لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بأبن الإنسان ؟ هل فى هذا عدم
اعتراف منه بلاهوته ؟ و لماذا لم يقل إنه أبن الله ؟
السيد المسيح استخدام لقب ابن الإنسان 0 و لكن كان يقول أيضاً إنه
ابن الله 00
قال هذا عن نفسه فى حديثه مع المولود أعمى ، فآمن به و سجد له ( 9 : 35 – 38)
و كان يلقب نفسه أحياناً [الإبن بأسلوب يدل على لاهوته كقوله ” لكى يكرم الجميع الإبن ، كما يكرمون الآب ” ( يو 5 : 21 – 23 ) 0 و قوله أيضاً ” ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب 0 و لا ما هو الآب إلا الإبن ، و من أراد الإبن أن يعلن له ” ( لو 10 : 22 ) 0 و قوله ايضاً عن نفسه ” إن حرركم الإبن فبالحقيقة أنتم أحرار ” ( يو 8 : 36 ) 0
و قد قبل المسيح أن يدعى إبن الله 0 و جعل هذا أساساً للأيمان و طوب بطرس على هذا الأعتراف 0
قبل هذا الإعتراف من نثنائيل ( يو 1 : 49 ) ، و من مرثا ( يو 11 : 27 ) ، و من الذين رأوه ماشياً على الماء ” ( متى 14 : 33 ) 0 و طوب بطرس لما قال له ” أنت هو المسيح أبن الله ” 0 و قال ” طوباك يا سمعان بن يونا 0 إن لحماً و دماً لم يعلن لك ، لكن أبى الذى فى السموات ” ( متى 16 : 16 ، 17 )
و فى الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله 0
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة ” بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله ” ( مر 1 : 1 ) 0 و كانت هذه هى بشارة الملاك للعذراء بقوله ” فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله ” ( لو 1 : 35 ) 0 بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ) ، و على جبل التجلى ( مر 9 : 7 ، 2بط 1 : 17 ، 18 ) 0 و قول الآب فى قصة الكرامين الأردياء ” أرسل إبنى الحبيب ” ( لو 20 : 13 ) 0 و قوله ايضاً ” من مصر إبنى ” ( متى 2 : 15 ) 0 وكانت هذه هى كرازة بولس الرسول ( أع 9 : 20 )99 ، و يوحنا الرسول ( 1يو 4 : 15 ) ، و باقى الرسل 0
إذن لم يقتصر الأمر على لقب ابن الإنسان 0
بل إنه دعى ابن الله ، و الإبن ، و الأبن الوحيد 0 و قد شرحنا هذا بالتفصيل فى السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله ، و بنوة المسيح لله ( صفحة 22 ) 0 بقى أن نقول :
إستخدام المسيح لقب ابن الإنسان فى مناسبات تدل على لاهوته 0
1-فهو كإبن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا 0
و هذا واضح من حديثه مع الكتبة فى قصة شفائه للمفلوج ، إذ قال لهم : و لكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ، حيبنئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك و اذهب إلى بيتك ( متى 9 : 2 – 6 )
2-وهو كإبن الإنسان يوجد فى السماء و الأرض معاً 0
كما قال لنيقوديموس ” ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذى نزل من السماء ، ابن الإنسان الذى هو فى السماء ” ( يو 3 : 13 ) 0 فقد أوضح أنه موجود فى السماء ، فى نفس الوقت الذى يكلم فيه نيقوديموس على الأرض 0 و هذا دليل على لاهوته
3-قال إن إبن الإنسان هو رب السبت 0
فلما لامه الفريسيون على أن تلاميذه قطفوا السنابل فى يوم السبت لما جاعوا ، قائلين له ” هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فى السبوت ” شرح لهم الأمر و قال ” فإن ابن الإنسان هو رب السبت ايضاً ” ( متى 12 : 8 ) 0 ورب السبت هو الله 0
4-قال إن الملائكة يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان 0
لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب فى رؤيته تحت التينة و قال له ” يا معلم أنت إبن الله ” لم ينكر أنه ابن الله ، إنما قال له ” سوف ترى أعظم من هذا 00 من الآن ترون السماء مفتوحة ، و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان ( يو 1 : 48 – 51 ) 0 و إذن الإنسان هنا ، لا يعنى مجرد بشر عادى ، بل له الكرامة الإلهية 0
5-و قال إن إبن الإنسان يجلس عن يمين القوة و يأتى على سحاب السماء
فلما حوكم و قال له رئيس الكهنة ” أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن
الله ؟ أجابه ” أنت قلت 0 و أيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة و آتيا على السحاب السماء ” ( متى 26 : 63 – 65 ) 0 و فهم رئيس الكهنة قوة الكلمة ، فمزق ثيابه ، و قال قد جدف 0 ما حاجتنا بعد إلى شهود !
و نفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال فى وقت استشهاده ” ها أنا أنظر السماء مفتوحة ، و ابن الإنسان قائم عن يمين الله ” ( أع 7 : 56 ) 0
6-و قال إنه كإبن الإنسان سيدين العالم 0
و المعروف أن الله هو “ديان الأرض كلها ” ( تك 18 : 25 ) 0 و قد قال السيد المسيح عن مجيئه الثانى ” إن إبن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه ، مع ملائكته و حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله ” ( متى 16 : 27 ) 0 و نلاحط هنا فى قوله ” مع ملائكته ، نسب الملائكة إليه و هم ملائكة الله 0 و نلاحظ فى عبارة ( مجد أبيه ) معنى لاهوتياً هو :
7-قال إنه هو إبن الله له مجد ابيه ، فيما هو أبن الإنسان 0
إن الإنسان يأتى فى مجد أبيه ، أى فى مجد الله أبيه 0 فهو ابن الإنسان ، و هو ابن الله فى نفس الوقت 0 و له مجد أبيه ، نفس المجد 00 ما أروع هذه العبارة تقال عنه كإبن الإنسان 0 إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته 00
8-و قال إنه كإبن الإنسان يدين العالم ، يخاطب بعبارة ( يا رب ) 0
فقال : و متى جاء ابن الإنسان فى مجده ، و جميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده 0 و يجتمع أمامه جميع الشعوب 00 فيقيم الخراف عن يمينه ، و الجداء عن يساره 0 فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم 00 فيجيبه الأبرار قائلين : يا رب متى رايناك جائعاً فأطعمناك 00 ” ( متى 25 : 31 – 37 )0
عبارة ( يارب ) تدل على لاهوته 0 و عبارة ( أبى ) تدل على أنه إبن الله فيما هو إبن الإنسان 0 فيقول ” إسهروا لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم ” ( متى 24 : 42 ) 0 فمن هو ربنا هذا ؟ يقول ” اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم و لا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان ” ( متى 25 : 13 ) 0 فيستخدم تعبير ( ربكم ) و ( إبن الإنسان ) بمعنى واحد
9-كإبن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته ، و المختارين مختاريه ، و الملكوت ملكوته 0
قال عن علامات نهاية الأزمنة ” حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء 00 و يبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة و مجد كثير 0 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه 00 ” ( متى 24 : 29 – 31 ) 0
و يقول أيضاً ” هكذا يكون فى انقضاء هذا العالم : يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلى الإثم ، و يطرحونهم فى أتون النار ” ( متى 13 : 40 ، 41 ) 0وواضح طبعاً إن الملائكة الله ( يو 1 : 51 ) ، و الملكوت ملكوت الله ( مر 9 : 1 ) ، و المختارين هو مختار الله 0
10-و يقول عن الإيمان به كإبن الإنسان ، نفس العبارات التى قالها عن الإيمان به كإبن الله الوحيد 0
قال ” و كما رفع موسى الحية فى البرية ، ينبغى أن يرفع ابن الإنسان ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية 0 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ، و لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة الأبدية ” ( يو3 : 14 – 16 ) 0
هل ابن الإنسان العادى ، يجب أن يؤمن الناس به ، لتكون لهم الحياة الأبدية 0 أم هنا ما يقال عن ابن الإنسان هو ما يقال عن ابن الله الوحيد 0
11-نبوءة دانيال عنه كإبن للإنسان تحمل معنى لاهوته 0
إذ قال عنه ” و كنت أرى رؤيا الليل ، و إذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان 0 أتى و جاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه 0 فأعطى سلطانا و مجداً و ملكوتاً 0 لتتعبد له كل الشعوب و الأمم و الألسنة 0 سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول 0 و ملكوته ما لن ينقرض ” ( دا 7 : 13 ، 14 ) 0 من هذا الذى تتعبد له كل الشعوب ، و الذى له سلطان أبدى و ملكوته أبدى ، سوى الله نفسه 00 ؟!
12-قال فى سفر الرؤيا إنه الألف و الياء ، الأول و الآخر 0
قال يوحنا الرائى ” و فى وسط المنائر السبع سبه ابن إنسان 00 فوضع يده اليمنى على قائلاً لى : لا تخف أنا هو الأول و الآخر ، و الحى و كنت ميتاً 0 و ها أنا حى إلى أبد الآبدين آمين ” ( رؤ 1 : 13 – 18 ) 0 و قال فى آخر الرؤيا ” ها أنا آتى سريعاً و أجرتى معى ، لأجازى كل واحد كما يكون عمله 0 أنا الألف و الياء 0 البداية و النهاية 0 الأول و الآخر ( رؤ 22 : 12 ، 13 ) 0 و كل هذه من ألقاب الله نفسه ( أش 48 : 12 ، 44 : 6 ) 0 000 00
ما دامت كل هذه الآيات تدل على لاهوته 00 إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان ، و يركز على هذه الصفة ؟
دعا نفسه ابن الإنسان ، لأنه سينوب عن الإنسان فى الفداء
إنه لهذا الغرض قد جاء ، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية 0 و قد أوضح غرضه هذا بقوله ” لأن ابن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك ” ( متى 18 : 11 ) 0
حكم الموت صدر ضد الإنسان ، فيجب أن يموت الإنسان 0 و قد جاء المسيح ليموت بصفته إبناً للإنسان ، إبناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت 0
لهذا نسب نفسه إلى الإنسان عموماً 00
إنه ابن الإنسان ، أو ابن البشر 0 و بهذه الصفة ينبغى أن يتألم و يصلب و يموت ليفدينا 0 و لهذا قال ” ابن الإنسان سوف يسلم لأيدى الناس ، فيقتلونه ، و فى اليوم الثالث يقوم ” ( متى 17 : 23 ، 24 ، 26 : 45 ) و أيضاً ” ابن الإنسان ينبغى أن يتألم كثيراً ، و يرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة و الكتبة ، و يقتل و بعد ثلاثة أيام يقوم ” ( مر 8 : 31 ) 0
حقاً ، إن رسالته كإبن الإنسان كانت هى هذه 0
إبن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك ( متى 18 : 11 )
اعتراف منه بلاهوته ؟ و لماذا لم يقل إنه أبن الله ؟
السيد المسيح استخدام لقب ابن الإنسان 0 و لكن كان يقول أيضاً إنه
ابن الله 00
قال هذا عن نفسه فى حديثه مع المولود أعمى ، فآمن به و سجد له ( 9 : 35 – 38)
و كان يلقب نفسه أحياناً [الإبن بأسلوب يدل على لاهوته كقوله ” لكى يكرم الجميع الإبن ، كما يكرمون الآب ” ( يو 5 : 21 – 23 ) 0 و قوله أيضاً ” ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب 0 و لا ما هو الآب إلا الإبن ، و من أراد الإبن أن يعلن له ” ( لو 10 : 22 ) 0 و قوله ايضاً عن نفسه ” إن حرركم الإبن فبالحقيقة أنتم أحرار ” ( يو 8 : 36 ) 0
و قد قبل المسيح أن يدعى إبن الله 0 و جعل هذا أساساً للأيمان و طوب بطرس على هذا الأعتراف 0
قبل هذا الإعتراف من نثنائيل ( يو 1 : 49 ) ، و من مرثا ( يو 11 : 27 ) ، و من الذين رأوه ماشياً على الماء ” ( متى 14 : 33 ) 0 و طوب بطرس لما قال له ” أنت هو المسيح أبن الله ” 0 و قال ” طوباك يا سمعان بن يونا 0 إن لحماً و دماً لم يعلن لك ، لكن أبى الذى فى السموات ” ( متى 16 : 16 ، 17 )
و فى الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله 0
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة ” بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله ” ( مر 1 : 1 ) 0 و كانت هذه هى بشارة الملاك للعذراء بقوله ” فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله ” ( لو 1 : 35 ) 0 بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ) ، و على جبل التجلى ( مر 9 : 7 ، 2بط 1 : 17 ، 18 ) 0 و قول الآب فى قصة الكرامين الأردياء ” أرسل إبنى الحبيب ” ( لو 20 : 13 ) 0 و قوله ايضاً ” من مصر إبنى ” ( متى 2 : 15 ) 0 وكانت هذه هى كرازة بولس الرسول ( أع 9 : 20 )99 ، و يوحنا الرسول ( 1يو 4 : 15 ) ، و باقى الرسل 0
إذن لم يقتصر الأمر على لقب ابن الإنسان 0
بل إنه دعى ابن الله ، و الإبن ، و الأبن الوحيد 0 و قد شرحنا هذا بالتفصيل فى السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله ، و بنوة المسيح لله ( صفحة 22 ) 0 بقى أن نقول :
إستخدام المسيح لقب ابن الإنسان فى مناسبات تدل على لاهوته 0
1-فهو كإبن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا 0
و هذا واضح من حديثه مع الكتبة فى قصة شفائه للمفلوج ، إذ قال لهم : و لكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ، حيبنئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك و اذهب إلى بيتك ( متى 9 : 2 – 6 )
2-وهو كإبن الإنسان يوجد فى السماء و الأرض معاً 0
كما قال لنيقوديموس ” ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذى نزل من السماء ، ابن الإنسان الذى هو فى السماء ” ( يو 3 : 13 ) 0 فقد أوضح أنه موجود فى السماء ، فى نفس الوقت الذى يكلم فيه نيقوديموس على الأرض 0 و هذا دليل على لاهوته
3-قال إن إبن الإنسان هو رب السبت 0
فلما لامه الفريسيون على أن تلاميذه قطفوا السنابل فى يوم السبت لما جاعوا ، قائلين له ” هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فى السبوت ” شرح لهم الأمر و قال ” فإن ابن الإنسان هو رب السبت ايضاً ” ( متى 12 : 8 ) 0 ورب السبت هو الله 0
4-قال إن الملائكة يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان 0
لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب فى رؤيته تحت التينة و قال له ” يا معلم أنت إبن الله ” لم ينكر أنه ابن الله ، إنما قال له ” سوف ترى أعظم من هذا 00 من الآن ترون السماء مفتوحة ، و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان ( يو 1 : 48 – 51 ) 0 و إذن الإنسان هنا ، لا يعنى مجرد بشر عادى ، بل له الكرامة الإلهية 0
5-و قال إن إبن الإنسان يجلس عن يمين القوة و يأتى على سحاب السماء
فلما حوكم و قال له رئيس الكهنة ” أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن
الله ؟ أجابه ” أنت قلت 0 و أيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة و آتيا على السحاب السماء ” ( متى 26 : 63 – 65 ) 0 و فهم رئيس الكهنة قوة الكلمة ، فمزق ثيابه ، و قال قد جدف 0 ما حاجتنا بعد إلى شهود !
و نفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال فى وقت استشهاده ” ها أنا أنظر السماء مفتوحة ، و ابن الإنسان قائم عن يمين الله ” ( أع 7 : 56 ) 0
6-و قال إنه كإبن الإنسان سيدين العالم 0
و المعروف أن الله هو “ديان الأرض كلها ” ( تك 18 : 25 ) 0 و قد قال السيد المسيح عن مجيئه الثانى ” إن إبن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه ، مع ملائكته و حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله ” ( متى 16 : 27 ) 0 و نلاحط هنا فى قوله ” مع ملائكته ، نسب الملائكة إليه و هم ملائكة الله 0 و نلاحظ فى عبارة ( مجد أبيه ) معنى لاهوتياً هو :
7-قال إنه هو إبن الله له مجد ابيه ، فيما هو أبن الإنسان 0
إن الإنسان يأتى فى مجد أبيه ، أى فى مجد الله أبيه 0 فهو ابن الإنسان ، و هو ابن الله فى نفس الوقت 0 و له مجد أبيه ، نفس المجد 00 ما أروع هذه العبارة تقال عنه كإبن الإنسان 0 إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته 00
8-و قال إنه كإبن الإنسان يدين العالم ، يخاطب بعبارة ( يا رب ) 0
فقال : و متى جاء ابن الإنسان فى مجده ، و جميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده 0 و يجتمع أمامه جميع الشعوب 00 فيقيم الخراف عن يمينه ، و الجداء عن يساره 0 فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم 00 فيجيبه الأبرار قائلين : يا رب متى رايناك جائعاً فأطعمناك 00 ” ( متى 25 : 31 – 37 )0
عبارة ( يارب ) تدل على لاهوته 0 و عبارة ( أبى ) تدل على أنه إبن الله فيما هو إبن الإنسان 0 فيقول ” إسهروا لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم ” ( متى 24 : 42 ) 0 فمن هو ربنا هذا ؟ يقول ” اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم و لا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان ” ( متى 25 : 13 ) 0 فيستخدم تعبير ( ربكم ) و ( إبن الإنسان ) بمعنى واحد
9-كإبن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته ، و المختارين مختاريه ، و الملكوت ملكوته 0
قال عن علامات نهاية الأزمنة ” حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء 00 و يبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة و مجد كثير 0 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه 00 ” ( متى 24 : 29 – 31 ) 0
و يقول أيضاً ” هكذا يكون فى انقضاء هذا العالم : يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلى الإثم ، و يطرحونهم فى أتون النار ” ( متى 13 : 40 ، 41 ) 0وواضح طبعاً إن الملائكة الله ( يو 1 : 51 ) ، و الملكوت ملكوت الله ( مر 9 : 1 ) ، و المختارين هو مختار الله 0
10-و يقول عن الإيمان به كإبن الإنسان ، نفس العبارات التى قالها عن الإيمان به كإبن الله الوحيد 0
قال ” و كما رفع موسى الحية فى البرية ، ينبغى أن يرفع ابن الإنسان ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية 0 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ، و لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة الأبدية ” ( يو3 : 14 – 16 ) 0
هل ابن الإنسان العادى ، يجب أن يؤمن الناس به ، لتكون لهم الحياة الأبدية 0 أم هنا ما يقال عن ابن الإنسان هو ما يقال عن ابن الله الوحيد 0
11-نبوءة دانيال عنه كإبن للإنسان تحمل معنى لاهوته 0
إذ قال عنه ” و كنت أرى رؤيا الليل ، و إذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان 0 أتى و جاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه 0 فأعطى سلطانا و مجداً و ملكوتاً 0 لتتعبد له كل الشعوب و الأمم و الألسنة 0 سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول 0 و ملكوته ما لن ينقرض ” ( دا 7 : 13 ، 14 ) 0 من هذا الذى تتعبد له كل الشعوب ، و الذى له سلطان أبدى و ملكوته أبدى ، سوى الله نفسه 00 ؟!
12-قال فى سفر الرؤيا إنه الألف و الياء ، الأول و الآخر 0
قال يوحنا الرائى ” و فى وسط المنائر السبع سبه ابن إنسان 00 فوضع يده اليمنى على قائلاً لى : لا تخف أنا هو الأول و الآخر ، و الحى و كنت ميتاً 0 و ها أنا حى إلى أبد الآبدين آمين ” ( رؤ 1 : 13 – 18 ) 0 و قال فى آخر الرؤيا ” ها أنا آتى سريعاً و أجرتى معى ، لأجازى كل واحد كما يكون عمله 0 أنا الألف و الياء 0 البداية و النهاية 0 الأول و الآخر ( رؤ 22 : 12 ، 13 ) 0 و كل هذه من ألقاب الله نفسه ( أش 48 : 12 ، 44 : 6 ) 0 000 00
ما دامت كل هذه الآيات تدل على لاهوته 00 إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان ، و يركز على هذه الصفة ؟
دعا نفسه ابن الإنسان ، لأنه سينوب عن الإنسان فى الفداء
إنه لهذا الغرض قد جاء ، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية 0 و قد أوضح غرضه هذا بقوله ” لأن ابن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك ” ( متى 18 : 11 ) 0
حكم الموت صدر ضد الإنسان ، فيجب أن يموت الإنسان 0 و قد جاء المسيح ليموت بصفته إبناً للإنسان ، إبناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت 0
لهذا نسب نفسه إلى الإنسان عموماً 00
إنه ابن الإنسان ، أو ابن البشر 0 و بهذه الصفة ينبغى أن يتألم و يصلب و يموت ليفدينا 0 و لهذا قال ” ابن الإنسان سوف يسلم لأيدى الناس ، فيقتلونه ، و فى اليوم الثالث يقوم ” ( متى 17 : 23 ، 24 ، 26 : 45 ) و أيضاً ” ابن الإنسان ينبغى أن يتألم كثيراً ، و يرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة و الكتبة ، و يقتل و بعد ثلاثة أيام يقوم ” ( مر 8 : 31 ) 0
حقاً ، إن رسالته كإبن الإنسان كانت هى هذه 0
إبن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك ( متى 18 : 11 )