والطريق الوحيد للاب، يقدم لنا الحياة والوئام
والفرح والإتمام. وفقط عندما نعيش حياتنا فيه نقدر إختبار حقيقته وخيره، وفيه فقط
نقدر أن نستكشف قدرنا الحقيقى. وهذا القدر هو ان نكون صورة الله، وأن نسود على
الأرض فى روحه، الذى هو روح المحبة الخلاق، المعطى للحياه.
ـــــــــــــــــــــ
وقال الله : ( نعمل الانسان
على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل
الارض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الارض ). فخلق الله الانسان على صورته . على
صوره الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: (اثمرواواكثروا واملأوا
الارض وأخضعوها). تكوين1 : 26-28
فى الفصل الافتتاحى لقصة الخليقة، نقرأ
أن الله خلق البشر- كلا من الذكر والأنثى- على صورته، وباركهم وأمرهم بأن يثمروا
ويعتنوا بالارض. ومنذ البداية- فى التو واللحظة- اظهرالله نفسه على انه الخالق الذى
" رأى... كل ما عمله فاذا هو حسن جدا " (تكوين1 : 31 ).
هنا نرى الله، من بدايه
الكتاب المقدس مباشرة يكشف لنا قلبه. هنا نكشف خطة الله لحياتنا.
كثيرون من المسيحيين فى هذا القرن، ان لم يكن معظمهم، يصرفون النظر عن قصة الخلق باعتبارها
أسطوره. فى حين يصر اخرون على ان التفسير الدقيق، الحرفى البحت، لسفرالتكوين، هو
فقط التفسير الصحيح.من جانبى، اكن التوقير للكتاب المقدس كما هو. فمن جهة لا أنوى
استبعاد الجدل فى اى شئ فيه، ومن جهة أخرى، أعتقد أن العلماء على حق فى تحذيرهم بأن
الكتاب المقدس يجب أن لايؤخذ حرفيا. وكما يقول الرسول بطرس: "أن يوما واحدا عند
الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد" (2بطرس3 :8 ).
صورة الله تميزنا
ــــــــــــــــــــــــ
ان الكيفية التفصيلية التي تمت فيها
خلق الكائنات البشرية تبقى أمرأ خفيأ يكشف عنه الخالق وحده. غير أنني على يقين من
شئ واحد هو أنه لا يمكن لأي شخص أن يجد أي معنى أو هدف بدون الله فبدلأ من أن نرفض
قصة الخلق مجرد لأننا لانفهمها، علينا إيجاد معناها الحقيقي الداخلي، ونعيد إكتشاف
مغزاها لنا اليوم في عصرنا الفاسد ضاع الإحترام والوقار بصورة شبه كلية لخطة
الله المبينة في سفر التكوين. فنحن لا نكنز بكفاية معنى الخليقة؟ المغزى من أن
الرجل والمرأة خلقا على صورة الله كشبهه وهذه المشابهة تميزنا بصفة خاصة عن سانر
المخلوقات وتجعل حياة الإنسان مقدسه (تكوين9: 6) أما النظر الى الحياة بطريقة تختنف
عن ذلك، كتقييم الناس حسب فاندتهم فقط ولس حسب مايراهم الله، فهذا معناه إحتقار
لقيمتهم وإهمال لكرامتهم
ماالمقصود بان الخليقة على صورة الله؟. إن المقصود بها
أن نكون صورة حية تعبر عن من هو الله. ومعناه ان نكون معاونين له ممن يواصل عمله في
الخلق وتنمية الحياه. معناه أن ننتمي الى الله، ويجب على كياننا ووجودنا أن يبقيا
دانمأ متعلقتان به ومرتبطتان بسلطانه وفي اللحظة التي نفصل فيها أنفسنا عن الله ٠
نفقد الرؤية للهدف الذي من أجله وجدنا على الارض
في سفر التكوين نقرأ بأن لنا
روح الله الحي ٠ ´´وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة.فصار
ادم نفيا حية" (تكوين2 : 7) وبإعطائنا روحه جعلنا الله كائنات مسؤولة تملك الحرية
للثفكير والعمل، وتأديها بمحبه
لكن حتى ونحن نملك روحأ حية ٠ فإننا نظل مجرد
صورة للخالق وعندما ننظر الى الخليقة على أن الله مركزها ومحورها وليس البشر ٠ سوف
ندرك مكاننا الحقيقي في ترتيبه الإلهي للامور. إن من ينكر أن الله هو أصله ٠ ومن
ينكر أن الله واقع حي في حياته ٠ سرعان ما يضيع في فراغ رهيب وفي النهاية يجد نفسه
واقعأ في فخ تأليه الذات ٠ الأمر الذي يجلب معه إحتقارآ لذاته وإحتقارأ لقيمة الآخرين
كلنا يشتاق الى ما لا يفنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا كان مصيرنا لو إن الله لم ينفخ فينا نسمة حياة؟ إن نظرية التطور برمتها التي نادى بها دارون، هي
في حد ذاتها خطيرة وعقيمه لأنها لاتتمركز حول الله ان في داخلنا شئ يصرخ ضد فكرة
أننا جئنا انى الوجود بواسطة كون لا هدف له. ففي أعماق نفس الانسان عطش لما هو دائم
ولا يفنى وبما أننا صنعنا على صوره الله والله أبدى فلا ممكن أن نثلاشى، في
نهاية الحياة، كالدخان فحياتنا متأصلة بالأبديه يقول ´´كريستوف بلومهاردت ( وهو
قس ألماني وكاتب وإشتراكي دينيا ) ):ان حياتنا تحمل علامة الأبدية ، علامة الله
الأبدي الذي خلقنا على صورته، ولايريدنا أن نبتلع الى زوال، بل يدعونا اليه،
الى ما هو أبدي لقد وضع الله الابديه في قلوبنا (جامعة3 : 11 )، وفي اعماق كل
منا إشتياق جارف الى الأبديه عندما نتنكر لهذه الحقيقه ونعيش لأجل الحاضر فقط، فإن
كل ما يحدث لنا في الحاة يظل غامضا ومغلفأ بألغاز محيره، ونظل في حالة إسثياء شديد
وعدم رضا. فلا يوجد شخص أو ثنظيم بشري يقدر أن يملا أشواق نفوسنا
يتحدث صوت الأبدية الى ضمائرنا بطريقة مباشرة جدأ، لذلك يمكن اعتبار الضمير العنصر الأعمق في
داخلنا؟ فهو يحذرنا ويوقظنا وينهضنا ويقودنا الى العمل الذي يوصينا به الله (رومية2
:14- 1٦ ). وفي كل مرة تجرح فيها النفس ينبهنا ضميرنا بهذا الجرح بتوجع بالغ. إن
كنا نصغي الى ضميرنا فإنه يرشدنا ويقودنا على إننا عندما ننفصل عن الله ، يضطرب
ضميرنا ويترنح ويضل ويصح هذا ليس فقط على الشخص المفرد فحسب بل على الزواج كذلك
فإبتدا من الإصحاح الناني من سفر التكوين تتبين لنا أهميه الزواج. فعندما خلق
الله آدم، قال الله بأن كل ما صنعه "هو حسن" ثم خلق المرأه لتكون معينأ ورفيقأ
للرجل ، لأنه رأى أن"ليس جيدا أن يكون ادم وحده" (ثكوين2: 18) هذا سر عميق: الرجل
والمرأه، الذكر والأنثى ينتميان معأ كصورة لشخصيه الله، وكلاهما يمكن أن يوجد في
الله. ومعأ يصيران كيانأ لا يمكن أن ينفصل أو يتجزأ .ان كل شئ خلقه الله يعطينا
رؤية داخلية في طبيعة الله - مثل الجبال الضخمة والمحيطات الهائلة والأنهار،
والبقاع والامتدادات الفسيحة من المياه، والعواصف والرعد والبرق والكتل الجليدية
والصحاري والمروج والأزهار والأشجار فهناك قوة وخشونة ورجولة ولكن هناك أيضا رقة
وأمومة وحساسيه وتمامأ مثلما لا توجد مختلف أشكال الحياة في الطبيعة بعضها بمعزل عن
بعض، كذلك أولاد الله - ذكور واناث- لا يوجدون فرادى فرغم إختلافهم لكن كلهم مصنعون
على صورة الله، ويحتاج بعضهم الى بعض ليحققوا مقاصد الله الحقيقيه
عندما تتشوه صوره الله تفقد علاقات الحياة هدفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه وضع مأساوي في الكثير من مجتمعات عصرنا اليوم، حيث نرى أن الفروق بين الرجل والمرأة معوجة
ومعكوسة ومشوهه إن الصورة النقية الطبيعية لله تتعرض للتدمير هناك كلام لا ينتهي عن
تحقيق المساواة للنساء، لكن عمليأ يتعرض النساء للظلم وسوء المعامله والأستغلال
أكثر من ذي قبل. وفي الأفلام والتلفزمون والمجلات والاعلانات ترسم المرأة المثالية
(وكذلك الرجل) كمجرد موضوع جنسي
عمومأ فإن الزيجات في مجتمعنا لم يعد ينظر
إليها نظرة مقدسه. لقد تزايد عدد الذين ينظرون الى الزواج على إنه مجرد تجربة أو
إنه عقد بين إثنين من الناس يقاس كل شئ فيه بمدد محددة أو بشروط على حسب إهتماماتهم
الخاصه. وعندما تفشل الزيجات فهناك دائمأ حرية اختيار الطلاق دون أن ينطوي ذلك على
ذنب أو عيب، يلي نلك محاولة جديدة للزواج من شريك آخر كثيرون من الناس لم يعد
يقلقهم أو يهمهم أخذ أو إعطاء وعود بالامان والاخلاص ، فهم يعيشرن معأ لا غير.
والنساء اللواتي يحملن ويلدن ويربين الاطفال أو يستمرن في الزواج من نفس الزوج
أصبحن في أحيان كثيرة موضع احتقار وحتى عندما يكون زواجهن زواجا صحيأ وناجحا، كثيرأ
ما ينظر إليهن كضحايا للظلم يحتجن الى "الانقاذ"´ من هيمنة الجس الخشن
وأما الأطفال فلم يعد هناك تثمين لهم ككنوز في كثاب سفر التكوين يأمر الله ٠ ´´اثمروا
واكثروا´´، أما ائيوم فنرى من يتجنب ´´عبء´´ النسل الغير مرغوب فيه، وذلك باللجوء
الى الإجهاض المشروح (في دول متزايده) واصبح ينظر للاطفال على أنهم مصدر إزعاج وأن
مجيئهم الى العالم يكلف الكثير، وكذلك تربيتهم وتعليمهم تعليمأ عاليأ أنهم يشكلون
نزيفأ اقتصاديأ في حياتنا الماديه. بل حتى محبتهم تستنزف وقتأ طويلا
فهل من الغريب من أن الكثيرين في أيامنا هذه قد فقدوا الأمل؟ ومن أن العديد قد يئسوا من
إمكانية الحب الوفي المديد؟ فالحياة فقدت قيمتها؟ وأصبحت رخيصة؟ ومعظم الناس لم
يعودوا يروها كهبة من الله. إن التقدم في الهندسة الطبية البيولوجية وفي تقنيات
تصوير الجنين على الشاشات ، مكنت أعدادأ متزايدة من الأزواج أن يختاروا الإجهاض
لأسباب أنانيه. وهكذا فالحياة بدون الله ممات ، وليس هناك غير الظلمة وجروحات
الإنفصال عنه العميقه
بالرغم من جهود الكثير من الافراد المتفانين، إلا أن
الكنيسة فشلت فشلا ذريعأ في صراعها ضد هذا الموقف. مهما كان الأمر فيجب على كل منا
أن يعود الى البداية لنسأل أنفسنا مرة أخرى ٠ ´´لماذا خلق الله الرجل والمرأة
أساسا؟`´. لقد خلق الله كل شخص على صورته ٠ وحدد عملا خاصأ متميزأ لكل رجل وإمرأة
وطفل على وجه الأرض ٠ وهو عملا يتوقع منا إنجازه لا يقدر أحد تجاهل قصد الله من كل
الخليقة ومن خلق الله له من دون أن يدفع ثمن المعاناة الداخلية البالغه (مزامير 7:
14-16)
إن المادية التي تسود عصرنا، قد أفرغت الحياة من كل هدف أخلاقي وروحي.
إنها تعوقنا عن رؤية ما في العالم من أمور عجيبة ومدهشة ثم إنها تعوقنا عن رؤية
مهمتنا الحقيقيه إن مرض النفس والروح الناجم عن الإستنزاف قد أحدث تآكلا جسيمأ في
داخل ضمائرنا، حتى أن الضمير نفسه لم يعد قادرا على التمييز بين الخير والشر. ومع
نلك لاتزال في داخل كل منا حاجة عميقة الجذور تجعلنا نشتاق الى البر. لن نجد الشفاء
إلا عندما نؤمن إيمانأ راسخأ أن الله هو خالقنا وأنه هو واهب الحياة والمحبة
والرحمه وهذا مانقرأه في إنجيل يوحنا ٠ ´´لانه هكدا أحب الله العالم حتى بذل ابنه
الوحيد لكي لأ يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياه الأبديه" لانه لم يرسل الله
ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم."´ (يوحنا 3: 16-17)
في أبن الله - في يسوع - تظهر صورة الخالق بأقصى درجات الوضوح وبشكل نهاني (كورنثوس1: 15 ).
وبإعتباره صورة الله الكاملة والطريق الوحيد للاب، يقدم لنا الحياة والوئام
والفرح والإتمام. وفقط عندما نعيش حياتنا فيه نقدر إختبار حقيقته وخيره، وفيه فقط
نقدر أن نستكشف قدرنا الحقيقى. وهذا القدر هو ان نكون صورة الله، وأن نسود على
الأرض فى روحه، الذى هو روح المحبة الخلاق، المعطى للحياه.
عدل سابقا من قبل admin في الأربعاء 17 أكتوبر 2012 - 21:53 عدل 1 مرات